481
" أكل الشمر أمان من القولنج " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 694 ) :
$ موضوع .
رواه أبو نعيم الأصبهاني في " الطب " ( ق 139 / 1 ) من طريق أبي نصر أحمد بن
محمد , حدثنا موسى بن إبراهيم عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة عن
# أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع و علته إبراهيم بن أبي يحيى و هو الأسلمي مولاهم أبو إسحاق
المدني و هو كذاب , صرح بتكذيبه جماعات من الأئمة , منهم يحيى بن سعيد و ابن
معين و ابن المديني و ابن حبان و غيرهم , و مع هذا فقد روى عنه الشافعي و احتج
به و قد أنكر ذلك عليه إسحاق بن راهويه كما رواه ابن أبي حاتم في " آداب
الشافعي " ( ص 178 ) , و قد قال ابن أبي حاتم في مكان آخر منه ( 223 ) :
لم يتبين للشافعي أنه كان يكذب , و قال البزار : كان يضع الحديث , و كان يوضع
له مسائل فيضع لها إسنادا و كان قدريا و هو من أستاذي الشافعي , و عز علينا .
قلت : و اللذان دونه لم أعرفهما , و صالح مولى التوأمة ضعيف .
ثم بدا لي أنه يحتمل أن يكون موسى بن إبراهيم هو أبو عمران المروزي فإن يكن هو
فهو متهم أيضا .
482
" غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :
$ موضوع .
أبو نعيم في " الطب " من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بإسناد الحديث المذكور قبله
, و قد علمت أنه موضوع , و هذا الحديث و الذي قبله مما شان به السيوطي كتابه "
الجامع الصغير " , و لم يتكلم عليها شارحه المناوي بشيء فكأنه لم يقف على
إسنادهما .
483
" إن الله يحب كل قلب حزين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :
$ ضعيف .
رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الهم و الحزن " ( ورقة 2 وجه 1 من مخطوطة
الظاهرية 76 مجموع ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) و ابن عساكر (
13 / 205 / 2 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن # أبي الدرداء
# مرفوعا , و من هذا الوجه أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 303 / 2 )
و الحاكم ( 4 / 415 ) و أبو نعيم ( 6 / 90 ) من طريق الطبراني و قال الحاكم :
صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله : قلت : مع ضعف أبي بكر , منقطع .
يعني بالانقطاع ما بين ضمرة و أبي الدرداء فإن بين وفاتيهما نحو مئة سنة .
و أبو بكر بن أبي مريم ضعيف جدا , و من هذا تعلم أن قول الهيثمي في " المجمع "
( 10 / 309 / 310 ) : رواه البزار و الطبراني و إسنادهما حسن .
غير حسن , لأن مداره عند الطبراني على أبي بكر هذا كما عرفت , و كذلك عند
البزار فيما يظهر , و إلا لفرق الهيثمي بين إسناديهما كما هي عادته , و قد ضعف
أبا بكر هذا الهيثمي نفسه في حديث آخر تقدم قريبا ( 480 ) .
و رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 258 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن
إسماعيل بن رافع و غيره أنه مكتوب في التوراة أو النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره , و هذا مع التردد في رفعه معضل ضعيف جدا , ثم تبين من كشف الأستار ( 4
240 / 3624 ) أن البزار رواه من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن
ضمرة بن حبيب به , فليس فيه إلا الانقطاع , لكن ابن صالح فيه ضعف .
484
" إن من المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا , فمن نذر أن يحج ماشيا فليهد هديا
و يركب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 696 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الحاكم ( 4 / 305 ) و أحمد ( 4 / 429 ) من طريق صالح بن رستم أبي عامر
الخزاز حدثني كثير بن شنظير عن الحسن عن # عمران بن حصين # مرفوعا , و قال
الحاكم : صحيح الإسناد , و أقره الذهبي ثم الزيلعي في " نصب الراية "
( 3 / 305 ) ثم الحافظ العسقلاني في " الدراية " ( 242 ) .
و هذا الذي حملني على إيراده كيلا يغتر بذلك من لا علم عنده , فإن لهذا الإسناد
علتين :
الأولى : ضعف أبي عامر هذا , قال الحافظ في " التقريب " : صدوق كثير الخطأ .
و الأخرى عنعنة الحسن و هو البصري , و كان مدلسا , و قد روى أحمد و غيره من طرق
عن الحسن عن عمران النهي عن المثلة و ليس فيه هذا الذي رواه أبو عامر فدل على
ضعفه , و كذلك جاءت أحاديث كثيرة في أمر من نذر الحج ماشيا أن يركب و يهدى هديا
, و ليس في شيء منها , أن نذر الحج ماشيا من المثلة ( راجع نيل الأوطار 8 / 204
ـ 207 ) .
485
" من خاف الله خوف الله منه كل شيء , و من لم يخف الله خوفه الله من كل شيء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 697 ) :
$ منكر .
رواه القضاعي ( 36 / 2 ) عن عامر بن المبارك العلاف قال : أخبرنا سليمان بن
عمرو عن إبراهيم بن أبي علقمة عن # واثلة بن الأسقع # مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف , لم أعرف أحدا من رجاله غير سليمان بن عمرو , و أظنه
سليمان بن أبي سليمان و اسمه فيروز و يقال : عمرو أبو إسحاق الشيباني مولاهم
الكوفي و هو ثقة
ثم تكشفت لي - و الحمد لله - علة الحديث , فقد رجعت إلى ترجمة إبراهيم بن أبي
عبلة من " تهذيب الكمال " , فوجدته قد ذكر في الرواة عنه سليمان بن وهب , فألقي
في النفس : العلة سليمان بن عمرو هذا , فرجعت إلى " اللسان " فوجدت فيه ما نصه
: سليمان بن وهب النخعي , أخرج أبو الفضل بن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب
من طريق يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن
خالد بن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه : فذكر حديثا .....
قال ابن طاهر : سليمان بن وهب هو النخعي , و وهب جده , و هو سليمان بن عمرو
, و قد تقدم .
قلت : فتبين لي أن سليمان بن عمرو هذا هو النخعي , و هو كذاب وضاع مشهور بذلك ,
و قد تقدمت له أحاديث , فراجع " فهرست الرواة " في آخر المجلد .
و لعل من التساهل أيضا قول السخاوي في " المقاصد " بعد أن ذكره من حديث واثلة و
الحسين بن علي و ابن مسعود : و في الباب عن علي , و بعضها يقوي بعضا .
و ذلك لأن حديث واثلة و ابن مسعود لا يجوز الاستشهاد بها , لشدة ضعفها , و حديث
الحسين و علي لم يذكر من حال إسنادهما ما يمكن أن يقوى أحدهما بالآخر !
و الحديث ذكره المنذري في " الترغيب " ( 4 / 141 ) من رواية أبي الشيخ في
" الثواب " , ثم قال : و رفعه منكر .
و كذلك ذكره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 128 ) و زاد :
و للعقيلي في " الضعفاء " نحوه من حديث أبي هريرة , و كلاهما منكر .
قالت : فيه تساهل واضح , فإن في إسناد هذا كذابا أيضا , كما سيأتي بيانه برقم
( 4544 ) .
486
" ما من أهل بيت يموت منهم ميت فيتصدقون عنه بعد موته إلا أهداها له جبريل عليه
السلام على طبق نور , ثم يقف على شفير القبر فيقول : يا صاحب القبر العميق :
هذه هدية أهداها إليك أهلك فاقبلها , فيدخل عليه فيفرح بها و يستبشر , و يحزن
جيرانه الذين لا يهدى إليهم شيء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 699 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 95 / 2 ـ من زوائد المعجمين ) :
حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي , حدثنا الحسن بن داود بن محمد المنكدري ,
حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك سمعت أبا محمد الشامي يحدث أنه سمع أبا
هريرة أنه سمع # أنس بن مالك #يقول .... فذكره مرفوعا , و قال :
لا يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد , تفرد به محمد بن إسماعيل .
قلت : و هو صدوق من رجال الشيخين , و إنما آفة الحديث من شيخه أبي محمد الشامي
قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا , قال الأزدي : كذاب .
و كذا في " اللسان " , و كأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا , و قال الهيثمي في "
المجمع " ( 3 / 139 ) : رواه الطبراني في الأوسط و فيه أبو محمد الشامي , قال
عنه الأزدي : كذاب .
487
" ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كانا
مسلمين فيكون لوالديه أجرها و له مثل أجورهما بعد أن لا ينقص من أجورهما شيء "
.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :
$ ضعيف .
رواه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 1 / 54 / 1 ) و محمد بن سليمان الربعي
في " جزء من حديثه " ( 212 / 2 ) و ابن عساكر في " حديث أبو الفتوح عبد الخلاق
( ورقة 236 / 1 من مجموع الظاهر 92 ) من طريق عبد الحميد ابن حبيب , أنبأنا
الأوزاعي عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف , عبد الحميد بن حبيب هو كاتب الأوزاعي , قال البخاري و غيره
: ليس بالقوي , و رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 88 / 1 ـ 2 )
عن عباد بن كثير عن عمرو بن شعيب به , و عباد هذا متهم فلا قيمة لمتابعته .
و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 193 ) :
رواه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف دون قوله : إذا كانا مسلمين .
و ذكر الهيثمي ( 3 / 139 ) أن في سند الطبراني خارجة بن مصعب الضبي , قال :
و هو ضعي
488
" هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :
$ لا أصل له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2 / 196 ) : و ما يروونه عن النبي
صلى الله عليه وسلم : لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف و هن يقلن
: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
إلى آخر الشعر , فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث , فمما لا
يعرف عنه صلى الله عليه وسلم , و ضرب الدف في الأفراح صحيح , فقد كان على عهده
صلى الله عليه وسلم .
489
" إذا اشتد كلب الجوع فعليك برغيف و جر من ماء القراح , و قل : على الدنيا
و أهلها مني الدمار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 701 ) :
$ موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع " لابن عدي و البيهقي في الشعب عن أبي هريرة و تعقبه
الشارح المناوي بقوله : و فيه الحسين بن عبد الغفار , قال الدارقطني : متروك ,
و الذهبي : متهم , و أبو يحيى الوقار , قال الذهبي : كذاب .
قلت : أبو يحيى هذا اسمه زكريا بن يحيى , قال ابن عدي في ترجمته من الكامل : (
148 / 1 ) , يضع الحديث , و أخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال : حدثنا
أبو يحيى الوقار و كان من الكذابين الكبار , ثم قال ابن عدي :
و له أحاديث موضوعات كان يتهم الوقار بوضعها , و الصالحون قد وسموا بهذا الاسم
أن يرووا أحاديث في فضائل الأعمال موضوعة بواطل , و يتهم جماعة منهم بوضعها . و
قال في ترجمة الحسين بن عبد الغفار ( 98 ) : حدث بأحاديث مناكير .
و تناقض المناوي ففي " الفيض " أعله بما تقدم , و في " التيسير " قال : إسناده
ضعيف .
قلت : و قد وجدت للحديث طريقا أخرى عن أبي هريرة ليس فيها متهم بالوضع , و هو
الحديث الآتى عقب هذا , و ليس فيه : و قل : " على الدنيا و أهلها مني الدمار "
و إنما فيه : " و على الدنيا و أهلها الدمار " , فهذا إخبار , و الأول إنشاء
و أمر , و لا يخفى الفرق بينهما .
490
" يا أبا هريرة إذا اشتد الجوع فعليك برغيف و كوز من ماء , و على الدنيا
و أهلها الدمار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 702 ) :
$ ضعيف .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( ورقة 14 / 1 ـ من مجموع الظاهرية 82 )
و أبو بكر بن السني في " كتاب القناعة " ( ورقة 237 / 1 ) من طريق كثير بن واقد
, ( و قال أبو بكر : عيسى بن واقد البصري ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #
أبي هريرة # مرفوعا .
و كثير بن واقد , أو عيسى بن واقد , لم أجد من ذكره , و رواه الديلمي ( 4 / 266
) عنه فسماه عيسى بن موسى و لم أعرفه أيضا و قد تابعه الماضي بن محمد عن محمد
بن عمرو به إلا أنه قال : " على الدنيا و أهلها مني الدمار " أي باللفظ الذي
قبله أخرجه ابن السني و ابن عدي في ترجمة الماضي هذا ( 6 / 20425 ) و قال :
مصري منكر الحديث و عامة ما يرويه لا يتابع عليه و لا أعلم روى عنه غير ابن وهب
و قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 442 ) عن أبيه : لا أعرفه و الحديث الذي رواه
باطل و هو منكر الحديث كما قال ابن عدي , و قد روي الحديث بإسناد موضوع و بلفظ
مغاير لهذا بعض الشيء , و هو الذي قبله .
491
" نهى عن بيع و شرط " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 703 ) :
$ ضعيف جدا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 18 / 63 ) حديث باطل ليس في شيء من
كتب المسلمين و إنما يروى في حكاية منقطعة , و قال فيها أيضا ( 29 / 132 ) , و
في ( 3 / 326 ) : يروى في حكاية عن أبي حنيفة و ابن أبي سلمة و شريك , ذكره
جماعة من المصنفين في الفقه , و لا يوجد في شيء من دواوين الحديث , و قد أنكره
أحمد و غيره من العلماء , ذكروا أنه لا يعرف , و أن الأحاديث الصحيحة تعارضه ,
و أجمع العلماء المعروفون من غير خلاف أعلمه أن اشتراط صفة في المبيع و نحوه
كاشتراط كون العبد كاتبا أو صانعا , أو اشتراط طول الثوب أو قدر الأرض و نحو
ذلك , شرط صحيح .
قلت و قد أشكل هذا على بعض الطلبة في المدينة المنورة فذكر ما أخرجه الحاكم في
" علوم الحديث " ( ص 128 ) بأسانيد له عن عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال
: حدثنا محمد بن سليمان الذهلي قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال :
قدمت مكة , فوجدت بها أبا حنيفة , و ابن أبي ليلى , و ابن شبرمة فسألت أبا
حنيفة فقلت : ما تقول في رجل باع بيعا و شرط شرطا ? قال : البيع باطل و الشرط
باطل .
ثم أتيت ابن أبي ليلى , فسألته ? فقال : البيع جائر , و الشرط جائز
فقلت : يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم علي في مسألة واحدة فأتيت
أبا حنيفة فأخبرته , فقال : ما أدري ما قالا , حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع و شرط , البيع باطل و الشرط باطل .
ثم أتيت ابن أبي ليلى , فأخبرته , فقال : ما أدري ما قالا , حدثني هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة
فأعتقها . البيع جائز , و الشرط باطل . ثم أتيت ابن شبرمة , فأخبرته , فقال :
ما أدري ما قالا , حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال : بعت من
النبي صلى الله عليه وسلم ناقة , و شرط لي حملانها إلى المدينة .
البيع جائز و الشرط جائز .
أقول : و لا إشكال في هذا , لأن السند مداره على ابن زاذان , و هو شديد الضعف ,
لقول الدارقطني فيه : متروك . و شيخه الذهلي , لم أعرفه .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 264 / 4521 ) .
ثم لو صح السند بذلك إلى أبي حنيفة , لم يصح حديثه , لما هو معروف من حال أبي
حنيفة رحمه الله في الحديث , كما سبق بيانه ( ص 536 , 625 ) و لذلك استغرب
حديثه هذا الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " ( 3 / 20 - بشرحه سبل السلام )
و عزاه للطبراني أيضا في " الأوسط " و استغربه النووي أيضا و حق لهم ذلك ,
فالحديث محفوظ من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ :
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرطين في بيع .... " .
أخرجه أصحاب السنن , و الطحاوي , و غيرهم , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1305 )
.
فهذا هو أصل الحديث , وهم أبو حنيفة رحمه الله في روايته إن كان محفوظا عنه ,
و الله أعلم .
492
" سلوا الله عز وجل من فضله , فإن الله يحب أن يسأل , و أفضل العبادة انتظار
الفرج " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 705 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه الترمذي ( 4 / 279 ) و ابن أبي الدنيا في " القناعة و التعفف " ( ج 1 ورقة
106 / 1 من مجموع الظاهرية 90 ) و عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء "
( 89 / 2 ) من طريق حماد بن واقد قال : سمعت إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق
الهمداني عن أبي الأحوص عن # ابن مسعود # مرفوعا , و قال الترمذي :
هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث , و حماد ليس بالحافظ , و روى أبو نعيم هذا
الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم ,
و حديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح .
قلت : و حكيم بن جبير أشد ضعفا من ابن واقد فقد اتهمه الجوزجاني بالكذب و إذا
كان الأصح أن الحديث حديثه فهو حديث ضعيف جدا .
و الشطر الأخير من الحديث رواه البزار و البيهقي في " الشعب " و القضاعي من
حديث أنس , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 18 / 147 ) بعد أن عزاه للأول :
و فيه من لم أعرفه .
493
" نهى أن يركب ثلاثة على دابة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 706 ) :
$ ضعيف .
روي من حديث جابر : قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 109 ) : رواه الطبراني في
" الأوسط " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو متروك .
قلت : لأنه كان يكذب كما تقدم , لكن روى الحديث بإسناد خير من هذا , فقال أبو
بكر بن أبي شيبة في " كتاب الأدب " ( 1 / 153 / 1 ) : حدثنا عبد الرحيم بن
سليمان عن إسماعيل عن الحسن عن مهاجر بن قنفذ قال : كنا نتحدث معه إذ مر ثلاثة
على حمار فقال للآخر منهم : انزل لعنك الله قال , فقيل له : أتلعن هذا الإنسان
? قال : فقال : قد نهينا أن يركب الثلاثة على الدابة .
و إسماعيل هو بن مسلم البصري المكي و هو ضعيف , ثم روى ابن أبي شيبة بإسناد
صحيح عن زاذان أنه قال كذا رأى ثلاثة على بغل فقال : لينزل أحدكم فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن الثالث .
و هذا مرسل صحيح الإسناد , لأن زاذان و هو أبو عبد الله الكندي ثقة من رجال
مسلم , و قد صح ركوبه صلى الله عليه وسلم على الدابة و أمامه عبد الله بن جعفر
, و خلفه الحسن أو الحسين رواه مسلم , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2312 )
فإن صح النهي حمل على الدابة التي لا تطيق , و ذلك من باب الرفق بالحيوان و قد
صح في ذلك الكثير الطيب انظر المجلد الأول من " الصحيحة " .
494
" رب عابد جاهل , و رب عالم فاجر , فاحذروا الجهال من العباد , و الفجار من
العلماء , فإن أولئك فتنة الفتناء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 707 ) :
$ موضوع .
رواه بن عدي في الكامل ( ورقة 33 ـ 34 من مخطوطة ظاهرية دمشق رقم 364 ـ حديث )
و من طريقه ابن عساكر في المجلس الرابع عشر في " ذم من لا يعمل بعلمه " ( ورقة
56 وجه 1 ـ 2 من مجموع الظاهرية رقم 77 ) و في " التاريخ " ( 3 / 154 / 2 ) من
طريق بشر بن إبراهيم قال : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن
# أبي أمامة # مرفوعا , و قال ابن عساكر : تفرد به بشر هذا .
قلت : و هو وضاع , و قال ابن عدي : إنه منكر الحديث عن الثقات و الأئمة , ثم
ساق له أحاديث و قال : إنها بواطيل , و ضعها بشر .
قلت : و هذه أحدها , ثم قال : و هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات , و قال ابن
حبان : كان يضع الحديث , ثم رواه ابن عدي ( 400 / 1 ) في ترجمة محفوظ بن بحر
عنه عن عمر بن موسى عن خالد بن معدان به دون قول " فإن أولئك .. " , و قال :
منكر , عن خالد بن معدان و الراوي عنه عمر بن موسى و يقال له : ابن وجيه ,
ضعيف .
قلت : و هو ممن يضع الحديث كما تقدم مرارا , و محفوظ هذا قال أبو عروبة : كان
يكذب , لكن قال ابن عدي عقبه : و ليس هذا من قبل محفوظ كأنه يشير إلى أن المتهم
به هو ابن وجيه هذا و بشر بن إبراهيم , و هذا الحديث مما أورده السيوطي في
كتابه " الجامع الصغير " و من عجيب أمره أنه ذكره من رواية ابن عدي الذي ساقه
في ترجمة هذا الوضاع , ثم سكت السيوطي عن هذا كله ! .
495
" من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة , كل
حسنة مثل حسنات الحرم , قيل : و ما حسنات الحرم ? قال : لكل حسنة مائة ألف حسنة
" .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 709 ) :
$ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 169 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 112 / 2 )
و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 13 ) و الحاكم ( 1 / 461 ) و البيهقي ( 10 / 78
) من طريق عيسى بن سوادة عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن # ابن عباس
#مرفوعا , و قال الطبراني : لم يروه عن إسماعيل إلا عيسى .
قلت : و هو ضعيف جدا , و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله
: ليس بصحيح , أخشى أن يكون كذبا , و عيسى قال أبو حاتم : منكر الحديث .
قلت : و تمام كلام أبي حاتم كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 277 ) :
ضعيف , روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم حديثا منكرا .
قلت : كأنه يعني هذا ... , و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 108 )
و قال : رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و الحاكم كلاهما من رواية عيسى بن سوادة و
قال الحاكم : صحيح الإسناد , و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر , فإن في القلب من
عيسى بن سوادة شيئا , قال الحافظ المنذري : قال البخاري : هو منكر الحديث .
قلت : ففي قول البخاري هذا إشارة إلى اتهامه و أنه لا تحل الرواية عنه كما سبق
التنبيه عليه مرارا , و انظر الصفحة الآتية ( 118 ) و قد أفصح بذلك ابن معين
فقال فيه : كذاب , رأيته , ثم وجدت له متابعا , فقال أبو علي الهروي في الأول
من الثاني من " الفوائد " ( 9 / 2 ) : حدثنا سليمان بن الفضل بن جبريل حدثنا
محمد بن سليمان حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به , إلا أنه أوقف
الشطر الأخير منه على ابن عباس , و هو : " بكل حسنة مائة ألف حسنة " .
و هذا سند واه , سليمان بن الفضل بن جبريل لم أجد له ترجمة , و لعله الذي في
" الكامل " لابن عدي ( 161 / 1 ) : سليمان بن الفضل عن ابن المبارك قال ابن عدي
: رأيت له غير حديث منكر , و قال أيضا : ليس بمستقيم الحديث . والله أعلم .
496
" إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة , و الماشي بكل خطوة
يخطوها سبعمائة حسنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 710 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الطبراني في الكبير ( 3 / 165 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 204 / 2
) من طريق يحيى بن سليم عن محمد بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن
جبير عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , يحيى بن سليم و محمد بن مسلم ضعفهما أحمد و غيره ,
و قد اضطرب أحدهما في إسناده فمرة رواه هكذا و مرة قال : إبراهيم بن ميسرة بدل
إسماعيل بن أمية , أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 254 ) و كذا الضياء من
طريق الطبراني , و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 354 ) و مرة قال :
إسماعيل بن إبراهيم , رواه البزار كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و مرة أخرى
أسقطه فقال : عن محمد بن مسلم الطائفي عن سعيد بن جبير , ذكره ابن أبي حاتم في
" علل الحديث " ( 1 / 279 ) و قال : قال أبي : محمد بن مسلم عن سعيد بن جبير ,
مرسل , و هذا حديث يروي عن ابن سيش رجل مجهول , و ليس هذا بحديث صحيح .
و رواه ابن عدي ( ق 226 / 1 ) من طريق عبد الله بن محمد القدامي حدثنا محمد بن
مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير به , و لفظه : " من حج راكبا
كان له بكل خطوة حسنة , و من حج ماشيا كان له بكل خطوة سبعين حسنة من حسنات
الحرم , قال : قلت : و ما حسنات الحرم ? قال : الحسنة بمائة ألف " و قال :
عبد الله بن محمد القدامي عامة حديثه غير محفوظ و هو ضعيف .
قلت : و جملة القول : أن الحديث ضعيف , لضعف راويه , و اضطرابه في سنده و متنه
و كيف يكون صحيحا و قد صح أنه عليه الصلاة و السلام حج راكبا , فلو كان الحج
ماشيا أفضل لاختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم , و لذلك ذهب جمهور العلماء
إلى أن الحج راكبا أفضل كما ذكره النووي في " شرح مسلم " , و راجع رسالتي " حجة
النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه " ( ص 16 ) من
الطبعة الأولى , و التعليق ( 16 ) من طبعة المكتب الإسلامي .
و في الحديث عند ابن أبي حاتم , و أبي نعيم زيادة في آخره تقدمت في الحديث الذي
قبله , و قد روى بإسناد آخر مختصرا أيضا و هو :
497
" للماشي أجر سبعين حجة , و للراكب أجر ثلاثين حجة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 712 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 ـ 112 ) عن محمد بن المحصن العكاشي
حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الواحد بن قيس سمعت # أبا هريرة # يقول :
" قدم على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من مزينة و جماعة من هذيل و جماعة من
جهينة فقالوا : يا رسول الله خرجنا إلى مكة مشاة , و قوم يخرجون ركبانا , فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره , و قال : لم يروه عن إبراهيم إلا محمد .
قلت : و هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم نسب إلى جده الأعلى , و هو كذاب و قد مضى
غيره مرة , و قال الهيثمي ( 3 / 209 ) : و هو متروك , و قد روى الحديث بلفظ آخر
و هو الذي قبله .
498
" صائم رمضان فى السفر كالمفطر فى الحضر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 713 ) :
$ منكر .
رواه ابن ماجه ( 1 / 511 ) و الهيثم بن كليب في " المسند " ( 22 / 2 ) و الضياء
في " المختارة " ( 1 / 305 ) من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن أبيه # عبد الرحمن بن عوف # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علتان :
الأولى : الانقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه كما في " الفتح " .
الثانية : أسامة بن زيد في حفظه ضعف , و قد خالفه الثقة و هو ابن أبي ذئب فرواه
عن الزهري ابن شهاب به موقوفا .
رواه النسائي ( 1 / 316 ) و الفريابي في " الصيام " ( 4 / 70 / 1 ) من طرق عنه
و لذلك قال البيهقى في " السنن " ( 4 / 144 ) .
و هو موقوف , و في إسناده انقطاع , و روى مرفوعا و إسناده ضعيف .
نعم رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني عن ابن أبي ذئب به مرفوعا , لكن
أبا قتادة هذا متروك , و في الطريق إليه آخر ضعيف أخرجه الخطيب ( 11 / 383 ) .
و قد رواه النسائي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبيه موقوفا أيضا , و إسناده صحيح , فهذا يؤيد خطأ من رفعه عن
عبد الرحمن بن عوف , و قد ذكر الضياء أن الدارقطني أيضا صحح وقفه على
عبد الرحمن .
499
" الصبر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 714 ) :
$ منكر .
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 56 / 2 ) و تمام الرازي ( 9 / 138 / 1 )
و أبو الحسن الأزدي في " المجلس الأول من المجالس الخمسة " ( 16 - 17 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 5 / 34 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 13 / 226 ) و القضاعي
في " مسنده " ( 6 ب / 2 ) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن محمد بن خالد
المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن أبي وائل عن # ابن مسعود # مرفوعا
, و قال أبو نعيم و الخطيب : تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد .
قلت : و المخزومي هذا , قال الذهبي في " الميزان " :
قال ابن الجوزي : مجروح , قلت , له عن الثوري .... مرفوعا : اليقين الإيمان كله
, و هذا المتن ذكره البخاري تعليقا في كتاب الإيمان , و لم يقل فيه : قال النبي
صلى الله عليه وسلم .
و قال الحافظ في " اللسان " : قال أبو علي النيسابوري : هذا حديث منكر لا أصل
له من حديث زبيد و لا من حديث الثوري , و قال في " الفتح " ( 1 / 41 ) :
هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح , و بقيته : و الصبر نصف
الإيمان , و أخرجه أبو نعيم و البيهقي في الزهد من حديثه يعني ابن مسعود و لا
يثبت رفعه .
قلت : و يعقوب بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه و به أعل الحديث المناوي و هو قصور
بين , ثم ذكر عن البيهقي أنه قال : و المحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع .
500
" ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته , و لا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ,
فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 715 ) :
$ باطل .
رواه الخطيب في كتاب " تلخيص المتشابه في الرسم " ( ج 13 ورقة 136 / 1 ) من
طريق محمد بن هاشم البعلبكي حدثني أبي هاشم بن سعيد عن يزيد بن زياد البصري
و كان يسكن صور عن حميد الطويل عن # أنس بن مالك # مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عساكر في " تاريخه " ( 18 / 143 / 1 ) و زاد في آخره .
" و لا تكونوا كلا على الناس " و من طريق ابن عساكر فقط أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " , و ذكر في كتابه " الحاوي للفتاوي " ( 2 / 201 ) أنه
رواهالديلمي أيضا من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , و آفته يزيد هذا و هو الدمشقي و يقال فيه :
ابن أبي زياد , و هو متهم , قال البخاري : منكر الحديث , و كذا قال أبو حاتم ,
و قال مرة : ضعيف الحديث , كأن حديثه موضوع .
قلت : و قد جزم أبو حاتم في حديث آخر يزيد هذا أنه موضوع , و سيأتي بعد حديثين
, و قد اشتهر عن البخاري أنه قال :
كل من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه نقله الذهبي في " الميزان " (
1 / 5 ) .
فالحديث بهذا الإسناد واه جدا .
و قد وهم الشيخ عبد الحي الكتانى في " الترابيب الإدارية " حيث ذكر فيه ( 1 /
10 ) أن السيوطي صحح حديث ابن عساكر هذا في " الحاوي " و هذا خطأ فاحش , فلم
يصححه السيوطي في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه من الحاوي , فإن كان صححه في
مكان آخر منه و هذا بعيد فهو وهم من السيوطي نفسه رحمه الله , و كم له من مثل
ذلك , ثم رأيت الحديث قد رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 124 - 125 ) من
طريق الوحاظي عن يزيد بن زياد الدمشقي به و قال : و قال أبي : هذا حديث باطل ,
ثم وجدت ليزيد متابعا , فقال أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 197 ) حدثنا
أبي حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى حدثنا أبو اليمان
الحكم بن نافع حدثنا سعيد بن كثير عن حميد به , و هذه متابعة قوية فإن سعيد بن
كثير هذا و هو ابن عفير المصري ثقة من رجال الشيخين , و لكن في الطريق إليه من
يسرق الحديث و هو محمد بن أحمد بن يزيد و هو السلمي , قال ابن عدي :
يسرق الحديث ,و مثله شيخه محمد بن عيسى و هو الطرسوسي , قال ابن عدي :
و هو في عداد من يسرق الحديث , و عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه
قلت : فهو أو السلمي آفة هذا السند فلا يفرح بهذه المتابعة .
و الحديث في نسخة نبيط بن شريط الموضوعة ( برقم 22 ) .
و قد روى موقوفا , أخرجه ابن شاهين في " الفوائد " ( ورقة 1 / 2 ) و ابن عساكر
( 4 / 155 / 1 ) من طريق شمر بن عطية قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه موقوفا .
و هذا إسناد منقطع بين شمر و حذيفة , لأن شمرا إنما يروي عن أبي وائل و نحوه من
التابعين , لكن رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( ق 255 / 1 ) و القاسم
السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 59 / 1 ) و ابن عساكر عن محمد بن قيس عن
عمرو بن مرة قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه , بيد أنه يبدو أنه منقطع أيضا بين
عمرو و حذيفة , و هذا الموقوف مع ضعفه أولى من المرفوع لشدة ضعف إسناد المرفوع
و لقول الإمام أبي حاتم فيه : حديث باطل , و قديما قالوا :
إذ قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام .