461
" النساء لعب فتخيروا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 674 ) :
$ منكر .
رواه الحاكم في تاريخه و عنه الديلمي معلقا ( 3 / 110 ) من طريق ابن لهيعة عن
الأحوص بن حكيم عن # عمرو بن العاص # مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 189 ) شاهدا لحديث علي بمعناه قال ابن
الجوزي فيه : لا يصح .
قلت : و هذا الشاهد سكت عنه السيوطي كغالب عادته , و هو ضعيف جدا فيه ثلاث
علل : ابن لهيعة مشهور بالضعف , و الأحوص قال ابن معين و ابن المديني : ليس
بشيء ,ثم إنه منقطع بين الأحوص و عمرو , و لذلك قال ابن عراق ( 2 / 226 ) سنده
ضعيف ,و مما يدل على نكارة الحديث أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إنما النساء شقائق الرجال " , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 234 )
قلت : فيبعد كل البعد أن يصفهن عليه الصلاة و السلام بأنهن " لعب " .
و قد روى الحديث بأتم منه و هو ضعيف أيضا , و هو :
462
" إنما النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليحسنها أو فليستحسنها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 675 ) :
$ ضعيف .
رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 116 - زوائده ) : حدثنا أحمد بن
يزيد حدثنا عيسى بن يوسف عن زهير بن محمد عن # أبي بكر بن حزم # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و فيه ثلاث علل :
الإرسال , فإن أبا بكر و هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري تابعي مات سنة
( 120 ) .
و ضعف زهير بن محمد الخراساني الشامي .
و أحمد بن يزيد لم أعرفه و يحتمل أنه ابن الورتنيس المصري , فقد ذكر له رواية
عن عيسى بن يونس في " تهذيب الكمال " , فإن كان هو ففيه ضعف , و الله أعلم
و هذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " و لا في
" اللآليء " و كذلك فات ابن عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " و المناوي في
" الجامع الأزهر " .
463
" فيما سقت السماء العشر , و فيما سقي بنضح أو غرب نصف العشر في قليله
و كثيره " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 676 ) :
$ موضوع بهذه الزيادة : " في قليله و كثيره " .
رواه أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة عن أبان بن أبي عياش عن # رجل # عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا موضوع , أبو مطيع البلخي و اسمه الحكم بن عبد الله صاحب أبي حنيفة
قال أبو حاتم : كان كذابا , و قال الجوزجاني : كان من رؤساء المرجئة ممن يضع
الحديث , و ضعفه سائر الأئمة , و قد اتهمه الذهبي بوضع حديث يأتي عقب هذا ,
و أبان بن أبي عياش متهم أيضا و قد مضى له أحاديث .
و الحديث أورده الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 385 ) و قال : قال ابن الجوزي
في " التحقيق " : و احتجت الحنفية بما روى أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة ...
قال : و هذا الإسناد لا يساوي شيئا , أما أبو مطيع فقال ابن معين : ليس بشيء ,
و قال أحمد لا ينبغي أن يروى عنه , و قال أبو داود : تركوا حديثه , و أما أبان
فضعيف جدا , ضعفه شعبة .
قلت : بل كذبه شعبة كما في الميزان و قد تقدم .
و مما يدل على كذب هذا الحديث أن البخاري أخرجه في " صحيحه " من حديث ابن عمر
دون قوله : " في قليله و كثيره " و كذلك رواه مسلم من حديث جابر و الترمذي
من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " الإرواء "( 799 ) فهذه الزيادة باطلة
و يزيدها بطلانا ما في " الصحيحين " و غيرهما عنه صلى الله عليه وسلم " ليس
فيما دون خمسة أوسق صدقة " و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 800 ) و بهذا
الحديث الصحيح أخذ الإمام محمد خلافا لشيخه أبي حنيفة كما صرح به في
" كتاب الآثار " ( ص 52 ) .
فهذا أيضا من آثار الأحاديث الضعيفة إيجاب ما لم يوجبه الله على عباده و على
الرغم من هذا فإننا لا نزال نسمع بعضهم يجهر بمثل هذا الإيجاب أخذا بما تقتضيه
المصلحة كما زعموا .
464
" الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي , و زيادته و نقصه كفر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 677 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 103 ) في ترجمة عثمان بن عبد الله بن عمرو
الأموي من روايته عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن # أبي هريرة # قال :
لما قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جئناك نسألك عن
الإيمان أيزيد أو ينقص ? قال ... فذكره .
قال ابن حبان و تبعه الذهبي : فهذا وضعه أبو مطيع على حماد , فسرقه هذا الشيخ
منه , و كان قدم خراسان فحدثهم عن الليث و مالك , و كان يضع عليهم الحديث لا
يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار , و أقره الحافظ في " اللسان " .
و أبو مطيع هذا هو البلخي صاحب أبي حنيفة سبق ذكره في الحديث الذي قبل هذا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الحاكم من طريق أبي مطيع
حدثنا حماد بن سلمة به , و قال ابن الجوزي : موضوع أبو مطيع الحكم بن عبد الله
كذاب , و كذا أبو مهزم , و سرقه منه عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن
عفان و هو أيضا كذاب وضاع , قال الحاكم : إسناده فيه ظلمات , و الحديث باطل ,
و الذي تولى كبره أبو مطيع و سرقه منه عثمان فرواه عن حماد .
و وافقه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 38 ) .
قلت : و هذا الحديث مخالف للآيات الكثيرة المصرحة بزيادة الإيمان كقوله تعالى :
*( ... ليزداد الذين آمنوا إيمانا ... )* ( الفتح : 4 ) فكفى بهذا دليلا على
بطلان مثل هذا الحديث و إن قال بمعناه جماعة .
465
" إن لغة إسماعيل كانت قد درست فأتاني بها جبريل فحفظتها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 116 ) من طريق علي بن خشرم قال :
حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : بلغني أن # عمر بن الخطاب # قال :
يا رسول الله إنك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا ? فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم ... فذكره .
قلت : و علته الانقطاع بين علي بن الحسين و عمر , و قد وصله الحاكم و كذا
الغطريف في جزء له ( ورقة 4 وجه 2 من مجموع 54 في ظاهرية دمشق ) من طريق حامد
( و في جزء الغطريف : حماد ) بن أبي حمزة السكري قال حدثنا علي بن الحسين بن
واقد قال حدثنا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب به .
قلت : و حامد هذا أو حماد لم أجد له ترجمة , و والده أبو حمزة السكري مشهور ثقة
و اسمه محمد بن ميمون و لم يذكروا في الرواة عنه ابنه هذا فالله أعلم .
و قد أعله الحاكم بالرواية الأولى و هي أصح لأن علي بن خشرم ثقة معروف احتج به
مسلم .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للغطريف و ابن عساكر , و لم يتكلم
عليه الشارح المناوي بشيء و كأنه لم يقف على إسناده .
ثم رأيته قال في شرحه الآخر " التيسير "قال ابن عساكر : غريب معلول .
466
" علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :
$ لا أصل له .
باتفاق العلماء , و هو مما يستدل به القاديانية الضالة على بقاء النبوة بعده
صلى الله عليه وسلم , و لو صح لكان حجة عليهم كما يظهر بقليل من التأمل .
467
" من صلى بين المغرب و العشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 414 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 172 / 1
و 277 - 278 ) من طريق يعقوب بن الوليد المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن #
عائشة # مرفوعا .
قال البوصيري : في " الزوائد " ( ق 85 / 1 ) : في إسناده يعقوب بن الوليد
اتفقوا على ضعفه , و قال فيه الإمام أحمد : من الكذابين الكبار , و كان يضع
الحديث .
قلت : و قد كذبه أيضا ابن معين و أبو حاتم , و مع هذا فقد أورد حديثه هذا
السيوطي في " الجامع الصغير " .
و اعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب و العشاء
لا يصح و بعضه أشد ضعفا من بعض , و إنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله
صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد , و أما من قوله صلى الله عليه وسلم فكل ما
روي عنه واه لا يجوز العمل به , و من هذا القبيل :
468
" من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها ذنوب خمسين سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 33 ) من طريق محمد بن غزوان الدمشقي حدثنا
عمر بن محمد عن # سالم بن عبد الله عن أبيه # مرفوعا .
و ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 78 ) من هذا الوجه ثم قال : قال
أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث فإنه شبه موضوع , و محمد بن غزوان الدمشقي
منكر الحديث .
469
" من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي
عشرة سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 2 / 299 ) و ابن ماجه ( 1 / 355 , 415 ) و ابن نصر ( ص 33 )
و ابن شاهين في " الترغيب " ( 272 / 2 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8
/ 34 / 1 ) و العسكري في " مسند أبي هريرة " ( 71 / 1 ) و ابن سمعون الواعظ في
" الأمالي " ( 1 / 61 / 2 ) من طريق عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا عن
عمر بن أبي خثعم , و سمعت محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) يقول : عمر بن
عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث , و ضعفه جدا , و قال الذهبي في ترجمته : له
حديثان منكران هذا أحدهما .
470
" الوضوء من كل دم سائل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 157 ) من طريق بقية عن يزيد بن خالد عن يزيد
بن محمد عن عمر بن عبد العزيز قال : قال # تميم الداري # : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم , و أعله الدارقطني بقوله : عمر بن عبد العزيز لم يسمع من
تميم الداري , و لا رآه , و اليزيدان مجهولان , و أقره الزيلعي في " نصب الراية
" ( 1 / 37 ) .
قلت : و بقية مدلس و قد عنعنه كما ترى , فهذه علة أخرى .
و قال عبد الحق في " الأحكام الكبرى " ( ق 13 / 2 ) : و هذا منقطع الإسناد
ضعيفه
و الحديث رواه ابن عدي في ترجمة أحمد بن الفرج عن بقية حدثنا شعبة بسنده عن
# زيد بن ثابت # مرفوعا , قال الزيلعي : قال ابن عدي : هذا حديث لا نعرفه إلا
من حديث أحمد هذا , و هو ممن لا يحتج بحديثه لكنه يكتب , فإن الناس مع ضعفه قد
احتملوا حديثه , انتهى .
و قال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل " : أحمد بن الفرج كتبنا عنه و محله عندنا
الصدق .
قلت : أحمد بن الفرج هذا حمصي و يلقب بـ " الحجاري " و قد ضعفه جدا محمد بن عوف
و هو حمصي أيضا فهو أدرى به من غيره , فقال فيه : كذاب , و ليس عنده في حديث
بقية أصل , هو فيها أكذب خلق الله , إنما هي أحاديث وقعت له في ظهر قرطاس كتاب
صاحب حديث في أولها مكتوب : حدثنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا بقية ... ثم
اتهمه بشرب الخمر في كلام له رواه الخطيب ( 4 / 341 ) قال في آخره : فأشهد عليه
بالله أنه كذاب , و كذلك كذبه غيره من العارفين به فسقط حديثه جملة و لم يجز أن
يستشهد به فكيف يحتج به ?!
ثم رجعت إلى ابن عدي في " الكامل " فرأيته يقول ( ق 44 / 1 ) بعد أن ساق الحديث
: و لبقية عن شعبة كتاب , و فيه غرائب , و تلك الغرائب ينفرد بها بقية عنه و هي
محتملة , و هذا عن شعبة باطل .
و الحق أنه لا يصح حديث في إيجاب الوضوء من خروج الدم , و الأصل البراءة , كما
قرره الشوكاني و غيره , و لهذا كان مذهب أهل الحجاز أن ليس في الدم وضوء , و هو
مذهب الفقهاء السبعة من أهل المدينة و سلفهم في ذلك بعض الصحابة , فروى ابن أبي
شيبة في " المصنف " ( 1 / 92 ) و البيهقي ( 1 / 141 ) بسند صحيح : " أن ابن عمر
عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دم فحكه بين أصبعيه ثم صلى و لم يتوضأ " ثم روى
ابن أبي شيبة نحوه عن أبي هريرة .
و قد صح عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه بزق دما في صلاته ثم مضى
فيها , ( راجع صحيح البخاري مع فتح البارى ج 1 ص 222 - 224 ) و تعليقي على "
مختصر البخاري " ( 1 / 57 ) .
471
" أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على بدن عبده المؤمن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 683 ) :
$ موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 79 ـ 80 ) من طريق القاسم بن إبراهيم بن
أحمد الملطي عن أبي أمية المبارك بن عبد الله عن مالك عن ابن شهاب عن # أنس #
مرفوعا و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس فقال
شارحه المناوي : و فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب لا يطاق
قال في " اللسان " : له عجائب من الأباطيل .
قلت : فكيف أورد السيوطي حديثه في " الجامع " و قد ادعى أنه صانه عما تفرد به
كذاب أو وضاع ? و لا سيما و هذا الحديث ظاهر البطلان , فقد ثبت عنه صلى الله
عليه وسلم أنه قال : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , و المؤمن
يبتلى على قدر دينه " .
و من الغريب أن السيوطي نفسه قد حكم عليه بالوضع , إذ أورده في " ذيل الموضوعات
" ( ص 189 ) من رواية الديلمي نفسه و قال السيوطي : قال الخطيب : الملطي كذاب
يضع الحديث روى عن أبي أمية عن مالك عجائب من الأباطيل , و قال غيره : أبو أمية
المبارك أحد المجهولين .
قلت : و هو مع ذلك مجسم ضال , فانظر التعليق على الحديث الآتي برقم ( 476 ) .
472
" الدين شين الدين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 684 ) :
$ موضوع .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 4 / 1 ) عن عبد الله بن شبيب قال أخبرنا
سعيد بن منصور قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن
مالك بن يخامر عن أبيه عن # معاذ بن جبل # مرفوعا .
قلت : ابن شبيب هذا اتهمه ابن خراش بأنه يسرق الأحاديث الموضوعة عن الكذابين ,
و أنا لا أشك أن هذا الحديث منها , فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم و زوجه
و غيرهما استدانوا غير مرة , فهل شانهم ذلك ?
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة "
عن مالك بن يخامر و القضاعي عن معاذ .
فتعقبه المناوي بأن الأول مرسل , و فيه عبد الله بن شبيب الربعي , قال في
" الميزان " : أخباري علامة , لكنه واه , و قال الحاكم : ذاهب الحديث ,
و بالغ فضلك فقال : يحل ضرب عنقه , و قال ابن حبان : يقلب الأخبار , ثم ساق له
هذا الخبر , قال المناوي : و في إسناد القضاعي إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في
" الضعفاء " و قال : مختلف فيه و ليس بالقوي .
قلت : هذا يوهم أن ابن شبيب ليس في مسند القضاعي و ليس كذلك فتنبه .
ثم رأيت الإمام أحمد رواه في " الزهد " ( 13 / 11 / 1 ) من طريق سريج بن يونس
قال حدثنا ابن عياش به إلا أنه أوقفه على معاذ , و سنده صحيح , فثبت أن رفعه
باطل , تفرد برفعه عبد الله بن شبيب و هو متهم .
نعم قد تابعه أبو قتادة فرواه عن صفوان بن عمرو به لكنه لم يذكر معاذا في سنده
فقد أرسله , رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 157 / 2 ) و الديلمي في
" مسنده " ( 2 / 151 ) من طريق أبي نعيم لكنه رواه عن أبي الشيخ معلقا حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا سلمة حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو به موصولا
مثل رواية ابن شبيب إلا أنه لم يذكر لفظه و سلمة الظاهر أنه ابن شبيب
النيسابوري الثقة و عبد الله بن محمد هو أبو مسعود العسكري ترجمه أبو الشيخ في
" طبقاته " ( 407 / 566 ) و أبو نعيم في " أخباره " ( 2 / 73 ـ 74 ) و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا فالظاهر أنه هو علة هذه المتابعة و الله أعلم .
فلا تفيده هذه المتابعة مع المخالفة , و لا سيما و المتابع أبو قتادة و اسمه
عبد الله بن واقد متروك كما قال الحافظ في " التقريب " , فالتهمة محصورة فيه
و في ابن شبيب , و أما إسماعيل بن عياش فهو بريء منها , و هو ثقة في روايته عن
الشاميين و هذه منها , و قد رواه عنه ابن يونس موقوفا كما سبق و هو الصواب .
و مثل هذا الحديث في البطلان الحديث الآتي :
473
" الدين راية الله في الأرض , فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 686 ) :
$ موضوع .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " ( 13 / 93 / 2 ) و الحاكم ( 2 /
24 ) و الديلمي ( 2 / 150 ) من طريق بشر بن عبيد الدارسي حدثنا حماد بن سلمة عن
أيوب عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال : صحيح على شرط مسلم , قلت : و هذا
خطأ فاحش , لأن بشرا هذا ليس من رجال مسلم , و لا أخرج له أحد الستة , ثم هو
متهم , و لذلك تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 32 ) و الذهبي في " التلخيص
" فقالا : بل فيه بشر بن عبيد الدارسي واه قال المناوي : فالصحة من أين ? قال
فيه ابن عدي : منكر الحديث عن الأئمة , بين الضعف جدا , و قد ساق له الذهبي في
" الميزان " أحاديث ثم قال : إنها غير صحيحة , و الله المستعان , ثم ساق له آخر
و قال : إنه موضوع .
و لست أشك في أن هذا الحديث موضوع لما ذكرته في الحديث الذي قبله , و مثله :
474
" الدين ينقص من الدين و الحسب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :
$ موضوع .
أخرجه الديلمي ( 2 / 152 ) من طريق أبي الشيخ بسنده عن الحكم بن عبد الله
الأيلي عن القاسم عن # عائشة # مرفوعا و عزاه في " الجامع " للديلمي و تعقبه
شارحه المناوي بقوله :
و فيه الحكم بن عبد الله الأيلي , قال الذهبي في " الضعفاء " : متروك متهم
بالوضع , و رواه عنها أيضا أبو الشيخ , و من طريقه و عنه أورده الديلمي مصرحا ,
فلو عزاه للأصل لكان أولى .
475
" السلطان ظل الله في أرضه من نصحه هدى , و من غشه ضل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :
$ موضوع .
أخرجه أبو نعيم في كتاب " فضيلة العادلين " ( ورقه 226 وجه 1 من مجموع 60 ـ
ظاهرية دمشق ) من طريق يحيى بن ميمون , حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و من طريق داود بن المحبر قال حدثنا عقبة بن عبد الله
عن قتادة عن # أنس # مرفوعا نحوه .
قلت : و هذان إسنادان موضوعان , في الأول يحيى بن ميمون و هو ابن عطاء البصري ,
قال الدارقطني و غيره : متروك , و قال الفلاس و غيره : كان كذابا .
و في الآخر : داود بن المحبر , و هو متهم أيضا و قد تقدم , و من طريقه رواه
العقيلي في " الضعفاء " ( 358 ) و قال : عقبة مجهول بالنقل , و حديثه منكر غير
محفوظ , و لا يعرف إلا به , و لا يتابعه إلا نحوه في الضعف .
و ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن أنس و تعقبه
المناوي بقوله : و فيه محمد بن يونس القرشي و هو الكديمي الحافظ , اتهمه ابن
عدي بوضع الحديث , و قال ابن حبان : كان يضع على الثقات , قال الذهبي في
" الضعفاء " عقبه : قلت : انكشف عندي حاله .
قلت : و من طريقه أخرجه أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان في جزء من " أماليه "
( 151 / 2 ) قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عقبة بن عبد الله
الرفاعي أخبرنا قتادة عن أنس و كذلك هو في " الشعب " ( 6 / 19 / 7376 ) موقوف .
476
" من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة , و من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث
النبوة , و من قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة , و من قرأ القرآن فقد
أوتي النبوة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 688 ) :
$ موضوع .
رواه أبو بكر الآجري في " آداب حملة القرآن " ( ورقة 135 من مجموع 66 ـ ظاهرية
دمشق ) من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن # أبي أمامة الباهلي #
مرفوعا .
قلت : مسلمة بن علي متهم و قد سبق مرارا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 252 ) دون جملة الربع و قال
: لا يصح , بشر ( يعني بن نمير ) متروك , و قال يحيى بن سعيد : كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 343 ) بما لا طائل تحته كعادته ! فقال :
أخرجه ابن الأنباري في كتاب " الوقف و الابتداء " و البيهقي في " شعب الإيمان "
و بشر من رجال ابن ماجه .
قلت : فكان ماذا ? و ابن ماجه معروف بتخريجه للكذابين , و قد مضى قريبا حديث
أخرجه ابن ماجه من طريق رجل قال فيه الإمام أحمد : كان من الكذابين الكبار ,
ثم ساق له السيوطي شاهدا من حديث ابن عمر , و فيه قاسم بن إبراهيم الملطي قال
السيوطي : ليس بثقة .
قلت : فما الفائدة من سياق حديثه إذن ? و قد قال فيه الدارقطني : كذاب ,
و قال الذهبي : أتى بطامة لا تطاق , ثم ساق له حديثا مرفوعا فيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم رآى ربه ليلة الإسراء , و أنه رأى منه كل شيء حتى التاج
قاتله الله ما أجرأه على الله , ثم قال الذهبي : و أطم منه ... , فذكر هذا
الحديث ثم قال : و هذا باطل و ضلال كالذي قبله .
قلت : و من هذا و أمثاله يتبين لك الفرق بين الذهبي و السيوطي .
ثم ذكر السيوطي شاهدا آخر من طريق تمام بن نجيح عن الحسن مرفوعا و قد سكت عليه
السيوطي و هذا من مساوئه , فإنه مع إرساله فيه تمام , قال ابن حبان : روى أشياء
موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها .
477
" كثرة الحج و العمرة تمنع العيلة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 690 ) :
$ موضوع .
رواه المحاملي في الجزء السادس من " الأمالي " ( وجه 1 ورقة 278 من المجموع 63
ـ ظاهرية دمشق ) قال : حدثنا عبد الله بن شبيب , قال : حدثني أبو بكر أبي شيبة
قال : حدثني فليح بن سليمان عن خالد بن إياس عن مساور بن عبد الرحمن عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # أم سلمة # مرفوعا .
قلت : عبد الله بن شبيب متهم كما تقدم قريبا , و خالد بن إياس كذلك , قال ابن
حبان ( 1 / 279 ) : يروي الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع
لها , لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب , و قال الحاكم : روى عن ابن المنكدر و
هشام بن عروة و المقبري أحاديث موضوعة , و كذا قال أبو سعيد النقاش , و ضعفه
سائر الأئمة .
إذا عرفت هذا فقد أخطأ السيوطي حين أورد الحديث في " الجامع الصغير " من هذا
الوجه , و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا .
478
" لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله , فإن تحت البحر نارا
و تحت النار بحرا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 691 ) :
$ منكر .
أخرجه أبو داود ( 1 / 389 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 78 / 1 ) و عنه البيهقي
( 4 / 334 ) من طريق بشر أبي عبد الله عن بشير بن مسلم عن # عبد الله بن عمرو #
مرفوعا , و قال الخطيب : قال أحمد : حديث غريب .
قلت : و هذا سند ضعيف فيه جهالة و اضطراب .
أما الجهالة فقال الحافظ في ترجمة بشر و بشير من التقريب : مجهولان , و نحوه في
" الميزان " نعم تابعه مطرف بن طريف عن بشير بن مسلم عند البخاري في " التاريخ
" ( 1 / 2 / 104 ) و أبي عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 5 / 1 ) لكنه لم
يسلم من جهالة بشير و لذلك قال البخاري عقبه : و لم يصح حديثه .
و أما الاضطراب فقد بينه المنذري في " مختصر السنن " ( 3 / 359 ) فقال : في
الحديث اضطراب , روي عن بشير هكذا , و روي عنه أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو ,
و روى عنه عن رجل عن عبد الله بن عمرو , و قيل غير ذلك , و ذكره البخاري في
" تاريخه " , و ذكر له هذا الحديث , و ذكر اضطرابه و قال : لم يصح حديثه ,
و قال الخطابي : و قد ضعفوا إسناد هذا الحديث .
قلت : و قال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 73 / 1 ) : و هو ضعيف باتفاق الأئمة ,
قال البخاري : ليس بصحيح , و قال أحمد : غريب , و قال أبو داود : رواته مجهولون
, و قال الخطابي : ضعفوا إسناده , و قال صاحب " الإمام " : اختلف في إسناده ,
و قال عبد الحق ( 207 / 2 ) : قال أبو داود : هذا حديث ضعيف جدا , بشر أبو عبد
الله و بشير مجهولان .
و لا يقويه أنه روى الشطر الأول منه من حديث أبي بكر بلفظ :
479
" لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 692 ) :
$ منكر
أخرجه الحارث بن أبي أسامة ( ص 90 من زوائده ) حدثنا الخليل بن زكريا , حدثنا
حبيب بن الشهيد , عن # الحسن بن أبي الحسن # عنه مرفوعا .
قلت : فهذا لا يقوي الحديث الذي قبله , لأن إسناده ضعيف جدا من أجل الخليل هذا
قال ابن السكن : حدث عن ابن عون و حبيب بن الشهيد أحاديث مناكير لم يروها غيره
و قال العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطل , و قال الحافظ في " التقريب " : إنه
متروك .
قلت : و لا يخفى ما في هذا الحديث من المنع من ركوب البحر في سبيل طلب العلم
و التجارة و نحو ذلك من المصالح التي لا يعقل أن يصد الشارع الحكيم الناس عن
تحصيلها بسبب مظنون ألا و هو الغرق في البحر , كيف والله تعالى يمتن على عباده
بأنه خلق لهم السفن و سهل لهم ركوب البحر بها .. فقال :
*( و آية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون و خلقنا لهم من مثله ما
يركبون )* ( يس : 41 , 42 ) أي السفن على القول الصحيح الذي رجحه القرطبى و ابن
كثير و ابن القيم و غيرهم .
ففي هذا دليل على ضعف هذا الحديث و كونه منكرا , والله أعلم .
و يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له
أجر شهيد الغرق و الغرق له أجر شهيدين " , رواه أبو داود و البيهقي عن أم حرام
رضي الله عنها بسند حسن و هو مخرج في " الإرواء ( 1149) .
ففيه حض على ركوب البحر حضا مطلقا غير مقيد بغزو و نحوه , و فيه دليل على أن
الحج لا يسقط بكون البحر بينه و بين مكة , و هو مذهب الحنابلة و أحد قولي
الشافعي , و قال في قوله الآخر : يسقط , و احتج له بعضهم بهذا الحديث المنكر
كما في " التحقيق " لابن الجوزي ( 2 / 73 - 74 ) و ذلك من آثار الأحاديث
الضعيفة !
480
" من صام يوم الأربعاء و الخميس كتب له براءة من النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 693 ) :
$ ضعيف .
رواه أبو يعلى عن # ابن عباس # مرفوعا , و ضعفه المنذري في " الترغيب "
( 2 / 86 ) , و بين السبب الهيثمي فقال ( 3 / 198 ) :
و فيه أبو بكر بن أبي مريم , هو ضعيف ثم وقفت على إسناده فوجدت فيه ثلاث علل
أخرى : ضعف راو أخر و عنعنة بقية و اضطراب ابن أبي مريم في إسناده و تفصيل ذلك
سيأتي برقم ( 5021 ) .