منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس (15) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (15) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (15) من مدرسة الحياة   الدرس (15) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 7:43 pm

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
] مِمَا يَزِيدُ العِلمَ عِندِي فَضلًا أَن قَومًا تَشَاغَلُوا بِالتَعَبُدِ َعن العِلمِ فَوَقَفُوا عَنِ الوصُولِ إِلَى حَقَائِقِ الطَلَب، فَرُوىَ عَن بَعضِ القُدَمَاءِ أَنَهُ قَالَ لِرِجُلٍ : (يَا أَبَا الوَلِيدِ إِن كُنتَ أَبَا الوَلِيدِ يَتَوَرع أَن يَكنِيهِ وَلَا وَلَدَ لَهُ) .
وَلَو أَوغَلَ هَذَا فِي العِلمِ لَعَلِمَ أَن النَبِي : كَنَّى صُهَيبًا أَبَا يَحيَ وَكَنَى طِفلًا فَقَالَ : (يَا أَبَا عُمَيْر مَا فَعَل الْنُّغَيْر ؟).
وقال بَعضُ المُتزَهدِينَ : (قِيلَ لِي يَومًا : (كُل مِن هَذَا اللَبن)فَقُلتُ هَذَا يَضُرُنِي ثُمَ وقَفتُ بَعد مُدَةٍ عِندَ الكَعبَةِ) فَقُلت اللَهُمَ إِنكَ تَعلَمُ أَنِي مَا أَشرَكتُ بِكَ طَرفَةَ عَين فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ :)وَلَا يَومَ اللبَن ؟).
وَهَذَا لَو صَحَ جَازَ أن يَكُونَ تَأدِيبًا لَهُ لِئَلَا يَقِفُ مَعَ الأَسبَابِ نَاسِيًا لِلمُسَيِبِ و إِلَا فَالرَسُولَ قَد قَال :( مَا زَالَت أَكلَةُ خَيبَرَ تُعَاودِنِي حَتَى الآَن قَطَعَت أَبهَرِي (وَقَالَ) مَا نَفَعَنِي مَالٌ كَمَالِ أَبِي بَكر
ومِنَ المُتَزَهِدِينَ أَقوِامٌ يَرَونَ التَوَكلَ قَطعَ الأَسبَابِ كُلِهَا وَهَذَا جَهلٌ بِالعِلمِ فَإِن النَبِي : دَخَلَ الغَارَ وشَاورَ الطَبِيبَ وَلَبِسَ الدِرعَ وَحَفَرَ الخَندقَ ودَخَلَ مَكةَ فِي جِوَارِ المُطعِم بن عَدِيٍ وكَانَ كَافِرًا وَقَالَ لِسَعدٍ :(إِنكَ أَن تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغنيَاءَ خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَدَعَهُم عَالَةً يَتكَفَفُونَ النَاس )
فَالوقُوفُ مَعَ الأَسبَابِ مَعَ نِسيَانِ المُسَببِ غَلَط وَكلُ هَذِهِ الظُلمَاتِ إِنمِا تُقطَعُ بِمُصبَاحِ العِلم وَلَقَد ضَلَ مَن مَشَيَ فِي ظُلمَةِ الجَهلِ أَو فِي زُقَاقِ الهَوَىَ) [.
ماعصب هذه الخاطرة؟
عصب هذه الخاطرة يدور على فضل أهل العلم علي أهل الزهد والتعبد لماذا بدأ الشيخ حفظه الله بهذه الخاطرة؟
وأنا بدأت بهذه بين يدي الخاطرة التي وعدتكم بها للجِدِ في طلب العلم مع ذكر ما يُبدء به وما يُؤخر فإن فضل الشيء لابد أن يكون قبل ذكره ليكون حافزًا لطلبه، ولذلك مثلاً الإمام البخاري في صحيحه ذكر كتاب فضائل القرءان قبل كتاب التفسير لماذا ؟ حتى تجدَّ في طلب علوم القرءان .
المقصود من تصنيف كتب الفضائل.
وكتب الفضائل التي صُنفت كلها المقصود منها التهييج علي فعل الخير فضائل القرءان، فضائل السنة، فضائل الصحابة، كل هذه الكتب إنما المقصود منها تزيين الخير للناس .
وحتى لا يتصور أحد أنها دعوةٌ إلى الكسل سأُتبع هذه الخاطرة إن شاء الله عز وجل إن أحياني الله عز وجل غدًا سأتبعها بخاطرةٍ أخري عن العمل، لأن المقصود من العلم هو العمل، العلم ليس غاية في نفسه، إنما العلم يهدي إلي العمل، فإذا وقف المرء مع صورة العلم كان حجة عليه لا له، وهذا ربما كان الجاهل أعذرَ لأمره وأخفَّ لأمره من العالم الذي علم ثم خالف أو علم ثم كتم إلي آخره .
فهذا كما أقول ليس دعوة للكسل عن العبادة، لكن لا يُتصور عبادة صحيحة بلا علمٍ صحيح، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول (اقتصادٌ في سنة خير من اجتهادٍ في بدعة)، اقتصاد في سنة، أي لو اتبعت السنة ولو كان عملك قليل هذا خير من الاجتهاد بالبدعة الاجتهاد بالبدعة .
فيقول رحمة الله عليه: (مِمَا يَزِيدُ العِلمَ عِندِي فَضلًا أَن قَومًا تَشَاغَلُوا بِالتَعَبُدِ َعن العِلمِ فَوَقَفُوا عَنِ الوصُولِ إِلَى حَقَائِقِ المطَلوَب) .
العلم هذا مثل الكشاف هو الذي يُنير لك الطريق، فالذي يعلم أن العلم وسيلة إلى المقصود والوسائل لها أحكام المقاصد ولابد أن تكون الوسيلة على نحو الغاية من الشرع ،هذا الكلام كلام مهم، لابد أن تكون الوسيلة على نحو الغاية .

ما لمراد بالوسائل لها أحكام المقاصد؟
مثال ذلك: رجلٌ يريد أن يكون غنيًا، ما الوسيلة إلى الغني، أن يعمل أو أن يرابي أو أن يرتشي أو أن يقتل رجلاً ويأخذ ماله، أليست هذه كلها وسائل للغني، فيها مشروع وفيها محرم، فالغني مشروع فلابد أن تكون الوسيلة إلى المشروع مشروعة، ليست محرمة، هذا هو معني الوسائل لها أحكام المقاصد، المقصد الغني إذا كان مشروعًا تبقى الوسيلة لابد أن تكون مشروعة .
لماذا ذُمَّ النصارى؟
فهؤلاء الذين وقفوا على حقيقة التعبد بأي شيء يتعبدون ؟ لماذا ذُمَّ النصارى ؟ لأنهم كانوا يعبدون الله عز وجل بأهوائهم، هذه الرهبانية هم الذين ابتدعوها كما قال الله عز وجل: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا (الحديد:27)
فذُمُّوا من وجهين:
الوجه الأول: ابتداع الرهبانية، لماذا ترهبنتم ؟ نريد أن نصل إلى الله ؟، نريد ألا يدخل قلوبنا شيء إلا الله، طيب قبلناها منكم، فهل وقفوا علي حدودها ؟ أبدًا
الوجه الثاني: لم يلتزموا بما ابتدعوه ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا هذا شيء أنت فرضته على نفسك، ما فرضه عليك أحد، ألا تلتزم به ؟ فابتدعوا أولاً ثم لم يلتزموا بما ابتدعوه، فذموا من هذين الوجهين .
ولا زال فضل أهل العلم على فضل أهل التعبد دائم وكثير، إنما قفز القنطرة من تعلم ثم تعبد، كما سأذكره لكم في خاطرة غدٍ إن شاء الله عز وجل، لا تري أحدًاً يضرب به المثل في العبادة إلا رجل تعلم أولاً، ثم رأى أن ما حصله من العلم كاف في العمل فلم يستزد، وستجد أكثر هؤلاء من علماء الحديث قال وهو يعدد جهل أهل التعبد الذين لم يتعلموا .
قال: (فَرُوىَ عَن بَعضِ القُدَمَاءِ أَنَهُ قَالَ لِرِجُلٍ : [ يَا أَبَا الوَلِيدِ إِن كُنتَ أَبَا الوَلِيد [
رجلٌ يكني أبا الوليد ولكن لم يولد له، إما لم يتزوج أو تزوج ولم ينجب فيريد أن يقبِّح فعله فيقول له أنت كاذب لأنه ليس عندك ولد يقال له الوليد، فكيف تكون أبا الوليد ؟ .
يقول ابن الجوزي: (وَلَو أَوغَلَ هَذَا فِي العِلمِ لَعَلِمَ أَن النَبِي : كَنَّى صُهَيبًا أَبَا يَحيَ) .
قصة صهيب الرومي.
وصهيب الرومي، صهيب بن سنان بن مالك هو من يعني ذرية النمر بن قاصد، دخل عليه عمر بن الخطاب ط في بستانه بالعالية، العالية _ مكان في المدينة _، فأول ما رآه صهيب قال : يا ناس يا ناس، فقال عمر: لا أب له، لماذا يجمع علي الناس ؟ فقيل له: لا، إن له غلامًا يقال] له يُوحَنَس([ فيدلِلُهُ يعني يقول له) يا ناس يا ناس(لأجل ماذا؟ ليجيء يخدمهم يعني، فجلس عمر فقال:(يا صهيب ،نعم الرجل أنت لو لا ثلاث خصال فيك (، قال:(ما هي يا أمير المؤمنين ؟) قال اكتنيت ولم يولد لك وانتسبت إلى العرب ولست منهم، "صهيب الرومي "، و فيك سرف في الطعام) .
قال: الأولي( أما قولك أكتنيت، ولا ولد لك، فإن الذي كناني هو رسول الله وطبعًا هذا في حادثة معروفة لصهيب أنه لما أراد أن يهاجر من مكة إلى المدينة وعلم المشركون به فأطلقوا الخيل وراءه حتى أدركوه ببعض الطريق، وقالوا له جئتنا صعلوك لا مال لك ثم تريد أن تأخذ المال قال:)المال في مكان كذا وكذا خذوه و خلوا بيني وبين وجه) فتركوه وذهبوا فأخذوا المال، فلما لقي النبي قال حكي له ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام :( رَبِح الْبَيْع يَا أَبَا يَحْيَا)، فقال:(إن رسول الله كناني أبا يحيا وما كنت لأتركها لقولك ).
أما الثانية: أنني انتسبت إلى العرب ولست منهم، فأنا من العرب لكن الروم سبتني وكان يسبي بعضهم بعضًا، سبتني بعدما عرفتُ أهلي ونسبي )، وقد وقع هذا أيضًا لعبد الرحمن بن عوف مع صهيب كما رواه البخاري في صحيحه، أن عبدالرحمن بن عوف أنكر على صهيب أن ينتسب إلى العرب فأخبره صهيب أنه إنما سُبيَ وخطف بعدما عقل نسبه وعقل أهله .
وأما الثالثة فقولك فيك سرف في الطعام، فإني سمعت النبي يقول خَيْرُكُم مَن أَطْعَم الْطَّعَام) هذه قصة صهيب .
هل من الضروري عندما يُكَنَّي الإنسان لابد أن يكون له ولد مع التدليل؟
فهو عندما يقول يا أبا الوليد إن كنت أبا الوليد فهذا جاهل، وعائشة ل وإن كان الحديث فيه مقال كانت تُكنى أم عبد الله، ومعلوم أن عائشة لم يولد لها، وما ذُكر في بعض الأحاديث أنها سقطت أسقطت سقطًا فكنَّاه النبي أبا عبد الله فهذا غير صحيح .
إنما قال لها:( الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم) ، أخت عائشة أسماء، ابنها عبد الله ابن الزبير، الخالة بمنزلة الأم فكنَّاها النبي بأم عبد الله ولا ولد لها .
بل إن النبي كما قال ابن الجوزي):كنَّي طفلاً فَقَالَ: (يَا أَبَا عُمَير مَا فَعَلَ النُغَير ؟)وهذا الحديث في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال كَان لِي أَخ، قَال الْرَّاوِي: ]أَظُنُّه فَطِيما[ وَكَان لَه نُغَر يَلْعَب بِه) ، النغر طائر صغير له منقار أحمر يشبه العصفور، فكان هذا الطفل يربط هذا العصفور بحبل ويمسكه في يده، فمرَّ عليه النبي وقد مات هذا النُّغر فلاطفه وداعبه وَقَالَ: (يَا أَبَا عُمَير مَا فَعَلَ النُغَير؟)يمزح معه،هذا طفل، والراوي يقول: ]أظنه فطيمًا[ يعني لا يزال مفطوماً سنه سنتين أو شيء من هذا القبيل، اذاً عندما كنَّاه أبا عُمير ليس بالضرورة أن يكون الإنسان له ولد .
من فوائد هذا الحديث:
1-جواز اتخاذ العصافير الملونة، لأنه لا فرق بين أن تحبس عصفورًا بحبل أو أن تحبسه في قفص، وهذا الحديث صحفه بعض الرواة أو بعض العلماء أو طلبة العلم فقرأه هكذا( يَا أَبَا عَمِير ما فَعَلَ البَعِير)
2-أن الرجل إذا ولد له فالسنة أن يتكني بأكبر أولاده، كما في سنن النسائي وغيره( أَن رَجُلَا جَاء وَافِدا عَلَي الْنَّبِي وَكَان يُكَنَّي أَبَا الْحَكَم وَكَان رَجُلا عَاقِلَّا يُرْجَعُوْن إِلَيْه، فَكُلَّمَا خَاطَبَه الْنَّاس قَالُوْا يَا أَبَا الْحَكَم، فَقَال لَه الْنَّبِي : إِن الْحُكْم هُو الْلَّه، أَلَك أَوْلَاد ؟قَال: نَعَم ، قَال: مِن أَكْبَرُهُم ؟ قَال: شُرَيْح قَال: فَأَنْت أَبُو شُرَيْح ).
3- ويجوز للرجل أن يُكتني بغير ولده، ممكن لا يكون عنده ولد أبدًا اسمه الوليد ،ويقال له يا أبا الوليد، ليس بالضرورة .
أنا كنيتي أبو إسحاق مع إني ليس عندي إسحاق و لا أنوي أن أسمي إسحاق ليس بالضرورة أن الواحد يكتني باسم ولد حقيقة .
4- ويجوز للمرء أن يكتني بكنيتين يُمكن أن يكون أبو عبدالرحمن وأبو عبد الله في نفس الوقت، وأحد مشايخ البخاري لقبُهُ عبدان، عبدان، هو اسمه عبد الله بن عثمان يلقب بعبدان لماذا؟ كان له كُنيتان، أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن إذاً صار عبدان، فكانوا يقولون له هذا اللقب، والبخاري عندما يروي عنه يقول حدثنا عبدان، عبد الله بن عثمان بن جبل محدث وأبوه محدث .
وقال بَعضُ المُتزَهدِينَ قِيلَ لِي يَومًا :] كُل مِن هَذَا اللَبن[ فَقُلتُ : هَذَا يَضُرُنِي ثُمَ وقَفتُ بَعد مُدَةٍ عِندَ الكَعبَةِ فَقُلت : اللَهُمَ إِنكَ تَعلَمُ أَنِي مَا أَشرَكتُ بِكَ طَرفَةَ عَين فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ ]:وَلَا يَومَ اللبَن ؟[
ما هو وجه الكلام ؟ أنه قال: اللبن يضُرُني والذي يضر وينفع هو الله فكأنه لما قال هذا يَضُرُنِي كأنما أشرك مع الله غيره، انظر الجهل إلى أين وصل فيقول هتف بي هاتف، طبعًا كلمة هتف بي هاتف و هذا، من الخرافات التي لا يمكن أن تجدها بإسناد صحيح، فهذا جهل لأن الألفاظ لابد أن يُراعي فيها يراعي اللفظ ويراعي القصد هذا أحيانًا وهذا أحيانًا، لكن القصد هو الأصل

أهمية النظر إلي حقيقة الألفاظ والمقاصد:
مثال ذلك:لو أن رجلاً ما خطر بباله قط أن يطلِّق امرأته ولا هو مُريد لذلك ولا نواه وحصل خصومة بينه وبين امرأته فقال لها: أنت طالق)،يريد أن يقول لها : امشي من أمامي ،أُغربي عن وجهي، لا أريد أن أراك، فقال: أنت طالق لا يقع الطلاق،لأنه قصد أن يطردها لا أن يطلقها فانقلب لسانه أو سبق لسانه فقال هذه الكلمة، وهذا محل اتفاق عند العلماء .
ونزَّلوها علي أشياء كثيرة منها قول القائل) (الْلَّهُم أَنْت عَبْدِي وَأَنَا رَبُّك)الحديث الذي رواه مسلم قال أَخْطَأ مِن شِدَّة الْفَرَح)
أراد أن يقول للهم أنت ربي رحمتني وأرجعت إلي الناقة وأرجعت إلي الزاد فأراد أن يقول كلمة شكر لله عز وجل فانقلب لسانه، لو أنه كان مريدًا لهذه الكلمة لكفر بلا خلاف، فإذاً ننظر لأن هذه المسألة دقيقة، ننظر إلى حقائق الألفاظ والمقاصد .
في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني قال كُنَّا فِي ذَات لَيْلَة عَلَى إِثْر سَمَاء ، إِثْر سَمَاء _أَي يُوْجَد مَطَر _ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَال الْنَّبِي لَنَا أَتَدْرُوْن مَا قَال رَبُّكُم الْلَّيْلَة؟ قُلْنَا: لَا ،أَو الْلَّه وَرَسُوْلُه أَعْلَم قَال: أَصْبَح مِن عِبَادِي مُؤْمِن وَكَافِر فَمَن قَال :مُطِرْنَا بِفَضْل الْلَّه ،فَذَلِك مُؤْمِن بِي كَافِر بِالْكَوَاكِب، وَمَن قَال: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا، فَهَذَا كَافِر بِي مُؤْمِن بِالْكَوَاكَب ) طيب الذي يقول إن الرياح الغربية الشمالية اصطدم بعضها البعض، فنزل المطر أو البرق ولم يذكر رب العالمين في هذا مطلقًا، هل يًُعدُّ كافراً ؟ على حسب قصده، ماذا يقصد بهذا ؟ يقصد فقط أن يذكر كيف نزل المطر هذا الذي يقصده .
لكنه إن قصد أن الأنواء هذه هي التي أنزلت وجعل ذكر الله عز وجل أجنبيًا عن هذه المسألة، فهو المعني بهذا الحديث)من قال: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا، فَهَذَا كَافِر بِي مُؤْمِن بِالْكَوَاكَب ( إن صاحب هذا الاعتقاد
أما إن قال الكلمة وقلبه أجنبي عنها فإننا لا نستطيع أن نُجرّمه بهذا الحكم مثلاً حديث الطفيل بن سخبرة: عند بن ماجه وغيره والصحيح أنه من مسند الطفيل وسفيان بن عيينه وهم في هذا الحديث وجعله من مسند حذيفة بن اليمان .الطُفيل بن سخبرة أخو عائشة لأمها، أم رومان التي هي زوجة أبي بكر وأم عائشة هذه كانت متزوجة برجل قبل أبي بكر الصديق، فأنجب منها

مايدلُّ علي شرف الكلمة وأن الدين كله مبني علي الكلمة.
الطُفيل، رأى الطُفيل رؤيا( أَنَّه لَقِي رَهْطا مِن الْيَهُوْد، قَال لَهُم: مِن الْنَّاس ؟ قَالُوْا:نَحْن الْيَهُوْد قَال: نِعْم الْقَوْم أَنْتُم إِلَا أَنَّكُم تُشْرِكُوْن، تَقُوْلُوْن عُزَيْر ابْن الْلَّه ، فَقَال: وَأَنْتُم _يَعْنِي يَا مَعْشَر الْمُسْلِمِيْن _نِعْم الْقَوْم أَنْتُم إِلَا أَنَّكُم تُشْرِكُوْن، تَقُوْلُوْن مَا شَاء الْلَّه وَمُحَمَّد، ثُم لَقِي فَوْجا آَخَر، مِن الْنَّاس ؟ قَالُوْا نَحْن الْنَّصَارَى، قَال: نَعَم الْنَّاس انْتُم إِلَا أَنَّكُم تَقُوْلُوْن الْمَسِيْح ابْن الْلَّه، فَقَالُوَا لَه: و نِعْم الْقَوْم أَنْتُم إِلَا أَنَّكُم تُشْرِكُوْن، تَقُوْلُوْن مَا شَاء الْلَّه وَمُحَمَّد )
اسْتَيْقَظ الْطُّفَيْل فَقَص هَذِه الْرُّؤْيَا عَلَي بَعْض الْنَّاس وَعَلَى أُخْتِه عَائِشَة فَأَخْبَرَت عَائِشَة الْنَّبِي
بِالْرُّؤْيَا فَأَرْسِل إِلَى الْطُّفَيْل، قَال: هَل أَخْبَرْت بِهَا أَحَدا ؟ قَال: نَعَم، فَدَعَا الْنَّبِي صَلَّي الَه عَلَيْه وَسَلَّم الْنَّاس وَقَال: إِن طُفَيْلِا حَدَّثَنِي أَنَّه رَأَى رُؤْيَا وَقُصَّهَا، وَأَنَّكُم كُنْتُم تَقُوْلُوْن مَقَالَة كَان الْحَيَاء يَمْنَعُنِي أَن أَنْهَاكُم عَنْهَا ،مَا شَاء الْلَّه وَمُحَمَّد ،أَلَا فَقُوْلُوْا مَا شَاء الْلَّه وَحْدَه مَا شَاء الْلَّه وَحْدَه)
ما شاء الله وشئت ،أليست الواو هذه من جعلت النبي يقول للرجل كما في حديث ابن عباس لما سمعه يقول:( مَا شَاء الْلَّه وَشِئْت)، قال أَجَعَلْتَنِي لِلَّه نِدا، أَو أَجَعَلْتَنِي لِلَّه عِدْلا) واو وحده فقط ،واو تجعل الكلام كما سمعتم أَجَعَلْتَنِي لِلَّه نِدا)؟، طيب تأخذ الواو وتضع مكانها ثم خلصت من الموضوع، وهذا يدل على شرف الكلمة، وأن الدين كله مبني على الكلمة قال:( أَجَعَلْتَنِي لِلَّه نِدا)؟، هل هذا الرجل قصد أن يجعل النبي ندًا لله عز وجل أبدًا بل ربما ما خطر بباله، هل أعطيه حكم الشرك ؟، لأ، لا اعطيه حكم الشرك و لا اقول أنه مشرك، إنما أقول قال كلام الشرك مثلاً .
لأنه يوجد أُناس يقولون عندما نقول: يا جماعة لا يطوف أحد بالقبور، لأن هذا كفر، يقول أحدهم: لماذا يكفروننا؟ أنا قلت: الذي طاف كفر أو قلتهذا الفعل كفرفهناك فرق بين أن يفعل الإنسان فعل الكفر ولا يكفر لأنه ما قصد وما عرف، جاهل بالحكم، فأنا إنما ذكرت الفعل لا الفاعل، هم إذا لا يفرقون .
شيخ الإسلام ابن تيمية: ناظر رجلاً من المعتزلة ذات مرة حتى الفجر ثم بعدما أنهى المناظرة معه، قالوا له: أهو كافر ؟ قال: لقد قال كلام الكفروكان يقول لمناظريه: أنا لو قلت ما تقولون لكنت كافرًا لكنني لا أكفركم لأنكم جهال، وله كلام كثير في هذا المعني .
إذا :( مَا شَاء الْلَّه وَشِئْت) النبي عليه الصلاة والسلام أنكرها،

البخاري بوب في صحيحه فقال:) باب لا يقول ما شاء الله وشئت ولكن هل يقول أنا بالله ثم بك ؟( هل بينهما فرق؟
أولاً البخاري قسم التبويب إلي قسمين :
القسم الأول: (باب لا يقول ما شاء الله وشئت).
القسم الثاني: (وهل يقول أنا بالله ثم بك ؟) هذان قسمان، جزم في الطرف الأول للترجمة ،( باب لا يقول ما شاء الله وشئت) ولم يجزم في الطرف الثاني من الترجمة (وهل يقول أنا بالله ثم بك) البخاري يقول، ما رأيك يقول أم لا ؟ لم يجزم بالحكم مع أن النص الذي أورده فيه هذه العبارة .
قصة الجماعة [الأبرص والأقرع والأعمى] لما جاء هؤلاء الجماعة، الملك وكل منهم تمني أمنية معينه، فمنهم من رجع له بصره والذي رجع جلده والذي رجع شعره وأعطاهم من أصناف المال حتى أصبح كل واحد عنده وادي من الأبقار والأغنام . وجاءت ساعة الامتحان . فجاء الملك الأبرص في صورة رجل أبرص وكذلك أتي الأقرع والأعمى، قال لهم الثلاثة عبارة ثابتة، قال: ( عَابِر سَبِيِل انْقَطَعَت بِي الْحِبَال وَلَا حِيْلَة لِي إِلَّا بِالْلَّه ثُم بِك) فهل تعطيني بقرة،أوشاة أو غنمه على حسب المال الذي عنده ،أتبلغ بها في سفري
إذا الحديث نص في المسألة لماذا لم يجزم البخاري بالحكم ؟
طالما فيه النص واضح، (انْقَطَعَت بِي الْحِبَال وَلَا حِيْلَة لِي إِلَّا بِالْلَّه ثُم بِك)البخاري لم يجزم بالحكم مع وضوح اللفظة في الحديث، لأن الذي قال هذا الملك ليس بني آدم، فيمكن أن يكون الملك قال هذا على سبيل الامتحان فدخلت المسألة في دائرة الاحتمال، لأن الشريعة كلها إنما هي متعلقة بأفعال بني آدم و ليس الملائكة، الملائكة خارجين عن هذه المسألة، إنما الشريعة التي نزلت القصد منها بنو آدم، طيب و هذا ملك، فقال لك المسألة اذا أصبحت محتمله، هل يتأسى بالملك في مثل هذا، أم خرجت المسألة على سبيل الامتحان وأنه لا يجوز لنا أن نفعله ،كأنما قال :هذا الموضع محل نظر يريد اجتهاد بخلاف الأولي فيها نص ،) مَا شَاء الْلَّه وَشِئْت) قَال:أَجَعَلْتَنِي لِلَّه نِدا قُل مَا شَاء الْلَّه ثُم شِئْت) إذاً فيه نهي، وفيه تصحيح لهذا الخطأ بالنص الواضح الذي لا يحتمل تأويلاً .
إذا البخاري جزم في المرة الأولي لهذا واحتمل أو لم يجزم في المرة الثانية للعلة التي ذكرتها .
عندما يقول قائل : إن الحمد لله لولا وجود الكلب أمام البيت لسرقني اللص هل أشرك؟ لا ولكنه اختصر في العبارة وخالف مقتضى الأدب، كان الصحيح أن يقول :)لو لا أن الله سخر الكلب لي لسرقني اللص (لكنه اختصر المسألة فكان الكلب كسبب من الأسباب.
يتبع إن شاء الله...


الدرس (15) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس (15) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (15) من مدرسة الحياة   الدرس (15) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 7:45 pm

فعندما قيل لهذا الزاهد):كل من هذا اللبن( قال هذا يضرني فعند الكعبة يقول:( اللهم إنك تعلم أنني ما أشركت بك طرفة عين )، فهتف هاتف وانتبه الهاتف الذي ياتي لهم، قال: (ولا يوم اللبن) ، ولا يوم اللبن كأنه أشرك بالله أن هناك من يضر وينفع لا، الضرر والنفع قد يكون من الإنسي نفسه، ألم يقل النبي (ما نفعنا مال كم انفعنا مال أبو بكر) ألم يقلها، طيب ما اليس هذا أيضا نفع ومعروف أن الذي ينفع على الحقيقة هو الله عز وجل .



الأصل التأول للعالم فإن لم تجد يُرد كلامه.
ويقول أيضًا ابن الجوزي وهو يعدد هذه المسألة .)وَهَذَا لَو صَحَ أن جَازَ أن يَكُونَ تَأدِيبًا لَهُ( .
وابن الجوزي يحاول أن يتأول لبعض أهل الفضل وهذا الأصل، إذا قال رجلٌ فاضل كلمة ظاهرها شنيع الأصل أن تتأول له، لفضله وعلمه فإن لم تجد ترد الكلمة .
مثلاً الإمام النسائي :بعض الناس يقول أنه متشيع وهذا غلط صريح، النسائي سني خالص ليس فيه شعرة من التشيع، وطبعًا التشيع قديمًا غير التشيع الان، الموجود الآن اسمه رفض، ليس تشيع، لكن قديمًا في العلماء المتشيع الذي يري أن عليً أولي بالخلافة من عثمان، لكن لا يتعرض للشيخين أبي بكر وعمر، بل كلهم مجموعون على تعظيم الشيخين وتقديمهما و هذه مسألة اجتهاد، علي قبل عثمان، لكن الجماعة علي أن عثمان أولي كما هو في الحديث، لكنهم قالوا أن النسائي فيه طرف من التشيع لماذا؟ انظر الإمام النسائي حتى أقول لك هذا مثل أن تتأول للعالم، فإن لم تجد ممكن ترد كلامه، لكن الأصل تتأول لفضله وعلمه
مالسبب في اتهام النسائي _رحمه الله_ بالتشيع؟
عندما دخل النسائي دمشق، ودمشق هذه كانت معقل النواصب، النواصب الذين هم ضد الشيعة، ، والنواصب هم الذين يتعصبون لبني أميه، فلما دخل دمشق وفيها معقل النواصب ورآهم يسبون عليًا فبدأ يصنف كتابًا خصائص علي بن أبي طالب وذكر فيه قرابة مائة وتسعين حديثًا تدور ما بين الصحيح والحسن والضعيف والضعيف جدًا، لكن الغالب علي الكتاب الصحة، وبدأ يقرأ هذا الكتاب في دمشق، يعني مثلما نحن نقول : وضع يده في عش الدبابير، تعدد بفضائل علي عند من يسبون عليًا، ولم يكن إذ ذاك صنف في فضائل الشيخين أبي بكر وعمر، فهو يريد أن يداوي الجرح الموجود لعلهم يرجعون إلى رشدهم ولا يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لفضائله الكثيرة، فبدأ بهذا رعاية للمصلحة، فالذين اتهموه بالتشيع اتهموه لذلك، قال لك يبدأ بالتصنيف في فضائل علي قبل أبي بكر وعمر هذا متشيع .
سئِلَ النسائي رحمه الله لماذا صنفت في فضائل علي قبل الشيخين ؟ قال: نزلت دمشق والمخالف بها كثير فصنفت هذا رجاء أن يهديهم الله تعالى ، وهو يحدث في خصائص علي قال له رجل ألا تحدثنا بفضائل معاوية، فقال:)ما أقول لك ؟ لا أشبع الله بطنه؟ ،تريدني أن أروي لك هذا الحديث يعني، طبعًا هذا حديث ابن عباس في صحيح مسلم، أن الرسول أرسل ابن عباس ينادي معاوية م لشيء، ذهب ابن عباس وجده يأكل، قاله الرسول عايزك، قال: أنا آكل وسأذهب إليه، فابن عباس لما ذهب وقال هذا للنبي فقال لَا أَشْبَع الْلَّه بَطْنَه) فالنسائي يقول له تريدني أن أقول لك هذا و اغضبك يعني .
فبعض الناس قال أن النسائي لتشيعه يحط على معاوية، لأ، لا يحط على معاوية، لماذا ؟ لأن النسائي إمام كبير فاهم نتأوله، لكننا وجدنا نصًا في ذلك لكن نتأول له أي أن معاوية ط لا يجري في مضمار علي ولا كان معاوية يدعي أنه مثل علي بل كان يجزم أن علي أفضل منه، هذه مسألة مقطوع بها عند أهل السنة جميعًا، أن علي بن أبي طالب أفضل من معاوية بن أبي سفيان، و هذه مسألة منتهية و ليس فيها نقاش ابدا .
لكن لما سُئل النسائي رحمه الله عن رجل يسب معاوية، قال:(الإسلام دار والصحابة الباب فمن نقر علي الباب أراد الدخول ومن أراد الصحابة فقد أراد الإسلام، وهذا رجل سوء( .
الشاهد من الكلام:الأصل عندما يقول العالم كلمة ظاهرها الشناعة لابد أن نحملها علي ما يناسب علمه ودينه، إذا لم نجد في التأويل مساغًا ومجالاً سأرد الكلام وأقول هذا مما أخطأ فيه العالم .
ابن الجوزي يحاول أن يتأول مثلما يحكي عن صوفي يُكني بأبي حمزة .
قال:(كنت في الطريق إلى مكة فنزلت بئرًا لأشرب، فجاء رجلان فطمّاها علي )، ردموا البئر عليه، قال:( فلم أتكلم حملاً لنفسي على التوكل )، لأنه لو قال توقفوا أنا تحت !!، إذن هو غير متوكل علي الله، فعنده التوكل قطع الأسباب فردموها عليه، قال فجاء أسد فأخرجني )، شيء هكذا .
فابن الجوزي يقول: فلو صح هذا يعني والأسد أخرجه لكان رفقًا من الله عز وجل بعبده الجاهل، فهو يحاول، أن يقول: إن صح، حتى لو صح بالإسناد، ابن الجوزي لم يتعرض لرد الكلام، حتى لا يقول قائل بل صح يقول: أنا تركت المسألة احتمالاً .

مسالك العلماء في رد الكلام الخطأ:
المسلك الأول: يُضعِّف الكلام، و هذا أضعف المسلكين .
المسلك الثاني: يفترض صحة الكلام ويزيفه من حيث المعني، هذا أقوي إذا، مثلاً يحتج شخص ما بحديث، تقول هذا حديث ضعيف، هكذا انتهينا من المسألة، افترض أن هذا الحديث كان له إسناد آخر لا تعرفه أو رواية ثانية لا تعرفها، ، لو قلت هذا ضعيف، افترض إنه كان صحيح، سأتورط، لماذا ؟ لأن المعني يلزمني، فالعلماء بعد أن يضعفوا الحديث الذي هم المنظرين الكبار مثل ابن حزم وغيره الجماعة الذين كانوا نار تحرق وبحر يغرق، يقول إنه ضعيف ويحاول يثبت ضعفه، ثم يقول وعلى فرض صحته فلا حجة لك فيه أيضًا بسبب ماذا ؟ واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، هذا المناظر الذي هو مذاكر، لا يكتفي بالتضعيف لازم يقول له علي فرض الصحة ويزيف له المعني لا ان يزيف له الرواية فقط.
فابن الجوزي هو يحترز لنفسه في مثل هذا مع إن طبعًا الكلام والهاتف و هذا الكلام كان ابن الجوزي ينكره ،يقول:) وَهَذَا لَو صَحَ أن جَازَ أن يَكُونَ تَأدِيبًا لَهُ لِئَلَا يَقِفُ مَعَ الأَسبَابِ نَاسِيًا لِلمُسَبِبِ (.
فائدة:لفظة المسبب هذه المفروض أن نحذفها، لأن الله عز وجل لا يجب أو لا ينبغي أن يوصف إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ، لايوجد لدينا شيء اسمها المسبب في أسماء الله أو صفاته
وإِلَا فَالرَسُولَ قَد قَال مَا زَالَت أَكَلَة خَيْبَر تُعَاودُنِي حَتَّى الْآَن قَطَّعَت أَبْهَرِي)
أكلة خيبر زينب بنت الحارث امرأة سَّلام بن مشكم اليهودي هي التي دست للنبي السم في الذراع، وسألت عن أحب شيء إليه، قالوا لها الذراع أكثرت السُّم في الذراع وسممت باقي الشاه، بشر بن البراء ومجموعه ماتوا، بشر بن البراء مات لأنه أكل، النبي عليه الصلاة والسلام ما استساغ اللقمة فلفظها، فلا زالت توجد آثار السُم في لهاته .
وعندما ناداهم الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال يَا مَعْشَر الْيَهُوْد هَل أَنْتُم صَادِقِي فِيْمَا أَسْأَلُكُم ؟ قَالُوْا: نَعَم يَا أَبَا الْقَاسِم، قَال: مَن أَبُوْكُم ؟ قَالُوْا: أَبُوْنَا فُلَان وَفُلَان، قَال: كَذَّبْتُم بَل أَبُوْكُم فُلَان قَالُوْا: صَدَقْت يَا أَبَا الْقَاسِم، ثُم قَال: إِنِّي سَائِلُكُم فَهَل أَنْتُم صَادِقِي فِي ذَلِك ؟ قَالُوْا :نَعَم وَإِن كَذَبْنَا عَرَفْت كَذِبَنَا، قَال: مِن أَهْل الْنَّار ؟ قَالُوْا: نَكُوْن فِيْهَا يَسِيْرا ثُم تُخَلِّفُون فِيْهَا، فَقَال: كَذَّبْتُم، ثُم قَال: إِنِّي سَائِلُكُم عَن شَيْء فَهَل أَنْتُم صَادِقِي قَالُوْا: نَعَم يَا أَبَا الْقَاسِم، قَال: هَل وَضَعْتُم فِي هَذِه الْشَّاة سُما، قَالُوْا: نَعَم، قَال: لَهُم لِمَا ؟ قَالُوْا: إِن كُنْت كَاذِبا اسْتَرَحْنَا مِنْك وَإِن كُنْت نَبِيا لَن يَضُرَّك ).
والرسول عله الصلاة والسلام يقول:) مَا زَالَت أَكَلَة خَيْبَر تُعَاودُنِي (، حتى أن عائشة ل تقول (أَن الْنَّبِي مَات بِهَا)
وَقَالَ مَا نَفَعَنِي مَال كَمَا نَفَعَنِي مَال أَبِي بَكْر (وطبعًا قال هذا الكلام يعني في أكثر من موضع كما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره .

الأخذ بالأسباب لا يُنافي التوكل.
قال ابن الجوزي رحمه الله : ومِنَ المُتَزَهِدِينَ أَقوِامٌ يَرَونَ التَوَكلَ قَطعَ الأَسبَابِ كُلِهَا وَهَذَا جَهلٌ بِالعِلمِ فَإِن النَبِي دَخَلَ الغَارَ
لماذا اختبأ من المشركين؟ ما كان يتوكل على الله كما يزعم هؤلاء؟ هو متوكل على الله طبعًا وهو سيد المتوكلين، لكن هؤلاء يرون التوكل قطع الأسباب، وقد أخذ النبي بالأسباب وهو سيد المتوكلين إذن كلامهم غلط .
المراد بقول ابن الجوزي رحمه الله[وشَاورَ الطَبِيبَ ]
[وشَاورَ الطَبِيبَ ]شاور الطبيب لغيره، لم يشاور الطبيب لنفسه، لم يأت أحد وقال له أنا طبيب وسلم له نفسه حتى يكشف عليه ولا يعطيه دواء، لأ هذا لم يحدث أبداً، إنما لما جاء أبو رمثه وأراد أن يعالج خاتم النبوة عند النبي ،وكان عبارة عن لحم بارز في ظهر النبي عليه الصلاة والسلام، فأبو رمثة أراد أن يعالج النبي عليه الصلاة والسلام من هذا، وقال له:(أَنَا طَبِيْب فَقَال لَه : الْلَّه الْطَّبِيْب وَأَنْت رَفِيْق)، بسبب ذلك هناك من العلماء من كره أن يقال للدكتور الطبيب لأجل هذا الحديث .
لكنه كما في صحيح مسلم من حديث جابر( نَادِي طَبِيْبا لِأَبِي بْن كَعْب)، كان أبي مريضًا فقطع أذنبه وكواه، فشاور الطبيب هذا إشارة إلى ماذا؟ أن النبي فعل هذا لغيره وليس لنفسه .
[وَلَبِسَ الدِرعَ]الدرع الواقي ولو كان المسألة مسألة قطع الأسباب انتهى إذا كان ربنا قدر علي إن السيف سيقطع يدي اذن يقطع يدي كان يدخل المعركة بلا درع، فأخذ الدرع، فهذا سبب وهو لا ينافي التوكل
حكم الدخول في جوار كافر مع ضرب مثال.
[وَحَفَرَ الخَندقَ ودَخَلَ مَكةَ فِي جِوَارِ المُطعِم بن عَدِيٍ وكَانَ كَافِرًا ]
والحقيقة مطعم بن عدي أبو جبير بن المطعم، وفي صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم، قال : (لَو كَان الْمُطْعِم بْن عَدِي حيّا لَأَعْطَيْتَه هَؤُلَاء النَّتْنَى) الذين هم أسرى بدر، _ سماهم أنتان_، قال(لَو كَان الْمُطْعِم بْن عَدِي حيّا لَأَعْطَيْتَه هَؤُلَاء النَّتْنَى) أي بلا فداء، ليه ؟ لأن النبي ما أسدى إليه أحدًا جميلاً إلا كافأه به وزيادة، لايوجد واحد عمل في النبي جميل أبدًا إلا النبي كافأه وزيادة إلا أبو بكر، مع أنه كافأه وزيادة، لكن راعى فيه حق الصحبة قال لَه عَلَي يَد يُكَافِئُه الْلَّه عَز وَجَل بِهَا )، يعني أنا لا اقدر أن أكافئه، مع أن أبو بكر الصديق لما سمع هذا الكلام ، قال:(يا رسول الله وهل أنا ومالي إلا لك )،يكفي أنه أخرجه من الظلمات إلى النور، يكفي أنه ثاني اثنين منة النبي عليه أعظم من منته علي النبي، ولكن قانون الوفاء اقتضى أن يقول النبي هذا لَه عَلَي يَد يُكَافِئُه الْلَّه عَز وَجَل بِهَا )
فالمطعم بن عدي هذا النبي لما رجع من الطائف، بعدما ضربوه ورموه بالحجارة، فرجع فأجاره المطعم وكان عنده أربع ولاد، أمرهم أن يأخذوا السلاح ويقفوا كل واحد عند ركن من أركان الكعبة حتى يحموا النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه دخل في جوار هذا السيد في قريش فحفظها له النبي عليه الصلاة والسلام، فقال لَو كَان الْمُطْعِم بْن عَدِي حَيا لَأَعْطَيْتَه الْأُسَرِي بِلَا فِدَاء )، لم يأخذ منه مال ولا حاجه، هذا رعاية لهذا الجميل .
وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ألم يدخل في جوار زيد بن الدغنه وكان سيد القارة لما في حديث عائشة في البخاري وغيره، أن زيد بن الدغنه رأي أبو بكر يتجه إلى الساحل، ناحية البحر، قال: إِلَى أَيْن يَا أَبَا بَكْر قَال: أَخْرَجَنِي قَوْمَك فَإِنِّي أُرِيْد أَن أَسِيْح فِي الْأَرْض وَأَعْبُد رَبِّي، قَال: يَا أَبَا بَكْر مِثْلُك لَا يَخْرُج وَلَا يُخْرَج، أَرْجِع وَأَنَا جَار لَك ،فرجع أبو بكر ودخل في جوار ابن الدغنه، وفي المساء ذهب ابن الدغنه إلي الكعبة وأشراف قريش فكل أشراف قريش كانوا يجتمعون عند الكعبة في العشية، فزيد بن الدغنه أخبرهم أن أبا بكر دخل في جواري، فلم تكذِّب قريش بجوار بن الدغنه صار أبو بكر في حمايته لا يؤذى مطلقًا، لأنه لو أوذي أبو بكر فهذا إيذاء مباشر للذي أجاره، إلي أن خرج أبو بكر الصديق وبني مسجدًا بفناء الدار وكان يصلي ويبكي، نساء قريش وأولاد قريش كانوا يتقذفون عليه يركبوا بعض حتى ينظر هذا الرجل العجيب ، يبكي و وهو يُصلي ولم يروا هذا قبل ذلك
فخشيت قريش أن النساء والأولاد يفتتنوا بأبي بكر فقالوا لزيد بن الدغنه، قالوا له:(مُر أَبَا بَكْر فَلْيُصَلِّي فِي دَارِه مَا شَاء وَلَا يَسْتَعْلِن بِهَذَا فَإِنَّا نَخَاف أَن يَفْتِن نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا، فَقَال زَيْد لِأَبِي بَكْر: إِمَّا أَن تُصَلِّي وَإِمَّا أَن تَرُد إِلَي جَوَارِي فَإِنِّي لَا أُرِيْد أَن تَتَحَدَّث الْعَرَب أَنِّي أُخْفِرْت جَوَارِي، قَال أَبُو بَكْر لَه: بَل أُرِد عَلَيْك جِوَارِك وَأَرْضِي بِجِوَار الْلَّه عَز وَجَل ). إذن مسألة الدخول حتى في جوار كافر مسألة مشروعة و لايوجد فيها حرج.
وَقَالَ النبي صلي الله عليه و سلم لِسَعدٍ :(إِنَّك أَن تَدَع وَرَثَتَك أَغْنِيَاء خَيْر لَك مِن أَن تَدَعَهُم عَالَة يَتَكَفَّفُوْن الْنَّاس )
هذا الحديث جميل وطويل قليلا احتمال في المرة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن فضل العمل، عن فضل العمل ممكن نذكر طرفًا من هذا الحديث .
يقول ابن الجوزي رحمه الله: فَالوقُوفُ مَعَ الأَسبَابِ مَعَ نِسيَانِ المُسَببِ غَلَط وَكلُ هَذِهِ الظُلمَاتِ إِنمِا تُقطَعُ بِمُصبَاحِ العِلم وَلَقَد ضَلَ مَن مَشَيَ فِي ظُلمَةِ الجَهلِ أَو فِي زُقَاقِ الهَوَىَ) . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
إنتهى الدرس الخامس عشر


الدرس (15) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (15) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (11) من مدرسة الحياة
» الدرس (12)من مدرسة الحياة
» الدرس (13) من مدرسة الحياة
» الدرس (14) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: