أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الدرس (17) من مدرسة الحياة السبت 14 مايو 2011, 9:54 pm | |
| 17 يقول رحمه الله: ( قُلُوبُ العَارِفِينَ يُغَارُ عَليهَا مِنَ الأَسبَابِ وَإِن كَانت لَا تُسَاكِنُهَا لأَنهَا لَمَا انفَرَدَت لِمَعرِفتِهَا انفَرَدَ لهَا بِتَوَلِي أمُورِهَا، فَإِذَا تَعرَضَت بِالأسبَابِ مَحَىَ أَثَرَ الأسبَاب: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾، وتَأَمَلَ فِي حَالِ يَعقُوبَ وَحَذَرِهِ عَلَى يُوسُفَ عَليهِمَا السَلَام حَتَى قَالَ :﴿ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فقالوا:﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ فَلَمَا جَاءَ أَوَانِ الفَرَجِ خَرَجَ يَهُوذَا بِالقَمِيصِ فَسَبَقَهُ الرِيح﴿ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ وكَذَلِكَ قَولُ يُوسُفَ عَليهِ السلَام لِلسَاقِي: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ فَعُوقِبَ بَأن لَبِثَ سَبعَ سِنِين وَإِن كَان يُوسُفَ عَليهِ السلَام يَعلَمُ أَنَهُ لَا خَلَاصَ لَهُ إِلَا بِإِذنِ الله وَأَن التَعَرُضَ بِالأَسبَابِ مَشرُوعٌ غَيرَ أَن الغَيرَةَ أَثَرَت فِي العِقُوبَة، ومِن هَذَا قِصَةَ مَريمَ عَليهَا السلَام ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ فَغَارَ المُسَبِبُ مِن مُسَاكَنةِ الأَسبَاب ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ﴾، ومِن هَذَا القَبِيلِ مَا يُروَى عَن النَبِي صَلى الله عَليهِ وآله سَلَم أَنهُ قَالَ :" أَبَى الْلَّه أَن يَرْزُق عَبْدَه الْمُؤْمِن إِلَّا مَن حَيْث لَا يَحْتَسِب ". وَالأَسبَابُ طَرِيقٍ ولَا بٌدَ مِن سُلُوكِهَا وَالعَارِفُ لَا يُسَاكِنُهَا غَيرَ أَنَهُ يُجَلَيَ لَهُ مِن أَمرِهَا مَا لَا يُجَلَيَ لِغَيرِهِ مِن أِنهَا لَا تُسَاكَن وَرُبَمَا عُوقِبَ إِن مَالَ إِليهَا وَإِن كَانَ مَيلًًا لَا يَقبَلَهُ غَيرَ أَنَ أقَلَ الهَفَوَاتِ يُوجِبُ الأَدَبِ، وتَأَمَلَ عُقبَيَ سُلَيمَان عَليهِ السلَامَ لَمَا قَال : " لأَطُوفَنَ اللَيلَةَ عَلَى مِائةِ امرَأَةٍ تَلِدُ كُلَ وَاحِدَةٍ مِنهُنَ غُلَامًا ولَم يَقُل : إِن شَاءَ الله فَمَا حَمَلَت إِلَا وَاحِدَةٍ جَاءَت بِشِقِ غُلَام " . وَلَقد طَرَقَنِي حَالَةً أَوجَبَت التَشَبُثَ بِبَعضِ الأَسبَاب إِلَا أَنَهُ كَانَ مِن ضَرُورَةِ ذَلِك لِقَاءُ بَعضُ الظَلَمَةَ وَمُدَارَاتُهُ بِكَلِمة فَبَيَنَمَا أَنَا أُفَكِرُ فِي هَذِهِ الحَال دَخَلَ عَلَيَ قَارِئ فَاستَفتَح فَتَفَاءَلتُ بِمًا يَقرَأ فَقَرَأَ ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ . قَال: فَبُهِتُ مِن إِجَابَتِي عَلَى خَاطِرِي وقُلتُ لِنَفسي : اسمَعِي فَإِنَنِي طَلَبتٌ النصرَ فِي هَذِهِ المُدَارَاة فَأَعلَمَنِي القُرآَن أَنَنِي إِذَا رَكَنتُ إَلَىَ ظَالِمٍ فَاتَنِى مَا رَكَنتُ لِأَجلِهَ مِنَ النَصرِ، فَيَا طُوبَىَ لِمَن عرَفَ المسَببَ وَتَعَلَقَ بِهِ فَإِنهَا الغَايَةَ القُصوَى فَنَسأَلَ الله أَن يَرزُقَنَا .) لأن ابن الجوزي رحمه الله ولربما فاتت جمل على بعض المستمعين أنه الذي، لأنه لم يعالج أسلوب ابن الجوزي صاحب قلب رشيق ولربما فأتت جمل على بعض المستمعين أنه لم يفهمها، لأنه لم يعالج أسلوب ابن الجوزي رحمه الله في الكلام، لكنه في هذا الكتاب كما هو ظاهر من عنوانه صيد الخاطر، أي أن ما يدور بخاطره من المعاني يصطاد أفضلها ثم يسطره نصيحة لمن يأتي بعده لأن ابن الجوزي رحمه الله تعالي كان رجل عامه .
العلماء رجلان: 1-رجل عامه، 2-ورجل خاصة . رجل العامة:الذي يعيش في وسط الناس يعيش في أشغالهم ويتصدي لأهل الحلول، فيعرف أغوار النفس البشرية فيوقع كلامه على مقتضي محلها . أما عالم الخاصة: الذي يدرس لطلبة العلم، لا يعلمه إلا طلبة العلم فقط وكثير من العلماء مثل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كان محدثًا، لكن لم يكن يعرف إلا في الأوساط العلمية في الجامعات وفي المنتديات العلمية الشيخ أحمد شاكر أبو الأشبال، وكان إذا عقد مجلسًا أيام كان قاضيًا كان يعقده في عيادة صديقه الدكتور أحمد . بخلاف الشيخ الألباني:، محدِّث القرن وإمام الزمان في الحديث لكن لماذا ذاع صيته في الدنيا كلها ؟ لأنه تصدى للشرح في المجالس العامة الشيخ بن عثيمين : رجل عامة لأنه يخالط الناس يعرف أدواء الناس يصف الدواء . ابن الجوزي :كان واعظاً للدنيا كلها، الخليفة كان يصلى الجمعة خلفه وكان يحضر دروسه وأسلم على يديه مئات أو عشرات الألوف والذين تابوا علي يديه لا يحصروا من سارق وزان وقاتل وشارب للخمر وكان له كما قلت له أسلوب رشيق في وعظ هذه الناس، فهو في هذا الكتاب الماتع صيد الخاطر، يختار المعاني الجيدة التي خطرت على ذهن رجل صيرفي هو ابن الجوزي يعني ذهنه صافي ثم يسطرها بقلم رشيق . خلاصة هذه الخاطرة التعلق بالأسباب هل هو مشروع أم لا ؟ واضح من الكلام أنه مشروع، لكنه يعالج الركون إلى الأسباب ليس التعلق بالأسباب، ويعالج طائفة معينة من بني آدم، طائفة المخلصين الذين اجتباهم الله عز وجل وأخلص قلوبهم له، هل هذه الطائفة تأخذ بالأسباب أم لا؟ الركون إلي الأسباب قدح في التوحيد، وترك الأسباب قدح في التشريع المراد بالكلام :الركون أي الركون للقلب في العمل قدح في التوحيد، بخلاف الأخذ بالسبب، أنا أريدك أن تفرق بين الركون أي اعتماد القلب بالكلية علي السبب وبين أخذ السبب مع اعتقاد أن الله عز وجل هو الذي يسبب الأسباب . فركون القلب بالكلية إلي الأسباب هذا هو القدح في التوحيد، ، لأن السبب وإن كان مهمًا لكنه لا يغنيك وحده :تقرأ قول الله عز وجل: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (الأنفال:17) الإنسان إذا تعرض لشيء يميت عادة لابد أن يموت، إذا سقط مثلاً من الدور العاشر أو الدور العشرين، نحن نقول أن هذا السقوط يساوي الموت لكن هل يلزم أن يموت ؟ لا .
ثم سرد فضيلة الشيخ قصة عامل الأسانسير الذي سقط من الدور العاشر. منذ أربع سنين تقريبًا كان في أخبار اليوم قصة عامل الأسانسير الذي سقط من الدور العاشر، ذهب لأمه في الصباح قال لها ادعي لي يا أمي، قالت له اذهب يا بني ربنا ينجيك، وهو متعلق في الحبل في الكابينة في الدور العاشر انقطع الحبل، سقط واقف على رجله، لم يخدش، ولم يصب بشيء، وعملوا معه حوار طويل في الصفحة الثانية، من أنت ؟ وما هي قصة حياتك، وقل لنا كيف، وهو سقط هذا من الدور العاشر، عادةً يموت . عمارة المعادي من خمسة عشر، أو عشرين سنة، لما احترق الدور السادس فيها تقريبًا، كانت هي اثني عشر دور واحترقت الشقة بسبب المكيفات، وبدأت ألسنة النار تطلع لفوق، الجماعة الذين في أعلى العمارة الذين حُبِسوا في الأدوار الست ماذا عملوا ؟ . حكوا لنا حكاية أم كان لها ولدين وضعت الولد الأول في بطانية وألقته من الدور الاثني عشر، هل هي لا تعرف أن قذف الولد من الدور الاثني عشر يساوي الموت ؟، نعم، يساوي الموت، لكنه قد ينجو، قد، احتمال النجاة واحد في المائة، لكن إذا النار دخلت عليها احتمال النجاة صفر . الإنسان إذا احترق نسبة الحريق مثلاً تعدي خمسين، ستين في المائة هذا يساوي الموت، يكون دخول النار عليها موت مائة بالمائة، لما وضعت الولد الأول في البطانية وألقته، والولد الثاني في بطانية وألقته، احتمال النجاة واحد في المائة، لأنه قد ينجو، وهي لما ألقت بنفسها من الدور الأثني عشر لنفس السبب سقطت صريعة في الحال . إذًا لا يلزم الإنسان يموت بالسبب المميت، قد ينجو، وهذا معني قول الله - عز وجل-:﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ . وما رميت: أي وما أصبت . إذ رميت: أي لما أرسلت السهم . لكن الله رمي: أي أصاب . أنا عندي رمي، رمي، رمي، ثلاثة، رمي الأولى مثل رمي الثالثة، رمي التي في الوسط: هي مجرد اتخاذ السهم، ضربه بالنار، أصابته رصاصة في رأسه ممكن ينجو لا يموت، ليس مجرد أن أنت استهدفت الرمي إليه أنه لابد أن يموت حتى يجعل الله- عز وجل- التقدير في السبب، وهذا معنى ذلك . فابن الجوزي-رحمه الله- تعالي يتكلم عن طائفة من أهل الورع وليس عن عموم الناس الذين يقفون عند حدود الجواز، لأن فيه واحد يقف عند الحلال والحرام لا يتخطى أبدًا ناحية الحرام، وفيه ناس يقول لك القصة ليست قصة حرام، لا، أنا لا أقف عند حدود الحلال والحرام أنا فوق قوي، إذا شاككته في شيء كان نسبة الحلال فيه تسعة وتسعين في المائة ونسبة الحرام واحد في المائة أنأي به لأنه يمكن تكون فيها شبهه . والأشياء التي تعرض للإنسان ثلاثة جاءت في قول النبي- ﷺ -:" الْحَلَال بَيْن وَالْحَرَام بَيْن وَبَيْنَهُمَا أُمُوْر مُشْتَبِهَات لَا يَعْلَمُهُن كَثِيْر مِن الْنَّاس ". أنا عندي الحلال مائة بالمائة، والحرام مئة بالمائة، وشبهه لها وجه يطل على الحلال ولها وجه يطل على الحرام، فإذا عرضت لك سألت نفسك يا تُري أهي إلى الحلال أقرب أم إلى الحرام أقرب ؟ . فيحصل لك نوع من الحيرة في هذه المسألة، وتقسمها هكذا، قسمها ثلاث مراحل، هذا الحلال ثم جدار، وهذه الشبهة ثم جدار، وهذا الحرام، طول ما أنت في الحلال فقط ممكن تصل إلى الحرام، لماذا ؟ علي المنطقة الوسطي التي هي تعزل بين الحرام المحض والحلال المحض، متى تصل إلى الحرام ؟ يوم أن تقفز من فوق الجدار وتدخل في المنطقة الوسطي . لو أنت تسند ظهرك علي الجدار الذي بين الحلال والشبهة فالأمر قريب، خطر ببالك إنك أنت تمشي، ومشيت حتى وصلت إلي الجدار الذي يفصل ما بين الشبهة والحرام، هي بس قفزة واحدة تهبط في المنطقة الحرام . فأنت إذا دعتك شبهة بينك وبين الحرام فأمرك قريب، يكون هذا الجواز، جائز أو غير جائز، أهل الورع ليسوا كذلك، أهل الورع فوق الطبراني: روى في كتابه الكبير بسند صحيح عن، سالم بن عبدالله بن عمر قال: عرست في زمان أبي، عرست: أي تزوجت في زمان أبي، فآذي أبي الناس، أي ابن عمر دعا الناس لزواج سالم، قال فجاء أبو أيوب الأنصاري أول ما دخل البيت عند بن عمر وجد ستائر مشدودة علي الجدران، فوقف أبو أيوب وأخذ بعضالة الباب وقال: أنتم الذين تسترون الجدر، يخاطب من ؟ يخاطب بن عمر، أنتم الذين تسترون الجدر، قال سالم: فخفض أبي رأسه واستحي، وضع وجهه في الأرض من الحياء ، ثم قال: غلبنا النساء يا أبا أيوب، ماذا نعمل، هذا يوم عرس هم فرحين بالولد ويريدون أن يضعوا ستائر، ويعلمون منظر وغير ذلك، فقال: لئن غلبنا أحدًا لا يغلبك، أي حد يغلب لكن أنت لا، لما، لأن أنت بن عمر . بن عمر شديد الإتباع للنبي- عليه الصلاة والسلام- وكان شديد الحب للنبي ﷺ . في سنن أبي داود قال النبي ﷺ:" لَو تَرَكْنَا هَذَا الْبَاب لِلْنِّسَاء "، باب كان عادة النساء يدخلن منه لا يدخلون من نفس الباب الذي يدخل منه الرجال، يقول:" لَو تَرَكْنَا هَذَا الْبَاب لِلْنِّسَاء "، قال سالم أو نافع راوي الحديث فما دخل منه ابن عمر حتى مات، مع إن الأمر ليس صريحًا . النبي ﷺ لم يقل لا تدخلوا من هذا الباب، إنما قال: (لو) على سبيل التمني، لو تركنا هذا الباب للنساء، فما دخل منه ابن عمر حتى مات . ويروي نافع أنه كان مع جماعة يصحبون ابن عمر في طريق فوجدوا وهم يمشون في الطريق قبوًا، أي شيء مثل المغارة أو حاجه تحت الأرض، فابن عمر خلع نعله ودخل في هذا المكان، فسألوا نافع مولاه أدخل ليصلي ؟، قال: لا، إنما دخل ليقضي حاجته، فإنه رأي النبي- صلي اله عليه وسلم- يقضي حاجته في هذا المكان، فهو يحب أن يقضي حاجته في هذا المكان . أبوه عمر بن الخطاب كان علي عكس في هذه السيرة، وجد جماعة يتزاحمون ويدفع بعضهم بعض تحت شجرة، ماذا يعملون ؟ قالوا: إنهم رأوا النبي- صلي اله عليه وسلم- يصلي هنا، فيتزاحمون تحت هذه الشجرة ليصلون هنا فأمر عمر بقطع الشجرة، وزجرهم عنها، وقال: إنما أهلك الذين كانوا من قبلكم تتبعهم آثار أنبياءهم . بن عمر فعل فعل المحب، لكن عمر أخذ بسد الذريعة لأنه إمام المسلمين، الإنسان له أن يتورع لنفسه ما شاء، لكن لا يجوز له أن يفتي بهذا الورع . مثلاً: هل الأموال الموجودة في الأسواق حلال كلها ؟ ولا فيه أموال مختلطة ؟ واحد سرق بضاعة وقام ليبيعها في الأسواق، واحد أخذ أموال من البنوك وعمل مشروع وعنده صناع في المحل تعمل، واحد أكل ميراث إخوته البنات عليهم وفاتح لي مشروع . فليس كل الأموال الموجودة في الأسواق حلال قطعًا، ومع ذلك الشرع لا يحل لك إنك إذا دخلت المحل تقول لصاحبه ما قصة هذه الفلوس، أو من أين جئت بها ؟ وهل أنت غصبت مال، أو ظالم لإخوتك البنات ولا سارق الفلوس، أو ما هي حكايتك بالضبط كل ذلك قبل ما تشتري، إنا لست مسئول عن هذه القضية . هناك بعض العلماء ينسبون هذا الأثر لأبي حنيفة-رحمه الله-، في القرية التي يعيش فيها سرقت شاه، فالرجل ذهب إلى أبي حنيفة وقال له: والله أنا سرقت شاتي، فذهب أبو حنيفة إلى القاصي وهو الذي يعرف أسنان الحيوان فقال له هذه الشاه أقصى مدة تعيشها كم سنه ؟ قال له: عشر سنوات، فمنع نفسه من أكل لحوم الشياه عشر سنوات، لماذا ؟ خشية أن يشتري هذه الشاة المسروقة، تكون بيعت لجزار فذبحها، لأنها تدخل بطنه . أنا لو تورعت هذا الورع، أكل به ؟ لا يجوز، لأن الورع الفقهي نتيجة الحكم، خطأ، أنت لك أن تتورع لنفسك، أنت حر، لكنك لا تلزم الناس أن تأخذ به، وهذا هو الفرق بين عمر وبين بن عمر . بن عمر كان يتصرف تصرف المحب، لذلك كان بن عمر مشهور بمسألة الإتباع، فابنه لما الستائر مشدودة على الجدران، استعري أن يطلب هذا من بن عمر، لماذا ؟ هل شد الستائر حرام ؟ لأن لا يجوز شد الستارة على الباب والشباك وغير ذلك . هناك حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه أن النبي- ﷺ - قال:" إِن الْلَّه لَم يَأْمُرْنَا أَن نَسْتَر الْجُدْرَان وَالْلَّبَن " وهو الطوب من الطين، قال داود- رحمه الله: ولم ينهانا، لم يأمرنا ولم ينهانا، فهل يفهم من هذا الحديث أنه ممنوع شد الستارة، ذهب جماهير أهال العلم إلى أن هذا الحديث لا يمنع من استعمال الستائر بل ذهبوا في أثره، ما معني هذا الكلام ؟ قال بعضهم: النهي إنما هو لستر الجدران الأربعة، قال هذا الشيء للكعبة وكسوتها وسترتها، فقال لا تستر الجدران الأربعة، ويجوز ستر جدار واحد
ملحوظة: لم يكتمل الدرس نظراً لخلل في المادة الصوتية |
|