143
" إياكم و الزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه , و يقطع الرزق ,
و يسخط الرحمن , و الخلود في النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 273 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 ـ بترقيمي ) و ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن
عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , و قال الطبراني : لم يروه , عن ابن جريج إلا
عمرو , و قال ابن الجوزي : عمرو كذاب , و هو كما قال الهيثمي في " المجمع "
( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن جميع و هو متروك ,
و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني
في " الأوسط " , و بناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أورد
السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني و ابن عدي فتعقبه الشارح المناوي
بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : و هو تعقب أوهى من بيت العنكبوت
لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ?
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا
إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد , أنبأنا مختار بن
غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : و من طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من
مسموعاته " ( 34 / 2 ) , و هذا السند خير من الذي قبله , و لكنه معلول من وجوه
ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات )
(80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج و قد عنعنه !
144
" أكذب الناس الصباغون و الصواغون " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 274 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 262 من ترتيب المسند ) قال : حدثنا همام عن
فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله الشخير عن # أبي هريرة # مرفوعا , و كذا أخرجه
ابن ماجه ( 2 / 6 ) و أحمد ( 2 / 292 , 324 , 345 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( 78 / 2 ) من طرق عن همام به , و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير
فرقد هذا و هو أحد زهاد البصرة , قال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث , و قال
النسائي : ليس بثقة , و قال البخاري : في حديثه مناكير كذا في " الميزان " ثم
ساق له من مناكيره أحاديث هذا أولها ! و لهذا أورده ابن الجوزي في " العلل "
و قال : لا يصح , و للحديث طريق أخرى رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278
) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم بن المجمر عن أبي هريرة
مرفوعا بلفظ : "أكذب الكاذبين الصياغ " , ثم قال : قال أبي هذا حديث كذب , و
عثمان هو البري و يحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصرى وقع إلى مصر .
قلت : زاد في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 155 ) : و هو صدوق .
و أما الدارقطني فضعفه , و قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه , و أما عثمان
البري فقد كذبه ابن المعين و الجوزجاني , فهو علة هذه الطريق , و قد ساق الذهبي
في ترجمته هذا الحديث .
و له طريق ثالث عن أبي هريرة , رواه ابن عدي ( 316 / 2 ) عن محمد بن يونس
الكديمي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
به و قال : و الكديمي أظهر أمرا من أن يحتاج أن يبين ضعفه .
قلت : يشير بذلك إلى أنه كذاب وضاع .
و للحديث شاهد أخرجه ابن عدي ( 315 / 2 ) عن محمد بن الوليد بن أبان حدثنا هدبة
قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا , و قال : و هذا عن أنس بهذا الإسناد
باطل , و ابن الوليد القلانسي يضع الحديث , و الحديث أورده ابن طاهر في
" تذكرة الموضوعات " ( ص 15 ) من الطريقين الأولين , و قال ابن القيم رحمه الله
: الحس يرد هذا الحديث , فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم , كالرافضة فإنهم أكذب
خلق الله و الكهان و الطرقية و المنجمون , و قد تأوله بعضهم على أن المراد
بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه , و الصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له
أصل , و هذا تكلف بارد لحديث باطل , و تعقبه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص
107 ) بقوله : و هذا غريب منه فإن الحديث بعينه رواه أحمد و ابن ماجه عن
أبي هريرة كما في " الجامع الصغير " .
قلت : و هذا لا شيء فبعد ثبوت ضعف سند الحديث لا مجال للرد به على من انتقده من
حيث معناه , و إنما يصح مثل هذا التعقيب فيما لو صح سند الحديث و هيهات هيهات !
145
" كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 439 ) و أبو الشيخ في " الأخلاق " ( 255 ) و ابن عساكر
( 16 / 226 / 2 / 19 / 131 / 1 ) من طريق مسلمة بن علي حدثنا ابن جريج عن حميد
الطويل عن # أنس # مرفوعا .
قلت : ابن جريج مدلس و قد عنعنه , و هو إنما يدلس عن الضعفاء ! و مسلمة متهم
كما سبق بيانه في الحديث ( 141 ) و هو آفة هذا الحديث فقال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 315 ) : سألت أبي عن هذا الحديث فقال : هذا حديث باطل موضوع ,
قلت : ممن هو ? قال : مسلمة ضعيف , و أقره الذهبي في " الميزان " و مع ذلك فقد
سود به السيوطي " جامعه " .
و أخرجه البيهقي في " الشعب " و قال : إسناده غير قوي , و ذكره الحافظ في
" تهذيب التهذيب " من منكرات مسلمة , و قد حاول بعضهم أن يشد من عضد الحديث
بحديث آخر بمعناه و لكنه لم ينجح لأنه موضوع كهذا , و هو :
146
" لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 200 / 1 / 3647 ـ بترقيمي ) عن نصر بن حماد
أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة
# مرفوعا , و قال الطبراني : تفرد به أبو الحارث الوراق .
قلت : و هذا سند لا يساوي شيئا , أبو الحارث هذا قال ابن معين : كذاب , و قال
البخاري : يتكلمون فيه .
و روح متهم و يأتي له حديث آخر قريبا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي بسنده عن نصر به
إلا أنه قال : روح بن غطيف , بدل روح بن جناح , ثم قال ابن الجوزي ما ملخصه :
لا يصح , روح متروك و كذا نصر .
و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 403 ) فقال : قلت له شاهد ,
ثم ساق الحديث الذي قبله فلم يصنع شيئا لأنه حديث موضوع كما تقدم .
ثم ذكر له شاهدا آخر من طريق نوح بن أبي مريم حدثنا أبان عن أنس مرفوعا .
و نوح هذا متهم بالكذب و قد مضى , و كذا أبان و هو ابن أبي عياش .
147
" تزوجوا و لا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 278 ) :
$ موضوع .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12 / 191 ) و من طريقه ابن الجوزي ( 2 /
277 )في ترجمة عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن # علي بن
أبي طالب # مرفوعا , و قال : عمرو كان يروي المناكير عن المشاهير و الموضوعات
عن الأثبات .
قلت : و هو كذاب و قد تقدم له أحاديث , و جويبر ضعيف جدا و تقدم له شيء ,
و بهذا أعله ابن الجوزي و قال : لا يصح .
و الحديث أورده الصغاني في " الموضوعات " ( ص 8 ) .
و أقر ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 179 ) فالعجب منه كيف أورده من
رواية ابن عدي في " الجامع الصغير " الذي اشترط في مقدمته أن يصونه مما تفرد به
كذاب أو وضاع ! و أعجب من هذا استدراك الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 304 )
على حكم الصغاني عليه بالوضع بقوله : لكن عزاه في " الجامع الصغير " لابن عدي
بسند ضعيف عن علي ! و كيف لا يكون هذا الحديث موضوعا , و قد طلق جماعة من السلف
بل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق زوجته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ? !
.
148
" تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم " , و في لفظ : " إذا كان في الثوب قدر
الدرهم من الدم غسل الثوب و أعيدت الصلاة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 279 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 298 ) , و الدارقطني في " سننه "
( ص 154 ) و البيهقي ( 2 / 404 ) عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة # مرفوعا , و قال ابن حبان : هذا خبر موضوع لا شك فيه ما قاله
رسول الله صلى الله عليه وسلم , و إنما اخترعه أهل الكوفة , و روح يروي
الموضوعات عن الثقات و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و ابن
الملقن في " الخلاصة " ( ق 30 / 1 ) , و قال الدارقطني : لم يروه عن الزهري غير
روح بن غطيف و هو متروك الحديث , و قال البخاري في " التاريخ الصغير "
( ص 138 ) : و لا يتابع عليه , و روى البيهقي من طريق الحافظ ابن عدي بسنده إلى
أحمد بن العباس قال : قلت لابن معين : تحفظ عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ? فقال : لا والله , ثم قال : ممن ?
قلت : حدثنا محرز بن عون , قال : ثقة , عمن ? قلت : عن القاسم بن مالك المزني
قال : ثقة , عمن ? قلت : عن روح بن غطيف , قال : ها , قلت : يا أبا زكريا ما
أرى أتينا إلا من روح بن غطيف ? قال : أجل , قال ابن عدي : هذا لا يرويه عن
الزهري فيما أعلمه غير روح بن غطيف و هو منكر بهذا الإسناد , و فيما بلغني عن
يحيى الذهلي قال : أخاف أن يكون هذا موضوعا .
و الحديث رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 133 ) من هذا الوجه ثم قال : حدثني آدم
قال : سمعت البخاري يقول : هذا الحديث باطل , و روح هذا منكر الحديث , و من
طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 76 ) , و أقره السيوطي
في " اللآلىء " ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 428 / 2 ) فالعجب من
السيوطي كيف أورده في " الجامع الصغير " !
و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر و هو :
149
" الدم مقدار الدرهم يغسل و تعاد منه الصلاة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :
$ موضوع .
أخرجه الخطيب ( 9 / 330 ) , و عنه ابن الجوزي أيضا ( 2 / 75 ) من طريق نوح بن
أبي مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هذا سند موضوع نوح بن أبي مريم متهم , و قال ابن الجوزي : نوح كذاب , و أقره
الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 3 ) ,
و مع ذلك ذكره في " الجامع " .
و اعلم أن هذا الحديث هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم , و إذا
علمت أنه حديث موضوع يظهر لك بطلان التقييد به , و أن الواجب اجتناب النجاسة
و لو كانت أقل من الدرهم لعموم الأحاديث الآمرة بالتطهير .
150
" ثلاث لا يعاد صاحبهن : الرمد , و صاحب الضرس , و صاحب الدملة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 11 / 1 / 150 ـ بترقيمي ) و العقيلي
( 421 ) و ابن عدي ( 319 / 2 ) من طريق مسلمة بن علي الخشني حدثني الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الطبراني و ابن
عدي : لم يروه عن الأوزاعي إلا مسلمة .
قلت : و هو متهم , كما يأتي و قال العقيلي : قال ابن معين : ليس بشيء .
و قال البخاري : منكر الحديث .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 208 ) من طريق العقيلي و قال :
موضوع , و الحمل فيه على مسلمة و إنما يروى من كلام يحيى بن أبي كثير .
قلت : و قال العقيلي عقبه : هذا أولى , يعني أنه من كلام يحيى , و كذا قال
البيهقي كما يأتي , و ذكره الحافظ في " التهذيب " من منكرات الخشني و قال : قال
أبو حاتم : هذا باطل منكر , و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء "
( 2 / 406 ) بقوله : قلت : مسلمة لم يتهم بالكذب , و الحديث أخرجه الطبراني في
" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " و ضعفه .
قلت : الحق مع ابن الجوزي فإن مسلمة قد روى أحاديث موضوعة تقدم بعضها فانظر
الحديث ( 141 و 145 ) , و لذلك لم يصب السيوطي بذكره في " الجامع " , و قد جزم
البيهقي في " الشعب " ( 6 / 535 / 9190 ) بأن الصحيح أنه من قول يحيى .
و مما يدل على وضعه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود صاحب الرمد , قال
أنس : عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به .
أخرجه علي بن الجعد في " مسنده " ( 2 / 844 / 2335 ) و الحاكم ( 1 / 342 ) من
طريق آخر و صححه و وافقه الذهبي و هو كما قالا و له شاهد من حديث زيد نفسه
صححه الحاكم أيضا و الذهبي , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2716 ) و من
موضوعات الخشني :
151
" العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 320 / 1 ) في ترجمة مسلمة بن علي الخشني حدثنا سعيد بن سنان عن
أبي الزاهرية عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا , و قال ابن عدي : مسلمة كل
أحاديثه أو عامتها غير محفوظة .
و مما يدل على بطلان هذا الحديث أنه مخالف لما ثبت في " الصحيح " مرفوعا :
" إن الله لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا " , رواه مسلم ( 8 / 55 ) .
و قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 / 430 ) : و كل ما جاء في المسوخ في غير القرد
و الخنزير فباطل و كذب موضوع .
و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " .
152
" استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه , و بما مدح الله به نفسه :
*( الحمد لله )* , و *( قل هو الله أحد )* , فمن لم يشفه القرآن فلا
شفاه الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( 198 / 2 ) حدثنا أحمد بن
عروة الكاتب أنبأنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا يزيد بن عمرو بن
البراء أبو سفيان الشوف حدثنا أحمد بن الحارث الغساني حدثنا ساكنة بنت الجعد
قالت : سمعت # رجاء الغنوي # يقول : فذكره , رواه الواحدي في " تفسيره " ( 2 /
185 / 2 ) من طريق آخر عن أحمد بن الحارث الغساني , مقتصرا على الجملة الأخيرة
منه, و كذا أخرجه الثعلبي كما في " تخريج أحاديث الكشاف " للحافظ ابن حجر
( ص 103 رقم 304 ) .
قلت : و ابن الحارث هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل "
( 1 / 1 / 47 ) : سألت أبي عنه فقال : متروك الحديث , و قال النسائي : منكر
الحديث , و قال البخاري و الدولابي : فيه نظر , و قال العقيلي : له مناكير لا
يتابع عليها , قال : و لا يعرف لرجاء الغنوي رواية , و لا صحت له صحبة ,
و أورده السيوطي في " الجامع " برواية ابن قانع عن رجاء الغنوي , قال المناوي
في شرحه : و قد أشار الذهبي في " تاريخ الصحابة " إلى عدم صحة هذا الخبر فقال
في ترجمة رجاء هذا : له صحبة , نزل البصرة , و له حديث لا يصح في فضل القرآن ,
انتهى بنصه .
و هذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية و الاعتماد فيها على تلاوة
القرآن و هذا شيء لا يتفق في قليل و لا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم
القولية و الفعلية , فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا ,
و أمر بذلك فقال : يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا و أنزل له
دواء " , أخرجه الحاكم بسند صحيح , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 292 ) عن
جمع من الصحابة نحوه .
153
" من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله تعالى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :
$ موضوع .
أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و أقره الشيخ العجلوني في
" الكشف " ( 2 / 332 ) .
قلت : و أصل هذا اللفظ في الحديث الذي قبله .
154
" السخي قريب من الله , قريب من الجنة , قريب من الناس , بعيد من النار ,
و البخيل بعيد من الله , بعيد من الجنة , بعيد من الناس , قريب من النار ,
و جاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 3 / 143 ) و العقيلي " في الضعفاء " ( 154 ) , و ابن حبان في
" روضة العقلاء " ( ص 246 ) و ابن عدي ( 183 / 2 ) , و الطبري في " التهذيب "
( مسند عمر / 100 / 163 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن
الأعرج عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا , و ضعفه الترمذي
بقوله : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن محمد , و قد خولف سعيد بن
محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد , إنما يروي عن يحيى بن سعيد عن
عائشة شيء مرسل و قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى و لا غيره .
و قال ابن حبان : إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب غريب .
قلت : و سعيد هذا قال ابن معين : ليس بشيء , و قال ابن سعد و غيره : ضعيف ,
و قال النسائي : ليس بثقة , و قال الدارقطني : متروك .
و قد اضطرب في رواية هذا الحديث فمرة رواه كما سبق , و مرة قال : عن يحيى بن
سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا
به , أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 132 / 1 / 2545 ـ بترقيمي ) و قال :
لم يروه بهذا الإسناد إلا سعيد , و كذلك رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته
بمرو " ( 127 / 2 ) إلا أنه لم يقل : عن أبيه , و الحديث أورده ابن الجوزي من
هذه الطريق و غيرها في " الموضوعات " ( 2 / 180 ) و قال : لا يصح , ثم بين
عللها .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 92 - 93 ) بطرق أخرى ذكرها , و كلها
ضعيفة , عند تدقيق النظر فيها , و قد فاته أن الحافظ أبا حاتم قال في حديث
الوراق هذا : هذا حديث منكر , و كذا قال أحمد كما في ترجمة سعيد من " التهذيب "
و قال أبو حاتم في طريق أخرى للحديث عن عائشة : هذا حديث باطل , و سعيد بن
مسلمة ضعيف الحديث أخاف أن يكون أدخل له , انظر " العلل " لابن أبي حاتم
( 2 / 283 ـ 284 ) .
155
" ربيع أمتي العنب و البطيخ " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 287 ) :
$ موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 176 ـ 177 ) , و ابن الجوزي في " الموضوعات "
من طريق محمد بن أحمد بن مهدي : حدثنا محمد بن الضوء بن الدلهمس حدثنا عطاف بن
خالد عن نافع عن # ابن عمر # , و قال ابن الجوزي : موضوع , محمد بن الضوء كذاب
مجاهر بالفسق , و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 210 ) ! ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 317 / 2 ) .
قلت : و محمد بن أحمد بن مهدي ضعيف جدا , كما قال الدارقطني .
و الحديث أورده ابن القيم في " الموضوعات " فقال في " المنار " ( ص 21 ) :
و مما يعرف به كون الحديث موضوعا سماجة الحديث و كونه مما يسخر منه .
ثم ذكر أحاديث هذا منها , و أقره الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 107 - 108 )
و سيأتي في آخر الحديث ( 167 ) عن السخاوي أن أحاديث فضل البطيخ كلها باطلة
و لذلك فقد شان به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية
أبي عبد الرحمن السلمي في " كتاب الأطعمة " و أبي عمر النوقاني في " كتاب
البطيخ " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر .
156
" احترسوا من الناس بسوء الظن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 288 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 36 / 1 / 592 ) و ابن عدي ( 6 / 2398 ) من
طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن # أنس # مرفوعا , و قال
الطبراني : تفرد به بقية , قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 89 ) : بقية بن
الوليد مدلس , و بقية رجاله ثقات .
كذا قال : و معاوية بن يحيى ضعيف جدا و لم يوثقه أحد و قد ذكرت بعض أقوال
الأئمة في تضعيفه عند الحديث ( رقم 136 ) و قد ساق له الذهبي أحاديث مما أنكر
عليه هذا أحدها , و قد نقل المناوي في " الفيض " أن الحافظ ابن حجر قال في
" الفتح " : خرجه الطبراني في " الأوسط " من طريق أنس و هو من رواية بقية
بالعنعنة عن معاوية بن يحيى و هو ضعيف , فله علتان , و صح من قول مطرف أخرجه
مسدد .
قلت : و كذا أخرجه ابن عساكر ( 16 / 291 / 2 ) عن مطرف .
و روي من قول عمر و غيره , فأخرج أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في
الفتن " ( ق 12 / 1 - 2 ) عن عيسى بن إبراهيم عن الضحاك بن يسار عن أبي عثمان
النهدي قال : قال عمر بن الخطاب : "ليأتين على الناس زمان يكون صالحو الحي
فيهم في أنفسهم إن غضبوا غضبوا لأنفسهم , و إن رضوا رضوا لأنفسهم , لا يغضبون
لله عز وجل و لا يرضون لله عز وجل , فإذا كان ذلك الزمان فاحترسوا " , الحديث ,
لكن عيسى بن إبراهيم هذا و هو الهاشمي ضعيف جدا , و روى أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 202 ) من طريق آخر عن عمر قال : " إن الحزم أن تسيء الظن
بالناس " , و سنده ضعيف أيضا .
و رواه ابن سعد ( 2 / 177 ) من قول الحسن البصري و سنده صحيح .
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله
عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم , منها قوله صلى الله
عليه وسلم : " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... " رواه البخاري ( 10 /
395 - 398 ) و غيره , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 417 ) .
ثم إنه لا يمكن التعامل مع الناس على أساس سوء الظن بهم , فكيف يعقل أن يأمر
صلى الله عليه وسلم أمته أن يتعاملوا على هذا الأساس الباطل ? !