منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4)   سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) Emptyالسبت 18 سبتمبر - 0:49

64
" نعم أو نعمت الأضحية الجذع من الضأن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 155 ) : ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2 / 355 ) و البيهقي ( 9 / 271 ) و أحمد ( 2 / 444 - 445 ) من
طريق عثمان بن واقد عن كدام بن عبد الرحمن عن أبي كباش قال : جلبت غنما جذعانا
إلى المدينة فكسدت علي , فلقيت # أبا هريرة # فسألته ? فقال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث, قال: فانتهبه الناس, و قال الترمذي: حديث
غريب يعني ضعيف, ولذا قال الحافظ في "الفتح" (10/12): وفي سنده ضعف, وبين
علته ابن حزم فقال في " المحلى " ( 7 / 365 ) : عثمان بن واقد مجهول , و كدام بن
عبد الرحمن لا ندري من هو , عن أبي كباش الذي جلب الكباش الجذعة إلى المدينة
فبارت عليه , هكذا نص حديثه , و هنا جاء ما جاء أبو كباش , و ما أدراك ما أبو
كباش, ما شاء الله كان ! كأنه يتهم أبا كباش بهذا الحديث , و هو مجهول مثل الراوي
عنه كدام وقد صرح بذلك الحافظ في "التقريب", وأما عثمان بن واقد فليس بمجهول
فقد وثقه ابن معين و غيره, و قال أبو داود : ضعيف , و للحديث علة أخرى و هي الوقف فقال البيهقي عقبه:

وبلغني عن أبي عيسى الترمذي قال: قال البخاري: رواه غير عثمان
 بن واقد عن أبي هريرة موقوفا , و له طريق آخر بلفظ : جاء جبريل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم يوم الأضحى فقال : كيف رأيت نسكنا هذا ? قال : لقد باهى به أهل
السماء , و اعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من الثنية من الإبل و البقر و لو
علم الله ذبحا أفضل منه لفدى به إبراهيم عليه السلام , و فيه إسحاق بن إبراهيم
الحنيني , قال البيهقي : تفرد به و في حديثه ضعف .
قلت : و هو متفق على ضعفه , و قد أورده العقيلي في " الضعفاء " و ساق له حديثا
و قال : لا أصل له , ثم ساق له هذا الحديث , ثم قال : يروي عن زياد بن ميمون
و كان يكذب عن أنس , و من أوهى التعقب ما تعقب به ابن التركماني قول البيهقي
المتقدم فقال : قلت : ذكر الحاكم في المستدرك هذا الحديث من طريق إسحاق المذكور
ثم قال : صحيح الإسناد !
قلت : و كل خبير بهذا العلم الشريف يعلم أن الحاكم متساهل في التوثيق و التصحيح
و لذلك لا يلتفت إليه , و لا سيما إذا خالف , و لهذا لم يقره الذهبي في
" تلخيصه " على تصحيحه بل قال ( 4 / 223 ) : قلت : إسحاق هالك , و هشام ليس
بمعتمد , قال ابن عدي : مع ضعفه يكتبه حديثه .
وليس يخفى هذا على مثل ابن التركماني لولا الهوي! فإن هذا الحديث يدل على جواز
الجذع في الأضحية وهو مذهب الحنفية و ابن التركماني منهم ولما كانت الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة لا يحتج بها أراد أن يقوي

بعضها بالاعتماد على تصحيح الحاكم! و لو أن تصحيحه كان على خلاف ما يشتهيه مذهبه لبادر إلى رده متذرعا بما ذكرناه من التساهل!

وهذا عيب كبير من مثل هذا العالم النحرير, وعندنا على ما نقول أمثلة أخرى كثيرة لا فائدة كبيرة من ذكرها. ومن الأحاديث المشار إليها:
65
" يجوز الجذع من الضأن أضحية " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 157 ) : ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 275 ) و البيهقي و أحمد ( 6 / 338 ) من طريق محمد بن
أبي يحيى مولى الأسلميين عن أمه عن # أم بلال بنت هلال عن أبيها #‏مرفوعا, وهذا سند ضعيف من

أجل أم محمد بن أبي يحيى فإنها مجهولة كما قال ابن حزم ( 7 / 365
و قال : و أم بلال مجهولة , و لا ندري لها صحبة أم لا , قال السندي قال الدميري:
أصاب ابن حزم في الأول, وأخطأ في الثاني, فقد ذكر أم بلال في الصحابة ابن منده
وأبو نعيم وابن عبد البر, ثم قال الذهبي في "الميزان": إنها لا تعرف ووثقها العجلي.
قلت : الحق ما قاله ابن حزم فيها , فإنها لا تعرف إلا في هذا الحديث, و مع أنه
ليس فيه التصريح بصحبتها ففي الإسناد إليها جهالة كما علمت فأنى ثبوت الصحبة
لها ? ! ثم من الغرائب أن يسكت الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 217 - 218 )
على هذا الحديث مع ثبوت ضعفه ! و في الباب أحاديث أخرى أوردها ابن حزم في
" المحلى " ( 7 / 364 - 365 ) و ضعفها كلها , و قد أصاب إلا في تضعيفه لحديث
عقبة بن عامر قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجذع من الضأن .
أخرجه النسائي ( 2 / 204 ) و البيهقي ( 9 / 270 ) من طريق بكير بن الأشج عن
معاذ بن عبد الله بن خبيب عنه , و هذا إسناد جيد رجاله ثقات , و إعلال بن حزم
له بقوله : ابن خبيب هذا مجهول , غير مقبول , فإن معاذا هذا وثقه ابن معين
و أبو داود و ابن حبان و قال الدارقطني : ليس بذاك و لهذا قال الحافظ في
" الفتح " بعد أن عزاه للنسائي : سنده قوي , لكن رواه أحمد ( 4 / 152 ) من طريق
أسامة بن زيد عن معاذ به بلفظ : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجذع ?
فقال : " ضح به , لا بأس به " , و إسناده حسن و هو يخالف الأول في أنه مطلق ,
و ذاك خاص في الضأن , و على الأول فيمكن أن يراد به الجذع من المعز و تكون
خصوصية لعقبة , لحديثه الآخر قال : قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقلت : يا رسول الله صارت لي جذعة , و في رواية عتود
و هو الجذع من المعز قال : " ضح بها " , أخرجه البخاري ( 10 / 3 - 4 و 9 - 10 )
و البيهقي ( 9 / 270 ) و زاد : " و لا أرخصه لأحد فيها بعد " , و يمكن أن يحمل
المطلق على الضأن أيضا بدليل حديث أسامة و عليه يحتمل أن يكون ذلك خصوصية له
أيضا , أو كان ذلك لعذر مثل تعذر المسنة من الغنم و غلاء سعرها و هذا هو الأقرب
لحديث عاصم بن كليب عن أبيه قال : كنا نؤمر علينا في المغازي أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم , و كنا بفارس , فغلت علينا يوم النحر المسان , فكنا نأخذ
المسنة بالجذعين و الثلاثة , فقام فينا رجل من مزينة فقال : كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأصبنا مثل هذا اليوم فكنا نأخذ المسنة بالجذعين و الثلاثة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الجذع يوفي مما يوفي الثني " , أخرجه
النسائي و الحاكم ( 4 / 226 ) و أحمد ( 268 ) و قال الحاكم : حديث صحيح , و هو
كما قال , و قال ابن حزم ( 7 / 267 ) : إنه في غاية الصحة , و رواه أبو داود
( 2 / 3 ) و ابن ماجه ( 2 / 275 ) و البيهقي ( 9 / 270 ) مختصرا , و في روايتهم
تسمية الصحابي بمجاشع بن مسعود السلمي و هو رواية للحاكم , فهذا الحديث يدل
بظاهره على أن الجذعة من الضأن إنما تجوز عند غلاء سعر المسان و تعسرها ,
و يؤيده حديث أبي الزبير عن جابر مرفوعا : " لا تذبحوا إلا مسنة , إلا أن يعسر
عليكم , فتذبحوا جذعة من الضأن " , أخرجه مسلم ( 6 / 72 ) و أبو داود ( 2 / 3 )
( 3 / 312 , 327 ) و قال الحافظ في " الفتح " : إنه حديث صحيح .
و خلاصة القول أن حديث الباب لا يصح , و كذا ما في معناه , و حديث جابر و عاصم
ابن كليب على خلافها , فالواجب العمل بهما , و تأويلهما من أجل أحاديث الباب لا
يسوغ لصحتهما و ضعف معارضهما , والله أعلم .
(فائدة): المسنة هي الثنية من كل شيء من الإبل والبقر والغنم, وهي من الغنم والبقر
ما دخل في السنة الثالثة, ومن الإبل ما دخل في السادسة والجذع من الضأن ما له سنة
تامة على الأشهر عند أهل اللغة وجمهور أهل العلم كما قال الشوكاني وغيره.
استدراك : ذلك ما كنت كتبته سابقا منذ نحو خمس سنوات , و كان محور اعتمادي في
ذلك على حديث جابر المذكور من رواية مسلم عن أبي الزبير عنه مرفوعا : " لا
تذبحوا إلا مسنة ... " , و تصحيح الحافظ ابن حجر إياه , ثم بدا لي أني كنت
واهما في ذلك , تبعا للحافظ , و أن هذا الحديث الذي صححه هو و أخرجه مسلم كان
الأحرى به أن يحشر في زمرة الأحاديث الضعيفة , لا أن تتأول به الأحاديث الصحيحة
ذلك لأن أبا الزبير هذا مدلس , و قد عنعنه , و من المقرر في " علم المصطلح " أن
المدلس لا يحتج بحديثه إذا لم يصرح بالتحديث , و هذا هو الذي صنعه أبو الزبير
هنا , فعنعن , و لم يصرح , و لذلك انتقد المحققون من أهل العلم أحاديث يرويها
أبو الزبير بهذا الإسناد أخرجها مسلم , اللهم إلا ما كان من رواية الليث بن سعد
عنه , فإنه لم يرو عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث , فقال الحافظ الذهبي في ترجمة
أبي الزبير - و اسمه محمد بن مسلم بن تدرس بعد أن ذكر فيه طعن بعض الأئمة بما
لا يقدح في عدالته : و أما أبو محمد بن حزم , فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه عن
جابر و نحوه لأنه عندهم ممن يدلس , فإذا قال : سمعت , و أخبرنا احتج به ,
و يحتج به ابن حزم إذا قال : عن مما رواه عنه الليث بن سعد خاصة , و ذلك لأن
سعيد بن أبي مريم قال : حدثنا الليث قال : جئت أبا الزبير , فدفع إلى كتابين ,
فانقلبت بهما , ثم قلت في نفسي : لو أننى عاودته فسألته أسمع هذا من جابر ?
فسألته , فقال : منه ما سمعت , و منه ما حدثت به , فقلت : أعلم لي على ما سمعت
منه , فأعلم لي على هذا الذي عندي , ثم قال الذهبي : و في " صحيح مسلم " عدة
أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر , و لا هي من طريق الليث
عنه , ففي القلب منها شيء , و قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : صدوق إلا
أنه يدلس , و أورده في المرتبة الثالثة من كتابه " طبقات المدلسين ( ص 15 )
و قال : مشهور بالتدليس , و وهم الحاكم في " كتاب علوم الحديث " فقال في سنده :
و فيه رجال غير معروفين بالتدليس ! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس , و قال
في مقدمة الكتاب في صدد شرح مراتبه : الثالثة من أكثر من التدليس , فلم يحتج
الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع , و منهم من رد حديثهم مطلقا ,
و منهم من قبلهم , كأبي الزبير المكي .
قلت : و الصواب من ذلك المذهب الأول و هو قبول ما صرحوا فيه بالسماع و عليه
الجمهور خلافا لابن حزم فإنه يرد حديثهم مطلقا و لو صرحوا بالتحديث كما نص عليه
في أول كتابه " الإحكام في أصول الأحكام " على ما أذكر , فإن يدي لا تطوله الآن
و أرى أنه قد تناقض في أبي الزبير منهم خاصة , فقد علمت مما نقلته لك عن الذهبي
آنفا أن ابن حزم يحتج به إذا قال : سمعت , و هذا ما صرح به في هذا الحديث ذاته
فقال في " المحلى " في صدد الرد على المخالفين له ( 7 / 363 - 364 ) : هذا حجة
على الحاضرين من المخالفين , لأنهم يجيزون الجذع من الضأن , مع وجود المسنات ,
فقد خالفوه , و هم يصححونه , و أما نحن فلا نصححه , لأن أبا الزبير مدلس ما لم
يقل في الخبر أنه سمعه من جابر , هو أقر بذلك على نفسه , روينا ذلك عنه من طريق
الليث بن سعد . انظر " الإحكام "‏( 1 / 139 ـ 140 ) , و مقدمتي لـ" مختصر مسلم " ( المكتبة الإسلامية ) .
و جملة القول : أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن و نحوها
و ليس من رواية الليث بن سعد عنه , فينبغي التوقف عن الاحتجاج به , حتى يتبين
سماعه , أو ما يشهد له , و يعتضد به .
هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق , فطالما غفل عنها عامة الناس , و قد كنت
واحدا منهم , حتى تفضل الله علي فعرفني بها , فله الحمد و الشكر , و كان من
الواجب علي أن أنبه على ذلك , فقد فعلت , و الله الموفق لا رب سواه .
و إذا تبين هذا , فقد كنت ذكرت قبل حديث جابر هذا حديثين ثابتين في التضحية
بالجذع من الضأن , أحدهما حديث عقبة بن عامر , و الآخر حديث مجاشع بن مسعود
السلمي و فيه : " أن الجذع يوفي مما يوفي الثني " , و كنت تأولتهما بما يخالف
ظاهرهما توفيقا بينهما و بين حديث جابر , فإذ قد تبين ضعفه , و أنه غير صالح
للاحتجاج به , و لتأويل ما صح من أجله , فقد رجعت عن ذلك , إلى دلالة الحديثين
الظاهرة في جواز التضحية بالجذع من الضأن خاصة , و حديث مجاشع و إن كان بعمومه
يشمل الجذع من المعز , فقد جاء ما يدل على أنه غير مراد و هو حديث البراء قال :
ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تلك شاة
لحم " , فقال : يا رسول الله إن عندي جذعة من المعز , فقال : " ضح بها , و لا
تصلح لغيرك " و في رواية : " اذبحها , و لن تجزئ عن أحد بعدك " و في أخرى :
" و لا تجزيء جذعة عن أحد بعدك " , أخرجه مسلم ( 6 / 74 - 76 ) و البخاري نحوه
و يبدو جليا من مجموع الروايات أن المراد بالجذعة في اللفظ الأخير الجذعة من
المعز , فهو في ذلك كحديث عقبة المتقدم من رواية البخاري , و أما فهم ابن حزم
من هذا اللفظ جذعة العموم فيشمل عنده الجذعة من الضأن فمن ظاهريته و جموده على
اللفظ دون النظر إلى ما تدل عليه الروايات بمجموعها , و السياق و السباق ,
و هما من المقيدات , كما نص على ذلك ابن دقيق العيد و غيره من المحققين .
ذلك هو الجواب الصحيح عن حديث جابر رضي الله عنه , و أما قول الحافظ في
" التلخيص " ( ص 385 ) .
تنبيه : ظاهر الحديث يقتضي أن الجذع من الضأن لا يجزئ إلا إذا عجز عن المسنة ,
و الإجماع على خلافه , فيجب تأويله , بأن يحمل على الأفضل و تقديره : المستحب
أن لا تذبحوا إلا مسنة .
قلت : هذا الحمل بعيد جدا , و لو سلم فهو تأويل , و التأويل فرع التصحيح ,
و الحديث ليس بصحيح كما عرفت فلا مسوغ لتأويله .
و قد تأوله بعض الحنابلة بتأويل آخر لعله أقرب من تأويل الحافظ , ففسر المسنة
بما إذا كانت من المعز ! و يرد هذا ما في رواية لأبي يعلى في " مسنده "
( ق 125 / 2 ) بلفظ : " إذا عز عليك المسان من الضأن , أجزأ الجذع من الضأن "
و هو و إن كان ضعيف السند كما بينته في " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار
السبيل " ( رقم 1131 ) , فمعناه هو الذي يتبادر من اللفظ الأول .
و لعل الذي حمل الحافظ و غيره على ارتكاب مثل هذا التأويل البعيد هو الاعتقاد
بأن الإجماع على خلاف ظاهر الحديث , و قد قاله الحافظ كما رأيت .
فينبغي أن يعلم أن بعض العلماء كثيرا ما يتساهلون في دعوى الإجماع في أمور
الخلاف فيها معروف , و عذرهم في ذلك أنهم لم يعلموا بالخلاف , فينبغي التثبت في
هذه الدعوى في مثل هذه المسألة التي لا يستطيع العالم أن يقطع بنفي الخلاف فيها
كما أرشدنا الإمام أحمد رحمه الله بقوله : من ادعى الإجماع فهو كاذب , و ما
يدريه لعلهم اختلفوا , أو كما قال رواه ابنه عبد الله بن أحمد في " مسائله " .
فمما يبطل الإجماع المزعوم في هذه المسألة ما روى مالك في " الموطأ " ( 2 /
482 / 2 ) عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يتقي من الضحايا و البدن التي لم تسن
ورواه عبد الرزاق عن مالك عن نافع بن ابن عمر قال: "لا تجزيء إلا الثنية فصاعدا",
ذكره ابن حزم ( 7 / 361 ) و ذكر بمعناه آثارا أخرى فليراجعها من شاء الزيادة.
و ختاما أقول : نستطيع أن نستخلص مما سبق من التحقيق : أن حديث هلال هذا :
" نعمت الأضحية الجذع من الضأن " و كذا الذي قبله , و إن كان ضعيف المبنى , فهو
صحيح المعنى , يشهد له حديث عقبة و مجاشع , و لو أني استقبلت من أمري ما
استدبرت , لما أوردتهما في هذه " السلسلة " و لأوردت بديلهما حديث جابر هذا ,
و لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا , و لله في خلقه شؤون .
66
" من عرف نفسه فقد عرف ربه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 165 ) : لا أصل له .
قال في " المقاصد " للحافظ السخاوي ( ص 198 ) : قال أبو المظفر بن السمعاني :
لا يعرف مرفوعا و إنما يحكي عن يحيى بن معاذ الرازي من قوله و كذا قال النووي :
إنه ليس بثابت .
و نقل السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 203 ) كلام النووي هذا و أقره , و قال
في "القول الأشبه" (2 / 351) من "الحاوي للفتاوى": هذا الحديث ليس بصحيح.
و نقل الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 83 ) عن ابن تيمية أنه قال : موضوع .
و قال العلامة الفيروز أبادي - صاحب القاموس - في " الرد على المعترضين على
الشيخ ابن عربي " ( ق 37 / 2 ) : ليس من الأحاديث النبوية , على أن أكثر الناس
يجعلونه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم , و لا يصح أصلا, و إنما يروي في
الإسرائيليات : " يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك " .
قلت : هذا حكم أهل الاختصاص على هذا الحديث , و مع ذلك فقد ألف بعض الفقهاء
المتأخرين من الحنفية رسالة في شرح هذا الحديث ! و هي محفوظة في مكتبة الأوقاف
الإسلامية في حلب , و كذلك شرح أحدهم حديث : " كنت كنزا مخفيا ... " في رسالة
خاصة أيضا موجودة في المكتبة المذكورة برقم ( 135 ) مع أنه حديث لا أصل له أيضا
كما سيأتي ( 6023 ) , و ذلك مما يدل على أن هؤلاء الفقهاء لم يحاولوا - مع
الأسف الشديد - الاستفادة من جهود المحدثين في خدمة السنة و تنقيتها مما أدخل
فيها , و لذلك كثرت الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في كتبهم , والله المستعان .
67
" من قرأ في الفجر بـ *( ألم نشرح )* و *( ألم تر كيف )* لم يرمد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 166 ) : لا أصل له .
قال السخاوي ( ص 200 ) : لا أصل له , سواء أريد بالفجر هنا سنة الصبح أو الصبح
لمخالفته سنة القراءة فيهما .
يشير إلى أن السنة في سنة الفجر *( قل يا أيها الكافرون )* و *( قل هو الله
أحد )* , و في فرض الفجر قراءة ستين آية فأكثر على ما هو مفصل في كتابي " صفة
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " .
68
" قراءة سورة *( إنا أنزلناه )* عقب الوضوء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 167 ) : لا أصل له .
كما قال السخاوي , قال : و رأيته في المقدمة المنسوبة للإمام أبي الليث من
الحنفية , فالظاهر إدخاله فيها من غيره و هو مفوت سنة .
قلت : يعني سنة القول بعد الوضوء : " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله , اللهم اجعلني من التوابين , و اجعلني من
المتطهرين " و هو في مسلم و الترمذي , أو يقول : " سبحانك اللهم و بحمدك , أشهد
أن لا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك " رواه الحاكم و غيره بسند صحيح .
قلت : و قوله :‏لا أصل له يوهم أنه لا إسناد له , و ليس كذلك كما سيأتي ( 1449 ) .
69
" مسح الرقبة أمان من الغل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 167 ) : موضوع .
قال النووي في " المجموع شرح المهذب : ( 1 / 465 ) : هذا موضوع ليس من كلام
النبي صلى الله عليه وسلم .
و نقله السيوطي في ذيل " الأحاديث الموضوعة " ( ص 203 ) عن النووي و أقره .
و قال الحافظ ابن حجر في " تلخيص الحبير " ( 1 / 433 ) ما مختصره : أورده
أبو محمد الجويني , و قال : لم يرتض أئمة الحديث إسناده , و أورده الغزالي في
" الوسيط " و تعقبه ابن الصلاح فقال : هذا الحديث غير معروف عن النبي صلى الله
عليه وسلم , و هو من قول بعض السلف , قال الحافظ : يحتمل أن يريد به ما رواه
أبو عبيد في كتاب " الطهور " عن عبد الرحمن بن مهدي عن المسعودي عن القاسم بن
عبد الرحمن عن موسى بن طلحة قال: "من مسح قفاه مع رأسه وقي الغل يوم القيامة.
قلت : فيحتمل أن يقال : هذا و إن كان موقوفا فله حكم الرفع , لأن هذا لا يقال
من قبل الرأي , فهو على هذا مرسل .
قلت : لكن المسعودي كان قد اختلط فلا حجة في حديثه لو كان مرفوعا , فكيف و هو
موقوف ? ثم قال الحافظ ( 1 / 434 - 453 ) : قال أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " :
حدثنا محمد بن أحمد , حدثنا عبد الرحمن بن داود , حدثنا عثمان بن { خرزاذ }
حدثنا عمر بن محمد بن الحسن , حدثنا محمد بن عمرو الأنصاري عن أنس بن سيرين عن
# عمر # أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " , و في " البحر "
للروياني : قرأت جزءا رواه أبو الحسين بن فارس بإسناده عن فليح بن سليمان عن
نافع عن # ابن عمر # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من توضأ و مسح بيديه
على عنقه وقي الغل يوم القيامة " , و قال : هذا إن شاء الله حديث صحيح , قلت
( هو الحافظ ) : بين ابن فارس و فليح مفازة فينظر فيها .
قلت : و حديث ابن عمر في " تاريخ أصبهان " ( 2 / 115 ) , و عزاه الشيخ علي
القاري في " الموضوعات " ( ص 73 ) لـ" مسند الفردوس " بسند ضعيف .
قلت : و علته محمد بن عمرو الأنصارى هذا , و هو أبو سهل البصري , متفق على
تضعيفه , و كان يحيى بن سعيد يضعفه جدا و يقول : روى عن الحسن أوابد ! .
و شيخ أبي نعيم ضعيف أيضا , و هو محمد بن أحمد بن علي بن المحرم , قال الذهبي
في " الميزان " : هو من كبار شيوخ أبي نعيم الحافظ , روى عنه الدارقطني و ضعفه
و قال البرقاني: لا بأس به, وقال ابن أبي الفوارس: لم يكن عندهم بذاك وهو ضعيف.
ثم رأيت ابن عراق قال في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 75 ) بعد أن ذكر الحديث من
رواية أبي نعيم في " التاريخ " : و فيه أبو بكر المفيد شيخ أبي نعيم , قال الحافظ
العراقي : و هو آفته . و سيأتي الكلام على الحديث مع زيادة تحقيق برقم ( 744 )
أو نحوه إن شاء الله تعالى .
قلت : فمثل هذا الحديث يعد منكرا , و لا سيما أنه مخالف لجميع الأحاديث الواردة
في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم , إذ ليس في شيء منها ذكر لمسح الرقبة , اللهم
إلا في حديث طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمسح رأسه مرة واحدة حتى بلغ القذال و هو أول القفا .
و في رواية : و مسح رأسه من مقدمه إلى مؤخره حتى أخرج يديه من تحت أذنيه .
أخرجه أبو داود و غيره , و ذكر عن ابن عيينة أنه كان ينكره , و حق له ذلك فإن
له ثلاث علل , كل واحدة منها كافية لتضعيفه , فكيف بها و قد اجتمعت , و هي
الضعف , و الجهالة , و الاختلاف في صحبة والد مصرف , و لهذا ضعفه النووي و ابن
تيمية و العسقلاني و غيرهم , و قد بينت ذلك في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم 15).
70
" من أطعم أخاه خبزا حتى يشبعه , و سقاه ماء حتى يرويه , بعده الله عن النار
سبع خنادق , بعد ما بين خندقين مسيرة خمس مئة سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 170 ) : موضوع .
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 117 ) و يعقوب الفسوي في " التاريخ " ( 2 /
527 ) و ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( ص 254 ) و الحاكم ( 4 / 129 ) و كذا
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 95 / 1 ـ من زوائد المعجمين ) و ابن عساكر ( 6 /
115 / 2 ) من طريق إدريس بن يحيى الخولاني , حدثني رجاء بن أبي عطاء عن واهب بن
عبد الله الكعبي عن # عبد الله بن عمرو بن العاص # مرفوعا , و قال الحاكم :
صحيح الإسناد و وافقه الذهبي ! و هذا من أغلاطهما الفاحشة , فإن رجاءا هذا , لم
يوثقه أحد , بل هو متهم , فاسمع ما قال فيه الحاكم نفسه ! فيما ذكره الذهبي نفسه في "الميزان"

قال: صويلح!, قال الحاكم: مصري صاحب موضوعات (!), وقال ابن حبان:
يروي الموضوعات , ثم ساق له الحديث الذي وقع لنا مسلسلا بالمصريين .
قلت : يعني هذا و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 172 ) و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 87 ) و عزاه في " الجامع الكبير " و الزيادة لـ( ن ) أي :
النسائي و هو وهم أو تحريف , ثم ساق الذهبي إسناده إلى رجاء به ثم قال : هذا
حديث غريب منكر تفرد به إدريس أحد الزهاد .
قلت : إدريس هذا صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 265 ) فالتهمة منحصرة في
رجاء هذا , و زاد الحافظ في " لسان الميزان " : و هذا الحديث أورده ابن حبان
و قال : إنه موضوع , و أخرجه الحاكم و قال : صحيح الإسناد , فما أدري ما وجه
الجمع بين كلاميه ! ( يعني تصحيحه للحديث و قوله في راويه : صاحب موضوعات ) كما
لا أدري كيف الجمع بين قول الذهبي " صويلح " و سكوته على تصحيح الحاكم في
" تلخيص المستدرك " مع حكايته عن الحافظين ( يعني الحاكم و ابن حبان ) أنهما
شهدا عليه برواية الموضوعات ! .
قلت : و الحديث عزاه الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 130 ) للطبراني في " الكبير "
و " الأوسط " قال : و فيه رجاء بن أبي عطاء , و هو ضعيف , كذا قال , و رجاء أشد
ضعفا مما ذكر كما تقدم , و مع هذا , فالهيثمي أقرب إلى الصواب من المنذري ,
فإنه أورد الحديث في " الترغيب " ( 2 / 48 ـ رقم 14 ) ثم قال : رواه الطبراني
في "الكبير" وأبو الشيخ ابن حيان في "الثواب" والحاكم, والبيهقي, وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

فأقر الحاكم على تصحيحه, فأوهم أنه صحيح, وليس كذلك, وهذا هو الحامل لي
على نشر هذا الحديث و تحقيق القول في وضعه كي لا يغتر أحد بزلة هؤلاء الأفاضل
فيقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , صاننا الله من ذلك بمنه
و فضله .
71
" التكبير جزم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 172 ) : لا أصل له .
كما قال الحافظ ابن حجر و السخاوي , و كذا السيوطي , و له رسالة خاصة في الحديث
في كتابه " الحاوي للفتاوي " ( 2 / 71 ) و قد بين فيها أنه من قول إبراهيم
النخعي , و أن معنى قوله جزم لا يمد ثم ذكر قول من فسره بأنه لا يعرب بل يسكن
آخره . ثم رده من وجوه ثلاثة أوردها فليراجعها من شاء .
ثم إن الحديث مع كونه لا أصل له مرفوعا , و إنما هو من قول إبراهيم , فإنما
يريد به التكبير في الصلاة كما يستفاد من كلام السيوطي في الرسالة المشار إليها
فلا علاقة له بالأذان كما توهم بعضهم , فإن هناك طائفة من المنتمين للسنة في
مصر و غيرها تؤذن كل تكبيرة على حدة : الله أكبر , الله أكبر , عملا بهذا
الحديث زعموا ! و التأذين على هذه الصفة مما لا أعلم له أصلا في السنة , بل
ظاهر الحديث الصحيح خلافه , فقد روى مسلم في " صحيحه " ( 2 / 4 ) من حديث عمر
ابن الخطاب مرفوعا : " إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر , فقال أحدكم :
الله أكبر الله أكبر , ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله , قال : أشهد أن لا إله ألا الله ,
 الحديث..." ففيه إشارة ظاهرة إلى أن المؤذن يجمع بين كل تكبيرتين, وأن السامع
يجيبه كذلك , و في " شرح صحيح مسلم " للنووي ما يؤيد هذا فليراجعه من شاء .
و مما يؤيد ذلك ما ورد في بعض الأحاديث أن الأذان كان شفعا شفعا .
72
" أدبني ربي فأحسن تأديبي " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 172 ) : ضعيف .
قال ابن تيمية في " مجموعة الرسائل الكبرى " ( 2 / 336 ) : معناه صحيح , و لكن
لا يعرف له إسناد ثابت, وأيده السخاوي والسيوطي فراجع "كشف الخفاء" (1/70).
73
" مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين عند قول المؤذن : أشهد أن محمدا
رسول الله ... إلخ و أن من فعل ذلك حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 173 ) : لا يصح.
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي بكر رضي الله عنه مرفوعا .
قال ابن طاهر في " التذكرة " : لا يصح , كذا في " الأحاديث الموضوعة " للشوكاني
( ص 9 ) و كذلك قال السخاوي في " المقاصد " .
74
" عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 173 ) : ‏لا أصل له بهذا اللفظ .
قال ابن الصلاح : هذا حديث غير معروف و لا ثابت , نقله الشيخ إسماعيل العجلوني
في " الكشف " و من قبله ابن الملقن في " الخلاصة " ( 164 / 2 ) و زاد : قلت :
و أسنده صاحب الفردوس بلفظ " استفرهوا " بدل " عظموا " أي : ضحوا بالثمينة
القوية السمينة .
قلت: وسنده ضعيف جدا, وسوف يأتي تحقيق الكلام عليه بإذن الله تعالى (2687).
75
" عجلوا بالصلاة قبل الفوت , و عجلوا بالتوبة قبل الموت " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 174 ) : موضوع .
و معناه صحيح , أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 4 - 5 ) .
76
" الناس كلهم موتى الا العالمون , و العالمون كلهم هلكى الا العاملون
و العاملون كلهم غرقى الا المخلصون , و المخلصون على خطر عظيم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 174 ) : موضوع .
أورده الصغاني ( ص 5 ) و قال : و هذا الحديث مفترى ملحون , و الصواب في
الإعراب : " العالمين و العاملين و المخلصين ) " .
قلت : و هو شبيه بكلام الصوفية , و مثله قول سهل بن عبد الله التستري : الناس
كلهم سكارى إلا العلماء , و العلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعلمه , رواه الخطيب
في " اقتضاء العلم العمل " ( رقم 22 ـ بتحقيقي ) ثم روى من طريق أخرى عنه قال :
" الدنيا جهل و موات , إلا العلم , و العلم كله حجة إلا العمل به , و العمل كله
هباء إلا الإخلاص , و الإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به " .
قلت : و هذا أقرب إلى هذا الحديث , فلعله هو أصله , رفعه بعض جهلة الصوفية .
77
" لا مهدي إلا عيسى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 175 ) : منكر .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 495 ) و الحاكم ( 4 / 441 ) و ابن الجوزي في " الواهيات "
( 1447 ) و ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1 / 155 ) و أبو عمرو الداني في
" السنن الواردة في الفتن " ( 3 / 3 / 2 , 4 / 9 / 1 , 5 / 22 / 2 ) و السلفي
في " الطيوريات " ( 62 / 1 ) و الخطيب ( 4 / 221 ) من طريق محمد بن خالد الجندي
عن أبان بن صالح عن الحسن عن # أنس # مرفوعا بلفظ :
" لا يزداد الأمر إلا شدة , و لا الدنيا إلا إدبارا , و لا الناس إلا شحا ,
و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس , و لا مهدي إلا عيسى بن مريم " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاث :
الأولى : عنعنة الحسن البصري , فإنه قد كان يدلس .
الثانية: جهالة محمد بن خالد الجندي, فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب" تبعا لغيره كما يأتي . الثالثة : الاختلاف في سنده .
قال البيهقي : قال أبو عبد الله الحافظ : محمد بن خالد مجهول و اختلفوا عليه في
إسناده , فرواه صامت بن معاذ قال : حدثنا يحيى بن السكن , حدثنا محمد بن خالد
... فذكره , قال صامت : عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء , فدخلت على محدث
لهم , فوجدت هذا الحديث عنده عن محمد بن خالد عن أبان بن أبي عياش عن الحسن
مرسلا , قال البيهقي : فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي و هو مجهول
عن أبان أبي عياش , و هو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم , و هو
منقطع , و الأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا , نقله في
" التهذيب " . و قال الذهبي في " الميزان " : إنه خبر منكر , ثم ساق الرواية
الأخيرة عن ابن أبي عياش عن الحسن مرسلا ثم قال : فانكشف و وهى .
و قال الصغاني : موضوع كما في " الأحاديث الموضوعة " للشوكاني ( ص 195 )
و نقل السيوطي في " العرف الوردي في أخبار المهدي " ( 2 / 274 من الحاوي ) عن
القرطبي أنه قال في " التذكرة " : إسناد ضعيف , و الأحاديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا
الحديث فالحكم بها دونه. و قد أشار الحافظ في "الفتح" (6 / 385) إلى رد هذا الحديث لمخالفته لأحاديث المهدي .
و هذا الحديث تستغله الطائفة القاديانية في الدعوة لنبيهم المزعوم : ميرزا غلام
أحمد القادياني الذي ادعى النبوة , ثم ادعى أنه هو عيسى بن مريم المبشر بنزوله
في آخر الزمان , و أنه لا مهدي إلا عيسى بناء على هذا الحديث المنكر , و قد
راجت دعواه على كثيرين من ذوي الأحلام الضعيفة , شأن كل دعوة باطلة لا تعدم من
يتباناها و يدعو إليها , و قد ألفت كتب كثيرة في الرد على هؤلاء الضلال , و من
أحسنها رسالة الأستاذ الفاضل المجاهد أبي الأعلى المودودى رحمه الله في الرد
عليها , و كتابه الآخر الذي صدر أخيرا بعنوان " البيانات " فقد بين فيهما حقيقة
القاديانيين, وأنهم مرقوا من دين المسلمين بأدلة لا تقبل الشك, فليرجع إليهما من شاء.
( تنبيه ) قوله في هذا الحديث : " و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " هذه
الجملة منه صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن مسعود !
خرجه مسلم و أحمد .



سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4)   سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) Emptyالسبت 19 يونيو - 6:10

78

" سؤر المؤمن شفاء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 177 ) :

 لا أصل له .

قال الشيخ أحمد الغزي العامري في " الجد الحثيث " ( رقم 168 من نسختي ) : ليس

بحديث , و أقره الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 458 ) .

قلت : و أما قول الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 45 ) : هو صحيح من جهة

المعنى لرواية الدارقطني في " الأفراد " من حديث ابن عباس مرفوعا : " من

التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه " أي المؤمن , فيقال له كما تعلمنا منه في

مثل هذه المناسبة : ثبت العرش ثم انقش ! " , فإن هذا الحديث غير صحيح أيضا ,

و بيانه فيما بعد , على أنه لو صح لما كان شاهدا له ! كيف و ليس فيه أن سؤر

المؤمن شفاء لا تصريحا و لا تلويحا , فتأمل .

79

" من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه , و من شرب من سؤر أخيه ابتغاء

وجه الله تعالى رفعت له سبعون درجة , و محيت عنه سبعون خطيئة , و كتب له سبعون

درجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 177 ) : موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 40 ) برواية الدارقطني من طريق نوح بن

أبي مريم عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا به , و قال ابن الجوزي :

تفرد به نوح و هو متروك , و تعقبه السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 2 / 259

طبع المكتبة الحسينية ) بقوله : قلت : له متابع , قال الإسماعيلي في

" معجمه " ( ق 123 / 2 ـ مصورة الجامعة الإسلامية ) : أخبرني علي بن محمد بن

حاتم أبو الحسن القومسي : حدثنا جعفر بن محمد الحداد القومسي , حدثنا إبراهيم

بن أحمد البلخي , حدثنا الحسن بن رشيد المروزي عن ابن جريج , و عنه يعني

المروزي هذا ثلاثة أنفس , فيه لين , الأصل : فيهم و هو خطأ .

قلت : بل الحسن هذا منكر الحديث , فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل "

( 1 / 2 / 14 ) بعد أن نقل عن أبيه أنه مجهول : يدل حديثه على الإنكار , و ذلك

أنه روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أنه قال : " من صبر في حر مكة ساعة

باعد الله عز وجل منه جهنم سبعين خريفا , و من مشى في طريق مكة ساعة , كل قدم

يضعها ترفع له درجة , و الأخرى حسنة " .

و في " اللسان " : و قال العقيلي فيه : في حديثه وهم , و يحدث بمناكير , ثم ساق

حديث ابن عباس الذي استنكره ابن أبي حاتم و قال : هذا حديث باطل لا أصل له .

و الحديث رواه السهمي الجرجاني في " تاريخ جرجان " ( 262 ) من طريق شيخه

أبي بكر الإسماعيلى قال : حدثنا علي بن محمد بن حاتم بن دينار أبو الحسن

القومسي و كان صدوقا , إلخ ... و قال : قال شيخنا أبو بكر الإسماعيلى : إبراهيم

ابن أحمد و الحسن بن رشيد مجهولان , و مما أوردنا يتبين أن هذه المتابعة لا

تسمن و لا تغني من جوع لشدة ضعفها , و جهالة الراوي عنها , فلا قيمة لتعقب

السيوطي على ابن الجوزي , و لعله يشير لهذا صنيع الشوكاني في " الأحاديث

الموضوعة " ( ص 68 ) حيث ساق الحديث ثم اكتفى في تخريجه على قوله : رواه

الدارقطني و في إسناده متروك , فلم يتعرض للمتابعة المزعومة بذكر !

قلت : و نوح هذا كان من أهل العلم , و كان يسمى : الجامع , لجمعه فقه أبي حنيفة

و لكنه متهم في الرواية , قال أبو علي النيسابوري : كان كذابا , و قال أبو سعيد

النقاش : روى الموضوعات , و قال الحاكم : هو مقدم في علومه إلا أنه ذاهب الحديث

بمرة , و قد أفحش أئمة الحديث القول فيه ببراهين ظاهرة , و قال أيضا : لقد كان

جامعا , رزق كل شيء إلا الصدق ! نعوذ بالله تعالى من الخذلان , و كذا قال ابن

حبان , و قد أورد الحافظ برهان الدين الحلبي في رسالة " الكشف الحثيث عمن رمي

بوضع الحديث " كما في " الفوائد البهية في تراجم الحنفية " ( ص 221 ) .

ثم إن للحديث علة أخرى لم أر من تنبه لها و هي عنعنة ابن جريج , فإنه على جلالة

قدره كان مدلسا , قال الإمام أحمد : بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج

أحاديث موضوعة , كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها , يعني قوله : أخبرت

و حدثت عن فلان , كذا في " الميزان " , و قال الدارقطني : تجنب تدليس ابن جريج

فإنه قبيح التدليس , لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح , مثل إبراهيم بن أبي يحيى

و موسى بن عبيدة و غيرهما , كذا في " التهذيب " , فإن سلم الحديث من ابن

أبي مريم و الحسن بن رشيد , فلن يسلم من تدليس ابن جريج .

80

" المهدي من ولد العباس عمي " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 188 ) : موضوع .

أخرجه الدارقطني في " الأفراد " ( ج 2 رقم 26 من أصلى المنقول عن مخطوطة

الظاهرية ) و عنه الديلمي ( 4 / 84 ) و ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1431 ) من

طريق محمد بن الوليد القرشي , حدثنا أسباط بن محمد و صلة بن سليمان الواسطي عن

سليمان التيمي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن # عثمان بن عفان # مرفوعا , و قال

الدارقطني : غريب , تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم بهذا الإسناد .

قلت : و هو متهم بالكذب , قال ابن عدي : كان يضع الحديث , و قال أبو عروبة :

كذاب , و بهذا أعله المناوي في " الفيض " نقلا عن ابن الجوزي , و به تبين خطأ

السيوطي في إيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " .

قلت : و مما يدل على كذب هذا الحديث أنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم :

" المهدي من عترتي من ولد فاطمة " , أخرجه أبو داود ( 2 / 207 - 208 ) و ابن

ماجه ( 2 / 519 ) و الحاكم ( 4 / 557 ) و أبو عمرو الداني في " السنن الواردة

في الفتن " ( 99 - 100 ) و كذا العقيلي ( 139 و 300 ) من طريق زياد بن بيان عن

علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة مرفوعا , و هذا سند جيد رجاله كلهم

ثقات , و له شواهد كثيرة , فهو دليل واضح على رد هذا الحديث , و مثله :

81

" يا عباس إن الله فتح هذا الأمر بي , و سيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا كما

ملئت جورا , و هو الذى يصلي بعيسى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 181 ) : موضوع .

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4 / 117 ) , و من طريقه ابن الجوزي في

" الواهيات " ( 1437 ) في ترجمة أحمد بن الحجاج بن الصلت قال : حدثنا سعيد بن

سليمان , حدثنا خلف بن خليفة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن # عمار بن ياسر

قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم غير أحمد بن الحجاج هذا

و لم يذكر فيه الخطيب جرحا و لا تعديلا , و قد اتهمه الذهبي بهذا الحديث فقال :

رواه بإسناد الصحاح مرفوعا , فهو آفته ! و العجيب أن الخطيب ذكره في " تاريخه "

و لم يضعفه و كأنه سكت عنه لانتهاك حاله , و وافقه الحافظ في " لسان الميزان "

و الحديث أورده السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 1 / 431 - 434 ) و سكت عليه

! و من هنا يتبين لك الفرق بين الذهبي و السيوطي , فإن الأول حافظ نقاد ,

و الآخر جماع نقال , و هذا هو السر في كثرة خطئه و تناقضه في كتبه , و الحديث

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 37 ) من حديث ابن عباس نحوه و قال :

موضوع , المتهم به الغلابي محمد بن زكريا , و أقره السيوطي في " اللآليء "

( 1 / 435 ) , و رواه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 323 ـ 324 ) , و عنه ابن

الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2 / 375 / 1438 ) من طريق أخرى , ثم قال ابن

الجوزي ( 2 / 378 ) : لا بأس بإسناده كذا قال و هو منه عجيب فإن فيه علتين :

إحداهما : عبد الصمد بن علي و هو الهاشمي ضعفه العقيلي ( 3 / 84 / 1053 ) و ساق

له حديث استنكره الذهبي و سيأتي برقم ( 2898 ) . و الأخرى : محمد بن

نوح بن سعيد المؤذن , أورده الذهبي و قال : خبره كذب يعني هذا و أبوه مجهول .

تنبيه : اختلط هذا الإسناد على بعض الطلبة فظن أنه من رواية الغلابي , و ليس هو

فيه , و أما صلاة المهدي بعيسى عليه السلام , فصحيح ثابت في أحاديث كثيرة ,

و مثل هذا الحديث :

82

" ألا أبشرك يا أبا الفضل ? إن الله عز وجل افتتح بي هذا الأمر , و بذريتك

يختمه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 183 ) : موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 135 ) من طريق لاهز بن جعفر التيمي , حدثنا

عبد العزيز بن عبد الصمد العمي , أخبرني علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب

عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال : تفرد به لاهز بن جعفر و هو حديث عزيز .

قلت : و هو متهم , قال فيه ابن عدي : بغدادي مجهول يحدث عن الثقات بالمناكير ,

ثم ساق له حديثا في فضل علي ثم قال ابن عدي : و هذا باطل , قال الذهبي : إي

والله هذا من أكبر الموضوعات , و علي , فلعن الله من لا يحبه , و الحديث أورده

في " كنز العمال " ( رقم 38693 ) برواية أبي نعيم في " الحلية " عن أبي هريرة

بغير هذا اللفظ , و لم أعثر عليه الآن في " الحلية " , فالله أعلم .

تنبيه : إذا علمت حال هذا الحديث و الذي قبله , فلا يليق نصب الخلاف بينهما

و بين الحديث الصحيح المتقدم قريبا : " المهدي من ولد فاطمة " لصحته و شدة ضعف

مخالفه , و عليه : لا مسوغ لمحاولة التوفيق بينهما كما فعل بعض المتقدمين

و الأستاذ المودودي رحمه الله في " البيانات " ( ص 115 , 165 ) , و الله تعالى

هو الموفق لا إله سواه .

83

" نعم المذكر السبحة , و إن أفضل ما يسجد عليه الأرض , و ما أنبتته الأرض " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 184 ) : موضوع .

أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 4 / 98 ـ مختصره ) قال : أنا عبدوس بن

عبد الله أنا أبو عبد الله الحسين بن فنجويه الثقفي , حدثنا علي بن محمد بن

نصرويه , حدثنا محمد بن هارون بن عيسى بن منصور الهاشمي حدثني محمد بن علي بن

حمزة العلوي حدثني عبد الصمد بن موسى حدثتني زينب بنت سليمان بن علي حدثتني

أم الحسن بنت جعفر بن الحسن عن أبيها عن جدها عن # علي # مرفوعا , ذكره السيوطي

في رسالته : " المنحة في السبحة " ( 2 / 141 ـ من الحاوي ) و نقله عنه الشوكاني

في " نيل الأوطار " ( 2 / 166 - 167 ) و سكتا عليه !

قلت : و هذا إسناد ظلمات بعضها فوق بعض , جل رواته مجهولون , بل بعضهم متهم ,

أم الحسن بنت جعفر بن الحسن , لم أجد من ترجمها , و زينب بنت سليمان بن علي

ترجمها الخطيب " في تاريخه " ( 14 / 334 ) و قال : كانت من فضائل النساء .

و عبد الصمد بن موسى , هو الهاشمي ترجمه الخطيب ( 14 / 41 ) و لم يذكر فيه جرحا

و لا تعديلا , و لكن نقل الذهبي في " الميزان " عن الخطيب أنه قال فيه : قد

ضعفوه فلعل ذلك في بعض كتبه الأخرى , ثم استدركت فقلت : بل ذلك في حديث آخر

سيأتي برقم (2898). ثم قال الذهبي : يروي مناكير عن جده محمد بن إبراهيم الإمام .

قلت : فلعله هو آفة هذا الحديث , و محمد بن علي بن حمزة العلوي ترجمه الخطيب

أيضا ( 3 / 63 ) و قال : قال ابن أبي حاتم : سمعت منه و هو صدوق , مات سنة 286

و محمد بن هارون هو محمد بن هارون بن العباس بن أبي جعفر المنصور , كذلك أورده

الخطيب ( 3 / 356 ) و قال : كان من أهل الستر و الفضل و الخطابة , و ولي إمامة

مسجد المدينة ببغداد خمسين سنة , و كانت وفاته سنة 308 .

و أبو عبد الله بن الحسين بن فنجويه الثقفي ثقة مترجم في " سير أعلام النبلاء "

( 17 / 383 ) و " شذرات الذهب " ( 3 / 200 ) .

و مثله عبدوس بن عبد الله له ترجمة في " سير أعلام النبلاء " ( 19 / 97 )

و " لسان الميزان " ( 4 / 95 ) .

و مما سبق يتبين لك أن الإسناد ضعيف لا تقوم به حجة , ثم إن الحديث من حيث

معناه باطل عندي لأمور :

الأول : أن السبحة بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده

صلى الله عليه وسلم , فكيف يعقل أن يحض عليه الصلاة و السلام أصحابه على أمر لا

يعرفونه ? ! و الدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح القرطبي في " البدع و النهي

عنها " ( ص 12 ) عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح

به فقطعه و ألقاه , ثم مر برجل يسبح بحصا , فضربه برجله , ثم قال : لقد سبقتم !

ركبتم بدعة ظلما ! و لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ! و سنده

إلى الصلت صحيح , و هو ثقة من أتباع التابعين , فالسند منقطع .

ثم روى عن أبان بن أبي عياش قال : سألت الحسن عن النظام ( خيط ينظم فيه لؤلؤ

و خرز و نحوهما ) من الخرز و النوى و نحو ذلك يسبح به ? فقال : لم يفعل ذلك أحد

من نساء النبي صلى الله عليه وسلم و لا المهاجرات , و لكن سنده ضعيف جدا .

الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم , قال عبد الله بن عمرو : رأيت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه , رواه أبو داود ( 1 / 235 )

و الترمذي ( 4 / 255 ) و حسنه , و ابن حبان ( 2334 ـ موارد ) و الحاكم ( 1 /

547 ) و البيهقي ( 2 / 352 ) و إسناده صحيح كما قال الذهبي , ثم خرجته في

" صحيح أبي داود " ( 1346 ) .

ثم هو مخالف لأمره صلى الله عليه وسلم حيث قال لبعض النسوة : " عليكن بالتسبيح

و التهليل و التقديس , و لا تغفلن فتنسين التوحيد " و في رواية : " الرحمة

و اعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات و مستنطقات " , و هو حديث حسن أخرجه أبو داود

و غيره , و صححه الحاكم و الذهبي , و حسنه النووي و العسقلاني , و له شاهد عن

عائشة موقوف انظر " صحيح أبي داود " ( 1345 ) .

و لذلك ضعف الحديث جماعة كما ذكره الشيخ محمد خليل القاوقجى في " شوارق الأنوار

الجليلة " ( ق 113 / 1 ) .

ثم تبين لي فيما بعد أن السند أشد ضعفا مما ذكرنا , و أن آفته محمد بن هارون بن

عيسى بن منصور الهاشمي , فإنه كان يضع الحديث كما يأتي , و قولي أولا هو محمد

ابن هارون بن العباس .. إلخ وهم , سببه أنني ذهلت عن الترجمة التي بعد ابن

العباس هذا في " تاريخ الخطيب " فقد قال : محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن

عيسى بن أبي جعفر المنصور , يكنى : أبا إسحاق , و يعرف بـ " ابن برية " ...

و في حديثه مناكير كثيرة , و قال الدارقطني : لا شيء , و قال ابن عساكر في

" تاريخ دمشق " : يضع الحديث , ثم ساق له حديثا , ثم قال : هذا من موضوعاته,

كذلك اتهمه الخطيب , فقال عقب الحديث المشار إليه ( 7 / 403 ) : و الهاشمي

يعرف بابن برية , ذاهب الحديث , يتهم بالوضع , و إنما جزمت بأن هذا هو راوي

الحديث , لأن السند فيه أنه محمد بن هارون بن عيسى , و ليس فيه أنه محمد بن

هارون بن العباس , فهما شخصان : اتفقا في اسمهما و اسم أبيهما , و اختلفا في

اسم جدهما , فالأول اسم جده عيسى , و الآخر اسم جده العباس.



سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (20)
» سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني
» سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (5)
» سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (21)
» سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـحــــديث الـنبــوي الـشـريف :: الأحــاديث الضعيــــفة :: مجمع الأحـاديث الضـعـيـفـة والمكذوبة-
انتقل الى: