قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى**ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء**يسرك في القيامة أن تراه)
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:20 pm
باب افعوعلت وما هو على مثاله مما لم نذكره
قالوا: خشن وقالوا: اخشوشن.
وسألت الخليل فقال: كأنهم أرادوا المبالغة والتوكيد كما أنه إذا قال: اعشوشبت الأرض فإنما يريد أن يجعل ذلك كثيراً عاماً قد بالغ.
وكذلك احلولى.
وربما بني عليه الفعل فلم يفارقه كما أنه قد يجيء الشيء على أفعلت وافتعلت ونحو ذلك لا يفارقه بمعنى ولا يستعمل في الكلام إلا على بناء فيه زيادة.
ومثل ذلك: اقطر النبت واقطار النبت لم يستعمل إلا بالزيادة وابهار الليل وارعويت واجلوذت واعلوطت من نحو اذلولى.
والجوذ واعلوط إذا جدبه السير.
واقطار النبت إذا ولى وأخذ يجف.
وابهار الليل إذا كثرت ظلمته وإبهار القمر إذا كثر ضوءه.
واعلوطته إذا ركبته بغير سرج.
واعروريت الفلو إذا ركبته عرياً وكذلك البعير.
ونظير اقطار من بنات الأربعة: اقشعرت واشمأززت.
وأما اسحنكك: اسود فبمنزلة اذلولى.
وأرادوا بافعنلل أن يبلغوا به بناء احرنجم كما أرادوا بصعررت بناء دحرجت.
فكذلك هذه الأبواب فعلى نحو ما ذكرت لك فوجهها.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:21 pm
باب ما لا يجوز فيه فعلته
إنما هي أبنيةٌ بنيت لا تعدى الفاعل كما أن فعلت لا يتعدى إلى مفعول فكذلك هذه الأبنية التي فيها الزوائد.
فمن ذلك انفعلت ليس في الكلام انفعلته نحو انطلقت وانكمشت وانجردت وانسللت.
وهذا موضعٌ قد يستعمل فيه انفعلت وليس مما طاوع فعلت نحو كسرته فانكسر ولا يقولون في ذا: طلقته فانطلق ولكنه بمنزلة ذهب ومضى كما أن افتقر بمنزلة ضعف.
وأي المعنيين عنيت فإنه لا يجيء فيه انفعلته.
وليس في الكلام احرنجمته لأنه نظير انفعلت في بنات الثلاثة زادوا فيه نونا وألف وصل كما زادوهما في هذا.
وكذلك: افعنللت لأنهم أرادوا أن يبلغوا به احرنجمت.
وليس في الكلام افعنللته وافعلنليته ولا افعاللته ولا افعللته وهو نحو احمررت واشهاببت.
ونظير ذلك من بنات الأربعة: اطمأننت واشمأززت لم نسمعهم قالوا: فعلته في هذا الباب.
فلما أتى عامان بعد انفصاله عن الضرع واحلولى دماناً يرودها وكذلك افعول قالوا: اعلوطته.
وكذلك فعللته صعررته لأنهم أرادوا بناء دحرجته.
وقال: سودٌ كحب الفلفل المصعرر وكذلك فوعلته مفوعلةً نحو مكوكبة لأنهم أرادوا بناء بنات الأربعة فجعلوا من هذه التي هي ذات زوائد أبنية الأربعة وهي أقل مما يتعدى من ذوات الزوائد كما أن ما لا يتعدى من فعلت وفعلت أقل.
وإنما كان هذا أكثر لأنهم يدخلون المفعول في الفعل ويشغلونه به كما يفعلون ذلك بالفاعل فكما لم يكن للفعل بدٌّ من فاعل يعمل فيه كذلك أرادوا أن يكثر المفعول الذي يعمل فيه.
وأما فعلت فالمصدر منه على التفعيل جعلوا التاء التي في أوله بدلاً من العين الزائدة في فعلت وجعلت الياء بمنزلة ألف الإفعال فغيروا أوله كما غيروا آخره.
وذلك قولك: كسرته تكسيراً وعذبته تعذيباً.
وقد قال ناسٌ: كلمته كلاماً وحملته حمالاً أرادوا أن يجيئوا به على الإفعال فكسروا أوله وألحقوا الألف قبل آخر حرفٍ فيه ولم يريدوا أن يبدلوا حرفاً مكان حرف ولم يحذفوا كما أن مصدر أفعلت واستفعلت جاء فيه جميع ما جاء في استفعل وأفعل من الحروف ولم يحذف ولم يبدل منه شيءٌ.
وقد قال الله عز وجل: "وَكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّابًا".
وأما مصدر تفعلت فإنه التفعل جاءوا فيه بجميع ما جاء في تفعل وضموا العين لأنه ليس في الكلام اسم على تفعلٍ ولم يلحقوا الياء فيلتبس بمصدر فعلت ولا غير الياء لأنه أكثر من من ذلك قولك: تكلمت تكلماً وتقولت تقولاً.
وأما الذين قالوا: كذاباً فإنهم قالوا: تحملت تحمالاً أرادوا أن يدخلوا الألف كما أدخلوها في أفعلت واستفعلت وأرادوا الكسر في الحرف الأول كما كسروا أول إفعالٍ واستفعال ووفروا الحروف فيه كما وفروهما فيهما.
وأما فاعلت فإن المصدر منه الذي لا ينكسر أبداً: مفاعلةٌ جعلوا الميم عوضاً من الألف التي بعد أول حرف منه والهاء عوضٌ من الألف التي قبل آخر حرف وذلك قولك: جالسته مجالسةً وقاعدته مقاعدةً وشاربته مشاربةً وجاء كالمفعول لأن المصدر مفعول.
وأما الذين قالوا هذا فقالوا: جاءت مخالفةً الأصل كفعلت وجاءت كما يجيء المفعل مصدراً والمفعلة إلا أنهم ألزموها الهاء لما فروا من الألف التي في قيتالٍ وهو الأصل.
وأما الذين قالوا: تحملت تحمالاً فإنهم يقولون: قاتلت قيتالاً فيوفرن الحروف ويجيئون به على مثال إفعالٍ وعلى مثال قولهم كلمته كلاماً.
وقد قالوا: ماريته مراءً وقاتلته قتالاً.
وجاء فعالٌ على فاعلت كثيراً كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها أولئك في قيتالٍ ونحوها.
وأما المفاعلة فهي التي تلزم ولا تنكسر كلزوم الاستفعال استفعلت.
وأما تفاعلت فالمصدر التفاعل كما أن التفعل مصدر تفعلت لأن الزنة وعدة الحروف واحدة وتفاعلت من فاعلت بمنزلة تفعلت من فعلت وضموا العين لئلا يشبه الجمع ولم يفتحوا لأنه ليس في الكلام تفاعلٌ في الأسماء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:24 pm
باب ما جاء المصدر فيه على غير الفعل
لأن المعنى واحد وذلك قولك: اجتوروا تجاوراً تجاوروا اجتواراً لأن معنى اجتوروا وتجاوروا واحد.
ومثل ذلك: انكسر كسراً وكسر انكساراً لأن معنى كسر وانكسر واحد.
وقال الله تبارك وتعالى: "والله أنبتكم من الأرض نباتاً" لأنه إذا قال: أنبته فكأنه قال: قد نبت وقال عز وجل: "وتبتل إليه تبتيلاً" لأنه إذا قال تبتل فكأنه قال: بتل.
وزعموا أن في قراءة ابن مسعود: "وأنزل الملائكة تنزيلاً" لأن معنى أنزل ونزل واحد.
وقال القطامي: وخير الأمر ما استقبلت منه وليس بأن تتبعه اتباعا لأن تتبعت واتبعت في المعنى واحد وقال رؤبة: وقد تطويت انطواء الحضب لأن معنى تطويت وانطويت واحد ومثل هذه الأشياء: يدعه تركاً لأن معنى يدع ويترك واحدٌ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:26 pm
باب ما لحقته هاء التأنيث عِوَضَاً لما ذهب
وذلك قولك: أقمته إقامةً واستعنته استعانة وأريته إراءة.
وإن شئت لم تعوض وتركت الحروف على الأصل.
قال الله عز وجل: " لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ".
وقالوا: اخترت اختياراً فلم يلحقوه الهاء لأنهم أتموه.
وقالوا: أريته إراءً مثل أقمته إقاماً لأن من كلام العرب أن يحذفوا ولا يعوضوا.
وأما عزيت تعزيةً ونحوها فلا يجوز الحذف فيه ولا فيما أشبهه لأنهم لا يجيئون بالياء في شيءٍ من بنات الياء والواو مما هما فيه في موضع اللام صحيحتين.
وقد يجيء في الأول نحو الإحواذ والاستحواذ ونحوه.
ولا يجوز الحذف أيضاً في تجزئةٍ وتهنئةٍ وتقديرهما تجزعةٌ وتهنعةٌ لأنهم ألحقوهما بأختيهما من بنات الياء والواو كما ألحقوا أرأيت باب ما تكثر فيه المصدر من فعلت فتلحق الزوائد وتبنيه بناءً آخر كما أنك قلت في فعلت فعلت حين كثرت الفعل.
وذلك قولك في الهذر: التهذار وفي اللعب: التلعاب وفي الصفق: التصفاق وفي الرد: الترداد وفي الجولان: التجوال والتقتال والتسيار.
وليس شيء من هذا مصدر فعلت ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فعلت على فعلت.
وأما التبيان فليس على شيء من الفعل لحقته الزيادة ولكنه بني هذا البناء فلحقته الزيادة كما لحقت الرئمان وهو من الثلاثة وليس من باب التقتال ولو كان أصلها من ذلك فتحوا التاء فإنما هي من بينت كالغارة من أغرت والنبات من أنبت.
ونظيرها التلقاء وإنما يريدون اللقيان.
وقال الراعي: أملت خيرك هل تأتي مواعده فاليوم قصر عن تلقائك الأمل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:27 pm
باب مصادر بنات الأربعة
فاللازم لها الذي لا ينكسر عليه أن يجيء على مثال فعللةٍ.
وكذلك كل شيء ألحق من بنات الثلاثة بالأربعة وذلك نحو: دحرجته دحرجةً وزلزلته زلزلةً وحوقلته حوقلةً وزحولته زحولةً.
وإنما ألحقوا الهاء عوضاً من الألف التي تكون قبل آخر حرف وذلك ألف زلزالٍ.
وقالوا زلزلته زلزالاً وقلقلته قلقالاً وسرهفته سرهافاً كأنهم أرادوا مثال الإعطاء والكذاب لأن مثال دحرجت وزنتها على أفعلت وفعلت.
وقد قالوا الزلزال والقلقال ففتحوا كما فتحوا أول التفعيل فكأنهم حذفوا الهاء وزادوا الألف في الفعللة.
والفعللة ههنا بمنزلة المفاعلة في فاعلت والفعلال بمنزلة الفيعال في فاعلت وتمكنهما ههنا كتمكن ذينك هناك.
وأما ما لحقته الزيادة من بنات الأربعة وجاء على مثال استفعلت.
وما لحق من بنات الثلاثة ببنات الأربعة فإن مصدره يجيء على مثال استفعلت.
وذلك احرنجمت احرنجاماً واطمأننت اطمئناناً.
والطمأنينة والقشعريرة ليس واحدٌ منهما بمصدر على اطمأننت واقشعررت كما أن النبات ليس بمصدر على أنبت فمنزلة اقشعررت من القشعريرة واطمأننت من الطمأنينة بمنزلة أنبت من النبات.
ورميته رمية من هذا الباب فنظير فعلت فعلةً من هذه الأبواب أن تقول: أعطيت إعطاءةً وأخرجت إخراجةً.
فإنما تجيء بالواحدة على المصدر اللازم للفعل.
ومثل ذلك افتعلت افتعالةً وما كان على مثالها وذلك قولك: احترزت احترازةً واحدةً وانطلقت انطلاقةً واحدةً واستخرجت استخراجةً واحدة.
وما جاء على مثاله وزنته بمنزلته وذلك قولك: اقعنسس اقعنساسةً واغدودن اغديدانةً.
وكذلك جميع هذا.
وفعلت بهذه المنزلة تقول: عذبته تعذيبةً وروحته ترويحةً.
والتفعل كذلك وذلك قولهم: تقلبت تقلبةً واحدةً.
وكذلك التفاعل تقول: تغافل تغافلةً واحدة.
وأما فاعلت فإنك إن أردت الواحدة قلت: قاتلته مقاتلةً وراميته مراماةً تجيء بها على المصدر اللازم الأغلب.
فالمقاتلة ونحوها بمنزلة الإقالة والاستغاثة لأنك لو أردت الفعلة في هذا لم تجاوز لفظ المصدر لأنك تريد فعلةً واحدةً فلابد من علامة التأنيث.
ولو أردت الواحدة من اجتورت فقلت تجاورةٌ جاز لأن المعنى واحد فكما جاز تجاوراً كذلك يجوز هذا.
وكذلك يجوز جميع هذا الباب.
ومثل ذلك يدعه تركةً واحدةً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:28 pm
باب نظير ما ذكرنا من بنات الأربعة وما ألحق ببنائها من بنات الثلاثة
فتقول: دحرجته دحرجةً واحدة وزلزلته زلزلةً واحدة تجيء بالواحدة على المصدر الأغلب الأكثر.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:30 pm
باب اشتقاقك الأسماء لمواضع بنات الثلاثة
التي ليست فيها زيادة من لفظها أما ما كان من فعل يفعل فإن موضع الفعل مفعلٌ وذلك قولك: هذا محبسنا ومضربنا ومجلسنا كأنهم بنوه على بناء يفعل فكسروا العين كما كسروها في يفعل.
فإذا أردت المصدر بنيته على مفعلٍ وذلك قولك: إن في ألف درهم لمضرباً أي لضرباً.
قال الله عز وجل: " أين المفر " يريد: أين الفرار.
فإذا أراد المكان قال: المفر كما قالوا: المبيت حين أرادوا المكان لأنها من بات يبيت.
وقال الله عز وجل: " وجعلنا النهار معاشاً " أي جعلناه عيشاً.
وقد يجيء المفعل يراد به الحين.
فإذا كان من فعل يفعل بنيته على مفعلٍ تجعل الحين الذي فيه الفعل كالمكان.
وذلك قولك: أتت الناقة على مضربها وأتت على منتجها إنما تريد الحين الذي فيه النتاج والضرب.
وربما بنوا المصدر على المفعل كما بنوا المكان عليه إلا أن تفسير الباب وجملته على القياس كما ذكرت لك وذلك قولك: المرجع قال الله عز وجل: " إلى ربكم مرجعكم " أي رجوعكم.
وقال: " ويسئلونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض " أي في الحيض.
وقالوا: المعجز يريدون العجز.
وقالوا: المعجز على القياس وربما ألحقوا هاء التأنيث فقالوا: المعجزة والمعجزة كما قالوا: المعيشة.
وكذلك أيضاً يدخلون الهاء في المواضع.
قالوا: المزلة أي موضع زلل.
وقالوا: المعذرة والمعتبة فألحقوا الهاء وفتحوا على القياس.
وقالوا: المصيف كما قالوا: أتت الناقة على مضربها أي على زمان ضرابها وقالوا: المشتاة فأنثوا وفتحوا لأنه من يفعل.
وقالوا: المعصية والمعرفة كقيلهم: المعجزة.
وربما استغنوا بمفعلةٍ عن غيرها وذلك قولهم: المشيئة والمحمية.
وقالوا: المزلة.
وقال الراعي: بنيت مرافقهن فوق مزلةٍ لا يستطيع بها القراد مقيلا يريد: قيلولةً.
وأما ما كان يفعل منه مفتوحاً فإن اسم المكان يكون مفتوحا كما كان الفعل مفتوحا.
وذلك قولك: شرب يشرب.
وتقول للمكان مشربٌ.
ولبس يلبس والمكان الملبس.
وإذا أردت المصدر فتحته أيضاً كما فتحته في يفعل فإذا جاء مفتوحاً في المكسور فهو في المفتوح أجدر أن يفتح.
وقد كسر المصدر كما كسر في الأول قالوا: علاه المكبر.
ويقولون المذهب للمكان.
وتقول: أردت مذهباً أي ذهاباً فتفتح لأنك تقول: يذهب فتفتح.
ويقولون: محمدةٌ فأنثوا كما أنثوا الأول وكسروا كما كسروا المكبر.
وأما ما كان يفعل منه مضموما فهو بمنزلة ما كان يفعل منه مفتوحا ولم يبنوه على مثال يفعل لأنه ليس في الكلام مفعلٌ فلما لم يكن إلى ذلك سبيل وكان مصيره إلى إحدى الحركتين ألزموه أخفهما.
وذلك قولك: قتل يقتل وهذا المقتل.
وقالوا: يقوم وهذا المقام.
وقالوا: أكره مقال الناس وملامهم.
وقالوا: الملامة والمقالة فأنثوا.
وقالوا: المرد والمكر يريدون الرد والكرور.
وقالوا: المدعاة والمأدبة إنما يريدون الدعاء إلى الطعام.
وقد كسروا المصدر في هذا كما كسروا في يفعل قالوا: أتيتك عند مطلع الشمس أي عند طلوع الشمس.
وهذه لغة بني تميم وأما أهل الحجاز فيفتحون.
وقد كسروا الأماكن في هذا أيضاً كأنهم أدخلوا الكسر أيضاً كما أدخلوا الفتح.
وذلك: المنبت والمطلع لمكان الطلوع.
وقالوا: البصرة مسقط رأسي للموضع.
والسقوط المسقط.
وأما المسجد فإنه اسم للبيت ولست تريد به موضع السجود وموضع جبهتك لو أردت ذلك لقلت مسجدٌ.
ونظير ذلك: المكحلة والمحلب والميسم لم ترد موضع الفعل ولكنه اسمٌ لوعاء الكحل.
وكذلك المدق صار اسماً له كالجلمود.
وكذلك المقبرة والمشرقة وإنما أراد اسم المكان.
ولو أراد موضع الفعل لقال مقبرٌ ولكنه اسم بمنزلة المسجد.
والمظلمة بهذه المنزلة إنما هو اسم ما أخذ منك ولم ترد مصدراً ولا موضع فعل.
وقالوا: مضربة السيف جعلوه اسماً للحديدة وبعض العرب يقول: مضربةٌ كما يقول: مقبرة ومشربة فالكسر في مضربةٍ كالضم في مقبرةٍ.
والمنخر بمنزلة المدهن كسروا الحرف كما ضم ثمة.
وقالوا: المسربة فهو الشعر الممدود في الصدر وفي السرة بمنزلة المشرقة لم ترد مصدراً ولا موضعاً لفعل وإنما هو اسم مخط الشعر الممدود في الصدر.
وكذلك: المأثرة والمكرمة والمأدبة.
وقد قال قوم معذرةٌ كالمأدبة ومثله: " فنظرةٌ إلى ميسرةٍ ".
ويجيء المفعل اسماً كما جاء في المسجد والمنكب وذلك: المطبخ والمربد.
وكل هذه الأبنية تقع اسماً للتي ذكرنا من هذه الفصول لا لمصدرٍ ولا لموضع العمل.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:31 pm
باب ما كان من هذا النحو من بنات الياء والواو التي الياء فيهن لام
فالموضع والمصدر فيه سواءٌ وذلك لأنه معتل وكان الألف والفتح أخف عليهم من الكسرة مع الياء ففروا إلى مفعلٍ إذ كان مما يبنى عليه المكان والمصدر.
ولا يجي مكسوراً أبداً بغير الهاء لأن الإعراب يقع على الياء ويلحقها الاعتلال فصار هذا بمنزلة الشقاء والشقاوة وتثبت الواو مع الهاء وتبدل مع ذهابها.
وأما بنات الواو فيلزمها الفتح لأنها يفعل ولأن فيها ما في بنات الياء من العلة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:32 pm
هذا باب ما كان من هذا النحو من بنات الواو التي الواو فيهن فاءٌ
فكل شيءٍ كان من هذا فعل فإن المصدر منه من بنات الواو والمكان يبنى على مفعلٍ وذلك قولك للمكان: الموعد والموضع والمورد.
وفي المصدر الموجدة والموعدة.
وقد بين أمر فعل هناك وذلك من قبل أن فعل من هذا الباب لا يجيء إلا على يفعل ولا يصرف عنه إلى يفعل لعلة قد ذكرناها فلما كان لا يصرف عن يفعل وكان معتلاً ألزموا مفعلاً منه ما ألزموا يفعل وكرهوا أن يجعلوه بمنزلة ما ليس بمعتلٍّ ويكون مرةً يفعل ومرةً يفعل فلما كان معتلاً لازما لوجه واحد ألزموا المفعل منه وجها واحداً.
وقال أكثر العرب في وجل يوجل ووحل يوحل: موحلٌ وموحلٌ وذلك أن يوجل ويوحل وأشباههما في هذا الباب من فعل يفعل قد يعتل فتقلب الواو ياءً مرةً وألفا مرة وتعتل لها الياء التي قبلها حتى تكسر فلما كانت كذلك شبهوها بالأول لأنها في حال اعتلال ولأن الواو منها في موضع الواو من الأول.
وهم مما يشبهون الشيء بالشيء وإن لم يكن مثله في جميع حالاته.
وحدثنا يونس وغيره أن ناسا من العرب يقولون في وجل يوجل ونحوه: موجلٌ وموحلٌ وكأنهم الذين قالوا يوجل فسلموه فلم سلم وكان يفعل كيركب ونحوه شبهوه به.
وقالوا: مودةٌ لأن الواو تسلم ولا تقلب.
وموحد فتحوه إذ كان اسما موضوعا ليس بمصدر ولا مكان إنما هو معدول عن واحد كما أن عمر معدول عن عامر فشبهوه بهذه الأسماء وذلك نحو موهب.
وكموهبٍ: موألة اسم رجل ومورق وهو اسم.
وأما بنات الياء التي الياء فيهن فاءٌ فإنها بمنزلة غير المعتل لأنها تتم ولا تعتل وذلك أن الياء مع الياء أخف عليهم ألا تراهم يقولون ميسرةٌ كما يقولون المعجزة وقال بعضهم: ميسرةٌ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:33 pm
هذا باب ما يكون مفعلةٌ لازمة لها الهاء والفتحة
وذلك إذا أردت أن تكثر الشيء بالمكان وذلك قولك: أرضٌ مسبعةٌ ومأسدةٌ ومذأبةٌ.
وليس في كل شيء يقال إلا أن تقيس شيئاً وتعلم أن العرب لم تكلم به.
ولم يجيئوا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف من نحو الضفدع والثعلب كراهية أن يثقل عليهم ولأنهم قد يستغنون بأن يقولوا: كثيرة الثعالب ونحو ذلك وإنما اختصوا بها بنات الثلاثة لخفتها.
ولو قلت من بنات الأربعة على قولك ماسدةٌ لقلت: مثعلبةٌ لأن ما جاوز الثلاثة يكون نظير المفعل منه بمنزلة المفعول.
وقالوا: أرضٌ مثعلبةٌ ومعقربةٌ.
ومن قال ثعالةٌ قال مثعلةٌ.
ومحياةٌ ومفعاةٌ: فيها أفاعٍ وحياتٌ.
ومقثاةٌ: فيها القثاء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:35 pm
باب ما عالجت به
أما المقص فالذي يقص به.
والمقص: المكان والمصدر.
وكل شيءٌ يعالج به فهو مكسور الأول كانت فيه هاء التأنيث أو لم تكن وذلك قولك: محلبٌ ومنجلٌ ومكسحةٌ ومسلة والمصفى والمخرز والمخيط.
وقد يجيء على مفعالٍ نحو: مقراضٍ ومفتاحٍ ومصباحٍ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:35 pm
هذا باب نظائر ما ذكرنا مما جاوز بنات الثلاثة بزيادة أو بغير زيادة
فالمكان والمصدر يبنى من جميع هذا بناء المفعول وكان بناء المفعول أولى به لأن المصدر مفعولٌ والمكان مفعولٌ فيه فيضمون أوله كما يضمون المفعول لأنه قد خرج من بنات الثلاثة فيفعل بأوله ما يفعل بأول مفعوله كما أن أول ما ذكرت لك من بنات الثلاثة كأول مفعوله مفتوحٌ وإنما منعك أن تجعل قبل آخر حرف من مفعوله واواً كواو مضروبٍ أن ذلك ليس من كلامهم ولا مما بنوا عليه يقولون للمكان: هذا مخرجنا ومدخلنا ومصبحنا وممسانا وكذلك إذا أردت المصدر.
قال أمية بن أبي الصلت: الحمد لله ممسانا ومصبحنا بالخير صبحنا ربي ومسانا ويقولون للمكان: هذا متحاملنا ويقولون: ما فيه متحامل أي ما فيه تحاملٌ.
ويقولون: مقاتلنا وكذلك تقول إذا أردت المقاتلة قال مالك بن أبي كعب أبو كعب بن مالك الأنصاري: أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً وأنجو إذا غم الجبان من الكرب اقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً وأنجو إذا لم ينج إلا المكيس وقال في المكان: هذا موقانا.
وقال رؤبة: إن الموقى مثل ما وقيت يريد التوقية.
وكذلك هذه الأشياء.
وأما قوله: دعه إلى ميسوره ودع معسوره فإنما يجيء هذا على المفعول كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه أو يعسر فيه.
وكذلك المرفوع والموضوع كأنه يقول: له ما يرفعه وله ما يضعه.
وكذلك المعقول كأنه قال: عقل له شيءٌ أي حبس له لبه وشدد.
ويستغنى بهذا عن المفعل الذي يكون مصدراً لأن في هذا دليلا عليه.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:37 pm
باب ما لا يجوز فيه ما أفعله
وذلك ما كان أفعل وكان لوناً أو خلقةً.
ألا ترى أنك لا تقول: ما أحمره ولا ما أبيضه.
ولا تقول في الأعرج: ما أعرجه ولا في الأعشى: ما أعشاه.
إنما تقول: ما أشد حمرته وما أشد عشاه.
وما لم يكن فيه ما أفعله لم يكن فيه أفعل به رجلا ولا هو أفعل منه لأنك تريد أن ترفعه من غايةٍ دونه كما أنك إذا قلت ما أفعله فأنت تريد أن ترفعه عن الغاية الدنيا.
والمعنى في أفعل به وما أفعله واحد وكذلك أفعل منه.
وإنما دعاهم إلى ذلك أن هذا البناء داخلٌ في الفعل.
ألا ترى قلته في الأسماء وكثرته في الصفة لمضارعتها الفعل.
فلما كان مضارعاً للفعل موافقاً له في البناء كره فيه ما لا يكون في فعله أبدا.
وزعم الخليل أنهم إنما منعهم من أن يقولوا في هذه ما أفعله لأن هذا صار عندهم بمنزلة اليد والرجل وما ليس فيه فعلٌ من هذا النحو.
ألا ترى أنك لا تقول: ما أيداه ولا ما أرجله إنما تقول: ما أشد يده وما أشد رجله ونحو ذلك.
ولا تكون هذه الأشياء في مفعالٍ ولا فعولٍ كما تقول رجلٌ ضروبٌ ورجلٌ محسانٌ لأن هذا في معنى ما أحسنه إنما تريد أن تبالغ ولا تريد أن تجعله بمنزلة كل من وقع عليه ضاربٌ وحسنٌ.
وأما قولهم في الأحمق: ما أحمقه وفي الأرعن: ما أرعنه وفي الأنوك: ما أنوكه وفي الألد: ما ألده فإنما هذا عندهم من العلم ونقصان العقل والفطنة فصارت ما ألده بمنزلة ما أمرسه وما أعلمه وصارت ما أحمقه بمنزلة ما أبلده وما أشجعه وما أجنه لأن هذا ليس بلونٍ ولا خلقةٍ في جسده وإنما هو كقولك: ما ألسنه وما أذكره وما أعرفه وأنظره تريد نظر التفكر وما أشنعه وهو أشنع لأنه عندهم من القبح وليس بلون ولا خلقةٍ من الجسد ولا نقصانٍ فيه فألحقوه بباب القبح كما ألحقوا ألد وأحمق بما ذكرت لك لأن أصل بناء أحمق ونحوه أن يكون على غير بناء أفعل نحو بليدٍ وعليمٍ وجاهلٍ وعاقلٍ وفهمٍ وحصيفٍ.
وكذلك الأهوج تقول: ما أهوجه كقولك: ما أجنه.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:38 pm
باب يستغنى فيه عن ما أفعله بما أفعل فعله وعن أفعل منه
بقولهم: هو أفعل منه فعلاً كما استغني بتركت عن ودعت وكما استغني بنسوةٍ عن أن يجمعوا المرأة على لفظها وذلك في الجواب.
ألا ترى أنك لا تقول: ما أجوبه إنما تقول: ما أجود جوابه.
ولا تقول هو أجوب منه ولكن هو أجود منه جواباً ونحو ذلك.
وكذلك لا تقول: أجوب به وإنما تقول: أجود بجوابه.
ولا يقولون في قال يقيل ما أقيله استغنوا بما أكثر قائلته.
وما أنومه في ساعة كذا وكذا كما قالوا تركت ولم يقولوا ودعت.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:39 pm
باب ما تقول العرب فيه ما أفعله
وليس له فعل وإنما يحفظ هذا حفظا ولا يقاس قالوا: أحنك الشاتين وأحنك البعيرين كما قالوا: آكل الشاتين كأنهم قالوا: حنك ونحو ذلك.
فإنما جاءوا بأفعل على نحو هذا وإن لم يتكلموا به.
وقالوا: آبل الناس كلهم كما قالوا: أرعى الناس كلهم وكأنهم قد قالوا: أبل يأبل.
وقالوا: رجلٌ آبل وإن لم يتكلموا بالفعل.
وقولهم: آبل الناس بمنزلة آبل منه لأن ما جاز فيه أفعل الناس جاز وهذه الأسماء التي ليس فيها فعل ليس القياس فيها أن يقال أفعل منه ونحو ذلك.
وقد قالوا فلانٌ آبل منه كما قالوا: أحنك الشاتين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:40 pm
باب ما يكون يفعل ومن فعل فيه مفتوحاً
وذلك إذا كانت الهمزة أو الهاء أو العين أو الحاء أو الغين أو الخاء لاماً أو عيناً.
وأما ما كانت فيه عيناتٍ فهو كقولك: سأل يسأل وثأر يثأر وذأل يذأل وذهب يذهب -والذألان: المر الخفيف- وقهر يقهر ومهر يمهر وبعث يبعث وفعل يفعل ونحل ينحل ونحر ينحر وشحج يشحج ومغث يمغث وفغر يفغر وشغر يشغر وذخر يذخر وفخر يفخر.
وإنما فتحوا هذه الحروف لأنها سفلت في الحلق فكرهوا أن يتناولوا حركة ما قبلها بحركة ما ارتفع من الحروف فجعلوا حركتها من الحرف الذي في حيزها وهو الألف وإنما الحركات من الألف والياء والواو.
وكذلك حركوهن إذ كن عيناتٍ ولم يفعل هذا بما هو من موضع الواو والياء لأنهما من الحروف التي ارتفعت والحروف المرتفعة حيزٌ على حدةٍ فإنما تتناول للمرتفع حركةً من مرتفع وكره أن يتناول للذي قد سفل حركةٌ من هذا الحيز.
وقد جاءوا بأشياء من هذا الباب على الأصل قالوا: برأ يبرؤ كما قالوا: قتل يقتل وهنأ يهنىء كما قالوا: ضرب يضرب.
وهذا في الهمزة أقل لأن الهمزة أقصى الحروف وأشدها سفولاً وكذلك الهاء لأنه ليس في الستة الأحرف أقرب إلى الهمزة منها وإنما الألف بينهما.
وقالوا: نزع ينزع ورجع يرجع كما قالوا: ضرب يضرب.
وقالوا: نضح ينضح ونبح ينبح ونطح ينطح وقالوا: منح يمنح وقالوا: جنح يجنح كما قالوا: ضمر يضمر وصار الأصل في العين أقل لأن العين أقرب إلى الهمزة من الحاء.
وهذا الضرب إذا كان فيه شيءٌ من هذه الحروف لم يفتح ما قبلها ولا تفتح هي أنفسها إن كانت قبل آخر حرفٍ وذاك لأن هذا الضرب الكسر له لازمٌ في يفعل لا يعدل عنه ولا يصرف عنه إلى غيره وكذلك جرى في كلامهم.
وليس فعل كذلك وذلك لأن فعل يخرج يفعل منه إلى الكسر والضم وهذا لا يخرج إلا إلى الكسر فهو لا يتغير كما أن فعل منه على طريقة واحدة وصار هذا في فعل لأن ما كان على ثلاثة أحرف قد يبنى على فعل وفعل وفعل وهذه الأبنية كل بناء منها إذا قلت فيه فعل لزم بناءً واحداً في كلام العرب كلها.
وتقلو: صبح يصبح لأن يفعل من فعلت لازمٌ له الضم لا يصرف إلى غيره فلذلك لم يفتح هذا.
ألا تراهم قالوا في جميع هذا هكذا قالوا: قبح يقبح وضخم يضخم وقالوا: ملؤ يملؤ وقمؤ يقمؤ وضعف يضعف وقالوا: رعف يرعف وسعل يسعل كما قالوا: شعر يشعر.
وقالوا: ملؤ فلم يفتحوها لأنهم لم يريدوا أن يخرجوا فعل من هذا الباب وأرادوا أن تكون الأبنية الثلاثة فعل وفعل وفعل في هذا الباب فلو فتحوا لا لتبس فخرج فعل من هذا الباب.
وإنما فتحوا يفعل من فعل لأنه مختلفٌ وإذا قلت فعل ثم قلت يفعل علمت أن أصله الكسر أو الضم إذا قلت فعل ولا تجد في حيز ملؤ هذا.
ولا يفتح فعل لأنه بناء لا يتغير وليس كيفعل من فعل لأنه يجيء مختلفاً فصار بمنزلة يقرىء ويستبرىء.
وإنما كان فعل كذلك لأنه أكثر في الكلام فصار فيه ضربان ألا ترى أن فعل فيما تعدى أكثر من فعل وهي فيما لا يتعدى أكثر نحو قعد وجلس.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:42 pm
باب ما هذه الحروف فيه فاءات
تقول: أمر يأمر وأبق يأبق وأكل يأكل وأفل يأفل لأنها ساكنةٌ وليس ما بعدها بمنزلة ما قبل اللامات لأن هذا إنما هو نحو الإدغام والإدغام إنما يدخل فيه الأول في الآخر والآخر على حاله ويقلب الأول فيدخل في الآخر حتى يصير هو والآخر من موضع واحد نحو قد تركتك ويكون الآخر على حاله فإنما شبه هذا بهذا الضرب من الإدغام فأتبعوا الأول الآخر كما اتبعوه ومع هذا أن الذي قبل اللام فتحته اللام في قرأ يقرأ حيث قرب جواره منها لأن الهمز وأخواته لو كن عينات فتحن فلما وقع موضعهن الحرف الذي كن يفتحن به لو قرب فتح.
وكرهوا أن يفتحوا هنا حرفاً لو كان في موضع الهمز لم يحرك أبداً ولزمه السكون.
فحالهما في الفاء واحدة كما أن حال هذين في العين واحدة.
وقالوا: أبى يأبى فشبهوه بيقرأ.
وفي يأبى وجهٌ آخر: أن يكون فيه مثل حسب يحسب فتحا كما كسرا.
وقالوا: جبى يجبى وقلى يقلى فشبهوا هذا بقرأ يقرأ ونحوه وأتبعوه الأول كما قالوا: وعده يريدون وعدته أتبعوا الأول يعني في يأبى لأن الفاء همزة.
وكما قالوا: مضجعٌ.
ولا نعلم إلا هذا الحرف وأما غير هذا فجاء على القياس مثل عمر يعمر ويعمرن ويهرب ويحزر.
وقالوا: عضضت تعض فإنما يحتج بوعده يريدون وعدته فأتبعوه الأول كقولهم أبى يأبى ففتحوا ما بعد الهمزة للهمزة وهي ساكنة.
وأما جبى يجبى وقلى يقلى فغير معروفين إلا من وجيهٍ ضعيف فلذلك أمسك عن الاحتجاج لهما.
وكذلك عضضت تعض غير معروف.
قالوا: شأى يشأى وسعى يسعى ومحا يمحى وصغا يصغى ونحا ينحى فعلوا به ما فعلوا بنظائره من غير المعتل.
وقالوا: بهو يبهو لأن نظير هذا أبداً من غير المعتل لا يكون إلا يفعل.
ونظائر الأول مختلفات في يفعل.
وقد قالوا: يمحو ويصغو ويزهوهم الآل أي يرفعهم ويزهو وينحو ويرغو كما فعلوا بغير المعتل.
وقالوا: يدعو.
وأما الحروف التي من بنات الثلاث نحو جاء يجيء وباع يبيع وتاه يتيه فإنما جاء على الأصل حيث أسكنوا ولم يحتاجوا إلى التحريك.
وكذلك المضاعف نحو دع يدع وشح يشح وسحت السماء تسح لأن هذه الحروف التي هي عينات أكثر ما تكون سواكن ولا تحرك إلا في موضع الجزم من لغة أهل الحجاز وفي موضع تكون لام فعلت تسكن فيه بغير الجزم ننحو رددن ويرددن وهذا أيضاً تدغمه بكر بن وائلٍ فلما كان السكون فيه أكثر جعلت بمنزلة ما لا يكون فيه إلا ساكناً وأجريت على التي يلزمها السكون.
وزعم يونس أنهم يقولون: كع يكع ويكع أجود لما كانت قد تحرك في بعض المواضع جعلت بمنزلة يدع ونحوها في هذه اللغة وخالفت باب جئت كما خالفتها في أنها قد تحرك.
إذا كان واحد منها عيناً وكانت الفاء قبلها مفتوحة وكان فعلا إذا كان ثانيه من الحروف الستة فإن فيه أربع لغات: مطردٌ فيه فعلٌ وفعل وفعلٌ وفعلٌ.
إذا كان فعلاً أو اسماً أو صفةً فهو سواء.
وفي فعيلٍ لغتان: فعيلٌ وفعيلٌ إذا كان الثاني من الحروف الستة.
مطردٌ ذلك فيهما لا ينكسر في فعيل ولا فعلٍ إذا كان كذلك كسرت الفاء في لغة تميم.
وذلك قولك: رجلٌ لعبٌ ورجلٌ محكٌ وهذا ماضغٌ لهمٌ وهذا رجلٌ وعكٌ ورجلٌ جئزٌ -يقال جئز الرجل غص- وهذا عيرٌ نعرٌ وفخذٌ.
وإنما كان هذا في هذه الحروف لأن هذه الحروف قد فعلت في يفعل ما ذكرت لك حيث كانت لاماتٍ من فتح العين ولم تفتح هي أنفسها هنا لأنه ليس في الكلام فعيلٌ وكراهية أن يلتبس فعلٌ بفعلٍ فيخرج من هذه الحروف فعلٌ فلزمها الكسر ههنا وكان أقرب الأشياء إلى الفتح وكانت من الحروف التي تقع الفتحة قبلها لما ذكرت لك فكسرت ما قبلها حيث لزمها الكسر وكان ذلك أخف عليهم حيث كانت الكسرة تشبه الألف فأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد.
كما أنهم إذا أدغموا فإنما أرادوا أن يرفعوا ألسنتهم من موضع واحد.
وإنما جاز هذا في هذه الحروف حيث كانت تفعل في يفعل ما ذكرت لك فصار لها في ذلك قوةٌ ليست لغيرها.
وأما أهل الحجاز فيجرون جميع هذا على القياس وقالوا رؤفٌ ورءوفٌ فلا يضم لبعد الواو من الألف.
فالواو لا تغلب على الألف إذ لم تقرب كقرب الياء منها.
كما أنك تقول: ممثلك فتجعل النون ميما ولا تقول همثلك فتدعم لأن النون لها شبهٌ بالميم ليس للام.
وسترى ذلك إن شاء الله في باب الإدغام.
وسمعت بعض العرب يقول: بيس فلا يحقق الهمزة ويدع الحرف على الأصل كما قالوا شهد فخففوا وتركوا الشين على الأصل.
وأما الذين قالوا مغيرةٌ ومعينٌ فليس على هذا ولكنهم أتبعوا الكسرة الكسرة كما قالوا: منتنٌ وأنبؤك وأجوءك يريد: أجيئك وأنبئك.
وقالوا في حرف شاذٍ إحب ونحب ويحب شبهوه بقولهم منتنٌ وإنما جاءت على فعل وإن لم يقولوا حببت.
وقالوا: يحب كما قالوا: يئبى فلما جاء شاذاً على بابه على يفعل خولف به كما قالوا: يا ألله وقالوا: ليس ولم يقولوا لاس فكذلك يحب ولم يجىء على أفعلت فجاء على ما لم يستعمل فأما أجىء ونحوها فعلى القياس وعلى ما كانت تكون عليه لو أتموا لأن هذه الألف يعني ألف أفعل لا يتحرك ما بعدها في الأصل فترك على ذلك.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:43 pm
باب ما تكسر فيه أوائل الأفعال المضارعة للأسماء
كما كسرت ثاني الحرف حين قلت فعل وذلك في لغة جميع العرب إلا أهل الحجاز وذلك قولهم: أنت تعلم ذاك وأنا إعلم وهي تعلم ونحن نعلم ذاك.
وكذلك كل شيء فيه فعل من بنات الياء والواو التي الياء والواو فيهن لام أو عين والمضاعف.
وإنما كسروا هذه الأوائل لأنهم أرادوا أن تكون أوائلها كثوانى فعل كما ألزموا الفتح ما كان ثانيه مفتوحاً في فعل وكان البناء عندهم على هذا أن يجروا أوائلها على ثواني فعل منها.
وقالوا: ضربت تضرب وأضرب ففتحوا أول هذا كما فتحوا الراء في ضرب.
وإنما منعهم أن يسكروا الثاني كما كسروا في فعل أنه لا يتحرك فجعل ذلك في الأول.
وجميع هذا إذا قلت فيه يفعل فأدخلت الياء فتحت وذلك أنهم كرهوا الكسرة في الياء حيث لم يخافوا انتقاض معنىً فيحتمل ذلك كما يكرهون الياءات والواوات مع الياء وأشباه ذلك.
ولا يكسر في هذا الباب شيءٌ كان ثانيه مفتوحا نحو ضرب وذهب وأشباههما.
وقالوا: أبى فأنت تئبى وهو يئبى.
وذلك أنه من الحروف التي يستعمل يفعل فيها مفتوحا وأخواتها وليس القياس أن تفتح وإنما هو حرفٌ شاذ فلما جاء مجيء ما فعل منه مكسور فعلوا به ما فعلوا بذلك وكسروا في الياء فقالو يئبى وخالفوا به في هذا باب فعل كما خالفوا به بابه حين فتحوا وشبهوه بيبجل حين أدخلت في باب فعل وكان إلى جنب الياء حرف الاعتلال.
وهم ما يغيرون الأكثر في كلامهم ويجسرون عليه إذ صار عندهم مخالفاً.
وقالوا: مره وقال بعضهم: أومره حين خالفت في موضع وكثر في كلامهم خالفوا به في موضع آخر.
وجميع ما ذكرت مفتوح في لغة أهل الحجاز وهو الأصل.
وأما يسع ويطأ فإنما فتحوا لأنه فعل يفعل مثل حسب يحسب ففتحوا الهمزة والعين كما فتحوا للهمزة والعين حين قالوا يقرأ ويفزع.
فلما جاء على مثال ما فعل منه مفتوح لم يكسروا كما كسروا يأبى حيث جاء على مثال ما فعل منه مكسور.
ويدلك على أن الأصل في فعلت أن يفتح يفعل منه على لغة أهل الحجاز سلامتها في الياء وتركهم الضم في يفعل ولا يضم لضمة فعل فإنما هو عارضٌ.
وأما وجل يوجل ونحوه فإن أهل الحجاز يقولون يوجل فيجرونه مجرى علمت.
وغيرهم من العرب سوى أهل الحجاز يقولون في توجل: هي تيجل وأنا إيجل ونحن نيجل.
وإذا قلت يفعل فبعض العرب يقولون ييجل كراهية الواو مع الياء شبهوا ذلك بأيام ونحوها.
وقال بعضهم: ياجل فأبدلوا مكانها ألفاً كراهية الواو مع الياء كما يبدلوننها من الهمزة الساكنة.
وقال بعضهم: ييجل كأنه لما كره الياء مع الواو كسر الياء ليقلب الواو ياءً لأنه قد علم أن الواو الساكنة إذا كانت قبلها كسرة صارت ياءً ولم تكن عنده الواو التي تقلب مع الياء حيث كانت الياء التي قبلها متحركة فأرادوا أن يقلبوها إلى هذا الحد وكره أن يقلبها على ذلك الوجه الآخر.
واعلم أن كل شيء كانت ألفه موصولة مما جازو ثلاثة أحرف في فعل فإنك تكسر أوائل الأفعال المضارعة للأسماء.
وذلك لأنهم أرادوا أن يكسروا أوائلها كما كسروا أوائل فعل فلما أرادوا الأفعال المضارعة على هذا المعنى كسروا أوائلها كأنهم شبهوا هذا بذلك.
وإنما منعهم أن يكسروا الثواني في باب فعل أنها لم تكن تحرك فوضعوا ذلك في الأوائل.
وكذلك كل شيء من تفعلت أو تفاعلت أو تفعللت يجري هذا المجرى لأنه كان عندهم في الأصل مما ينبغي أن تكون أوله ألفٌ موصولة لأن معناه معنى الانفعال وهو بمنزلة انفتح وانطلق ولكنهم لم يستعملوه استخفافاً في هذا القبيل.
وقد يفعلون هذا في أشياء كثيرة وقد كتبناها وستراها إن شاء الله.
والدليل على ذلك أنهم يفتحون الياءات في يفعل ومثل ذلك قولهم: تقى الله رجلٌ يم يتقي الله أجروه على الأصل.
وإن كانوا لم يستعملوا الألف حذفوها والحرف الذي بعدها.
وجميع هذا يفتحه أهل الحجاز وبنو تميم لا يكسرونه في الياء إذا قالوا يفعل.
وأما فعلٌ فإنه لا يضم منه ما كسر من فعلٍ لأن الضم أثقل عندهم فكرهوا الضمتين ولم يخافوا التباس معنيين فعمدوا إلى الأخف ولم يريدوا تفريقاً بين معنيين كما أردت ذلك في فعل -يعني في الإتباع- فيحتمل هذا فصار الفتح مع الكسر عندهم محتملا وكرهوا الضم مع الضم.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:44 pm
هذا باب ما يسكن استخفافاً
وهو في الأصل متحرك وذلك قولهم في فخذٍ: فخذٌ وفي كبدٍ: كبدٌ وفي عضدٍ: عضدٌ وفي الرجل: رجلٌ وفي كرم الرجل: كرم وفي علم: علم وهي لغة بكر بن وائل وأناسٍ كثير من بني تميم.
وقالوا في مثلٍ: لم يحرم من فصد له.
وقال أبو النجم: لو عصر منه البان والمسك انعصر يريد: عصر.
وإنما حملهم على هذا أنهم كرهوا أن يرفعوا ألسنتهم عن المفتوح إلى المكسرو والمفتوح أخف عليهم فكرهوا أن ينتقلوا من الأخف إلى الأثقل وكرهوا في عصر الكسرة بعد الضمة كما يكرهون الواو مع الياء في مواضع.
ومع هذا أنه بناءٌ ليس من كلامهم إلا في هذا الموضع من الفعل فكرهوا أن يحولوا ألسنتهم إلى الاستثقال.
وإذا تتابعت الضمتان فإن هؤلاء يخففون أيضاً كرهوا ذلك كما يكرهون الواوين وإنما الضمتان من الواوين فكما تكره الواوان كذلك تكره الضمتان لأن الضمة من الواو.
وذلك قولك: الرسل وكذلك الكسرتان تكرهان عند هؤلاء كما تكره الياءان في مواضع وإنما الكسرة من الياء فكرهوا الكسرتين كما تكره الياءان.
وذلك في قولك في إبلٍ: إبلٌ.
وأما ما توالت فيه الفتحتان فإنهم لا يسكنون منه لأن الفتح أخف عليهم من الضم والكسر كما أن الألف أخف من الواو والياء.
وسترى ذلك إن شاء الله.
وذلك نحو: جملٍ وحملٍ ونحو ذلك.
ومما أشبه الأول فيما ليس على ثلاثة أحرف قولهم: أراك منتفخاً تسكن الفاء تريد: منتفخاً فما بعد النون بمنزلة كبدٍ.
ومن ذلك قولهم: انطلق بفتح القاف لئلا يلتقي ساكنان كما فعلوا ذلك بأين وأشباهها حدثنا بذلك الخليل عن العرب وأنشدنا بيتاً وهو لرجل من أزد السراة: عجبت لمولودٍ وليس له أبٌ وذي ولدٍ لم يلده أبوان وسمعناه من العرب كما أنشده الخليل.
ففتحوا الدال كي لا يلتقي ساكنان وحيث أسكنوا موضع العين حركوا الدال.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:45 pm
باب ما أسكن من هذا الباب
لأن الأصل عندهم أن يكون الثاني متحركا وغير الثاني أول الحرف.
وذلك قولك: شهد ولعب تسكن العين كما أسكنتها في علم وتدع الأول مكسوراً لأنه عندهم بمنزلة ما حركوا فصار كأول إبل.
سمعناهم ينشدون هذا البيت للأخطل هكذا: إذا غاب عنا غاب عنا فراتنا وإن شهد أجدى فضله وجدوا له ومثل ذلك: نعم وبئس إنما هما فعل وهو أصلهما.
ومثل ذلك غزى الرجل لا تحول الياء واواً لأنها إنما خففت والأصل عندهم التحرك وأن تجرى ياءً كما أن الذي خفف الأصل عنده التحرك وأن يجرى الأول في خلافه مكسوراً.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:48 pm
باب ما تُمال فيه الألفات
فالألف تُمال إذا كان بعدها حرفٌ مكسور.
وذلك قولك: عابدٌ وعالمٌ ومساجدٌ ومفاتيحٌ وعذافرٌ وهابيلٌ.
وإنما أمالوها للكسرة التي بعدها أرادوا أن يقربوها منها كما قربوا في الإدغام الصاد من الزاي حين قالوا صدر فجعلوها بين الزاي والصاد فقربها من الزاي والصاد التماس الخفة لأن الصاد قريبةٌ من الدال فقربها من أشبه الحروف من موضعها بالدال.
وبيان ذلك في الإدغام.
فكما يريد في الإدغام أن يرفع لسانه من موضع واحد كذلك يقرب الحرف إلى الحرف على قدر ذلك.
فالألف قد تشبه الياء فأرادوا أن يقربوها منها.
وإذا كان بين أول حرفٍ من الكلمة وبين الألف حرفٌ متحرك والأول مكسور نحو عمادٍ أملت الألف لأنه لا يتفاوت ما بينهما بحرف.
ألا تراهم قالوا: صبقت فجعلوها صاداً لمكان القاف كما قالوا: صقت.
وكذلك إن كان بينه وبين الألف حرفان الأول ساكنٌ لأن الساكن ليس بحاجز قويٍّ وإنما يرفع لسانه عن الحرف المتحرك رفعةً واحدة كما رفعه في الأول فلم يتفاوت لهذا كما لم يتفاوت الحرفان حيث قلت: صويقٌ.
وذلك قولهم: سربالٌ وشملالٌ وعمادٌ وكلابٌ.
وجميع هذا لا يميله أهل الحجاز.
فإذا كان ما بعد الألف مضموماً أو مفتوحاً لم تكن فيه إمالةٌ وذلك نحو آجرٍ وتابلٍ وخاتمٍ.
لأن الفتح من الألف فهو ألزم لها من الكسرة ولا تتبع الواو لأنها لا تشبهها.
ألا ترى أنك لو أردت التقريب من الواو انقلبت فلم تكن ألفاً.
وكذلك إذا كان الحرف الذي قبل الألف مفتوحاً أو مضموماً نحو: ربابٍ وجمادٍ والبلبال والجماع والخطاف.
وتقول: الاسوداد فيميل الألف ههنا من أمالها في الفعال لأن وداداً بمنزلة كلابٍ.
ومما يميلون ألفه كل شيءٍ من بنات الياء والواو كانت عينه مفتوحة.
أما ما كان من بنات الياء فتمال ألفه لأنها في موضع ياء وبدلٌ منها فنحوا نحوها كما أن بعضهم يقول: قد رد.
وقال الفرزدق: وما حل من جهلٍ حبى حلمائنا ولا قائل المعروف فينا يعنف فيشم كأنه ينحو نحو فعل.
فكذا نحوا نحو الياء.
وأما بنات الواو فأمالوا ألفها لغلبة الياء على هذه اللام لأن هذه اللام التي هي واوٌ إذا جاوزت ثلاثة أحرف قلبت ياءً والياء لا تقلب على هذه الصفة واواً فأميلت لتمكن الياء في بنات الواو.
ألا تراهم يقولون معديّلإ ومسنيٌّ والقني والعصي ولا تفعل هذا الواو بالياء.
فأمالوها لما ذكرت لك.
والياء أخف عليهم من الواو فنحوا نحوها.
وقد يتركون الإمالة فيما كان على ثلاثة أحرف من بنات الواو نحو قفاً وعصاً والقنا والقطا وأشباههن من الأسماء.
وذلك أنهم أرادوا أن يبينوا أنها مكان الواو ويفصلوا بينها وبين بنات الياء.
وهذا قليل يحفظ.
وقد قالوا: الكبا والعشا والمكا وهو جحر الضب كما فعلوا ذلك في الفعل.
والإمالة في الفعل لا تنكسر إذا قلت: غزا وصفا ودعا وإنما كان في الفعل متلئباً لأن الفعل لا يثبت على هذه الحال للمعنى.
ألا ترى أنك تقول غزا ثم تقول غزى فتدخله الياء وتغلب عليه وعدة الحروف على حالها.
وتقول أغزوا فإذا قلت أفعل قلت أغزى قلبت وعدة الحروف على حالها.
فآخر الحروف أضعف لتغيره والعدة على حالها وتخرج إلى الياء تقول: لأغزين ولا يكون ذلك في الأسماء.
فإذا ضعفت الواو فإنها تصير إلى الياء فصارت الألف أضعف في الفعل لما يلزمها من فإذا بلغت الأسماء أربعة أحرف أو جاوزت من بنات الواو فالإمالة مستتبة لأنها قد خرجت إلى الياء.
وجميع هذا لا يميله ناسٌ كثير من بني تميم وغيرهم.
ومما يميلون ألفه كل اسمٍ كانت في آخره ألف زائدة للتأنيث أو لغير ذلك لأنها بمنزلة ما هو من بنات الياء.
ألا ترى أنك لو قلت في معزى وفي حبلى فعلت على عدة الحروف لم يجىء واحدٌ من الحرفين إلا من بنات الياء.
فكذلك كل شيءٍ كان مثلهما مما يصير في تثنيةٍ أو فعلٍ ياءً فلما كانت في حروف لا تكون من بنات الواو أبداً صارت عندهم بمنزلة ألف رمى ونحوها.
وناس كثير لا يميلون الألف ويفتحونها يقولون: حبلى ومعزى.
ومما يميلون ألفه كل شيءٍ كان من بنات الياء والواو مما هما فيه عينٌ إذا كان أول فعلت مكسورا نحوا نحو الكسر كما نحوا نحو الياء فيما كانت ألفه في موضع اليء وهي لغة لبعض أهل الحجاز.
فأما العامة فلا يميلون.
ولا يميلون ما كانت الواو فيه عيناً إلا ما كان منكسر الأول وذلك خاف وطاب وهاب.
وبلغنا عن ابن أبي إسحاق أنه سمع كثير عزة يقول: صار بمكان كذا وكذا.
وقرأها بعضهم: خاف.
ولا يميلون بنات الواو إذا كانت الواو عيناً إلا ما كان على فعلت مكسور الأول ليس غيره: ولا يميلون شيئاً من بنات المضموم الأول من فعلت لأنه لا كسرة ينحى نحوها ولا تشبه بنات الواو التي الواو فيهن لام لأن الواو فيهن قوية ههنا ولا تضعف ضعفها ثمة.
ألا تراها ثابتة في فعلت وأفعل وفاعلت ونحوه.
فلما قويت ههنا تباعدت من الياء والإمالة وذلك قولك: قام ودار لا يميلونهما.
وقالوا: مات وهم الذين يقولون: مت.
ومن لغتهم صار وخاف.
ومما تمال ألفه قولهم: كيالٌ وبياعٌ.
وسمعنا بعض من يوثق بعربيته يقول: كيالٌ كما ترى فيميل.
وإنما فعلوا هذا لأن قثبلها ياءً فصارت بمنزلة الكسرة التي تكون قبلها نحو سراج وجمالٍ.
وكثيرٌ من العرب وأهل الحجاز لا يميلون هذه الألف.
ويقولون: شوك السيال والضياح كما قلت كيالٌ وبياعٌ.
ومما يميلون ألفه قولهم: مررت ببابه وأخذت من ماله.
هذا في موضع الجر وشبهوه بفاعلٍ نحو كاتبٍ وساجدٍ.
والإمالة في هذا أضعف لأن الكسرة لا تلزم.
وسمعناهم يقولون: من أهل عاد.
فأما في موضع الرفع والنصب فلا تكون كما لا تكون في آجرٍّ وتابلٍ.
وقالوا: رأيت زيداً فأمالوا كما فعلوا ذلك بغيلان.
والإمالة في زيد أضعف لأنه يدخله الرفع.
ولا يقولون رأيت عبداً فيميلوا لأنه ليست فيه ياء كما أنك لا تميل ألف كسلان لأنه ليست فيه ياء.
وقالوا: درهمان.
وقالوا: رأيت قزحاً وهو أبزار القدر.
ورأيت علما فيميلون جعلوا الكسرة كالياء.
وقالوا: في النجادين كما قالوا: مررت ببابه فأمالوا الألف.
وقالوا في الجر: مررت بعجلانك فأمالوا كما قالوا: مررت ببابك وقالوا: مررت بمالٍ كثيرٍ ومررت بالمال كما تقول: هذا ماشٍ.
وهذا داعٍ.
فمنهم من يدع ذاك في الوقف على حاله ومنهم من ينصب في الوقف لأنه قد أسكن ولم يتكلم بالكسرة فيقول: بالمال وماش.
وأما الآخرون فتركوه على حاله كراهية أن يكون كما لزمه الوقف.
وقال ناس: رأيت عماداً فأمالوا للإمالة كما أمالوا للكسرة.
وقال قوم: رأيت علماً ونصبوا عماداً لما لم يكن قبلها ياءٌ ولا كسرة جعلت بمنزلتها في عبدا.
وقال بعض الذين يقولون في السكت بمال: من عند الله ولزيدٍ مال شبهوه بألف عماد للكسرة قبلها.
فهذا أقل من مررت بمالك لأن الكسرة منفصلة.
والذين قالوا من عند الله أكثر لكثرة ذا الحرف في كلامهم.
ولم يقولوا ذا مالٌ يريدون ذا التي في هذا لأن الألف إذا لم تكن طرفاً شبهت بألف فاعل.
وتقول عمادا تميل الألف الثانية لإمالة الأولى.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:50 pm
باب من إمالة الألف يميلها فيه ناس من العرب كثير
وذلك قولك: يريد أن يضربها ويريد أن ينزعها لأن الهاء خفية والحرف الذي قبل الحرف الذي يليه مكسور فكأنه قال: يريد أن يضربا كما أنهم إذا قالوا ردها كأنهم قالوا ردا فلذلك قال هذا من قال رد ورده صار ما بعد الضاد في يضربا بمنزلة علما.
وقالوا في هذه اللغة منها فأمالوا وقالوا في مضربها وبها وبنا.
وهذا أجدر أن يكون لأنه ليس بينه وبين الكسرة إلا حرف واحد.
فإذا كانت تمال مع الهاء وبينها وبين الكسرة حرف فهي إذا لم يكن بين الهاء وبين الكسرة شيءٌ أجدر أن تمال.
والهاء خفية فكما تقلب الألف للكسرة ياءً كذلك أملتها حيث قربت منها هذا القرب.
وقالوا: بيني وبينها فأمالوا في الياء كما أمالوا في الكسرة.
وقالوا: يريد أن يكيلها ولم يكلها.
وذلك أنه وقع بين الألف وبين الكسرة الضمة فصارت حاجزاً فمنعت الإمالة لأن الباء في قولك يضربها فيها إمالةٌ فلا تكون في المضموم إمالةٌ إذا ارتفعت الباء كما لا يكون في الواو الساكنة إمالةٌ.
وإنما كان في الفتح لشبه الياء بالألف.
ولا تكون إمالةٌ في لم يعلمها ولم يخفها لأنه ليست ههنا ياء ولا كسرة تميل الألف.
وقالوا: فينا وعلينا فأمالوا للياء حيث قربت من الألف ولهذا قالوا: بيني وبينها.
وقالوا: رأيت يداً فأمالوا للياء.
وقالوا: رأيت يدها فأمالوا كما قالوا: يضربا ويضربها.
وقال هؤلاء: رأيت دما ودمها فلم يميلوا لأنه لا كسرة فيه ولا ياء.
وقال هؤلاء: عندها لأنه لو قال عندا أمال فلما جاءت الهاء صارت بمنزلتها لو لم تجىء بها.
واعلم أن الذين قالوا رأيت عدا الألف ألف نصبٍ ويريد أن يضربها يقولون: هو منا وإنا إلى الله راجعون وهم بنو تميم.
وبقوله أيضاً قومٌ من قيس وأسدٍ ممن ترتضي عربيته فقال: هو منا وليس منهم وإنا لمختلفون فجعلها بمنزلة رأيت عد وقال هؤلاء: رأيت عنبا وهو عندنا فلم يميلوا لأنه وقع بين الكسرة والألف حاجزان قويان ولم يكن الذي قبل الألف هاءً فتصير كأنها لم تذكر.
وقالوا: رأيت ثوبه بتكا فلم يميلوا.
وقالوا: في رجلٍ اسمه ذه: رأيت ذها أملت الألف كأنك قلت: رأيت يدا في لغة من قال: يضربا ومر بنا لقربها من الكسرة كقرب ألف يضربا.
واعلم أنه ليس كل من أمال الألفات وافق غيره من العرب ممن يميل ولكنه قد يخالف كل واحد من الفريقين صاحبه فينصب بعضٌ ما يميل صاحبه ويميل بعضٌ ما ينصب صاحبه وكذلك من كان النصب من لغته لا يوافق غيره ممن ينصب ولكن أمره وأمر صاحبه كأمر الأولين في الكسر.
فإذا رأيت عربياً كذلك فلا ترينه خلط في لغته ولكن هذا من أمرهم.
ومن قال رأيت يدا قال رأيت زيناًء فقوله ينا بمنزله يدا وقال هؤلاء: كسرت يدنا فصارت الياء ههنا بمنزلة الكسرة في قولك: رأيت عنباً.
واعلم أن من لا يميل الألفات فيما ذكرنا قبل هذا الباب لا يميلون شيئءاً منها في هذا الباب.
واعلم أن الألف إذا دخلتها الإمالة دخل الإمالة ما قبلها وإذا كانت بعد الهاء فأملتها أملت ما قبل الهاء لأنك كأنك لم تذكرالهاء فكما تتبعها ما قبلها منصوبة كذلك تتبعهما ما قبلها ممالةً.
واعلم أن بعض من يميل يقول: رأيت يداً ويدها فلا يميل تكون الفتحة أغلب وصارت الياء بمنزلة دال دم لأنها لا تشبه المعتل منصوبةً وقال هؤلاء: زينا.
فهذا ما ذكرت لك من مخالفة بعضهم بعضاً.
وقال أكثر الفريقين إملهً: رمى فلم يمل كره أن ينحو نحو الياء إذ كان إنما فر منها كما أن أكثرهم يقول رد في فعل فلا ينحو نحو ال كسرة لأنه فر مما تبين فيه الكسرة ولا يقول ذلك في حبلى لأنه لم يفر فيها من ياء ولا في معزى.
واعلم أن ناساً ممن يميل في يضربها ومنا ومنها وبنا واشباه هذا مما فيه علامة الإضمار إذا وصلوا نصبوها فقالوا: نريد أن يضربا زيداًن ويريد أن يضربها زيدٌ ومنا زيدٌ وذلك لأنهم في الوقف -إذا كانت الألف تمال في هذا النحو- أن يبينوا في الوقف حيث وصلوا إلى الإمالة كما قالوا: أفعى في أفعى جعلوها في الوقف ياء فإذا أمالوا كان أبين لها لأنه ينحو نحو الياء فإذا وصل ترمك ذلك لأن الألف في الوصل أبين كما قال أولئك في الوصل: أفعى زيدٍ وقال هؤلاء: بيني وبينها وبيني وبينها مالٌ.
وقد قال قوم فأمالوا أشياء ليست فيها علة مما ذكرنا فيما مضى وذلك قليل: سمعنا بعضهم يقول: طلبنا وطلبنا زيدٌ كأنه شبه هذه الألف بألف حبلى حيث كانت آخر الكلام ولم تكن بدلاً من ياء.
وقال: رأيت عبدا ورأيت عنبا.
وسمعنا هؤلاء قالوا: تباعد عنا فأجروه على القياس وقول العامة.
وقالوا: معزانا في قول من قال عمادا فأمالهما جميعاً وذا قياس.
ومن قال عمادا قال معزانا وهما مسلمان.
وذا قياس قول غيرهم من العرب لأن قوله لمان بمنزلة عمادٍ والنون بعده مكسور فهذا أجدر.
فجملة هذا أن كل ما كانت له الكسرة ألزم كان أقوى في الإمالة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:52 pm
باب ما أميل على غير قياس
وإنما هو شاذ وذلك الحجاج إذا كان اسما لرجل وذلك لأنته كثر في كلامهم فحملوه على الأكثر لأن الإمالة أكثر في كلامهم.
وأكثر العرب ينصبه ولا يميل ألف حجاج إذا كان صفة يجرونه على القياس.
وأما الناس فيميله من لا يقول هذا مالٌ بمنزلة الحجا وهم أكثر العرب لأنها كألف فاعلٍ إذ كانت ثانية فلم تمل في غير الجر كراهية أن تكون كباب رميت وغزوت لأن الواو والياء في قلت وبعت أقرب إلى غير المعتل وأقوى.
وقال ناس يوثق بعربيتهم: هذا بابٌ وهذا مالٌن وهذا عابٌ لما كانت بدلاً من الياء كما كانت في رميت شبهت بها وشبهوها في بابٍ ومالٍ بالألف التي تكون بدلاً من واو غزوت فتبعت الواو الياء في العين كما تبعتها في اللام لأن الياء قد تغلب على الواو هنا.
وفي مواضع ستراها والذين لا يميلون في الرفع والنصب أكثر العرب وهو أعم في كلامهم.
ولا يميلون في الفعل نحو قال لأنهم يفرقون بين مافعلت منه مكسور وبين ما فعلت منه مضمومٌ.
وهذا ليس في الأسماء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:54 pm
باب ما يمتنع من الإمالة من الألفات التي أملتها فيما مضى
فالحروف التي تمنعها الإمالة هذه السبعة: الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والقاف والخاء إذا كان حرفٌ منها قبل الألف والألف تليه.
وذلك قولك: قاعدٌ وغائب وخامدٌ وصاعدٌ وطائفٌ وضامنٌ وظالم.
وإنما منعت هذه الحروف الإمالة لأنها حروفٌ مستعليةٌ إلى الحنك الأعلى والألف إذا خرجت من موضعها استعلت إلى الحنك الأعلى فلما كانت مع هذه الحروف المستعلية غلبت عليها كما غلبت الكسرة عليها في مساجد ونحوها.
فلما كانت الحروف مستعليةً وكانت الألف تستعلى وقربت من الألف كان العمل من وجهٍ واحد أخف عليهم كما أن الحرفين إذا تقارب موضعهما كان رفع اللسان من موضعٍ واحد أخف عليهم فيدغمونه.
ولا نعلم أحداً يميل هذه الألف إلا من لا يؤخذ بلغته.
وكذلك إذا كان الحرف من هذه الحروف بعد ألف تليها وذلك قولك: ناقدٌ وعاطسٌ وعاصمٌ وعاضدٌن وعاظلٌ وناخلٌ وواغلٌ.
ونحوٌ من هذا قولهم: صقت لما كان بعدها القاف نظروا إلى أشبه الحروف من موضعها بالقاف فأبدلوه مكانها.
وكذلك إن كانت بعد الألف بحرف وذلك قولك: نافخٌ ونابغ ونافقٌ وشاحطٌ وعالطٌ وناهضٌ وناشطٌ ولم يمنعه الحرف الذي بينهما من هذا كما لم يمنع السين من الصاد في صبقت ونحوه.
واعلم أن هذه الألفات لا يميلها أحدٌ إلا من لا يؤخذ بلغته لأنها إذا كانت مما ينصب في غير هذه الحروف لزمها النصب فلم يفارقها في هذه الحروف إذ كان يدخلها مع غير هذه الحروف.
وكذلك إن كان شيء منها بعد الألف بحرفين وذلك قولك: مناشيط ومنافيخ ومعاليق ومقاريض ومواعيظ ومباليغ.
ولم يمنع الحرفان النصب كما لم يمنع السين من الصاد في صويقٍ ونحوه.
وقد قال قوم: المناشيط حين تراخت وهي قليلة.
فإذا كان حرفٌ من هذه الحروف قبل الألف بحرف وكان مكسوراً فإنه لا يمنع الألف من الإمالة.
وليس بمنزلة ما يكون بعد الألف لأنهم يضعون ألسنتهم في موضع المستعلية ثم يصوبون ألسنتهم فالانحدار أخف عليهم من الإصعاد.
ألا تراهم قالوا: صبقت وصقت وصويقٌ.
لما كان يثقل عليهم أن يكونوا في حال تسفلٍ ثم يصعدون ألسنتهم أرادوا أن يكونوا فيح ال استعلاء وألا يعملوا في الإصعاد بعد التسفل فأرادوا أن تقع ألسنتهم موقعاً واحدا.
وقالوا: قسوت وقست فلم يحولوا السين لأنهم انحدروا فكان الانحدار أخف عليهم من الاستعلاء من أن يصعدوا من حال التسفل.
وذلك قولهم: الضعاف والصعاب والطناب والصفاف والقباب والقفاف والخباث والغلاب وهو في معنى المغالبة من قولك: غالبته غلاباً.
وكذلك الظاء.
ولا يكون ذلك في قائم وقوائم.
لأنه جاء الحرف المستعلى مفتوحاً.
فلما كانت الفتحة تمنع الألف الإمالة في عذاب وتابلٍ كان الحرف المستعلى مع الفتحة أغلب إذ كانت الفتحة تمنع الإمالة فلما اجتمعا قويا على الكسرة.
وإذا كان أول الحرف مكسوراً وبين الكسرة والألف حرفان أحدهما ساكن والساكن أحد هذه الحروف فإن الإمالة تدخل الألف لأنك كنت ستميل لو لم يدخل الساكن للكسرة فلما كان قبل الألف بحرفٍ مع حرف تمال معه الألف صار كأنه هو المكسور وصار بمنزلة القاف في قفاف.
وذلك قولك: ناقةٌ مقلاتٌ والمصباح والمطعان.
وكذلك سائر هذه الحروف.
وبعض من يقول قفافٌ ويميل ألف مفعالٍ وليس فيها أشيءٌ من هذه الحروف ينصب الألف في مصباحٍ ونحوه لأن حرف الاستعلاء جاء ساكناً غير مكسور وبعده الفتح فلما جاء مسكناً تليه الفتحة صار بمنزلته لو كان متحركاً بعده الألف وصار بمنزلة القاف في قوائم.
وكلاهما عربيٌّ له مذهبٌ.
وتقول: رأيت قزحاً وأتيت ضمناً فتميل وهما ههنا بمنزلتهما في صفافٍ وقفافٍ.
وتقول: رأيت عرقاً ورأيت ملغا لأنهما بمنزلتهما في غانم والقاف بمنزلتها في قائم.
وسمعناهم يقولون: أراد أن يضربها زيدٌ فأمالوا.
ويقولون: أراد أن يضربها قبل فنصبوا للقاف وأخواتها.
فأما ناب ومال وباع فإنه من يميل يلزمها الإمالة على كل حال لأنه إنما ينحو نحو الياء التي الألف في موضعها.
وكذلك خاف لأنه يروم الكسرة التي في خفت كما نحا نحو الياء.
وكذلك ألف حبلى لأنها في بنات الياء.
وقد بين ذلك.
ألا تراهم يقولون: طاب وخاف ومعطى وسقى فلا تمنعهم هذه الحروف من الإمالة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:56 pm
وذلك باب غزا
لأن الألف ههنا كأنها مبدلة من ياء.
ألا ترى أنهم يقولون: صغا وضغا.
ومما لا تمال ألفه فاعلٌ من المضاعف ومفاعلٌ وأشباههما لأن الحرف قبل الألف مفتوح والحرف الذي بعد الألف ساكن لا كسرة فيه فليس هنا ما يميله.
وذلك قولك: هذا جادٌّ ومادٌّ وجواد: جمع جادةٍ ومررت برجل جادٍّ فلا يميل يكره أن ينحو نحو الكسرة فلا يميل لأنه فر مما يحقق فيه الكسرة ولا يميل للجر لأنه إنما كان يميل في هذا للكسرة التي بعد الألف فلما فقدها لم يمل.
وقد أمال قوم في الجر شبهوها بمالك إذا جعلت الكاف اسم المضاف إليه.
وقد أمال قومٌ على كل حال كما قالوا: هذا ماش ليبينوا الكسرة في الأصل.
وقال بعضهم: مررت بمال قاسم ومررت بمال ملقٍ.
ومررت بمال ينقل ففتح هذا كله.
وقالوا: مررت بمال زيدٍ فإنما فتح الأول للقاف شبه ذلك بعاقدٍ وناعقٍ ومناشيط.
وقال بعضهم: بمال قاسم ففرق بين المنفصل والمتصل ولم يقو على النصب إذ كان منفصلا.
وقد فصلوا بين المنفصل وغيره في أشياء ستبين لك إن شاء الله.
وسمعناهم يقولون: يريد أن يضربها زيدٌ ومنا زيدٌ فلما جاءوا بالقاف في هذا النحو نصبوا فقالوا: أراد أن يضربها قاسمٌ ومنا نقل وأراد أن يعملها ملقٌ وأراد أن يضربها سملقٌ وأراد أن يضربها ينقل وأراد أن يضربنا بسوطٍ نصبوا لهذه المستعلية وغلبت كما غلبت في مناشيط ونحوها وصارت الهاء والألف كالفاء والألف في فاعلٍ ومفاعيل وضارعت الألف في فاعلٍ ومفاعيل ولم يمنع النصب ما بين الألف وهذه لحروف كما لم يمنع في السماليق قلب السين صاداً وصارت المستعلية في هذه الحروف أقوى منها في مال قاسمٍ لأن القاف هنا ليست من الحرف وإنما شبهت ألف مالٍ بألف فاعلٍ.
ومع هذا أنها في كلامهم ينصبها أكثرهم في الصلة أجروها على ما وصفت لك.
فتقول: منا زيدٌ ويضربها زيدٌ إذ لم تشبه الألفات الأخر.
ولو فعل بها ما فعل بالمال لم يستنكر في قول من قال: بمال قاسم.
وقالوا: هذا عماد قاسمٍ وهذا عالم قاسم ونعمى قاسم فلم يكن عندهم بمنزلة المال ومتاعٍ وعجلان وذلك أن ال مال آخره يتغير وإنما يمال في الجر في لغة من أمال فإن تغير آخره عن الجر نصبت ألفه.
والذي أمال له الألف في عمادٍ وعابدٍ ونحوهما مما لا يتغير فإمالة هذا أبداً لازمةٌ فلما قويت هذه القوة لم يقو عليها المنفصل.
وقالوا: لم يضربها الذي تعلم فلم يميلوا لأن الألف قد ذهبت ولم يجعلوها بمنزلة ألف حبلى ومرمى ونحوهما.
وقالوا: أراد أن يعلما وأن يضبطا فتح للطاء وأراد أن يضبطها.
وقالوا: أراد أن يعقلا لأن القاف مكسورة فهي بمنزلة قفافٍ.
وقالوا: رأيت ضيقا ومضيقا كما قالوا: علقا ورأيت علماً كثيراً فلم يميلوا لأنها نون وليست كالألف في معنى ومعزى.
وقد أمال قومٌ في هذا ما ينبغي أن يمال في القياس وهو قليل كما قالوا: طلبنا وعنبا.
وذلك قول بعضهم: رأيت عرقا وضيقا.
فلما قالوا طلبنا وعنتا وعنبا فشبهوها بألف حبلى جرأهم ذلك على هذا حيث كانت فيها علةٌ تميل القاف وهي الكسرة التي في أوله وكان هذا أجدر أن يكون عندهم.
وسمعناهم يقولون: رأيت سبقا حيث فتحوا.
وإنما طلبنا وعرقا كالشواذ لقلتها.
واعلم أن بعض من يقول عابدٌ من العرب فيميل يقول: مررت بمالك فينصب لأن الكسرة ليست في موضع تلزم وآخر الحرف قد يتغير فلم يقو عندهم كما قال بعضهم: بمال قاسم ولم يقل عماد قاسم.
ومما لا يميلون ألفه: حتى وأما وإلا فرقوا بينها وبين ألفات الأسماء نحو حبلى وعطشى.
وقال الخليل: لو سميت رجلاً بها وامرأةً جازت فيها الإمالة.
ولكنهم يميلون في أنى لأن أتى تكون مثل أين وأين كخلفك وإنما هو اسمٌ صار ظرفا فقرب من عطشى.
وقالوا: لا فلم يميلوا لما لم يكن اسماً فرقوا بينها وبين ذا.
وقالوا: ما فلم يميلوا لأنها لم تمكن تمكن ذا ولأنها لا تتم اسماً إلا بصلة مع أنها لم تمكن تمكن المبهمة فرقوا بين المبهمين إذ كان ذا حالهما.
وقالوا: با وتا في حروف المعجم لأنها أسماء ما يلفظ به وليس فيها ما في قد ولا وإنما جاءت كسائر الأسماء لا لمعنىً آخر.
وقالوا: يا زيد لمكان الياء.
ومن قال هذا مالٌ: ورأيت بابا فإنه لا يقول على حال: ساقٌ ولا قارٌ ولا غابٌ: -وغابٌ: الأجمة- فهي كألف فاعلٍ عند عامتهم لأن المعتل وسطاً أقوى فلم يبلغ من أمرها ههنا أن تمال مع مستعلٍ كما أنهم لم يقولوا: بال من بلت حيث لم تكن الإمالة قويةً في المال ولا مستحسنةً عند العامة.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 9:58 pm
باب الراء
والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة والوقف يزيدها إيضاحاً فلما كانت الراء كذلك قالوا: هذا راشدٌ وهذا فراشٌ فلم يميلوا لأنهم كأنهم قد تكلموا براءين مفتوحتين فلما كانت كذلك قويت على نصب الألفات وصارت بمنزلة القاف حيث كانت بمنزلة حرفين مفتوحين فلما كان الفتح كأنه مضاعف وإنما هو من الألف كان العمل من وجه واحد أخف عليهم.
وإذا كانت الراء بعد ألفٍ تمال لو كان بعدها غير الراء لم تمل في الرفع والنصب وذلك قولك: هذا حمارٌ كأنك قلت هذا فعالل.
وكذلك في النصب كأنك قلت: فعاللا فغلبت ههنا فنصبت كما فعلت ذلك قبل الألف.
وأما في الجر فتميل الألف كان أول الحرف مكسوراً أو مفتوحاً أو مضموماً لأنها كأنها حرفان مكسوران فتميل ههنا كما غلبت حيث كانت مفتوحة فنصبت الألف.
وذلك قولك: من حمارك ومن عواره ومن المعار ومن الدوار كأنك قلت: فعالل وفعالل وفعالل.
ومما تغلب فيه الراء قولك: قاربٌ وغارمٌ وهذا طاردٌ وكذلك جميع المستعلية إذا كانت الراء مكسورة بعد الألف التي تليها وذلك لأن الراء لما كانت تقوى على كسر الألف في فعال في الجر وفعال لما ذكرنا من التضعيف قويت على هذه الألفات إذ كنت إنما تضع لسانك في موضع استعلاء ثم تنحدر وصارت المستعلية ههنا بمنزلتها في قفاف.
وتقول: هذه ناقةٌ فارقٌ وأينقٌ مفاريق فتنصب كما فعلت ذلك حيث قلت: ناعقٌ ومنافق ومناشيط.
وقالوا: من قرارك فغلبت كما غلبت القاف وأخواتها فلا تكون أقوى من القاف لأنها وإن كانت كأنها حرفان مفتوحان فإنما هي حرفٌ واحد بزنته كما أن الألف في غارٍ والياء في قيلٍ بمنزلة غيرهما في الرد إذا صغرت ردتا إلى الواو وإن كان فيهما من اللين ما ليس في غيرهما.
فإنما شبهت الراء بالقاف وليس في الراء استعلاءٌ فجعلت مفتوحةً تفتح نحو المستعلية فلما قويت على القاف كانت على الراء أقوى.
واعلم أن الذين يقولون مساجد وعابد ينصبون جميع ما أملت في الراء.
واعلم أن قوما من العرب يقولون: الكافرون ورأيت الكافرين والكافر وهي المنابر لما بعدت وصار بينها وبين الألف حرفٌ لم تقو قوة المستعلية لأنها من موضع اللام وقريبةٌ من الياء.
ألا ترى أن الألثغ يجعلها ياءً.
فما كانت كذلك عملت الكسرة عملها إذ لم يكن بعدها راءٌ.
وأما قوم آخرون فنصبوا لألف في الرفع والنصب وجعلوها بمنزلتها إذ لم يحل بينها وبين الألف كسرٌ وجعلوا ذلك لا يمنع النصب كما لم يمنع في القاف وأخواتها وأمالوا في الجر كما أمالوا حيث لم يكن بينها وبين الألف شيء وكان ذلك عندهم أولى حيث كان قبلها حرفٌ تمال له لو لم يكن بعده راءٌ.
وأما بعض من يقول: مررت بالحمار فإنه يقول: مررت بالكافر فينصب الألف وذلك لأنك قد تترك الإمالة في الرفع والنصب كما تتركها في القاف فلما صارت في هذا كالقاف تركها في الجر على حالها حيث كانت تنصب في الأكثر يعني في النصب والرفع وكان من كلامهم أن ينصبوا نحو عابدٍ وجعل الحرف الذي قبل الراء يبعده من أن يمال كما جعله قومٌ حيث قالوا هو كافرٌ يبعده من أن ينصب فلما بعد وكان النصب عندهم أكثر تركوه على حاله إذ كان من كلامهم أن يقولوا عابدٌ والأصل في فاعلٍ أن تنصب الألف ولكنها تمال لما ذكرت لك من العلة.
ألا تراها لا تمال في تابل.
فلما كان ذلك الأصل تركوها على حالها في الرفع والنصب وهذه اللغة أقل في قول من قال عابدٌ وعالمٌ.
واعلم أن الذين يقولون: هذا قاربٌ يقولون: مررت بقادرٍ ينصبون الألف ولم يجعلوها حيث بعدت تقوى كما أنها في لغة الذين قالوا مررت بكافرٍ لم تقو على الإمالة حيث بعدت لما ذكرنا من العلة.
وقد قال قومٌ ترتضى عربيتهم: مررت بقادرٍ قبل للراء حيث كانت مكسورة.
وذلك أنه يقول قاربٌ كما يقول جارمٌ فاستوت القاف وغيرها فلما قلا مررت بقادر أراد أن يجعلها كقوله مررت بكافرٍ فيسويهما ههنا كما يسويهما هناك.
وسمعنا من نثق به من العرب يقول لهدبة بن خشرم: عسى الله يغني عن بلاد ابن قادرٍ بمنهمرٍ جون الرباب سكوب ويقول: هو قادرٌ.
واعلم أن من يقول: مررت بكافرٍ أكثر ممن يقول: مررت بقادر لأنها من حروف الاستعلاء واعلم أن من العرب من يقول: مررت بحمار قاسم فينصبون للقاف كما نصبوا حين قالوا مررت بمال قاسم إلا أن الإمالة في الحمار وأشباهه أكثر لأن الألف كأنها بينها وبين القاف حرفان مكسوران فمن ثم صارت الإمالة فيها أكثر منها في المال.
ولكنهم لو قالوا جارم قاسم لم يكن بمنزلة حمار قاسم لأن الذي يميل ألف جارمٍ لا يتغير فبين حمار قاسم وجارم قاسم.
كما بين مال قاسم وعابد قاسم.
ومن قال: مررت بحمار قاسم قال: مررت بسفار قبل لأن الراء ههنا يدركها التغيير.
إما في الإضافة وإما في اسم مذكرو هو حرف الإعراب.
وتقول: مررت بفارٍّ قبل في لغة من قال مررت بالحمار قبل وقال مررت بكافرٍ قبل من قبل أنه ليس بين المجرور وبين الألف في فارٍّ إلا حرف واحد ساكن لا يكون إلا من موضع الآخر وإنما يرفع لسانه عنهما فكأنه ليس بعد الألف إلا راءٌ مكسورة فلما كان من كلامهم مررت بكافرٍ كان اللازم لهذا عندهم الإمالة.
وتقول: هذه صعاررٌ وإذا اضطر الشاعر قال: الموارر.
وهذا بمنزلة مررت بفارٍّ لأنه إذا كان من كلامهم هي المنابر كان اللازم لهذا الإمالة إذ كانت الراء بعد الألف مكسورة.
وقال تعالى جده: "كانت قوارير - قوارير من فضةٍ".
وتقول: هذه دنانير كما قلت: كافرٌ فهذا أجدر لأن الراء أبعد.
وقد قال: بعضهم مناشيط فذا أجدر.
فإذا كنت في الجر فقصتها قصة كافر.
واعلم أن الذين يقولون: هذا داع في السكوت فلا يميلون لأنهم لم يلفظوا بالكسرة كسرة العين يقولون: مررت بحمار لأن الراء كأنها عندهم مضاعفة فكأنه جر راءً قبل راء.
وذلك قولهم مررت بالحمار وأستجير بالله من النار.
وقالوا: في مهارى تميل الهاء وما قبلها.
وقال: سمعت العرب يقولون: ضربت ضربه وأخذت أخذه وشبه الهاء بالألف فأمال ما قبلها كما يميل ما قبل الألف.
ومن قال أراد أن يضربها قاسمٌ قال: أراد أن يضربها راشدٌ.
ومن قال بمال قاسم قال: بمال راشدٍ والراء أضعف في ذلك من القاف لما ذكرت لك.
وتقول: رأيت عفرا كما تقول رأيت علقا ورأيت عيرا كما قلت ضيقا وهذا عمران كما تقول حمقان.
واعلم أن قوماً يقولون: رأيت عفرا فيميلون للكسرة لأن الألف في آخر الحرف فلما كانت الراء ليست كالمستعلية وكان قبلها كسرة وكانت الألف في آخر الحرف شبهوها بألف حبلى وكان هذا ألزم حيث قال بعضهم: رأيت عرقا وقال: أراد أن يعقرها وأراد أن يعقرا ورأيتك عسرا جعلوا هذه الأشياء بمنزلة ما ليس فيه راء.
وقالوا: النغران حيث كسرت أول الحرف وكانت الألف بعد ما هو من نفس الحرف فشبه بما يبنى على الكلمة نحو ألف حبلى.
وقالوا عمران ولم يقولوا برقان جمع برقٍ ولا حمقانٌ لأنها من الحروف المستعلية.
ومن قال هذا عمران فأمال قال في رجل يسمى عقران: هذا عقران كما قالوا جلبابٌ فلم يمنع ما بينهما الإمالة كما لم يمنع الصاد في صماليق.
وقالوا: ذا فراشٌ وهذا جرابٌ كانت الكسرة أولاً والألف زائدة شبهت بنغرانٍ.
والنصب فيه كله أحسن لأنها ليست كألف حبلى.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:00 pm
باب ما يُمال من الحروف
الحروف التي ليس بعدها ألف إذا كانت الراء بعدها مكسورة وذلك قولك: من الضرر ومن البعر ومن الكبر ومن الصغر ومن الفقر لما كانت الراء كأنها حرفان مكسوران وكانت تشبه الياء أمالوا المفتوح كما أمالوا الألف لأن الفتحة من الألف وشبه الفتحة بالكسرة كشبه الألف بالياء فصارت الحروف ها هنا بمنزلتها إذ كانت قبل الألف وبعد الألف الراء وإن كان الذي قبل الألف من المستعلية نحو ضاربٍ وقارب.
وتقول: من عمرو فتميل العين لأن الميم ساكنة.
وتقول: من المحاذر فتميل الذال ولا تقوى على إمالة الألف لأن بعد الألف فتحاً وقبلها فصارت الإمالة لا تعمل بالألف شيئاً كما أنك تقول حاضرٌ فلا تميل لأنها من الحروف المستعلية.
فكما لم تمل الألف للكسرة كذلك لم تملها لإمالة الذال.
وتقول: هذا ابن مذعورٍ كأنك تروم الكسرة لأن الراء كأنها حرفان مكسوران فلا تميل الواو لأنهها لا تشبه الياء ولو أملتها أملت ما قبلها ولكنك تروم الكسرة كما تقول رد.
ومثل هذا قولهم: عجبت من السمر وشربت من المنقر.
والمنقر.
الركية الكثيرة الماء.
وقالوا: رأيت خبط الريف كما قالوا من المطر.
وقالوا: رأيت خبط فرند كما قال من الكافرين.
ويقال هذا خبط رياحٍ كما قال من المنقر.
وقال مررت بعيرٍ ومررت بخيرٍ فلم يشمم لأنها تخفى مع الياء كما أن الكسرة في الياء أخفى.
وكذلك مررت ببعيرٍ لأن العين مكسورة.
ولكنهم يقولون: هذا ابن ثورٍ.
وتقول: هذا قفا رياحٍ كما تقول رأيت خبط رياحٍ فتميل طاء خبطٍ للراء المنفصلة المكسورة وكذلك ألف قفا في هذا القول.
وأما من قال: مررت بمال قاسمٍ فلم ينصب لأنها منفصلة قال: رأيت خبط رياحٍ وقفا رياحٍ سمعنا جميع ما ذكرنا لك من الإمالة والنصب في هذه الأبواب من العرب.
ومن قال: من عمرٍو ومن النغر فأمال لم يمل من الشرق لأن بعد الراء حرفاً مستعلياً فلا يكون ذا كما لم يكن: هذا مارقٌ.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:02 pm
باب ما يلحق الكلمة إذا اختلت
حتى تصير حرفاً فلا يستطاع أن يتكلم بها في الوقف فيعتمد بذلك اللجق في الوقف وذلك قولك: عه وشه.
وكذلك جميع ما كان من باب وعى يعي.
فإذا وصلت قلت: ع حديثاً وش ثوباً حذفت لأنك وصلت إلى التكلم به فاستغنيت عن الهاء.
فاللاحق في هذا الباب الهاء.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:03 pm
باب ما يتقدم أول الحروف
وهي زائدة قدمت لإسكان أول الحروف فلم تصل إلى أن تبتدىء بساكن فقدمت الزيادة متحركة لتصل إلى التكلم والزيادة ههنا الألف الموصولة.
وأكثر ما تكون في الأفعال.
فتكون في الأمر من باب فعل يفعل ما لم يتحرك ما بعدها.
وذلك قولك: اضرب اقتل اسمع اذهب لأنهم جعلوا هذا في موضع يسكن أوله فيما بنوا من الكلام.
وتكون في انفعلت وافعللت وافتعلت.
وهذه الثلاثة على زنةٍ واحدةٍ ومثالٍ واحد والألف تلزمهن في فعل وفعلت والأمر لأنهم جعلوه يسكن أوله ههنا فيما بنوا من الكلام.
وذلك انطلق وتكون في استفعلت وافعنللت وافعاللت وافعولت وافعولت هذه الخمسة على مثالٍ واحد وحال الألف فيهن كحالها في افعتعلت وقصتهن في ذلك كقصتهن في افتعلت.
وذلك نحو استخرجت واقعنست واشهاببت والجوذت واعشوشبت.
وكذلك ما جاء من بنات الأربعة على مثال استفعلت نحو احرنجمت واقشعررت.
فحالهن كحال استفعلت.
وأما ألف أفعلت فلم تلحق لأنهم أسكنوا الفاء ولكنها بني بها الكلمة وصارت فيها بمنزلة ألف فاعلت في فاعلت فلما كانت كذلك صارت بمنزلة ما ألحق ببنات الأربعة ألا ترى أنهم يقولون يخرج وأنا أخرج فيضمون كما يضمون في بنات الأربعة لأن الألف لم تلحق لساكنٍ أحدثوه.
وأما كل شيء كانت ألفه موصولة فإن نفعل منه وأفعل وتفعل مفتوحة الأوائل لأنها ليست تلزم أول الكلمة يعني ألف الوصل وإنما هي ههنا كالهاء في عه.
فهي في هذا الطرف كالهاء في هذاك الطرف فلما لم تقرب من بنات الأربعة نحو دحرجت وصلصلت جعلت أوائل ما ذكرنا مفتوحاً كأوائل ما كان من فعلت الذي هو على ثلاثة أحرف نحو ذهب وضرب وقتل وعلم وصارت احرنجمت واقشعررت كاستفعلت لأنها لم تكن هذه الألفات فيها إلا لما حدث من السكون ولم تلحق لتخرج بناء الأربعة إلى بناء من الفعل أكثر من الأربعة كما أن أفعل خرجت من الثلاثة إلى بناء من الفعل على الأربعة لأنه لا يكون الفعل من نحو سفرجلٍ لا تجد في الكلام مثل سفرجلت.
فلما لم يكن ذلك صرفت إلى باب استفعلت فأجريت مجرى ما أصله الثلاثة.
يعني احرنجم.
واعلم أن هذه الألفات إذا كان قبلها كلامٌ حذفت لأن الكلام قد جاء قبله ما يستغنى به عن الألف كما حذفت الهاء حين قلت: ع يا فتى فجاء بعدها كلام.
وذلك قولك: يا زيد اضرب عمراً ويا زيد اقتل واستخرج وإن ذلك احرنجم وكذلك جميع ما كانت ألفه موصولة.
واعلم أن الألف الموصولة فيما ذكرنا في الابتداء مكسورةٌ أبداً إلا أن يكون الحرف الثالث مضموماً فتضمها وذلك قولك: اقتل استضعف احتقر احرنجم.
وذلك أنك قربت الألف من المضموم إذ لم يكن بينهما إلا ساكن فكرهوا كسرةً بعدها ضمةٌ وأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد كما فعلوا ذلك في: مذ اليوم يا فتى.
وهو في هذا أجدر لأنه ليس في الكلام حرفٌ أوله مكسور والثاني مضموم.
وفعل هذا به كما فعل بالمدغم إذا أردت أن ترفع لسانك من موضع واحد.
وكذلك أرادوا أن يكون العمل من وجه واحد ودعاهم ذلك إلى أن قالوا: أنا أجوءك وأنبؤك وهو منحدرٌ من الجبل.
أنبأنا بذلك الخليل.
اضرب الساقين إمك هابل فكسرهما جميعاً كما ضم في ذلك.
ومثل ذلك - البيت للنعمان بن بشير الأنصاري: ويلمها في هواء الجو طالبة ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب وتكون موصلة في الحرف الذي تعرف به الأسماء.
والحرف الذي تعرف به الأسماء هو الحرف الذي في قولك: القوم والرجل والناس وإنما هما حرفٌ بمنزلة قولك قد وسوف.
وقد بينا ذلك فيما ينصر وما لا ينصرف ألا ترى أن الرجل إذا نسي فتذكر ولم يرد أن يقطع يقول: ألي كما يقول قدي ثم يقول: كان وكان.
ولا يكون ذلك في ابنٍ ولا امرىءٍ لأن الميم ليست منفصلة ولا الباء.
وقال غيلان: دع ذا وعجل ذا وألحقنا بذل بالشحم إنا قد مللناه بجل كما تقول: إنه قدي ثم تقول: قد كان كذا وكذا فتثني قد.
ولكنه لم يكسر اللام في قوله بذل ويجيء بالياء لأن البناء قد تم.
وزعم الخليل أنها مفصولة كقد وسوف ولكنها جاءت لمعنىً كما يجيئان للمعاني فلما لم تكن الألف في فعل والا اسمٍ كانت في الابتداء مفتوحة فرق بينها وبين ما في الأسماء والأفعال.
وصارت في ألف الاستفهام إذا كانت قبلها لا تحذف شبهت بألف أحمر لأنها زائدة.
وهي مفتوحة مثلها لأنها لما كانت في الابتداء مفتوحة كرهوا أن يحذفوها فيكون لفظ الاستفهام والخبر واحداً فأرادوا أن يفصلوا ويبينوا.
ومثلها من ألفات الوصل الألف التي في أيم وأيمن لما كانت في اسم لا يتمكن تمكن الأسماء التي فيها ألف الوصل نحو ابنٍ واسم وامرىءٍ وإنما هي في اسم لا يستعمل إلا في موضع واحد شبهتها هنا بالتي في أل فيما ليس باسم إذ كانت فيما لا يتمكن تمكن ما ذكرنا وضارع ما ليس باسم ولا فعلٍ.
والدليل على أنها موصولة قولهم: ليمن الله وليم الله قال الشاعر: وقال فريق القوم لما نشدتهم ** نعم وفريقٌ ليمن الله ما ندري وقد كنا بينا ذلك في باب القسم.
فأرادوا أن تكون هذه الياء مسكنةً فيما بنوا من الكلام.
كما فعلوا ذلك فيما ذكرنا من الأفعال وفي أسماء سنبينها لك إن شاء الله.
فقصة أيم قصة الألف واللام.
فهذا قول الخليل.
وقال يونس: قال بعضهم: إيم الله فكسر ثم قال ليم الله فجعلها كألف ابنٍ.
وإنما تكون في أسماء معلومة أسكنوا أوائلها فيما بنوا من الكلام وليست لها أسماءٌ تتلئب فيها كالأفعال هكذا أجروا ذا في كلامهم.
فجميع هذه الألفات مكسورة في الابتداء وإن كان الثالث مضموماً نحو: ابنمٌ وامرؤٌ لأنها ليست ضمةً تثبت في هذا البناء على كل حال إنما تضم في حال الرفع.
فلما كان كذلك فرقوا بينها وبين الأفعال نحو اقتل استضعف لأن الضمة فيهن ثابتة فتركوا الألف في ابنمٍ وامرىءٍ على حالها والأصل الكسر لأنها مكسورة أبداً في الأسماء والأفعال إلا في الفعل المضموم الثالث كما قالوا: أنبؤك والأصل كسر الباء فصارت الضمة في امرؤٌ إذ كانت لم تكن ثابتة كالرفعة في نون ابنٌ لأنها ضمة إنما تكون في حال الرفع.
واعلم أن هذه الألفات ألفات الوصل تحذف جميعاً إذا كان قبلها كلام إلا ما ذكرنا من الألف واللام في الاستفهام وفي أيمن في باب القسم لعلةٍ قد ذكرناها فعل ذلك بها في باب القسم حيث كانت مفتوحة قبل الاستفهام فخافوا أن تلتبس الألف بألف الاستفهام وتذهب في غير ذلك إذا كان قبلها كلام إلا أن تقطع كلامك وتستأنف كما قالت الشعراء في الأنصاف لأنها مواضع فصول فإنما ابتدءوا بعد قطع.
قال الشاعر: ولا يبادر في الشتاء وليدنا ** ألقدر ينزلها بغير جعال وقال لبيد: أو مذهبٌ جددٌ على ألواحه ** ألناطق المزبور والمختوم واعلم أن كل شيءٍ كان أول الكلمة وكان متحركاً سوى ألف الوصل فإنه إذا كان قبله كلامٌ لم يحذف ولم يتغير إلا ما كان من هو وهي فإن الهاء تسكن إذا كان قبلها واو أو فاء أو لام وذلك قولك: وهو ذاهبٌ ولهو خيرٌ منك فهو قائمٌ.
وكذلك هي لما كثرتا في الكلام وكانت هذه الحروف لا يلفظ بها إلا مع ما بعدها صارت بمنزلة ما هو من نفس الحرف فأسكنوا كما قالوا في فخذٍ: فخذٌ ورضى: رضى وفي حذر: حذرٌ وسرو: سرو فعلوا ذلك حيث كثرت في كلامهم وصارت تستعمل كثيراً فأسكنت في هذه الحروف استخفافاً.
وكثير من العرب يدعون الهاء في هذه الحروف على حالها.
وفعلوا بلام الأمر مع الفاء والواو مثل ذلك لأنها كثرت في كلامهم وصارت بمنزلة الهاء في أنها لا يلفظ بها إلا مع ما بعدها وذلك قولك: فلينظر وليضرب.
ومن ترك الهاء على حالها في هي وهو ترك الكسرة في اللام على حالها.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:06 pm
باب تحرك أواخر الكلم الساكنة
إذا حذفت ألف الوصل لالتقاء الساكنين وإنما حذفوا ألف الوصل ها هنا بعد الساكن لأن من كلامهم أن يحذف وهو بعد غير الساكن فلما كان ذلك من كلامهم حذفوها ههنا وجعلوا التحرك للساكنة الأولى حيث لم يكن ليلتقي ساكنان.
وجعلوا هذا سبيلها ليفرقوا بينها وبين الألف المقطوعة.
فجملة هذا الباب في التحرك أن يكون الساكن الأول مكسوراً وذلك قولك: اضرب ابنك وأكرم الرجل واذهب اذهب و "قل هو الله أحدٌ - الله" لأن التنوين ساكن وقع بعده حرف ساكن فصار بمنزلة باء اضرب ونحو ذلك.
ومن ذلك: إن الله عافاني فعلت وعن الرجل وقط الرجل ولو استطعنا.
ونظير الكسر ها هنا قولهم: حذار وبداد ونظار ألزموها الكسر في كلامهم فجعلوا سبيل هذا الكسر في كلامهم فاستقام هذا الضرب على هذا ما لم يكن اسماً نحو حذام لئلا يلتقي ساكنان.
ونحوه: جير يا فتى وغاق غاق كسروا هذا إذ كان من كلامهم أن يكسروا إذا التقى الساكنان.
وقال الله تبارك وتعالى: "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" فضموا الساكن حيث حركوه كما ضموا الألف في الابتداء.
وكرهوا الكسر ههنا كما كرهوه في الألف فخالفت سائر السواكن كما خالفت الألف سائر الألفات يعني ألفات الوصل.
وقد كسر قومٌ فقالوا: "قل انظروا" وأجروه على الباب الأول ولم يجعلوها كالألف ولكنهم جعلوها كآخر جير.
وأما الذين يضمون فإنهم يضمون في كل ساكن يكسر في غير الألف المضمومة.
فمن ذلك قوله عز وجل: "وقالت اخرج عليهن" "وعذابٌ - اركض برجلك".
ومنه: "أو انقص منه قليلاً".
وهذا كله عربي قد قرىء.
ومن قال: قل انظروا كسر جميع هذا.
والفتح في حرفين: أحدهما قوله عز وجل: "ألم - الله" لما كان من كلامهم أن يفتحوا لالتقاء الساكنين فتحوا هذا وفرقوا بينه وبين ما ليس بهجاء.
ونظير ذلك قولهم: من الله ومن الرسول ومن المؤمنين لما كثرت في كلامهم ولم تكن فعلا وكان الفتح أخف عليهم فتحوا وشبهوها بأين وكيف.
وزعموا أن ناساً من العرب يقولون: من الله فيكسرونه ويجرونه على القياس.
فأما "ألم" فلا يكسر لأنهم لم يجعلوه في ألف الوصل بمنزلة غيره ولكنهم جعلوه كبعض ما يتحرك لالتقاء الساكنين.
ونحو ذلك لم يلده.
واعلمن ذلك لأن للهجاء حالاً قد تبين.
وقد اختلفت العرب في من إذا كان بعدها ألف وصل غير ألف اللام فكسره قوم على القياس وهي أكثر في كلامهم وهي الجيدة.
ولم يكسروا في ألف اللام لأنها مع ألف اللام أكثر لأن الألف واللام كثيرةٌ في الكلام تدخل في كل اسم ففتحوا استخفافاً فصار من الله بمنزلة الشاذ.
وذلك قولك: من ابنك ومن امرىءٍ.
وقد فتح قومٌ فصحاء فقالوا: من ابنك فأجروها مجرى من المسلمين.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:07 pm
باب ما يضم من السواكن
إذا حذفت بعد ألف الوصل وذلك الحرف الواو التي هي علامة الإضمار إذا كان ما قبلها مفتوحاً وذلك قوله عز وجل: " ولا تنسوا الفضل بينكم " ورموا ابنك واخشوا الله.
فزعم الخليل أنهم جعلوا حركة الواو منها ليفصل بينها وبين الواو التي من نفس الحرف نحو واو لو و أو.
وقد قال قوم: "ولا تنسوا الفضل بينكم" جعلوها بمنزلة ما كسروا من السواكن وهي قليلة: وقد قال قوم: لو استطعنا شبهوها بواو اخشوا الرجل ونحوها حيث كانت ساكنة مفتوحاً ما قبلها.
وهي في القلة بمنزلة: "ولا تنسوا الفضل بينكم".
وأما الياء التي هي علامة الإضمار وقبلها حرفٌ مفتوح فهي مكسورةٌ في ألف الوصل.
وذلك: أخشى الرجل للمرأة لأنهم لما جعلوا حركة الواو من الواو جعلوا حركة الياء من الياء فصارت تجرى ههنا كما تجرى الواو ثم.
وإن أجريتها مجرى "ولا تنسوا الفضل بينكم" كسرت فهي على كل حال مكسورة.
ومثل هذه الواو واو مصطفون لأنها واوٌ زائدة لحقت للجمع كما لحقت واو اخشوا لعلامة الجمع وحذفت من الاسم ما حذفت واو اخشوا فهذه في الاسم كتلك في الفعل.
والياء في مصطفين مثلها في اخشى وذلك مصطفو الله ومن مصطفى الله.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:08 pm
باب ما يحذف من السواكن إذا وقع بعدها ساكن
وذلك ثلاثة أحرف: الألف والياء التي قبلها حرفٌ مكسورٌ والواو التي قبلها حرفٌ مضموم.
فأما حذف الألف فقولك: رمى الرجل وأنت تريد رمى ولم يخف.
وإنما كرهوا تحريكها لأنها إذا حركت صارت ياءً أو واواً فكرهوا أن تصير إلى ما يستثقلون فحذفوا الألف حيث لم يخافوا التباساً.
ومثل ذلك: هذه حبلى الرجل ومعزى القوم وأنت تريد المعزى والحبلى كرهوا أن يصيروا إلى ما هو أثقل من الألف فحذفوا حيث لم يخافوا التباساً.
وذفريان لأنهم لو حذفوا لالتبس بما ليس في آخره ألف التأنيث من الأسماء.
وأنت إذا قلت: هذه حبلى الرجل ومن حبلى الرجل علم أن في آخرها ألفاً.
فإن قلت: قد تقول رأيت حبلى الرجل فيوافق اللفظ لفظ ما ليست في آخره ألف التأنيث فإن هذا لا يلزمه في كل موضع.
وأنت لو قلت حبلان لم تجد موضعاً إلا والألف منه ساقطة ولفظ الاسم حينئذ ولفظ ما ليست فيه الألف سواء.
وأما حذف الياء التي قبلها كسرة فقولك: هو يرمي الرجل ويقضي الحق وأنت تريد يقضي ويرمي كرهوا الكسر كما كرهوا الجر في قاضٍ والضم فيه كما كرهوا الرفع فيه ولم يكونوا ليفتحوا فيلتبس بالنصب لأن سبيل هذا أن يكسر فحذفوا حيث لم يخافوا التباساً.
وأما حذف الواو التي قبلها حرف مضموم فقولك: يغزو القوم ويدعو الناس.
وكرهوا الكسر كما كرهوا الضم هناك وكرهوا الضم هنا كما كرهوا الكسر في يرمي.
وأما اخشوا القوم ورموا الرجل واخشى الرجل فإنهم لو حذفوا لالتبس الواحد بالجميع والأنثى بالذكر.
وليس هنا موضع التباس.
ومع هذا أن قبل هذه الواو أخف الحركات.
وكذلك ياء اخشى وما قبل الياء منها في يقضي ونحوه وما قبل الواو منها في يدعو ونحوه.
فاجتمع أنه أثقل وأنه لا يخاف الالتباس فحذف.
فأجريت هذه السواكن التي حركوا ما قبلها منها مجرىً واحداً.
ومثل ذلك: لم يبع ولم يقل ولو لم يكن ذلك فيها من الاستثقال لأجريت مجرى لم يخف لأنه ليس لاستثقالٍ لما بعدها حذفت وذلك ياء يهاب وواو يخاف.
وقد بين ذلك.
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51891 العمر : 72
موضوع: رد: المجلد الثامن الأربعاء 03 أكتوبر 2018, 10:09 pm
باب ما لا يرد من هذه الأحرف الثلاثة لتحرك ما بعدها وسأخبرك لم ذلك إن شاء الله وهو قولك: لم يخف الرجل ولم يبع الرجل ولم يقل القوم ورمت المرأة ورمتا لأنهم إنما حركوا هذا الساكن لساكنٍ وقع بعده وليست بحركة تلزم.
ألا ترى أنك لو قلت: لم يخف زيدٌ ولم يبع عمرٌو أسكنت.
وكذلك لو قلت رمت فلم تجىء بالألف لحذفته.
فلما كانت هذه السواكن لا تحرك حذفت الألف حيث أسكنت والياء والواو ولم يرجعوا هذه الأحرف الثلاثة حيث تحركت لالتقاء الساكنين لأنك إذا لم تذكر بعدها ساكناً سكنت.
وكذلك إذا قلت لم تخلف اباك في لغة أهل الحجاز وأنت تريد: لم تخف أباك ولم يبع أبوك ولم يقل أبوك لأنك إنما حركت حيث لم تجد بداً من أن تحذف الألف وتلقي حركتها على الساكن الذي قبلها ولم تكن تقدر على التخفيف إلا كذا كما لم تجد بداً في التقاء الساكنين من التحريك.
فإذا لم تذكر بعد الساكن همزةً تخفف كانت ساكنةً على حالها كسكونها إذا لم يذكر بعدها ساكن.
وأما قولهم: لم يخافا ولم يقولا ولم يبيعا فإن هذه الحركات لوازم على كل حال وإنما حذفت النون للجزم كما حذفت الحركة للجزم من فعل الواحد ولم تدخل الألف ههنا على ساكن ولو كان كذلك قال: لم يخفا كما قال: رمتا فلم تلحق التثنية شيئاً مجزوماً وكما أن الألف لحقت في رمتا شيئاً مجزوماً.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad_M_Lbn في السبت 13 أكتوبر 2018, 11:20 pm عدل 3 مرات