|
| الدرس (5) من مدرسة الحياة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (5) من مدرسة الحياة الأحد 15 مايو 2011, 11:36 pm | |
| المحاضرة الخامسة فهذا هو الدرس الخامس من شرح هذه الخاطرة من كتاب ابن الجوزي رحمه الله صيد الخاطر والتي عنونتها بعنوان : ( نَفْثَةِ مَصْدُوْر) واليوم السبت والذي يوافق الثامن عشر من شهر رمضان سنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين من هجرة خير من وطء الحصى نبينا محمد ﷺ ، والذي يوافق الثامن والعشرين من شهر أغسطس سنة ألفين وعشرة. يقول ابن الجوزي رحمه الله ( قلت يوماً في مجلسي: لَو أَن الْجِبَال حَمَلَت مَا حُملّت ُلَعَجَزْت فَلَمَّا عُدْتُ إِلَى مَنْزِلِي قَالَت لِي الْنَّفْس كَيْف قُلْت هَذَا؟ وَرُبَّمَا أَوْهَم الْنَّاس أَن بِك بَلاءً وَأَنْت فِي عَافِيَة فِي نَفْسِك وَأَهْلِك، وَهَل الَّذِي حُمِلتَ إِلَا الْتَّكْلِيْف الَّذِي يَحْمِلُه الْخلق كُلُّهُم؟ فَمَا وَجْه هَذِه الشَّكْوَى؟ فَأَجَبْتُهَا: إِنِّي لِمَا عَجَزَتُ عَمَّا حُمِلتُ قُلْت هَذِه الْكَلِمَة لَا عَلَى سَبِيِل الشَّكْوَى وَلَكِن للاسترواح ، وَقَد قَال كَثِيْر مِن الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن قَبْلِي لَيْتَنَا لَم نُخْلَق وَمَا ذَاك إِلَّا لِأَثْقَال عَجَزُوُا عَنْهَا، ثُم مِن ظَن أَن التَّكَالِيف سَهْلَةً فَمَا عَرَفَهَا ، أَتُرَى يَظُن الْظَّان أَن الْتَّكَالِيَف غَسْل الْأَعْضَاء بَرْطَل مِن الْمَاء أَو الْوُقُوْف فِي مِحْرَابٍ لأداء رَكْعَتَيْن ؟ هَيْهَات هَذَا أَسْهَل الْتَّكْلِيْف ، وَإِن الْتَّكْلِيْف هُو الَّذِي عَجَزَت عَنْه الجبال وَمَن جُمْلَتِه أَنَّنِي إِذَا رَأَيْت الْقَدْر يَجْرِي بِمَا لَا يَفْهَمُه الْعَقْل أَلْزَمَت الْعَقْل الْإِذْعَان لِلْمُقَدِّّر ، فَكَان مِن أَصْعَب الْتَّكْلِيْف وَخُصُوصاً فِيْمَا لَا يَعْلَم الْعَقْل مَعْنَاه كَإِيُلام الْأَطْفَال وَذَبَح الْحَيَوَان مَع الاعتقاد بِأَن الْمُقَدِّر لِذَلِك وَالْآمِر بِه أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ، فَهَذَا مِمَّا يَتَحَيَّر الْعَقَل فِيْه فَيَكُوْن تَكْلِيْفِه التَّسْلِيْم وَتَرْك الاعتراض ، فَكَم بَيْن تَكْلِيْف الْبَدَن وَّتَكْلِيْف الْعَقْل ؟وَلَو شَرَحْت هَذَا لَطَال غَيْر أَنِّي أَعْتَذِر عَمَّا قُلْته فَأَقُوْل عَن نَّفْسِي وَمَا يَلْزَمُنِي حَال غَيْرِي إِنِّي رَجُل حُبِّب إِلَي الْعِلْم مِن زَمَن الَّطُفُوْلَة فَتَشَاغَلْت بِه ، ثُم لَم يُحبَبَ إِلَي فَن وَاحِد مِنْه بَل فُنُوْنُه كُلَّهَا ، ثُم لَا تَقْتَصِر هِمَّتِي فِي فَن عَلَى بَعْضِه بَل أَرُوْم اسْتِقْصَاءه وَالْزَّمَان لَا يَسْعَى وَالْعُمْر أَضْيَق وَالْشَّوْق يَقْوَى ، وَالْعَجْز يُظْهِر فَيَبْقَى وُقُوْف بَعْض الْمَطْلُوْبَات حَسَرَات, ثُم إِن الْعِلْم دَّلَّنِي عَلَى مَعْرِفَة الْمَعْبُوْد وَحَثَّنِي عَلَى خِدْمَتِه ، ثُم صَاحَت بِي الْأَدِلَّة عَلَيْه إِلَيْه فَوَقَفْت بَيْن يَدَيْه فَرَأَيْتُه فِي نَعْتِه وَعَرَفْتُه بِصِفَاتِه وَعَايَنْت بَصِيْرَتِي مِن أَلْطَافِه مَا دَعَانِي إِلَى الْهَيْمَان فِي مَحَبَّتِه ، وَحَرَّكَنِي إِلَى الْتَّخَلِّي لِخِدْمَتِه وَصَار يَمْلِكُنِي أَمَرٌ كَالوَجد كُلَّمَا ذَكَرْتُه ، فَعَادَت خَلْوَتِي فِي خِدْمَتِي لَه أَحْلَى عِنْدِي مِن كُل حَلَاوَة,فَكُلَّمَا مَلّت إِلَى الانْقِطَاع عَن الْشَّوَاغِل إِلَى الِخْلوَة صَاح بِي الْعِلْم أَيْن تَمْضِي؟ أَتَعَرَّض عَنِّي وَأَنَا سَبَب مَعْرِفَتِك بِه ؟). من بركات العلم أنه يدل علي معرفة المعبود :كنا وصلنا إلى هذا المقطع ، يقول ابن الجوزي : أن من بركات العلم أنه دله على معرفة معبوده وإذا كان العلماء يقولون الإيمان بالشيء فرع عن تصوره ، فلاشك أن الناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في التصور ومن ثم يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في الإيمان. تفاوت الناس في الإيمان :أتُرى مثلاً إيمان الواحد من السلف كإيمان الواحد منا؟ مع أن الجنة محجوبة لم يرها سلفنا وكذلك نحن ما رأيناها ، والنار أيضاً ما رآها سلفنا ونحن أيضاً ما رأيناها فكم بيننا وبينهم من الإيمان بالجنة والنار.؟ ومن هذا التصور كان الواحد منهم لقوة إيمانه يستطيع أن يستحضر النار ، وأن يرى عذاب أهلها ويستطيع أن يستحضر الجنة ويرى نعيم أهلها . فما الذي جعل هذا التفاوت الكبير بيننا وبينهم ؟ مع أنني كما قلت لكم المسألة محجوبة عنا كما هي محجوبة عنهم , رحمة الله عليهم ورضي الله عن أصحاب النبي ﷺ كانت عندهم قوة التصور عالية جداً ، مثلاً:حنظلة والحديث في صحيح مسلم ، لما ذهب إلى أبي بكر_ رضي الله عنه_ وقال:" نافق حنظلة ، قال أبو بكر ، وما ذاك؟_ أي ما هو السبب أنك منافق؟قال:" نكون مع النبي ﷺ فيتكلم عن الجنة والنار فكأنا رأى عين فإذا ذهبنا إلى الأولاد عافسنا الأولاد والنساء والضيعات نسينا كثيراً مما سمعنا " النفاق الظاهري: أن تكون في حال ثم تنتكس عكس الحال الأولى ، أظهر بخلاف ما يُبطن,فظن حنظلة أنهم عند النبي ﷺ يظهرون البكاء والإيمان وإذا ذهبوا إلى الأولاد يضحكون والرجل يجري وراء أولاده و يلعب معهم ، فكيف وأنا من عشرة دقائق كنت أبكي بكاء الثكلى ، فما بين العشرة دقائق من البكاء أذهب وأضحك مع الأولاد فقال : هذا هو النفاق أن تظهر خلاف ما تبطن ، ولو كنت صادقاً لبكيت عمرك كله وأن تبقى على حال واحد ,فهذا الذي أزعج حنظلة فقال أبو بكر :" وإني والله لأجد ذلك تعالى بنا إلى النبي ﷺ" . وهذا يدل على أحد الفروق الجوهرية بيننا وبينهم : لم يكتفي أبو بكر الصديق بما عرفنا في حالة نفسه ، ولم يقل له أبداً ، هذا شيء يعترض المرء والإيمان يزيد وينقص ، وهكذا لا ، قال له هذه مسألة خطيرة ، إذا كانت المسألة عندك تسميها نفاقاً ، إذن لابد أن نذهب للنبي ﷺ ونعرض عليه الحال,حتى في هذه فالرجوع إلى الدين يكون حتى في شِسع النعل ، هذا هو الفرق,أنت عندما تأتي وتقول لي أنا وأنت لا نستطيع أن نشعر بشيء ، لأننا لم نعبد الله كما أمرنا ، حياتنا كلها مخالفات ، فلم تكن حياتهم كذلك ولذلك رُزقوا حسن التصور الذي أتى بالإيمان الصحيح ، نحن حياتنا مليئة بالمخالفات جميعاً، وبعد هذه المخالفات والتي بعضنا مقيم عليها وهو يعلم أنها حرام ويريد أن يتصور تصوراً صحيحاً ، ثم يؤمن إيماناً صحيحاً؟! هيهات.إن الغراب لا يكون أبيض الغراب أسود,وبذلك لم يتكل أبو بكر على ، صحبته للنبي ﷺ ولا قربه منه ولا بشهادة النبي له ﷺ ، بل كان إذا شهد للواحد منهم يزداد خوفاً,وأبو بكر الصديق لا نستطيع أن نضع أحد فوقه هو رقم واحد في الأمة كلها بعد النبي ﷺ ومع ذلك يرجع له في كل شيء.,ذهب إلى النبي ﷺ ، وقال:" نافق حنظلة قال : وما ذاك ؟ قال : يا رسول الله نكون معك تحدثنا عن الجنة والنار فكأنا رأي عين –" أراها بعنيني عندما يصف له الحور العين أو عنقود أو يصف له البُراق الذي ورد في بعض الآثار : ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ آخر واحد سيدخل الجنة له مثل الدنيا عشر مرات ، فكيف يطوف على ملكه ، سيسير على قدميه أو يركب ماذا ،مثل الدنيا عشر مرات ، فأنت لو تريد تلف العالم كله الآن ومعك طائرة نفاثة أو كونكورت التي تكون أسرع من الصوت ثلاث مرات ، ومنعوها لأنها تهز المباني وهي هابطة ، فخافوا بسبب أن النفاثات قوية جدا ً,في بعض الآثار ولكن ليست مرفوعة للنبي ﷺ أن لكل واحد بُراق ، تركب البراق وتلف ، فهذا آخر واحد له عشر مرات من الدنيا ، إذن ماذا لأول واحد من الجنة؟فإذا وصف النبي ﷺ من شجر الجنة إلا وساقها من ذهب ، ومِلاطها المسك وحشيشها الزعفران,النبي ﷺ عندما يصف ، مباشرةً كأنك تجد الحقيقة وهذا يرجع إلى حسن العالم في الوصف وفي توصيل المعلومة ، فهناك من يجعلك تعيش الحالة كما هي ,و آخر لا تستطيع تأخذ منه شيء, وعندما نرجع للنساء والأولاد والزوجات ننسى ما تقول ، قال :" يا حنظلة ، لو تكونون كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة في طرقكم وعلى فرشكم "– من كثرة الإقبال على الله ،عبد كما أراد الله – لو وصلت إلى هذه الحالة الملائكة تصافحك في الطريق وأنت جالس على فراشك ، "ولكن يا حنظلة ساعة وساعة " أي اجعلها ساعة وساعة ، هذا تقدير الكلام . مقصود الشرع أن نجعلها ساعة وساعة: أن تلعب مع الأولاد وتنسى القصة كلها الشرع يريد منك هذا ، لأن تركيبتك يوم خُلِقت لا تقبل إلا هذا ، فلو حاولت أن تُعارض أصل الخلقة ستنكسر ، أنا مخلوق لابد أ يكون في قلبي جانب للهو واللعب لا تستطيع أن تكون جداً,. لذلك النبي ﷺ كان ينهى عن السبيل الواحدة حتى ولو كان في العبادة :كان يقول" إن الله لا يمل حتى تملوا"أنا أمل من ماذا ؟ إذا كان الله عز وجل هو الذي أحبه وجعلت قلبي له ، وأنا مع محبوبي ، كيف أمل؟ المفترض أن ساعة قلبي ساعة ذكري لربي فالمفروض لا أمل ، قال: لا هناك جزء من أصل الخلقة ضد هذا، وأنت خُلِقتَ لأجل هذا,لذلك النبي ﷺ دخل المسجد مرة وجد حبلاً مربوطاً بين ساريتين (السارية) هي العمود ، قال: "حبل من هذا ؟ قالوا: حبل زينب بنت جحش_رضي الله عنها_، ماذا تفعل به ؟ قالوا إنها تصلي فإذا لم تحملها رجلاها، كلت يعني تلقي بنفسها على الحبل لكي ترتاح قدميها حتى تواصل القيام,فقال ﷺ ، "حلوه أُكلُفوا من العمل ما تُطيقون إن الله لا يمل حتى تملوا "، فليس هناك أعبد من ذلك,فعندما نقول نحن هذا الكلام ، وأنا زمان قلت درس في هذا المعنى عن الغلو فأرسل لي أحدهم وقال لي أنت تدعوا الناس إلى البلطجة ، وأن يتركوا الصلاة ! قلت له يا بني لست أنا الذي أقول هذا ليس كلامي أنا ناقل النبي ﷺ قال: حلوه لماذا ؟ قال : "إن الله لا يمل حتى تملوا" فهذا ليس كلامي .ولذلك قال ﷺ:" أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" المهم المداومة . إن قطرة الماء التي تنزل من الصنبور على الصخرة لم تخرقها لقوتها ولكن لتتابعها. هات المحيط وألقيه على الجبل ، ماذا سيفعل في الجبل؟ سوف يغسله ليس أكثر من ذلك ، ولكن افتح الصنبور على نقطة ماء ضعيفة واجعلها تنزل في مكان واحد ستخرق الصخرة مباشرةً ، فما قوة نقطة ماء؟ ولا شيء ، ولكن الأصل التتابع ولذلك قال النبي ﷺ" أدومه وإن قل"تريد أن تصلي ، لا تريد تحرم نفسك من قيام الليل صلي ركعتين فقط ولا تزيد عليها ولكن ثبتهم, أنت بعد رمضان تكون نشيطاً متعوداً على القيام فتأتي بإحدى عشر ركعة ، ولكن تريد أن تقرأ بجزء وجزأين واليوم نفسك مفتوحة وتريد لا تنهي الصلاة إلى الفجر,ثاني يوم لا تستطيع أن تقرأ آيتين فتريد أن يكون اليوم مثل أمس ، إذا لم أصلي بجزأين أو جزء أكون أهرج وألعب,لا أنا أريد أن أكون رجل وأصلي بجزء أو جزأين ، يعني جزء أو جزأين ولذلك تكون النتيجة أنك لا تصلي لأنك تريد أن تكون مثل أمس, ونحن كل يوم في حال ، والإيمان يزيد وينقص ، اليوم عندك إيمان عالي وغداً إيمانك صفر تبع الظروف,أنا أقول لك ثبت الإحدى عشر ركعة واقرأ في كل ركعة بآية هذا هو المطلوب من الحديث . تثبيت العدد وتفاوت القراءة لا مشكلة في ذلك : زاد إيمانك اقرأ كما تشاء ، خف إيمانك الثمانية والإحدى عشر ثابتين ولكن تأتي بآية واحد في ركعة ، تجد الصلاة كلها أخذت مني شيء بسيط ، حوالي ربع ساعة ، ولكن صليت الإحدى عشر ركعة ، وهذا هو المطلوب,فمسألة تركيبة الإنسان أنه فيه جزء للهو واللعب ، ولذلك وُضِعت له علقة الشيطان ، التي برأ منها النبي ﷺ عندما جاءه الملك وفتح قلبه ، وأخذ مضغة الشيطان وقال: هذا حظ الشيطان منك ، وغسل قلبه بماء زمزم ، فلم يصبح مثلنا ولا الأنبياء الذين أخلصهم الله لنفسه ، ولكن هذه العلقة عندي وعندك ولذلك النبي ﷺ كان ينام حتى تسمح له عائشة غطيطاً أي_ شخيراً ،_ ويقوم يصلي. المقصود من أن النبي ﷺ تنام عينه ولا ينام قلبه: لو فعل أحدنا ذلك يجب أن يتوضأ فسألته ، فقال ﷺ:" تنام عيناي ولا ينام قلبي"فهذا هو الفرق لا ينام قلبه أبداً أي لا يفتر قلبه عن ذكر الله أبداً ، نحن لا نعرف نواصل هذا الطريق ، ولكن هناك من يغلب على حياته الذكر ، ثم مع كثرة إدمان الذكر يحدث نوع من المتعة عند الإنسان فيحدث تفاوت . كلما تقترب كلما يكون التصور أجود ، وكلما كان الإيمان أرسخ:فالمسألة لا تأتي هكذا ضربة لازب,ابن الجوزي يقول أن العلم هو الذي دلني على معرفة نعوت ربي ، ولا يعرف المرء قدر الآخر إلا بنعوته ، نحن كبشر ، عندما تثني على أحد تقول : هذا ولد جدع رجل شهم هذه كلها صفات ، فلان الفلاني يراك تتجاهله ، هذا ندل لئيم خسيس ، لماذا أخذت الحكم عليه من صفاته,فلا يعرف إنسان قط إذا كان فاضلاً أو غير فاضل إلا بصفاته : أقسام التوحيد :ثلاثة أقسام 1-توحيد الإلوهية 2- توحيد الربوبية 3-توحيد الأسماء والصفات . أهمية العلم بتوحيد الأسماء والصفات :الذي يجعل إيمانك في السماء توحيد الأسماء والصفات ، وهي نعوت الرب سبحانه وتعالى هذا هو الذي يفتح لقلبك ,لذلك كان الذكر مرتبطاً بمحبته . فالذكر يرفعك إلى منازل لا يرفعك أبداً إليها غيرك :قال تعالى ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾أنا عندما أمتنع عن أي فاحشة الذي يمنعني صلاتي أقول أنا مصلي منذ قليل لربي ، ومن ثم ارتكبت هذه المعصية ؟! فهذا يصدك عن هذا,فإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر و وتتمني فعل المنكر ولكن لا تفعله وقلبك غير راض ولكن الأمر والنهي يقيدك,ولكن أنا أريد أن أقف ولا أذهب للمنكر وقلبي راض وسعيد أنني لا أفعل المنكر ، قال: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾، هذا هو الذي يمنعك عن المعاصي وأنت مستريح,ولذلك. الذكر يفعل ما لا تفعله الصلاة : مع أن الصلاة ذكر أيضاً لأن بعض العلماء ضد هذا التفسير ، يقول: الصلاة كلها ذكر ، فإذا كان الذكر﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ يكون غير الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر أيضاً ؟ إذن كأن الكلام فيه تكرار . يقول الشيخ حفظه الله :الذي أفهمه أنا والذي طائفة كبيرة من أهل العلم قالته هو ما ذكرته أنا ، أن الصلاة يمكن أن تنهاك وأنت مريد للمنكر ولكن الذكر يمنعك أي الذي تحبه وأنت في سلطانه وعلى بساطه ويراك وأنت تحبه وتعرف أنه يكره ذلك هل يقوى قلبك على الفعل ؟ لا تستطيع ، على الأقل حتى لا يغضب منك . لأنني أطلب مرضاته ، فهذا أقوى بكثير جداً . ولذلك أنا أعجبني وأنا أتأمل في صحيح البخاري بداية البخاري ونهايته ،ليس من جهة ترتيب الكتب ، مع أن ترتيب الكتب رائع ، فالبخاري فعل كتاباً اسمه: بدء الوحي لا يوجد أحد في الدنيا بدء به من أصحاب المسانيد والكتب ، كل إمام من الأئمة الصحاح أو السنن أو غيره له بداية معينة,الترمذي مثلاً بدأ بالطهارة، لم يبدأ بالإيمان ، مع أن الأصل أن يبدأ بالإيمان لأن الطهارة والصلاة والزكاة فرع على الإيمان بهذا الدين ، ولكن كل واحد من وجهة نظره وأبو داود كذلك والنسائي كذلك لكن مسلم بدأ بكتاب الإيمان ,ابن ماجه عمل مقدمة لذيذة مثل الدارمي ، والدارمي عمل مقدمة ممتازة ورائعة ، تستحق أن تشرح هذه المقدمة وحدها, وعمل مقدمة أيضاً في الإتباع والصحابة والقضاء والقدر والجهمية والرد عليهم ومن ثم بدأ بكتاب الطهارة البخاري عمل كتاب بدء الوحي ، أول كتاب في صحيحه ، وأول حديث بدأ البخاري صحيحة به حديث إنما الأعمال بالنيات . وآخر حديث في صحيح البخاري حديث "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"أنا انبهرت ، أنا لم أقرأه لأحد هذا الكلام الذي أقوله لم أقرأ لأي أحد من العلماء ، ولكن أنا لأني محب لكتابه وهو رفيقي منذ خمسٍ وعشرين سنة ، لا تمر ليلة إلا أُقلب صفحاته ,وأتدبر في التراجم لماذا وضع هذه قبل هذه وهل له مذهب فيها وهذا الكلام ، منذ أن عرفت يميني من شمالي بالنسبة للبخاري,فراقبت الكتب، أول كتاب بدء الوحي ، آخر كتاب هو التوحيد . كأن البخاري يقول: من أراد أن يخرج من الدنيا على التوحيد ، فليبدأ كل حياته بالوحي، فإذا بدأت بالوحي انتهيت بالتوحيد. هذا بالنسبة للكتب ، بالنسبة للأحاديث مثلما قلت : أول حديث إنما الأعمال بالنيات إشارة إلى أن البخاري يريد أن يقول : كل حديث سأذكره بعد هذا الحديث متعلق بالنية ، لأن كل الكتاب من بعد هذا الحديث عبارة عن أحكام شرعية ، حلال أو حرام أو مكروه أو مستحب ، فإذا فعلت الفعل ولم ترد به وجه الله ليس لك فيه حاجة وليس لك فيه أجر ولا قيمة لهذا العمل,. إذن يريد أن يقول لك كل حديث سيأتيك بعد حديث إنما الأعمال بالنيات لابد أن تقصد به ألقربي و الزلفى إلى الله سبحانه وتعالى . فإذا فعلت كل هذا ، وصلت إلى قبة الدين ، قبة الدين هي ذكر الله عز وجل ، وهو المرتبط ارتباطاً شديداً بمحبته ، إذن آخر حديث في البخاري متعلق بالذكر ، كلمتان خفيفتان على اللسان ، حتى أنظر ألفاظ الحديث عذبة جداً ، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن. الكلام الذي يقوله بعض العلماء المعاملات ممن يتكلمون في التصوف , يقول الصيام صيام العوام ، وصيام الخواص ، وصيام خواص الخواص- ولا أقصد أن أقول هذا الكلام – صيام العوام: أن تمتنع عن الأكل والشرب والجماع صيام الخواص : أن تحفظ الأعضاء والجوارح صيام خواص الخواص: هو صيام القلب ، أن يمتنع هذا القلب عن الحسد والبغضاء وعن كل الأمراض ، هذا صيام خواص الخواص أنا لن أقول ذلك لأن هذا التقسيم لا دلالة عليه ، لكن عندما أقرأ ، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، هذا متعلق بك أنت ، لكن حبيبتان إلى الرحمن ، هذه أكبر واحدة فيهم : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم,ما الثقل الذي في هذه ؟ جالس لسانك فارغ، لماذا لا تُعمِل لسانك ؟ جالس فارغ لماذا تحلم ؟ أن تكون مثل فلان وعندك الفلة الفلانية والسيارة الفلانية وأسافر في الخارج وما إلى ذلك ، وفي الآخر لا تحقق شيئاً ، وممكن يأتي عكس ,مثل صاحب الزراوية (إناء من الفخار وكانوا يخزنون فيها قديماً السمن ، فصاحب الزراوية رجل عصامي _أي بدأ من الصفر بخلاف ما لو كان عظامياً نشأ علي أكتاف الغير ، فالعصامي هذا رجل كبير وله عصا وفي آخر عمره ، ولكن انظر إلى الإنسان كما قال النبي ﷺ: "يهرم ابن آدم وقلبه شاب في حب اثنتين حب البقاء وحب المال ،" كلما يكبر يعطش ، ولذلك لو هناك مشادة بين اثنين لا تجد رجلاً عجوز يتدخل لفض هذه المشادة لأن حياته غالية ولكن تجد الشباب هو المندفع ، مع أن الشباب يقولون لهم : مازال العمر أمامك لما تدخل في التهلكة إنما الرجل الكبير في السن المفروض أنه شبع من الحياة ومل سنه خمس وثمانون أو تسعون عاماً ، ومن بلغ سنه الثمانين اشتكى من غير علة ,فهو عجوز وبعصا ومازال يعمل في السمنة ، والزراوية ملئانة ، ويذهب للسوق ويأتي بالسمنة ويذيبها وهكذا ، وفي يوم من الأيام يحلم هذا الرجل ومازال يتدرج في حلمه حتى وصل لكل ما تتوق له نفسه ، فالعصا التي يذهب بها إلى السوق بجواره باستمرار فبينما هو يحلم وكيف يحقق حلمه إذا به ضرب الزراوية فانكسرت وراحت كل أحلامه, فانظر الأحلام وصلت إلى أين مع السن الكبير!فكثير مننا يحلم فلما لا نشغل أنفسنا بذكر الله حتى وأنت تسير في طريق ما وستأخذ مدة من الوقت قلت أو كثرت قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. سبب الغفلة عن الذكر: لأن القلب ليس ملآناً بالحب ,ولذلك يُصرف المرء عن هذا طالما أننا أُجريه نعمل الأجرة، من يعمل صالحاً يذهب إلى الجنة ومن يفعل طالحا ًيذهب إلى النار، هذه أجره. يتبع إن شاء الله... |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس (5) من مدرسة الحياة الأحد 15 مايو 2011, 11:38 pm | |
| ما لعواقب المترتبة لو أن الشريعة عندنا ليس فيها جزاء ؟ كنا سنكون بطالين ، لماذا أصلي طول الليل وأنا عندي شغل غداً ، طالما في الآخر المحصلة صفر؟لماذا أخرج مالي الذي جمعته ، أخرجه صدقة وزكاة وهذا الكلام ؟ أنا أولى بمالي طالما المحصلة صفر في الإنفاق ، ما الذي يجعلنا أنا وأنت نتسابق على الصيام في الهواجر والقيام ليلاً والتصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى الذي نواجهه ، ما الذي يجعلنا نفعل ذلك ؟ أننا نعمل بالأجرة ، عندنا آخر المحطة النهائية كل واحد سيستلم الأجر فهذا الذي يجعلنا نعمل. محبة الرحمن هي التي تحرك العبد :نعطي له أجرة لكي يعمل طالما أنه أُجري قال ﷺ كما في حديث جابر بن عبد الله عند الترمذي وغيره : "من قال سبحان الله وبحمده غُرست له نخلة في الجنة " ما رأيك أيها ألأجري؟ تقول أم لا؟ نخلة ، ساقها من ذهب أنا وأنت وقفنا بين يدي الله يوم القيامة ، وطلعت أعمالنا متساوية ، عدد النخل الذي عندي مثل عدد النخل الذي عندك ، أنت عندك مليار نخلة وأنا كذلك أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة, وعملنا واحد وفي الحساب واحد كل شيء واحد ، أجد عندك ثلاثة مليار وأنا عندي مليار ، فالاثنين المليار هذه من أين ؟ كنت أنت تعمل وأنا نائم ، أنت جالس تذكر سبحان الله وبحمده ، سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله وبحمده أخذت كم نخلة إن شاء الله ؟ أخذت حوالي خمسة عشر نخلة ونحن نعمل الآن ببساطة ونحن جالسون مثل من قال من كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم ، مائة وتسعون حسنة ,فانظر عندما تكون كالحال المرتحل ، تأخذ القرآن من الأول للآخر وتخلص تأتي من الأول مرة أخرى وهكذا ، فيكون عندك جبال من الحسنات وشيء بسيط ليس فيه مشكلة. فالذكر هو أعلى المراتب: أن يكون المرء ذاكراً لله ، ولذلك النبي ﷺ علمنا الأذكار الموظفة لأجل هذا الأذكار الموظفة : أذكار الصباح وأذكار المساء ، وعندما تخرج من البيت وتدخل البيت ، وعندما ترى مبتلى وتسمع الريح وترى البرق وترى الرعد كل كل مظهر من مظاهر الحياة له ذكر : لو التزمت الأذكار التي علمناها رسول الله ﷺ لن تقف ، لأن كل شيء له ذكر ، فلن تسير غامضاً عينيك ، وكل شيء وكل مكان له ذكر وتقوله ، إذن حياتك كلها ذكر ، أدخلك الله الجنة وزودك بجميع الكماليات أذكار الصباح ، أول ما تفتح عينيك وأنت لازلت على الفراش ، تقول :" أصبحنا وأصبح الملك لله "، أول مذكور لك هو الله . فالذي ينسى أذكار الصباح لا يكون محباً : أصبحنا وأصبح الملك لله ، هذه شهادة إعلام فقر رسمي , كأنك تقول ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ موسى عليه السلام :كان طريداً وجائعاً عندما قال هذا الدعاء عندما سقى ابنتي الرجل الصالح. الرجل الصالح ليس شعيب النبي وما يدل علي ذلك:وليس هو شعيب النبي لأن كثير من الناس يقولون أن الرجل الصالح هو شعيب ، لا ليس شعيباً ، لأن بين موسى وشعيب ليس أقل من أربعمائة سنة شعيب عندما أنذر قومه الهلاك قال لهم : ﴿وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾ لوط هذا كان في زمن إبراهيم لأنه ابن أخو إبراهيم عليه السلام فإبراهيم عليه السلام كان عم لوط ، وما بين إبراهيم عليه السلام وموسى كثير: هود وصالح وشعيب..هناك مسافة زمنية ، إنما هذا كان رجلاً صالحاً وليس شعيب النبي فموسى عليه السلام عندما قال هذه الكلمة ، جائع وطريد ولا يجد شيئاً فقال﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ عندي من ، وعندي خير : (من) حرف جر يفيد التبعيض ، (وخير) جاءت نكرة في سياق الإثبات فتفيد الإطلاق هذه القاعدة الأصولية ، خلاف العموم ، النكرة في سياق النفي تفيد العموم ، وفي سياق الإثبات تفيد الإطلاق ، لوجود فرق بين المطلق والعام ,فيريد أن يقول: أريد أي شيء ولو صغير جداً ، لأجل كلمة من ، بعض . فأنت عندما تستيقظ تقول : " أصبحنا وأصبح الملك لله "، إذن فقير رسمي ليس في يديه شيء ، فتحتاج تمد يديك ، فانظر هذا الحديث كم هو جميل يحتاج إلى محاضرة مستقلة هذا السطر:" أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله " على ماذا تحمد الله ؟ على أن الملك له لا لغيره ، لأنك ستمد يديك سوف يملأها لك سوف تمد يديك للبشر سوف يقطعوها لك ، لأن الله قال لنا ﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ أحياناً الواحد يكون معه أموال الزكاة ليست لي ، ويأتي واحد فقير ، أقول له غداً ، لماذا تقول له غداً ؟ المال في جيبيك ، وأنت وكيل لا تصرف من عندك ،فتقول له غداً أو بعد غد ، فيقول لك : لو عشرين جنيه يفرجوا أزمتي ، فتقول له : خمسة فقط ، طيب ما تعطيه أنت معك عشرين جنيه تفك أزمته ؟! لا خمسة فقط ، لأني لو أعطيتك العشرين جنيه سوف يأتي واحد آخر لن أجد له ، وأنا أريد أراضي الجميع ,انظر إلى طريقتنا نحن في الأموال التي لا نملكها ، يجب أن تجد البخل موجود عندنا بدعوى أننا نريد أن نكرم أكبر عدد من الناس ، ونرفع الشعارات هنا,فالنبي ﷺ علمنا الفقر الرسمي في الدعاء : والحمد لله أن الملك له لا لغيره .إذا كان ربنا تبارك وتعالى وجل شأنه يراضيك وأنت تحمد الله أن الملك له ، فكيف تعبد غيره؟فتقول : ولا إله إلا الله, هو الذي يعطيني وينجيني . وهذا يدل على أن النظر بعين الاعتبار إلى القرآن المكي مهم جداً : القرآن المكي مثل الحادي الذي يحدوا القلب ، تجد كل القرآن المكي عبارة عن : ذكر النعم ، ألم أفعل لكم كذا وكذا وكذا ، وسألتم كذا فأعطيتكم ، ولله المثل الأعلى. مثل ولدك بعدما وفرت له كل سبل النجاح ثم بعد كل ذلك يرسب, أنت كأب ، ماذا تفعل معه؟ تقول له فعلت كل شيء من أجلك ثم ترسب إذن هذا أمرّ من السيف هو يتمنى تقطع رقبته ولا تذكره بهذه المنظومة. ولله المثل الأعلى ، القرآن المكي كذلك ، أنجيكم من ظلمات البر والبحر وأعطيكم كذا وكنت في ورطة ونجيتك وكنت سائل وأعطيتك ، أتعبد غيري؟ أيجمل بك أن الذي لا يعطيك شيئاً تعبده وتسجد له وأنا الذي أعطيك كل شيء تنصرف عني؟ أيجمل بك هذا ؟ بهذه الطريقة الهادئة جداً التي تخترق القلب,مثل حديث جُبير بن مطعم الذي في البخاري ، كان كافراً ذهب ليفدي أسرى بدر ويدفع المال ويأخذ الأسرى ، فوافى النبي ﷺ وهو يصلي المغرب في المدينة ، فسمعه يقرأ من سورة الطور : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ﴾قال: فكاد قلبي أن يطير,إذا عددت كلمة(أم )في هذه السورة تجدها أربعة عشر (أم)أريد منكم بعد الدرس تقرؤون هذه الآيات ، من أول ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾ إلى أن تنتهي كلمة أم وانظر قلبك ماذا سيفعل ، أو آيات سورة النمل قوله تعالى ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ الخمس آيات هذه ، وكيف أنعم عليهم ، وبعد كل آية : ﴿ أإلهٌ مع الله ؟لا يمكن إنسان يكون عنده قلب يجيب إلا الإجابة الصحيحة ، ﴿ أإلهٌ مَعَ اللَّهِ﴾ ؟ لا وألف، كلا,. فالقرآن المكي كله يخاطب القلب : لأن هذه هي صفات الرب سبحانه وتعالى,فأنت تحتاج أن تزود إيمانك بالذكر ، انظر في الصباح قلنا هذا الذكر,فأول مذكور لك هو الله سبحانه وتعالى ، آخر مذكور لك ، يجب أن يكون هو الله ,عندما تأتي وتقول أذكار النوم ، حديث البراء وغيره : كان النبي ﷺ يضع يديه تحت خده الأيمن ثم يقول :" وجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك ، وفوضت أمري إليك ، رغبةً ورهبةً إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت"أنظر إلى كلام النبي شيء يدخل مثل السهم في القلب ، ومعناه كبير جداً وجهت وجهي إليك : فأنا وأنت ننام ، يُمكن أن يموت أحدُنا، كما قال الله عز وجل ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾ يتوفاها أيضاً ، إذن نحن عندما ننام تخرج أرواحنا كلها ، يتوفاها الله عز وجل ، الروح التي انتهت لا ترجع إلى صاحبها ، والذي لازال لها بقية في الأجل ترجع له روحه ﴿ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ لا ترجع إلى صاحبها ﴿ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ إلى أن يأتي أجله ,فأنت يمكن أن تنام وتموت ، كأنك تقول( اللهم إن قبضت روحي فقد وجهت وجهي إليك ،). وألجأت ظهري إليك : هذا النوع الثاني ، فنحن ذكرنا الأول﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ هذا الشطر الأول من الكلام ، اللهم إني وجهت وجهي إليك ، أمسك روحي إذن أنا ذاهباً إليك وإن أرسلتها إلى أجل مسمى يقول : وألجأت ظهري إليك ، هذه مربوطة لمن لازال له أجل لماذا قال ألجأت ظهري إليك؟لأنك عندما تنام ترمي سلاحك ، وعدوك لا ينام ولا يُلقي سلاحه ، يمكن يغتالك وأنت نائم ، وهو الشيطان لذلك الغدر دائماً يأتي من الظهر ، يقول: ضربه في ظهره,فلو أتيت الوجه للوجه ، لو رأيتك أستطيع أن أتصرف معك ، ولكن اغتاله غدراً وغيلة من الخلف,. لماذا تسقط القبلة في صلاة الخوف؟ولذلك صلاة الخوف تسقط فيها القبلة لذلك ونحن في أرض الجهاد والمعركة قِبلَتَكَ حيث يأتي عدوك ، وليس تعطي له ظهرك لكي يقتلك وأنت تصلي,فالنبي ﷺ عندما يقول : ( وألجأت ظهري إليك كأنه يقول: يا ربي إن جعلت في عمري بقية فاحمني لأن العدو يأتيني من خلفي غدراً وغيلة لأنني لا أراه) ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ وهذه مسألة مرعبة لا تعرف من أين سيأتي ، فتريد من يحميك ، فتقول ياربي إن الشيطان يفر من ذكرك إذا استعنت بك فأنا أحمي نفسي بذكرك ,وأنا نائم الآن ، فاحميني ، لأني وأنا مستيقظ أحمي نفسي بك ، وأنا نائم سلمت سلاحي سيغتالني فألجأت ظهري إليك ,. وفوضت أمري إليك : التفويض منزلة العلماء مختلفون هل التوكل أم التفويض هو أعلى ؟ أنا أختار أن التفويض أعلى من التوكل لسبب بسيط,أن التوكل مع عِظمه – لكي لا يتصور أحد أن ننزل من درجة التوكل- فالتوكل أعظم شيء :﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ وقال تعالي ﴿ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا﴾ كل الآيات التي فيها التوكل ليس لك حول ولا قوة فالله عز وجل يحميك ,ولكن التوكل يأتي بسبب وبغير سبب والتفويض عادة يأتي بعد فقد الأسباب, لم يعد في يديك أي شيء ، فتركت الأمر جملة وتفصيلاً لربك سبحانه وتعالى ، فوضت أمري إليك. لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك : ﴿ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ ومن سيعطي هذا السلطان ؟ فتهرب منه له هذه هي الجهة الوحيدة أو رب العالمين وحده هو الذي يُفّر منه إليه أنت تفر من فلان إلى ، إذن عندي البداية والنهاية ,لكن فيما يتعلق برب العالمين سبحانه وتعالى تفر منه إليه,فإذا كنت تعرف أن مرجعك إليه فاعبده بحق ، كما قال عز وجل﴿ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾ إذا احتميت به لا يعرف أحد يأتي بك وإذا احتميت بغيره أتى بك, هذا معنى ﴿ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾تبارك وتعالى . إذن عندما أستخدم الأذكار الموظفة وأأتي بالكتب الصحيحة بالأذكار وأبدأ أحفظ وأذكر وأنفذ الأذكار على أرض الواقع ، هذا يورثك الذكر الذي يدفع بك إلى أحضان المحبة,السلف كانوا كذلك ، وكلامهم في المحبة كلام جميل ، ويمكن أنكم تلاحظون أنني في كلامي عن المحبة أجلس وأنا مستمتع ، لأن المحبة تخفف كل شيء ، لا تشعر بقهر ولا بفقر ولا بأي شيء إذا ركبت مركب المحبة . إذن الوصية في آخر الدرس : كل واحد عنده كتاب أذكار موظفة يحفظه مثل القرآن ويعرف متى يقول كل ذكر؟إذا نفذنا ، نكون قد أصبنا معنى﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ وفي نفس الوقت الحديث الذي ختم الإمام البخاري رحمة الله عليه كتابه به وهو : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم انتهي الدرس الخامس. |
| | | | الدرس (5) من مدرسة الحياة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |