أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (9) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:29 pm | |
| أمس ختمنا خاطرة لأبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالي، كانت هذه الخاطرة تدور على عذابه بسبب علو همته، وأن هذه الهمة لا تدعه يستمتع بشيء، يحس دائمًا بالنقصان يريد أن يصل إلى الكمال غير أنه في آخر هذه الخاطرة:قال:( غَيرَ أَنِي قَد استَسلَمتُ لِتَعذِيِبِي وَلَعَلَ تَهذِيبِي فِي تَعذِيبِي) .طبعًا هذه الكلمة مع وجازتها تحتها معنىً كبير .كثير من الناس يسأل هذا السؤال حتى صار مثلاً عندهم، يقول المؤمن مصاب وكثير منهم يسأل لماذا يُعذب أهل الإيمان ؟ ولماذا تُطارد الرسل ؟ ولماذا يخرج النبي ﷺ متخفيًا ويختبئ في الغار ويقول أبو بكر لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا ؟ أما كان الله عز وجل ينصر بكن وتنتهي القضية ؟ .طيب لما أهل الاستقامة وأهل الإيمان هم الذين يعذبون وهم أولى الناس بالاستمتاع بالدنيا لأن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (لَوْ كَانَتْ الْدُّنْيَا تُسَاوِيْ عِنْدَ الْلَّهِ جَنَاحَ بِعِوَضِهِ مَا سَقَىَ الْكَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ)إذن هي لا تساوي جناح بعوضه أصلاً، الكافر يتمتع والمؤمن مبتلى، أسئلة كثيرة تأتيني وأسمعها .المرء يوم القيامة إنما يوزن بقلبه.لابد أن نعلم حقيقة هامة وهي أن المرء يوم القيامة إنما يوزن بقلبه، ، كما في الحديث( يأتي الرجل السمين يوضع في كفة الميزان فلا يساوى عند الله جناح بعوضه) بخلاف مثلاً عبد الله بن مسعود كان نحيفًا حتى أن الريح إذا كانت قوية تكفئه من شدة ضعفه، عندما صعد الشجرة يومًا والصحابة رأوا ساقيه ضحكوا فقال: مما تضحكون، قالوا يا رسول الله من دقة ساقيه قال( والله لهما أثقل في الميزان من أحد)الذي جعل ابن مسعود يصل إلى هذه المنزلة قلبه القلب هذه المضغة التي تعد من أعظم الآيات هذا القلب يحتوي على العقل.بعض العلماء :قال العقل في الدماغ وهذا خطأ،. إنما العقل في القلب ويدل علي ذلك من الكتاب والسنة.من الكتاب :قال تعالي﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ ( الحج:46) .الشاهد من الآية : أن العقل في القلب وليس في الرأس من السنة:وفي حديث الخوارج لما جاء ذو الخويصرة وقال للنبي ﷺ اعدل يا محمد فإنك لم تعدل قال( وَيْحَكَ وَمَنْ أَحَقُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَعْدِلَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ أَنَا)، فأراد خالد بن الوليد أن يقتله، (قَالَ دَعْهُ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضُئِدَ هَذَا أَقْوَامٌ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ إِلَىَ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ إِلَىَ صِيَامِهِ يَقْرَءُوْنَ الْقُرْءَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ)الشاهد من الحديث: فيه دلالة علي أن العقل في القلب لأن الذي يقرأ القرءان اللسان وهذه القراءة لا تجاوز حناجرهم لأن هناك سد عند الحنجرة تمنع وصول القرآن إلى العقل، فلذلك لا يعقلون مع كثرة عبادتهم ومع ذلك يقول النبي ﷺ( يَخْرُجُوْنَ مِنْ الْدِّيْنِ كَمَا يَخْرُجُ الْسَّهْمُ مِنْ الْرَّمِيَّةِ)في غاية السرعة بأقل شبههلا تلازم ما بين الصلاح وبين صحة المنهج، .لذلك عندما يتكلم الناس في المناهج نجد أناس ،لهم منهج مبتدعة، تجدهم من يصلي وبكاء و منهم من يخطب ويقرض الناس وحليم فيظنون أنهم علي دين وفضلاء ،نحن لانتكلم على إقراض الناس وعلى عبادتهم، إنما نتكلم على المنهج الذي يتبعونه، ممكن يبقى مبتدع ومن أعبد الخلق، الخوارج الذين كفروا الصحابة هم المقصودون بهذا الحديث، النبي عليه الصلاة والسلام توعدهم قال:( لأن أدركتهم لأقلتنهم قتل عاد) أي يصيرون كجذوع نخل خاوية، فهؤلاء من أضل الخلق مع كثرة عبادتهم لا تلازم ما بين الصلاح وبين صحة المنهج، .لا تقس سلامة المنهج على عبادة الشخص وزهده، ممكن يكون من أعبد الناس ومن أضل الناس، ، فالقلب ملك البدن ويوزن المرء به يوم القيامة حياته بالذكر، لكن حياته في العواصف والمحن بخلاف الجوارح، الجوارح تتعب، ممكن يعمل في عمل شاق الجوارح تتعب تريد النوم فغذاء الجوارح بالأكل والشرب والراحة وهكذاحياة القلب في تعرضه للمحن والعواصف..القلب يحيا في المحن، كلما كان القلب متعرضاَ للمحن باستمرار كان في عافية، ولذلك قال النبي ﷺ( أَشَدَّ الْنَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الْصَّالِحُوْنَ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ،يُبْتَلَى الْمَرْءِ عَلَىَ قَدْرِ دِيْنِهِ فَإِنْ كَانَ فِيْ دِيْنِهِ صَلَابَةٌ زِيَدَ لَهُ فِيْ الْبَلَاءِ حَتَّىَ أَنَّهُ لَيَمْشِى عَلَىَ الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيْئَةٌ)الشاهد من الحديث: كلما كان الإنسان دينه متيناً يُبتلي أضعف الناس قلوبًا أهل الترف، ، لو ضغطت عليه ضغطه واحده يموت، لم يتعود. قلبه ضعيف هل أهل الدنيا في عافية ؟ هم في بلاء، بلاءٌ عظيم، أكثر الناس اكتئاباً وأكثر الناس ترددًا على العيادات النفسية أهل الدنيا فالكل مبتلي، ولكن الظاهر أهل الالتزام لأنهم في دائرة الضوء ودائرة السهم، يضعك ويعطيك سهم ثم الاتهام بالتطرف والإرهاب فنحن صاعدين لأعلي، لأن الضوء مسلطتحدث فضيلته عن أحدي المجلات، التي تتهم علماء السلف :يقول الشيخ حفظه الله أن هناك مجلة من مجلات هذا الأسبوع فوجئت إنهم وضعوا صورته وصورة الشيخ محمد حسان والشيخ محمد يعقوب، على غلاف المجلة وكان العنوان تدين المصريين بين الهوس والانفلات .فنحن المتهمون بالهوس والانفلات ثم يخزل عنك ويتهمك بما ليس فيك من باب التخزيل، وهذا التخزيل دائمًا في صالحنا، لأن الله عز وجل( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا هم عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ،) لابد أن يكون هناك علامة تدل على أن هذا حق هل، الملايين الذين يسمعوننا لا يفهمون هم، يعتبروهم أغبية، لا يستطيعون تميز الحق من الباطل، فهل هؤلاء الملايين أغبياء ونحن نخدعهم .ثم تحدث فضيلته عن كتاب أُلِفَ (بعنوان عيوب المنهج السلفي)وسيُنشر في كل المساجد وعلى خطباء فماهي عيوب المنهج السلفي ؟ يقولون أنهم متشددون وكلامهم عن النار والعذاب والناس بها مابها من الشقاء تكلموا عن الجنة ،لو أنا سألت كل الذين يتابعونني مثلاً في القناة الفضائية، هل شعر أحدُهم بهذه الغلظة ؟ مثلاً، ولو كنا فعلاً كذلك ممكن الناس تسمعنا فهذا ، كلام لا يقال فهذا نوع من التخزيل المستمر، البلاء الذي ينتظر أهل الإيمان والديانة دائمًا على الطريق .نصيحة انتفع بها عمر بن عبد العزيز.هناك كلمة قالها أحد الأشخاص لعمر بن عبد العزيز رحمه الله أمير المؤمنين قال عمر ما انتفعت بوصية كانتفاعي بها، قال له أوصني قال: أوصني، قال: (امض ولا تلتفت) الالتفات يعطلك لو التفت هنا وهناك متى تصل، لأن القلب يستمد عافيته أو يستمد جزءً من عافيته من البلاء خصَّ الله أهل الإيمان به، وفي نفس الوقت أهل الدنيا عندهم بلاء ،.وممايُصَبرُ علي البلاء وجود من يُؤتسي به من الفضلاءولكن مايُصبرني أنني إذا التفت إلى الطريق الذي أسير عليه وجدت من يُؤتسى به، كل الأنبياء والصالحون على نفس الطريق، فهذا يقوي العزم أنك تمضي انظر إلي كعب بن مالك ط في قصته في تخلفه عن غزوة تبوك، قال: وكان يحزنني بعد ذهاب الصحابة إلى تبوك ولم يبق في المدينة إلا النساء والأولاد الصغار والمنافقون ومن عذر الله عز وجل على لسان رسوله ﷺ أو نزل فيه القرءان كما في سورة التوبة، قال: (وَكَانَ يُحْزِنُنِيَ أَنَّنِيْ لَا أَجِدُ مَنْ يُؤْتَسَى بِهِمْ إِلَا امْرَأَةُ أَوْ طِفْلٌ أَوْ رَجُلٌ مِمَّنْ عَذَرَ الْلَّهُ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِهِمْ وَيَا لَيْتَنِىْ فَعَلْتَ).فلم يجد له أسوة إلا رجلاً مغموسًا عليه في النفاق، أو رجلاً عذره الله سبحانه وتعالى، فصعبت عليه نفسه، لأن، كعب بن مالك كان سيدًا قبل أن يُسلِم، كان ملكًا قبل أن يسلم، ثم تعرض للمجتمع كله لا يكلمه وصار وحده حتى لايُرَد عليه السلام فصعُبت عليه نفسه أنه وحيداً ولا يجد من يؤتسى به( الذي يصبرك دائمًا أنك إذا التفت إلى الخلق وجدت كل أهل الفضل على نفس الدرب الذي تسير أنت عليه)، أهل الدنيا إذا وقع أحدهم في بلاء يموت فلو كان مثلاً عنده مشروع معين وهلك يُصاب ولا يستطيع الصبر لأن كل رأس ماله الذي كان يعيش من أجله هذا المشروع، فهذا الغافل يمهله الله عز وجل، ثم إذا وصل لسن ستين أو سبعين هلك مشروعه فيحدث له نوع من اليأس الكامل لأنه كان يعمل لهذا، بخلاف أهل الإيمان .اختيار البلاء للقلب تهذيب .ابن الجوزي رحمه الله يقول: ،( ولعل تهذيبي في تعذيبي) يهذب قلبه بهذه المعاناة التي يعانيها .بعد إنهاء ابن الجوزي هذه الخاطرة وأنه معذب، يريد الوصول للكمال وغير قادر علي ذلك فلا العمر يسمح له،ولا الآلة تسمح له ولا، بهذا يكون قد أغلق علينا الباب، وبهذه الطريقة نيأس فأتي بخاطرة أخري لتلطيف الأمور .يقول ابن الجوزي رحمه الله: (لما سَطَرتَ هَذا الفَصلَ المُتَقَدِمَ رأيت إِذكَارَ النفسِ بِمَا لا بُدَ لَهَا فِي الطَرِيقِ مِنهُ، وهُوَ أَنَهُ لا بُد لها من التَلَطُفِ فَإِن قَاطِعَ مَرحَلَتين في مرحلة خَلِيقٌ بِأَن يَقِف، فينبغي أن يقطع الطريق بِأَلطَفِ مُمكِن، وإذا تَعِبَت الرَواحِل نَهَضَ الحَادِي يُغنِيهَا وأَخذُ الرَاحَةِ لِلجِدِ جِد وَغَوصُ السَابِحِ في طَلَبِ الدُرِ صُعُود، ودَوَام السَيرِ يَحسُرُ الإِبَلَ والمَفَازَةُ صَعبَة(ومن أراد أن يَرَى التَلَطُفَ بالنفسِ فَليَنظُرَ في سِيرَةِ الرسول ﷺ فَإِنَه كان يَتَلَطَفُ بِنفسِهِ وَيُمَازِحُ ويُخَالِطُ النساء ويُقَبِلُ ويَمُصُ اللِسَان ويختَار المُستحسَنَات ويُستَعذِبُ لَهُ المَاء ويَختَار المَاء البَاردَ والأَوفَقَ من المَطَاعِمِ كَلَحمِ الظَهرِ والذِرَاعِ والحَلوَى وهذا كُلُهُ رِفقٌ بِالناقةِ في طَرِيق السَير، فَأمَا مَن جَرَدَ عليها السَوط فَإِنهُ يَوشِكُ أن لا يَقطَعَ الطريق، وقد قال النبي ﷺ (إِنَّ هَذَا الْدِّيْنَ مَتِيْنٌ فَأَوْغِلُوا فِيْهِ بِرِفْقٍ فَإِنَّ الْمُنْبَثَّ لَا أَرْضَا قَطَعَ وَلَا ظَهْرَا أَبْقَىْ)واعلَم أَنَهُ يَنبَغِي لِلعَاقِلِ أن يُغَالِطَ نفسه فِيمَا يَكشِفُ العَقلَ عن عِوَارِهِ فإن فَكَر المُتَيقظ . يقول: فإن فَكَر المُتَيقظ يَسبِقُ قَبلَ مُبَاشَرةِ المَرأَةِ إلى أنَهُ اعتناق جَسدٍ يَحتوي على قَذَارةٍ وقَبلَ بَلعِ اللُقمِةِ إِلىَ أنهَا مُتَقَلِبِةٌ في الرِيق ولَو أَخرَجَهَا اللِسَانَ لَفَظَهَا، ولو فكر في قُربِ المَوتِ ومَا يَجرِي عَليهِ بَعدَهُ لَبَغَضَ عَاجِلَ لَذَتِهِ فَلَا بُدَ مِن مُغَالَطةٍ تَجري لِيَنتَفِعَ الإِنسانَ بِعَيشه .كَمَا قَالَ لَبِيد:فَأَكذِب النَفسَ إِذَا حَدَثتَهَا | إِن صِدقَ النَفسِ يُزرِي بِالأَمَلِ | وَقَالَ البُستي: (وهو علي بن محمد البستي أحد الشعراء الكبار)أَفِد طَبعَك المَكدُودَ بِالهَمِ رَاحَةً | تُجِمّ وَعَلِلّهُ بِشَيءٍ مِنَ المَـــزحِ | ولَكِن إَذا أَعطَيتَهُ ذَاكَ فَليَكُـن | بِمقدِارِ مَا يُعطَي الطَعَامُ مَن المِلحِ | وقال أبو عليٍ بن الشِبلِ:( وهذا شاعر رقيق جدًا له أشعار كثيرة في غاية الرقة) وَإِذَا هَمَمتَ فَنَاجِ نَفسكَ بِالمُنَى | وَعداً فَخَيرَاتُ الجِنَانِ عِدَاتُ | وَاجعَل رَجَاءَكَ دُونَ يَأسِكَ جُنَةً | حَتَى تَزُولَ بِهَمِّكَ الأَوقَـاتُ | وَاستُر عَنِ الجُلَسَاءِ بَثَكَ إِنمَا | جُلسَاؤُكَ الحُسَّادُ والشُمَـاتُ | وَدَعِ التَوَقُعَ لِلحَوَادثِ إَنَــهُ | لِلحَي مِن قَبلِ المَمَاتِ مَمَاتُ | فَالهَمُ لَيسَ لَهُ ثَبَاتٌ مِثل مَـا | فِي أَهلِهِ مَا لِلسُرورِ ثَبَـاتُ | لَولَا مُغَالَطَةُ النُفوسِ عُقًولَهَا | َلم تَصفُ لِلمُتَيقِظِينَ حَيَـاةُ |
وقَالَ أيضاً:بِحِفظِ الجِسمِ تَبقَى النَفس فِيه | بَقَاءَ النَارِ تُحفَظُ بِالوعَــاءِ | فَبِاليِأسِ المُمِضَ فَلَا تُمِتـهَا | ولَا تَمدُد لَهَا طُولَ الرَجَــاءِ | وَعِدهَا فِي شَدَائِدِهَا رَخَـاءً | وَذَكِرهَا الشَدَائِدَ فِي الرَخَـاءِ | يُعَدُ صَلَاحُهَا هَــذا وهَـذا | َبِالتَركِيبِ مَنفَعةُ الــدَواءِ | وَقد كَانَ عُمُومِ السَلَف يُخَضِبُونَ الشَيبِ لِئَلا يَرَى الإنسانُ مِنهم مَا يُكرَه وَإِن كَانَ الخِضَابُ لا يُعدِمُ النَفسَ عِلمَهَا بِذَلك وَلكِنَهُ نَوعُ مُخَادَعَةٍ لِلنفسِ، ومَا زَالتِ النُفُوسُ تَرَى الظَاهِرَ، وإِنمَا الفِكرُ والعَقلُ مَعَ الغَائِب، ولا بُدَ من مُغَالَطَةٍ تَجري لِيَتِمَ العَيش، ولَو عَمِلَ العَالِمُ بِمُقتَضَى قِصَرِ الأَمَلِ مَا كَتَبَ العِلمَ وَلَا صَنَفَ، فَافهَم هذَا الفَصلَ مَع الذي تَقَدَمَهُ فَإِن الأَولَ فِي مَقَامَ العَزيمَة وهَذَا فِي مَكَانَ الرُخصَة، وَلَا بُدَ لِلتَعبِ مِن رَاحَةٍ وَإِعَانَة والله عَزَ وَجَلَ مَعَك عَلَى قَدرِ صِدقِ الطَلَبِ وقُوةِ اللَجأِ وَخَلعِ الحَولِ وَالقُوةِ وَهُوَ المُوَفِق).الناس متفاوتون في إيمانهم :خاطره جميلة و الأشعار والكلام الذي ذكره أتى على ما يريد تمامًا، هو يريد أن يقول ابن الجوزي أن الناس يتفاوتون في إيمانهم، فأنت مثلاً أو أنا عندما نقرأ ترجمةً لأحد العلماء تسأل و تريد أن تكون مثل هذا العالِم، فتحاول تقليد هذا العالم فتفشل، عندما نقرأ سير الصحابة والزهاد، تقول هؤلاء الصحابة عبادتهم لله عز ووجل لم تكن متقنةزهاد البصرة ظهر فيهم الصعق والإغماء عند سماع القرءان الصحابة لم يكونوا كذلك عندما، تقرأ في سيرة الصحابة تحس أنك تستطيع أن تتأسى بهم أي صحابي تستطيع أن تتأسى به ،.عبد الله بن سلام:شهد النبي ﷺ له بالجنة في الرؤية التي رآها كما في صحيح مسلم رأى إنه عمود،رأسه في السماء و قاعدته في الأرض، وفي آخره حلقة، فقيل له اصعد، قال: لا أستطيع ،قال: فجاء( من صفل، أي خالف) فزجل بي، فلما زجل به وصل إلي الحلقة فعندما استيقظ من النوم وجد نفسه والحلقة بيده ذهب للنبي عليه الصلاة والسلام فسأله، قال له: (أَمَّا الْحَلَقَةُ فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَيَ وَأَنْتَ تَمُوْتُ عَلَىَ الْإِسْلَامِ) عرف أنه سيموت على الإسلام فهذا وعد من النبي عليه الصلاة والسلام لا يتبدل، والنبي ﷺ لا يقول هذا إلا بوحي ،لم يغتر عبد الله بن سلام ولا قال إنني من أهل الجنة ولا النبي ﷺ شهد لي إنما كان يستعمل ما يعينه على ذلك، كان من أغنياء الصحابة عبد الله بن سلام، وكان عنده أعبد وعنده أموال ولكنه كان إذا دخل السوق يحمل متاعه على كتفه فعوتب في ذلك فقال لهم إني سمعت النبي ﷺ يقول لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِيْ قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)المراد بالكبر هنا أي أنني أدري بما يعالج الكبر من نفسي فعبد الله بن سلام أغلق باب الكبر أنت تستطيع أن تفعل مثل عبد الله بن سلام لكن لا تستطيع تقلد زهاد البصرة لأنك لم ننشأ نشأة على الإسلام لم تلتزم إلا في مراحل متأخرة وغالباً بعد الثانوي بعدما انتهت أهم مراحل العمر وهي الطفولة فعندما ننظر مثلاً لحال بيوت الملتزمين نجد أولادهم أقل التزاماً من البيوت التي ليس فيها التزام تجد الشاب أو البنت التي ترتدي النقاب تُعذب و يأمرونها بخلع النقاب وكذلك الولد عندما التحي يُطرد من البيت ويُهان ومع ذلك تجدهم ثابتين وذلك للإحن التي تعرضوا لها لأن قلوبهم حيت بهذه المصائب وهذه الابتلاءات لأننا كما قلنا حياة القلب في الإحن والعواصف التي يتعرض لها فلو قلدت الصحابة تشعر بأريحيه وتستطيع تقليدهم عليك بالشرب الأول الصحابة، فعندما تقرأ كتاب جنة الفضائل لابن عياض تتعقد من حياتك، تحاول تقليده فلا تستطع.على بن الفضيل:كان شاب جوهرًا خالصًا مات شابًا، كان الفضيل عندما يصلي إمامًا كانت زوجته تقول له لو أن علي يُصلي خلفك لا تقرأ بآيات النار، فكان الفضيل عندما يأتي ليؤم الناس للصلاة ينظر خلفه ليري هل علي موجود بالصف أم لا فإذا وجده يقرأ بآيات الجنة والرجاء وفي ذات مره لم يجده فقرأ بآيات النار، فجاء علي ودخل في الصلاة والفضيل لا يعرف، فلما قرأ ﴿ إن عذاب ربك لواقع﴾ أغشي عليه، وظل علي في هذا ثلاثة أيام، حتى لما مات علي قال الفضيل كان يعينني علي الحزن، فكان علي مخبتاً ومقبلاً على ربه سبحانه وتعالى، وكان علي يقول يا أبتي أدع الله الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة .فلو أردت أن، تقلد مثلاً الفضيل بن عياض وسفيان الثوري تفشل وتعجز، فعليك بالصحابة، ستكون المسألة سهلة إن أبيت إلا أن تقرأ في تراجم هؤلاء العلماء فاعلم أنهم لم يصلوا إلى هذا أو لم تدون تراجمهم إلا بعدما صاروا أئمةفلا تنظر إلى نقص البدايات ولكن أنظر إلى كمال النهايات:فأنت عندما تريد أن تُقلد أحدهم، تقلده بعدما انتهى، وأنت مازلت في البداية،، ولذلك عزمك ينفسخ، لا البيئة تساعدك ولا البيت يساعدك ولا أنت تربيت على الإسلام ولا على الزهد ولا على قيام الليل ولا إلى آخره، فكيف تصل إلي هؤلاء وقد عاشوا في بيئة مختلفة تمامًا عن بيئتنا وكان الإسلام يرفرف وهو الحكم وكان الناس يمشون بأمان الإسلام، طالما أنه مستقيم على أحكام الله لايعترضه أحد، لكن الآن في الأزمنة المتأخرة إنما يمشون بأمان القانون لذلك تجد الإنسان الملتزم يرتجف خائف يُخطيء يُعاقب مع أنه لم يفعل شيء سوي أنه استقام علي دين .البيئة قديمًا كانت مختلفة تمامًا عن بيئتنا الآن أو عن البيئات المتأخرة سواء سبقتنا قبلنا أو تأتي بعدنا ،ترفق بنفسك.كل هذا الكلام تمهيد لكلام بن الجوزي يقول هذه الخاطرة إنما هي في باب الرخصة والتي سبقتها هي في باب العزيمة، أنت ممكن تعزم وتطلع فإن نزلت فلا تيأس، هو ابن الجوزي يريد أن يقول مثل ذلك.يتبع إن شاء الله.. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الدرس (9) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 6:31 pm | |
| يقول ابن الجوزي رحمه الله لما سَطَرتَ هَذا الفَصلَ المُتَقَدِمَ رأيت إِذكَارَ النفسِ بِمَا لا بُدَ لَهَا فِي الطَرِيقِ مِنهُ، وهُوَ أَنَهُ لا بُد لها من التَلَطُفِ فَإِن قَاطِعَ مَرحَلَتين في مرحلة خَلِيقٌ بِأَن يَقِف) سنعتبر المرحلة التي انتهت مثلاً عشرين كيلو، فهاتان المرحلتان سنقطعهم في نصف ساعة، أنت راكب دابة، لو قطعتهم في عشر دقائق ماذا فعلت ظللت تضرب الناقة كي تُسرِع، خليق بمثل هذا أن يسقط تتعب الراحلة وهو نفسه يتعب من كثرة الإجهاد والتوتر، فهذا خليق أن يتوقف (فينبغي أن يقطع الطريق بِأَلطَفِ مُمكِن) والرفق دائمًا يصل المرء به كما قال ﷺ (إِنَّ الْلَّهَ يُحِبُّ الْرِّفْقَ وَيُعْطِيَ عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِيَ عَلَىَ الْعُنْفِ) .ابن جريج وارث علم عطاء بن أبي رباح، وعطاء بن أبي رباح قصة كبيرة أحد التابعين، ابن جريج بماذا أخذ علم عطاء، قال: ابن جريج (استخرجت علم عطاءٍ بالرفق وترك المماراة .) الزهري يقول: لقد خسر أبو سلمة بن عبد الرحمن علمًا كثيرًا لكثرة ما كان يماري ابن عباس .و هو أحد التابعين عندما، كان يلتقي بابن عباس يُماريه فابن عباس عندما كان يراه لا يتكلم معه ، أبو سلمة يتكلم وابن عباس لا يتكلم، ، فخسر بسبب المماراة وترك الرفق . و في ذات مرة أبو سلمة كان يفتي يقول( الماء من الماء،)الماء الأولي الماء الذي نستخدمه في حياتنا ،الماء الثانية المني ،أي يجب عليك أن تغتسل إذا أمنيت فعندما سمعته عائشة وهو يُفتي، قالت: يا أبا سلمة( مِثْلُكَ كَمَثَلِ الْفُرُوْجَ سَمِعَ الْدِّيَكَةِ تَصِيْحُ فَصَاحَ مَعَهُمْ) أنت تقلد، الأمر ليس هكذا ،( الماء من الماء) هذا الكلام كان في أول الإسلام ثم نسخ، قالت عائشة إني سمعت النبي ﷺ يقول إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَجَهْدِهَا فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ) أنزل أو لم ينزل، وجب الغسل، فأبو سلمة عالم كبير، ولكن أنا أتكلم على جزء أو حاجة كانت عند أبي سلمة خسر بسببها علم ابن عباس، وهو ترك الرفق .فالإنسان العاقل :هو الذي يتلطف. فابن الجوزي يريد أن يقول الخاطرة الأولي لأهل العزائم، والخاطرة الثانية كي لا ييأس أحد ،استعمل الرفق في حياتك كلها . فيقول: (ينبغي أن يقطع الطريق بِأَلطَفِ مُمكِن، وإذا تَعِبَت الرَواحِل نَهَضَ الحَادِي يُغنِيهَا) .الحادي هو الذي يُسهل قطع المرحلة إذا تعبت الرواحل أول ما يغني لها تتبدي تشتد في السير. ( وإذا تَعِبَت الرَواحِل نَهَضَ الحَادِي يُغنِيهَا وأَخذُ الرَاحَةِ لِلجِدِ جِد) ليس معني إنك مستريح انك تهمل بل هذا هو عين الجد . ( وَغَوصُ السَابِحِ في طَلَبِ الدُرِ صُعُود) لأنه في الآخر أتي بدره، هو صح غاص لأسفل لكنه صعد بإصابة الدر فلا تنظر إلى المرحلة وهو ينزل ولكن انظر إليه لما صعد وفي يده دره . يقول: (ودَوَام السَيرِ يَحسُرُ الإِبَلَ والمَفَازَةُ صَعبَة)، دوام السير المستمر يحسر الإبل_ أي يتعبها _والمفازة صعبة (المفازة)_ الصحراء _ وهذا من أدب العرب وذوق العرب، أفضل جنس على وجه الأرض هم العرب، أنا لا أتكلم عن أفراد العرب، عن جنس العرب، كانت الأشياء السيئة أو الممضة، كان يأتون بعكسها، المفازة_الصحراء_ مفازة سُميت بهذا الاسم أملاً للفوز منها .كذلك يقولون عن اللديغ سليم كما في حديث أبي سعيد عند البخاري وغيره لما نزل أبو سعيد بن ألخدري هو وجماعة من الصحابة على قوم وطلبوا منهم الكري فرفضوا كراهم فلم تنته الليلة إلا وسيد القوم لدغته حية التمسوا له كل طب فلم يبرأ، قالوا لبعضهم نذهب ونري في الناس الذي طلبوا الكري هل فيهم من راق فلما ذهبوا لهم قالوا( إن سيد الحي سليم) سليم _ لديغ_، إنما قالوا سليم تأميلاً لسلامته _ فهل فيكم من راقٍ، قالوا والله لقد منعتمونا الكرى ولن نأتي معكم إلا أن تأتوا لنا بثلاثين شاة، فأبوا سعيد ألخدري انطلق إلى هذا الرجل اللديغ وقرأ عليه الفاتحة فكأنما نشط من عقال فأعطوهم الشياة الذين اتفقوا عليها فالصحابة كيف نأخذها ولم نستفت، النبي ﷺ لعله لا يجوز، فلما ذهبوا إلى النبي ﷺ قال اضْرِبُوْا لِيَ مَعَكُمْ بِسَهْمٍ)إذاً هي حلال ثم قال لأبي سعيد (وَمَا يُدْرِيْكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ)وهذه أول مرة في حياة أبي سعيد ألخدري يرقي أحد، حتى قال عن نفسه حاول ينكر نفسه في بعض الروايات قال(فَقَامَ رَجُلٌ مَا نَأْبُنُهُ بَرْقِيَّه)ليس له في الرقى، لأجل إخلاصه . وذات مرة الربيع بن سليمان المرادي دخل علي الشافعي وهو مريض الربيع معروف أنه راوية الشافعي وراوية كتبه ومن ألزم الناس له، فقال قوى الله ضعفك يا إمام، قال له لو قوي الله ضعفي لقتلني قال ما قصدت، قال يا ربيع لو شتمتني صراحًا علمت أنك لم تقصد.
فابن الجوزي يقول المفازة صعبة، مدة سير الإنسان إلى الله، مدة حياته مفازة يتعرض لكثير من الأشياء ويُقابل كثير من البشر منهم السيئ ومنهم الطيب ويقع في ابتلاءات فلابد حينئذ أن تتلطف بنفسك .
( ومن أراد أن يَرَى التَلَطُفَ بالنفسِ فَليَنظُرَ في سِيرَةِ الرسول ﷺ فَإِنَه كان يَتَلَطَفُ بِنفسِهِ وَيُمَازِحُ ويُخَالِطُ النساء ويُقَبِلُ ويَمُصُ اللِسَان ويختَار المُستحسَنَات ويُستَعذِبُ لَهُ المَاء ويَختَار المَاء البَاردَ والأَوفَقَ من المَطَاعِمِ كَلَحمِ الظَهرِ والذِرَاعِ والحَلوَى) هذا مع كونه أزهد الخلق ولا أحد مطلقًا يعلوه عليه الصلاة والسلام أبدًا، هو سيد الأنبياء وسيد الدنيا كلها ومع ذلك كانت سيرته سهلة، أنا أريدك تقلد النبي عليه الصلاة والسلام، والله لن تجد في حياتك صعوبةً قط، وأنا عندما كنت أقرأ مثلاً في الأحاديث وأترجم، كنت أترجم وأنا عارف أنني سأصيب الرمية، وإذا لم أصب الرمية يبقى أنا نفذت غلط، وضعت الحكمة في غير موضعها خلل عندي أنا، لكن من تأسى بالنبي عليه الصلاة والسلام سهلت حياته كلها . مزاحه: مثلاً عليه الصلاة والسلام يمزح ولا يقول إلا الحق، ويعني بعض العلماء صنف في مزاحه عليه الصلاة والسلام كتابًا، طبعًا فيه الغص وفيه الثمين والأحاديث التي كان فيها مزاح النبي ﷺ قليلة ليست بهذه الكثرة، أغلب الأحاديث أو كثير منها، تالف الإسناد يا ضعيف يا موضوع يا منكر، لكن ثبت أنه كان يمازح، يعني مثلاً ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا جاءه مثلاً صبي يخرج لسانه له فيظنه الصبي تمره يريد يخطفها فيدخل لسانه، من الذي فعل هذا ؟ أفضل من مشى على الأرض بقدميه، يعمل هذا مع الصبي . وفي صحيح مسلم كانت الجارية كان في المدينة جارية في عقلها شيء، كانت تأخذ يد النبي عليه الصلاة والسلام وتلف به المدينة لا يمتنع منها عندما قال لامرأة وأظن الإسناد فيه كلام( الْحَقِي بِزَوْجِكَ فَإِنَّ فِيْ عَيْنَيْهِ بَيَاضا) البياض العمى ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ (يوسف:84) لأن الإنسان لا يبصر إلا بالسواد، فلما يقال في عينيه بياض معناها لا يبصر ذهبت المرأة تسأل زوجها هل تراني فأخبرته بما قاله الرسول _ﷺ_، فذهبت للنبي، قال أو ليس في عينيه بياض، قال حَقا إِنِّيَ لَأَمْزَحُ وَلَا أَقُوْلُ إِلَا حَقا) كلام الرسول عليه الصلاة والسلام . المزاح يدل على انبساط النفس، أفضل العلماء من إذا رأيته عن بعد هبته وإن اقتربت منه أحببته .فكان النبي ﷺ يمازح ويفعل هذا، وكان يحمل الحسن والحسين على ظهره ويمشي بهما عليه الصلاة والسلام، وكان يحمل أمامة بنت أبي العاص في الصلاة، وهذا كله يدل على سهوله وانبساط نفس . يقول ويُخَالِطُ النساء ويُقَبِلُ ويَمُصُ اللِسَان ويختَار المُستحسَنَات) إلى آخر ما ذكره وكل واحدة من هؤلاء لها أحاديث، نذكرها كدليل، نرفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام حتى يسهل عليك أن تتأسى به . وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنتهى الدرس التاسع |
|