منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:10 am

بسم الله الرحمن الرحيم
جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق
باب المثل في حفظ اللسان وما يؤمر به منه للتقوى وسلامة الدين مع الموعظة فيه:
قال أبو عبيد: وجدنا من الأمثال في حفظ اللسان والحض عليه قول عبد الله بن مسعود: و الذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحق بطول سجن لسان.
فجعل عبد الله الفم للسان سجنا يمنعه من الجهل والزلل، كما يحبس أهل الدعارة في السجون.
ومنها قول انس بن مالك: ما اتقى الله أحد حق تقاته حتى يخزن من لسانه.
فجعل الفم للسان خزانة، كما جعل أبن مسعود له سجناً.
ومنها قول شداد بن أوس الأنصاري: ما تكلمت بكلمة منذ كذا وكذا حتى أخطمها وأزمها.
قال أبو عبيد: فقد علم إنّه ليس هناك خطام ولا زمام، وإنّما جعل هذا مثلا لمنعه لسانه من بوادر الفلتات والخطأ.
ومنها قول شريح بن الحارث قاضي الكوفة لرجل سمعه يتكلم امسك عليك نفقتك.
قال أبو عبيدك فجعل النفقة التي يخرجها من ماله مثلاً لكلامه، وقد جاءنا في بعض الحديث إنّه قال: "ما صداقة الفضل من صداقةٍ من قول".
ومنها قول عمر بن عبد العزيز: التقي ملجم.
قال أبو عبيد: فقد علم إنّه ليس هناك لجام، إنّما هو كنحو ما ذكرناه من سجن اللسان وخزنه وحفظه وخطمه وزمه ويقال في نحو من هذا: من أغتاب خرق، ومن استغفر رقع.
ويقال: "رفأ " وكذلك قولهم: من صدق الله نجا.
وفي حديث آخر مرفوع " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم".

باب حفظ اللسان لمّا يخاف على أهله من عقوبات الدنيا:
قال: أبو عبيد: من أمثالهم في هذا مقالة أكثم بن صيفي التميمي: مقتل الرجل بين فكيه.
يعني لسانه، والفكان: اللحيان، وقال بعض العرب لرجل وهو يعظه في حفظ اللسان: إياك أنَّ يضرب لسانك عنقك.
ومنه قول الشاعر:
رأيت اللسان على أهله ..، إذا ساسه الجهل ليثا مغيرا
و منه قول أكثم بن صيفي أيضاً: رب قولٍ أشد من صولٍ.
وقد يوضع هذا المثل أيضاً فيما يتقى من العار، ومن كلام أكثم أيضاً في حفظ اللسان من خطأ القول وهذره: ولكل ساقطة لاقطة.
قال أبو عبيد: وهذا تحذير من سقط الكلام، يقول: إنَّ في الناس من يلتقطه فينميه ويشيعه حتى يورط قائله، فأحذره.
وقال الأصمعي واسمه عبد الملك بن قريب: من أمثالهم في التحفظ: ربما أعلم فأذر.
يريد إني قد أدع ذكر الشيء وأنا به عالم لمّا أحاذر من غبه، قال أبو عبيد: ومن جناية اللسان على صاحبه قولهم: محا السيف ما قال ابن داره أجمعا وهو سالم بن دارة بني عبد الله بن غطفان، وكان هجا بعض بني فزارة فأغتاله الفزاري حتى ضربه بسيفه، قال أبو عبد الله الزبير بن بكار القاضي: هو سالم بن دارة ، وكان اسم دارة مسافعا، ضربه زميل بن أبي أبرد الفزاري ثم المازني، وكان يعرف بأمه أم دينار، قال: فأخبرني محمّد بن الضحاك عن أبيه قال: مسافع أبو سالم لزميل بعد أن أمن: ويحك يا زميل، لم قتلت سالماً؟ فقال: أحرقني بالهجاء، قال: أنت أشعر الناس حين تقول:
أجارتنا من يجتمع يتفرق ..، ومن يك رهنا للحوادث يغلق
قال: أبو عبيد: وأخبرني الأصمعي عن أبي الأشهب العطاري قال: كان يقال: إذا وقي الرجل الشر لقلقه وقبقبة وذبذبه فقد وقي.
قال: فاللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج، وفي بعض الأحاديث " إنَّ أبن آدم إذا أصبح كفَّرت أعضاؤه للسان فتقول له: أتق الله فأنك إنَّ استقمت استقمنا، وإنَّ اعوججت أعوججنا " ومن أمثالهم المعروفة في هذا: "من صدق الله عز وجل نجا " يكون في القول والعمل جميعا.
ويروى عن يونس بن عبيد إنّه قال: ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل وهي أحرى أنَّ تكون جامعة لأنواع الخير كلها فيه حفظ اللسان.

باب الاقتصاد في المنطق وما يتقى فيه من الإكثار والهذر.
قال أبو عبيد واسمه معمر بن المثنى: من أمثالهم في هذا: من أكثر أهجر.
قال أبو عبيد: يعني أنَّ المكثر ربما خرج إلى الهجر، وهو الكلام القبيح، وقال أكثم بن صيفي: المكثار كحاطب الليل.
قال أبو عبيد: وإنّما شبهه بحاطب الليل لأنه ربما نهشته الحية أو لسبته العقرب في احتطابه ليلا، قال: فكذلك هذا المهذار ربما أصابه في إكثاره بعض ما يكره وقال أكثم أيضاً: الصمت يكسب أهله المحبة وقال غيره من الحكماء الندم على السكوت خير من الندم على القول، وقال الثالث: عيي صامت خير من عيي ناطق، وقال بعض أشياخنا: كان ربيعة الرأي مكثاراً، فسمعا أعرابي يوماً يتكلم، فلما كان عند انقضاء مجلسه سأله رجل: ما تعدون العي عندكم بالبادية؟ فقال الأعرابي: ما هذا فيه منذ اليوم، يعني إكثار ربيعة، ويروى في الحديث عن لقلمان الحكيم إنّه قال: الصمت حكم وقيل فاعله وقال علقمة بن علاثة الجعفري، وكان من حكماء العرب: أول العي الاختلاط وأسوء القول الإفراط.

باب القصد في المدح وما يؤمر به من ذلك
قال أبو عبيدة: من أمثالهم في هذا: من حفنا أورافنا فليقصد، ويقول: من مدحنا فلا يغلون في ذلك، ولكن ليتكلم بالحق منه، قال أبو عبيد: ومنه حديث مرفوع " أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت أفضل قريش قولاً، وأعظمها طولاً، فقال النبي عليه السلام: يا أيّها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"، وروينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " إنَّ رجلاً أثنى عليه في وجهه فقال له علي: أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك.
قال أبو عبيد: ترى معناه إنّه أتهمه بأنه يصفه بخلاف ما في قلبه وكان مورج العجلي يقول: من أمثالهم في إفراط المادح أنَّ يقولوا: شاكه أبا فلانٍ.
قال: وأصل هذا إنَّ رجلا كان يعرض فرسا له، فقال له رجل: أهذه فرسك التي كنت تصيد عليها الوحش؟ فقال له رب الفرس: شاكه أي قارب في المدح، والمشاكهة للشيء هو الذي يشبهه أو يدنو من شبهه، قال أبو عبيد: والعامة تقول في هذا المثل: دون ذا ينفق الحمار وكلام العرب هو الأول، ومن هذا قولهم: لا تهرف بما لا تعرف والهرف هو الإطناب وفي الثناء والمدح، ويروى عن وهب بن منبه إنّه قال: إذا سمعت الرجل يقول فيه من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أنَّ يقول فيك من الشر ما ليس فيك.



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: رد: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:11 am

باب الحض على صدق الحديث والنهي عن الكذب:
وقال أبو عبيد من أمثالهم فيما يحثون عليه من الصدق قولهم: سبني وأصدق يقول إني لا أبالي إنَّ تسبني بما أعرفه من نفسي بعد أنَّ تجانب الكذب، قال أبو عبيد: ومن أمثالهم: إنَّ خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء.
حكي هذا عن عمر بن عبد العزيز يضرب للرجل يكذب ليتعذر من شيء فعله، قال أبو عبيد: وهذا كالمثل الذي تتكلم به العامة: عذره أشد من جرمه وقال بعضهم: دع الكذب حيث ترى إنّه ينفعك فانه يضرك وعليك بالصدق حيث ترى إنّه يضرك فانه ينفعك، وقال: رجل من الحكماء: لا تكذبن ولا تشبهن بالكذب وروينا عن أبن العباس وعائشة انهما قالا: الحدث حدثان، وحدث من فيك وحدث من فرجك وقال بعض العلماء لقوم: أعيدوا الوضوء فأن بعض ما تذكرون شر من الحدث.

باب الرجل يعرف بالكذب حتى يرد صدقه لذلك:
الأصمعي أو غيره قال: من هذا المثل قولهم: إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح.
قال: وأصله أنَّ اليقين بالبادية ينتقل في مياههم، ويقيم بالموضع أياما فيكسد عليه عمله، ثم يقول لأهل الماء: إني راحل عنكم الليلة، وإنَّ لم يرد ذلك، ولكنه يشيعه ليستعمله من يريد استعماله فكثر ذلك من قوله حتى صار لا يصدق، يضرب به للرجل يعرفه الناس بالكذب فلا يقبل قوله وإنَّ كان صادقا: قال نشهل بن حري الدارمي:
وعهد الغانيات كعهد قين ..، ونت عنه الجعال مستذاق
وقال أبو عبيد: ومنه المثل السائر في العامة: من عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه.
قال: أبو عبيد ومما يحقق هذا المثل حكم الله تبارك وتعالى في الشهادة إنّها مردودة من أهل الفسوق، ولعلهم قد شهدوا بحق، وقال بعض الحكماء: الصد عز والكذب خضوع وقال آخر: لو لم يترك العاقل الكذب إلاّ مروءة لقد كان حقيقاً بذلك، فكيف وفيه المأثم والعار، وحكي الكسائي عن لسان العرب: إنَّ المرء ليكذب حتى يصدق فما يقبل منه.

باب الانتفاع بالصدق والمخافة من عاقبة الكذب:
قال أبو عبيد: من أمثالهم فيما يخاف من مغبة الكذب قولهم: ليس لمكذوب رأي.
وكان المفضل بن محمّد الضبي، فيما بلغني عنه، يحدث إنَّ صاحب هذا المثل هو العنبر بن عمرو بن تميم بن مر، وقاله لأبنته الهيجمانة، وذلك إنَّ عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم كان يزورها، فنهاه قومه عن ذلك، فأبى حتى وقعت الحرب بين قومه وبين قومها، فأغار عليهم عبد شمس في حيشه، فعلمت به الهيجمانة فأخبرت أباها، قال: وقد كانوا يعرفون إعجاب الهيجمانة به كإعجابه بها، فلما قالت هذه المقالة لأبيها قال مازن بن مالك بن عمرو بن تميم: حنت ولا تهنت وأني لك مقروع.
قال: ومقروع هو عبد شمس بن سعد بن زيد مناة، كان يلقب به، فقال لها أبوها عند ذلك: أي بنية اصدقيني، أكذلك هو فأنه لا رأي لمكذوب فقالت: ثكلتك إنَّ لم أكن صدقتك
فانج ولا إخالك ناجيا.
فذهبت كلمته وكلمه وكلمتها وكلمة مازن أمثالا، قال أبو عبيد: ومن أمثالهم فيما يخاف من غب الكذب قولهم: لا يكذب الرائد أهله.
وهو الذي يقدمونه ليرتاد لهم كلأ أو منزلا أو ماء أو موضع حرز يلجؤون إليه من عدو يطالبهم، فإنَّ كذبهم أو غرهم صار تبذيرهم على خلاف الصواب، فكانت فيه هلكتهم، قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا قولهم: الكذب داء والصدق شفاء.
وذلك إنَّ المصدوق يعمل على تقدير يكون فيه مصيبا، وإنَّ المكذوب على ضد ذلك.

باب تصديق الرجل صاحبه عند إخباره إياه:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: صدقني سن بكره.
قال الأصمعي: وأصله أن رجلاً ساوم رجلا في بكرٍ أراد شراءه، فسأل البائع عن سنه فأخبره بالحق، فقال المشتري: صدقني سن بكره فذهبت مثلا، قال أبو عبيد: وهذا المثل نرويه عن على بن أي طالب رضي الله عنه، إنّه أتي فقيل له: إنَّ بني فلان وبني فلان اقتتلوا فغلب بني فلان، فأنكر ذلك، ثم أتاه آخر فقال: بل غلب بنو فلان " للقبيلة الأخرى " فقال علي: "صدقني سن بكره " وقد روي هذا المثل عن الأحنف بن قيس أيضاً إنّه خرج من عند معاوية وهو يقول: "صدقني سن بكره " وذلك لكلامٍ كان معاوية كامه به، قال أبو عبيدة: ومن أمثالهم في التصديق قولهم: القول ما قالت حذام.
قال أبو عبيدة: وسمعت أبي عبيدة وأحسبه أبن الكلبي، يقول: إنَّ هذا المثل للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل أبني لجيم، وكانت حذام امرأة، فقال فيها زوجها لجيم:
إذا قالت حذام فصدقوها ..، فإنَّ القول ما قالت حذامِ
هكذا ينشد بالخفض، مثل: رقاش وقطامِ ونحو ذلك، وهو موضع رفع، ومن التصديق حديث لبي بكر رحمه الله حين قالت له قريش: هذا صاحبك يخبر أنه سرى في ليلة إلى بيت المقدس وانصرف، فقال: إن كان قاله فقد صدق، فسمي بذلك الصديق.

باب الرجل المعروف بالكذب تكون منه الصدقة الواحدة أحياناً:
قال أبو عبيدة: من أمثالهم في هذا: إنَّ الكذوب قد يصدق.
قال أبو عبيدة: وهذا المثل قد يضرب أيضاً للرجل تكون الإساءة هي الغالبة عليه، ثم تكون منه الهنة من الإحسان، قال أبو عبيدة: ومثله قولهم: مع الخواطئ سهم صائب.
وهذا نحو قول العامة.
رُبَّ رميةٍ من غير رامٍ.

باب الرجل المعروف بالإصابة والصدق تكون منه الزلة والسقطة:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا:
لا يعدم الحسناء ذماً قال أبو عبيد: والذم: هو العيب وفيه لغتان ذم وذيم، ومنه قولهم: لكل جوادٍ كبوة، ولكل صارمٍ نبوة ولكل عالمٍ هفوة.
ومثل العامة في هذا.
إنَّ الجواد قد يعثر.
قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا المثل في غير المنطق أيضاً، وذلك كالرجل يكون الغالب عليه أفعال الأمور الجميلة، ثم تكون منه الهفوة والزلة، ومثله قول أبي الدرداء الأنصاري: من لك بأخيك كله.
وكذلك قولهم: أيُّ الرجال المهذب.
ومنه قول النابغة الذبياني:
ولست بمستبقٍ أخاً لا تلمه ..، على شعثٍ أيُّ الرجال المهذبُ
قال أبو عبيد: معاني هذه الأمثال كلها أنه ليس أحد يخلو من عيب يكون فيه، فإذا كان الغالب على الرجل الإحسان اغتفرت سقطته، ومنه الحديث المرفوع: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم.
وكذلك مقالة أبي عبيدة بن الجراح لعمر: ما سمعت منك فهةً في الإسلام قبلها.
وكان عمر قد قال له: "ابسط يدك أبايعك".

باب إصابة الرجل في منطقه مرة وأخطائه مرة:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا أن يقال: شخبٌ في الإناء وشخبٌ في الأرض.
قال: واصله الحالب يحلب فيصيب مرة فيسكب في إنائه، ويخطئ مرة فيحلب في الأرض، يضرب للرجل يخطئ ويصيب، قال الأصمعي: هو يشوب ويروب.
قال أبو عبيد: ومن هذا قولهم: يشج مرةً ويأسو مرةً.
أي يفسد أحياناً، ويصلح أحياناً، وقال الأحمر: ويقال في نحو هذا: اطرقي وميشي.
وأصله خلط الشعر بالصوف، يقول: فكذلك هذا يخلط في كلامه بين صواب وخطأ، قال رؤية بن العجاج: في ذلك
عاذل قد أولعت بالترقيش ..، إليَّ سراً فاطرق وميشي
قال الزبير: من أمثال العامة في هذا: سهمٌ عليك وسهمٌ لك.



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: رد: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:12 am

باب سوء المسألة والإجابة في المنطق:
قال الأصمعي: من أمثالهم في المجيب على غير فهم: أساء سمعاً فأساء جابةً.
قال أبو عبيد: هكذا تحكى هذه الكلمة " جابة " بغير ألف، وذلك لأنه اسم موضوع، يقال: أجابني فلان جابة حسنةً، فإذا أرادوا المصدر قالوا: أجاب إجابة، بالألف قال الزبير: وأصل هذا فيما أخبرني به محمد بن سلام قال: كان لسهل بن عمرو أبن مضعف، قال: فقال إنسان يوماً: أين أمك؟ يريد: أين تؤم؟ فظن أنه يقول أين أمك؟ قال: فحسبته قال: ذهبت تشتري دقيقاً، فقال سهيل: "أساء سمعاً فأساء جابةً " فأرسلها مثلاً، فلما انصرف إلى زوجته أخبرها بما قال ابنها فقالت: أنت تبغضه فقال: أشبه امرؤ بعض بزه.
فأرسلها مثلاً أيضاً قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في سوء السمع والإجابة: حدث حديثين امرأةً، فإن لم تفهم فأربعةً.
وهذا المثل نرويه عن عامر الشعبي أنه تمثل به، " قال الزبير بن بكار: وقد تمثل به النعمان بن بشير الأنصاري على المنبر: أخبرني محمد بن الضحاك عن أبيه، ومحمد بن فضالة يزيد أحدهما على صاحبه، أنَّ النعمان بن بشير بلغه حيث مات معاوية كلام عن بعض أهل الكوفة وهو عامل عليها، فرقي المنبر فقال: يا أهل الكوفة، إنَّ مثلي ومثلكم الضبع والثعلب، أتيا الضب يحتكمان إليه، وكان حكم الدواب والسباع في الجاهلية فجاءه فقالت الضبع: يا أبا الحسيل، قال: سميعاً دعوت.
قالت: اخرج فاحكم بيننا، قال: في بيته يؤتى الحكم.
قالت: إني خرجت أتمشى قال: "فعل الحرة فعلت " قالت: فلقطت تمرة، قال: "طيباً لقطت " قالت: فاختلستها ثعالة، قال: "لنفسه بغى " قالت: فلطمته فلطمني، قال: كان حراً فانتصر لنفسه.
قالت: اخرج فاقض بيننا، قال: "حدث المرأة حديثين فإن أبت فعشرةً " ولم يذكر محمد بن فضالة النعمان، إنّما ذكر الحديث قال أبو عبيد: وقد رواه بعضهم " حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربع " أي كف عنها واسكت.
قال أبو عبيد: ومثلهم في سوء المسألة إذا عجل بها قبل أوانها قولهم: إليك يساق الحديث.
قال أبو عبيد: وهذا مثل قد ابتذلته العامة، قال الزبير: وكان أصل قولهم: "إليك يساق الحديث " فيما بلغني أنَّ رجلا خطب امرأة إلى نفسها فجعل يكلمها ويصف لها نفسه، وهي مع نسوة وجعل كلما كلمته يتحرك ذلك منه حتى يصف الثوب فجعل يضربه بيده ويقول: "إليك يساق الحديث " قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا قولهم: ربما كان السكوت جواباً.
يقال ذلك للرجل الذي يجل خطوه عن أن يكلم بشيء فيجاب بالترك للجواب.

باب الرجل يطيل الصمت ثم ينطق بالفهاهة والزلل:
قال أبو عبيدة: من أمثالهم في هذا: سكت ألفاً ونطق خلفاً.
قال أبو عبيد: والخلف من القول هو السقط الرديء، كالخلف من الناس، وهذا المثل كقول الشاعر:
وكائن ترى من صامتٍ لك معجب ..، زيادته أو نقصه في التكلمِ
و هذا البيت يروى عن الأحنف بن قيس، وذلك أنه كان يجالس رجل يطيل الصمت حتى أعجب به الأحنف ثم إنّه تكلم فقال للأحنف: يا أبا بحر أتقدر أن تمشي على شرف المسجد؟ فعندها تمثل الأحنف بهذا البيت.

باب الرجل يعرف بالصدق ثم يحتاج إلى الكذب:
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا: عند النوى يكذبك الصادق.
وكان المفضل يخبر بحديثه أنَّ رجلاً كان له عبد لم يكذب قط، فبايعه رجل ليكذبنه، وجعلا الخطر بينهما أهلهما ومالهما، فقال الرجل لسيد العبد: دعه يبت عندي الليلة، ففعل فأطعمه لحم حوار وسقاه لبناً حليباً في سقاء حازر فلما أصبحوا تحملوا وقالوا للعبد: الحق بأهلك، فلما توارى عنهم نزلوا، فأتى العبد سيده فسأله فقال: أطعموني لحماً لا غثاً ولا سميناً وسقوني لبناً لا محمضاً ولا حقيناً وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا فساروا بعد أو حلوا " و في النوى يكذبك الصادق " فأرسلها مثلاً وأحرز مولاه مال الذي بايعه وأهله.
قال أبو عبد الله الزبير بن بكار: ومما يشبهه حديث أخبرني به محمد بن الضحاك عن أبيه قال: كان الحجاج قد حبس الغضبان أبن القبعثرى، فدعا به يوماً وقال: زعموا أنه لم يكذب قط، وليكذبن اليوم، فقال له لمّا أتي به: سمنت يا غضبان، قال: "القيد والرتعة".
والخفض والدعة، وقلة التعتعة، ومن يك ضيف الأمير يسمن، قال: أتحبني يا غضبان؟ قال: "أو فرقاً خيرٌ من حبين " قال: لأحملنك على الأدهم، قال: مثل الأمير حمل على الأدهم والكميت والأشقر، قال: إنه حديد، قال: لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً.

باب حفظ اللسان في كتمان السر وترك النطق به:

قال أبو عبيدة: من أمثالهم في الإصغاء بكتمان السر قولهم: صدرك أوسع لسرك.
أي فلا تفشه إلى أحد، ومنه قول أكثم بن صيفي: لا تفش سرك إلى أمةٍ ولا تبل على أكمة.
قال أبو عبيد: وهذا مثل قد ابتذله الناس، ومن تحصينهم للسر مقالة الرجل لأخيه في الأمر يسره إليه: اجعل هذا في وعاءٍ غير سربٍ.
قال: وأصله في السقاء السائل، وهو السرب يقول: فلا تبد سري كإبداء السقاء ماءه سائل، وقد قال بعض الحكماء: السر أمانة.
وفي الحديث المرفوع " إذا حدث الرجل الرجلٍ بحديث فالتفت فهو أمانة " فقد جعله أمانة وإن لم يستكتمه، وقال أبو محجن الثقفي:
وأطعن الطعنة النجلاء عن عرضٍ ..، وأكتم السر فيه ضربة العنقِ
وقال قيس بن الخطيم الأنصاري:
إذا جاوز الاثنين سر فإنه ..، بنثٍّ وتكثير الوشاة قمينُ
وقد أكثرت الشعراء في هذا المعنى، وقال رجل من سلف العلماء: كان يقال: أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه وخليله.
قال أبو عبيد: أحسب ذلك للنظر في العاقبة ألا يتغير الذي بينهما يوماً ما فيفشي سره، ومن أمثالهم: سرك من دمك.
يقال: ربما أفشيته فيكون سبب حتفك.

باب إعلان السر وإبداؤه بعد كتمانه:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: صرح الحق عن محضه.
أي انكشف لك الأمر بعد ستره.
قال الزبير: صرح وحصحص بمعنى، قال: "قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقُ " قال أبو عبيد: ومثله قولهم.
أبدي الصريح عن الرغوة.
أي ظهر ما كانوا يخفون، قال الزبير: النجيث: ما كان مدفوناً فنجثوه وكذلك النبيث، قال الأصمعي وأبو زيد: فإذا ظهر الأمر الظهور كله حتى لا يستتر منه شيء قيل: قد بين الصبح لذي عينين.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا: قد أفرخ القوم بيضتهم.
وأصله خروج الفرخ من البيضة، يقول: قد أبدى هؤلاء أمرهم كما تفرخ الحمامة بيضها، قاله الأصمعي وأبو زيد، قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا.
برح الخفاء.

باب إسرار الرجل إلى أخيه بما يستره من غيره:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا.
أفضيت إليه بشقوري.
أي أخبرته بأمري، وأطلعته على ما أسره من غيره، وقال العجاج في الشقور:
جارى لا تستنكري عذيري ..، سيري وإشفاقي على بعيري
وكثرة الحديث عن شقوري ..، وحذري ما ليس بالمحذورِ
" جارى " يريد: يا جارية، فرخم، ومعنى الشعر: يا جارية سيري ولا يستنكري عذيري وإشفاقي بعيري وكثرة الحديث عن شقوري، قال الأصمعي: ومثله قولهم: أخبرتهم بعجري وبجري.
أي أظهرته من ثقتي به على معايبي، قال أبو عبيد: وأصل العجر العروق المتعقدة، وأما البجر فهي أن تكون تلك في البطن خاصة، قال أبو عبيد: والعامة إذا أرادت هذا المعنى قالوا: لو كان بجسدي برص ما كتمته.
ومن أمثالهم في الكتمان: الليل أخفى للويل.
يقول: فافعل ما تريد ليلاً فإنه أستر لسرك.

باب الحديث يستذكر به حديث غيره:
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: الحديث ذو شجون.
وكان المفضل بن محمد يحدث بهذا المثل عن ضبة بن أد، قال: وكان بدء ذلك أنه كان له ابنان، يقال لأحدهما سعد وللأخر سعيد، فخرجا في طلب إبل لهما، فرجع سعد ولم يرجع سعيد، فكان ضبة كلما رأى شخصاٍ مقبلاً قال: أسعد أم سعيد.
فذهبت كلمته هذه مثلا قال: ثم إنَّ ضبة بينما هو يسير ومعه الحارث بن كعب في الشهر الحرام إذ أتيا على مكان، فقال الحارث بضبة: أترى هذا الموضع، فإني لقيت به فتى من هيئته كذا وكذا فقتلته وأخذت منه هذا السيف فإذا هي صفة سعيد ابنه، فقال له ضبة: أرني السيف أنظر إليه، فناوله فعرفه ضبة فقال عندها: "إنَّ الحديث ذو شجون " فذهبت كلمته الثانية مثلا أيضاً، ثم ضرب به الحارث حتى قتله، قال: فلامه الناس في ذلك وقالوا: أتقتل في الشهر الحرام؟ فقال: سبق السيف العذل.
فذهبت كلمته الثالثة مثلا أيضاً، قال: وفيه يقول الفرزدق:
فلا تأمنن الحرب إنَّ استعارها ..، كضبة إذ قال الحديث شجونُ
ويقال: إنَّ قوله: "سبق السيف العذل " لخزيم بن نوفل الهمذاني، قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في ذكر الشيء بغيره قولهم: ذكرتني الطعن وكنت ناسياً.
وكان أصله أنَّ رجلا حمل عليه رحل ليقتله، وكان في يد المحمول عليه رمح، فأنساه الدهش والجزع ما في يده، فقال له الحامل: ألق الرمح، فقال الآخر: ألا أرى معي رمحاً وأنا لا أشعر " ذكرتني الطعن وكنت ناسياً " ثم كرم الله وجهه على صاحبه فطعنه حتى قتله أو هزمه، وقد يسمى هذان الرجلان فيقال: إنَّ الحامل صخر بن معاوية السلمي، والمحمول عليه يزيد بن الصعق، أبو الحسن قال: أخبرني أبو محمد قال: المحمول عليه أبو ثور ربيعة بن فلان الفقعسي حمل عليه صخر فقال له: ألق الرمح فقال: "ذكرتني الطعن وكنت ناسياً" فطعنه فأدخل بعض حلق الدرع في بطنه فجوى عنه فمات قال الزبير: هو صخر بن عمرو أخو الخنساء وأخو معاوية.



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: رد: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:12 am

باب العذر يكون للرجل ولا يمكنه أن يبديه:
قال الأصمعي: من أمثالهم في مثل هذا: رُبَّ سامع بخبري لم يسمع عذري.
يقول: إني لا أستطيع أن أعلنه لأنَّ في الإعلان أمراً أكرهه، ولست أقد أن أوسع الناس عذراً، ومن هذا قول أكثم بن صيفي: رُبَّ ملومٍ لا ذنب له.
يقول: قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه، وهم لا يعرفون حجته وعذره، فهو يلام، وكذلك قول الآخر: كلُّ أحدٍ أعلم بشأنه.
يقول: إنه لا يقدر على إظهاره أمره كله وإبدائه ومنه قولهم: لعل له عذراً وأنت تلوم.
وفي بعض الحديث: "لا ينبغي لحاكم أن يسمع شكية أحد إلا ومعه خصمه " قال أبو عبيد: لكيلا يسبق إلى قلبه على الآخر شيء قبل أن يعرف ما عنده قال الأصمعي: ومن أمثالهم في هذا: المرء أعلم بشأنه.
يقول: إنه لا يقدر أن يفشي للناس من أمره كل ما يعلم.

باب الاعذار في غير موضع العذر:
قال أبو زيد الأنصاري: من أمثالهم في هذا: أبى الحقين العذرة.
قال: وأصله أنَّ رجلاً ضاف قوماً فاستسقاهم لبناً، وعندهم لبن قد حقنوه في وطب، فاعتلوا عليه واعتذروا، فقال: "أبى الحقين العذرة " أي إنَّ هذا الحقين يكذبكم، وقال أبو زيد في مثل هذا: لا تعدم الخرقاء علةً.
قال أبو عبيد: يريد أنَّ العلل يسيرة، يعني: سهلة موجودة، قد تحسبنها الخرقاء فضلاً عمن يعقل، فلا ترضوا بها لأنفسكم حجة، قال الزبير: ومنه قولهم: "لا يعدم المذنب عذراً " وقال أبو عبيدة في مثل هذا: ترك الذنب أيسر من الاعتذار.
قال أبو عبيد: والعمة يقولون: ترك الذنب أيسر من طلب التوبة.
وفي بعض الآثار:
إياك وما يعتذر منه.
وروى عن إبراهيم النخعي إنّه اعتذر إليه رجل فقال: قد عذرتك غير معتذر، يقول: إنَّ المعاذير يشوبها الكذب.
وقال مطرف أبن الشخير.
المعاذير مكاذب.

باب التعريض بالشيء يبديه الرجل وهو يريد غيره:
أبو زيد والأصمعي قالا: من أمثالهم في هذا قولهم: أعن صبوح ترقق! قال أبو عبيد: وكان المفضل يخبر بأصله قال: كان رجل نزل بقوم ليلاً فأضافوه وغبقوه، فلما فرغ قال: إذا صبحتموني غداً فكيف آخذ في حاجتي؟ فقيل له عند ذلك: "أعن صبوحٍ ترقق " والصبوح هو الغداء والغبوق هو العشاء، وإنما أراد الضيف بهذه المقالة أن يوجب الصبوح عليهم، فصار مثلاً لكل من كنى عن شيء وهو يريد غيره، وقد روى هذا المثل عن عامر الشعبي أنه قاله لرجل سأله عمن قبَّل أم امرأته فقال: أعن صبوح ترقق، حرمت عليه امرأته، قال أبو عبيد: طن الشعبي، فيما أحسب، أنه أراد غير القبلة فكنى بها عن ذلك، وقال أبو زيد والأصمعي في مثل هذا أيضاً: يس حسواً في ارتغاء.
قال الأصمعي: واصله الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة، ولا يريد غيرها، فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن، والارتغاء هو شرب الرغوة، يقال: منه ارتغت ارتغاء، ومن التعريض قولهم: إياك أعني فاسمعي يا جاره.
ويروى عن بعض العلماء أنَّ المثل لسهل بن مالك الفزاري، قاله لأخت حارثة بن لأم الطائي، وقد قال غير أبي عبيد لنهشل، قال: وللعامة مثل قد ابتذلوه في هذا حتى يتكلم به ولدانهم وهو يقول: بعلة الورشان يأكل رطب المشان.

باب الامتنان بالأيادي يذكرها المنعم عن نفسه:
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا: شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد.
واصله أن ينضج شواءه ثم يلقيه في الرماد، وهذا المثل جاءنا عن عمر بن الخطاب رحمه الله، ويضرب للرجل يصطنع المعروف، ثم يفسده بالمن والأذى، وقد يقال هذا أيضاً للذي يبتدئ بالإحسان ثم يعود عليه بالإفساد، وقال بعضهم في مثله: المنَّة تهدم الصنيعة.
قال أبو عبيد: ومن المن أيضاً قول أكثم بن صيفي: فضل القول على الفعل دناءة وفضل الفعل على القول مكرمة.
وقد يضرب هذا للرجل يكون ادعاؤه أكثر من صنيعه.
وحكي عن بعض حكماء العرب أنه قال لبنيه: يا بني، إذا اتخذتم عند رجل يداً فانسوها قال أبو عبيد: يقول: حتى لا يقع في أنفسكم الطول على الناس بالقلوب، ولا تذكروها بالألسنة.

باب الامتنان بالصنيعة التي قد انتفع بها الممتن:
قال أبو عبيد: من أمثالهم في نحو هذا قولهم: كالممهورة من مال أبيها.
واصله أنَّ رجلاً أعطى رجلاً مالاً، فتزوج به ابنة المعطي، ثم إنَّ الزوج امتن عليها بما مهرها به منه، ومثله: كالممهورة إحدى خدمتيها.
قال أبو عبيد: وقد يضرب هذا أيضاً في الحمق فيقال: أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها.
وذلك إنَّ رجلاً كانت له امرأة حمقاء فطلبت مهرها منه، فنزع إحدى خلخاليها من رجلها ، وهما الخدمتان، ودفعه إليها وقال: هذا مهرك فرضيت به.

باب حمد الإنسان قبل إخباره:
قال عليٌّ الأحمر: من أمثالهم في هذا: لا تحمدن أمَةً عام اشتريتها ولا حُرَّة عام بنائها.
قال أبو عبيد: معناه أنها تصنع لأهلها لجدة الأمر، وإن لم يكن ذلك شأنها، وهذا مثل لكل من حمد قبل أن يختبر، ومنه البيت السائر في الناس:
لا تحمدن امرءاً حتى تجربه ..، ولا تذمنه من غير تجريبِ
ومن هذا المعنى قولهم: لا تهرف قبل أن تعرف.
والهرف: الإطناب في الحمد والثناء، وفي بعض الحديث " لا تعجلو بحمد الناس ولا بذمهم فإنَّ أحدكم لا يدري ما يختم له به".

باب دعاء الرجل لصاحبه بالخير في الغيبة وغيرها:
قال الأصمعي: يقال في هذا للقادم من سفر: خير ما رد في أهل ومالٍ.
أي جعل الله ما جئت به خير ما رجع به الغائب.
قال سلمة: والذي روينا في هذا أنَّ مجيئك بنفسك خير ما رد في أهلك ومالك قال الأصمعي: ومن الدعاء قولهم: عرفني نساها الله.
أي أخر الله أجلها وأطال عمرها، قال: وكان أصله أنَّ رجلاً كانت له فرس، فأخذت منه، ثم رآها بعد ذلك في أيدي قوم، فعرفته فحمحمت حين سمعت كلامه، فقال عند هذه المقالة، فذهبت مثلا، هذا قول الأصمعي، وأما غيره فقال: إنَّ هذا المثل لبيهس الذي يعرف بنعامة وإنّما لقبها لطول ساقيه، وكان طويل الرجلين، فرأته امرأته بليل فقالت: نعامة والله، فقال: عرفتني نساها الله، وقال أبو محمّد الأموي، واسمه عبد الله بن سعيد: من دعائهم في هذا قولهم: بلغ الله بك أكلاً العمر.
أي أقصاه قال الزبير بن بكار القاضي: أكلا العمر: أحفظ العمر، تقول للرجل: كلأك الله، وانشد قول الشاعر:
كلاك الله حيث عزمت وجهاً ..، وحاطك في المبيت وفي المقيل
قال أبو عبيد: يقولون للرجل الذي يعجب من كلامه أو غير ذلك من أموره: عيل ما هو عائله.
أي غلب ما هو غالبه، قال أبو عبيد: وأصل العول الميل، ويروى في تفسير قول الله جل ثناؤه )ذلك أدنى ألا تعولوا( إنّه الميل والجور وقال أبو عمر والشيباني من أمثالهم في الدعاء.
نعم عوفك
وتأويله نعم بالك وشانك، ونحو هذا، قال أبو عبيد: وكان بعض الناس يتأولون العوف الفرج، فذكرته لأبي عمرو فأنكره.
قال أبو عبيد: ومن دعائهم في النكاح: على بدء الخير واليمن.
وقد روينا هذا الكلام في حديث عبيد لم عمير الليثي، ومنه قولهم: بالرفاء والبنين وقد فسرناه في غريب الحديث، قال الأصمعي: ومن دعائهم بالخير قولهم: هنئت ولا تنكه.
أي أصبت خيراً ولا أصابك الضر، يدعو له، قال أبو عبيد: ومن دعائهم في موضع المدح قولهم: هوت أمه، وهبلته أمه ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ..، وماذا يودي الليل حين يؤوب
و من هذا المعنى قول امرئ القيس: ماله ما عد من نفره أي لا د من فخره، أي من عدده الذين يفخر بهم فهم يدعون عليه بالهلاك، وإنّما هذا على وجه الحمد له، وهو نحو قولهم: "قاتله الله، وأخزاه الله " إذا أحسن في الشعر يقوله.



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: رد: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:13 am

باب ذكر الغائب:
يذكر فيرى أو يرى الإنسان الشيء فيذكر به ما قد نسيه.
قال أبو عبيدة: من أمثالهم في الغائب يذكر فيرى: أذكر الغائب يقترب.
قال أبو عبيد: ومثله.
أذكر الغائب تره.
وهذا المثل يروى عن عبد الله بن الزبير إنّه ذكر المختار بن أبي عبيد يوماً، وسأل عنه والمختار يومئذ بمكة قبل أنَّ يقدم العراق، فبينا هو في ذكره إذ طلع المختار، فقال أبن الزبير: اذكر غائبا تراه قال أبو عبيد: وهذا الذي جاء فيه الحديث إنّه من أشراط الساعة، فهذا ما في الإنسان، يذكر فيرى وأما مثلهم في الإنسان يرى الشيء فيذكر به ما قد نسيه فقولهم: ذكرني فوك حمار أهلي.
وكان المفضل فيما يحكى عنه، يقول: كان أصله أنَّ رجلاً خرج يطلب حمارين كانا ضلا عنه، فرأى امرأة متنقبة فأعجبته حتى نسي الحمارين فتبعها، فلم يزل يطلب إليها حتى سفر له: فإذا هي فوهاء، فحين رأى أسنانها ذكر الحمارين فقال: ذكرني فوك حمارا أهلي قال أبو الحسن: وأنشدني الزبير قول الشاعر في البرقع:
إذا بارك الله في خرقةٍ ..، فلا بارك الله في البرقع
يواري الملاح ويفخي القباح ..، فهذا يضر ولا ينفع

باب إنجاز الموعد والوفاء به:
قال أبو عبيد: روى علماؤنا في حديث مرفوع.
العدة عطية.
ورووا عن عوف بن النعمان الشيباني إنّه قال في الجاهلية الجهلاء: لأن أموت عطشاً أحب إليَّ من أكون مخلاف الموعدة، وعن عوف الكلبي إنّه قال: آفة المروءة خلف الموعد.
قال الحارث بن عمرو بن حجر الكندي: أنجز حر ما وعد.
وكان المفضل يحدث إنَّ الحارث قال ذلك لصخر بن نشهل بن دارم، وكان له مرباع بني حنظلة، فقال له الحارث: هل أدلك على غنيمة ولي خمسها؟ فقال صخر: فدله على قبيله فأغار عليهم بقومه فظفر وغنم، فقال له الحارث: أنجز الحر ما وعد، فذهبت قولهم: مثلاً ووفى له صخر بما قال، قال أبو عبيد: ومن هذا المعنى مثل العرب السائر في العامة والخاصة
الوفاء من الله بمكان.
وحمد الله عز وجل إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم بوفائه للموعد فقال؛ "إنّه كان صادق الوعد" وروي عن عبد الله بن عمرو إنّه كان وعد رجلاً من قريش إنَّ يزوجه ابنته، فلما كان عند موته أرسل إليه فزوجه وقال: "كرهت إنَّ ألفى الله، بثلث النفاق".
جماع الأمثال التي في معايب المنطق.

باب المثل في العار والقالة السيئة وما يحاذر منها وإنَّ كانت باطلا:
قال أبو عبيد، ومن أمثالهم في هذا قولهم: حسبك من شر سماعة.
قال: أخبرني هشام بن الكلبي أنَّ المثل لأم الربيع بن زياد العبسي قال: وكان سبب ذلك أنَّ ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا، فعرض قيس لأم الربيع، وهي على راحلتها في مسير لها، فأراد إنَّ يذهب بها ليرتهنها بالدرع، فقالت له: أين عزب عنك عقلك يا قيس؟ أترى بني زياد مصالحيك وقد ذهبت بأمهم يميناً وشمالاً، فقال الناس ما شاووا، وإنَّ حسبك من شر سماعه، فذهبت مثلا، تقول: كفى بالله عاراً، وإنَّ كانت بطلاً، قال أبو عبيد: وكان المفضل، فيما يحكى عنه، يذكر هذا الحديث، ويسمي أم الربيع ويقول: هي فاطمة بنت الخرسب من بني أنمار بن بغيض قال الزبير: هي أم أنمار، وليست من أنمار.
قال أبو عبيد: ومن ذلك أيضاً قولهم: قد قيل ذلك إنَّ حقا وإنَّ كذباً.
أخبرني أبن الكلبي أيضاً أنَّ هذا المثل للنعمان بن المنذر الملك، قاله للربيع بن زياد، وكان النعمان له مكرما معظماً، فبغاه لبيد بن ربيعة عنده لشيءٍ كان بينهما فدخل لبيد على النعمان والربيع يتغدى معه، فأنشد لبيد: مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه في أبيات ذكر فيها أنَّ به برصا في موضع يسمج ذكره، وكانت العرب تتطير من البرص، فلما سمعها النعمان أمسك عن الطعام، فقال الربيع: أبيت اللعن، إنَّ لبيداً كاذب، فعندها قال: النعمان وأنشد البيت:
قد قيل ذلك إنَّ حقاً وإنَّ كذباً ..، فما اعتذارك من شيءٍ إذا قيلا
ثم ترك النعمان مؤاكله الربيع بعد ذلك.

باب تعيير الإنسان صاحبه بعيب هو فيه:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا.
رمتني بدائها وانسلت.
قال أبو عبيد: ويحكى عن المفضل إنّه كان يقول: هذا المثل قيل لرهم بنت الخزرج من كلب، وكانت امرأة سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان لها ضرائر، فسابتها إحداهن يوما فرمتها رهم بعيب هو فيها، فقالت ضرتها: "رمتني بدائها وانسلت " فذهبت مثلاً.
قال أبو عبيد: وللعامة في هذا مثل مبتذل، وهو قولهم: عير بجير بجره، نسى بجير خبره.
ومنه البيت السائر في الناس للمتوكل الكناني ثم الليثى:
لا تنهى عن خلقٍ وتركب مثله ..، عار عليك إذا فعلت عظيم
قال الأصمعي: ومثله قولهم: محترس من مثله وهو حارس.
يضرب للرجل يعيب الفاسق لفعله، وهو أخبث منه، قال أبو عبيد: ومنه الحديث الذي يروى إنَّ في بعض الحكمة: كيف تبصر القذاة في عين أخيك وتدع الجذع المعترض في حلقك وروى عن مطرف بن الشخير أو عن غيره من العلماء إنّه قال لأصحابه: لو كنت عن نفسي راضياً لقليتكم، ولكني عنها غير راضٍ، وفي بعض الآثار: البلاء موكل بالقول وهو مع هذا من أمثالهم السائرة، وقال إبراهيم النخعي: "إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلاّ المخافة إنَّ أبتلى به، وقال عمرو بن شرحبيل: لو عيرت رجلاً برضاع الغنم لخشيت إنَّ أرضعها، ومن أمثالهم في هذا: لا تسخر من شيء فيحور بك.

باب رمى الرجل صاحبه بالمعضلات أو بما يسكته:
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا أنَّ يقولوا: رماه بأحقاف رأسه.
قال الأصمعي: ومثله قولهم: رماه بثالثة الأثافي.
والثالثة من الأثافي هي القطعة من الجبل تجعل إلى جنبها أثفيتان، فتكون الثالثة هي القطعة المتصلة بالجبل، قال خفاف بن ندبة، وهي أمه:
وإنَّ قصيدة شنعاء مني ..، إذا حضرت كثالثة الأثافي
و قال الكسائي: يقال إذا بهته بعظيمة قالوا: باللعيضهة، وياللأفيكة، وياللبهيتة.
قال أبو عبيد: ومعناها كلها إنّه رماه بالبهتان، وقال الأصمعي: ومن أمثالهم في نحو هذا قولهم: كأنما أفرغ عليه ذنوباً وذلك إذا كلمه بكلمة عظيمة يسكته بها.

باب دعاء الإنسان على صاحبه بالموبقات:
قال أبو زيد: من أمثالهم في الدعاء قولهم: فاها لفيك.
قال: ومعناها الخيبة لك، قال أبو عبيد: وأصله إنّه يريد: جعل الله لفيك الأرض، كما يقال: "بفيك الإثلب وبفيك الحجر " ونحوه من الدعاء، وقال رجل من بلهجيم:
فقلت له فاها لفيك: فإنّها ..، قلوص امرئٍ قاريك ما أنت حاذره
" قاريك " يعني يقريك، من " القرى " ومن أمثالهم في نحو هذا: لليدين وللفم.
معناه: كبه الله ليديه ولفمه، وهذا الكلام يروى عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، أنها قالته لرجل أصابه نكبة ومثله قولهم: للمنخرين.
وهذا يروى عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إنّه قال لرجل أتي به سكران في شهر رمضان، فعاقبه وقال: للمنخرين للمنخرين، أولداننا صيام وأنت مفطر؟! ومعناه كبه الله لمنخريه، وقال الأحمر: من دعائهم في هذا.
بجنبه فلتكن الوجبة.
يعني الصرعة، وقال الأموي في نحوه: من كلا جانبيك لا لبيك.
أي لا تكون لك التلبية والسلامة، لأن التلبية هي الإقامة بالمكان، وقال الأصمعي: ومن دعائهم.
جدع الله مسامعه.
ومعناه القطع، يريدون الأذنين، وما قولهم: استكت مسامعهم.
فانه الصمم، ومن الدعاء قولهم: عقراً حلقاً وأهل الحديث يقولون: "عقرى حلقي " وقد فسرناه في غريب الحديث ومن الدعاء عند الشماتة: به لا بظبي.
أي جعل الله ما أصابه لازماً له، ومنه قول الفرزدق:
أقول له لمّا تأني نعيه ..، به لا بظبي بالصريمة أعفرا
قال أبو عبيد: ومن دعائهم: لا لعاً لفلانٍ.
أي لا أقامه الله، ومنه قول الأعشى في الناقة:
بذات لوثٍ عفرناةٍ إذا عثرت ..، فالتعس أدنى لها من أنَّ أقول لعا
و قال الأخطل:
فلا هدى الله قيسا من ضلالتها ..، ولا لعاً لبني ذكوان إذ عثروا



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Empty
مُساهمةموضوع: رد: جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق   جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق Emptyالأحد 23 يونيو 2024, 8:14 am

باب الملاحاة والتشاتم:
قال أبو عبيد: من أمثال أكثم بن صيفي في هذا: من لاحاك فقد عاداك.
ومن حديث مرفوع إنَّ أوّل ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر وملاحاة الرجال، وفي بعضه " إنَّ أربي الربا شتم الأعراض، وأشد الشتم الهجاء، والراوية أحد الشاتمين"، وقال الأصمعي: يقال: من نجل الناس نجلوه.
أي من شارهم شاروه، وقال أبو عبيد: يقال للرجل البذئ: لا يحسن التعريض إلاّ ثلباً.
يقول: إنّه سيفه يصرح بمشاتمه الناس من غير كناية ولا تعريض، والثلب هو الطعن في الأنساب، وهي المثالب، قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا قولهم: سيفه لو يجد مسافهاً.
وهذا المثل يروى عن الحسن بن علي إنّه قال لعمرو بن الزبير، قال الزبير: أنشدني محمّد بن مسعر لحاجب بن زرارة:
أغركم إني بأحسن شيمةٍ ..، رفيق وإني بالفواحش أخرق
وانك قد فاحشتني فغلبتني ..، هنيئاً مريئا أنت بالفاحش أرفق
ومثلي إذا لم يجز أفضل سعيه ..، تكلم نعماه بفيه فتنطق
وقال أبو عبيد: وإذا عرف الرجل بالشرارة، ثم جاءت منه هنة قيل: إحدى حظيات لقمان.
أي إنّها من فعلاته، وأصل الحظيات المرامي، واحدتها حظية، وتكبيرها خطوة، وهي التي لا نصل لها من المرامي، ويروى عن يزيد بن المهلب فيما أوصى به ابنه مخلد بن يزيد: إياك وأعراض الرجال، فإنَّ الحر لا يرضيه من عرضه شيء، واتق العقوبة في الأبشار فإنّها عار باق، ووتر مطلوب، وروي عن الفضيل بن بزوان وكان حكيما أنَّ رجلاً قال له: بلغني انك وقعت في: فقال له: أنت إذاً اكرم علي من نفسي، وجاءنا عن الشعبي إنَّ رجلاً قال فيما أترك، فلما فرغ قال له الشعبي: إنَّ كنت صادقا فغفر الله لي، وإنَّ كنت كاذبا فغفر الله لك، وسمع الشعبي أيضاً قوماً ينتقصونه فقال.
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ ..، لعزة من أعراضنا ما استحلت
و قال الأصمعي: ومن أمثالهم في الرجل يعجل إلى الرجل بالقول: استقدمت رحالتك.
قال أبو عبيد: ويروى عن أبن عمر إنّه قال: إني وأخي عاصماً لا أشتم أحداً، يعني عاصم بن عمر بن الخطاب رحمه الله، ويروى عن عاصم أيضاً إنَّ جاراً له نازعه في أرض ادعياها من كلاهما، فقال الرجل لعاصم: إنَّ كنت رجلاً فضع قدمك فيها، فقال له عاصم: أوقد بلغ بك الغضب ما أرى إنَّ كانت هذه الأرض لك، وإنَّ كانت لي فهي لك، فاستحيا منه الرجل فتركها: وأبى عاصم أنَّ بقبلها، ومن الأمثال المشهورة في الشتم أنَّ يقال:
من سبك؟ فيقال: الذي أبلغك.

باب المماكرة والخلابة:
قال الأصمعي: يقال: فتل في ذروته.
أي خادعه حتى أزاله عن رأيه، قال أبو عبيد: ويروى عن أبن الزبير إنّه حين سأل عائشة أم المؤمنين الخروج إلى البصرة أبت عليه: فما زال بفتل في الذروة والغارب حتى أجابته، قال الأصمعي: ومن أمثالهم في المماكرة: ضرب أخماسا لأسداس.
وأنشدنا غيره:
إذا أراد امرؤ مكراً جنى عللا ..، وظل يضر أخماسا لأسداس
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في الخديعة والمكر قولهم: الذئب يأدو للغزال.
أي يختله ليوقعه، قال الأصمعي: ومن أمثالهم: من يأت الحكم وحده يفلج.
قال أبو عبيد: وهذا من غير هذا الباب، ولكن فيه بعضه، يضرب للرجل يسبق إلى الحاكم فيلقي في قلبه التهمة على صاحبه، وهو ضرب من المكايدة، قال أبو عبيدة: ومن أمثالهم: المعافى ليس بمخدوع.
وأحسبهم يعنون إنّه إذا عوفي لم يضره ما كان خودع به قال الأصمعي: ومن أمثالهم في الخداع قولهم: فلان يقرد فلاناً.
أي يحتال له ويخدعه حتى يستمكن منه قال: وأصل ذلك أن يجيء الرجل بخطام إلى البعير الصعب قد ستره منه لئلا يمتنع، ثم ينتزع قرادا من البعير حتى يستأنس به البعير، ويدني رأسه، فإذا فعل ذلك رمى بالخطام في عنقه، وفيه يقول الحطيئة:
لعمرك ما قراد بني كليبٍ ..، إذا نزع القراد بمستطاع
أي لا يخادعون، ومن أمثالهم في الخداع قولهم: فلم خلقت إذا لم أخدع الرجال.
يعني لحيته، يقول: لم خلقت لحيتي إذا لم أفعل هذا.

باب اللهو والباطل وألفاظهما:
قال الأصمعي: ومن أمثالهم في هذا: ده ردين سعد اليقين.
ومعناه عندهم الباطل، قال الأصمعي: ولا أدري ما أصله.
قال أبو عبيد: وأما أبو زياد الكلابي فانه قال لي: "ده دريه " بالهاء، وقال الكسائي: ومن الباطل، يقال: جرى فلان جري السمه.
قال الكسائي: ومن هذا قولهم: هو الضلال بن فهللٍ.
والضلال لن ثهللٍ.
ومن أسماء الباطل قولهم: جاء فلان بالترهة.
وهي واحدة الترهات وكذلك التهاته، قال القطامي:
ولم يكن ما أجتدينا من مواعدها ..، إلاّ التهاته والامنية السقما
و مثله " الأساطير " وقد اختلف الناس في واحدها، فقال بعضهم: أسطورة، وكان الكسائي يقول: واحدها سطر، ثم أسطار، ثم أساطير، جمع الجمع، وقال أبو عبيد: ومن الأباطيل ما جاء في الحديث من التهاتر، وهي الشهادات التي يكذب بعضها بعضاً، وفي بعض الحديث " المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان".

باب الدعابة والمزاح:
قال أبو عبيد: من أمثال أكثم بن صيفي: المزحة تذهب المهابة.
يقول إذا عرف بها الرجل قلت هيبته، وقال خالد أبن صفوان التميمي: المزاح سباب النوكى.
وقال عمر بن عبد العزيز: إياك والمزاح فانه يجر القبيحة ويورث الضغينة، وروى بعضهم عن مجاهد إنّه مازح صديقا له بكلمة فتهاجرا حتى ماتا، قال أبو عبيد: ومن هذا مثلهم السائر في الناس: لا تفاكه أمه، ولا تبل على أكمةٍ.
ويروى عن سعيد بن العاصي إنّه قال: لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا الدنيء فيتجرأ عليك.
وجاءنا عن بعض الخلفاء إنّه عرض على رجل خلتين يختار أحدهما، فقال الرجل: "كلاهما وتمراً " فغضب عليه وقال: أعندي تمزح، فلم يوله شيئاً، وقال أهل العلم في شعرٍ له:
أما المزحة والمراء فدعها ..، خلقان لا أرضهما لصديق
إني بلوتهما فلم أحمدهما ..، لمجاور جار ولا رفيق
و ذكر عند عمر بن الخطاب رحمه الله عليه فلان فقال: ذلك رجل فيه دعابة، يعني علياً.

باب الخلف في المواعيد:
قال أبو عبيد: من أمثالهم في إخلاف الموعد قولهم: إنّما هو كالبرق الخلب.
وهو الذي لا مطر معه، ويقول: إنّه يخلف كما يخلف ذلك البرق، قال الزبير بن بكار: سألت حمزة بن عتبة اللهبي عن برق الخلب، فقال: عندنا بمكة مكان يقال له: الخلبة، يكذب برق ذلك المكان، وبه شبه الناس البرق الكاذب فقالوا: "برق الخلب"، قال أبو عبيد: وقال أبن الكلبي: ومن أمثالهم في هذا قولهم: مواعيد عرقوبٍ.
قال: سمعت أبي يخبر بحديثه إنّه كان رجل من العماليق يقال له عرقوب، فأتاه أخ له يسأله شيئاً، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها، فلما أطلعت أتاه للعده فقال: دعها حتى تصير بلحاً، فلما أبلحت أتاه فقال له: دعها حتى تصير زهواً، فلما أزهت قال له: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها ولم يعط منها شيئاً، فصار مثلا في الخلف، وفيه يقول الاشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية ..، مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
وبعضهم يرويه " بأترب " اسم موضع قال: أنشدني الأصمعي بيثرب.

باب إظهار البر باللسان والفعل لمن تراد به الغوائل:
قال الأصمعي في مثل هذا: شر يوميها وأغواه لها.
قال: وأصله أنَّ امرأة من طسمٍ يقال لها عنز أخذت سبية فحملوها في هودح وألطفوها بالقول والفعل، فعدها قالت: "شر يرميها وأغواه لها " تقول شر أيامي حين صرت أكرم للسباء، وفيه بيت سائر:
شر يوميها وأغواه لها ..، ركبت عنز بحدجٍ جملاً
قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا: ليس من كرامة الدجاجة تغسل رجلاها.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم القديمة قولهم: الذئب يكنى أبا جعدة.
ويقال إنّه لعبيد بن الأبرص، قاله للمنذر حين أراد قتله فقال:
هي الخمر يكنوها بالطلاء ..، كما الذئب يكنى أبا جعده
يضرب للرجل يظهر لك إكراما، وهو يريد بك غائلة، ويقول: لأن الذئب وإنَّ كانت كنيته حسنة فإنَّ عملة ليس بحسن.

باب اليمين الغموس وغيرها:
قال الأصمعي: من أمثالهم في اليمن الغموس يحلف بها الرجل: جذها جذ العير الصليانة.
وذلك إنَّ العي ربما اقتلع الصليانة من اصلها إذا أرتعها، يقول: فذلك فعل هذا في يمينه، أسرع بالحلف ولم يتتعتع فيها، وفي الحديث " إنَّ اليمين الغموس تذر الديار بلاقع من أهلها " أي تنفيهم، قال أبو عبيد: والغموس هي المصبورة التي يوقف عليها الرجل، يحلف بها، ونراها سميت غموسا لغمسها حالفها في المآثم ومن أمثالهم في الإيمان قولهم: اليمن حنث أو مندمة.
قال أبو عبيد: وهذا المثل يروى عن عمر رحمه الله تعالى.



جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
جماع أبواب الأمثال في وصف المنطق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جماع أبواب الأمثال في الأموال والمعاش
» المبحث الرابع: وسائل حفظ المنطق
» جماع أمثال المجد والجود
» جماع أمثال الخلة والإخاء
» جماع أمثال الرجال واختلاف نعوتهم وأحوالهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جــديـد المـوضـوعـــات بالمنتـدى :: الأمثـــال لأبـي عبيــد ابن ســلام-
انتقل الى: