أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: ذكر الأمثال في البخل وصفاته وأشكاله الأحد 23 يونيو 2024, 2:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد وآله ذكر الأمثال في البخل وصفاته وأشكاله باب ذكر البخل وما يوصف من أخلاقه: قال الأصمعي وغيره: من أمثالهم في نعت البخل قولهم: ما عنده خل ولا خمر. أي ما عنده من الخير شيء وقال النمر بن تؤلب العكلي: هلا سألت بعادياء وبيته ..، والخل والخمر التي لم تمنعِ أراد أنّه كان لا يبخل بشيء مما عنده، قال أبو عبيد: وكذلك قولهم: ما عنده خير ولا مير. قال أبو عبيدة: ومن أمثالهم في البخل قولهم: سواء هو والعدم. وكذلك قولهم: سواء عليك هو والقفر، يقول: إذا نزلت به فكأنك نزلت بالقفار الممحلة، قال أبو عبيد: ومنه قول ذي الرمة في بيت عاب به قوماً إلاّ أنا نكره ذكره، قال الأحمر: وكذلك قولهم: و هل بالرمل أوشال! أي أنّه لا خير عنده كما أنّه لا وشل بالرمال، فإذا رموه بغاية البخل قالوا: ما يبض حجره. والبض: أدنى ما يكون من السيلان، قال ذلك الأصمعي، ومثله قولهم: ما يندى الرضفة. قال الأصمعي: وأصل ذلك انهم كانوا إذا أعوزهم أن يجدوا قدراً يطبخون فيها علموا شيئاً كهيئة القدر من جلود، ويجعل فيها الماء واللبن وما أرادوا من ودك، ثم تلقى فيهاالرضفة، وهي الحجارة المحماة، لتنضج ما في ذلك الوعاء، يولون: فليس عند هذا من الخير بقدر ما يندى الرضفة، قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في نعت البخيل قولهم: ما تبل إحدى يديه الأخرى. عن الأصمعي فيما أعلم.
باب صفة البخيل مع السعة والوجد: قال الأصمعي: يقال في ذلك: رُبَّ صلفٍ تحت الراعدة. قال: والراعدة هي السحابة ذات الرعد، والصلف: قلة النزل والخير، يقول: فهذا على كثرة ما عنده مع المنع كتلك الغمامة التي فيها الماء الكثير والرعد مع صلفها، وقال الأموي في مثله أو نحوه: انك لنكد الحظير. إذا كان منوعاً لمّا عنده، وجمع النكد أنكاد ونكد، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي: نزلت به أنف الربي ..، على وزابلت نكد الحظائر قال أبو عبيد: أراه سمى أمواله حظيرة لأنها قد حظرها عنده ومنعها، فهي حظيرة، في معنى محظورة، كما قال: حبيبة، في معنى محبوبة، وربيطة، في معنى مربوطة، ومثله كثير في كلامهم بالهاء وبغير الهاء.
باب البخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالبخل: قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: الحر يعطي والعبد يألم قلبه. أي أنّه ليس يجود، ويشق عليه جود غيره، قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا: يمنع دره ودر غيره. وأصل الدر: اللبن، ثم يجعل مثلا في كل نيل.
باب البخيل يعطى على الرهبة من غير جود ولا كرم: قال أبو زيد: يقال: من أمثالهم في هذا: رهباك خير من رغباك. يقول: فرقه منك خير لك من محبة لك: وأحرى أنَّ يعطيك عليه، قال: ومثل العامة في قولهم: رب فرقٍ خير من حب. قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في الإعطاء على المخافة قولهم: الطعن يظار يقول: إذا خافك أنَّ تطعنه فتقتله عطفه ذلك عليك فجاد بماله حينئذ للخوف، وإذا أعطى البخيل شيئاً مخافة ما هو أشد منه قالوا: قد يضرط العير والمكواة في النار. وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص أنّه قاله في فلان.
باب البخيل يعتل بالإعسار وقد كان في اليسار مانعاً: قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا قولهم: ، - قبل البكاء كان وجهك عابساً. ومثله: قبل النفاس كانت مصفرة. واصله المرأة تكون ذات صفرة في خلقها، فتعتل في صفرتها بالنفاس، والرجل تكون خلقته كلوح الوجه وعبوسه، فيعتل بذلك عند البكاء، فيقال لهما قد كنتما هكذا قبل الحوادث، فكذلك ذو البخل يعتل بالإعدام وقد كان في السعة والخصب باخلا.
باب ما يؤمر به من الإلحاح في سؤال البخيل وإنَّ كرهه: قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: اعصبه عصب السلمة. قال: وهو شجر يقال له السلم، فإذا أرادوا قطعه عصبوا أغصانه عصبا شديداً حتى يصلوا إلى أصله فيقطعوه، يقول: فكذلك فافعل بالممسك لماله في الإلحاح والتضيق عليه حتى يستخرج منه وإنَّ كان كارهاً، وقد روى في المثل عن الحجاج بن يوسف في خطبته لأهل العراق فيما يتوعدهم به من الشدة " لأعصبنكم عصب المسلمة " إلاّ أنَّ الحجاج لم يرد استخراج المال، إنّما أراد أخذهم بالغزو ولزوم الطاعة، قال الأصمعي: ومن أمثالهم في الشدة على البخيل: إنَّ ضج فزده وقراً. وكذلك إنَّ جرجر فزده ثقلاً، ومثله إنَّ أعيا فزده نوطاً، كل هذا عن الأصمعي، وقال أبو عبيدة في نحو منه: دقك بالنمحاز حب الفلفل. وقد يوضع هذا المثل أيضاً في الإذلال للقوم، والحمل عليهم.
باب الاغتنام لأخذ الشيء من البخيل وإن كان نزراً: قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: خذ من الرضفة ما عليها. يقول: إنَّ تركك ذلك لا يتفع، فخذه وإن كان رماداً أو جمراً، فكذلك البخيل اغتنم ما وجدت منه، ولا تدعه له، قال أبو عبيد: وأما قولهم: خذ من جذع ما أعطاك. فإنَّ أكثر الناس يحمله على هذا المعنى من الاغتنام لأخذ الشيء أيضاً وكان المفضل يذهب به إلى غير ذلك ويقول: كان من حديثه أنَّ غسان كانت تؤدي إلى ملوك المسيح دينارين كل سنة من كل رجل، وكان الذي يلي ذلك سبطة بن المنذر السليحي، فجاء سبطة إلى جذع بن عمرو الغساني يسأله الدينارين، فدخل جذع منزله، ثم خرج متشملاً على سيفه، فضرب به سبطة حتى سكت، ثم قال: "خذ من جذع ما أعطاك " فذهبت مثلاً، وامتنعت غسان من الدينارين بعد ذلك.
باب استخراج الشيء من البخيل أحياناً على بخله: قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: إنَّ الضجور قد تحلب العلبة. أي إنَّ هذا وإن كان منوعاً فقد ينال منه الشيء بعد الشيء كما أنَّ الناقة الضجور قد يصاب من لبنها. وقال أبو عبيدة في نحو هذا: مع الخواطي سهم صائب. قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا: رُبَّ رميةٍ من غير رامٍ.
باب الاضطرار إلى مسألة البخيل وانتظار ما عنده: قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: شر ما أجاءك إلى مخة عرقوب قال: وذلك أنَّ العرقوب لا مخ فيه، فليس يحتاج إليه إلاّ من لا يقدر على شيء قال أبو عبيد: قد يضرب هذا المثل لكل مضطر إلى ما لا خير فيه، ولا يقع عنه موقعاً مثل بخيلٍ تسأله، أو طعام سوء تأكله، وما أشبه هذا المعنى، ويقال في نحو منه، وليس هو بعينه: الذئب يغبط بذي بطنه. قال أبو عبيد: وذلك أنّه ليس يظن به أبداً الجوع، إنّما يظن به أبداً البطنة لعدوه على الناس والماشية، وربما كان مجهوداً من الجوع، وقال الشاعر: من يسكن البحرين يعظم طحاله ..، ويغبط بما في بطنه وهو جائعُ و من أمثالهم في البخيل واجتناب الناس غياه قولهم: من شر ما ألقاك أهلك. يقول: لو كان عندك خير ما تحاملك الناس.
باب البخيل يمنع الناس ماله وهو جواد به على نفسه: قال أبو عبيد: من أمثالهم في نحو هذا: يا مهدي المال كل ما أهديت. يقول: إنّما تهدي إلى نفسك، فلا تمنن على الناس به، قال أبو عبيد: ومثله قولهم: سمنكم هريق في أديمكم. أي ما لكم ينفق عليكم، ومثله قولهم: أيها الممتن على نفسك فليكن المن. فإنَّ لم يكن هناك امتنان، ولكنه يجود بماله لنفسه، ويبخل به على غيره فمثلهم فيه قول الحطيئة: دع المكارم لا ترحل لبغيها ..، واجلس فأنت لعمري طاعم كاسِ أي انك قد رضيت من طلب المجد بأن يطيب طعامك، وتحسن كسوتك، وكذلك قول الآخر: إني وجدت من المكارم حسبكم ..، أن تلبسوا حر الثياب وتشبعوا وإذا تذوكرت المكارم مرةً ..، في مجل أنتم به فتقنعوا.
باب موت البخيل وماله وافر لم يعط منه شيئاً: قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا: مات فلان ببطنته لم يتغضغض منها شيء. والتغضغض: النقصان، وهذا المثل لعمرو بن العاص، قاله في بعضهم، ويقال في مثله: مات فلان وهو عريض البطان. يقول: إنَّ ماله جم لم يذهب منه شيء وقد يضرب هذا المثل في أمر الدين، يقول: انك خرجت من الدنيا سليماً لم تثلم دينك، ولم يكلمه، ولعل عمرو بن العاص أراد هذا المعنى حين قال هذه المقولة لعبد الرحمن بن عوف: هنيئاً لك أبن عوف خرجت من الدنيا ببطنتك.
باب إعطاء البخيل مرةً في الدهر الطويل وزهد الناس في البخيل: قال أبو زَيد: من أمثالهم في هذا: إنّما هو كبارح الأروى. يضرب للرجل الذي لا يكاد يرى، أو لا يكون منه الشيء إلاّ في الزمان مرةً، وأصل هذا أنَّ الأروى مسكنها من الجبال قنانها، فلا يكاد الناس يرونها سانحة ولا بارحة إلاّ في الدهر مرة، ومن أمثالهم في البخيل يتحاماه الناس: من شر ما طرحك أهلك يقول: لو كان عندك خير ما زهد الناس فيك، ومن أمثالهم في البخيل يعطي مرة ثم لا يعود قولهم: كانت بيضة الديك. فإن كان يعطي شيئاً ثم قطعه قيل للمرة الآخرة: كانت بيضة العقر. |
|