أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المسلمات العاقلات (02) الأحد 20 مارس 2011, 9:03 pm | |
| وأخرى من العاقلات تطلب العلم وتستفسر عن حقوق الزوج وعدم غشه: فعن سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين ، وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار ، قالت : جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار ، فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصي في معروف ، قال : (( ولا تغششن أزواجكن )) ، قالت : فبايعناه ، ثم انصرفنا ، فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غش أزواجنا ؟ قال : (( تأخذ ماله فتحابي به غيره ))( ) .
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر - وهو أحد رواة الحديث - أن عدد شيوخه وأساتذته من النساء كان بضعًا وثمانين أستاذة.
5- العاقلة ومعالجة مشاكل الحيض والاستحاضة جاءت امرأة - وهي خولة بنت يسار - تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إني امرأة أحيض وليس عندي غير ثوب واحد فلا أدري كيف أصنع يا رسول اللَّه - أي عند الصلاة -؟ فقال : (( إذا تطهرت فاغسلي ثوبك ثم صلي فيه )) . قلت : يا رسول اللَّه ، إني أرى الدم فيه ، فقال : (( اغسليه ولا يضرك أثره ))( ).
سبحان اللَّه ! لا تملك غير ثوب واحد تحيض فيه وتصلي فيه !! ونساء كثيرات في هذا الزمن امتلأت بيوتهن بالثياب ، بل لا تقبل الواحدة منهن أن تكرر لبس الثوب في مناسبتين ، ولا بد من ثوب جديد ، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا بالتعسة والنكسة على عُبَّاد الثياب ، عُبَّاد الموضة ، واللاهثات خلف كل جديد ، فقال صلى الله عليه وسلم: (( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة( )، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ))( ) أي : إذا أصيب بشوكة فلا برأ منها .
والحديث يعم الرجال والنساء ، ولا نحرِّم زينة اللَّه التي أخرج لعباده ، ولكن نقول فقط : هل مَنْ تعظم الدنيا إلى هذا الحد تعظم دينها وتقف عند حدوده ؟!
وفي شأن الاستحاضة - وهي استمرار نزول الدم على المرأة وجريانه في غير أوانه -، فقد قالت حمنة بنت جحش( ): كنت أُستحاض في حيضة كثيرة شديدة ، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره ، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش ، فقلت : يا رسول الله ، إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها ؟ قد منعتني الصلاة والصوم ، فقال: (( أنعتُ لك الكرسف فإنه يُذهب الدم )) ، قالت : هو أكثر من ذلك ، قال : (( فاتخذي ثوبًا )) ، فقالت : هو أكثر من ذلك، إنما أثج ثجًّا ، قال صلى الله عليه وسلم: (( سآمرك بأمرين ، أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر ، وإن قويت عليهما فأنت أعلم )) . قال لها: (( إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيَّضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثًا وعشرين ليلة ، أو أربعًا وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك ، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن ، وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر ، وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي ، وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك )) . قال صلى الله عليه وسلم: (( وهذا أعجب الأمرين إليَّ )).
قال الخطابي تعليقًا على الحديث : إنما هي امرأة مبتدأة - يعني من يوم بلغت المحيض وهي على هذه الحال فلم تجرب أيام الحيض بعددها - لم يتقدم لها أيام ولا هي مميزة لدمها - يعني لون دم الحيض من دم الاستحاضة ، وقد استمر بها الدم حتى غلبها ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها إلى العرف الظاهر والأمر الغالب من أحوال النساء ... إلخ( ).
6- العاقلة وحب التنزيل عن أنس بن مالك ? قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم أيمن فقربت إليه لبنًا ، فإما كان صائمًا وإما قال : (( لا أريد )) ، فأقبلت إليه تضاحكه ، فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لعمر : انطلق بنا نَزُرْ أم أيمن كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما دخلا عليها بكت ، فقالا : ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله ؟ قالت : أبكي أن وحي السماء انقطع ، فهيجتهما على البكاء ، فجعلت تبكي ويبكيان معها( ).
وفي رواية( ): (( ولكني أبكي على الوحي .. )) وأم أيمن هي مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته ، وكانت مولاةً لأبيه عبد الله ، وهي أم أسامة بن زيد رضي اللَّه عن الجميع .
فأم أيمن رضي الله عنها حين تبكي يظهر من بكائها هموم المرأة المؤمنة العاقلة وأحزانها ، تبكي لأنها تابعت القرآن وهو ينزل آية آية ولم تعد ترى من التنزيل المزيد .
وقد بكت أيضًا لما قُتل عمر ؛ لعلمها أن عمر كان حصنًا للإسلام ونصرًا ، ولذلك قيل لها في بكائها على عمر ، فقالت: اليوم وَهَى الإسلام ؛ أي ضَعُف( ). فما هي آلامك وأحزانك أيتها المسلمة ؟ لأي شيء تذهب دموعك وتسح عبراتك ؟ نريدك باكية على الخطيئة، نادمة على المعصية ، نريدك باكية من قراءة القرآن ، فإن لم تقدري فمتباكية .
أيتها المسلمة ، هل تقرأين من القرآن شيئًا في اليوم والليلة ؟ هل أبكتك بعض آياته ، ومواقفه الجليلة ؟ هل تعلمين بأحكامه ، وتهذبين نفسك ، وتطهرين سلوكك وقلبك بتوجيهاته وأوامره ونواهيه ؟ هذا ما نريده منك أيتها العاقلة .
7- العاقلة وفداؤها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنفسها وأهلها عن عُمارة بن غزية قال : قالت أم عمارة - أمه - رأيتني وانكشف الناس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلميوم أُحُد ، فما بقي إلا نُفَيْر - نفر قليل - ما يتمون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نَذُبُّ عنه - ندافع عنه - والناس يمرون منهزمين ، ورآني ولا تِرْسَ معي - وهو درع يحمي المقاتل من الضربات - فرأى صلى الله عليه وسلم رجلاً موليًا - هاربًا - ومعه ترس ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( ألق ترسك إلى من يقاتل )) ، فألقاه ، فأخذتُه فجعلت أترِّس به عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل - تقصد اشتد عليهم في القتال راكبوا الخيل من الكفار . لو كانوا رَجَّالة - أي على أرجلهم مثلنا - أصبناهم إن شاء اللَّه ، فيقبل رجل على فرس ، فيضربني ، وترّست له - بالدرع - فلم يصنع شيئًا ووّلى ، فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : (( يا ابن أم عمارة ، أمَّك ، أمّك )) أي عاونها على قتل الرجل ، فعاونني عليه حتى أوردتُّه شَعُوب - اسم للموت( ). ما شاء اللَّه !
ولو كان النساء كَمَن ذُكِرْنَ لَفُضِّلَتِ النساءُ على الرجالِ
ولكن أيتها المسلمة ، هل تعرفين لماذا هذا الحب كله والفداء كله لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟
اقرأي الفقرة التالية .
8- العاقلة ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم عندها لما فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من دفن شهداء أحد انصرف راجعًا إلى المدينة ، وخرجت النساء تتفقد أحوال المسلمين ، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب - قُتل - زوجها وأخوها وأبوها بأحد ، فلما نُعُوا إليها - أُبلغت بموتهم - قالت : فما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرًا يا أم فلان ، هو بحمد اللَّه كما تحبين ، قالت : أرونيه حتى أنظر إليه - وكانت لا تعرفه - فأشير إليه حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جَلَل - أي هينة( ).
سبحان اللَّه ! تلك المرأة من بني دينار يُقتل زوجها وأخوها وأبوها ولا تبالي ، وكل همها الاطمئنان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته بعينها سالمًا معافى سكن روعها وهدأت نفسها.
سيدي يا رسول الله ، لقد كان أصحابك يعرفون حقًّا قدرك ومنزلتك عند الله وعندهم ، ففدوك بأنفسهم وأزواجهم وآبائهم وإخوانهم ، لكن لما ضعف الإيمان وقلت الهمة وخارت العزيمة تجرأ البعض على أمرك ونهيك وعلى سنتك ، بل على شخصك الجليل . وحسبنا الله ونعم الوكيل .
|
|