84
" كلكم أفضل منه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 184 ) :
$ ضعيف .
لم أجده في شيء من كتب السنة , و إنما أخرجه ابن قتيبة في " عيون الأخبار " ( 1
/ 26 ) بسند ضعيف فقال : حدثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمر عن أبي إسحاق عن
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار أن رفقة من الأشعريين كانوا في سفر ,
فلما قدموا قالوا : يا رسول الله ! ليس أحد بعد رسول الله أفضل من فلان , يصوم
النهار , فإذا نزلنا قام يصلي حتى يرتحل ! قال : " من كان يمهن له أو يعمل له ?
" , قالوا : نحن , قال : " كلكم أفضل منه ? " , و هذا إسناد ضعيف , رجاله كلهم
ثقات , لكنه مرسل , فإن مسلم بن يسار هذا و هو البصري الأموي تابعي , ثم أنهم
ذكروا في ترجمته أن أكثر روايته عن أبي الأشعث الصنعاني و أبي قلابة ,
و هذا الحديث من رواية أبي قلابة عنه , و قد كانت وفاتهما بعد المائة ببضع سنين
و لكن أبا قلابة مدلس , قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : إمام شهير من
علماء التابعين , ثقة في نفسه , إلا أنه مدلس عمن لحقهم و عمن لم يلحقهم ,
و كان له صحف يحدث منها و يدلس , و لهذا أورده الحافظ برهان الدين العجمي
الحلبي في رسالته " التبيين لأسماء المدلسين " ( ص 21 ) , و كذا الحافظ ابن حجر
في " طبقات المدلسين " ( ص 5 ) و قال : وصفه بذلك الذهبي و العلائي , فلو أن
الحديث سلم من الإرسال لما سلم من عنعنة أبي قلابة , فالحديث ضعيف على كل حال .
ثم رأيت الحديث في " مصنف عبد الرزاق " ( 20442 ) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال : ... فذكره نحوه , و لم يذكر فيه مسلم بن يسار , و هذا مرسل أيضا .
و يغني عنه حديث أنس قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا
الصائم , و منا المفطر , قال : فنزلنا منزلا في يوم حار , أكثرنا ظلا صاحب
الكساء , و منا من يتقي الشمس بيده , قال : فسقط الصوام , فقام المفطرون ,
فضربوا الأبنية و سقوا الركاب , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذهب
المفطرون اليوم بالأجر " , رواه البخاري ( 6 / 64 ) و مسلم ( 3 / 144 ) ,
و اللفظ له و النسائي في " الكبرى " ( ق 20 / 1 ) .
85
" يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة , ثم لا يصير إلى واحد منهم , ثم تطلع
الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم , ثم ذكر شيئا لا
أحفظه فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج , فإنه خليفة الله
المهدي - و في رواية - إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها و لو
حبوا .. إلخ " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 195 ) :
$ منكر .
أخرجه ابن ماجه ( 518 - 519 ) و الحاكم ( 4 / 463 - 464 ) من طريقين عن خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن # ثوبان # مرفوعا بالرواية الأولى ,
و أخرجه أحمد ( 5 / 277 ) عن علي بن زيد , و الحاكم أيضا ( 4 / 502 ) من طريق
عبد الوهاب بن عطاء عن خالد الحذاء عن أبي قلابة به , لكن علي بن زيد و هو ابن
جدعان لم يذكر أبا أسماء في إسناده , و هو من أوهامه , و من طريقه أخرجه ابن
الجوزي في كتاب " الأحاديث الواهية " ( 1445 ) مختصرا و ابن حجر في " القول
المسدد في الذب عن المسند " ( ص 45 ) و قال : و علي بن زيد فيه ضعف , و به أعله
المناوي في " فيض القدير " فقال : نقل في " الميزان " عن أحمد و غيره تضعيفه ,
ثم قال الذهبي : أراه حديثا منكرا , و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " قال
ابن حجر : و لم يصب إذ ليس فيهم متهم بالكذب , انتهى .
قلت : و في هذا الكلام أخطاء يجب التنبيه عليها :
1 - إعلاله الحديث بابن جدعان يوهم أنه تفرد به , و ليس كذلك , فقد تابعه خالد
الحذاء عند الحاكم و ابن ماجه كما تقدم و هو ثقة من رجال الصحيحين .
2 - أنه يوهم أن ابن الجوزي أورده من طريق ابن جدعان , و ليس كذلك , فإنما
أورده في " الموضوعات " ( 2 / 39 ) من طريق عمرو بن قيس عن الحسن عن أبي عبيدة
عن عبد الله يعني ابن مسعود مرفوعا نحو الرواية الثانية عن ثوبان , ثم قال ابن
الجوزي : لا أصل له , عمرو لا شيء , و لم يسمع من الحسن , و لا سمع الحسن من
أبي عبيدة , قلت : و لا أبو عبيدة سمع من أبيه ابن مسعود , و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 437 ) بحديث ابن ثوبان هذا , و قد قال في " الزوائد " ( ق
249 / 2 ) : إسناده صحيح و رجاله ثقات , و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ,
و وافقه الذهبي ! مع أنه يقول في " الميزان " : أراه منكرا كما تقدم , و هذا هو
الصواب , و قد ذهل من صححه عن علته , و هي عنعنة أبي قلابة , فإنه من المدلسين
كما تقدم نقله عن الذهبي و غيره في الحديث السابق و لعله لذلك ضعف الحديث ابن
علية من طريق خالد كما حكاه عنه أحمد في " العلل " ( 1 / 356 ) و أقره , لكن
الحديث صحيح المعنى , دون قوله : فإن فيها خليفة الله المهدي فقد أخرجه ابن
ماجه ( 2 / 517 ـ 518 ) من طريق علقمة عن ابن مسعود مرفوعا نحو رواية ثوبان
الثانية , و إسناده حسن بما قبله , فإن فيه يزيد بن أبي زياد و هو مختلف فيه
فيصلح للاستشهاد به , و ليس فيه أيضا ذكر خليفة الله و لا خراسان , و هذه
الزيادة خليفة الله ليس لها طريق ثابت , و لا ما يصلح أن يكون شاهدا لها , فهي
منكرة كما يفيده كلام الذهبي السابق , و من نكارتها أنه لا يجوز في الشرع أن
يقال : فلان خليفة الله , لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص
و العجز , و قد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , فقال في
" الفتاوى " ( 2 / 461 ) : و قد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي , أن
الخليفة هو الخليفة عن الله , مثل نائب الله , و الله تعالى لا يجوز له خليفة ,
و لهذا قالوا لأبي بكر : يا خليفة الله ! فقال : لست بخليفة الله , و لكن خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم , حسبي ذلك بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره , قال
النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم أنت الصاحب في السفر , و الخليفة في الأهل
, اللهم اصحبنا في سفرنا , و اخلفنا في أهلنا " , و ذلك لأن الله حي شهيد مهيمن
قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين , ليس له شريك و لا ظهير , و لا يشفع أحد عنده
إلا بإذنه , و الخليفة إنما يكون عند عدم المستخلف بموت أو غيبة , و يكون لحاجة
المستخلف , و سمي خليفة , لأنه خلف عن الغزو و هو قائم خلفه , و كل هذه المعاني
منتفية في حق الله تعالى , و هو منزه عنها , فإنه حي قيوم شهيد لا يموت و لا
يغيب ... و لا يجوز أن يكون أحد خلفا منه و لا يقوم مقامه , إنه لا سمي له
و لا كفء , فمن جعل له خليفة فهو مشرك به .
86
" الطاعون وخز إخوانكم من الجن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 198 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ .
و إن أورده ابن الأثير في مادة وخز من " النهاية " تبعا لغريبي الهروي , و إنما
هو مركب من حديثين صحيحين كما يأتي بيانه و قال الحافظ في " الفتح "
( 10 / 147 ) : لم أره بهذا اللفظ بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق
الحديث المسندة , لا في الكتب المشهورة , و لا الأجزاء المنثورة , و قد عزاه
بعضهم لـ " مسند أحمد " و " الطبراني " و " كتاب الطواعين " لابن أبي الدنيا ,
و لا وجود لذلك في واحد منها .
قلت : و الحديث في مسند أحمد ( 4 / 395 , 413 , 417 ) و كذا الطبراني في
" المعجم الصغير " ( ص 71 ) و الحاكم أيضا ( 1 / 50 ) من طرق عن أبي موسى
الأشعري مرفوعا بلفظ : " الطاعون وخز أعدائكم من الجن " , و قال الحاكم :
صحيح على شرط مسلم و وافقه الذهبي .
قلت : هو صحيح , أما على شرط مسلم , فلا , فإن فيه عند الحاكم و كذا أحمد في
بعض طرقه أبا بلج و اسمه يحيى بن سليم و هو ثقة , إلا أنه ليس من رجال مسلم ,
و له عند أحمد طريق أخرى بسند صحيح أيضا , و صححه الحافظ , فهذا هو المحفوظ في
الحديث : وخز أعدائكم , و أما لفظ إخوانكم فإنما هو في حديث آخر , و هو قوله
صلى الله عليه وسلم : " فلا تستنجوا بهما يعني العظم و البقر فإنهما طعام
إخوانكم من الجن " , رواه مسلم و غيره انظر " نيل الأوطار " فكأنه اختلط على
بعضهم هذا بالأول .
قال السيوطي في " الحاوي " : و أما تسميتهم إخوانا في حديث العظم , فباعتبار
الإيمان , فإن الأخوة في الدين لا تستلزم الاتحاد في الجنس , و قد أطال الكلام
على طرق الحديث و بيان أنه لا أصل لهذه اللفظة " إخوانكم " في شيء من طرقه
الحافظ ابن حجر في كتابه القيم " بذل الماعون في فضل الطاعون " ( ق 26 / 1 - 28
/ 2 ) .
87
" إذا صعد الخطيب المنبر , فلا صلاة و لا كلام " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 199 ) :
$ باطل .
قد اشتهر بهذا اللفظ على الألسنة و علق على المنابر و لا أصل له ! و إنما رواه
الطبراني في " الكبير " عن # ابن عمرو # مرفوعا بلفظ : " إذا دخل أحدكم المسجد
و الإمام على المنبر فلا صلاة و لا كلام , حتى يفرغ الإمام " , و فيه أيوب بن
نهيك , قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 259 ) : سمعت أبي
يقول : هو ضعيف الحديث , سمعت أبا زرعة يقول : لا أحدث عن أيوب ابن نهيك , و لم
يقرأ علينا حديثه و قال : و هو منكر الحديث , و قال الهيثمي في " المجمع "
( 2 / 184 ) : و هو متروك ضعفه جماعة ... و لهذا قال الحافظ في " الفتح " ( 2 /
327 ) : إنه حديث ضعيف , و أخرجه البيهقي في سننه ( 3 / 193 ) من حديث أبي
هريرة مرفوعا بلفظ : " خروج الإمام يوم الجمعة للصلاة يقطع الكلام " , و قال :
رفعه خطأ فاحش و إنما هو من كلام سعيد بن المسيب أو الزهري , و أقره الزيلعي في
" نصب الراية " ( 2 / 201 ) , و إنما حكمت على الحديث بالبطلان لأنه مع ضعف
سنده يخالف حديثين صحيحين : الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء أحدكم
يوم الجمعة و قد خرج الإمام فليصل ركعتين " . أخرجه البخاري و مسلم في
" صحيحيهما " من حديث جابر , و في رواية أخرى عنه قال : جاء سليك الغطفاني
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب , فقال له : " يا سليك قم فاركع ركعتين
و تجوز فيهما " , ثم قال : " إذا جاء أحدكم يوم الجمعة و الإمام يخطب فليركع
ركعتين و ليتجوز فيهما " , أخرجه مسلم ( 3 / 14 - 15 ) و غيره , و هو مخرج في
" صحيح أبي داود " ( 1023 ) .
الآخر : قوله صلى الله عليه وسلم : "إذا قلت لصاحبك : أنصت , يوم الجمعة
و الإمام يخطب فقد لغوت " متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( 619 ) .
فالحديث الأول صريح بتأكد أداء الركعتين بعد خروج الإمام , بينما حديث الباب
ينهي عنهما ! فمن الجهل البالغ أن ينهي بعض الخطباء عنهما من أراد أن يصليهما
و قد دخل و الإمام يخطب خلافا لأمره صلى الله عليه وسلم , و إني لأخشى على مثله
أن يدخل في وعيد قوله تعالى : *( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى )* و قوله :
*( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )* و لهذا
قال النووي رحمه الله : هذا نص لا يتطرق إليه التأويل , و لا أظن عالما يبلغه
و يعتقده صحيحا فيخالفه .
و الحديث الآخر يدل بمفهوم قوله : و الإمام يخطب أن الكلام و الإمام لا يخطب لا
مانع منه , و يؤيده جريان العمل عليه في عهد عمر رضي الله عنه , كما قال ثعلبة
بن أبي مالك : إنهم كانوا يتحدثون حين يجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على
المنبر حتى يسكت المؤذن , فإذا قام عمر على المنبر لم يتكلم أحد حتى يقضي
خطبتيه كلتيهما , أخرجه مالك في " موطئه " ( 1 / 126 ) و الطحاوي ( 1 / 217 )
و السياق له , و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 201 ) و إسناد الأولين صحيح .
فثبت بهذا أن كلام الإمام هو الذي يقطع الكلام , لا مجرد صعوده على المنبر ,
و أن خروجه عليه لا يمنع من تحية المسجد , فظهر بطلان حديث الباب , و الله
تعالى هو الهادي للصواب .
88
" الزرع للزارع , و إن كان غاصبا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 202 ) :
$ باطل لا أصل له .
قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 3 / 60 ) : لم يخرجه أحد , قال في
" المنار " : و قد بحثت عنه فلم أجده , و الشارح نقله و بيض لمخرجه , و قال
الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 5 / 272 ) : و لم أقف عليه فلينظر فيه .
قلت : نظرت فيه فلم أعثر عليه , بل وجدته مخالفا للأحاديث الثابتة في الباب :
الأول : " من أحيا أرضا ميتة فهي له , و ليس لعرق ظالم حق " .
أخرجه أبو داود ( 2 / 50 ) بسند صحيح عن سعيد بن زيد رضي الله عنه , و حسنه
الترمذي ( 2 / 229 ) و هو مخرج في " الإرواء " ( 1550 ) , قال في النهاية :
و ليس لعرق ظالم حق , هو أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها
غرسا غصبا ليستوجب به الأرض , و الرواية لعرق بالتنوين , و هو على حذف المضاف ,
أي : لذي عرق ظالم , فجعل العرق نفسه ظالما , و الحق لصاحبه , أو يكون الظالم
من صفة صاحب العرق , و إن روي عرق بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق و الحق
للعرق , و هو أحد عروق الشجرة .
قلت : فظاهر الحديث يدل على أنه ليس له حق في الأرض , و يحتمل أنه حق مطلقا لا
في الأرض و لا في الزرع , و يؤيده الحديث التالي , و هو .
الثاني : " من زرع في أرض قوم بغير إذنهم , فليس له من الزرع شيء , و ترد عليه
نفقته " , أخرجه أبو داود ( 2 / 23 ) و الترمذي ( 2 / 291 ) و ابن ماجه ( 2 /
90 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 280 ) و البيهقي ( 6 / 136 ) و أحمد ( 4 /
141 ) من حديث رافع بن خديج , و قال الترمذي : حديث حسن غريب , و العمل عليه
عند بعض أهل العلم , و هو قول أحمد و إسحاق , و سألت محمد بن إسماعيل عن هذا
الحديث ? فقال : هو حديث حسن , قال الصنعاني : و له شواهد تقويه .
قلت : و قد خرجتها مع الحديث , و بينت صحته في " إرواء الغليل " ( 1519 )
فليراجعه من شاء .
89
" صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 204 ) :
$ موضوع .
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 235 / 1 - 2 ) و ابن بشران في " الأمالي "
( 2 / 53 - 54 ) و الحافظ محمد بن ناصر في " التنبيه " ( 16 / 1 - 2 ) من طريق
يوسف بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن الأغر أبي مسلم عن
# أبي هريرة # قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق , فقعد إلى
البزازين , فاشترى سراويل بأربعة دراهم , قال : و كان لأهل السوق رجل يزن بينهم
الدراهم يقال له : فلان الوزان , قال : فدعي ليزن ثمن السراويل , فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : " اتزن و أرجح " , فقال الوزان : إن هذا القول ما سمعته
من أحد من الناس , فمن أنت ? قال أبو هريرة : فقلت : حسبك من الرهق و الجفاء في
دينك ألا تعرف نبيك ? فقال : أهذا نبي الله ? و ألقى الميزان و وثب إلى يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجذبها رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : "
مه إنما يفعل هذا الأعاجم بملوكها , و إني لست بملك , إنما أنا رجل منكم " ثم
جلس فاتزن الدراهم و أرجح كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم , فلما انصرفنا
تناولت السراويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحملها عنه فمنعني و قال :
الحديث , قال .. قلت : يا رسول الله أو إنك لتلبس السراويل ? قال : " نعم
بالليل و النهار , و في السفر و الحضر " , قال يوسف : و شككت أنا في قوله :
و مع أهلي , " فإني أمرت بالستر فلم أجد ثوبا أستر من السراويل " .
قلت : و هذا إسناد واه بمرة , يوسف هذا قال البخاري في " التاريخ الكبير "
( 4 / 2 / 388 ) : منكر الحديث , و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
47 ) من طريق ابن عدي عن يوسف هذا , ثم قال : لا يصح , قال الدارقطني في
" الأفراد " : الحمل فيه على يوسف بن زياد لأنه مشهور بالأباطيل , و لم يروه عن
الإفريقي غيره , و قال المناوي في " الفيض " : قال الحافظ العراقي و ابن حجر :
ضعيف , و قال السخاوي : ضعيف جدا , بل بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه , و قال :
فيه يوسف بن زياد عن عبد الرحمن الإفريقي , و لم يروه عنه غيره و رده المؤلف
يعني السيوطي أنه لم يتفرد به يوسف , فقد خرجه البيهقي في " الشعب " و
" الأدب " من طريق حفص بن عبد الرحمن , و يرد بأن عبد الرحمن يعني الإفريقي قال
ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات , فهو كاف بالحكم بوضعه .
قلت : و الحق مع ابن الجوزي لما سيأتي , و ما ذكره المناوي عن السيوطي من
متابعة حفص بن عبد الرحمن , لعله تحريف , فالذي رأيته في " التعقبات على
الموضوعات " للسيوطي ( ص 32 - 33 ) جعفر بن عبد الرحمن بن زياد , و لا آمن على
نسخة " التعقبات " و كذا " الفيض " التحريف , و على كل حال لم أعرف ابن
عبد الرحمن هذا والله أعلم , و كلام ابن الجوزي السابق نقله السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 263 ) و ارتضاه لأنه لم يتعقبه بشيء , لكنه قال : أخرجه
الطبراني , و قال في " الحاوي " ( 2 / 101 ) بعد أن عزاه للطبراني و أبي يعلى :
و يوسف و شيخه ضعيفان , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 121 - 122 ) : رواه
أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " , و فيه يوسف بن زياد البصري و هو ضعيف .قلت
: فذهل عن كونه شديد الضعف و عن علته الأخرى , و هي ضعف الإفريقي , و يوسف هذا
ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 14 / 295 - 296 ) و روى عن النسائي أنه قال : ليس
بثقة , و عن البخاري و الساجي : منكر الحديث و كذا قال أبو حاتم كما في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 222 ) , فهو متهم , ثم رأيت السخاوي قد أورد الحديث
في " الفتاوى الحديثية " ( ق 86 / 1 ) و قال : سنده ضعيف جدا , و اقتصر شيخنا
في " فتح الباري " على ضعف رواته , و لشدة ضعفه جزم بعض العلماء بأنه صلى الله
عليه وسلم لم يلبس السراويل .
90
" عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم , و عليكم بلباس الصوف
تجدوا قلة الأكل , و عليكم بلباس الصوف تعرفون به في الآخرة , و إن لباس الصوف
يورث القلب التفكر , و التفكر يورث الحكمة , و الحكمة تجري في الجوف مجرى الدم
فمن كثر تفكره قل طعمه , و كل لسانه , و رق قلبه , و من قل تفكره كثر طعمه ,
و عظم بدنه , و قسا قلبه , و القلب القاسي بعيد من الجنة , قريب من النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 206 ) :
$ موضوع .
رواه أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 147 - 148 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 2 / 9 / 1 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 281 ) و ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 48 ) من طريق الخطيب عن محمد بن يونس الكديمي ,
حدثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن # أبي أمامة # مرفوعا به , ثم قال ابن النقور : غريب ,
تفرد به عبد الله بن داود الواسطي التمار و فيه نظر , و عنه الكديمى , و قال
ابن الجوزي : لا يصح , الكديمي يضع , و شيخه لا يحتج به .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 264 ) إلا أنه بين أن في الحديث إدراجا
فقال : قلت : قال البيهقي في شعب الإيمان : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ( هو
الحاكم صاحب المستدرك ) أنبأنا أبو بكر الفقيه , أنبأنا محمد بن يونس - قلت :
فساق إسناده مثلما تقدم مقتصرا من المتن على قوله : " عليكم بلباس الصوف تجدوا
حلاوة الإيمان " - قال البيهقي : و أنبأنا أبو عبد الرحمن - قلت : فساق إسناده
إلى الكديمي مثله , و زاد في الحديث متنا منكرا , فضربت عليه و هو قوله :
" عليكم بلباس الصوف تجدون قلة الأكل إلخ ... " الحديث , و يشبه أن يكون من
كلام بعض الرواة فألحق بالحديث , والله أعلم .
و في العبارة تشويش يوضحها ما في " فيض القدير " : قال البيهقي : و هذه زيادة
منكرة , و يشبه كونها من كلام .. , ثم وجدت العبارة قد نقلها السيوطي في
" المدرج إلى المدرج " ( 64 / 2 ) علي الصواب , فقال ما نصه : أخرجه البيهقي في
" شعب الإيمان " , و قال : إن المرفوع منه " عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة
الإيمان في قلوبكم " فقط , و الباقي زيادة منكرة , قال : و يشبه ... .
قلت : و هذا هو مستند السيوطي في اقتصاره في " الجامع الصغير " على الشطر الأول
من الحديث عازيا له للحاكم و البيهقي , و ماذا يفيده هذا ما دام المزيد عليه ,
كالمزيد كلاهما من طريق محمد بن يونس الوضاع ? ! و قال ابن حبان : لعله وضع
أكثر من ألفي حديث !
ثم رأيته في " المستدرك " ( 1 / 28 ) من هذا الوجه مقتصرا على الجملة الأولى
منه أورده شاهدا , و قال الذهبي : طريق ضعيف .
لكن أخرجه الديلمي أيضا من طريق عبد الرحمن بن محمد المروزي حدثنا أحمد بن
عبد الله حدثنا أخي محمد عن إسماعيل بن عياش به نحوه .
قلت : و المروزي هذا الظاهر أنه ابن حبيب الحبيبي المروزي , قال في " اللسان "
قال الدارقطني : يحدث بنسخ و أحاديث مناكير , و أحمد بن عبد الله أظنه
الجويباري الكذاب المشهور , و أخوه محمد أرى أنه الذي في " اللسان" : محمد بن
عبد الله الجويباري عن مالك , قال الخطيب : مجهول .
91
" لأن أحلف بالله و أكذب , أحب إلي من أن أحلف بغير الله و أصدق " 0
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) :
$ موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 181 )
من طريق محمد بن معاوية حدثنا عمر بن علي المقدمي , حدثنا مسعر عن وبرة عن همام
عن # ابن مسعود # مرفوعا , و قال أبو نعيم في " الأخبار " : و رواه الناس
موقوفا , و قال في " الحلية " : تفرد به محمد بن معاوية .
قلت : و هو النيسابوري كذبه الدارقطني , و قال ابن معين : كذاب , و المعروف كما
ذكر أبو نعيم أن الحديث من قول ابن مسعود . كذلك رواه الطبراني في " الكبير "
( 3 / 17 / 2 ) بسند صحيح , و رجاله رجال الصحيح كما في " المجمع " ( 4 / 177 )
.
92
" ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه و أدخله الجنة : رفق بالضعيف , و الشفقة
على الوالدين , و الإحسان إلى المملوك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 209 ) :
$ موضوع .
أخرجه الترمذي ( 3 / 316 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري المديني ,
حدثني أبي عن أبي بكر بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا , و قال الترمذي : هذا
حديث غريب .
قلت : عبد الله بن إبراهيم نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث , و قال الحاكم :
روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها غيره .
قلت : و أبوه مجهول كما في " التقريب " فالحديث بهذا الإسناد موضوع , و قد
أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 49 ) مشيرا لضعفه بزيادة : " و ثلاث من كن
فيه أظله الله عز وجل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله : الوضوء في المكاره ,
و المشي إلى المساجد في الظلم , و إطعام الجائع " , و قال : رواه الترمذي
بالثلاث الأول فقط , و قال : حديث غريب , و رواه أبو الشيخ في " الثواب "
و أبو القاسم الأصبهاني بتمامه .