منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس (19) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (19) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (19) من مدرسة الحياة   الدرس (19) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 10:16 pm

يقول رحمه الله:
قُلُوبُ العَارِفِينَ يُغَارُ عَليهَا مِنَ الأَسبَابِ وَإِن كَانت لَا تُسَاكِنُهَا لأَنهَا لَمَا انفَرَدَت لِمَعرِفتِهَا انفَرَدَ لهَا بِتَوَلِي أمُورِهَا، فَإِذَا تَعرَضَت بِالأسبَابِ مَحَىَ أَثَرَ الأسبَاب: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾، وتَأَمَلَ فِي حَالِ يَعقُوبَ وَحَذَرِهِ عَلَى يُوسُفَ عَليهِمَا السَلَام حَتَى قَالَ :﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فقالوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فَلَمَا جَاءَ أَوَانِ الفَرَجِ خَرَجَ يَهُوذَا بِالقَمِيصِ فَسَبَقَهُ الرِيح﴿ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ .
وكَذَلِكَ قَولُ يُوسُفَ عَليهِ السلَام لِلسَاقِي: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ فَعُوقِبَ بَأن لَبِثَ سَبعَ سِنِين وَإِن كَان يُوسُفَ عَليهِ السلَام يَعلَمُ أَنَهُ لَا خَلَاصَ لَهُ إِلَا بِإِذنِ الله وَأَن التَعَرُضَ بِالأَسبَابِ مَشرُوعٌ غَيرَ أَن الغَيرَةَ أَثَرَت فِي العِقُوبَة، ومِن هَذَا قِصَةَ مَريمَ عَليهَا السلَام ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ فَغَارَ المُسَبِبُ مِن مُسَاكَنةِ الأَسبَاب ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ﴾، ومِن هَذَا القَبِيلِ مَا يُروَى عَن النَبِي صَلى الله عَليهِ وآله سَلَم أَنهُ قَالَ :" أَبَىَ الله أَن يَرزُقَ عَبدَهُ المُؤمِنَ إِلا مَن حَيثُ لَا يَحتَسِب " .
وَالأَسبَابُ طَرِيقٍ ولَا بٌدَ مِن سُلُوكِهَا وَالعَارِفُ لَا يُسَاكِنُهَا غَيرَ أَنَهُ يُجَلَيَ لَهُ مِن أَمرِهَا مَا لَا يُجَلَيَ لِغَيرِهِ مِن أِنهَا لَا تُسَاكَن وَرُبَمَا عُوقِبَ إِن مَالَ إِليهَا وَإِن كَانَ مَيلًًا لَا يَقبَلَهُ غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ، وتَأَمَلَ عُقبَيَ سُلَيمَان عَليهِ السلَامَ لَمَا قَال : " لأَطُوفَنَ اللَيلَةَ عَلَى مِائةِ امرَأَةٍ تَلِدُ كُلَ وَاحِدَةٍ مِنهُنَ غُلَامًا ولَم يَقُل : إِن شَاءَ الله فَمَا حَمَلَت إِلَا وَاحِدَةٍ جَاءَت بِشِقِ غُلَام " .
وَلَقد طَرَقَنِي حَالَةً أَوجَبَت التَشَبُثَ بِبَعضِ الأَسبَاب إِلَا أَنَهُ كَانَ مِن ضَرُورَةِ ذَلِك لِقَاءُ بَعضُ الظَلَمَةَ وَمُدَارَاتُهُ بِكَلِمة فَبَيَنَمَا أَنَا أُفَكِرُ فِي هَذِهِ الحَال دَخَلَ عَلَيَ قَارِئ فَاستَفتَح فَتَفَاءَلتُ بِمًا يَقرَأ فَقَرَأَ ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ .
قَال: فَبُهِتُ مِن إِجَابَتِي عَلَى خَاطِرِي وقُلتُ لِنَفسي : اسمَعِي فَإِنَنِي طَلَبتٌ النصرَ فِي هَذِهِ المُدَارَاة فَأَعلَمَنِي القُرآَنُ أَنَنِي إِذَا رَكَنتُ إَلَىَ ظَالِمٍ فَاتَنِى مَا رَكَنتُ لِأَجلِهَ مِنَ النَصرِ،فَيَا طُوبَىَ لِمَن عرَفَ المسَببَ وَتَعَلَقَ بِهِ فَإِنهَا الغَايَةَ القُصوَى فَنَسأَلَ الله أَن يَرزُقَنَا .)
كنا وصلنا في نهاية الحلقة الماضية عند قول بن الجوزي رحمه الله تعالى:
ومِن هَذَا القَبِيلِ مَا يُروَى عَن النَبِي- صَلى الله عَليهِ وآله سَلَم- أَنهُ قَالَ:
" أَبَىَ الله أَن يَرزُقَ عَبدَهُ المُؤمِنُ إِلا مَن حَيثُ لَا يَحتَسِب " وبينا أنه حديث ضعيف، وذكرنا شيئًا مما يشابهه في معناه، أو في بعض معناه من قول الله- عزوجل-:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
قال: (وَالأَسبَابُ طَرِيقٍ ولَا بٌدَ مِن سُلُوكِهَا وَالعَارِفُ لَا يُسَاكِنُهَا)
ولقد ألمحت قبل ذلك الفرق بين يُساكن ويسكُن، فقلنا مساكنة الأسباب للقلب هذا قدح في التوحيد، أي الركون إلى الأسباب، لكن العبد يستعمل السبب، وهذا هو الفرق، لا تُساكِن الأسباب العقل إنما يصاحبها المرء وترك الأسباب قدحٌ في التشريع، والركون إلى الأسباب قدح في التوحيد، ما معنى هذه العبارة، الركون إلى الأسباب، أي أن يملأ السبب القلب ،فيكون الإنسان متعلق بالسبب مائة بالمائة، فهذا قدح في التوحيد، لأنه لا شيء يحدث في هذا الكون إلا بإذن الله ،وكما ذكرت لكم قبل ذلك، ارتكاب السبب ليس معناه حدوث ما تطلبه من السبب، وهو أتى بقول يوسف عليه السلام ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾، فيكون أخذ بالسبب أم لا، ﴿ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴾ (يوسف:42) ثم أتي بحديث سليمان عليه السلام لما قال: " لَأَطُوفَن عَلَي مِائَة امْرَأَة تَلِد كُل مِنْهُمَا غَلَاما يُقَاتِل فِي سَبِيِل الْلَّه "، ولم يقل إن شاء الله، فلم يأخذ بالسبب، ولم يأت له ما يريد .
يوسف أخذ بالسبب﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ ولم يحقق ما يريد، وسليمان لم يأخذ بالسبب ولم يحقق ما يريد أيضًا ،كلاهما لم يحقق ما يريد، لكن يوسف أخذ بالسبب وسليمان- عليه السلام- لم يأخذ بالسبب .
فهو يريد أن يقول: أخذت أم لم تأخذ، إذا قدَّر الله- عز وجل- شيئًا سيكون فالركون إلى الأسباب بمعني أن القلب يمتلأ ثقة بالسبب فهذا قدح في التوحيد
ترك السبب قدح في التشريع، لأن الله عز وجل أمرنا بالأسباب كلها، قال من أراد أن يدخل الجنة فعليه أن يفعل كذا وكذا وكذا، عندنا الأشياء التي أمر العبد بها ثلاث أشياء، أو ثلاث مراتب ،[ الواجب المستحب المباح] كل هذه الأوامر، أي أمر في الكتاب والسنة لابد أ، يكون واحد، من هذه الثلاثة إما واجب، وإما مستحب، وإما مباح .أي نهيٍ في الكتاب والسنة يكون شيء من اثنين [حرام أو مكروه] ،الأوامر الشرعية كلها والمناهي الشرعية كلها خمسة، التي هي اسمها.
الأحكام الشرعية الخمسة: الوجوب، والاستحباب، والإباحة، والحرام والمكروه ،فقال لنا: أقيموا الصلاة، هذه سبب، آتوا الزكاة سبب، صوم رمضان سبب، حج سبب، أمر بالمعروف سبب، المناهي كلها أيضًا أسباب لا تقربوا الزنا، لا تأكلوا الربا، لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، لا تقطعوا الأرحام، لا تعقوا الوالدين، لا تشركوا بالله، كل هذه أسباب لا بد أن يسلكها العبد ،فإذا قال إنسان مثلاً كما يقول بعض غلاة الصوفية القدامى ولا أدري هل يوجد أحد منهم الآن على وجه الأرض أم لا ؟ في تفسير قوله تعالي:﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ لا يصلي ولا يصوم ولا يعمل أي شيء ويعمل كل المحرمات ويقول أنا آتاني اليقين، والآية:﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قال (حتى) حرف لانتهاء الغاية، مثلما أقول لك كل حتى تشبع، نم حتى تستريح، فتكون الراحة هي آخر المطاف، فـ (حتى) هذا حرف لانتهاء الغاية، فيقول أنا وصلني اليقين .
ابن الجوزي نفسه حكي في تلبيس إبليس عن هذا الجنس من بني آدم، أنا كما قلت لا أدري هل هذا الجنس لا زال موجودًا حتى الآن أم لا ؟ فهذا قدح في التشريع بمعني [لغاه ]،كذلك الذي يجعل السبب تكئة لفعل ما يريد يدخل شقة يسرق تمسكه يقول لك لماذا تمسك بي ؟ قدر الله عليَ أن أسرق أنت هكذا تظلمني، لو شاء الله ما سرقت، أو أنه يزني أو أنه يشرب الخمر هناك ناس يعملون كذلك، لا زالوا حتى اليوم، ولا يلزم في هذه المسألة بالذات، لكن في الذنوب يقول لك ربنا قدَّر علي الذنب فلما يحاسبني ؟ ربنا - عز وجل- يعرف ويعلم أنني سأفعل هذا الذنب وقدره علىَ فلماذا يحاسبني ؟ وعلي الوجه الآخر، إذا أعطاك الله نعمة سواء من صحة أو من مال أو من وظيفة أو غير ذلك، هل تقول لما قدَّر الله عليَّ هذه النعمة، لماذا أعطاها لي، لا المسألة كلها أن أجعل القدر شماعة، هذه معناها حتى القوانين الوضعية ستبطل القوانين التي تعملها الدول، ليس هناك علاقة بالدين دول الكفر نفسها لما تعمل عقوبات، الذي يعمل كذا يعاقب بكذا والذي يتخطي السرعة يُغرَّم بكذا وغير ذلك ،هذه معناها بمنتهي البساطة أن كل القوانين هذه لاغيه، ليس لها قيمة، لماذا ؟ لأنني لما فعلت كذا، أو تجاوزت السرعة وعملت كذا، كل هذا ربنا قدره عليه أيضًا .
لو تعلقنا بهذا، يكون هذا قدح في التشريع لغينا الدين كله، لغينا أحكام الحلال والحرام والحدود والجنايات وكل ذلك، لما ؟ ربنا قدر ذلك،
وربنا- عز وجل- رد على المشركين في هذا ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ (الأنعام:148) نفس الكلام بالضبط، لكن يَقبُح بالمسلم أن يقوله، الكافر يقوله لأنه كافر، لكن المسلم الذي يسمع قوله تعالي:﴿ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾(الزمر:7) ﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾( الأعراف:28) هذه هي النصوص ويكون الواحد فاهم غلط ،قدَّر متعلقة بعلم الله، أما أمر الله- عز وجل- فواضح معروف إنما تقديره، وعلمه، وسابق علمه أن العبد يفعل كذا وكذا وكذا هذا شيء وأن الله عز وجل أمر بشيء هذه مسألة ثانية .
إذًا ترك الأسباب كأن أقول مثلاً لماذا أتزوج ؟ لو شاء الله- عز وجل- لأنجبت الولد بلا زوجة، هذا يكون مجنون، يقول مثلاً لماذا آكل ؟ لو شاء الله- عز وجل- أن يطعمني ويسقيني، سيطعمني ويسقيني بلا أكل، وهكذا فهذا قدح في التشريع أيضًا .
هذا معني كلام العلماء ،( الركون إلى الأسباب قدح في التوحيد، وترك الأسباب قدح في التشريع .)
يقول ابن الجوزي : (الأسباب طريق لا بد من سلوكها غير أنها لا تسكن قلب العارف بالله) الذي يعرف الله- سبحانه وتعالي- ( غير أنه يُجلَّي له) أي للعارف بالله( من أمرها ما لا يُجَلَّي لغيره أنها لا تُساكن).
وهذا كما قلت في بداية الكلام بن الجوزي يتكلم عن جنس خاص من بني آدم، وهم أولياء الله- سبحانه وتعالي-، قد يترك العبد الأخذ بالسبب طمعًا فيما عند الله لأنه رُخِصَّ له أن يترك السبب أو أن يأخذ به ترك الأخذ بالسبب رجاءًا لما عند الله ..

حكم التداوي:
مثال ذلك: ترك التداوي، عندما يمرض أحدُنا هل لابد أن يتداوي ؟ ولو لم يتداوي هل يأثم ؟الجواب: لا عند كل العلماء، قالوا: لأن التداوي مباح وليس واجب، لو كان التداوي واجباً يأثم تاركه، النبي- عليه الصلاة والسلام- ترك التداوي أبو بكر الصديق في مرض موته -ط- لما قالوا: ألا نأتيك بطبيب ؟ قال: الطبيب أمرضني، وفي رواية قال: إن الطبيب نظر إليَّ وقال أنا فعَّال لما أريد .والمرأة التي كانت تُصرَع وتَتَكشَف وسألت النبي أن تدعو الله فلا تُصرع حتى لا تتكشف، قال لها:" إِن شِئْت دَعَوْت الْلَّه لَك وَإِن شِئْت صَبَرْت وَلَك الْجَنَّة ، قَالَت: أَصْبِر وَلَكِن ادْعُوَا أَلَا أَتَكَشَّف " ألا تنكشف عورتها، فكانت تُصرع المرأة غير أنها لا تتكشف وصبرت على هذا الصرع حتى ماتت، فلو كان التداوي واجبًا أي يأثم العبد إذا لم يتداوي لأمرها النبي بأن تتداوي
ولمّا سمع أبي بن كعب-ط- فضل الحُمَى، النبي قال كما في بعض الأحاديث التي يقويها بعض أهل العلم:" الْحُمَّى هِي حَظ الْمُؤْمِن مِن الْنَّار " .وفي حديث آخر:" أَن مَن أُصِيْب بِالْحِمَي تَتَحَات ذُنُوْبِه كَمَا يَتَحَات وَرَق الْشَّجَر "فلما سمع أبي بن كعب هذا دعا علي نفسه بالحمى، لكنه اشترط على ربه- تبارك وتعالي- ألا تصده عن جماعة ولا عن جهاد، يقول الراوي فكنت أضع يدي علي جبهته فلا أطيق ،من شدة ألحمي التي يجدها .
فترك التداوي جائز وعندنا الحديث المشهور، حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب " هُم الَّذِيْن لَا يَسْتَرْقُون وَلَا يَكْتَوُون وَلَا يَتَطَيَّرُون وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُوْن " فيه لفظة في الحديث[ لا يرقون]، لا يسترقون ولا يرقون ولا يتوكلون .
تعرض بعض أهل العلم لتضعيف هذه اللفظة :[ لا يرقون ]، قال المشكل أن تطلب الرقية من غيرك وهذا معني يسترقون، أما يرقون لا، أنت ترقي نفسك، ولو رقي المرء نفسه لم يخرج من السبعين لو قدَّ ر الله أنه من السبعين
هل العبد الذي يترك هذه الأربعة يكون من السبعين؟
( لا يكتوون، لا يسترقون ،ولا يتطيرون، وعلي ربهم يتوكلون) هل إذا حقق هذه الأربعة يكون من السبعين ألف ؟، ليس شرطاً، فما معني هذا الكلام ؟ معني الكلام: أن هؤلاء السبعين ألف هذه صفتهم، لا أن من فعل ذلك كان منهم، هؤلاء السبعين ألف صفتهم كذا وكذا وكذا، ليس أن الذي يكون فيه الصفة يكون من السبعين ألف .
مثلاً: النبي قال:" يَكُوْن فِي آَخِر الْزَّمَان أَقْوَام يَخْضِبُون بِالْسَّوَاد لَا يَرِيْحُوْن رِيَح الْجَنَّة وَإِن رِيَحَهَا لَيُوْجَد مِن مَسِيْرَة كَذَا وَكَذَا
هل الذي يخضب بالسواد لا يريح ريح الجنة ؟
لا، الخضاب بالسواد الصحيح أنه لا يجوز، لكن هناك طائفة من أهل العلم يرون ذلك ،بل لما قُتل الحسين-ط- وجيء برأسه كان يخضِّب بالسواد، وعقبة بن عامر الجُهَني-ط- الصحابي كان يخضِّب بالسواد، عندما تكون اللحية بيضاء و يخضِّب بالسواد، الشعر من منبته يبيض ،فكان ينظر إلي هذا البياض الذي هو في منبت الشعر ويقول: نخضِّب أعلاها وتأبى أصولها، أي أصولها تطلع بيضاء كما كانت من قبل ،فهناك بعض الصحابة خضَّبوا بالسواد .
العلماء الذين رأوا التحريم أو المنع قالوا: إما أنهم كانوا يحملون النهي علي الكراهة، أو إما أنهم لم يصلهم أحاديث النهي .
لكن هذا الحديث:" يَكُوْن فِي آَخِر الْزَّمَان أَقْوَام يَخْضِبُون بِالْسَّوَاد لَا يَرِيْحُوْن رِيَح الْجَنَّة "، هل معني ذلك أن من خضب بالسواد لا يريح ريح الجنة ؟ الجواب: لا، لكن هؤلاء الأقوام من صفتهم أنهم يخضبون بالسواد لا أكثر ولا أقل، أي هي صفة فقط .
مثل: حديث النبي لما قال:" رَأَيْت نِسَاء مِن أَهْل الْنَّار كَاسِيَات عَارِيَات مَائِلات مُمِيْلات رُؤُوْسُهُن كَأَسْنِمَة الْبُخْت الْمَائِلَة " .
البخت: هي الإبل، سنام الجمل التي فوق هذه مائلة، فرؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، أي لما يحبوا يسرحوا شعرهم يلفوا شعرهم هكذا من فوق ويميلوه هكذا، يكون مائل هكذا، لا يرحن ريح الجنة، هل لو سرحت المرأة شعرها بهذا النظام كسنام البخت المائل ،لا تريح ريح الجنة ؟، لا هؤلاء لن يدخلوا الجنة، لكن من صفتهم كانوا يعملوا هكذا، وليس الذي يعمل هكذا لا يدخل الجنة، الصورة واضحة .
إذًا لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلي ربهم يتوكلون، هؤلاء السبعين ألف هذه صفتهم، إذًا قول النبي ، لا يسترقون ولا يكتوون، هذا هو ترك التداوي .
فالعبد إذا كان قوي التوكل ويعلم أن الصبر علي المرض فيه أجر عظيم، تتحات الذنوب، كما قال النبي :" أَشَد الْنَّاس بَلَاء الْأَنْبِيَاء و الْصَّالِحُوْن ثُم الْأَمْثَل فَالأَمْثَل يُبْتَلَى الْمَرْء عَلَى قَدْر دِيْنِه فَإِن كَان فِي دِيْنِه صَلَابَة زِيَد لَه فِي الْبَلَاء حَتَّى يَمْشِي عَلَي الْأَرْض وَمَا عَلَيْه خَطِيْئَة "، وهذا بسبب البلاء، ولا شك أن المرض من البلاء ،فإذا قويَّ إيمان العبد وتوكله وقويَّ صبره وقال أنا لن أتداوي، ولا يأتي واحد يقول له: لا يحل لك ذلك وإن حرام عليك، لا، لا يحل له ذلك .
متي يحرُم ترك التداوي ؟
إذا كان ترك التداوي سيضيع الواجبات، طريح الفراش، لو أخذ حقنة يستطيع أن يقوم ويكون جيد، ما معني طريح الفراش ؟ أي لازم يصلي الصلاة في جماعة وهذه واجبة، لن ينفق على أهله لن يذهب إلى العمل، ولو عنده تجارة، عنده وظيفة سيتكاسل عنها، ثم يبدأ يمد يده لأموال الزكاة ومد اليد للتسول محرمة، كل هذا عبارة عن محرمات ارتكبها أو واجبات تركها .
في هذه الحالة نقول له: لا يجوز لك أن تترك التداوي، إنما يترك التداوي بشرط، مثل أبي بن كعب لما دعا على نفسه بالحمى قال بشرط ألا تصدني عن جماعة، ولا عن جهاد .
فيكون ترك التداوي جائز إلا إن كان ترك التداوي يؤدي إلى ارتكاب محرم أو ترك واجب حينئذٍ نقول له تداوي .
إذًا يجلى للعارف أو العالم بالله للأسباب ما لا يُجَلى لغيره، أنا عندي عمل فيه رخصة في الفعل ورخصة في الترك، يقوم يُجلي للعارف أن يترك التداوي رغبة فيما عند الله، ولكن هذا لا يُجلى لغيره، الناس الذين ليس عندهم توكل قوي، يقول لازم أتداوي ،( غير أنه يُجلَّي للعارف . مَا لَا يُجَلَّيَ لِغَيرِهِ مِن أِنهَا لَا تُسَاكَن وَرُبَمَا عُوقِبَ إِن مَالَ إِليهَا وَإِن كَانَ مَيلًًا لَا يَقبَلَهُ غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ).طبعًا هذا كلام، ظاهره مشكل، لأنه إذا كان أولياء الله الكبار يأخذون بالأسباب، وعلي رأسهم سيد الأولياء- صلي اله عليه وسلم-، فإنه تداوي وحتى أنه استعمل الكَي مع أبي بن كعب، ومع سعد بن معاذ، لما كوي أكحله مع أنه نهي عن الكي، قال:" إِن يَكُن فِي أَدْوِيَتِكُم شِفَاء، فَشَرْطّة مِحْجَم - أَي الْحِجَامَة - أَو شَرْبَة عَسَل أَو لَذْعَة نَار وَلَا أَحَب الْكَي) .وفيه بعض الأحاديث التي لا تصح عن النبي قال:" آخر الطب الكي " أي يتطبب يأخذ دواء، يأخذ كبسولات، ويأخذ إبر أخر شيء يكوي، لماذا ؟ لأن النبي قال:" لَا يُعَذِّب بِالْنَّار إِلَا رَب الْنَّار " أي النار أعاذنا الله وإياكم منها، هذا لأنها نار فنهى أمته عن الكي .وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين قال لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخير "، إنه كان يسلِّم علي ملك، لكن عمران اشترط علي مطرِّف ألا يحدّث بهذا الحديث إلا بعد أن يموت عمران، قال له أنا سأقول لك علي شيء لا تحدِّث بها وأنا حي، عندما أموت قل ما تريده، لماذا ؟ من باب الورع، فحتى لا يرائي أو الناس يأتوا ويقولوا له: من الملك الذي يأتي ويسلم عليك، ويتمسحوا فيه، ملك يسلم عليه، فممكن يغتر، فخاف على نفسه فقال له: اشترط عليه ألا يحدِّث بهذا إلا بعد أن يموت، فحدَّث مطرّف بهذا بعد أن مات عمران ،قال:" إِنَّه كَان يُسَلِّم عَلَي مَلَك، فَلَمَّا اكْتَوَيْت تَرَك الْتَّسْلِيم عَلَي، فَلَمَّا تَرَكْت الْكَي عَاد فَسَلَّم عَلَي " الكي مكروه لكن الكراهة تجامع الجواز أي لا تنافي الجواز، أنت أحياناً تسمع الفقيه يقول جائز مع الكراهة، لكن لا يقول جائز مع الحرمة، لأن الحرمة تنافي الجواز حرام أي لا يجوز، إنما مكروه ممكن يجوز إذا دعت ضرورة إلي ذلك .
يقول بن الجوزي: (وَرُبَمَا عُوقِبَ إِن مَالَ إِليهَا وَإِن كَانَ مَيلًًا لَا يَقبَلَهُ غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ) .
الكلام هذا كما قلت لكم مشكل، لماذا ؟ لأن فيه قول الناس بتداوله لكن خطأ، لكن أنا سأقوله يمكن يقرب المعني قليلاً، مع التنبيه علي خطأه، يقول لك:" حسنات الأبرار سيئات المقربين "، طبعًا لا يوجد حسنة ممكن تكون سيئة وهذا هو الخطأ في الموضوع، الحسنة حسنة، والسيئة سيئة .
لكن يريد أن يقول لك الكبار، الكبار، لا يجوز منهم بعض الأفعال المباحة لمن تحتهم، لأن محَِله كبير، .مثلاً: أنس بن مالك- ط- كان يقول للتابعين من أصحابه أمثال ثابت البناني، وحميد الطويل، وعبد العزيز بن الصهيل والجماعة هؤلاء ،يقول لهم:" إِنَّكُم لَتَعْمَلُوْن أَشْيَاء هِي فِي أَعْيُنِكُم أَدَق مِن الْشِّعْر كُنَّا نَعُدُّهَا زَمَان الْنَّبِي مِن الْكَبَائِر"
فما الذي حدث، النبي ميت منذ سنوات عديدة، والدين الحمد لله كما هو والصحابة متوافرون، لا أحد يستطيع أن يبدل ولا يغير ولا غير ذلك، لأن حرَّاس الدين ما زالوا أحياء ،فما الذي يكون كبيرة تدخل النار وصارت في أعين التابعين أدق من الشعرة أي لا تُري، هذا الكلام خرج على سبيل المبالغة ،إنكم لتفعلون أشياء تستهينون بها كنا نستعظمها أيام النبي استعظام أهل الورع، وليس استعظام الحلال والحرام كما قلت في مقدمة هذه الدروس في الأول .
مثلاً: الإمام النووي-رحمه الله- ما كان يأكل من فاكهة دمشق، أي فاكهه خرجت في أرض دمشق ما كان يأكل منها، لماذا ؟ قال: لأن دمشق كثيرة الأوقاف، والأرض إذا كانت وقف لا يؤكل منها، لا يأكل منها إلا أهلها الذين وقفت الأرض لهم ،هل الإمام النووي يحرِّم ذلك ؟ لا، لا يحرمه، هو أنا أي فكهاني في دمشق أسأله هذا العنب من أي أرض أتي به، ولا التفاح ولا الرمان، هذه من أرض أوقاف، أم ليست أرض أوقاف، لكن الإمام النووي تورع عن هذا، قال طالما كثيرة الأوقاف، ممكن آكل حاجه من هذه الأرض، فلم يأكلها، هذا ورع، يأتي واحد فيما بعد يقول لك هذا تنطعما يأكل، الشرع أباح له إنه يأكل، ما الذي يجعله يعطل على نفسه، أنظر الفرق ما بين الاثنين .
كلام ابن الجوزي يقول: (غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ) .
يتبع إن شاء الله...


الدرس (19) من مدرسة الحياة 2013_110


عدل سابقا من قبل ahmed_laban في السبت 14 مايو 2011, 10:39 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (19) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (19) من مدرسة الحياة   الدرس (19) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 10:20 pm

يريد أن يقول أن الله- عز وجل- إذا رفع إنسانًا إلى محلٍ عالٍ، فلابد أن يعرف المكانة التي وصل إليها، فيظهر ورعه ويكون أغلب أحواله لا تجري إلا علي قانون الورع، وطبعًا فيه أمثلة كثيرة ممكن أننا نضربها .
مثلاً: أن النبي وجد تمرةً على فراشه فأكلها، فظل طيلة ليلته يتلوى، فقال:" إِنِّي لَأَخْشَى أَن تَكُوْن مِن تَمْر الْصَّدَقَة " لأن الصدقة محرمة عليه، لا يجوز له أن يأكل الصدقة لشرفه . لما العباس عم النبي- صلي اله عليه وسلم- وبعض أرحام النبي قالوا له: شغل هؤلاء الأولاد، أولادنا في الزكوات ويأخذوا من سهم العاملين عليها، لأنهم شباب يريد أن يتزوج، ليس عنده مال نعطيه وظيفة، ما هي الوظيفة ؟ يأخذ الزكاة يوصلها للناس ثم يأخذ من سهم العاملين عليها، فقال:" إِن الْصَّدَقَة لَا تَجُوْز لِآَل مُحَمَّد، إِن الْصَّدَقَة أَوْسَاخ الْنَّاس " . أوساخ الناس: ماتتصدق به يأخذ الوسخ منك أي الذنوب معها، فهذه الأموال مختلطة في الذنوب التي هي أوساخ الناس ،فشرَّف الله- عز وجل- آل محمد ألا يأكلوا من أوساخ الناس، فلأجل هذا حرَّم الصدقة عليهم- عليه الصلاة والسلام- فلما حدث له مغص وظل طيلة ليلته يتلوي قال:" إِنِّي لَأَخْشَى أَن تَكُوْن مِن تَمْر الْصَّدَقَة " بعد ذلك لما وجد تمرةً علي فراشه قال:" لَوْلَا أَن تَكُوْن مِن تَمْر الْصَّدَقَة لَأَكَلْتُهَا " فلم يأكلها .
نرجع للأصل الشيء الذي في بيتي وفي بيتك الأصل أنه ملك لك والأصل أنك الذي أحضرته، ولذلك أكل النبي التمر لأن الأصل أن لا تكون من تمر الصدقة، تكون من تمر البيت .
ما الذي نبهه ؟ المغص الذي جاء له- عليه الصلاة والسلام-، وليس من العادة أن يأكل تمرًا فتمغص بطنه، ففي المرة الثانية احتاط ،من أين يأتي تمر الصدقة بيت النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأي أحد يريد أن يحضر تمر الصدقة يأتي به إلى بيت النبي- عليه الصلاة والسلام-، ممكن أي ولد من الأولاد الصغار الحسن والحسين يأخذ التمرة ولم ينتبه ويلقي بها علي السرير يلقيها في الأرض، فقال لابد هنا من الاحتياط .
الناس الذين هم فوق قوي ربنا مشرفهم- سبحانه وتعالي- لا ينزلون لأسفل إذا نزلوا لتحت، ربما يحصل له حاجه يقوم يقول:آه، هذه من أجل كذا يتنبه لها .
مثلما حصل لمحمد بن سيرين أو سعيد بن المسيَب، سعيد بن المسيَب هذا سيد التابعين، أدرك عمر بن الخطاب وأنت نازل، افتقر وكان دينه أربعين ألف درهم، من أين أتى له هذا الدين ؟، كان يحتكر الزيت واحتكار الزيت آنذاك لم يكن محرمًا، لأن الاحتكار المحرم أن يكون عندك أنت الوحيد الذي عندك السلعة، فتغلق عليها في المخازن حتى يرتفع ثمنها ،لكن إذا كانت السلعة مبذولة عندك وعند غيرك ومتى طلبها الإنسان وجدها هذا ليس احتكار، لأن فيه بعض الناس يسأل يقول أنا والله يخرج لي من الأرض اثنين طن أرز، أو ثلاثة طن أرز، بأجلهم حتى يمر علهم ثلاثة، أربعة خمسة شهور وأبيعهم يكون السعر زاد، هل هذا يعتبر احتكار ؟ أقول له :لا، ليس احتكار ،لأن أي إنسان سيذهب إلى أي بقالة من البقالات سيجد الأرز يذهب إلى المجمعات الاستهلاكية سيجد الأرز، متى يكون احتكار ؟ لما يكون الأرز عندي أنا، الناس تبحث على الأرز ولا تجده، أنا فقط مصدر الأرز أو أنا أو اثنين، أو ثلاثة، احتكرناه وأغلقنا عليه، العالم لا يجده ونحن تركناه حتى يرتفع ثمنه، وهذا هو الاحتكار المحرم الذي قُصِدَ به قوله كما في حديث معمر بن عبد الله في حديث مسلم:" لَا يَحْتَكِر إِلَّا خَاطِئ " ،فسعيد بن المسيَب هو الذي روي حديث:" لَا يَحْتَكِر إِلَّا خَاطِئ " عن معمر بن عبد الله- رضي الله- عنه وفي آخر الحديث: وكان سعيد يحتكر الزيت،يريد أن يقول لك إن راوي الحديث لن يخالف الحديث، كيف سعيد يروي " لَا يَحْتَكِر إِلَّا خَاطِئ " ويحتكر، فهذا الاحتكار فيه التفصيل الذي أنا قلته هذا .،المهم سعيد كان يحتكر الزيت، أي عنده زيت كثير، وفي يوم من الأيام دخل مخازنه فوجد فأره سقطت في برميل من الزيت وماتت، طبعًا الحكم الشرعي إذا وجدت فأرةً سقطت في مائع مثل الزيت أو جامد مثل السمنة، السمنة في الحر تسيل وفي البرد تتجمد، فإذا سقطت الفأرة في الزيت تسكب الزيت كله طالما مائع ،أما إذا سقطت في جامد فخذها وما حولها وانتفع بالباقي، فالزيت هذا مائع، فسعيد لما وجد الفأرة في الزيت أخذها ورماها، ثم كأنه شُغِل أو أحد نادي له المهم عندما رجع لن يستيع تمييز البرميل الذي وقعت فيه الفأرة، فسكب الزيت، حتى لا يبيع للمسلمين زيتًا مات فيه فأر، فلما سكب الزيت كله أصبح عليه دين بأربعين ألف قال: سعيد تعقيبًا علي هذا، قال: هذا بذنب ارتكبته من أربعين سنه، فأنا أنتظر عقوبته قال الذنب: عَيَرتُ رجلًا يومًا فقلت له: يا فقير فجاءت العقوبة بعد أربعين سنه .

بن الجوزي علق على هذا الأثر وقال كلام جميل جدًا .قال: (قَلَت ذنوب القوم فعرفوا من أين أوتوا) أي حاجه تدخل تحت العد تكون قليلة طالما تعدها، واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، عشر ألاف، قليله، لكن الكثير الذي لا يدخل تحت العد .
يقول: (قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أوتوا .)
ويخدم هذا قول الشاعر: كفي المرء نبلاً أن تُعَدُ مَعَايبَه، طالما تعدها، صارت قليلة، فيكون كفاك نبلاً أن أقول لك صفتك كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وأقف، أقول وما غير ذلك طالما أنه قادر على عده تكون قليلة .
سعيد بن المسيب: لما سكب الزيت استخدم الورع أم لا، فواحد مثل هذا عندما يكون في هذا المقام العالي ويُعاقب بالفأرة وينسي البرميل غير أن أقل العقوبات، أقل الهفوات يوجب الأدب، هذا كلام بن الجوزي، لذلك قلت لك كلام بن الجوزي محتاج نوع من التفصيل حتى لا يُفهم خطأ .
يقول ابن الجوزي: (وتَأَمَلَ عُقبَيَ سُلَيمَان عَليهِ السلَامَ لَمَا قَال:
" لأَطُوفَنَ اللَيلَةَ عَلَى مِائةِ امرَأَةٍ " كان سليمان- عليه السلام- متزوج عدد كبير من النساء، الروايات اختلفت فيه، فمن رواية فيها سبعين، ورواية فيها تسعين ورواية فيها مائة، وداود- عليه السلام- كان أيضًا متزوج بمائة أو بتسع وتسعين ،ففي يوم من الأيام كان جبريل- عليه السلام- مع سليمان- عليه السلام-، فتمني سليمان عليه السلام وذكر الجهاد، تمني أن يولد له مائة غلام وعزم على ذلك، فقال:" لأَطُوفَنَ اللَيلَةَ عَلَى مِائةِ امرَأَةٍ " كل امرأة تحمل بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له جبريل- عليه السلام- قل: إن شاء الله، فنسيَ أن يقولها، فلما طاف عليهنَّ، لم تلد إلا امرأة واحدة نصف غلام مُخدَّج، كما نقول نحن ناقص النمو، يحتاج أن يوضع في حضان .
الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال تعليقًا على هذا الحديث، قال:" أما والله لو قال إن شاء الله، لولدت كل امرأة فارسًا يقاتل في سبيل الله ولكان دَرَكًا لحاجته " أي لأدرك حاجته وأمنيته لو قال إن شاء الله، ﴿ (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ (الكهف: 24_23)، فإذا نسي كيف سيذكره ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾.فيقول النبي :" لَو قَال إِن شَاء الْلَّه "
يقول بن الجوزي: (وتَأَمَلَ عُقبَيَ سُلَيمَان)، أي إنه لم يأخذ بالسبب، لم يأت له ما يريد، واحد يقول هذا طبيعي، لم يأخذ بالسبب، لم يأت الذي يريده، أقول لا، هو أخذ بسبب وترك أقوي منه، السبب الذي أخذه أنه طاف على النساء، ، والسبب الأقوى الذي تركه هو: إن شاء الله، وحتى لو قلنا أنه لم يأخذ بالسبب ولم يولد له، سنقول مريم قبلها علي طول مباشرةً، لم تأخذ بالسبب ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ﴾فهو يقول لك إياك أن تركن للأسباب وتقول لو أخذت بالسبب لابد أن يأتي كذا، لا، ممكن تأخذ ولا يأتي وممكن لا تأخذ ويأتي وممكن لا تأخذ ولا يأتي أي على كل الأحوال تأخذ، لا تأخذ ممكن يأتي أو لا يأتي، فلا يصل بك الحال تكاد أن تعبد السبب، وأنه لابد تعمل الشيء لكي تأتي، نعم الأسباب مطلوبة، لكن قد تأخذ بالسبب مثل المريض يأخذ الدواء ولا يشفى وواحد ثاني يأخذ نفس الدواء ويشفى، والعلة واحدة، لماذا ؟ قدر الله- عز وجل- إن يشفي هذا بالسبب و لا يشفى هذا بالسبب، يريد أن يقول لك لا تعبد الأسباب، خذها ولا تساكنها، لا تجعلها تسكن قلبك ولكن استعملها .
يقول ابن الجوزي: شيئاً عن نفسه (وَلَقد طَرَقَتنِي حَالَةٌ أَوجَبَت التَشَبُثَ بِبَعضِ الأَسبَاب إِلَا أَنَهُ كَانَ مِن ضَرُورَةِ ذَلِك لِقَاءُ بَعضُ الظَلَمَةَ وَمُدَارَاتُهُ بِكَلِمة)الذي يقف في طريقي هذا الظالم ، فأنا أريد أن أقول له كلمتين أنت ابن أصول، وطول عمركم أسرة محترمه، والحمد لله سمعتكم سبقاكم، سبقاكم بماذا ؟ الله أعلم ليست مشكلة، لكن سمعتكم سبقاكم، والدنيا كلها تقول فلان وفلان وفلان، قلت لن يُخلِصها غيرك، أنت الذي في يدك الحل والعقد وفي يدك كذا وكذا، وكذا، أنفخ فيه من أجل أن أنهي أموري هذا هو كلام ابن الجوزي، إلا أنه كان من الضرورة إن أنا أخلص المسألة أن ألقي بعض الظلمة وأداريه بكلمة، أقول له كلمتين، مثل الذي قلتهم
يقول ابن الجوزي: (فَبَيَنَمَا أَنَا أُفَكِرُ فِي هَذِهِ الحَال دَخَلَ عَلَيَ قَارِئ .)
واحد من الذين يقرؤون القرآن، جالس ويمسك المصحف أو يسمع من ذهنه
استَفتَح، سيقرأ فقلت أنظر ماذا يقرأ ؟، قرأ الآية ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ (هود:113) فقال لنفسه اسمعي هو قال لك:﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أنت تذهب للذين ظلموا، إياك أن تذهب للذين ظلموا .

تعقيب الشيخ حفظه الله علي كلام ابن الجوزي رحمه الله :
الكلام الذي يقوله بن الجوزي فيه نظر لأن هناك ناس يقولون أنظر حظي اليوم، فيفتح المصحف، ممكن تتطلع له آية نار ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار:14) يقول أعوذ بالله ويغلق المصحف وهذا لا يجوز وينبغي أن ينزه كلام الله- عز وجل- عن مثل هذا .
لكن أحيانًا الإنسان نفسه يقول أنظر ماذا يقول، وليس إن الذي يفتح المصحف، ربما يكون بن الجوزي استمع فقط من باب أنه تفاءل بالكلمة لأن حديث النبي لما سأل عن الفأل، قال :" الْكَلِمَة الْطَّيِّبَة يَسْمَعُهَا أَحَدُكُم " وهذا معني الفأل، تسمع الكلمة، وليس الفأل أن تقابل واحد تقول أعوذ بالله، هذا يوم لن يمر، اليوم هذا الولد علي وجهه قتيل، لا، هذا ليس هو الفأل، وليس هذا التشاؤم، أو تجد واحد مثلاً ترى وجهه حلو، تقول هذا، لا .
التفاؤل: الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم .
أمشي في الشارع سمعت كلمة جميلة يا مسهل الأحوال، لا بأس، ترى واحد مثلاً اسمه حلو أنت تعرفه، أول ما تراه هكذا أحيانًا يتفاءل المرء به، مثلما حصل للنبي في قصة صلح الحديبية لما جاء سهيل بن عمر قال:" سَهْل أَمَرَكُم وَصَلُح "، لكن ما فشي في المتأخرين من فتح المصحف وهذا الكلام، من باب إن هذا هو الفأل، لا، الفأل: كما قال :" الْكَلِمَة الْطَّيِّبَة يَسْمَعُهَا أَحَدُكُم ".
فهو لما سمع ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ قال لنفسه اسمعي إنك طلبت النصر في مدارات هذا الظالم، فأعلمني القرآن أن الذي سيفوتني من النصر بالركون إلي الظالم أضعاف ما أحصله من مداراته بكلمة .
هذا الكلام فيه نظر أيضًا أو يحتاج إلى تفصيل وتجلية ،"
لا مانع من لقاء بعض الظَلَمَة ولا مانع من مداراته بكلمة لتحقيق المصلحة الراجحة ،شيخ الإسلام ابن تيمية:-رحمة الله عليه- لما ذهب إلى غازان ملك التتار الذي تظاهر بأنه أسلم وأنتم تعرفون ماذا فعل التتار في بغداد، لما دخلوا بغداد قتلوا ألفي ألف، اثنين مليون، لدرجة أن الناس استترت في البكابورتات وغير ذلك، ولما خرجت بعد ثلاثة أيام، مجرد أن طلعوا على وجه الأرض ماتوا، من تعفن الجثث، لدرجة أن الوباء وصل إلى الشام إلي دمشق، كان الذين يعيشون في دمشق يموتون من الجثث التي في العراق الدنيا تسممت حتى دمشق، أكثر من مائتين، أو ثلثمائة كيلو .
بن تيميه لما ذهب إلى غازان وظالم وذهب مع مجموعة من العلماء لكي يقولوا له ما هذا الذي تفعله، أنت جدك كان كافر ولم يعمل الذي تعمله، فأحد العلماء كما روي الشوكاني، أو ذكر الشوكاني في كتاب [ البدر الطالع في محاسن من بعد القرن التاسع ] في ترجمة غازان، عن أحد العلماء، قال:" لما كان بن تيميه يكلم غازان، كلمه بكلام شديد، لدرجة العالم يقول أننا جمعنا ملابسنا خشية أن يتناثر عليها دم بن تيميه، قال: جمعنا ملابسنا حتى لما يطير رقبته لا يتناثر علينا دم .
من شدة الكلام، ويقول كيف يكلمه بهذه الطريقة الجريئة، والعجيب أنه كلما اشتد عليه يتواضع له، في الآخر قال له: كلوا أنا عامل لكم طعامًا عامل لكم غدوةً، قال: كيف آكل من طعامك وقد سلبتموه من أموال الناس ثم طبختموه علي ما قطعتموه من أشجار الناس ،يقولون: ويتواضع له غازان ويتضعضع، في الآخر قاله له: ادعوا لنا يا مولانا، فجعل يدعوا عليه وغازان يؤمن، كيف يدعوا عليه ؟، يقول: اللهم إن كان عبدك هذا خرج أشرًا وبطرًا وإفسادًا في الأرض فأهلكه، وهو يقول: آمين .
هو لم يخرج إلا لهذا، وإن كان خرج لينصر دينك ويرفع فأكرمه، يقول: آمين، وطبعًا هو ليس كذلك، بن تيميه كان يدعو عليه وهو يؤمن، قال له: ما هي طلباتك ؟ قال له كل أسري العلماء والمسلمين تتركهم، أخذهم معي وأنا راجع، فترك له كل الأسري، ولما دخل بن تيميه دمشق بالأسري كانت شيئاً كبيراً ،الدنيا كلها تنتظره والعلماء والوزراء في انتظاره وهو راجع بأسري المسلمين من غازان، هذا ظالم، لكن فيه مظالم هو ارتكبها سجن الناس ظلمًا وعدوانًا، ذهبت أعمل شفاعة لهؤلاء المظلومين لكي أخرجهم من قعر السجن، وقلت له كلمتين هكذا، أمشي حالي بهم وأنت رجل قدرك عالٍ وغير ذلك فك لي الأسرى، فما الأشكال الذي في ذلك ؟
قول الله عز وجل:﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الشاهد من الآية: أي: لا تركنوا ركونًا يجعلكم تعيننهم على الظلم، لكن كوني أذهب له لكي أنهي المظالم، ولكي أوقع فيه شفاعتي هذا من السعي المحمود .
ابن الجوزي عندما يقول: فأعلمني القرآن، نحن نقول لا، ولا تركنوا ليس معناها أن تستخلص المظالم أو ترد الظالم عن ظلمه .
ثم قال في نهاية هذه الخاطرة: (فَيَا طُوبَىَ لِمَن عرَفَ المسَببَ وَتَعَلَقَ بِهِ)
ونحن علقنا على كلمة المسبب وقلنا أنه لا ينبغي أن يطلق لفظ المسبب علي الله- سبحانه وتعالي- .(فَيَا طُوبَىَ لِمَن عرَفَ الله عز وجل وَتَعَلَقَ بِهِ فَإِنهَا الغَايَةَ القُصوَى فَنَسأَلَ الله أَن يَرزُقَنَا).
إنتهى الدرس التاسع عشر


الدرس (19) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (19) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (13) من مدرسة الحياة
» الدرس (14) من مدرسة الحياة
» الدرس (15) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (16) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: