أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52575 العمر : 72
| موضوع: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني الأحد 27 مارس 2011, 11:48 pm | |
| [b ]201 " ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه , و مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم في قبره بين عائلة وعويلة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 360 ) :
$ موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 333 ) من طريق شيخه سليمان بن أحمد و هو الطبراني صاحب " المعاجم " الثلاثة , و هذا في " مسند الشاميين " ( ص 64 ) و ابن عساكر ( 17 / 197 / 1 ) عن الحسن بن يحيى حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن أبي مالك عن # أنس بن مالك # مرفوعا به , ثم قال أبو نعيم و ابن عساكر : غريب من حديث يزيد لم نكتبه إلا من حديث الخشني . قلت : و الخشني هذا متروك كما تقدم في الحديث قبله , و من طريقه ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 239 ) و ( 1 / 303 ) من رواية ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 235 ) عنه , ثم قال يعني ابن حبان : باطل و الخشني منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا أصل له . قلت : و نقل الحافظ ابن حجر عن ابن حبان إنه قال : هذا باطل موضوع , و أقره في " تهذيب التهذيب " ( 2 / 327 ) و كذلك نقله عنه الذهبي في " الميزان " في ترجمة الخشني هذا و قال : إنه انفرد به , أخرجه ابن الجوزي في " الموضوعات " و أقره أيضا . و أما السيوطي فخالفهم جميعا ! فتعقب ابن الجوزي , في " اللآليء " ( 1 / 285 ) قائلا: قلت : هذا الحديث أخرجه الطبراني و أبو نعيم في " الحلية " و له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن , و الخشني من رجال ابن ماجه , ضعفه الأكثر , و لم ينسب إلى وضع و لا كذب , و قال دحيم : لا بأس به , و قال أبو حاتم : صدوق سيء الحفظ , و قال ابن عدي : تحتمل رواياته , و من هذا حاله لا يحكم على حديثه بالوضع . قلت : قد علمت مما نقلناه في الحديث السابق ( رقم 198 ) عن أئمة الجرح و التعديل أن هذا الرجل أعني الحسن بن يحيى الخشني متروك , منكر الحديث , و لا يلزم منه أن يكون ممن يتعمد الكذب , بل قد يقع منه ذلك لكثرة غفلته و شدة سوء حفظه , فلا يرد على هذا قول السيوطي : إنه لم ينسب إلى وضع و لا كذب , إن كان يقصد به الوضع و الكذب مطلقا , و إلا فعبارة ابن حبان المتقدمة : يروي عن الثقات ما لا أصل له , ظاهرة في نسبة الكذب إليه , و لا سيما بعد حكمه على حديثه الذي نحن بصدد الكلام عليه بأنه موضوع , و لكن عبارته هذه لا تفيد اتهامه بأنه يضع قصدا فتأمل . ثم إن ما نقله السيوطي عن ابن عدي يوهم أن روايات هذا الرجل كلها تحتمل , و هذا ما لم يقصد إليه ابن عدي , فإن الحافظ ابن حجر بعد أن نقل عبارة ابن عدي السابقة عقبها بقوله : قلت : قال ذلك بعد أن ساق له عدة مناكير و قال : هذا أنكر ما رأيت له , و هذا في " كامل ابن عدي " ( 90 / 1 ) فجزى الله ابن حجر خيرا حيث كشف لنا بهذه الكلمة عن حقيقة قصد ابن عدي من عبارته المتقدمة , و منه يتبين أن ابن عدي من جملة المضعفين للخشني , فلا يجوز حشر ابن عدي في جملة الموثقين له كما فعل السيوطي عفا الله عنا و عنه , و سيأتي له نحو هذا الخطأ في الحديث ( 233 ) . ثم لو سلمنا أنه وثقه مثل " دحيم " , فلا قيمة تذكر لهذا التوثيق إذا ما استحضرنا القاعدة التي تقول : إن الجرح المفسر مقدم على التعديل . ثم وجدت ما يؤيد الذي ذهبت إليه مما فهمته من عبارة ابن حبان المنقولة آنفا و هو أن الرجل قد يكذب بدون قصد منه , فإن نصها بتمامها في " ضعفائه " ( 1 / 235 ) : منكر الحديث جدا , و يروي عن الثقات ما لا أصل له , و عن المتقنين ما لا يتابع عليه , و قد سمعت ابن جوصاء يوثقه و يحكيه عن أبي زرعة , و كان رجلا صالحا يحدث من حفظه , كثير الوهم فيما يرويه , حتى فحشت المناكير في أخباره التي يرويها عن الثقات , حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها , فلذلك استحق الترك . فهذا نص في أنه كان لا يتعمد الكذب , و إنما يقع ذلك منه وهما , فهو على كل حال ساقط الاعتبار ضعيف جدا , فحديثه قد يحكم عليه بالوضع لأدنى شبهة . و أنا أرى أن هذا الحديث يعارض قوله صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " . رواه أبو داود ( 1 / 319 ) و البيهقي ( 5 / 245 ) و أحمد ( 2 / 527 ) بإسناد حسن عن أبي هريرة , و هو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة " ( 2266 ) . و وجه التعارض أنه يدل على أن روحه صلى الله عليه وسلم ليست مستقرة في جسده الشريف , بل هي ترد إليه ليرد سلام المسلمين عليه صلى الله عليه وسلم , بينما هذا الحديث الموضوع يقرر صراحة أن روح كل نبي ترد إليه بعد أربعين صباحا من وفاته , فلو صح هذا فكيف ترد روحه صلى الله عليه وسلم إلى جسده ليرد السلام , هذا أمر غير معقول , بل هو ظاهر التناقض , فلابد من رد أحدهما , و ليس هو إلا هذا الحديث المنكر حتى يسلم الحديث القوي من المعارض , فتأمل هذا فإنه مما ألهمت به , لا أذكر أني رأيته لأحد قبلي , فإن كان صوابا فمن الله , و إلا فمن نفسي . و مما يدل على بطلان هذا الحديث بهذا اللفظ أن رؤيته صلى الله عليه وسلم لموسى يصلي في قبره صحيح , لكن ليست فيه هذه الزيادة : " بين عائلة و عويلة " , أخرجه مسلم ( 7 / 102 ) من حديث أنس مرفوعا : " مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر و هو قائم يصلي في قبره " و هو مخرج في " الصحيحة " ( 2627 ) . فدل هذا على بطلان هذه الزيادة في الحديث كما دل حديث أبي هريرة على بطلان الشطر الأول منه , و مع هذا كله فقد ذكره في " الجامع " . ثم إنه سبق في كلام السيوطي أن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن ! فلابد من النظر في ذلك لتتبين الحقيقة لكل من ينشدها , فأول ذلك أن ليس هناك شواهد , و إنما هما شاهدان فقط ذكرهما السيوطي نفسه لم يزد عليهما . ثم إن أحدهما من طريق أبي المقدام ثابت بن هرمز الكوفي ـ صدوق يهم ـ عن سعيد بن المسيب قال : " ما مكث نبي في قبره من الأرض أكثر من أربعين يوما " , زاد في روايته : " حتى يرفع " , و هذا سند قوي , و لكنه مقطوع فلا حجة فيه لاحتمال كونه من الإسرائيليات . ثم إن هذه الزيادة يبطلها حديث : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " , و هو حديث صحيح رواه أبو داود و ابن حبان في " صحيحه " و الحاكم و غيرهم , ( انظر " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " بتحقيقي رقم 22 , 23 ) فإنه صريح في أن من خصوصيات الأنبياء أن الأرض لا تبلي أجساد الأنبياء , و هذه الخصوصية تنتفي إذا أثبتنا رفعهم بأجسادهم من قبورهم , كما هو مفاد هذه الزيادة , فثبت بذلك بطلانها , و لو ثبتت لانتفت خصوصية أخرى لعيسى عليه السلام و هي كونه في السماء حيا بروحه و جسده , فتأمل مفاسد و آثار الأحاديث الواهية ! ثم إن هذه الزيادة لو صحت لعادت بالنقض على الحديث , لأنه صريح في أن الروح تعود إليه و هو في قبره , بينما هذه الزيادة تفيد أن الجسد يرفع , فكيف يصح أن يجعل النقيض شاهدا لنقيضه ? ! و أما الشاهد الآخر فيحسن أن نفرده بالكلام عليه و هو : 202 " إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة , و لكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 364 ) :
$ موضوع . أخرجه البيهقي في " كتاب حياة الأنبياء " ( ص 4 ) قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ , حدثنا أحمد بن علي الحسنوي إملاء , حدثنا أبو عبد الله بن محمد العباسي الحمصي , حدثنا أبو الربيع الزهراني , حدثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت عن # أنس # مرفوعا , و قال البيهقي : و هذا إن صح بهذا اللفظ فالمراد به - والله أعلم - لا يتركون يصلون هذا المقدار ثم يكونون مصلين فيما بين يدي الله عز وجل . قلت : و هذا إسناد موضوع , الحسنوي هذا متهم , و هو شيخ الحاكم و قد ضعفه هو فقال : هو في الجملة غير محتج بحديثه . و قال الخطيب : لم يكن بثقة , و قال فيه محمد بن يوسف الجرجاني الكشي : هو كذاب و نحوه عن أبي العباس الأصم . و محمد بن العباس هذا لم أعرفه و يراجع له " تاريخ دمشق " لابن عساكر , و كذا شيخه إسماعيل بن طلحة بن يزيد لم أجد له ترجمة , و ابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ معروف بذلك . و الحديث أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 285 ) شاهدا للذي قبله كما سبق , و لا يصلح لذلك من وجهين : الأول : أنه موضوع لما تقدم بيانه آنفا , و هو سكت عليه فأساء ! و ليته على الأقل نقل كلام البيهقي الذي سبق في تضعيفه ! و أسوأ منه أنه ذكره في " الجامع " . الآخر : أنه مخالف للمشهود له , فإنه صريح في أن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين , و ذلك - و هو موضوع أيضا - يقول بأن الروح تعود إليه و هو في قبره فأين هذا من ذاك ? ! ثم إن الحديث يعارض حديثا صحيحا سبق ذكره في الحديث الذي قبله , فدل ذلك على وضعه أيضا . و يعارضه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " . و هو حديث صحيح كما تبين لي بعد أن وقفت على متابع له قال البيهقي : إنه تفرد به فكتبت بحثا حققت فيه صحة الحديث و أن التفرد المشار إليه غير صحيح و أودعت ذلك في السلسلة الأخرى برقم ( 621 ) . 203 " من صلى علي عند قبري سمعته , و من صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني , و كفي بها أمر دنياه و آخرته , و كنت له شهيدا أو شفيعا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 366 ) :
$ موضوع بهذا التمام . أخرجه ابن سمعون في " الأمالي " ( 2 / 193 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 3 / 291 - 292 ) و ابن عساكر ( 16 / 70 / 2 ) من طريق محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و أخرج طرفه الأول أبو بكر بن خلاد في الجزء الثاني من حديثه ( 115 / 2 ) و أبو هاشم السيلقي فيما انتقاه على ابن بشرويه ( 6 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 4 / 136 ـ 137 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 218 ) و قال العقيلي : لا أصل له من حديث الأعمش , و ليس بمحفوظ , و لا يتابعه إلا من هو دونه , يعني ابن مروان هذا , ثم روى الخطيب بإسناده عن عبد الله بن قتيبة قال : سألت ابن نمير عن هذا الحديث ? فقال : دع ذا , محمد بن مروان ليس بشيء . قلت : و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 303 ) من رواية العقيلي ثم قال : لا يصح , محمد بن مروان هو السدي الصغير كذاب , قال العقيلي : لا أصل لهذا الحديث . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 283 ) بقوله : قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من هذا الطريق , و أخرج له شواهد . قلت : ثم ساقها السيوطي و بعضها صحيح , مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " و قوله صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يسلم علي ... " الحديث و تقدم ذكره قريبا ( ص 362 ) , و هي كلها إنما تشهد للحديث في الجملة , و أما التفصيل الذي فيه و أنه من صلى عليه عند قبره صلى الله عليه وسلم فإنه يسمعه , فليس في شيء منها شاهد عليه . و أما نصفه الآخر , فلم يذكر السيوطي و لا حديثا واحدا يشهد له , نعم قال السيوطي : ثم وجدت لمحمد بن مروان متابعا عن الأعمش , أخرجه أبو الشيخ في " الثواب " حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الأعرج حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا أبو معاوية عن الأعمش به . قلت : و رجال هذا السند كلهم ثقات معروفون غير الأعرج هذا , و الظاهر أنه الذي أورده أبو الشيخ نفسه في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 342 / 463 ) فقال : عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبو صالح الأعرج , ثم روى عنه حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو مجهول , و سيأتي تخريج أحدهما برقم ( 5835 ) و سوف يأتي له ثالث برقم ( 6246 ) بإذن الله . فقول الحافظ في " الفتح " ( 6 / 379 ) : سنده جيد , غير مقبول , و لهذا قال ابن القيم في هذا السند : إنه غريب , كما نقله السخاوي عنه في " القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع " ( ص 116 ) و قال ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي في الرد على السبكي " ( ص 190 ) : و قد روى بعضهم هذا الحديث من رواية أبي معاوية عن الأعمش , و هو خطأ فاحش , و إنما هو محمد بن مروان تفرد به و هو متروك الحديث متهم بالكذب . على أن هذه المتابعة ناقصة , إذ ليس فيها ما في رواية محمد بن مروان : " و كفي بها أمر دنياه ... " , كذلك أورده الحافظ ابن حجر و السخاوي من هذا الوجه خلافا لما يوهمه فعل السيوطي حين قال : ... عن الأعمش به , يعني بسنده و لفظه المذكور في رواية السدي كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف . و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرد على الأخنائي " ( ص 210 - 211 ) : و هذا الحديث و إن كان معناه صحيحا ( لعله يعني في الجملة ) فإسناده لا يحتج به , و إنما يثبت معناه بأحاديث أخر , فإنه لا يعرف إلا من حديث محمد بن مروان السدي الصغير عن الأعمش و هو عند أهل المعرفة بالحديث موضوع على الأعمش . و قال في مختصر الرد المذكور ( 27 / 241 ـ مجموع الفتاوي ) : حديث موضوع , و إنما يرويه محمد بن مروان السدي عن الأعمش , و هو كذاب بالاتفاق و هذا الحديث موضوع على الأعمش بإجماعهم . و جملة القول أن الشطر الأول من الحديث ينجو من إطلاق القول بوضعه لهذه المتابعة التي خفيت على ابن تيمية و أمثاله , و أما باقيه فموضوع لخلوه من الشاهد , و بالشطر الأول أورده في " الجامع " من رواية البيهقي ! فائدة : قال الشيخ ابن تيمية عقب كلامه المتقدم على الحديث : و هو لو كان صحيحا فإنما فيه أنه يبلغه صلاة من صلى عليه نائيا , ليس فيه أنه يسمع ذلك كما وجدته منقولا عن هذا المعترض ( يريد الأخنائي ) , فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم , و لا يعرف في شيء من الحديث , و إنما يقوله بعض المتأخرين الجهال : يقولون : إنه ليلة الجمعة و يوم الجمعة يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليه , فالقول إنه يسمع ذلك من نفس المصلين ( عليه ) باطل , و إنما في الأحاديث المعروفة إنه يبلغ ذلك و يعرض عليه , و كذلك السلام تبلغه إياه الملائكة . قلت : و يؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ... " الحديث و هو صحيح كما تقدم ( ص 364 ) فإنه صريح في أن هذه الصلاة يوم الجمعة تبلغه و لا يسمعها من المصلي عليه صلى الله عليه وسلم . 204 " من حج حجة الإسلام , و زار قبري , و غزا غزوة , و صلى علي في المقدس , لم يسأله الله فيما افترض عليه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 369 ) :
$ موضوع . أورده السخاوي في " القول البديع " ( ص 102 ) و قال : هكذا ذكره المجد اللغوي و عزاه إلى أبي الفتح الأزدي في الثامن من " فوائده " و في ثبوته نظر . قلت : لقد تساهل السخاوي رحمه الله , فالحديث موضوع ظاهر البطلان , فكان الأحرى به أن يقول فيه كما قال في حديث آخر قبله : لوائح الوضع ظاهرة عليه , و لا أستبيح ذكره إلا مع بيان حاله . ذلك لأنه يوحي بأن القيام بما ذكر فيه من الحج و الزيارة و الغزو يسقط عن فاعله المؤاخذة على تساهله بالفرائض الأخرى , و هذا ضلال و أي ضلال , حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينطق بما يوهم ذلك فكيف بما هو صريح فيه ? ! . ثم رأيت الحديث قد نقله ابن عبد الهادي في رده على السبكي ( ص 155 ) عنه بسنده إلى أبي الفتح الأزدي محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ : حدثنا النعمان بن هارون بن أبي الدلهاث , حدثنا أبو سهل بدر بن عبد الله المصيصي حدثنا الحسن بن عثمان الزيادي , حدثنا عمار بن محمد حدثني خالي سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا به ثم قال ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى : هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك و لا ريب عند أهل المعرفة بالحديث , و أدنى من يعد من طلبة هذا العلم يعلم أن هذا الحديث مختلق مفتعل على سفيان الثوري , و أنه لم يطرق سمعه قط , قال : و الحمل في هذا الحديث على بدر بن عبد الله المصيصي فإنه لم يعرف بثقة و لا عدالة و لا أمانة أو على صاحب الجزء أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي فإنه متهم بالوضع و إن كان من الحفاظ , ثم ذكر أقوال العلماء فيه ثم قال : و لا يخفى أن هذا الحديث الذي رواه في " فوائده " موضوع مركب مفتعل إلا على من لا يدري علم الحديث و لا شم رائحته . قلت : الأزدي هذا ترجمه الذهبي في " الميزان " و ذكر تضعيفه عن بعضهم , و لم يذكر عن أحد اتهامه بالوضع , و كذلك الحافظ في " اللسان " و لم يزد على ما في " الميزان " بل قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ( 3 / 166 ) : و وهاه جماعة بلا مستند طائل . فالظاهر أنه بريء العهدة من هذا الحديث , فالتهمة منحصرة في المصيصي هذا . و هو الذي أشار إليه الذهبي في ترجمته في " الميزان " فقال : بدر بن عبد الله أبو سهل المصيصي عن الحسن بن عثمان الزيادي بخبر باطل و عنه النعمان بن هارون . قال الحافظ في " اللسان " : و الخبر المذكور أخرجه أبو الفتح الأزدي , ثم ذكر هذا الحديث و قد ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 571 ) و قال ( ص 122 ) : قال في " الميزان " : هذا خبر باطل آفته بدر . 205 " ما من مسلم يسلم علي في شرق و لا غرب إلا أنا و ملائكة ربي نرد عليه السلام , فقال له قائل : يا رسول الله فما بال أهل المدينة ? فقال له : و ما يقال لكريم في جيرته و جيرانه مما أمر الله به من حفظ الجوار و حفظ الجيران ? " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 371 ) :
$ موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 349 ) : حدثنا سليمان بن أحمد ( هو الطبراني ) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري حدثنا أبو مصعب , حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال أبو نعيم : غريب من حديث مالك تفرد به أبو مصعب . قلت : و اسم أبي مصعب هذا أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث الزهري المدني أحد رواة " الموطأ " عن مالك , و هو ثقة فقيه , فالحمل في الحديث على الراوي عنه عبيد الله بن محمد العمري و هو القاضي , قال في " الميزان " : رماه النسائي بالكذب . قلت : و من طريقه أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك " ثم قال : ليس بصحيح , تفرد به العمري و كان ضعيفا , كما في " اللسان " , و قال السخاوي في " القول البديع " ( ص 117 ) : و في سنده عبيد الله بن محمد العمري و اتهمه الذهبي بوضعه . و قال ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 176 ) : هو حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له أصل و المتهم بوضعه هذا الشيخ العمري المدني و يكفي في افتضاحه روايته هذا الحديث بمثل هذا الإسناد الذي كالشمس , و يجوز أن يكون وضع له و أدخل عليه فحدث به , نعوذ بالله من الخذلان . 206 " من سب الأنبياء قتل , و من سب أصحابي جلد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 372 ) :
$ موضوع . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 137 ) و " الأوسط " ( 1 / 281 / 4739 ـ بترقيمي ) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري القاضي - بمدينة طبرية - سنة سبع و سبعين و مئتين حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن # علي # رضي الله عنه مرفوعا . قلت : و هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إلا العمري كما قال الحافظ في " اللسان " و العمري متهم بالكذب و الوضع كما تقدم في الحديث الذي قبله , قال الحافظ : و من مناكيره هذا الخبر . و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 260 ) و قال : رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " عن شيخه عبيد الله بن محمد العمري رماه النسائي بالكذب . 207 " أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة , و هو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 373 ) :
$ باطل لا أصل له . و أما قول الزيلعي - على ما في " حاشية ابن عابدين " ( 2 / 348 ) : رواه رزين ابن معاوية في تجريد الصحاح . فاعلم أن كتاب رزين هذا جمع فيه بين الأصول الستة : " الصحيحين " و " موطأ مالك " و " سنن أبي داود " و النسائي و الترمذي , على نمط كتاب ابن الأثير المسمى " جامع الأصول من أحاديث الرسول " إلا أن في كتاب " التجريد " أحاديث كثيرة لا أصل لها في شيء من هذه الأصول كما يعلم مما ينقله العلماء عنه مثل المنذري في " الترغيب و الترهيب " و هذا الحديث من هذا القبيل فإنه لا أصل له في هذه الكتب و لا في غيرها من كتب الحديث المعروفة , بل صرح العلامة ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 17 ) ببطلانه فإنه قال بعد أن أفاض في بيان مزية وقفة الجمعة من وجوه عشرة ذكرها : و أما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنتين و سبعين حجة , فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لا عن أحد من الصحابة و التابعين . و أقره المناوي في " فيض القدير " ( 2 / 28 ) ثم ابن عابدين في " الحاشية " . 208 " ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه , يعني حصى الجمار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 374 ) :
$ ضعيف . قال في " المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة " : رواه الديلمي عن # ابن عمر # مرفوعا ! قلت : و اقتصاره في العزو على الديلمي إشارة منه - على ما فيه من قصور - إلى ضعف الحديث , و قد صرح بذلك الإمام البيهقي كما يأتي , فقد أخرجه الديلمي ( 4 / 50 ) من طريق عبد الرحمن بن خراش عن العوام عن نافع عن ابن عمر و عبد الرحمن هذا و العوام لم أعرفهما , لكن أخشى أن يكون في " المصورة " خطأ نسخي , فقد رواه ابن عدي في " الكامل " ( 7 / 2555 ) من طريق عبد الله بن خراش عن واسط بن الحارث عن نافع به , و قال : واسط عامة أحاديثه لا يتابع عليها , و ذكر له في " الميزان " مناكير هذا منها , و أخرج البيهقي في " سننه الكبرى " ( 5 / 128 ) و الدارقطني ( ص 289 ) و الحاكم ( 1 / 476 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 121 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان عن يزيد بن أبي أنيسة , عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه # أبي سعيد # قال : قلنا : يا رسول الله هذه الحجارة التي يرمى بها كل عام , فنحتسب أنها تنقص ? فقال : " إنه ما تقبل منها رفع , و لولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال " , ضعفه البيهقي بقوله : يزيد بن سنان ليس بالقوي في الحديث , و روي من وجه آخر ضعيف عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و خالفه شيخه الحاكم فقال : صحيح الإسناد , يزيد بن سنان ليس بالمتروك . و الحق قول البيهقي , و هو أعلم من شيخه بالجرح و التعديل , إلا أن الحاكم يستلزم من كون يزيد هذا ليس بالمتروك أن حديثه صحيح , مع أن هذا غير لازم , فإنه قد يكون الراوي ضعيفا و هو غير متروك , فيكون ضعيف الحديث , و يزيد من هذا القبيل , على أنه قد تركه النسائي , و لهذا تعقبه الذهبي في " تلخيص المستدرك " بقوله : قلت : يزيد ضعفوه . و الحديث ذكره الهيثمي ( 3 / 260 ) و قال : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه يزيد بن سنان التميمي و هو ضعيف . قلت : و قد ورد موقوفا أخرجه الأزرقي في " تاريخ مكة " ( ص 403 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 56 ) من طريق ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال : " ما تقبل من الحصا رفع " و سنده صحيح , و ابن أبي النعم , اسمه عبد الرحمن . و كذلك أخرجه موقوفا عن ابن عباس الأزرقي و البيهقي بسند صحيح أيضا , فالصواب في الحديث الوقف , و لينظر هل هو في الحكم المرفوع ? فإنه لم يتبين لي . 209 " حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 376 ) :
$ منكر . أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتابه القيم " البدع و النهي عنها " ( ص 36 ) من طريق أبي عبد السلام قال : سمعت # بكر بن عبد الله المزني # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : فهذا مرسل , بكر هذا تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم , و مع إرساله , فالسند إليه ضعيف , لأن أبا عبد السلام و اسمه صالح بن رستم الهاشمي مجهول كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " . و مع ضعف إسناد الحديث فهو مخالف لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . و هو حديث صحيح , خلافا لمن يظن ضعفه من المغرورين بآرائهم , المتبعين لأهوائهم ! . و هو مخرج من طرق في " ظلال الجنة " ( 830 ـ 832 ) و " الروض النضير " ( 3 و 65 ) و " المشكاة " ( 5598 ) . 210 " من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 376 ) :
$ منكر . أخرجه البيهقي ( 5 / 31 ) من طريق جابر بن نوح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : *( و أتموا الحج و العمرة لله )* قال : فذكره . و هذا سند ضعيف , ضعفه البيهقي بقوله : فيه نظر . قلت : و وجهه أن جابرا هذا متفق على تضعيفه , و أورد له ابن عدي ( 50 / 2 ) هذا الحديث و قال : لا يعرف إلا بهذا الإسناد , و لم أر له أنكر من هذا . و قد خفي هذا على الشوكاني فقال في " نيل الأوطار " ( 4 / 254 ) : ثبت هذا مرفوعا من حديث أبي هريرة , أخرجه ابن عدي و البيهقي ! . قلت : و قد رواه البيهقي من طريق عبد الله بن سلمة المرادي عن # علي # موقوفا و رجاله ثقات , إلا أن المرادي هذا كان تغير حفظه , و على كل حال , هذا أصح من المرفوع , و قد روى البيهقي كراهة الإحرام قبل الميقات عن عمر و عثمان رضي الله عنهما , و هو الموافق لحكمة تشريع المواقيت , و ما أحسن ما ذكر الشاطبي رحمه الله في " الاعتصام " ( 1 / 167 ) و من قبله الهروي في " ذم الكلام " ( 3 / 54 / 1 ) عن الزبير بن بكار قال : ( حدثني سفيان بن عيينة قال ) : سمعت مالك ابن أنس و أتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله من أين أحرم ? قال : من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر , قال : لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة , فقال و أي فتنة في هذه ? إنما هي أميال أزيدها ! قال : و أي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! إني سمعت الله يقول ! *( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )* ! فانظر مبلغ أثر الأحاديث الضعيفة في مخالفة الأحاديث الصحيحة و الشريعة المستقرة , و لقد رأيت بعض مشايخ الأفغان هنا في دمشق في إحرامه , و فهمت منه أنه أحرم من بلده ! فلما أنكرت ذلك عليه احتج على بهذا الحديث ! و لم يدر المسكين أنه ضعيف لا يحتج به و لا يجوز العمل به لمخالفته سنة المواقيت المعروفة , و هذا مما صرح به الشوكاني في " السيل الجرار " ( 2 / 168 ) و نحو هذا الحديث الآتي : [/b] |
|