منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس (2) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (2) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (2) من مدرسة الحياة   الدرس (2) من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 10:57 pm

المحاضرة الثانية
فهذا هو الدرس الثاني من دروس مدرسة الحياة والذي عنونته بعنوان : ( نَفْثَةِ مَصْدُوْر).والذي يوافق يوم الأحد الخامس من شهر رمضان سنة ألف وأربعمائة واحد وثلاثين من هجرة النبي والذي يوافق يوم الخامس عشر من شهر أغسطس سنة ألفين وعشرة.
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى : (قلتُ يوماً في مجلسي: لَو أَن الْجِبَال حَمَلَت مَا حُملت ُلَعَجَزْت فَلَمَّا عُدْت إِلَى مَنْزِلِي قَالَت لِي الْنَّفْس كَيْف قُلْت هَذَا ؟ وَرُبَّمَا أَوْهَم الْنَّاس أَن بِك بَلاءً وَأَنْت فِي عَافِيَة فِي نَفْسِك وَأَهْلِك ، وَهَل الَّذِي حُمِلتَ إِلَا الْتَّكْلِيْف الَّذِي يَحْمِلُه الْخُلُق كُلُّهُم ؟ فَمَا وَجْه هَذِه الشَّكْوَى ؟فَأَجَبْتُهَا: إِنِّي لِمَا عَجَزَت عَمَّا حُمِلتُ قُلْت هَذِه الْكَلِمَة لَا عَلَى سَبِيِل الشَّكْوَى وَلَكِن للاسترواح ، وَقَد قَال كَثِيْر مِن الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن قَبْلِي لَيْتَنَا لَم نُخْلَق وَمَا ذَاك إِلَّا لِأَثْقَال عَجَزُوُا عَنْهَا، ثُم مِن ظَن أَن التَّكَالِيف سَهْلَة فَمَا عَرَفَهَا ، أَتُرَى يَظُن الْظَّان أَن الْتَّكَالِيَف غُسْل الْأَعْضَاء بَرْطَلٍ مِن الْمَاء أَو الْوُقُوْف فِي مِحْرَابٍ لأداء رَكْعَتَيْن ؟ هَيْهَات هَذَا أَسْهَل الْتَّكْلِيْف ، وَإِن الْتَّكْلِيْف هُو الَّذِي عَجَزَت عَنْه الجبال وَمَن جُمْلَتِه أَنَّنِي إِذَا رَأَيْت الْقَدَْر يَجْرِي بِمَا لَا يَفْهَمُه الْعَقْل أَلْزَمَت الْعَقْل الْإِذْعَان لِلْمُقَدِّّر ، فَكَان مِن أَصْعَب الْتَّكْلِيْف وَخُصُوصا فِيْمَا لَا يَعْلَم الْعَقْل مَعْنَاه كَإِيُلام الْأَطْفَال وَذَبَح الْحَيَوَان مَع الاعتقاد بِأَن الْمُقَدِّر لِذَلِك وَالْآمِر بِه أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ، فَهَذَا مِمَّا يَتَحَيَّر الْعَقَل فِيْه فَيَكُوْن تَكْلِيْفِه التَّسْلِيْم وَتَرْك الاعتراض ، فَكَم بَيْن تَكْلِيْف الْبَدَن وَّتَكْلِيْف الْعَقْل ؟)كنا وقفنا عند هذا المقطع أمس، وجعلت آخر كلامي هو العبادات معقولة المعنى ولا معقولة المعنى .
لكنني أريد أن أتمم شيئاً أدركني الوقت أمس فلم أذكره ، فيما يتعلق بقوله تبارك وتعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾
أنا ذكرت لكم قصة الشيخ محمد عبده مع مفتي بيروت ، عندما أنكر الشيخ محمد عبده أن تكون التكاليف هي خمس في الرأس وخمس في الجسد مثل المضمضة والاستنشاق والختان وهذا الكلام ، وقال هذا مما دسه اليهود وكتب على الخطاب الشيخ رشيد يجيب هذا الحيوان!
الشيخ رشيد رضا رحمة الله عليه وافق شيخه في هذا وقال : هذا هو عين الجواب أي عين الصواب أن لا يمكن أن يكون هذا مما كُلِّفَ به إبراهيم عليه السلام حتى يصير للناس إماماً، ليس مضمضة واستنشاق وفرق الشعر ,ونقل كلاماً لإمام المفسرين ابن جرير الطبري .
تَفْسِيْر ابْن جَرِيْر الْطَّبَرِي الْبَحْر الْخِضَم الَّذِي يَغْرِف مِنْه كُل مُفَسِّر:ابن جرير الطبري له عادة جميلة في تفسيره: وأنا أنصح كل طلاب العلم ممن يريد أن يعرف تفسير القرآن وأن يتذوقه أن يلازم تفسير هذا الإمام الكبير ، فهذا هو البحر الْخِضَم الذي يغرف منه كل مفسر ، عندنا التفاسير المسندة : حدثنا وأخبرنا ، ابن جرير وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وعبد بن حُميد متقدم يعتبر في طبقة شيوخ ابن جرير وعنده مختصر التفسير عنده شيء بسيط ، وتفسير ابن عُيينة وغيره من التفاسير التي تعتبر مسنده وتفسير ابن مردويه جاء بعد ذلك .
كل هؤلاء يروون بالأسانيد الخصبة ، أما ابن جرير فلا، ابن جرير يبدي رأيه في المسألة إذا كان في تفسير الآية عشرة أقوال مثلاً ، يأتي بأقوال العشرة من قالوا بهذه العشرة أقوال ،بحدثنا وأخبرنا ،يقول وقال قائل المراد كذا كما حدثنا فلان عن فلان ، ويبدأ يسوق كل الأسانيد لهذه اللفظة ، وقال فلان كذا ، ويبدأ يقول حدثنا فلان عن فلان ، ثم بعد ذلك يقول والصواب في تفسير هذه الآية هو من قال كذا وكذا لعلة كذا وكذا يرجح في المسألة ويأتي بأشعار ، فابن جرير هذا مُلك ، ولو قرأت تفسيره ونظرت فيه كثيراً لا يمكن تستطعم أي تفسير من التفاسير.
فابن جرير بعدما ساق الأقوال أن الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربُه بها ، هي كذا وكذا وكذا ، ثم قال: - كلاما معناه- ولا نستطيع أن نقول أن الله عنى شيئاً دون شيء إلا أن يأتي خبر عن المعصوم يقول لنا إن الكلمات التي ابتلى الله عز وجل إبراهيم بها هي كذا وكذا ، إنما كل هذه الأقوال هي أقوال مرسلةعلى عمومها.
فالشيخ محمد رشيد رضا نقل هذا من ابن جرير وظن أنه يؤيد كلام الشيخ محمد عبده
والذي عندي أن الشيخ رشيد رضا لم يتمهل حتى يفهم كلام ابن جرير : لأن ابن جرير يقول : لا نستطيع أن نقول إن مراد الله كذا وكذا ، وهناك فرق بين أن تقول: إن مراد الله من عباده كذا وكذا ، لا يجوز لأحد يقول : مراد الله كذا ، لماذا؟ حتى ولو كان اللفظ ،العربي يؤيد هذا المعنى ، لكن من أين لك أنه مراد لله؟!
أنت لا تعلم ولا تجزم أن هذا مراد الله دون ذاك ، ولكن ابن جرير أراد أن يقول : الآية تحتمل كل هذه التفاسير، لكن لا أستطيع أن أقول أن مراد الله هو الختان أو فرق الشعر أو تقليم الأظفار ، لماذا ؟ لأن مراد الله لا يعرفه إلا رسول الله الذي يوحي إليه ربُه تبارك وتعالى .
فهو أخذ كلام ابن جرير وكلامه ليس بحجة له ، هذا ما أردت أن أتمم به الكلام ولكن عاجلوني وقالوا أن الوقت انتهى .
نأتي هنا إلى كلام ابن الجوزي الذي يقول: (وَإِن الْتَّكْلِيْف هُو الَّذِي عَجَزَت عَنْه الجبال): يشير طبعاً للآية في سورة الأحزاب﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾الأمانة في الآية هي الإيمان ، بتكاليفه ، لأن عندنا .
الإيمان أصلاً، ومقتضى :الأصل: هو الكلمة أن تقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله المقتضى : هو العمل ، أعمال الإيمان ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ هذا هو الأصل والمقتضى ، وفي حديث سفيان ابن عبد الله عندما جاء رجل إلى النبي وقال: "قُل لِي فِي الْإِسْلَام قَوْلاً لَا أَسْأَل عَنْه أَحَد بَعْدَك ؟ فَقَال: قُل آَمَنْت بِالْلَّه ثُم اسْتُقِم" )آمنت بالله هو ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ ثم استقم ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .
فالأمانة التي عجزت الجبال أن تحملها هي كلمة الإيمان بتكاليفها :وفي الحديث الصحيح أن النبي كان إذا أُوحي إليه وهو يركب الناقة تبرك على الأرض .لا تستطيع الناقة أن تحمله حال الوحي ، لثقل ما يوحي إليه﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ وفي حديث زيد بن ثابت عندما كان يكتب للنبي آية من سورة النساء فكانت فخذ النبي على فخذ زيد بن ثابت ، عندما أُنزل عليه قال زيد : "كادت فخذه أن ترض فخذي "– تكسرها يعني –وكان في اليوم الشديد البرد يتحدر منه العرق ، كَالجُمان من ثقل ما يوحي إليه ، فلا يتصور أحد أن هذا الدين خفيف ، لأن العمل لابد له من إخلاص ، إخلاصه لله ، فالمشكلة هنا:ليس المشكلة أن تقوم تصلي ركعتين .
المشكلة أن تستجمع قلبك حتى تؤدي العبادة كما أُمرت :كثير من الناس يشتكي أنه لا يخشع في صلاته ، يحاول أن يستجمع قلبه فلا يستطيع :أنا شرحت مثل قبل ذلك فقلت مثلاً هذا الكوب فيه فراغ ،القلب مثله ، عندما تملأه بالشهوات والأماني ويملأ لآخره هكذا ، وعندما تريد أن تضع فيه ماء مرة أخرى ، تنسكب.وأنا لكي يستوعب القلب أي شيء أريد أن أدخله بداخله ، أفرغ الماء فأنا ممكن أصب الآن في هذا الكوب ممكن أصب بعض الماء إلى أن يملأه فعندما يكون قلب إنسان ملآن بالشهوات والشبهات ، ويصب الخشوع فيه ويصب محبة الله فيه ، فلا يجد له مكان ، فيجب فعلاً مثلما قال علماء السلوك :يقولون:
التخلية قبل التحلية : التخلية أن تخلي قلبك لكي تستمتع بحلاوة الخشوع يجب تُخلي قلبك قليلاً ، ومن ثم تصب فيه الخشوع وتصب فيه الإخلاص وهذا الكلام ، فتستمتع بحلاوة هذا كما كان يقول محمد بن سعيد ابن المسيب، قال: ( إنا في سعادة لو علم بها ملوك الأرض لجالدونا عليها بالسيوف )، وهي راحة البال التي لا تُشترى بالمال .
ماهي الامانة التي عجزت الجبال عن حملها؟ :فالإشكال كما قلت أن تستحضر قلبك وأنت تؤدي العبادات أو تؤدي أي عمل لله سبحانه وتعالى ، هذه هي الأمانة التي عجزت الجبال عن حملها ، وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً,إذن أصل خلقته أنه ظلوم وجهول .
كما قال أبو الطيب في هذا المعنى :

وَالْظُّلْم مِن شِيَم الْنُّفُوْس
فَإِن تَرَى ذَا عِفَّة فَلعلَّة لَا يَظْلِم
فإن وجدت عفيف وساكتاً ، فليس لأنه مؤدب وجيد ، لا، هو عاجز عنده علة ،أمامي واحد يفتري على الآخرين إن ضربته سوف يطير رقبتي ، فأقول له : الله يسامحك،الله يسامحك ليس لأني رجل جيد وحليم وأسامح ، لا ، ولكن لأني لا أقدر عليه ، فما الذي جعلني أسكت عليه وأحتمل هذا الذل؟ علة من العلل ، سمها أنت كما شئت.
فعندما يقول: والظلم من شيم النفوس : أي من الفطرة مما جبل المرء عليه أن يكون ظلوماً ، فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم :وهذا موافق للآية ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾يريد أن يتخلص من هذا الظلم والجهل الذي هو أصل الخلقة ، ماذا يفعل؟كلما استضاء بنور الوحي ، يقل الظلام ويرتفع عنه الجهل ،.
وما ثم إلا وحي أو هوى .الذي يُحركك إما الهوى أو يُحركك النص أياً كان نص قرآناً أو سنة :قال الله عز وجل ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾ إما تستجيب لربك سبحانه وتعالى وإما أن يكون المقابل الهوى قسمة ثانية.﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ الذكر : هو الوحي ، إتباع الهوى هنا﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾ ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾: هذا هو الوحي ،﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾ إذن هناك إما أن أتبع النص وأما أن أتبع الهوى .
يشير ابن الجوزي ويقول أن من جملة التكليف الثقيل ، ما تجري به المقادير ولا حيلة لك في تفسيره: ومطلوب منك أن تقول سمعنا وأطعنا ،.طيب أنا لست مقتنعاً قلبي رافض لهذه المسألة ، فيقول لك : أذعن لأننا نعلم أن الله عز وجل حكيم ، لكن وجه الحكمة يجل عن كثير من الخلق ، أنت لا تدري .
مثال: في غزوة أُحد لماذا يُهزم المسلمون ، وتُكسر رَباعية النبي ويقع في حفرة حفرها أبو عامر الفاسق ؟لماذا يخرج النبي هارباً من مكة إلى المدينة ويختبئوا في الغار ولو شاء الله عز وجل لخرجوا ولم يروهم ؟لماذا يُذبح السيد الحصور يحيى وتُقدم رأسه على طبق لامرأة غانية فاجرة ؟وهكذا ، لماذا لا يمكِن الله عز وجل لعباده المؤمنين وهم أولى بالتمكين في الأرض؟لماذا العلماء دوماً فقراء والمال موجود مع أهل الفسق؟
هذه كلها أسئلة يهتدي إليها من استضاء بنور الوحي ، وتبقى ألغازاً بالنسبة لعامة الناس ، كل لماذا ؟؟ تجد علامات استفهام تملأ المكان,إذا لم يكن هناك إذعان يحدث نوع من الانتكاس .
فالله عز وجل يُقدِّر أشياء : وضرب ابن الجوزي مثالاً لها: كإيلام الأطفال لماذا يتألمون ؟إذا قلت أن الأمراض تكفر الذنوب ، هذا لم يفعل شيئاً ، وإن كانت لرفع الدرجات ، فهذا غير مكلف، بعض الناس قال: لكي يكون له ثواب في الآخرة .فورد عليه مُعضلة من المعاضيل ، وهي الطفل ابن الكافر ، فالولد هذا بقى يشتكي من ألم في بطنه ويصرخ طوال مدة طفولته وبلغ وهو كافر ، ومات، فهل هذا لرفع الدرجات؟!! إذن أين ذهب ألمه ؟ هل هناك عوض؟؟السؤال: هل هناك تعجيل بالعقوبة قبل فعل الذنب؟ يعني قبل ما يفعل الذنب الله يعاقبه قبل عمل الذنب ؟فهو لم يفعل شيئاً ، إنما العقوبة تكون مؤجلة عندما ترتكب الذنب تأتي العقوبة ، لكن قبل أن يفعل الشيء لا يعاقبه , لو افترضنا مسألة ثواب وعقاب سوف يكون هنك مشكلة.
جماعة آخرون قالوا: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ يعذبه ، يهذبه ، فنفوا الحكمة والعلة من هذه المسألة.
لكن الأقرب أن تقول : هذا من الصفات الجبلية ومما يلازم العبد في دار التكليف مثل سائر الحالات التي تعرض للإنسان ، كالجوع والعطش والخوف والهم والغم والعجز والقدرة ، هذه كلها أشياء ملازمة للإنسان .فهل السؤال يعقل : إذا جاع الإنسان لماذا يأكل؟! إذا تعب لماذا ينام ؟!فهذا شيء جبلي موجود عند الإنسان ، أنت يمكن ألا تكون مقتنعاً بهذه القصة ، لا يعجبك هذا الجواب ولا هذا ولا هذا ، نقول لك : هذا يدخل في أجر والديه ، فهذا الولد عندما يبكي طول الليل ، وأمه تقوم به وعندها عمل في الغد في البيت ، أو خدمة أو هناك ضيوف سوف يزورونها غداً ، أليس هذا تعذيب لها ؟ فالأب والأم يمكن أن يستفيدوا من هذه القصة ، والصبر على الولد لا سيما إذا كان الولد مريض ويذهبون به إلى الأطباء ويصرفوا عليه ،كنوع من العوض
لست مقتنعاً بشيء ، فهو كذلك واصدم رأسك بالجدار .
لكن يجب أن تعرف أن الله حكيم :كون حكمته تبارك وتعالى خفيت عنك ليس معناها أنه ليس هناك حكمة وراء الموضوع ، فهنا لابد أن تذعن وأن يرضى قلبك وأن تعلم أن الله حكيم .
كثير من الناس لا يسلمون بهذا ، الجماعة العقلانيون الذين يملئون الأرض بالفساد في كل مكان من بلاد الإسلام ، أرادوا أن يُخضعوا حكمة الله لعقولهم ، إذا عقله لم يستوعب الحكمة ، يرد النص ، وهذا الكلام مثلما قلت لك هو المعضلة في المسألة : التسليم أن نقول﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾
النصوص المعللة تُريحك ، : لأن العلة مكشوفة من النص كقوله :" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها "، لماذا ؟" لأنها تذكر بالآخرة."
خلاص قال العلة من المسألة، فأنت بذلك تستريح ، لكن لو نص ليس فيه علة ، العلة ليست مذكورة لا متصلة ولا منفصلة ، وأنت تبحث لها عن علة فلم تجد ، تبقى عندك غُصة في حلقلك ، ما يمرر هذه الغصة ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾أنت تطوف حول الكعبة لماذا ؟ ما الحكمة في ذلك؟ أنت تسعى بين الصفا والمروة ، ما الحكمة ؟أنت ترجم الجمرات ما الحكمة ؟ فهل هناك حكمة في ذلك؟ ليس هناك حكمة إلا أنني أُمرت بهذا ، فقط ليس لها جواب.لأن الحدث انتهى ، يعني الرَمل وأنت تطوف ولم يكن المكان مزدحم وترمل ، لماذا؟ لأن الصحابة عندما وصلوا للمدينة أصابتهم الحمى فطمع فيهم المشركون ، فقالوا: خلاص جميعهم مرضى وسوف نهجم عليهم ونستأصل شأفتهم وننهي الأمر ,فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: وأنتم تطوفون الكعبة اظهروا الشجاعة بالرَمل لكي يعرفون أنكم لستم مرضى ، طيب الآن لا يوجد مشركين ولا أي شيء ، فلم الرَمل الآن ؟
في السعي ما بين العمودين الأخضرين ، هذا هو بطن الوادي الذي كانت هاجر عليها السلام تركض فيه ، من الصفا إلى المروة تبحث عن ماء ، لماذا؟ لأن إسماعيل عليه السلام يتلبط أي يتلوى ويخرج في الروح ، فكرهت أن تراه يموت ، فتركته وأخذت تبحث عن ماء ، وتأتي على بطن الوادي وترفع رأسها وتركض ، إلى أن تصل للمروة وتبحث هل يوجد أي أحد أو أي ماء إلى أن ضرب جبريل عليه السلام الأرض بجناحه وخرجت زمزم .فهي كانت ما بين العمودين الأخضرين وبطن الوادي تسعى سعي الإنسان المجهود ، أنت مجهود ، أنت تسير في تكييف ، والرخام فلماذا تركض؟
هذا هو أمر الله ، افعل ففعلنا، مثلما قال عمر بن الخطاب وهو يقبل الحجر، الحديث المعروف في البخاري ، قال :"والله إني لأعلم أنك لحجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك ."
نُكتة: نحن يمكن أن نقولها لأنفسنا ، أن الصواب ألا يكون هناك حجر معظم لا سيما في بدء الإسلام ، ألم تكن الأصنام من حجارة؟فأنا عندما أأتي ,أقبل الحجر ، أليس من المفترض أن أقول لنفسي سداً للذريعة حتى لا يتصور أحد أن هذا الحجر يمكن أن يُعبد أني لا أقبل حجر سداً للذريعة مثلما كان عمر بن الخطاب يتكلم عن الرجم يقول:" سيأتي أقوم ينكرون الرجم وينكرون أناساً خرجوا من النار قد امتحشوا "– أي حرقوا إلى أن أصبحوا مثل الفحمة "–فقد رجمت ورجم رسول الله ورجم أبو بكر ورجمت ولولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها على حاشية المصحف "
لماذا؟ لأنه كان ممكن يختلط كلام عمر بالقرآن .نحن الآن خلاص آمنا بالقرآن وهذا الكلام فهل يمكن أن تكتب على حاشية المصحف أم لا؟ نعم يمكن ، فكانت الكتابة ممنوعة آنذاك حتى في زمان النبي سداً لذريعة أن يختلط كلام الله عز وجل بكلام غيره من العباد ,.كل هذه الإيرادات لا قيمة لها على الإطلاق، لماذا ؟
لأننا عندنا فعل النبي المتواتر عنه أنه كان يقبل الحجر ، وعمر بن الخطاب مع أنه محدَّث وملهم وآتاه الله عز وجل قسطاً من العلم والفهم وهذا الكلام لم يجد علة إلا الإتباع ، فالنص المعلل مريح لماذا؟ ذكر لك الحكمة أو الحكمة أن يشتفي قلبك منها لكن عندما يكون شيء غير مُعلل ,أهل الإيمان يجوزونها ، والجماعة الذين يعملون عقولهم يقفون فيها ،وأحياناً النص يمكن أن يُعلل بأكثر من علة يأتي غير مُعلل ابتداءً ومن ثم تبحث له عن علة .
مثال: الفرق بين بول الجارية وبول الغلام الذين لم يطعما إلا اللبن ما الفرق؟
هذا جسم وهذا جسم ، والبول المنفصل من عملية غسل الجسم من المرأة كالرجل ، فما الفرق بينهما؟
حرملة بن يحيى – أظن ذلك لأن عهدي به بعيد- في سنن ابن ماجة أن رجلاً سأل الشافعي عن العلة قال له: لأن الله خلق آدم من تراب وخلق حواء من آدم
قال له لم أفهم ، كأنه أعاد عليه الجواب مرة أخرى ، فلقطها وفهم ، قال : فهمت قال: زادك الله فهماً، فهل فهمت هذا الكلام الذي قاله الشافعي؟ فهو لم يبين هذه القصة.
فاجتهدت حتى أرى الفرق الذي عناه الشافعي مع قطع النظر أأصاب الشافعي في هذا أم لا ، هذه قصة أخرى ، هل أصاب في هذا التعليل أم لا؟يقول : آدم خُلق من تراب وحواء خلقت من آدم وهذا البول ناتج غسيل الجسم كله نعرف المعجنة وضرب الطوب وهذه القصة .
عندما كانوا الطوب اللبن يضربوه يقوموا بعمل الأمينة ويحرقونها بالطوب وهذا الكلام ، عندما تمر على هذه المعجنة ، ألست تجد جزء منها متغير ومتعفن ؟
يقول هنا: المعجنة تخمرت يضع التبن على الردم على الماء ويقوم بعمل هذه المعجنة لكن هل هذه الرائحة مطاقة أم لا؟ أحياناً تكون مُطاقة ،فأحياناً هؤلاء المدمنين بدلا ًمن أن يقوموا بشم الكُلَّة وغيرها يذهبوا ويشموا المعجنة وتكون كيف عندهم لماذا ؟لأن هذا العفن ، معقول ومقبول يمكن أن تقبله ، لكن لو أنت مررت بجيفة حمار هل تتحمل ؟ لا تتحمل.
إذن آدم عندما خُلق من تراب ، المنفصل عن جسده والذي غسل جسده سوف يناسب حالة المعجنة تراب على تبن ، لكن حواء خُلقت من آدم من لحم يعني ، وليس من تراب ، من ضلع آدم ، فهذا اللحم عندما يتعفن لا يكون مثل المعجنة عندما تتعفن ولكن يكون أشد.وهذا هو في فهمي أنا ، هذا هو تفسير لكلام الشافعي المجمل الذي ذكره ابن ماجه في السنن بعدما روى هذا الحديث.
ابن القيم نظر للنص ونظر لعلة ثانية :الولد الذكر طول عمره محتفى به ، في الجاهلية كانوا يوأدون البنات ، يقولوا عنها أنها تجلس بدون فائدة ، فلم يكن هناك من يهتم بها ، ولا ينظر عليها ، فالتعصب لجنس الذكور موجود عند الإناث ، فالمرأة نفسها متعصبة لجنس الذكور ، تنجب بنت واثنين وثلاثة ، وعند الحمل الرابع ، تدعوا الله كثيراً ألا تكون بنت ، لو طلعت بنت لا تنام وتريد أن ترميها وما إلى ذلك .
تريد ولد ، وتحمل مرة واثنين إلى أن يكون عندها سبع أو ثمانية بنات ، ولكن تريد أن تحمل مرة ثانية لتأتي بالولد ، فالأولاد أو الذكور على أساس أنهم فتاحين المضايف كيادين العدى ، مثلما يقولون في الأمثال، فالولد حتى المرأة نفسها متعصبة لجنس الذكور ليس لجنسها ,فطالما الولد مُحتفي به ، فكله يجامل كله ، يعني ابن أخي مثلاً :
أنا لأنه بيني وبين أخي ود أمسك الولد وأدلعه ، وأقبله ، لأنه ابن أخي ، وواحد يقول أعطيتيه أناوله إياه ، ويرفعه ويقوم بتدليعه ,فلو افترضنا أن هذا الولد بوَّال ، كلما ترفعه إلى أعلى يخاف فيبول على من يحمله ، فلو أنا ألزمت الكل بغسل بول الذكر ستكون مشقة ، والشريعة جاءت باليسر ، وإذا ضاق الأمر اتسع ، فيقول : هذا عمت به البلوى، فالكل يحب الولد ويناولونه لبعض ، فيخف الحكم ، أما البنت لا يوجد من يلتفت إليها ولا يحملها ، من المبتلى بها ؟ قليل ، فقال: ناسب هذا أن يكون هناك فرق بين البولين طالما أن الولد لم يطعم إلا اللبن ,أما إذا أكل غير اللبن يُغسلان جميعاً.
يتبع إن شاء الله...


الدرس (2) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (2) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (2) من مدرسة الحياة   الدرس (2) من مدرسة الحياة Emptyالأحد 15 مايو 2011, 11:02 pm

هذه علة، لو افترضنا أننا لم نستطع أن نأتي بأي علة، بعض الناس يقول هذا الكلام غير صحيح، نحن حللنا البول في المعمل وجدناه مثل بعض، فيكون التفريق لا يصح عن النبي حتى لو جاء من إسناد مالك عن نافع عن عمر، فهو لا يستطيع أن يقول النبي مخطئ، فيلصق التهمة بالرواة، الجريء قليل الأدب يلصقه بالصحابي، والمؤدب قليلاً يلصقه بالطبقات الدنيا في السلف، مالك أو ما دون مالك، المهم أنه لم يصح عن النبي أنه قال كذا وكذا، هذا هو الذي يعمل عقله دوماً.
هناك عبارة مشهورة تفهم خطأ، وهي: ( لا عقل مع النقل )، كيف لا عقل مع النقل؟ وهل يفهم النقل إلا بالعقل؟ فهل تريدني أن آخذ بالنص كما هو مهما كان هذا النص غير مقبول وهذا الكلام أقبله وعقلي يقبله ؟لا هو العقل مع النقل معناه: لا تقدم العقل على النص، بل ينبغي أن يكون العقل تابعاً للنص لا مقدماً عليه، كونك لا تفهم ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ هناك أشياء لم يكن الإنسان مهما أوتي من العلم يفهمها. مثال: داود عليه السلام، كما قال الله عز وجل: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ فهل داود فهمها؟ لم يفهمها، وحتى لا يظن الظَّان أن النقص يلحق بداود لأنه لم يفهم هذه المسألة الجزئية، قال تعالى: ﴿ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾
وأيضاً في داود وسليمان في أكثر من قضية يظفر فيها سليمان عليه السلام على أبيه فيها مثل حديث أبي هريرة في الصحيحين، قصة المرأتين اللتان اختلفتا على الولد، أن الذئب جاء وأكل ولد منهما، والاثنين اختصموا على الباقي، داود حكم به للكبرى وسليمان قال: نأتي بسكين ونقسمه إلى نصفين، كل واحدة تأخذ نصف منه ، فالمرأة أم الولد الحقيقية شهقت عندما وجدت ولدها سوف يقسم نصفين بالسكين وقالت: لا أريد أعطه لها ، فحكم به لها ، وهذا ما يسمونه العلماء حيلة القاضي في استخراج الحق
مثال: كان هناك من يملك ديك عتيق قديم ، وسرق الديك ، فذهب للقاضي وقال له الديك سرق مني ولا أعرف من أخذه ، فقال له أترك المسألة لي فالقاضي خرج ليخطب الجمعة ، قال: أما يتق الله ويستحي الذي سرق الديك أن تكون هناك ريشة على رأسه فواحد وضع يده على رأسه ليرى إذا كانت الريشة موجودة أم لا ، فوجده وقبض عليه. فهذه تكون حيلة من القاضي وهذه مطلوبة في القاضي أن يحتال حيلة حتى يستخرج الحق من الخصوم .
فعندما نقول لا عقل مع النقل : ليس معناها إلغاء العقل في فهم النص ، ولكن معناه منع العقل أن يُقدم على النقل ، لماذا ؟ لأن هناك أحاديث لا تفهم العلة منها
فليس معنى ذلك أن تعطلها.
كان ابن خزيمة رحمه الله من الأئمة المتميزين ، الذين اشتهروا بمعرفة مختلف الحديث حديثان ظاهرهما التعارض ، كان يقول : من ادعى أن نصين صحيحين متعارضان من كل وجه فليأتني أوفق له بينهما .
لأن القرائن خفية وتريد من هو متقن في هذا الأمر ، ممكن ذهنك يكون صاف جدا ًوتأتي بقرينة ، ويمكن واحد آخر لا يستطيع أن يأتي بها ، فتفرق من وقت لآخر
ليس هناك نصان أبدا متعارضان من كل وجه :، بحيث لا يمكن تجمع بينهما ، إطلاقا,العلماء البخاري وغيره من الأئمة المشهورين بالجمع بين النصوص التي ظاهرها التعارض ، فيعطي هذا وجهة وهذا وجهة,حتى قال الإمام أحمد رحمه الله كما نقل ابن عبد البر في التمهيد ، قال: معارضة السنن بظاهر القرآن عمل منكر, نحن نقول هذا الكلام لماذا ؟ لأن عائشة رضي الله عنه كان لها اعتراضات على بعض السنن بظاهر القرآن ، وهي مجتهدة ولا لوم عليها رضي الله عنه ، لأن الإنسان إذا وصل إلى درجة الاجتهاد وأخطأ يأخذ على اجتهاده أجراً واحداً ، فمن أُجر أجراً واحداً لا ينبغي أن يقرع.
أمنا عائشة رضي الله عنها كانت في بعض المواقف : تعارض الأحاديث الصحيحة بظاهر القرآن فظن بعض الناس أن هذا كان مذهباً لعائشة ، فهل لأنها اعترضت مرة أو اثنين أو ثلاثاً صار مذهباً؟!وأتوا بمذهب عائشة وقالوا هذا هو المذهب الذي نتبعه !أي حديث حتى لو أجمع على صحته جميع علماء الحديث ، يخالف ظاهر القرآن يكون الحديث منكر ، ويستدلون بعائشة رضي الله عنه ، وكما قلت لم يكن هذا مذهباً لعائشة
ما معنى مذهب؟ أن تجري كل الفروع على أصل واحد ، لا يكون هناك تناقض فالأصل كيف يكون أصل؟ الأصل هو الذي يجمع الفروع ولا تختلف الأصول عن الأصل مثل الشجرة ، تخرج ساق في الأول ومن ثم الفروع تخرج إلى أن تكون شجرة كبيرة، فالأصل أن تلتئم الفروع عليها يسمى أصلاً ، لم تلتئم الفروع عليه لا يسمى أصلا ًولا قاعدة .
فعندما تنظر مثلا ًإلى كتاب الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة ، وتنقي منه الصحيح من الضعيف ، تجد أن عائشة اعترضت عدة اعتراضات على بعض الأحاديث بظاهر القرآن .
بعض الاعتراضات التي اعترضنها أم المؤمنين رضي الله عنها علي الصحابة:مثال: "الميت يعذب ببكاء أهله عليه "، هذا الحديث رواه عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وابنته حفصة وصهيب الرومي والمغيرة بن شعبة ، هم سبعة ، ولا أذكر البقية سبعة من الصحابة يروون أن البني قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه".فعائشة رضي الله عنها تقول بيني وبينكم القرآن ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾فعارضت قالت :" إنكم لا تحدثوني عن كاذبين ولا مكذبين ، لا يكذبون ولا أحد يكذبهم ، ولكن السمع يخطئ ."وقالت: إن النبي قال هذا في امرأة يهودية ماتت ، فقال:" إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها "فالسيدة عائشة قالت : هذا هو أصل الحديث . فما الحل؟
نقول: صدقت عائشة رضي الله عنه في نقلها عن النبي ،ولكن هذا موقف آخر ، نعم سمعته يقول هذا في امرأة يهودية ماتت ، لكن" إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه "، هذا حديث آخر ، عائشة لم تسمعه .الشيء الثاني : أن عائشة رضي الله عنها أخذت البكاء على إطلاقه ، مع أنه ورد في هذا الحديث في طريق آخر" من ينح يُعذب بما نيح" عليه .
فالبكاء: هنا هو النوح ، وليس مجرد دمع العين لأن هناك حديث :" إن الله لا يعذب بدمع العين" ، وإلا فالرسول بكى على إبراهيم ابنه وقال: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن "وبكى على عثمان بن مظعون وبكى على كثير من الصحابة الذين ماتوا أو قتلوا في المعارك وما إلى ذلك .
البخاري رحمة الله عليه على عادته في الاختصار ، وفق بين هذه القصة وأتى بالتعارض باب إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه إذا كان ذلك من سنته مع قوله تعالى﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ ففرق بذلك بينهما .
إذا كان ذلك من سنته فهو مما كسبت يداه ،﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ فهنا كلمة إذا كان ذلك من سننه هو هذا كلام البخاري الذي وفق به .
فليس هناك نصان أبدا يتعارضان من كل وجه :بل هناك باب كبير في علم أصول الفقه اسمه ( باب التعارض والترجيح ) أوصلها العلماء إلى مائة وجه وواحد.
هل يمكن أن يتعارض نصان صحيحان من مائة وجه ، لو الوجه الأول لا ينفع إلى المائة والواحد؟! هذا مستحيل ، لابد أن يتفقا في وجه من وجوه الجمع ، وأنا أذكر هنا اللغط الذي حدث منذ عدة أسابيع ، وهذا الذي اختراع مولد السيدة آمنة بنت وهب أم النبي عليه الصلاة والسلام ، فقام بعمل مولد ، فهذا صندوق كله مكسب ، ويقسم الغنيمة .

أَحْيَاؤنَا لَا يُرْزَقُوْن بِدِرْهَم
وَبِأَلْف أَلْف يَرْزُق الْأَمْوَاتُ
دار الإفتاء أخرجت فتوى ، قالـت : من قال إن والدي النبي كافران فهو ملعون ! هذه الكلمة من الذي قالها؟ أبو بكر ابن العربي ،
الفرق بين - ابن العربي وليس عربي: لأن ابن عربي المنزوع الألف واللام والمنزوع العلم والمنزوع البركة هذا الصوفي المحترق الذي كفره كثير من العلماء لكن ابن العربي بالألف واللام هذا القاضي المالكي المعروف صاحب أحكام القرآن وعارضة الأحوال الذي شرحها الترمذي ، وهذا الكتب.
من يقرأ ترجمة أبي بكر ابن العربي ، العلماء كانوا يقولون عنه : أنه كان يجازف ، ما معنى ذلك ؟ أي أنه كان يتكلم أحياناً بالكلمة غير الموزونة التي لا تجري على قانون العلم ، فأنا لي سؤال أوجهه إلى دار الإفتاء والمفتي: أنت طلعت الفتوى وقلت من يقول ذلك يكون ملعون ، سؤالي أنا: هل البيهقي ملعون ؟ فالبيهقي قال أن والدي النبي كفار، هل النووي ملعون لأنه صرح بهذا في شرح مسلم ؟
أنا لا أريد أن أدخل في القضية ولا أتكلم فيها لأن هذه لا يصلح أن يتكلم أحد فيه إلا أن يكون عالماً بأصول الحديث والفقه وعالماً بقانون التأويل.
ولكن سؤالي : هل أستطيع أن أقول النووي الملعون؟! لا أريد من يدخل في هذه القضية هي قصة طويلة لا يصح التكلم فيها إلا أن نجلس أنا وواحد ونتباحث فيها ولكن هل يمكن أن أُصدر حكم كهذا ؟ ولعن المعين هذا مشكلة ، لا سيما لو قلت النووي وملعون !! فلو سألته ذلك لا يستطيع أن يتنفس ولا أن يقول النووي ملعون ولا البيهقي ملعون ، ولا كل من أفتى بالرأي المخالف أنه ملعون ، فما معنى هذا الكلام ؟!ولذلك أريد أن أرجع فأقول ، لكلامنا ، وكانت هذه حاشية وجدت حاجة في صدري أن أقولها .
وسوف أتكلم على شيء آخر ، من رفع هذه الراية كلها هو السيوطي ، صنف ثمان مصنفات ، في هذا الأمر ، وصحح الأحاديث المكذوبة ، والمنكرة والباطلة عند علماء الحديث وحاول يقوي بعضها ببعض على عادة السيوطي رحمه الله في التصحيح والتضعيف ، والسيوطي متساهل لا تأخذ منه التصحيح ولا التضعيف ، السخاوي كان أمكن منه بكثير ، وأنت لو تريد تعرف درجة السيوطي في علم الحديث ادخل على كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة فقط ، وانظر كيف يدفع كلام ابن الجوزي بأي حجة يدفع كلام ابن الجوزي؟
يعني ابن الجوزي يقول الحديث الباطل أو الحديث الذي لا يصح وفيه فلان من فلان قال فلان متروكاً وقال فلان ليس بثقة ، وفلان ارم به وفلان كذا وكذا ، ،فيقول: قلت روى له ابن ماجه ، ما معنى روى له ابن ماجه ؟ هل ابن ماجه له شرط مثل البخاري؟ ! حتى تقول روى له البخاري، فيقول روى له ابن ماجه ، فنحن نقول ، فكان ماذا؟
عندنا حديث في صحيح مسلم ،عن أبي هريرة حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال : "استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فمنعني"الحديث التالي وهو :" أبي وأبوك في النار" ،عن حماد ابن سلمة عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أنا فقط سوف أعطيك مثال واحد ونقيس عليه بقية الكلام كله,معمر بن راشد أبو عروة البصري ، روى هذا الحديث عن ثابت عن أنس أن رجلا ًقال : "يا رسول الله أين أبي ؟ قال : أبي وأبوك في النار "فهذا الحديث يرويه حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس ,جاء معمر بن راشد روى هذا الحديث عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال: "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار "هنا المتنان مختلفان ، ولكن السؤال واحد ، السؤال في الحديث الأول: أين أبي ، وفي الحديث الثاني : يقول أين أبي أيضا ؟
الجواب في حديث حماد بن سَلمة قال له :" أبي وأبوك في النار"، وفي حديث معمر بن راشد قال له :" حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار "، فلم يذكر فيه والد النبي عليه الصلاة والسلام ، ومعمر بن راشد باتفاق أهل العلم أثبت من حماد بن سلمة .
وفعلاً معمر بن راشد الإمام الكبير العلم المفرد ووو.... وحماد بن سَلمة تغير في آخر عمره قليلاً، لكن اتفق كل أهل العلم ,أن حماد بن سلمة هو أثبت الناس في ثابت ، ولو خالفته الدنيا كلها في ثابت فالقول قول حمَّاد ، هذه كانت أولاً.
ثانياً: أجمع النقاد من أهل العلم أن رواية معمر بن راشد عن ثابت ضعيفة ، معمر في ثابت ، أول ما ترى هذا الإسناد أحكم عليه بالضعف إلا أن يُتابع معمر ، معمر عن قتادة ضعيف أيضاً ، فانظر إلى التناقض الغريب الذي وقع فيه السيوطي نفسه.
إذن حماد بن سَلمة أثبت الناس في ثابت ، ومعمر بن راشد ضعيف في ثابت ، فيُقدم حديث معمر بن راشد على حماد بن سَلمة !!
هذا الكلام كان يمكن أن نقبله لو لم يكن الشيخ : ثابت بن أسلم ، لو كان الشيخ مختلف عن ثابت ، كنا نقول معمر أثبت ، لكن حيث حماد بن سَلمة عن ثابت البناني وكلمة إجماع من أهل العلم ، إذا خالف الناس جميعاً حماد بن سَلمة في ثابت ، فالقول حماد ، إذن الصحيح في هذا ما رواه حماد بن سَلمة وليس ما رواه معمر بن راشد ، لو نريد أن نتكلم بقانون أهل العمل لا ينفع الكلام إلا هكذا .
إذن رواية معمر شاذة أو منكرة في هذا ، لأن معمر بن راشد عندما كان يروى عن البصريين كان يخطئ ، وقع له خطأ في روايته عن البصريين .
ثابت بن أسلم البُناني ، بصري، قتادة الإنعام السدوسي بصري ، وحتى أنظر إلى ابن معين يقول : إذا حدثك معمر فخالفه إلا في ابن طاووس والزهري,فأنا أريد أن أقول لو جئنا نناقش ، ونعمل قانون العلم المسائل يمكن أن تختلف .
أعود وأتكلم في موضوعنا الذي خرجنا عنه كثيراً ، إن العقل لا يجوز أن يعارض به النقل لأن العقل لا يحيط بكل شيء علماً .
نحن كبشر ، كل حواسنا محدودة ، أنت لو واقف في أرض صحراء وأحدّ الناس بصراً ، ولا زرقاء اليمامة ، وهذه يضرب بها المثل في حدة البصر ، كانت ترى الجيش على بعد عشرين ثلاثين كيلو ، إلى أن ماتت وشرحوا عيناها ليروا كيف كانت تنظر هذه المرأة وجدوا أن شرايينها كما ورد في الكتب كلها مليئة بالكحل ، لأنك تعرف الكحل يشد البصر ، أي الإثمد من حجر الإثمد ,فلو أنت واقف وأحدّ الناس بصراً ، كيف ترى السماء في آخر ما انتهى بصرك ؟ ألست تراها نازلة على الأرض طابقة مثل الخيمة حول الأرض ، فهل السماء هكذا ؟ فما الذي جعلها تنزل على الأرض ؟ أن بصرك له منتهى وسمعك له منتهى ، ذوقك له منتهى ، عقلك أيضا له منتهى .
إذن لماذا عقلك ليس له منتهى وتركته يركض مثل الخيل في البرية؟ وسمعك له منتهى وبصرك له منتهى وهذا الكلام؟! هذا كلام لا يقوله إنسان يعقل ، ولكنهم اتخذوا قصة العقل هذه جُنة كي يردوا بها نصوص الشريعة.
لنا غداً إن شاء الله لنا تتمة حول هذا البحث ،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
أُخَتُكُم أَم مُحَمَّد الْظَّن
(نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء)
(انتهي الدرس الثاني)


الدرس (2) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (2) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (5) من مدرسة الحياة
» الدرس (18) من مدرسة الحياة
» الدرس (4) من مدرسة الحياة
» الدرس (6) من مدرسة الحياة
» الدرس (19) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1431 هجرية-
انتقل الى: