أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
العمر : 72
 | | موضوع: الدرس (14) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 7:38 pm | |
| حراسة الناموس
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: [ بَلغَنِي عن بعض زُهَادِ زَمانِنا أَنه قُدِمَ إِليهِ طَعامُ فقال : لَا آَكُل فقيل لَهُ : لِمَا ؟ قال : لأن نفسي تَشتَهِيه وَأنا منذ سِنين مَا بَلَغتُ نَفسِي مَا تَشتَهي، فَقُلتُ : لقد خَفِيَ الطَريقُ الصَوابِ عن هذا من وجهَين و سَببُ خَفَائِهَا عَدمُ العِلم .
أما الوجه الأول: فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عَلى هَذا ولا أصحَابُه وقد كان عليه الصلاة و السلام يَأكُلُ لَحمُ الدَجَاجِ ويُحِبُ الحَلوى والعَسل ودخل فَرقَدُ السَبَخِي على الحَسنِ وهو يَأكُلُ الفَالُوذَج فقال:[ يا فرقد ما تقول في هذا ] ؟ فقال:[ لا آكله و لا أُحِبُ من أَكَلَهُ ] فقال الحسن:[ لُعَابُ النحلِ بِلِبَابُ البُرِ مع سَمنِ البَقَرِ هل يَعِيبَهُ مُسلِم ؟ ]، وجاء رَجلٌ إلى الحَسنِ فقال: [ إن لي جارًا لا يأكل الفَالُوذَج ] فقال [ ولِمَا ؟ ] قال يقول: [ لَا أُؤَدِي شُكرَه ] فقال:
[ إن جَارَكَ جَاهِل وهَل يُؤَدِي شُكرَ المَاءِ البَارِد ؟ ] .
وكان سُفيانَ الثَورِي يَحمِلَ في سَفَرِهِ الفَالُوذَج و الحَمَلَ المَشوِي و يقول : [ إن الدَابَة إذا أُحسِنَ إِليهَا عَمِلَت ]، ومَا حَدَثَ في الزُهَادِ بَعدَهم من هذا الفَنِ فَأُمُورٌ مَسرُوقَةً من الرَهبَانِيةِ وَأَنَا خَائِفٌ من قَولِه تَعَالَى: ﴿ لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾.
ولا يُحفَظُ عن أَحَدٍ من السَلَفِ الأُولِ من الصحَابَةِ من هَذَا الفَنِ شَيءٌ إلا أن يكونَ ذلك لِعَارِض، وأما سَبَبُ ما يُروَى عن ابن عُمَرَ م : أَنَهُ اشتَهَى شيئًا فَآَثَرَ به فَقِيرًا وَأعتَقَ جَاريَتَهُ رُمَيثَةَ و قال : [ إِنهَا أَحَبُ الخَلقَ إِلَيَ ] فهذا وَأمثَالُهُ حَسَنٌ لَأَنَهُ إِيثَارٌ بِمَا هو أَجوَدُ عِندَ النفسِ مِن غَيرِه وأَكثَرُ لَهَا من سِوَاهَا، فَإِذَا وَقَعَ في بعض الأَوقَاتِ كُسِرَت بذلك الفعل ثورَةُ هَوَاهَا أن تَطغَى بِنَيلِ كُلَ مَا تُريد ،فأما من دَامَ على مُخَالَفَتِهَا على الإِطلَاق فَإِنَهُ يُعمِي قَلبَهَا وَيُبَلِّد الخَوَاطِر ويُشَتِت عَزَائِمِهَا فَيُؤذِيَهَا أكثرُ مِما يَنفَعُهَا .
وقد قال إِبرَاهيم بن أدهَم : إن القَلب إِذَا أُكرِهَ عَمِى و تَحتَ مَقَالَتِهِ سِرٌ لَطِيف و هو أن الله عَز وجَل قد وضَعَ طَبِيعَةَ الآَدَمِي على مَعنًى عَجِيب وهو أنهَا تَختَارُ الشَيءَ مِنَ الشهَواتِ مِما يُصلِحُهَا فَتعلَمُ بِاختِيَارٍهَا لَهُ صَلَاحَهُ وصلَاحَهَا بِهِ .
وقد قال حُكمَاءَ الطِبُ : يَنبَغِي أن يُفسَحَ للنفسِ فِيمَا تَشتَهي من المَطَاعِم وإِن كَان فِيهِ نَوعُ ضَرَر لأَنهَا إِنمَا تَختَارُ مَا يُلَائِمُهَا فَإِذَا قَمَعَهَا الزَاهِدُ فِي مِثلِ هَذَا عَادَ عَلى بَدَنِهِ بِالضَرَرِ ،و لَولَا جَوَاذِبِ البَاطِن من الطَبِيعَةِ ما بَقِيَ البَدن فَإِنَ الشَهوةَ لِلطعَامِ تَثُورُ فإِذَا وَقعت الغُنيَةُ بِمَا يَتنَاولُ كَفَتِ الشَهوَة، فالشهوةُ مُرِيدٌ ورَائِد وَنِعمَ البَاعِثُ هِي عَلَى مَصلَحةِ البَدن .
غَيرَ أنهَا إذَا أَفرَطَت وَقَعَ الأَذَى ومَتَى مُنِعَت مَا تُرِيدُ عَلَى الإِطلَاقِ مَعَ الأَمنِ مِن فَسَادِ العَاقِبَة عَادَ ذلك بِفسَادِ أحوَالِ النفسِ وَوَهنِ الجِسمِ وَاختِلَافِ السَقَمِ الذي تَتَدَاعَى به الجُملَة مِثلَ أَن يَمنَعَهَا المَاءَ البارد عِندَ اشتِدَادِ العَطَش وَالغِذَاءَ عِندَ الجُوع و الجِمَاعَ عند قُوةِ الشَهوَة وَالنومَ عند غَلَبَتِهِ حَتَى إِن المُغتَمَ إذا لَم يَتَرَوح بِالشَكوى قَتَلَهُ الكَمَد ،فَهَذَا أَصلٌ إذا فَهِمَهُ هَذا الزَاهِدُ عَلِمَ أَنهُ قَد خَالَفَ طَرِيقَ الرَسُولِ ﷺ وأَصحَابِهِ مِن حَيثُ النَقلُ وَخَالَف المَوضُوعَ مِن حيثُ الحِكمَة .
ولا يَلزَمُ عَلَى هَذَا قولُ القَائِلِ : فَمِن أَينَ يَصفُو المَطعَم ؟ لأَنهُ إِذَا لَم يَصفُ كَانَ التَركُ وَرَعًا وَإِنمَا الكَلَامُ فِي المَطعَمِ الذي لَيسَ فِيهِ مَا يُؤذِي في بًَابِ الوَرَع و كَانَ مَا شَرحتَهُ جَوَابًا لِلقَائِلِ : مَا أُبَلِّغُ نَفسِي شَهوَةً عَلَى الإِطلَاقِ .
هذا هو الوجه الأول الذي ذكره ابن الجوزي، والوجه الثاني في الرد على هذا الزاهد .
قال: أَنِي أَخَافُ عَلَى الزَاهِدِ أَن تَكُونَ شَهوَتَهُ انقَلَبت إِلَى التَركِ فَصَارَ يَشتَهِي أَلَا يَتَنَاول ولِلنفسِ فِي هَذَا مَكرٌ خَفِيٌ وَرِيَاءٌ دَقِيق فَإِذا سَلِمَت مِن الرِيَاءِ لِلخَلقِ كَانت الآَفَةُ مِن جِهَةِ تَعَلُقِهَا بَمِثلِ هَذَا الفِعلِ وإِدلَالِهَا فِي البَاطِنِ بِهِ فَهذهِ مُخَاطَرَةٌ وغلط
وَرُبمَا قَالَ بَعضُ الجُهَالُ : هَذَا صَدٌ عن الخَيرِ وَعنِ الزُهدِ ولَيسَ كَذلك فإِن الحَديثَ قَد صَحَ عَن النبي صلى الله عليه و سلم أَنَهُ قاَلَ: (كُلِّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) ، ولا يَنبَغِي أَن يُغتَرَ بِعبَادةِ جُرَيحٍ ولَا بِتَقوى ذِي الخُويِصِرَة .
العبادة والسمت لا يدلان على سلامة المنهج وأنه لا بد من التفريق بينهما
وكنا وصلنا في المرة الماضية عند هذه العبارة [ ولا يَنبَغِي أَن يُغتَرَ بِعبَادةِ جُرَيحٍ ولَا بِتَقوى ذِي الخُويِصِرَة ]وذكرت في آخر كلام لي أن العبادة والسمت لا يدلان على سلامة المنهج وأنه لا بد من التفريق بينهما فإن الناس لجهلهم بهذه الحقيقة صاروا يعتقدون صحة المنهج في سلامة عبادة الشخص فإذا وجدوه ملازمًا للمسجد، ملازمًا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ظنوا أنه على الجادة التي كان عليها رسول الله ﷺ وأصحابه، وطبعًا الزمان استدار وكثُرَت الاختلافات بين المسلمين حتى تشعبت هذه الاختلافات وكانت النتيجة الفرق الإسلامية المعروفة التي ذكر النبي ﷺ شأنها فقال وَتَخْتَلِفُ أُمَّتِيْ عَلَىَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِيْ الْنَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً قَالُوْا مَنْ هِيَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ ؟ قَالَ مَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَنَا وَأَصْحَابِيْ)
فابن الجوزي يضرب ليبرهن على هذا بمثلين .
المثل الأول جريــج:، وقصة جريج هذه رواها أبو هريرة ط ورواها عن أبي هريرة جمع من التابعين، واتفق الشيخان على رواية هذا الحديث عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وانفرد مسلم برواية أبي رافع عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة في مسند الإمام أحمد، وإن كان لم يسق منه إلا طرفًا في أول المتن .
مُلخص قصة جُريج:
أنا ألخص يعني قصة جريج من هذه الطرق كلها وأسبك بعضها في بعض دون التنبيه علي إن هذا لفظ محمد بن سيرين أو هذا لفظ أبي رافع إلى آخره، في حديث أبي سلمة ابن عبد الرحمن في مسند الإمام أحمد قال: (كان رجل تاجرٌ يقال له جُريج يربح مرة ويخسر مرة، فقال هذه تجارة لا خير فيها، أنا أريد تجارة لا تبور، فأقبل على شأنه وبني صومعة وبدأ يتعبد فيها)
هيئة الصومعة: بناها بناءً عاليًا، وجعل لنفسه في أعلاها غرفة، وكان إذا أراد أن ينزل يتدلى بحبل، فينزل يقضى حوائجه فإذا أراد أن يصعد يتشبث بهذا الحبل ثم يصعد ويأخد الحبل وراءه، بحيث أنه لا يخالط أحدًا ولا يسمح لأحدٍ أن يخالطه .
في حديث محمد بن سيرين أوله لم يتكلم في المهد إلا ثلاث عيسى بن مريم عليه السلام وجريج .
كان جُريج هذا مجدًا في عبادته فارق أمه، تركها في البلد وهو تحنث علي هذه الصومعة، فكانت أمه إذا اشتاقت إليه تأتي من البلد فتناديه فيجيبها، في حديث أبي رافع قال أبو هريرة أو ذكر أبو هريرة صفة رسول الله ﷺ
وهو يفعل مثلما فعلت أم جُريج، وضعت يدها اليمني علي حاجبها الأيمن ونادته وقالت يا جُريج أجبني، فصادفته وهو يصلي قال: ربي أمي وصلاتي، أمي وصلاتي، فاختار صلاته كعادة أي ورع، يعني إذا حصل نوع من التعارض بين ما لله وما للعبد يقدم ما لله، أمي وصلاتي، اختار صلاته على إجابة دعوة أمه، فرجعت ثم أتت في اليوم الثاني، فعلت مثلما فعلت في اليوم الأول، فصادفته وهو يصلي، ويبدو أنه كان بارًا لأنها عرفت وهي تحت أنه يصلي، طالما أنه لم يجبها، ، ففي اليوم الثالث لما جاءت فنادته فلم يجبها، قالت اللهم إن هذا جُريج وإنه ابني وإنني كلمته وكان يصلي فلم يجبني، اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات أو يرى وجوه المياميس، قال عليه الصلاة والسلام ولو دعت عليه أن يفتتن لا فتتن .
لكن غضب الأم وصل إلى هذا السقف فقط أن يرى وجوه المومسات، مالحكمة من أن يرى وجوه المومسات؟
طبعًا المرأة المومس معروف، المرأة التي تتاجر بعرضها ليست عفيفة، وهذا كان منتشرًا في بني إسرائيل بدلالة ما سيأتي .
أكثر شيءٍ يعكر على العابد عبادته النساء ،أذكر العابد بالذات، فطبعًا النساء يعكروا أي حاجه، ليه ؟ لأنهم فتنة، ، أعظم عقبة تعترض طريق الرجل لأن الكون أجمع رجل وامرأة، فالمرأة هي فتنة الرجل، أول فتنة في حياة الرجل ممكن تعصف به المرأة، وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام قال مَا تَرَكْتُ بَعْدِيَ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَىَ الْرِّجَالِ مِنْ الْنِّسَاءِ)
وطبعًا نفي الاستثناء يفيد الحصر يعني كما يقول العلماء، أي لا يوجد فتنة أعظم من هذه، فالعابد النفس اللوامة عنده بزيادة يمكن الفاسق أو غير الملتزم أو أي حد يختلس النظرة، ليس عنده نفس لوامة تلومه على هذا الذنب، العابد لأ .
العبّاد الذين جدُّوا في العبادة يكون جانب الورع عندهم أعلى بكثير، ويكون موسوساً في الورع أيضاً، لو أن حلالاً اختلط ببعض الحرام يمكن يترك الكل فلما يكون واحد وصل به الحساسية بالأمر إلى هذا فعندما يري وجه امرأة مومس تكون بالنسبة له عاصفة، لاسيما وهو محروم من الزواج، حرم نفسه من الزواج، لم يتزوج ولم يتسرى وهو بكامل قوته .
وصية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .
قصة أبي موسى الأشعري _رضي الله عنه_وهي صحيحة عند ابن أبي شيبة في المصنف وعند أبن أبي عاصف الآحاد والمثاني لها أكثر من حوالي ست سبع كتب وإسنادها صحيح لما أُغشي عليه وهو يموت فقال لأبنائه يا بني أذكروا صاحب الرغيف، فلما أفاق قالوا يا أبانا من صاحب الرغيف ؟ فحكي لهم الحكاية الآتية: كان راهب في بني إسرائيل لا ينزل المدينة إلا يومًا يتزود ويأتي بكل الطعام ويخزنه، فنزل ذات مرة وقد عبد الله سبعين سنة، فنزل ذات مرة فلقي امرأة بغيًا فكان معها سبعة أيام ثم إنه أفاق وعرف الجرم الكبير الذي فعله، فصار لا يخطوخطوة إلا يسجد في مقابلها سجدة يستغفر الله ويبكي، فظلَّ ماشياً إلى أن وجد جماعة من الزمني _ المرضى ذوو الأمراض المزمنة_، كانوا اثني عشر واحداً، فلما وصل إليهم كان قد بلغ إعياءه أنه لا يستطيع أن يقف، فرمي نفسه في وسطهم، وكان هناك راهب يرسل لهؤلاء الزمني كل يوم رغيفًا صدقة، فيعطيه اثني عشر رغيفاً يوزعهم على هؤلاء المرضي، أصبحوا الآن ثلاثة عشر، فجاء الرجل الذي يوزع الخبز وبدأ يُعطي لكل واحد منهم، رغيفه كان الراهب رمي نفسه في وسطهم، فأخذ رغيفاً من الأرغفة، الرجل الأخير لم يأخذ رغيفًا، قال أين رغيفي ؟ قال: ما كتمتك شيئًا ثم سألهم هل أخذ أحد رغيفين ؟، قالوا له لأ كل واحد أخذ رغيف، فقال الرجل أريد الرغيف، فأقسم أنه لن يعطيه شيئًا ساهر اليوم .
سمع الراهب الجديد هذا الحوار الحوار _الضيف الجديد_ بمجرد ما سمع الحوار قذف بالرغيف الذي أخذه إلى صاحبه الأصلي ثم مات من ليلته، فوزنت عبادته سبعين سنه بسبع ليال مع المرأة فرجحت السبع ليال وطاشت السبعون سنة، ثم وزنت السبع ليال بالرغيف فرجح الرغيف .
لذلك قال يا بني أذكروا صاحب الرغيف، هذه وصية أبي موسى الأشعري ط .
فالعادة أن المرء لو تسري أو تزوج هذا يرُّد ما في نفسه :
لكن جُريج حبس نفسه مع الأكل والشرب وهذا كله مما يعظم أمر الشهوة، فلذلك هي قالت الْلَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّىَ يَرَىَ وُجُوْهٌ الْمُوَمِسَاتِ)كي تكون عقوبة كاملة، فهو لا ينظر لأحد أصلاً، فيكون أول شيء يفتح عينيه عليه وجه امرأة مومس فهذه كبيرة، قال الرسول عليه الصلاة والسلام( وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْتَتِنَ لَافْتُتِنَ)
وكما يُقال إذا أراد الله شيئًا هيأ أسبابه :
لكي يري جُريج وجوه المومسات، جلس بني إسرائيل يتحدثون في منتدياتهم عن جريج، ويقولون ما أصبره علي حبس نفسه، كيف يعيش وحده ؟ فلما سمعت كلامهم إحدي المومسات، قالت: لو شئتم لأفتتنه لكم قالوا لها قد شئنا ﴿كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه﴾ وكانت هذه المرأة، بنت ملك القرية فذهبت إلى هناك وتعرضت له، فأعرض عنها، فلما يئست منه جلست في ظل الصومعة حيث كان يأوي راعي غنم إلى ظل الصومعة بالغنم، فأمكنت نفسها من راعي الغنم فحملت .
المدهش في المسألة المرأة كلما كبُرَ الحمل تمشي هذه المرأة بين الناس، وتقول هنا ابن جريج، لما ولدت المرأة سألوها ابن من ؟ قالت ابن جريج، فذهبوا بالفؤوس وكسروا الصومعة، ونادوا عليه بأقبح الالفاظ، فلم يرد عليهم، لأنه ما خطر بباله أنهم يخاطبوه .
المهم لم يرعه حتي سمع أصوات،الفئوس تهد في الصومعة، فخرج من صلاته ونظر ما لكم ؟ قالوا انزل، تدلى بالحبل ونزل، بمجرد أن أمسكوا به، كتفوه من الخلف، وجعلوا يضربونه ويسبونه، تدعي الزهد والعبادة، وتظهر النسك وأنت فاجر، فسالهم عن الأمر، قالوا: أحبلت هذه المرأة وهذا ابنك، فلما قالوا له ذلك، تبسم، ثم أخذوه لملك القرية ليقيم عليه الحد، ويحك يا جريج كنا نظنك أعبد الناس، فعلت وفعلت، وفي طريقة لإقامة الحد عليه خرج أهل القرية ليشاهدوا ما يحدث فلما وجدهم كُثر تبسم، عندما وصل للملك، قال لهم أريد أن أصلي، ائتوني بماء، فجيء بماء فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال أين الغلام ؟ فجيء به فنخسه في جنبه وقال يا غلام من أبوك ؟ قال الراعي، حينئذٍ أقبلوا عليه يقبلونه، ويتأسفون له، وقالوا إن شئت بنينا لك صومعتك لبنة من فضة ولبنة من ذهب، قال: لا أعيدوها طينًا كما كانت، ثم سألوه عن سر تبسمه في عز المحنة ،قال أدركتني دعوة أمي .
متي يجيب أحدنا دعوة الأب والأم وهو يصلي ومتي لا يجيب؟
بعض الأحاديث المنكرة التي رواها الخطيب البغدادي في تاريخه عن النبي ﷺ قال( لو كان جريج فقيهًا لعلم أن إجابة دعوة أمه خير من صلاته) الحديث منكر لا يصح، لأن إجابة دعوة الأم أو الأب عندنا هذه المسألة فيها تفصيل، إذا كان يصلي الفرض وناداه أبوه ونادته أمه لا يقطع الصلاة، إذا كان يصلى النفل فإن كان أبوه أو أمه يتأذي بعدم الإجابة يقطع الصلاة، إذا كان لا يتأذى، يتم صلاته، لأن الله عز وجل قال: ﴿ ولا تبطلوا أعمالكم ﴾، فلا يخرج من الصلاة إلا بتمامها بالتسليم المعروف، لكن على التفصيل الذي ذكرته أنا .
ما رآه الشيخ حفظه الله في التحذير من عبادة جُريج.
جريج عندما يقول لا تغتر بعبادة جريج أنا لا اري أن هناك مناسبة لهذا التحذير من عبادة جريج ،يُمكن أن يكون فيه تحذير من تقوى ذي الخويصرة هذه التقوى الظاهرة ليس عنده تقوي .
قصة ذو الخويصرة.
ذو الخويصرة التميمي من بني تميم هو الذي جاء بعد أن قسَّم النبي ﷺ غنائم حنين وقال يا محمد اعدل فإنك لم تعدل، قال له لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ) هكذا ضبطها في الصحيح وليس( خِبتُ وَخَسِرتُ إن لم أعدل) فيسأل سائل، يقول ذو الخويصرة ماله إذا تصورنا جدلاً أن النبي ﷺ لم يعدل وهذا غير كاذب، فالمفترض أن يعود الفعل على الفاعل و بعض أهل العلم ضبطوها هكذا، لقد (خِبتُ وَخَسِرتُ إن لم أعدل) والكلام هكذا وجهه مستقيم، لكن لقد (خِبتَ وَخَسِرتَ إن لم أعدل)ما وجهه أو هذا الضبط ذهب إليه أكثر أهل العلم، لقد خِبتَ وَخَسِرتَ أي بسوء ظنك في نبيك .
ومن أساء ظنه في نبيه فقد واقع الخسران وارتقى سلم الحرمان .
الذي يسيء الظن في نبيه ولعلكم تعرفون الحديث وهو في الصحيحين لما كن أزواج النبي ﷺ يزرنه في المعتكف، فكان يجلس مع كل واحدة منهن، فتأخرت صفيه ولم تأتي فأرسل إليها فجاءت وكانت وحدها، فجلس معها ثم لما أراد أن يقلبها مر رجلان من الأنصار أول ما مر على النبي ﷺ مع المرأة التي لا يعرفانها أسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام عَلَىَ رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيِّهِ.
نصيحة الشيخ _حفظه_ الله للتعلم من إحتراز النبي _ ﷺ _
وأنا أُريد أنا وأنتم نتعلم من هذا الاحتراز لأن النبي ﷺ لا ترقي إليه شبهه ومع ذلك يبرئ نفسه .
تعجب الشيخ _حفظه الله_ ممن يواقعون الشهوات .
أنا أتعجب من الذين يواقعون الشبهات وإذا لامهم الناس أو إذا تكلم الناس عنهم طعنوا على الناس ويقول لابد من حسن الظن، نعم حسن الظن مطلوب لكن لابد لك أنت أيضًا أن تتقي الشبهات .
فالرسول عليه الصلاة والسلام قال (عَلَىَ رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيِّهِ، فَقَالَا: سُبْحَانَ الْلَّهِ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ)_كَيْفَ نَظُنَّ بِكَ مَثَلَ هَذَّا الْظَّنِّ ؟ ،_ قَالَ: (إِنِّيَ خَشِيَتُ أَنْ يَقْذِفَ فِيْ قُلُوْبِكُمَا فَتَهْلَكَا)_أي يقذف في قلوبكما شرًا _، فلو أن أحداً أساء الظن بالنبي عليه الصلاة والسلام، ارتقى سلم الحرمان .
فذو الخويصرة النبي ﷺ قال له(خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ ظَنَنْتَ إِنَّ نَبِيَّكَ لَا يَعْدِلُ)، فلما ولى أراد عمر أن يقتله، قال له (لَا دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ إِلَىَ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ إِلَىَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُوْنَ الْقُرْانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَخْرُجُوْنَ مِنْ الْدِّيْنِ كَمَا يَخْرُجُ الْسَّهْمُ مِنْ الْرَّمِيَّةِ لِأَنَّ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ) ثم وصفهم بأنهم (حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُوْلُوْنَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ)يعني خير البرية عليه الصلاة والسلام، يقولون نفس الكلام ويحتجون بنفس الكلام الأحاديث، لكن سفهاء، سفهاء الأحلام ومن علامة السفه عندهم:
أنهم (يَقْتُلُوْنَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُوْنَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ)
ثم يسرد الشيخ حفظه الله قصة أحد المسلمين هو أصحابه واجهوا كميناً للخوارج.
ذات مرة ،أحد المسلمين ليس علي مذهب الخوارج هو ومجموعة من أصحابه سلكوا طريقًا فوجدوا كميناً عمله لخوارج علي الطريق ،فأيقنوا الهلاك، فقال أحدهم أنا سأتكلم ولاتتكلموا، فبمجرد أن دخل على المعسكر سألهم من أنتم؟ قال نحن قوم مشركون جئنا نسمع كلام الله ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ﴾ (التوبة: 6) تبرأ من الإسلام ظاهرًا فرحبوا بهم وأدخلوهم وجلسوا يسمعون، خلاص سمعنا كلام الله وصلونا بقى ،﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾، فخرج معهم كتيبة يحمون ظهورهم إلي أن عادوا، فهؤلاء من يكونون ؟ ﴿ يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان﴾،
وعندما تري المناظرات التي كانت بينهم وبين الصحابة تعلم ضحالة ما عندهم من الفهم .
يتبع إن شاء الله... |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561
العمر : 72
| | موضوع: رد: الدرس (14) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 7:39 pm | |
| في حديث بن عباس الذي رواه النسائي وأبو داود وعبدالرزاق وغيرهم، أن ابن عباس استأذن علي بن أبي طالب أن يذهب إلى هؤلاء الخوارج وكانوا ستة آلاف في معسكرهم حتى ينظر لما كفّروا الصحابة ولما فارقوا ابن عم رسول الله ﷺ ، فقال إني أخاف عليك منهم قال: لا تخف، فجاء بن عباس ويبدو من بعض الروايات التي لا زالت في ذاكرتي أنه كان عميَ، كان في آخر حياته، ، فلما دخل علي هؤلاء الخوارج وسلم عليهم فلم يردوا السلام، قالوا مرحبًا بك يا بن عباس، ما جاء بك ؟ قال جئتكم من عند خير الناس، من عند أصحاب رسول الله ﷺ ومن عند ابن عمه وليس فيكم واحدٌ منهم، وهذه علامة أي إنسان عنده بصر يعلم ضلال هؤلاء بهذه الجزئية، الصحابة الذين نقلوا الدين، أين يصلوا الخوارج؟ من أين عرفوا الإسلام ؟أليس من الصحابة، ولكنهم فسقوهم وكفروهم، أليس ماعندكم من الدين مأخوذاً عنهم، ، ألا ينبه هذا الإنسان العاقل إلى أن هذا المذهب مرذول ورديء وليس بحق، فقال ليس فيكم واحد منهم .
ما تنقمون على ابن عم رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ؟، قالوا: أخذنا عليه ثلاث مسائل، قال فماهي؟
المسائل التي أخذها الخوارج علي ابن عم رسول الله_ ﷺ.
قالوا أنه قاتل ولم يَسبي ولم يَغنم فلو كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، ولو كانوا كافرين كان لابد من السبي والمغنم .
قالوا محا عن نفسه أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين .
قالوا إنه حكَّم الرجال في أمر الله والله عز وجل يقول: ﴿ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ ﴾(يوسف:40)
رد ابن عباس علي مسائل الخوارج التي أخذوها علي ابن عم رسول الله.
قال لهم، لو قرأت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يرد هذا أترجعون ؟ قالوا: نعم، بدأ
الرد علي المسألة الأولي : أنتم بتقولوا قاتل ولم يسبي ولم يغنم، ماذا حدث في موقعة الجمل؟ بعدما دخلوا على بعض وقُتِلَ ألوف في موقعة الجمل يقال سبعين ألف، عقر جمل عائشة _قتل_ وخرت عائشة من فوقه علشان كده اسمها موقعة الجمل علشان كده، أخذها علي بن أبي طالب ط معززة مكرمة إلى المدينة .
قال: أتسبون أمكم عائشة ؟ وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها، فإن قلتم نعم كفرتم، لأن الله عزوجل يقول: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ﴾(الأحزاب:53)، وإن قلتم ليست بأمنا كفرتم لأن الله عز وجل يقول: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾(الأحزاب:6) فأنتم تدورون بين ضلالتين فأتوا منهما بمخرج، فلم يستطيعوا الرد، قال لهم خرجت من هذه، قالوا خرجت .
الرد علي المسألة الثانية: تقولون حكَّم الرجال في أمر الله فأنا أتلوا عليكم من كتاب اله عز وجل ثم ذكر نشوز المرأة والرجل وذكر الحكَمين﴿ فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾(النساء:35) ألم يكل الله عز وجل أمره إلى الرجال ولو شاء لحكم، الحكم في بضع امرأة أم في حقن دماء المسلمين ؟ أيهما أولي ؟ قالوا بل في حقن دماء المسلمين، قال خرجت من هذه قالوا له خرجت .
الرد علي المسألة الثالثة :أنه محي عن نفسه أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين، فذكر لهم صلح الحديبية ولما جاء سُهيل بن عمر وهذه الرواية عند النسائي، سُهيل بن عمر وبدؤا يكتبون الشروط، قال له أكتب من محمد رسول الله، قال له قف والله لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك، ولكن انسب نفسك إلى أبيك، في هذه الرواية أن علي بن أبي طالب هو الذي كان يكتب، فقال النبي ﷺ لعلي يا علي أمح رسول الله ،_ أشطبها يعني _، فقال والله لا أمحوك أبدًا فأخذ النبي ﷺ الكتاب وما يحسن يكتب فحك كلمة رسول الله وكتب بن عبد الله ولم يكن محوه لرسول الله محوًا لرسالته، خرجت من هذه قالوا خرجت، فرجع ألفان مع ابن عباس والآخرون قتلهم المهاجرون والأنصار أربعة ألاف .
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (يَقْرَءُوْنَ الْقُرْآَنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ) من صفاتهم (يَقْتُلُوْنَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُوْنَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ)
مايدل علي جهل من ينتسبون للتكفير والهجرة.
التكفير والهجرة تبع الخوارج ولكن على أجهل ،لما كانوا معنا زمان في السجن كانوا يقولون لو ربنا مكنا منكم فأنتم غنائمنا، يقول أنا لو دعيت واحد نصراني إلى الإسلام أفضل، ويتودد للنصراني واليهودي مثلاً أو المجوسي على اعتقاد إنه سيجعله يسلم يعني، فلو أسلم لأنه كافر أصلي، فهو عنده خير مني وكانوا يعملون بهذه الطريقة.
ثم يسرد الشيخ _حفظه الله _ مناظرة دارت بين أهل السنة والتكفير والهجرة في السجن.
دارت مناظرهم بينهم فكان من جملة المناظرة قول بن عباس( كَفَرَ دُوْنِ كَفَرَ)هذا الكلام مرفوض تمامًا عندهم، فلا يوجدكفر دون كفر، الكفر لا يتجزأ فأراد أن يتخلص من كلام ابن عباس ،لكنه لا يعرف كيف يتخلص منه بالأدلة فأسهل شيء على الإنسان الذي ليس عنده أدله، أن ينفي القول، أو يطعن في القائل، إما يقول لم يثبت هذا القول عن القائل أو يقول القائل غلطان فهو غير قادر أن ينفي هذا القول عن بن عباس لأن المسألة مسألة أسانيد ومعروف الإسناد صحيح، وقواعد النقل، فقال خلاص اركن هذه ،ما بقي إلا أن يطعن في القائل، فقال ابن عباس رجل ونحن رجال، وفهم ابن عباس ليس حجة عليَ، لأنني مطالب بفهم القرءان كما أنني مطالب بفهم القرءان، ونحن إذا وقفنا بين يدي الله غدًا سيُسأل كلانا عن القرءان، فنحن مثل بعض،فانبري صاحب لنا وقال له ابن عباس النبي عليه الصلاة والسلام قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل، فقد توفرت له دعوة النبي صلي اله عليه وسلم، ماذا توفر لك؟ لكي تكونا مثل بعض، فقال ومن أدراك أن الله استجاب دعاء نبيه، حتى أنكر عليه زملاءه ،ولما خرج من السجن صار سلفياً .
فانظر عندما يصل به الحال يقول ومن أدراك أن الله استجاب لنبيه ؟ فهذا هو الجهل والتسطيح .
ومما يدل علي جهلهم أيضاً.
ومن جهلهم أيضًا،عندماكانوا يصلون قبلنا مثلاً وإمامهم يقف لا يعرف يُكمل الآية فيقوم أحدُنا يكملها له، فلا يقبلها منه، ساعات يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويدخل على سوره ثانية لكي لا يأخذ منه الآية، فهذه هي الأفهام. واليوم لو أن هؤلاء يعقلون هل هناك إنسان في الدنيا يقول لا عذر بالجهل في ديار الكفر ؟ .
مايدل علي تناقضهم.
فهم يقولون أن هذه الدار دار كفر، أي لا دين فيها،إذاً أولى أن يُعذرُ أهلُها من الذي لا يُعذر ؟ الذي يعيش في ديار الإسلام حيث انتشار العلم، فكيف يكون كفره وديارهم ديار كفر، فهذا تناقض، لايعرفون شيء ولم يقرءوا ولا عندهم أصول ولا يفهمون شيء، طول عمرهم كذلك الخوارج طول عمرهم كذلك أيضاً، عندهم نوع من التسطيح في الفهم، لذلك النبي ﷺ قال: يقرءون القرءان لا يجاوزحناجرهم، يوجد سده ما بين اللسان وما بين القلب .
مايريد قوله ابن الجوزي رحمه الله.
فابن الجوزي يريد أن يقول لا تغتر بالتقوى الظاهرة لأن ذو الخويصرة ليس تقيًا، المهم أن تكون على ما كان عليه الشرب الأول _الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان_ .
يقول ابن الجوزي رحمه الله :
[ولقد دَخَلَ المُتَزَهِدَونَ في طُرِقٍ لَم يَسلُكهَا الرَسُول صلى الله عليه و سلم وَلا أَصحَابُهُ مِن إِظهَارِ التَخَشُعِ الزَائِدِ إلى الحَدِ والتَنَوقِ في تَخشِينِ المَلبَسِ .]
التنوق المبالغة في تخشين الملبس والنبي ﷺ ما كان يلبس الصوف إنما كان يلبس الثياب الطرية فعندما نسأل المتصوفة لم تلبسون الصوف؟ يقولون :عيسى عليه السلام كان يلبس الصوف، من أولي بالإتباع نبينا عليه الصلاة والسلام أم عيسى عليه السلام ؟ لا شك نبينا عليه الصلاة والسلام، فهم كانوا يبالغون في لبس الصوف .
يقول رحمه الله [وَأشيَاءَ صَارَ العَوَام يَستَحِسُنُونَهَا، وَصَارت لِأقوَامٍ كَالمَعَاش] .
لا يعرفون العيش إلا بهذه الطريقة.
يقول رحمه الله [لأيَجتَنُونَ مِن أَربَاحِهَا : تَقبِيلَ اليَدِ وتَوقِيرَ التَوقِيرَ وحِرَاسةِ النَامُوسِ ].
الناموس _ القانون _، أصبح الرجل دا يريتدي ملابس مبهدلة و مقطعه يقولون أنه ولي من أولياء الله، فهو يعيش على السمعة أنه ولي من أولياء الله تجد العوام يخدموه حسبه، وبعض الناس يأتي له بمال كنوع من البركة إنه لما يأخد المال ربنا سيبارك في المال، يعيشون على توقير العوام، حتى إن بعض أصحاب المناصب الكبرى كان يذهب إليهم ويلتمس البركة منهم ويخاف من دعوتهم.
إلي اليوم يعيشون بهذه الطريقة أنا رأيت منهم الفرماوي الكبير، الفرماوي الكبير كان كده بالظبط، كان يقول إن البخاري شيوعي لأنه في الاتحاد السوفيتي، والبخاري في العيد القومي بتاعهم، وطبعًا أحاديث السيدة عائشة كلها باطلة لأن صوت المرأة عورة، لهم أشياء غريبة جدًا، كان عمره عندما رأيناه تسعين سنه ، وعندما تنظر إلي من حوله، لو النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعلوا معه كذلك، وكانوا يعيشون كل حياتهم له، يحكم في أموالهم وفي أعراضهم وفي دمائهم لا يمتنع أحدٌ منهم قط من حكم له أبدًا وكان مقسم الأتباع طبقتين، طبقة تلبس الجلابية البيضاء وطبقة تلبس الجلابية الخضراء .الذي يلبس الجلابية الخضراء فهذا المرمطون الذي يخدم الجلابية البيضاء، لا قضاء عنده وهو الذي يقول إنت البس أبيض، إنت البس أخضر لأنه هو الذي يعرف مراتب الأولياء .
فهناك أناس يعيشون على هذا، حراسة الناموس فعلاً كما قال ابن الجوزي يعني من أحلي التعبيرات حراسة الناموس، يصلح أن يكون عنوان كتاب، أو عنوان محاضرة .
يقول: [وأَكثَرَهُم فِي خَلوَتِهِ عَلَى غَيرِ حَالَتِهِ في جَلوَتِهِ ].
إبراهيم العريان مثلاً :، إبراهيم العريان سُمِيَ عريان أو لُقِبَ بالعريان لأنه كان عرياناً فعلاً، فهذا رجل مذكور له كرامات في طبقات الأولياء للشعراني، يقول وكان ط لا يخطب إلا عاريًا، و ذهب ليخطب فتاة، البنت جالسة في مجلس الخطبة وأبوها وعمها، فجأة صار عارياً، وبل ويطلب منها أن تنظر إليه عارياً لتتأكد من خلوه من البرص وأنه سليم، وذكر الشعراني كلامًا أنا لا أستطيع أن أذكره أو النبهاني عفوًا، النبهاني أو الشعراني، النبهاني في الجامع لكرامات الأولياء، و هذه معدودة من كرامات الأولياء، فهذا يقبل على يده وطالما أنه برياله فهذا من أولياء الله طوال مايتكلم كلام غير معقول فهو من أولياء الله، كما قال مثلاً السيوطي في ابن عربي، يقول ظاهر كلامه الكفر لكننا نعتقد تأويله، لماذا نأوله كلام كفر صريح .
أمثال هؤلاء الذين يقصدهم ابن الجوزي يكونون في خلوتهم على خلاف جلوتهم .
الولي الحق:
يقول رحمه الله [وقَد كَانَ ابن سِيرِينَ يَضحكَ بَينَ الناسِ قَهقَهَةً]
أتي بالأولياء حقًا والله حسيبهم، لكن الأمة عُقِدت خناصرها على تزكية هؤلاء ابن سيرين والمسيب الجماعة السادة الكبار .
يقول رحمه الله [وقَد كَانَ ابن سِيرِينَ يَضحكَ بَينَ الناسِ قَهقَهَةً، فإِذَا خَلَا بِاللَيلِ فَكَأَنَهُ قَتَلَ أَهلَ القَريَة ]
كان يبكي بكاءً مستمرًا كأنه يُطارد بذنب عظيم مع أنه بين الناس بخلاف خلوته، في خلوته من الخاشعين لله المتبتلين، وفي جلوته أنت تظن أنه رجل عادي يعني ليس له كبير عبادة .
[فَنسألُ اللهَ تَعَالَى عِلمًا نَافِعًا فَهو الأَصل فَمَتَى حَصَلَ أَوجَبَ مِعرِفَةَ المَعبُودِ عَز وجَل وَحرَكَ إِلَى خِدمَتِهِ بِمُقتَضَى مَا شَرَعَهُ وَأَحَبَه و سَلَكَ بِصَاحِبِهِ طَرِيقَ الإَخلَاص وَأصلِ الأُصُولِ العِلم وَأَنفَعَ العُلُوم النَظَرَ فِي سِيرةِ الرَسُولِ صلى الله عليه و سلم وأَصحَابِهِ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾
المرة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن طلب العلم وعن مراتب العلوم وتبدأ في كل علم بأي كتاب وتبدأ بأي طريقة، إلحاح إخواننا من أول يوم في الاعتكاف وهم يطلبون هذا .
ففيه خاطرة كما قلت ابن الجوزي رحمه الله تعالي فيها هذا المعني، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، أنا النهارده عارف إن فيه مجهود عليكم كبير وكده، ما فيش كلام بعد الفجر إن شاء الله بحيث إنكم تصلوا الفجر وتناموا
إنتهى الدرس الرابع عشر |
|
