منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس (18) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (18) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (18) من مدرسة الحياة   الدرس (18) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 10:02 pm

فهذا درس من دروس صيد الخاطر للإمام أبي الفرج الجوزي رحمه الله تعالى والذي اصطلحت على شرحه بعنوان مدرسة الحياة .

يقول رحمه الله: قُلُوبُ العَارِفِينَ يُغَارُ عَليهَا مِنَ الأَسبَابِ وَإِن كَانت لَا تُسَاكِنُهَا لأَنهَا لَمَا انفَرَدَت لِمَعرِفتِهَا انفَرَدَ لهَا بِتَوَلِي أمُورِهَا، فَإِذَا تَعرَضَت بِالأسبَابِ مَحَىَ أَثَرَ
الأسبَاب: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾، وتَأَمَلَ فِي حَالِ يَعقُوبَ وَحَذَرِهِ عَلَى يُوسُفَ عَليهِمَا السَلَام حَتَى قَالَ :﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فقالوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فَلَمَا جَاءَ أَوَانِ الفَرَجِ خَرَجَ يَهُوذَا بِالقَمِيصِ فَسَبَقَهُ الرِيح﴿ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ .
وكَذَلِكَ قَولُ يُوسُفَ عَليهِ السلَام لِلسَاقِي: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ فَعُوقِبَ بَأن لَبِثَ سَبعَ سِنِين وَإِن كَان يُوسُفَ عَليهِ السلَام يَعلَمُ أَنَهُ لَا خَلَاصَ لَهُ إِلَا بِإِذنِ الله وَأَن التَعَرُضَ بِالأَسبَابِ مَشرُوعٌ غَيرَ أَن الغَيرَةَ أَثَرَت فِي العِقُوبَة، ومِن هَذَه قِصَةَ مَريمَ عَليهَا السلَام ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ فَغَارَ المُسَبِبُ مِن مُسَاكَنةِ الأَسبَاب ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ﴾، ومِن هَذَا القَبِيلِ مَا يُروَى عَن النَبِي صَلى الله عَليهِ وآله سَلَم أَنهُ قَالَ :" أَبَى الْلَّه أَن يَرْزُق عَبْدَه الْمُؤْمِن إِلَّا مَن حَيْث لَا يَحْتَسِب " .
وَالأَسبَابُ طَرِيقٍ ولَا بٌدَ مِن سُلُوكِهَا وَالعَارِفُ لَا يُسَاكِنُهَا غَيرَ أَنَهُ يُجَلَّيَ لَهُ مِن أَمرِهَا مَا لَا يُجَلَيَ لِغَيرِهِ مِن أِنهَا لَا تُسَاكَن وَرُبَمَا عُوقِبَ إِن مَالَ إِليهَا وَإِن كَانَ مَيلًًا لَا يَقبَلَهُ غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ، وتَأَمَلَ عُقبَيَ سُلَيمَان عَليهِ السلَامَ لَمَا قَال : " لأَطُوفَنَ اللَيلَةَ عَلَى مِائةِ امرَأَةٍ تَلِدُ كُلَ وَاحِدَةٍ مِنهُنَ غُلَامًا ولَم يَقُل : إِن شَاءَ الله فَمَا حَمَلَت إِلَا وَاحِدَةٌ جَاءَت بِشِقِ غُلَام " .
وَلَقد طَرَقَنِي حَالَةً أَوجَبَت التَشَبُثَ بِبَعضِ الأَسبَاب إِلَا أَنَهُ كَانَ مِن ضَرُورَةِ ذَلِك لِقَاءُ بَعضُ الظَلَمَةَ وَمُدَارَاتُهُ بِكَلِمة فَبَيَنَمَا أَنَا أُفَكِرُ فِي هَذِهِ الحَال دَخَلَ عَلَيَ قَارِئ فَاستَفتَح فَتَفَاءَلتُ بِمًا يَقرَأ فَقَرَأَ ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ .
قَال: فَبُهِتُ مِن إِجَابَتِي عَلَى خَاطِرِي وقُلتُ لِنَفسي : اسمَعِي فَإِنَنِي طَلَبتٌ النصرَ فِي هَذِهِ المُدَارَاة فَأَعلَمَنِي القُرآَن أَنَنِي إِذَا رَكَنتُ إَلَىَ ظَالِمٍ فَاتَنِى مَا رَكَنتُ لِأَجلِهَ مِنَ النَصرِ، فَيَا طُوبَىَ لِمَن عرَفَ المسَببَ وَتَعَلَقَ بِهِ فَإِنهَا الغَايَةَ القُصوَى فَنَسأَلَ الله أَن يَرزُقَنَا).
وتكلمنا أمس عن عصب هذه الخاطرة وأنها تتعلق بمشروعية الأخذ بالأسباب وابن الجوزي- رحمه الله- في هذا الكتاب كثيرًا ما يكرر هذا المعني والسبب في ذلك أنه نجم في عصره نجم التصوف، وكثير من المتصوفين كانوا يخلعون الأسباب ويلفظونها، فقد يسافر الرجل السفر الطويل بغير زاد ويزعم أنه متوكل .


ما نقله ابن الجوزي عن أبي حمزة.
بل نقل عن رجل يقال له أبو حمزة أنه قال: نزلت في بئر لأشرب فجاء رجلان فطمَّا عليَّ البئر ،_ ردموا البئر عليه وهو يشرب ،_ و هما لا يعلمان أن بالبئر بقاع البئر رجل، قال: فسَكَتُ حملاً لنفسي على التوكل، قال فجاء أسد فأخرجني، طبعًا واضح أنها من الخرافات وأنها مؤلفة .
لكن ابن الجوزي: بعدما علق تعليقًا يشبه ذلك، قال: فإن صحَّ ذلك فقد يكون هذا من رحمة الله- عز وجل- بعبده الجاهل ولكنه خالف طريق الأنبياء لأن ليس معني التوكل هو ترك الأخذ بالسبب .
فإن نبينا- - أعظم المتوكلين على الإطلاق :
ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب، لما خرج من مكة إلى المدينة اختبأ في الغار ولما كان يقاتل كان يلبس الدرع، ولما كان يجوع كان يأكل، وكان ينام وكان يتزوج، فهذا كله أخذ بالسبب، ومع ذلك فهو سيد المتوكلين .
ظهرت هذه الطائفة في عصر بن الجوزي فحمل حملة شعواء على هؤلاء وكتاب تلبيس إبليس تأليف بن الجوزي أيضًا كله حملة على هذا التصرف من هذه الفئة التي ظهرت وتخالف أسباب الشريعة بالأخذ بالأسباب، فهو كثيرًا ما يكرر مسألة الأسباب والأخذ بالأسباب .
لكنه كما ذكرت لكم تحدث عن جنس رفيع من بني آدم وعن علاقته بالأسباب، وأن هؤلاء بالرغم من أنهم يعرفون الأخذ بالسبب وأنه مشروع إلا أنهم أرفع من أن يرتكن أحيانًا إلى شيء من ذلك، كلامه دقيق يحتاج إلى تأمل وإلا رددناه وقلنا أنه مخالف لقواعد الشريعة، وضرب الأسباب أو ضرب الأمثال لذلك، فذكر يوم حنين وقد تكلمنا أمس عن هذه المسألة .
ثم قال: (وتَأَمَلَ فِي حَالِ يَعقُوبَ وَحَذَرِهِ عَلَى يُوسُفَ عَليهِمَا السَلَام حَتَى قَالَ: ﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ قالوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾
كأنه أعطاهم الحجة وربما لم يخطر علي بالهم أبدًا أن يقولوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ وكانوا يفكرون في حيلة ماذا نقول لأبينا إذا رجعنا من غيره ؟ حتى أجرى الله عز وجلَّ الحجة على لسان يعقوب- عليه السلام-، قال:﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾، قالوا قد وجدناها﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾، وعزموا على ذلك .
الشاهد من الكلام: طبعًا لا يُخَطَّأ يعقوب- عليه السلام- في هذا لكن أراد بن الجوزي أن يقول: إن كان الله عز وجل قدر شيئًا فإن الأسباب لا تزيله بل يكون السبب خادماً للقدر، وعدم فهم هذه القضية هو الذي أوقع كثيرًا من الناس في الاضطراب في مسألة القدر، يقول مثلاً أنا قلت له لا يخرج فلما خرج دهمته سيارة، لو لم يخرج لم تدهمه السيارة، هذا هو ظن الجاهلية السبب جزء من القدر ليس منفصلاً عنه
في سنن أبي داود: قال رجل للنبي- - " يَا رَسُوْل الْلَّه أَرَأَيْت أَدْوِيَة تَتَدَاوِي بِهَا وْرُّقي نَسْتَرْقِيَهَا أَتَرُد مِن قَدَر الْلَّه شَيْئا "
الشاهد من الحديث: مريض أصابته غيبوبة سكر وأعطوه حقنة جلوكوز، أو واحد أصيب بأي مرض من الأمراض جاء الطبيب أعطاه حقنة، أو دواء عمل له تدليك لعضلة القلب أو أي شيء، أفاق، هل أقول لو لم يحضر الدكتور وأعطاه الحقنة لمات، أو لو أن الدكتور لم يدلك له عضلة القلب لمات، مثلما يقول كثير من العوام .
" أَرَأَيْت أَدْوِيَة تَتَدَاوِي بِهَا وْرُّقي نَسْتَرْقِيَهَا أَتَرُد مِن قَدَر الْلَّه شَيْئا ؟ قال- -: هِي مِن قَدَر الْلَّه "، كان لابد أن يأخذ الحقنة لكي يعيش خطأ أن تقول لو لم يأخذ الحقنة لمات، كان لابد أن يحضر الطبيب ويدلك له عضلة القلب لكي يعيش، من الخطأ أن تقول لو لم يحضر الطبيب لمات لأن النبي- - قال:" الْأَدْوِيَة مِن قَدَر الْلَّه وَالْرُّقِي مِن قَدَر الْلَّه "، إذن السبب جزء من القدر ولا يصح أن تفصلهم الاثنين عن بعض .
فإذا قدَّر الله- عز وجل- شيئًا فإن السبب لا يخالفه، بل السبب يخدم القدر ما قدر الله- عز وجل-:
ولذلك يعقوب- عليه السلام- أرسل معهم يوسف، لما قال وأخاف أن يأكله الذئب فكان المناسب يمنعه، طالما إنه خائف وكان يحبه غاية الحب، ما الذي جعله يتسامح ويعطي يوسف لأبنائه؟ وقد ظهر له قبل ذلك أنَّ هؤلاء الإخوة يحسدونه ؟، ولذلك نهاه أن يقص الرؤيا على أخوته، حتى لا يظهر الكيد الذي يكيدونه ،فإذن فيه علامات عند الأب، والأب ليس بمغفل عن أولاده، كل والد يعرف خصائص كل ولد، يعرف أن هذا كريم وهذا لئيم وهذا محب للخير وهذا ظالم، وهذا لو الأب مات سيشرد إخوته وهذا الذي سيجمعهم تكون فِراسة عند الأب، لأن عين الأب كالكاميرا المسجلة على الولد، الولد يتقلب في الصغر لا يدري من هو، حتى أن يكبر و يعقل إن كان يعقل يعرف ما هو، وما هي خصائص شخصيته، لكن قبل أن يصل إلي هذا، الأب الولد يتقلب في سنوات عمره والأب يراقب، يقول هذا الولد أنا خائف منه أو هذا الولد جيد، فقد ظهر وهذا لأحدنا، فكيف لمثل يعقوب- عليه السلام- أحد أنبياء الله تعالي، يكون عارف هذه المسألة
فكان المناسب بسبب معرفته القديمة لكيد الأخوة ليوسف عليه السلام مع صغر يوسف، الولد الصغير محبوب، حتى يكبر ويظهر منه العقوق، فيبغضه الأب أو تبغضه الأم، لكن طول ما هو صغير يكون هذا شهد لا شوك فيه تلاعبه وتقبله وتكون ضعيف جدًا أمام حاجياته، وجماعة الطب النفسي يقولون الولد الصغير هو ديكتاتور الأسرة .
ديكتاتور الأسرة: بمعني لا يستطيع الأب أن يمتنع عن شيء يريده ولا الأم عن شيء يريده، ويظل الولد هكذا ظريف وخفيف ولطيف حتى يكبر يقول له: يمين يذهب شمال، يقول له اطلع أمام يرجع وراء، يا بني هو أنت مثل الشريك المخالف، لماذا تعمل هكذا ؟، لماذا تعقني، هل أنا عملت فيك شيء، ويبدأ الأب يبرر إنه يحب مصلحة الولد وإنه يريد لابنه الخير .
وهذه مسألة مُرَه جدًا على نفوس الآباء أن يثبت للولد أنه محب له، أنه محب للخير، مُره تمامًا على نفس الأب، لو كان الأبناء يشعرون بذلك، لأن محبة الوالد للولد محبة فطرية، يكون الولد عاق والأب يحبه أيضًا، ويكون الولد شاتم أبوه الآن أو سخط عليه وأعلي صوته عليه ويحدث للولد أي شيء يجري الأب مثل المجنون .
لكن محبة الابن لأبيه محبة تكلف يجبر نفسه ويُعَود نفسه أن يحب أبوه، إنما الأب يحب ابنه أو الأم محبةً فطرية، لذلك أحد الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أصحاب الغار ،هذا الواحد عمله حرك الحجر، لأنه ليس له نظير في بني آدم، ويندر أن يفعل هذا أحدًا محبته تكلف، " الْلَّهُم إِنَّك كُنْت تَعْلَم أَنَّه كَان لِي أَبَوَان شَيْخَان كَبِيْرَان وَكُنْت لَا أَغْبِق قَبْلَهُمَا أَهْلا وَلَا مَالْا ،" لا أحد يشرب قبلهما أبدًا لا أولاد، ولا امرأة ولا أي أحد ،" فَنَأْي بِي طَلَب الْشَّجَر يَوْما ،" غنَّام ويبحث عن الخضرة، مر بأرض ليس فيها خضره، الثانية ليس فيها خضره، حتى وصل مشوار طويل حتى وجد الخضرة، أكل الغنم وطبعًا طالما طال المشوار وهو ذاهب، فيطول وهو راجع، فرجع متأخرًا وإذا أبواه قد ناما، الأولاد منتظرين أبوهم لكي يشربوا اللبن أيضًا، قال: "فَجِئْتُهُمَا وَقَد نَامَا وَكَرِهْت أَن أُوْقِظَهُمَا، وَكَرِهْت أَن يَشْرَب أَحَد قَبْلَهُمَا، فَأَمْسَكْت بِالْقَدَح عَلَي يَدِي، وَوَقَفْت بِجَانِب فِرَاشُهُما وَأَوْلادِي يَتَضَاغَوْن تَحْت قَدَمَي "، يمسكون رجليه ويمسكون ملابسه ويبكون يريدون أن يشربوا، لم يرق قلبه أبدًا لأولاده، وظلَّ واقفاً هكذا والإناء علي كفه حتى برق الفجر واستيقظا فسقيتهما، "الْلَّهُم إِن كُنْت فَعَلْت هَذَا ابْتِغَاء مَرْضَاتِك فَفَرَّج عَنَّا مَا نَحْن فِيْه"، تحرك الحجر، يندر ولد يعمل هكذا، من الذي يعمل هكذا وهذا راعي غنم، ورعاية الغنم أشق شيء، يقف على قدمه وكل غنمه لها دماغ واحدة تذهب يمين، وواحدة تذهب شمال، ولا يلزم أن يحتد على الغنم ولا يتعصب عليها، وكلما يغضب من غنمه يلقيها في الأرض، سيعود من غير غنم في آخر النهار، لابد أن يكون حليم، لا يضرب، ويردها برفق .

رعاية الغنم والحلم:
ولذلك قال النبي :" مَا بَعَث الْلَّه نَبِي إِلَّا رَاعِي غَنَم "لكي يكون عنده حلم علي الناس ولا يغضب عليهم، فكان المتصور أن هذا الرجل يوجد لنفسه عذرًا، يقول: أنا راعي غنم وأنا لو ظللت حتى الصبح متيقظ، أنا سأذهب أنام جنب الغنم، الذئب يأكلهم، وممكن الغنم تسلك كل شعبٍ وواد وتتشرد، فأنا على الأقل أحتاج إلي ثلاثة ساعات نوم لكي أستطيع أن أواصل، فمعذرة هذه المرة أنام ، ولن يلومه أحد لن يلومه أبوه ولا أمه ،لكن لأنه يرضي عاطفة عنده، أنا لا أحد يشرب قبل أبي ولا قبل أمي أبدًا، صار قانوناً عنده، فلذلك تحرك الحجر لبِر هذا الولد، لأنه لا نظير لهذا الولد أبدًا، لماذا ؟ لأن محبة الولد تكلف الأب محبته فطرية .
لو محبة الأب تكلف لكنا أمتنا أولادنا، كلما تغضب منه تلقيه من شرفة المنزل، أو تضربه على أم رأسه أو أي حاجه وتريح رأسك، لكن الولد يئن طول الليل والأم تحمله ، وستقوم الصبح عندها عمل في المطبخ، ولا تتضجر ولا تشكو ولا، ولا ..... إلي آخره .
وأنت لو رأيت حتى في الدنيا، وأكيد كل واحد منكم وجد مثالاً كهذا الولد لما يمرض، الأب يصرف ماله عليه، ويصرف المدخرات ويستلف لكي يعالج الولد، ويقولوا له في استراليا طبيب كذا، يبيع ويسافر، هذا مثلاً في أوروبا في البلد الفلانية يبيع ويسافر ويجوع ويعري ويوفر المليم علي المليم مع أن الأطباء قالوا له لا أمل، هذا الولد مرضه خطير والطب يقول إنه ميت فأرح رأسك، يقول لنفسه لا، الكلمة الأخيرة لله- سبحانه وتعالي-، وأنا منتظر آية من ربنا، منتظر معجزة أن يشفي لي هذا الولد، وينطلق وراء هذا الأمل الخادع ويضرب بكلام الأطباء عرض الحائط، ثم يموت الولد .
فلا يندم أبدًا أنه لم يسمع كلام الأطباء، ولا يقول لنفسه ليتني سمعت كلام الأطباء ووفرت المال أبدًا، ما يحزن أبدًا من هذه المسألة، بل يبكي عليه بالدمع الهطول وهو يواريه الثري، ويظل يصعب عليه الولد، ولما يتصور الولد وهو يتألم من المرض ولا يقدر يعمل له حاجه، يبكي حتى بعد ما مات ودفنه، لما يذكر سيرة الولد بعد ذلك يقعد أيضًا يبكي على الولد .
لو قلبت الصورة ، بالعكس، أب مريض ومرض عضال والولد يصرف على الأب من مال الأب، الولد ليس عنده حاجه، إذا كان فيه مصنع، إذا كان فيه محل إذا كان كذا، محل أبوه وهو يعمل في مال أبيه، والولد ليل نهار يذهب لهذا الدكتور، وهذا الدكتور، ويطلع الدور الخامس وينزل ويسافر إلى الخارج ويرجع من بلاد الخارج .
يقابله صاحبه يقول له: ما الأخبار ؟ يقول له والله أدعي له ربنا يريحه، أي يأخذه، الأب عمره ما يقول كلمة مثل هذه، إنما يقول: ربنا يشفيه، ربنا يعافيه، لكن الابن يقول ربنا يريحه، هو يريد أن يقول ربنا يريحني أنا تعبت أنا من كثرة الذهاب والإياب ،فالأب يعرف أولاده جيدًا ويعرف خصائص كل ولد، فالمفترض إذا وعظ ابنه مثلاً يا بني لا تفعل كذا أو افعل كذا أو اعمل كذا أو هذا الكلام يستجيب مباشرةً، لماذا ؟ لأن الأب الوحيد الذي يحبه أعلى منه ابنه يتمني إنه هو يكون أعلم منه، وأفضل منه، وأذكي منه، وعنده مال أكثر منه وعنده وجاهة في الناس أكثر منه، الأب لا ينافس ابنه قط، إنما يتمني له الرفعة .
فكان المتصور أن يوسف- عليه السلام- مع محبة يعقوب- عليه السلام- الشديدة ليوسف، ولأنه صغير ولأنه رأي علامات الكيد وعلامات الغيرة والحسد في إخوته، كان المتصور ألا يأذن أبدًا أن يصطحبوا يوسف، لا سيما وقد أبدي مخاوفه ويقول:﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾، مجرد كلمتين من الأولاد قال:خذوه ،فيكون السبب جزء من القدر، لأنني قلت لكم ملابسات الأمر كله، وكان المناسب يمنعه ولكن لم يمنعه ليتم قدر الله .
فكأن يعقوب- عليه السلام- أعطى الحجة لأبنائه ليقولوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾
ذهبت قصة يوسف- عليه السلام- كما تعلمون وذهب إلى قصر العزيز وأُبتلي بالسجن وخرج من السجن فكان قريبًا من الملك، وأصبح هو الذي يمسك خزانة مصر، وجاء أخوة يوسف لم يعرفوه، عرفهم وعمل الحيلة المعروفة ليأتي بيهوذا ،لما خرج يهوذا بالقميص سبقه الريح فقال يعقوب:﴿ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﴾، لولا أن تتهموني بالجنون وتقولوا أنه كبر وخرف، أنا أقول لكم قلبي يحدثني أن يوسف قادم، ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ﴾، يعني أنظر كيف يتعاملون مع أبوهم ﴿ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ﴾ كلمة لا ينبغي أن تُقال لأب، وليس أن تقال لنبي، لا تقال لأب .

و ما زال ابن الجوزي يضرب الأمثال .
(وكَذَلِكَ قَولُ يُوسُفَ عَليهِ السلَام لِلسَاقِي: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ فَعُوقِبَ بَأن لَبِثَ سَبعَ سِنِين وَإِن كَان يُوسُفَ عَليهِ السلَام يَعلَمُ أَنَهُ لَا خَلَاصَ لَهُ إِلَا بِإِذنِ الله وَأَن التَعَرُضَ بِالأَسبَابِ مَشرُوعٌ غَيرَ أَن الغَيرَةَ أَثَرَت فِي العِقُوبَة).
تعقيب الشيخ حفظه الله علي كلام ابن الجوزي :الكلام الذي يقوله بن الجوزي هذا كلام غير صحيح، بل هو متناقض ،لأنه يقول أنَّ يوسف- عليه السلام- يعلم أن التعرض للأسباب مشروع، أي شرعه الله عز وجل، فإذا فعل المرء ما شرعه الله له عز وجل فكيف يعاقبه، لكن ابن الجوزي قال هذا الكلام اتكاءاً علي حديث منكر أنكره علماء الحديث وهو قول ما ينسب إلي النبي :" لَو لَم يَقُل يُوْسُف الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا مَا لَبِث فِي الْسِّجْن بِضْع سِنِيْن " ما لبث في السجن ما لبث، الذي هو أذكرني عند ربك وهذا من جملة الأخذ بالأسباب .
رجل مظلوم يريد أن يرفع هذا الظلم عنه فقال ذَكِر الملك أن رجلاً في قعر السجن وضع فيه ظلمًا وعدوانًا لم يقترف جريمة فانظر في أمره، ما الإشكال وما وجه الغيرة ؟، أن الغيرة أثرت في العقوبة، هذا الكلام كلام غير صحيح وهذا من عيوب مصنفات ابن الجوزي-رحمه الله- في هذا الكتاب وفي غيره .
في الوقت الذي تصدى فيه في كتابه الموضوعات لذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة، في هذا الوقت ملأ كتبه سواء الكتب الفقهية أو كتب الوعظ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة ،وهذا من الغرائب لا سيما في الوعظ، وابن الجوزي كان درة تاج الواعظين في زمانه بل في كل الأزمان التي جاءت بعده، أنا لا أعلم رجلاً من لدن بن الجوزي إلى الآن كان له حظوة بن الجوزي في الوعظ، ولا تكلم بمثل كلامه فمادة الوعظ يكثر فيها الأحاديث الضعيفة والموضوعة .

نصيحة الشيخ حفظه الله للعلماء الذين يرتقون المنابر.
لذلك نحن نقول لإخواننا الذين يرتقون المنابر أو يعتنون بهداية الناس بإعطاء الدروس، لابد أن تحرر أحاديثك قبل أن تتكلم، كيف أنا أحرر أحاديثي وأنا رجل لست من أهل الحديث ؟ ولا أعرف الحديث هذا صحيح أم ضعيف ومن أين لي بذلك ؟، أقول لك اشتري كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته وضعيف الجامع الصحيح وزيادته .
أصل الكتاب للإمام جلال الدين السيوطي- رحمه الله-، أصل الكتاب الذي هو الجامع الصغير، جاء النبهاني وأضاف الزيادات علي الجامع الصغير الذي عملها السيوطي ،هذا الكتاب الشيخ الألباني- رحمة الله عليه- محدِّث هذا الزمان فصل هذا الكتاب لقسمين، الصحيح والحسن عمله قسم لوحده والحديث الضعيف جعله في قسم على حده، هذا الكتاب فيه حوالي خمسة عشر ألف حديثاً، الأحاديث مرتبة علي حروف الهجاء، لكي أبين لك سهولة استخراج الحديث .
كيفية ترتيب الأحاديث في كتاب صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته
كل الأحاديث المرتبة على حرف الألف وراء بعضها، الذي بدأت بحرف الألف، وبعدها الأحاديث التي بدأت بحرف الباء وبعدها الأحاديث التي بدأت بحرف التاء، وهكذا إلى تمام الثمانية وعشرين حرفاً، وليس ذلك فقط رتب لك أحاديث كل حرف على ثمانية وعشرين حرف، كيف ؟.
يبدأ بالأحاديث التي هي أولها ألف ألف وثم ألف باء، ثم ألف تاء، ألف ثاء، ألف جيم إلى آخر الثمانية وعشرين حرف، وبعدها يبدأ بحرف الباء، باء ألف، باء باء، باء تاء، باء ثاء، باء جيم، إلي آخر الثمانية وعشرين حرف وهكذا كل حرف يركبه علي الثمانية وعشرين حرف

كيفية البحث في الكتاب السابق عن الأحاديث.

فلو جئت إلى أي حديث مثل الحديث الذي اتكأ بن الجوزي عليه في هذا " لو لم يقل يوسف عليه السلام هذه الكلمة ما لبث في السجن ما لبث "، نجده في أي حرف ؟ حرف اللام، لام، واو، إذا اشترك في الحرف الأول تنظر إلى الثاني، إذا اشتركوا في الحرف الثاني تنظر إلى الثالث، إذا اشتركوا في الحرف الثالث تنظر للرابع وهكذا .
فعندنا (لو) لو هذه ستجدها كثير جدًا .
" لَوْلَا أَن أَشُق عَلَى أُمَّتِي " .
" لَو لَبِثْت فِي الْسِّجْن مَا لَبِث يُوْسُف ثُم جَاءَنِي الْدَّاعِي لَأَجَبْت ".
ستجد (لو) كثير، تقوم تترك اللام، واو وتركز علي الحرف الثالث، هو يقول هنا: لو لم يقل، أنت تبحث في اللام والواو واللام والميم تجد الحديث.
يتبع إن شاء الله...


الدرس (18) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (18) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (18) من مدرسة الحياة   الدرس (18) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 10:04 pm

تنظر في القسم الصحيح الأول، إن لم تجده في الصحيح تذهب للقسم الضعيف ستجده فيه، يقول لك: هذا حديث ضعيف، ومن الصحابي الذي رواه، وإذا كان الشيخ الألباني حقق هذا الحديث في كتاب معين له يقول لك أنظر الكتاب الفلاني رقم كذا، أو الجزء كذا وصفحة كذا .
هل هذا الجهد يعرفه كثير من الناس، بل هذا الجهد هل يعرفه أكثر الذين يرتقون المنابر، الناس الغير متخصصين في الوعظ والخطابة والتدريس وهذا الكلام، عندهم عذر، يقولك والله أصل أنا أعمل تاجر، أصل أنا أعمل كذا وكذا، وهذه القصة ليست عملي وأنا لما أحتاج لشيء أنا أسأل أي أحد من العلماء ،لكن كيف يخرج رجل على المنبر يقرأ أي حديث في أي كتاب فينسبه إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- ؟، مع وجود ألوف الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة المبثوثة في الكتب .
فما رأيك إن كثير من الناس عمدته وقانونه في العلم كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي ؟أكثر كتاب علي بسيط الأرض يكذب على النبي- عليه الصلاة والسلام- هو هذا الكتاب، مملوء عن آخره أحاديث ضعيفة وموضوعة ومنكرة وهذا الكلام .
الحافظ زين الدين العراقي- رحمه الله- عمل حاشية علي الكتاب وحاول أن هو يحكم على أحاديث الكتاب، لكنه فاته قدر صالح من أحاديث الكتاب ومع ذلك أغلب الذين يقرؤون الكتاب لاينظروا إلى الحاشية التي تحت ليعرف الحافظ العراقي قال هذا صحيح أم ضعيف .
فالأحاديث الضعيفة والموضوعة لها آثار منكرة، آثار سيئة، لماذا ؟ لأنها أحيانًا كثيرة تناقض الأحاديث الصحيحة، مثلاً نحن مشهور عندنا
من الأحاديث المنتشرة على ألسنة الناس، التي لا تصح عن النبي- عليه الصلاة والسلام-
حديث: " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له " منكر لا يصح، عندنا حديث يعارضه رواه أبو داود والطحاوي في مشكل الآثار وغيره أنه قيل للنبي ، إن ها هنا رجلاً يصلي ويسرق قال:" سَتَنْهَاه صَلَاتُه يَوْما "، أليس هذا مناقض .
حديث: " مَن لَم تَنْهَه صَلَاتِه عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر لَم يَزْدَد مِن الْلَّه إِلَا بُعْدا " ضعيف .
حديث" إِذَا رَأَيْت الْرَّجُل يَعْتَاد الْمَسَاجِد فَاشْهَدُوا لَه بِالإِيْمَان " ضعيف
حديث: " شَهْر رَمَضَان مُعَلِّق بَيْن الْسَّمَاء وَالْأَرْض لَا يَقْبَل إِلَّا بِزَكَاة الْفِطْر " ضعيف .
حديث: " مَن أَذِن فَهُو يُقِيْم "ضعيف .
حديث: " لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَا فِي الْمَسْجِد " ضعيف .
حديث: " الْمُؤْمِن كِيْس فَطِن " كذب .
حديث: " أَنَا أَفْصَح مَن نَطَق بِالْضَّاد " كذب .
أحاديث كثيرة منتشرة على ألسنة الناس، لا تصح عن النبي- عليه الصلاة والسلام-، حكم عليها علماء الأحاديث بالألقاب التي ذكرتها إما موضوع وإما منكر، أو ضعيف أو غير ذلك من الأحكام .
فيكون عندنا إشكالية هي إن الحديث الضعيف ممكن تأخذ منه معني خطأ مثل المعني الذي أخذه بن الجوزي هذا، قال: وإن كان يوسف- عليه السلام- يعلم أنه لا خلاص له إلا بإذن الله، وأن التعلق بالأسباب مشروع غير أن الغيرة أثرت في العقوبة، أي غيرة يتكلم عنها بن الجوزي- رحمه الله- حتى يقال: بأنه عوقب بأنه طلب رفع المظلمة عنه
ونبينا- عليه الصلاة والسلام- أفضل من يوسف، ومع ذلك فحياته كلها متعلقة بالأسباب، لكن هناك فرق بين أن أركن إلي السبب وأجعله كل همي وبين أن أعتقد أن السبب لا يصيب إلا بإذن الله .
السبب لا يساكن القلب وإن كان المرء يستعمله، وهذا الذي يمكن أن نتكلم فيه، نقول نعم، الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم- لهم النصيب الأكبر من ذلك، ثم أتباعهم بحق وإحسان أيضًا لهم النصيب الأوفر بذلك خلافًا لكثير من الخلق .
يتصور إن الدكتور مثلاً جاءوا له بواحد حالته خطيرة، تنظر تجد يا دكتور قل لنا فيه أمل ؟ إذا قال فيه أمل استراحوا وتمام التمام، إذا قال لا أمل يعتقد إن الدنيا انتهت وإن كلام الطبيب كلام نهائي،يكون كل همه متعلق بشفتي الطبيب ماذا سيقول، لا، هذا الجنس النفيس ليس كذلك .
لذلك أعقب علي بن الجوزي- رحمه الله- أنه لم يعاقب ولم يلبث في السجن بضع سنين كعقوبة له لمجرد أنه قال: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ (يوسف:42)، وإلا فيوسف عليه السلام من أعلي أهل المروءة، وأنت تعرف أهل المروءة لا يقبلون التدني عند أهل الدنيا، وهذا يوسف- عليه السلام- إن ذكر إنسان بمروءة فهو علي رأسهم، لأنه كما قال النبي قال:
" هُو الْكَرِيْم ابْن الْكَرِيْم ابْن الْكَرِيْم ابْن الْكَرِيْم ".
أنظر عريق الجذور في النبل، ضارب الجذور في المحسب الطيب الرفيع فمثل هذا الجنس لا يتدنون عند أحد من أهل الدنيا لحاجه، حتى ممكن نقول أن رفع المظالم كان سبب في العقوبة .
قال( ومِن هَذَهِ قِصَةَ مَريمَ عَليهَا السلَام) ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾، أي جعل زكريا - عليه السلام- راعيًا لها، يرعاها ويقوم على شئونها .
يقول: (فَغَارَ المُسَبِبُ) كلمة المسبب المفترض إبدالها ،لأنه لا يجوز أن يوصف الله- عز وجل- إلا بما وصف به نفسه- تبارك وتعالي-، لا نأتي بكلمه حتى لو كانت مرادفه، لأن كل كلمة مرادفةٍ لما وصف الله به نفسه فهي أقل ولا تليق بالله- عز وجل- .
مثلاً: كثير من الناس يقول ربنا موجود، لا، كلمة( موجود)لا يجوز أن يوصف الله بها، إنما تقول ربنا حي، لأن الحياة فيها معني الوجود وزيادة ولله المثل الأعلى ،المكتب هذا موجود وهذا العمود موجود وأي شيء موجود عندما تقول ربنا موجود فما الزيادة ؟ .لكن عندما تقول ربنا حي، صار هناك معنيً زائد يليق بالذات العلية ،لذلك العلماء يقولون: لا يجوز أن يصف أحد رب العالمين إلا بما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله
يقول:( فَغَارَ المُسَبِبُ مِن مُسَاكَنةِ الأَسبَاب) فماذا عمل ؟ كأنما لغي عمل زكريا ،من المفروض إنه يقوم على رعايتها ويقضي طلباتها وحوائجها ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً فما هو عملي، كلما دخلت أجد عندها الرزق، كأنما لغي عمل زكريا، قال : الله- عز وجل- أعطي مريم هذا برغم أنه كفلها زكريا على حسب كلام بن الجوزي أن المسبب غار من مساكنة الأسباب فرزقها بغير حساب .


عبرة في قصة مريم:
في قصة مريم عليها السلام عبرة ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً وكانت شباب وكانت فتيه آنذاك، وربنا- سبحانه وتعالي- كان يرزقها وهي جالسة فلما وضعت ،والمرأة بعد الوضع تكون أضعف ما يكون لا تقدر أن تحرك إصبعها، كل جهدها بذل في الولادة، فلما وضعت قيل لها وهزي ماذا تهز ؟ نخلة، أنت لو أحضرت أصحاب العضلات والقوة وغير ذلك وقلت لهم أريدكم أن تهزوا هذه النخلة لكي تسقط لنا قليل من البلح هل النخلة تهتز معهم، مهما كانوا، لو أحضرت جراراً يشدها يقطعها صحيح يجعلها نصفين، لكن لن تسقط بلحه واحدة إلا بعدما تسقط
كيف تكون هي في غاية ضعفها ويقول لها وهزي، ولما كانت سليمة وصحيحة يأتيها رزقها رغدًا بدون أن تبذل أي مجهود، لأجل أن تعلم أنه ليس بالضرورة يصيب المرء بالسبب الملائم ،اعمل أي سبب لكي تأتيك الثمرة، مثلما قيل لها هزي مع أن هزتها هذه لا يمكن أن تحرك النخلة، لكنه سبب والسلام، ويُمكن أن يقول له تُرزق وترتقي بغير سبب، لكي لا يعبد أحد الأسباب ويتصور أنه لابد أن يفعل لأجل أن يحصل .
ولذلك الشاعر المجيد ترجم هذا الكلام فقال:

توكل على الرحمن في الأمر كلهِ
ولا ترغَبَن بالعجز يومًا عن الطلب
ألم ترى أن الله قال لمريـــمَ
وهزي إليك الجذع يساقط الرطـب
فلو شاء أن تجنيه من غير هزه
جنته ولكن لكل رزق سبــــب
فهو أيضًا في هذا يريد أن يقول هذا المعني .
فلا تفهم أن كل شيء لابد أن يكون لها سبب، إن لم يكن له سبب فالقدر هو السبب ،
العادة أن الإنسان يموت بأي عرض من الأعراض، فنجد مثلاً شخصاً فتياً صاحب عضلات ثم سقط ساكتاً، يقولون متعجبين لم يكن مريضاً، و قد تناول الغذاء معنا الآن، وكان يقهقه ويضحك، ولعب ألعاب عضلية ،ولعب ضغط، ثم وهو يجلس مستريح علي الآخر يتكلم سقط ساكتاً لا يتكلم .
كيف مات هذا ؟، مات لأنه يموت، لكن باختصار إذا لم تجد سببًا فالقدر هو السبب .
يقول: (ومِن هَذَا القَبِيلِ مَا يُروَى عَن النَبِي- صَلى الله عَليهِ وآله سَلَم- أَنهُ قَالَ:" أَبَىَ الله أَن يَرزُقَ عَبدَهُ المُؤمِنَ إِلا مَن حَيثُ لَا يَحتَسِب
هذا الحديث ضعيف لو ذهبت إلى ضعيف الجامع حرف الألف باء تجد هذا الحديث ألف باء ياء " أَبَىَ الله أَن يَرزُقَ عَبدَهُ المُؤمِنَ إِلا مَن حَيثُ لَا يَحتَسِب أراد أن يحتج بأنه ليس كل رزق لابد أن يكون خلفه سبب
بعض الناس يتصور أن الآية تخدم هذا الحديث ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق:3،2)، قال هذا بلا أسباب، نقول خطأ ،لأن طاعة الله- عز وجل- هي أقوي الأسباب لكن ربنا تبارك وتعالي رتب الأحكام في هذه الآية، قال:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً شرط، وجواب شرط، يأتي واحد من أصحاب المهن المحرمة يعمل في أي حاجه حرام، تقول له هذا حرام، يقول والله أنا سأبحث عن البديل أولاً، أنا ورائي أسرة وورائي مصاريف، وأنا لو تركت العمل الآن أولادي سيجوعون ،فأنا سأظل في هذا العمل الحرام حتى أبحث علي بديل هذا عكس الآية، كأنما قال: أنا لن أتقي محارم الله إلا إذا وجدت المخرج أولاً، مع أن الله- عز وجل- رتب وجود المخرج علي تقدم التقوى، قال ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً .

علي بن الجعد- رحمه الله- والتقوي.
علي بن الجعد- رحمه الله- أحد الأئمة الكبار يقول كما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، نادي المأمون في تجار الذهب ،_ والمأمون هذا أمير المؤمنين وكانت خزائنه مملوءة بالمال، فلما يؤيد أمير المؤمنين أن يشتري ذهب من الذي يتقدم ويذهب لأمير المؤمنين، الجماعة الكبار جدًا، الذين هم كبار تجار الذهب _ففعلاً تجار بغداد الكبار ذهبوا إلى مجلس المأمون أمير المؤمنين ودخل علي بن الجعد كان عنده دولاب صغير علي قدر حجمه فيه قليل من الذهب، ليس مثل الجماعة الكبار ودخل معهم،المأمون كان جالسًا، دخلوا عليه سلموا عليه وقعدوا، خرج المأمون لقضاء حاجة له ثم رجع إلي المجلس فوقفوا جميعهم له ماعدا علي بن الجعد، فنظر المأمون له وقال له: لماذا لم يقم الشيخ قال: لأنني أجللت أمير المؤمنين أن يخالف حديث رسول الله، أنظر الكلام، ولم يقل له لأنك أنت لو أنا قمت ستكون أنت مخالف وتتبوأ مقعدك من النار، لا، أجللت أمير المؤمنين أن يخالف كلام رسول الله .قال: وما قال رسول الله ، قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن البصري أن النبي قال:" مَن سَرَّه أَن يَتَمَثَّل الْرِّجَال لَه قِيَاما فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِن الْنَّار " .حينئذٍ سكت المأمون ثم قال: ينبغي ألا نشتري إلا من هذا الشيخ، اشتري المأمون من علي بن الجعد، فصدق فيه قول الله تعالي:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .أنا أتوقع أن علي بن الجعد لما رأى التجار الكبار قاعدين قال أنا ضعت تحت الأقدام، وما الذي عندي، أنا ليس عندي تشكيله تناسب أمير المؤمنين أمير المؤمنين عينه واسعة، يحتاج من كل نوع دستة، ويعجبه، وسيعرض علي النساء، وأنت تعرف نساء أمير المؤمنين، يرون كل الموديلات ويعرفون كل الأنواع والأشكال، فأكيد علي بن أبي الجعد ليس عنده التشكيلة كلها .
ومع ذلك فأخذ المأمون من علي بن الجعد بثلاثين ألفًا في هذا اليوم، لتقواه لأنه ما استطاع وهو من أهل العلم أن يخالف النبي فيما أمر به ،أنظر إلى الإنسان المتربي، آباؤه كانوا يحضرون له مؤدبون يربوه علي حسن الكلام، يقول كلام حلو، لا يكون غبي، يقول كلمتين فيطير رأسه، أو يغضب الخليفة ،لابد أن الجماعة الذين يخاطبون الرؤساء أن يعرفوا أن الرئاسة لها حشمة وأن الرئيس وهو يكلمك يلبس الرئاسة، وأنت أحد الرعية فاعمل حساب هذه المسالة، لا تذهب تكلمه وتقول له أي كلام .

يسرد الشيخ حفظه الله حكاية حدثت لأحد الطلبة مع الرئيس أنور السادات.
ونحن طلبه زمان في الجامعة وكان الرئيس السادات يقول أنا كبير العائلة فعمل يوم جلسة مصارحة، فبعض إخواننا الذين كان رئيس اتحاد كلية الطب آنذاك، لبس قول النبي : " أَفْضَل الْجِهَاد كَلِمَة حَق عِنْد سُلْطَان جَائِر " وتلبس بهذا المعني ودخل عليه، فرفع يده يريد أن يتكلم ماذا تريد أن تقول يا بني ؟، قال له فيه ناس حولك منافقين، وناس ينافقوك وأنت تقرب المنافقين، طبعًا وجدوه تعدى الحدود، وأخذته الحماسة، طبعًا هذا بالنسبة لنا وشباب كان بطل، قلنا هذا هو حمزة بن عبد المطلب الذي قال ما لم يستطيع أحد أن يقوله وهذا الكلام، طبعًا غضب الرئيس وقال له اقعد مكانك ،قف مكانك واشتعلت الدنيا في ثانية ،هذا غلطان شاب ليس عنده حكمه، ليس معني أنني أنكر المنكر أخطأ هكذا، لا، ممكن أقول له بطريقة لطيفة، وأخرج من الموقف.
ثم يسرد الشيخ حفظه الله موقف حدث مع الحجاج بن يوسف الثقفي:
الحجاج بن يوسف الثقفي، أظنكم تعرفون الحجاج وتعرفون ظلم الحجاج وغشم الحجاج، وكان رجل يريق الدماء، لدرجة أنهم يحكون في الكتب أنه كان يسبح في النهر يومًا فأوشك على الغرق، فقفز رجل إلي النهر وأنقذه فلاموه أنت كيف تنقذه، كان يغرق ويموت ونستريح منه، قال: خفت أن يموت شهيدًا، حتى يضن عليه من كثرة بغضه له لا يريده أن يغرق، لأن الغريق شهيد، بلغ من ظلمه وغشمه هذه العملية ،ذات مرة أراد أن يقبض علي واحد فلم يجده فأخذ أخوه، مثلما يحدث، يأخذ أخوه، يأخذ زوجته كوسيلة ضغط عليه، لأنه لو كان هارباً يحضر، فأخذوا أخاه، وطبعًا وهم يأخذون أخاه هدموا له الدار وأوثقوه بالحديد وكان له عطاء من بيت المال مسحوا اسمه ومنعوه من السفر ووضعوه في القائمة السوداء، ورموه في السجن ،يا جماعه أنا مظلوم، أنا لم أعمل شيء، قالوا الأمير أمر وانتهت العملية، قال: هل ممكن أن أقابل هذا الأمير، أكلمه كلمتين مني له، قالوا عندما يمر من هنا سنقول لك ،والحجاج يمر قالوا له والله فيه واحد هنا مشاغب ويتكلم ويريد أن يقابلك ويقول لك كلمتين، أنت ماذا تريد ؟ قال: أصلح الله الأمير، تأمل بداية الكلام، أصلح الله الأمير طلبتم أخي فلم تجدوه فقبض علي، وهدم داري وحُلِّقَ علي اسمي ومُنِعَ عطائي، المرتب الذي آخذه من بيت المال منعتوه، فقال له الحجاج: هيهات، أو لم تسمع قول القائل:

جَانِيِك من يجني عليك وربما
تُعدِي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة
ونجا المُقَارف صاحب الذنب
ألا تعرف هذه العملية، واحد يأكل الليمونة والثاني يدرس، هكذا الدنيا وكم في الحبس من مظاليم ،فقال: أصلح الله الأمير إني سمعت الله يقول غير ذلك، لم يقل له أنت كلامك خطأ، وأنت ظالم وستدخل في جهنم وبئس المصير، يقوم بدل أن يضع عام يضع أمامه صفر فيكون عشر سنين، لا .
قال له: أصلح الله الأمير إني سمعت الله يقول غير ذلك، قال وماذا قال الله ؟ قال: ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ (يوسف 78،79) فيكون كأنه قال له يا ظالم، حينئذٍ أدرك الحجاج، ولا يستطيع أن يجادل، هذا كلام الله- سبحانه وتعالي-، أدرك الحجاج وصفق بيديه كأنما يريد أحد، وقال علي بيزيد بن أبي مسلم قائد الشرطة ،قال: افكك لهذا عن اسمه، الدائرة التي أنت عملتها عليه ومنعه من السفر وهذا الكلام فكها، ومر له بعطاء، وابني له داره، ومر مناديًا ينادي أن صدق الله وكذب الشاعر ،فيكون هذا الرجل تخلص بماذا ؟ متربي ويعرف يتكلم .
نحن لم نربي أولادنا، مضطر أنا أحضر لأولادي مربي، ناس يربوهم ويعلمونهم الأدب، إذا كنت أنا رجل مشغول وغير متفرغ، لا أنا أحضر له مدرس الإنجليزي والجغرافيا والتاريخ والتربية القومية وغير ذلك ولا أحضر له أحد يؤدبه ،لذلك الولد إذا أراد أن يقول كلمه تقلب عليه يقول: أنا لم أقصد، يا بني انتقي الكلام الجيد، يريد مثلاً أن يقول لك أنت لست تفهمني، يقول لك أنت لا تفهم، ما الفرق بينهم ؟ الفرق بينهم كبير
ثم يسرد فضيلة الشيخ حكاية امرأة وزوجها.
ذات مرة امرأة حضرت هي وزوجها حالف عليها بالطلاق، لماذا تريد أن تطلقها ؟ قال: إنها تشتمني يا عم الشيخ، كيف تشتميه يا امرأة ما الذي قالته لك، قال: والله يا عم الشيخ قالت لي كلمه أنا لا أقدر أن أقولها قلت له: قلها ربا لا تكون الكلمة ليس فيها عيب ولا حاجه، ممكن يكون لها تأويل ومخرج ، قال: قالت لي أنت حيوان، فالمرأة بكت وقالت والله ما كنت أقصد أشتمه، أنا كنت أقصد أن أقول له أنت لا تحس بي ،هي تعتقد أن الحيوان لا يحس، تركب حمار وتقعد توكز فيه بالعصا حتى يخرج منه الدم وتضربه، وهي تعتقد لأن الحمار لا يشتكي ولا يقول آه، أنه لا يحس فكيف انقلب عليها هذا المعني ،تريد أن تقول له أنت لا تحس بي، تقول له أنت حيوان، لم تتربي، لم تربي علي الكلام الجيد وكيف تستخرج الكلام.
إنتهى الدرس الثامن عشر


الدرس (18) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (18) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (15) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (16) من مدرسة الحياة
» الدرس (3) من مدرسة الحياة
» الدرس (17) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: