271
" من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 440 ) :
$ موضوع .
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 111 / 2 ) : أخبرنا إبراهيم بن
الهيثم يعني البلدي أخبرنا أبو صالح عبد الله بن صالح , أخبرنا رشدين بن سعد عن
جرير بن حازم عن حميد عن # أنس # مرفوعا , و رواه ابن عساكر ( 2 / 111 / 2 ) من
طريق آخر عن أبي صالح به .
و هذا سند ضعيف جدا , رشدين بن سعد قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف , رجح
أبو حاتم عليه ابن لهيعة , و قال ابن يونس : كان صالحا في دينه فأدركته غفلة
الصالحين فخلط في الحديث .
قلت : فالظاهر أن هذا من تخاليطه , و يحتمل أن يكون من وضع خالد بن نجيح جار
لعبد الله بن صالح كان يضع الحديث في كتب عبد الله و هو لا يشعر ! انظر
" الميزان " ( 2 / 46 - 48 ) , و قول أبي حاتم المتقدم تحت الحديث ( 194 ) .
272
" اعتبروا عقل الرجل فى طول لحيته و نقش خاتمه و كنوته " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 441 ) :
$ موضوع .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 10 ) من رواية ابن عساكر بسنده
عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن يزيد بن سنان الأشعري عن أبي دوس الأشعري
قال : كنا عند # معاوية # جلوسا إذ أقبل علينا رجل طويل اللحية , فقال معاوية :
أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول اللحية , فسكت القوم ,
فقال معاوية : لكني أحفظه , فلما جلس الرجل قال معاوية : أما اللحية فلسنا نسأل
عنها ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , قال : فما كنوتك ?
قال : أبو كوكب الدرى , قال : فما نقش خاتمك ? قال : و تفقد الطير , فقال : ما
لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين , فقال : وجدنا حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم حقا , قال السيوطي : يزيد ضعيف , و الطرائفي كذبه ابن نمير .
273
" لا حبس ( أي وقف ) بعد سورة النساء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 441 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 2 / 250 ) و الطبراني ( 3 / 114 / 1 )
و الدارقطني ( 4 / 68 / 3 و 4 ) و البيهقي في " سننه " ( 6 / 162 ) من طريق
عبد الله بن لهيعة حدثنا عيسى بن لهيعة عن عكرمة قال : سمعت # ابن عباس #
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد ما نزلت سورة النساء و فرضت
فيها الفرائض : فذكره , و قال الدارقطني : و أقره البيهقي : لم يسنده غير ابن
لهيعة عن أخيه و هما ضعيفان .
قلت : و به يعرف ما في رمز السيوطي في " الجامع الصغير " لحسنه , و قد رده عليه
المناوي في شرحه بقول الدارقطني هذا , و بقول الهيثمي في " المجمع "
( 7 / 2 ) : رواه الطبراني و فيه عيسى بن لهيعة و هو ضعيف , و الحديث استدل به
الطحاوي لأبي حنيفة في قوله : إن الوقف باطل , و هو استدلال واه لأمور :
الأول : أن الحديث ضعيف كما علمت فلا يجوز الاحتجاج به .
الثاني : أنه معارض بأحاديث صحيحة في مشروعية الوقف , منها قوله صلى الله عليه
وسلم لعمر بن الخطاب : " حبس الأصل , و سبل الثمرة " أي اجعله وقفا حبيسا ,
رواه الشيخان في " صحيحيهما " , و هو مخرج في " الإرواء " ( 6 / 30 / 1582 ) .
الثالث : أنه يمكن تفسيره بمعنى لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة و به فسره ابن
الأثير في " النهاية " فقال : أراد أنه لا يوقف مال و لا يزوى عن وارثه ,
و كأنه إشارة إلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حبس مال الميت و نسائه ,
كانوا إذا كرهوا النساء لقبح أو قلة مال حبسوهن عن الأزواج لأن أولياء الميت
كانوا أولى بهن عندهم .
274
" أوصاني جبرائيل عليه السلام بالجار إلى أربعين دارا , عشرة من ها هنا و عشرة
من ها هنا , و عشرة من ها هنا , و عشرة من ها هنا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 443 ) :
$ ضعيف .
أخرجه البيهقي ( 6 / 276 ) عن إسماعيل بن سيف حدثتني سكينة قالت : أخبرتني
أم هانيء بنت أبي صفرة عن # عائشة # مرفوعا , و قال : في إسناده ضعف .
قلت : و أقره في " نصب الراية " ( 4 / 414 ) و ذلك لأن إسماعيل هذا قال ابن عدي
( 1 / 318 ) : حدث بأحاديث عن الثقات غير محفوظة , و يسرق الحديث .
قلت : و سكينة و أم هانيء لم أعرفهما و لا يفيد هنا بصورة خاصة توثيق ابن حبان
( 8 / 103 ) لإسماعيل هذا لأنه قال : مستقيم الحديث إذا حدث عن ثقة .
و قد روي عن كعب بن مالك و هو :
275
" ألا إن أربعين دارا جوار , و لا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه " , قيل
للزهري : أربعين دارا ? قال : أربعين هكذا , و أربعين هكذا .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 443 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 19 / 73 / رقم 143 ) عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن # عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه #
قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إني نزلت محلة
بني فلان , و إن أشدهم لي أذى أقربهم لي جوارا , فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
أبا بكر و عمر و عليا أن يأتوا باب المسجد فيقوموا عليه فيصيحوا : ألا ... " .
و يوسف بن السفر أبو الفيض فيه مقال , كذا قال الزيلعي ( 4 / 413 - 414 ) و قد
ألان القول جدا في ابن السفر هذا , فإن مثل هذا القول : فيه مقال إنما يقال
فيمن هو مختلف في توثيقه و تجريحه , و ابن السفر هذا متفق على تركه بل كذبه
الدارقطني و قال البيهقي : هو في عداد من يضع الحديث , و قد مضى بعض أحاديثه
الموضوعة ( برقم 187 ) و لهذا قال الهيثمي بعد أن ساق له هذا الحديث في
" المجمع " ( 8 / 169 ) : و فيه يوسف بن السفر و هو متروك .
قلت : و قد خالفه هقل بن زياد فقال : حدثنا الأوزاعي عن يونس عن ابن شهاب
الزهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مرسلا , أخرجه أبو داود
في " المراسيل " ( رقم 350 ) حدثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي حدثني أبي حدثنا
هقل بن زياد به , و يأتي لفظه بعد حديث .
و هذا سند رجاله ثقات و لولا إرساله لحكمت عليه بالصحة , و على من يقول بصحة
المرسل أن يأخذ به كالحنفية و لهذا أقول : إن قول صاحب " الهداية " , و ما قاله
الشافعي إن الجوار إلى أربعين دار بعيد , و ما يرويه فيه ضعف لا يتفق مع قول
الحنفية : إن الحديث المرسل حجة , فتأمل .
و الحديث قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) بعد أن ساقه من
الوجهين المرسل و الموصول : إنه حديث ضعيف , و كذا قال الحافظ في " الفتح "
( 10 / 397 ) .
قلت : و أما قوله : " و لا يدخل الجنة ... " , فصحيح لأنه جاء من حديث
أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " أخرجه مسلم
( 1 / 49 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 20 ) , و هو مخرج في " السلسلة
الأخرى " ( رقم 549 ) .
و قد روي الحديث عن أبي هريرة أيضا و هو :
276
" حق الجوار إلى أربعين دارا , و هكذا و هكذا و هكذا يمينا و شمالا و قدام
و خلف " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 445 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 10 / 385 / 5982 ) حدثنا محمد بن جامع العطار
حدثنا محمد بن عثمان حدثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و عن أبي يعلى رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 /
150 ) و أعله بعبد السلام هذا و قال : إنه منكر الحديث .
قلت : و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 414 ) ثم تناقض ابن حبان فذكره
في " الثقات " ( 7 / 127 ) , انظر " تيسير الانتفاع " .
و قال أبو حاتم : ( 3 / 1 / 45 ) : متروك الحديث .
قلت : و فيه علة أخرى فقال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 168 ) : رواه أبو يعلى
عن شيخه محمد بن جامع العطار و هو ضعيف .
قلت : بل هو أسوأ حالا , قال أبو زرعة : ليس بصدوق ,
و محمد بن عثمان و هو الجمحي المكي ضعيف فهذه علة ثالثة .
و لهذا قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) : إنه حديث ضعيف ,
و قد روي مرسلا و هو :
277
" الساكن من أربعين دارا جار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 446 ) :
$ ضعيف .
أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( 450 ) عن # الزهري # مرسلا مرفوعا و فيه :
قيل للزهري : و كيف أربعون دارا ? قال : أربعون عن يمينه و عن يساره , و خلفه
و بين يديه , و رجاله ثقات , فهو صحيح عند من يحتج بالمرسل كما سبق بيانه قبل
حديث .
و قد اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال ذكرها في " الفتح " ( 10 / 367 ) ,
و كل ما جاء تحديده عنه صلى الله عليه وسلم بأربعين ضعيف لا يصح , فالظاهر أن
الصواب تحديده بالعرف , والله أعلم .
278
" العلم خزائن , و مفتاحها السؤال , فاسألوا يرحمكم الله , فإنه يؤجر فيه
أربعة : السائل , و المعلم , و المستمع , و المجيب لهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 447 ) :
$ موضوع .
أخرجه أبو نعيم ( 3 / 192 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 24 / 1 ) من
طريق داود بن سليمان القزاز حدثنا علي بن موسى الرضى حدثني أبي عن أبيه جعفر عن
أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن # علي بن أبي طالب
# مرفوعا , و قال أبو نعيم : هذا حديث غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو إسناد موضوع من داود بن سليمان هذا الجرجاني الغازي .
قال الذهبي : كذبه يحيى بن معين , و لم يعرفه أبو حاتم , و بكل حال فهو شيخ
كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضى , ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و أقره
الحافظ في " اللسان " .
و لهذا فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " , و قد
تعقبه شارحه المناوي بما نقلناه عن الذهبي ثم العسقلاني , ثم كأنه نسي ذلك في
شرحه الآخر " التيسير " , فقال : إسناده ضعيف .
نعم رواه الشيروي في " العوالي " ( 213 / 1 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 2 / 32 ـ ط الرياض ) من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي حدثني أبي
حدثني علي بن موسى الرضى به , لكن عبد الله هذا حاله كحال الجرجاني ! قال
الذهبي : روى عن أبيه عن علي الرضى عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما
تنفك عن وضعه أو وضع أبيه .
279
" نبي ضيعه قومه , يعنى سطيحا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :
$ لا أصل له .
في شيء من كتب الإسلام المعهودة و لم أره بإسناد أصلا , كذا قال الحافظ ابن
كثير في " البداية و النهاية " ( 2 / 271 ) و سيأتي بعد حديث ما يعارضه .
280
" أوحى الله إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمن بمحمد و أمر من أدركه من أمتك أن
يؤمنوا به , فلولا محمد ما خلقت آدم , و لولا محمد ما خلقت الجنة و لا النار ,
و لقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله محمد
رسول الله , فسكن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :
$لا أصل له مرفوعا .
و إنما أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 614 - 615 ) من طريق عمرو بن أوس
الأنصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن # ابن عباس #
قال : فذكره موقوفا و قال : صحيح الإسناد , و تعقبه الذهبي بقوله : أظنه موضوعا
على سعيد .
قلت : يعني ابن أبي عروبة , و المتهم به الراوي عنه عمرو بن أوس الأنصارى , قال
الذهبي في " الميزان " : يجهل حاله , و أتى بخبر منكر , ثم ساق له هذا الحديث
و قال : و أظنه موضوعا , و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " فأقره .
281
" ذاك نبي ضيعه قومه , يعنى خالد بن سنان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 449 ) :
$ لا يصح .
أخرجه الحاكم ( 2 / 598 - 599 ) و كذا أبو يعلى من طريق المعلى بن مهدي حدثنا
أبو عوانة عن أبي يونس قال سماك بن حرب : سئل عنه يعني خالد بن سنان النبي
صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .
و هذا إسناد ضعيف لإرساله , و المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال : يأتي أحيانا
بالمناكير , و قال الهيثمي ( 8 / 214 ) : هذا منها .
قلت : و رواه الطبراني ( 3 / 154 / 1 ) و كذا البزار ( 2361 ـ زوائده ) و ابن
عدي ( 271 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 187 ) من طريق قيس بن
الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا , قال البزار :
لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه , و كان قيس بن الربيع ثقة في نفسه إلا أنه
كان رديء الحفظ , و كان له ابن يدخل في حديثه ما ليس منه , قال : و قد رواه
الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا .
ذكره ابن كثير في " البداية " ( 2 / 211 ) , و قال ابن عدي : لم يوصله فقال فيه
عن ابن عباس غير ابن الربيع , ثم قال ابن كثير : و هذه المرسلات لا يحتج بها
ها هنا , و قال في موضع آخر ( 2 / 271 ) : لا يصح .
قلت : و قد وجدته موصولا أخرجه الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 13 / 148 -
149 ) عن محمد بن عمير حدثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثني
جدي إبراهيم بن العلاء أخبرنا أبو محمد القرشي الهاشمي , أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن أبي عمارة بن حزن بن شيطان مرفوعا به , و قال الخطيب : في إسناده
نظر .
قلت : و لعل وجهه أن فيه جماعة لم أعرفهم , منهم القرشي هذا , و انظر
" الإصابة " ( 2 / 507 ) .
و روي من حديث عائشة أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 176 ) عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن # عائشة # مرفوعا به , لكن الكلبي كذاب .
قلت : و مع ضعف الحديث فإنه معارض كما قال الهيثمي ( 8 / 214 ) للحديث الصحيح :
" أنا أولى الناس بعيسى بن مريم , الأنبياء إخوة لعلات , و ليس بيني و بينه نبي
" رواه البخاري في " صحيحه " ( 6 / 380 ) و مسلم ( 7 / 96 ) .
282
" لولاك لما خلقت الأفلاك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 450 ) :
$ موضوع .
كما قاله الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) , و أما قول الشيخ القاري
( 67 - 68 ) : لكن معناه صحيح , فقد روى الديلمي عن # ابن عباس # مرفوعا :
" أتاني جبريل فقال : يا محمد لولاك لما خلقت الجنة , و لولاك ما خلقت النار "
و في رواية ابن عساكر : " لولاك ما خلقت الدنيا " .
فأقول : الجزم بصحة معناه لا يليق إلا بعد ثبوت ما نقله عن الديلمي , و هذا مما
لم أر أحدا تعرض لبيانه , و أنا و إن كنت لم أقف على سنده , فإنى لا أتردد في
ضعفه , و حسبنا في التدليل على ذلك تفرد الديلمي به , ثم تأكدت من ضعفه , بل
وهائه , حين وقفت على إسناده في " مسنده " ( 1 / 41 / 2 ) من طريق عبيد الله بن
موسى القرشي حدثنا الفضيل بن جعفر بن سليمان عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس عن أبيه عن ابن عباس به .
قلت : و آفته عبد الصمد هذا , قال العقيلي : حديثه غير محفوظ , و لا يعرف إلا
به .
ثم ساق له حديث آخر في إكرام الشهود سيأتي برقم ( 2898 ) , و من دونه لم
أعرفهما , و أما رواية ابن عساكر فقد أخرجها ابن الجوزي أيضا في " الموضوعات "
( 1 / 288 ـ 289 ) في حديث طويل عن # سلمان # مرفوعا و قال : إنه موضوع ,
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 272 ) .
ثم وجدته من حديث أنس و سوف نتكلم عليه إن شاء الله .
283
" ارموا , فإن أيمان الرماة لغو , لا حنث فيها و لا كفارة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 451 ) :
$ باطل .
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 237 ) حدثنا يوسف بن يعقوب بن
عبد العزيز الثقفي حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة عن # بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده #أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرمون , و هم يحلفون : أخطأت والله
أصبت والله , فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكوا فقال : فذكره .
قال الطبراني : تفرد به يوسف بن يعقوب عن أبيه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير يوسف بن يعقوب و أبيه , قال الحافظ في
ترجمة يوسف من " اللسان " : لا أعرف حاله , أتى بخبر باطل بإسناد لا بأس به ,
قال الطبراني في " كتاب الرمي " : حدثنا يوسف بن يعقوب بمصر ... قلت : فذكر هذا
الحديث , ثم قال الحافظ : الحمل فيه على يوسف أو على أبيه , فما حدث به ابن
عيينة قط , فما أظن في يوسف بن يعقوب العدل , روى عن جعفر بن إبراهيم , و عنه
صدقة بن هبيرة الموصلي , قال الخطيب : مجهول .
284
" يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل كتاب , فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء
فقل : هي لعاب حية تحت العرش " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 452 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني ( 1 / 176 / 1 ) و العقيلي ( 3 / 449 ) و ابن عدي ( 263 / 1 )
من طريق الفضل بن المختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
#جابر بن عبد الله # مرفوعا .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 142 ) و قال : الفضل منكر الحديث ,
و قال الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 1 / 39 ) : هذا حديث منكر
جدا , بل الأشبه أنه موضوع , و راويه الفضل بن المختار هذا أبو سهل البصري قال
فيه أبو حاتم الرازي : هو مجهول , حدث بالأباطيل , و قال الحافظ أبو الفتح
الأزدي : منكر الحديث جدا , و قال ابن عدي : لا يتابع على أحاديثه لا متنا
و إسنادا .
قلت : و قد ساق له الذهبي أحاديث ثم قال : فهذه أباطيل و عجائب .
و أورده ابن الجوزي من طريق أخرى عن # معاذ بن جبل # مرفوعا نحوه , رواه
العقيلي في ترجمة عبد الأعلى بن حكيم ( 253 ) و قال : هذا الحديث غير محفوظ ,
و عبد الأعلى مجهول بالنقل .
و فيه أبو بكر بن أبي سبرة متروك و سليمان بن داود الشاذكوني و هو متهم .
و قال الذهبي في ترجمة عبد الأعلى هذا : و هذا إسناد مظلم , و متن ليس بصحيح .
285
" ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان و يوم عاشوراء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 453 ) :
$ منكر .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 215 / 2 ) و الطحاوي في " معاني
الآثار " ( 1 / 337 ) و أبو سهل الجواليقي في " أحاديث ابن الضريس "
( 189 / 2 ) و من طريقه أبو مطيع المصري في " الأمالي " ( 95 / 1 ) و ابن عدي
( 250 / 1 ) أيضا و الخطيب في " الأمالي بمسجد دمشق " ( 4 / 6 / 2 ) من طريق
عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن
# ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و رجاله ثقات كما قال المنذري في " الترغيب " ( 2 /
78 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 186 ) , و لكن عبد الجبار بن الورد في حفظه
ضعف كما أشار لذلك البخاري بقوله : يخالف في بعض حديثه , و قال ابن حبان :
يخطيء و يهم .
و أنا لا أشك أنه أخطأ في رواية هذا الحديث لأمرين : الأول : أنه اضطرب في
إسناده فمرة قال : عن ابن أبي مليكة , كما في هذه الرواية و مرة أخرى قال : عن
عمرو بن دينار , رواه الطبراني , و هذا يدل على أنه لم يحفظ .
الآخر : أنه قد خولف في متن هذا الحديث فرواه جماعة من الثقات عن عبيد الله بن
أبي يزيد عن ابن عباس قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا
هذا اليوم يوم عاشوراء , و هذا الشهر يعني شهر رمضان .
رواه البخاري ( 4 / 200 - 201 ) و مسلم ( 3 / 150 - 151 ) و أحمد ( رقم 1938 ,
2856 , 3475 ) و الطحاوي و الطبراني و البيهقي ( 4 / 286 ) من طرق عن عبيد الله
به , و أحد أسانيده عند أحمد ثلاثي .
فهذا هو أصل الحديث , و هو كما ترى من قول ابن عباس و لفظه بناء على ما علمه من
صيامه صلى الله عليه وسلم , فجاء عبد الجبار هذا فرواه مرفوعا من قول النبي
صلى الله عليه وسلم , و شتان ما بين الروايتين , فإن هذه الرواية الضعيفة
تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلا
على سائر الأيام كقوله صلى الله عليه وسلم : " صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية
و الباقية " .
رواه مسلم ( 3 / 168 ) و غيره عن أبي قتادة , و هو مخرج في " الإرواء " ( 955 )
فكيف يعقل مع هذا أن يقول عليه السلام ما رواه عنه عبد الجبار هذا ? ! .
أما الرواية الصحيحة لحديث ابن عباس , فإنما فيها إثبات التعارض بين نفي ابن
عباس فضل يوم غير عاشوراء و إثبات غير كأبي قتادة , و هذا الأمر فيه هين لما
تقرر في الأصول : أن المثبت مقدم على النافي و إنما الإشكال الواضح أن ينسب
النفي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه قد صرح فيما صح عنه بإثبات ما عزي
إليه من النفي .
و مما تقدم تبين أن لا إشكال , و أن نسبة النفي إليه صلى الله عليه وسلم وهم من
بعض الرواة , و الحمد لله على توفيقه .
286
" قد أتى آدم عليه السلام هذا البيت ألف آتية من الهند على رجليه لم يركب فيهن
من ذلك ثلاث مئة حجة و سبع مئة عمرة , و أول حجة حجها آدم عليه السلام و هو
واقف بعرفات أتاه جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا آدم بر الله نسكك ,
أما إنا قد طفنا هذا البيت قبل أن تخلق بخمسة آلاف سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 455 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 160 / 2 - 161 / 1 ) من طريق العباس بن الفضل
الأنصاري عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن أبيه عن أبي حازم عن
# ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , العباس بن الفضل الأنصاري متروك و اتهمه أبو زرعة
كما في " التقريب " .
و القاسم بن عبد الرحمن هو الأنصاري , قال ابن معين : ليس بشيء , و قال
أبو زرعة : منكر الحديث , و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث مضطرب الحديث , حدثنا
عنه الأنصاري ( يعني محمد بن عبد الله ) بحديثين باطلين : أحدهما وفاة آدم
صلى الله عليه وسلم و الآخر عن أبي حازم .
كذا في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 113 ) .
قلت : و لعل الحديث الباطل الآخر عن أبي حازم هو هذا والله أعلم .
287
" ما ترك القاتل على المقتول من ذنب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 456 ) :
$ لا أصل له .
و لا يعرف في شيء من كتب الحديث بسند صحيح و لا حسن و لا ضعيف أيضا , و لكن قد
يتفق في بعض الأشخاص يوم القيامة ( أن ) يطالب المقتول القاتل , فتكون حسنات
القاتل لا تفي بهذه المظلمة فتحول من سيئات المقتول إلى القاتل كما ثبت به
الحديث الصحيح في سائر المظالم , و القتل من أعظمها , كذا في
" البداية و النهاية " ( 1 / 93 - 94 ) لابن كثير .
قلت يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " إن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة
و صيام و زكاة , و يأتي قد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب
هذا فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه
أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " , رواه مسلم , و هو مخرج في
" الصحيحة " ( 847 ) .
288
" كان يأخذ من لحيته من عرضها و طولها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 456 ) :
$ موضوع .
أخرجه الترمذي ( 3 / 11 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 288 ) و ابن عدي ( 243
/ 2 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 306 ) من طريق عمر
ابن هارون البلخي عن أسامة بن زيد عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا
و قال الترمذي : هذا حديث غريب , سمعت محمد بن إسماعيل يقول : عمر بن هارون
مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال : يتفرد به إلا هذا الحديث .
قلت : و في ترجمته رواه العقيلي ثم قال : و لا يعرف إلا به , و قد روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد أنه قال : " اعفوا اللحى , و احفوا الشوارب "
و هذه الرواية أولى .
و عمر هذا قال في " الميزان " : قال ابن معين : كذاب خبيث , و قال صالح جزرة :
كذاب , ثم ساق له هذا الحديث , لكن قال ابن عدي عقبه : و قد روى هذا عن أسامة
غير عمر بن هارون , فلينظر فإنه خلاف ما قاله البخاري و العقيلي : إنه تفرد به
عمر .
289
" من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 457 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 178 ـ من زوائده ) و ابن السني في
" عمل اليوم و الليلة " ( رقم 674 ) و ابن لال في " حديثه " ( 116 / 1 ) و ابن
بشران في " الأمالي " ( 20 / 38 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " و غيرهم من
طريق أبي شجاع عن أبي طيبة عن # ابن مسعود # مرفوعا .
و هذا سند ضعيف , قال الذهبي : أبو شجاع نكرة لا يعرف , عن أبي طيبة , و من
أبو طيبة ? عن ابن مسعود بهذا الحديث مرفوعا .
و قد أشار بهذا الكلام إلى أن أبا طيبة نكرة لا يعرف , و صرح في ترجمته بأنه
مجهول .
ثم إن في سند الحديث اضطرابا من وجوه ثلاثة بينها الحافظ ابن حجر في " اللسان "
في ترجمة أبي شجاع هذا فليراجعه من شاء , و في " فيض القدير " للمناوي : و قال
الزيلعي تبعا لجمع : هو معلول من وجوه : أحدها : الانقطاع كما بينه الدارقطني
و غيره .
الثاني : نكارة متنه كما ذكره أحمد .
الثالث : ضعف رواته كما قاله ابن الجوزي .
الرابع : اضطرابه , و قد أجمع على ضعفه أحمد و أبو حاتم و ابنه و الدارقطني
و البيهقي و غيرهم .
و قال المناوي في " التيسير " : و الحديث منكر .
290
" من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا , و من قرأ كل ليلة
*( لا أقسم بيوم القيامة )* لقي الله يوم القيامة و وجهه في صورة القمر ليلة
البدر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 458 ) :
$ موضوع .
رواه الديلمي من طريق أحمد بن عمر اليمامي بسنده إلى # ابن عباس # رفعه .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 177 ) و قال : أحمد اليمامي كذاب
.
291
" من قرأ سورة الواقعة و تعلمها لم يكتب من الغافلين , و لم يفتقر هو و أهل
بيته " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :
$ موضوع .
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 277 ) من رواية أبي الشيخ بسنده
عن عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن # أنس # رفعه .
و قال السيوطي : عبد القدوس بن حبيب متروك .
قلت : و قال عبد الرزاق : ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب إلا
لعبد القدوس و قد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
292
" أما ظلمة الليل و ضوء النهار فإن الشمس إذا سقطت تحت الأرض فأظلم الليل لذلك
و إذا أضاء الصبح ابتدرها سبعون ألف ملك و هي تقاعس كراهية أن تعبد من دون الله
حتى تطلع فتضيء فيطول النهار بطول مكثها فيسخن الماء لذلك , و إذا كان الصيف قل
مكثها فبرد الماء لذلك , و أما الجراد فإنه نثرة حوت في البحر يقال له :
الإيوان , و فيه يهلك , و أما منشأ السحاب فإنه ينشأ من قبل الخافقين , و من
بين الخافقين تلجمه الصبا و الجنوب و يستدبره الشمال و الدبور , و أما الرعد
فإنه ملك بيده مخراق يدني القاصية , و يؤخر الدانية , فإذا رفع برقت , و إذا
زجر رعدت , و إذا ضرب صعقت , و أما ما للرجل من الولد و ما للمرأة فإن للرجل
العظام و العروق و العصب , و للمرأة اللحم و الدم و الشعر , و أما البلد الأمين
فمكة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :
$ باطل .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 188 / 2 / 7891 ) من طريق محمد بن
عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو عمران الحراني يوسف بن يعقوب أخبرنا ابن جريج عن
عطاء عن # جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت # و ليس بالأنصاري قال :
يا رسول الله أخبرني عن ضوء النهار و ظلمة الليل و عن حر الماء في الشتاء و عن
برده في الصيف , و عن البلد الأمين , و عن منشأ السحاب , و عن مخرج الجراد ,
و عن الرعد و البرق و عما للرجل من الولد و ما للمرأة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
و قال الطبراني : لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران الحراني , تفرد به محمد بن
عبد الرحمن السلمي .
قلت : هو مجهول كشيخه , و قال الهيثمي : رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه
يوسف بن يعقوب أبو عمران ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته و لم ينقل تضعيفه عن
أحد .
قلت : روايته مثل هذا الحديث كافية في تضعيفه فقد قال الذهبي في ترجمته : إنه
خبر باطل , و الراوي عنه مجهول و اسمه محمد عبد الرحمن السلمي , و أقره الحافظ
في " اللسان " .
293
" وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم , لولا ذلك ما أتت على شيء إلا
أحرقته " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 461 ) :
$ موضوع .
رواه ابن عدي ( 230 / 2 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1 / 34 ) و
الطبراني في " الكبير " ( 8 / 197 / 7705 ) و أبو حفص الكناني في " الأمالي "
( 1 / 9 / 2 ) و الحافظ أبو محمد السراج القاريء في " الفوائد المنتخبة " ( 1 /
125 / 1 ) و أبو عمرو السمرقندي في " الفوائد المنتقاة " ( 71 / 1 ) و الخطيب
في " الموضح " ( 2 / 79 , 165 , 166 / 1 ) , عن عفير بن معدان عن سليمان بن
عامر الخبائري عن # أبي أمامة # مرفوعا , و قال القاري و ابن عدي و تبعه ابن
الجوزي : حديث غريب لا أعلم رواه غير عفير بن معدان .
قلت : و هو ضعيف جدا كما قال الهيثمي ( 8 / 131 ) بعد أن عزا هذا الحديث لرواية
الطبراني , و كذلك عزاه السيوطي في " الجامع " و قال المناوي بعد أن حكى عن
الهيثمي تضعيف عفير المذكور : و تعصيب الجناية برأس عفير وحده يوهم أنه ليس فيه
من يحمل عليه سواه و الأمر بخلافه , ففيه مسلمة بن علي الخشني قال في
" الميزان " : واه , تركوه , و استنكروا حديثه , ثم ساق له أخبارا هذا منها ,
و قال ابن الجوزي : لا يرويه غير مسلمة , و قد قال يحيى : ليس بشيء ,
و النسائي : متروك .
قلت : لكن بعض طرقه سالم من مسلمة , فالتعصيب في محله .
و هذا الحديث مع ضعفه الشديد إسنادا فإني لا أشك أنه موضوع متنا , إذ ليس عليه
لوائح كلام النبوة و الرسالة , بل هو أشبه بالإسرائيليات .
و يؤيد وضعه مخالفته لما ثبت في علم الفلك أن السبب في عدم حرق الشمس لما على
وجه الأرض إنما هو بعدها عن الأرض بمسافات كبيرة جدا يقدرونها بـمئة و خمسين
مليون كيلو متر تقريبا كما في كتاب " علم الفلك " للأستاذ طالب الصابوني الذي
يدرس في الصف الحادي عشر .
ثم رأيت الحديث رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3 / 145 / 1 ) ( رقم 77
من نسختي ) موقوفا على أبي أمامة فقال : حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا
أبو عائذ المؤذن حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : فذكره موقوفا عليه ,
و إسناده ضعيف , و الوقف هو الأشبه , والله أعلم .
294
" الأرض على الماء , و الماء على صخرة , و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه
بالعرش , و الحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 462 ) :
$ موضوع .
ذكره الهيثمي ( 8 / 131 ) من حديث # ابن عمر # مرفوعا ثم قال : رواه البزار عن
شيخه عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب و هو ضعيف .
قلت : لم أره في " الميزان " و لا في " اللسان " و لا في غيرهما من كتب الرجال
فلعله تحرف اسمه على الطابع , و الظاهر أنه من الإسرائيليات كالذي قبله .
ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) من طريق محمد بن حرب عن سعيد بن سنان
عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة - كثير بن مرة - عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال :
سعيد بن سنان الحمصي عامة ما يرويه و خاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة .
قلت : و هو ضعيف جدا بل قال فيه الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة .
و ساق له الذهبي في " الميزان " أحاديث هذا منها .
ثم رأيت له طريقا أخرى , أخرجها ابن منده في " التوحيد " ( 27 / 2 ) عن
عبد الله بن سليمان الطويل عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمر
مرفوعا , و قال : هذا إسناد متصل مشهور .
قلت : لكن دراجا ذو مناكير , و قد سبق له بعض مناكيره , و عبد الله بن سليمان
الطويل سيء الحفظ فلعله أخطأ هو أو شيخه في سنده فرفعه و هو موقوف , و مما يؤيد
أن الصواب وقفه أن ابن منده رواه ( 5 / 1 - 2 , 28 / 2 ) عن ابن عباس موقوفا
عليه دون ذكر الملك و سنده صحيح , فهذا يؤيد أن الحديث من الإسرائيليات .
ثم وقفت على إسناد البزار بواسطة " كشف الأستار " ( 2 / 449 / 2066 ) للهيثمي
قال البزار : حدثنا عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب حدثنا أبو اليمان حدثنا
سعيد بن سنان به مثل رواية ابن عدي المتقدمة , و قال البزار : علته سعيد بن
سنان .
قلت : فتكشفت لي الحقائق التالية :
الأولى : أن الهيثمي غفل عن العلة القادحة في هذا الإسناد , مع تصريح البزار
بها و هي سعيد بن سنان لأنه متهم كما تقدم .
الثانية : أنه تحرف على الهيثمي في الكتابين " المجمع " و " الكشف " اسم جد
عبد الله بن أحمد فقال : ابن شبيب , و إنما هو ابن شبويه كذلك وقع في كثير من
الأحاديث التي رواها البزار من طريقه و هاك أرقام بعضها من المجلد الأول من
" الكشف " ( 29 و 53 و 508 و 537 و 621 و 762 و 782 و 859 و 892 و 948 و 1049 )
و الرقم الأول فيها بهذا السند عينه , و إعلال البزار إياه بسعيد نفسه .
الثالثة : لا يوجد في الرواة عبد الله بن أحمد بن شبيب , كما سبقت الإشارة إلى
ذلك , و إنما فيهم عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي فتوهم الهيثمي أنه هو
فضعفه و هو حري بذلك و هو من شيوخ البزار أيضا في عدة أحاديث أخرى كالأحاديث
( 173 و 247 و 417 ) و لو فرض أنه هو صاحب هذا الحديث لم يجز إعلاله به لأنه
متابع عند ابن عدي كما تقدم , و أما ابن شبويه فهو في " ثقات ابن حبان " ( 8 /
366 ) و قال : مستقيم الحديث .
295
" من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة غفرت له ذنوب مئتي سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 464 ) :
$ منكر .
رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " ( 3 / 113 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 187 )
و ابن بشران ( ج 12 ق 62 وجه 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 / 1 ـ 2
) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجعفري حدثنا ثابت البناني عن # أنس بن مالك #
مرفوعا .
و هذا سند ضعيف جدا الحسن بن جعفر الجعفري قال الذهبي : ضعفه أحمد و النسائي ,
و قال البخاري و الفلاس : منكر الحديث , و من بلاياه هذا الحديث .
قلت : إلا أنه لم يتفرد به فقال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 239 ) : أخرجه
ابن الضريس في " فضائل القرآن " و البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الحسن بن
أبي جعفر به , و أخرجه البزار من طريق الأغلب بن تميم عن ثابت عن أنس , و قال :
لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر و الأغلب و هما متقاربان في سوء
الحفظ , و أخرجه ابن الضريس و البيهقي من طريق صالح المري عن ثابت عن أنس .
قلت : و صالح هذا هو ابن بشير الزاهد , قال البخاري و الفلاس أيضا : منكر
الحديث .
و الخلاصة أن هذه الطرق الثلاث شديدة الضعف فلا ينجبر بها ضعف الحديث , على أن
معناه مستنكر عندي جدا لما فيه من المبالغة , و إن كان فضل الله تعالى لا حد له
والله أعلم .
تنبيه : لم أر الحديث في " كشف الأستار " , و لا في " مجمع الزوائد " , والله
أعلم .
296
" إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له "
.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 465 ) :
$ موضوع .
رواه الخطيب ( 5 / 91 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) من طريق
سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن # أنس # مرفوعا .
و هذا إسناد موضوع سلام الطويل اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع , و شيخه زياد بن
ميمون وضاع باعترافه .
و من هذا الوجه أورده , و قال ابن الجوزي ما ملخصه : لا يصح , سلام متروك ,
و زياد كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 101 ) بقوله :
قلت : له طريق آخر , ثم ساق الحديث الآتي و هو موضوع أيضا فلم يصنع شيئا ! و هو
على الراجح نفس الطريق الأولى , كما سترى .
297
" إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 466 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 48 ـ 49 من زوائده ) و ابن الأعرابي في
" معجمه " ( 147 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 24 / 290 ) عن المفضل بن فضالة
عن أبي عروة البصري عن زياد أبي عمار - و قال ابن الأعرابي : زياد بن ميمون -
عن # أنس بن مالك #مرفوعا و قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد ,
و أبو عروة عندي معمر , و أبو عمار : زياد النميري , كذا قال , و فيه نظر في
موضعين :
الأول : زياد النميري هو ابن عبد الله البصري , لم أجد من كناه أبا عمار ,
بخلاف زياد بن ميمون فقد كنوه بأبي عمار , و قال ابن معين في النميري : ضعيف ,
و قال في موضوع آخر : ليس به بأس قيل له : هو زياد أبو عمار ? قال : لا , حديث
أبي عمار ليس بشيء .
فقد فرق هذا الإمام بين زياد بن عبد الله النميري و بين زياد أبي عمار , فضعف
الأول تضعيفا يسيرا , و ضعف أبا عمار جدا , فثبت أنه غير النميري , و إنما هو
ابن ميمون كما صرحت بذلك رواية ابن الأعرابي و هو وضاع باعترافه كما سبق مرارا
قال الذهبي : زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي عن أنس , و يقال له زياد أبو عمار
البصري , و زياد بن أبي حسان , يدلسونه لئلا يعرف في الحال , قال ابن معين :
ليس يسوى قليلا و لا كثيرا , و قال يزيد بن هارون : كان كذابا , ثم ساق له
أحاديث مناكير , هذا أحدها .
و الثاني : قوله : إن أبا عروة البصري , هو معمر يعني ابن راشد الثقة شيخ
عبد الرزاق , فإن هذا و إن كان يكنى أبا عروة فإني لم أجد ما يؤيد أنه هو في
هذا السند , و صنيع الحافظين الذهبي و العسقلاني يشير إلى أنه ليس به فقالا في
" الميزان " و " اللسان " : أبو عروة عن زياد بن فلان مجهول , و كذلك شيخه .
قلت : شيخه هو زياد بن ميمون الكذاب كما سبق آنفا فلعل أبا عروة كان يدلسه
فيقول : زياد بن فلان , كما قال في هذا الحديث : زياد أبي عمار لكي لا يعرف ,
فإذا صح هذا فهو كاف عندنا في تجريح أبي عروة هذا , والله أعلم .
ثم وجدت ما يؤيد أن الحديث حديث زياد بن ميمون , فقد أخرجه الواحدي في
" تفسيره " ( 4 / 145 / 1 ) عن عثمان بن مطر عن سلام بن سليم عن زياد بن ميمون
عن أنس , لكن سلام هذا و هو المدائني كذاب أيضا و عثمان بن مطر ضعيف , لكن رواه
ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 ) من طريق عثمان بن سعيد الصيداوي , أخبرنا سليم بن
صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبي عمار به .
و أخرجه الديلمي ( 4 / 189 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سلام بن سلم عن
زياد الواسطي عن أنس .
قلت : و ابن الفضل هذا متروك و سلام بن سلم هو ابن سليم نفسه و زياد الواسقي هو
ابن ميمون ذاته و قد أورده بحشل في " تاريخ واسط " ( 58 ـ 59 ) .
و بالجملة فإن مدار الحديث على أبي عمار و هو زياد بن ميمون و هو كذاب .
298
" سبحان الله ماذا تستقبلون , و ماذا يستقبل بكم ? قالها ثلاثا , فقال عمر :
يا رسول الله وحي نزل أو عدو حضر ? قال : لا , و لكن الله يغفر فى أول ليلة من
رمضان لكل أهل هذه القبلة , قال : و في ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول : بخ بخ
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كأنك ضاق صدرك مما سمعت ? قال : لا والله
يا رسول الله و لكن ذكرت المنافقين , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن
المنافق كافر , و ليس لكافر في ذا شيء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 468 ) :
$ منكر .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 97 / 1 من زوائده ) و أبو طاهر الأنباري في
" مشيخته " ( 147 / 1 - 2 ) و ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان "
( 3 / 2 - 4 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 64 / 1 ) و الدولابي في
" الكنى " ( 1 / 107 ) عن عمرو بن حمزة القيسي أبي أسيد حدثنا أبو الربيع خلف
عن # أنس بن مالك # أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر شهر رمضان قال : فذكره
و قال الطبراني : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به عمرو .
و من هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " كما في " اللآليء المصنوعة "
( 2 / 101 ) للسيوطي , أورده شاهدا للحديث الذي قبله و سكت عليه ! و ليس بشيء ,
فإن عمرو بن حمزة هذا ضعفه الدارقطني و غيره , و قال البخاري و العقيلي :
لا يتابع على حديثه , ثم ساق له العقيلي حديثين هذا أحدهما ثم قال : لا يتابع
عليهما , و خلف أبو الربيع مجهول , و هو غير خلف بن مهران و قد فرق بينهما
البخاري و كذا ابن أبي حاتم , فقد ترجم لابن مهران أولا , و وثقه , ثم ترجم
لأبي الربيع و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , ثم رأيت ابن خزيمة قد أشار
لتضعيف هذا الحديث , فقد ذكره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 63 ) ثم قال :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و البيهقي , و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر فإني
لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة و لا جرح و لا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه .
قال المنذري : قد ذكرهما ابن أبي حاتم و لم يذكر فيهما جارحا .
قلت : فكان ماذا ? ! فإنه لم يذكر فيه توثيقا أيضا , فمثل هذا أقرب إلى أن يكون
مجهولا عند ابن أبي حاتم من أن يكون ثقة عنده و إلا لما جاز له أن يسكت عنه
و يؤيد هذا قوله في مقدمة الجزء الأول ( ق 1 ص 38 ) : على أنا ذكرنا أسامي
كثيرة مهملة من الجرح و التعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم
رجاء وجود الجرح و التعديل فيهم , فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله , فهذا
نص منه على أنه لا يهمل الجرح و التعديل إلا لعدم علمه بذلك , فلا يجوز أن يتخذ
سكوته عن الرجل توثيقا منه له كما يفعل ذلك بعض أفاضل عصرنا من المحدثين ,
و جملة القول : أن هذا الحديث عندي منكر لتفرد هذين المجهولين به .
299
" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إلى خلقه , و إذا نظر الله عز
وجل إلى عبده لم يعذبه أبدا , و لله عز وجل فى كل ليلة ألف ألف عتيق من النار "
.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 470 ) :
$ موضوع .
رواه ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان " و هو آخر حديث فيه ,
و أبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 180 / 1 ) عن حماد بن مدرك
{ الفسنجاني } حدثنا عثمان بن عبد الله أنبأنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و من هذا الوجه رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
( 10 / 100 / 1 ) و له عنده تتمة ثم قال : عثمان بن عبد الله الشامي متهم في
روايته .
و كذلك أورده ابن الجوزي بتمامه في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) , ثم قال ما
ملخصه : موضوع , فيه مجاهيل , و المتهم به عثمان , يضع .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 100 - 101 ) .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 68 / 69 ) من رواية الأصبهاني فقط
مصدرا بقوله : و روى ... مشيرا بذلك إلى أنه ضعيف أو موضوع , فكتبت هذا
التحقيق لرفع الاحتمال الأول و تعيين أن الحديث موضوع لكي لا يغتر من لا علم
عنده بإشارة المنذري المحتملة فيروي الحديث عملا بما زعموه أنه من قواعد الحديث
و هو أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! فينسب بسبب ذلك إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ! .
300
" من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة كتب الله له ألفا و خمس مئة حسنة , إلا أن
يكون عليه دين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 471 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 1 / 848 ـ 849 ) , و عنه البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 /
2 ) و الخطيب ( 6 / 204 ) من طريق أبي الربيع الزهراني حدثنا حاتم بن ميمون عن
ثابت عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا حاتم هذا قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 270 )
: منكر الحديث على قلته , يروي عن ثابت ما لا يشبه حديثه , لا يجوز الاحتجاج به
بحال , و هو الذي يروي عن ثابت عن أنس رفعه : " من قرأ *( قل هو الله أحد )* ..
" الحديث .
و قال البخاري : روى منكرا , كانوا يتقون مثل هؤلاء المشايخ .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 244 ) من طريق الخطيب ثم
قال : موضوع , حاتم لا يحتج به بحال .
فتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 238 ) بأن الترمذي و محمد بن نصر أخرجاه
من طريقه بلفظ آخر , و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين , و اللفظ المشار إليه
هو : " من قرأ كل يوم مئتي مرة *( قل هو الله أحد )* محي عنه ذنوب خمسين سنة
إلا أن يكون عليه دين " .
أخرجه الترمذي ( 4 / 50 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 66 ) من طريق محمد
ابن مرزوق حدثني حاتم بن ميمون عن ثابت عن أنس مرفوعا , و قال الترمذي : هذا
حديث غريب أي ضعيف و لذا قال ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 568 ) : إسناده ضعيف
.
قلت : حاتم لا يحل الاحتجاج به بحال كما قال ابن حبان , و أورد ابن الجوزي
حديثه هذا في " الموضوعات " باللفظ الذي قبله و الطريق واحدة .
و رواه الدارمي ( 2 / 461 ) من طريق محمد الوطاء عن أم كثير الأنصارية عن أنس
مرفوعا بلفظ : " ... خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة " .
قلت : و أم كثير هذه لم أعرفها و كذا الراوي عنها محمد الوطاء , و في
" التفسير " , محمد العطار من رواية أبي يعلى , و قال ابن كثير : إسناده ضعيف .
و قد روى من طرق أخرى عن ثابت به بلفظ : " غفرت له ذنوب مئتي سنة " .
و هو منكر كما تقدم قريبا رقم ( 295 ) .