أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المسلمات العاقلات (07) الأحد 20 مارس 2011, 8:43 pm | |
| 25- العاقلة ومهرها عن أنس ? قال : خطب أبو طلحة أم سليم - قبل إسلامه وهي مسلمة ، فقالت : إني آمنت ، فإن تابعتني على ديني تزوجتك ، قال : فأنا على مثل ما أنتِ عليه ، فتزوجته أم سليم وكان صداقها الإسلام .
وفي رواية : قالت : ألستَ تعلم أن إلهك الذي تعبد نَبَتَ من الأرض ؟ قال : بلى ، قالت : أفلا تستحي ؟ تعبد شجرة ؟ إن أسلمت فلا أريد منك غيره - أي لا أريد منك صداقًا غير الإسلام - قال : حتى أنظر في أمري ، فذهب ثم جاء ، فقال : أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، فقالت : يا أنس - ابنها - زوِّج أبا طلحة ، فزوّجها( ).
لقد كسبت أم سليم زوجًا ، وكسبت ما هو أعظم من ذلك ، هداية رجل على يديها يظل في ميزانها إلى أن تلقى ربها يوم القيامة . (( لأَن يهدي بك اللَّه رجلاً واحدًا خير لك من الدنيا وما فيها )) .
إنها تعرف حقًّا معنى الزواج ؛ زوج مسلم صالح ، وبيت مؤمن ناجح .
أذلك خير أم التي تبحث عن المظاهر والتكاثر ، من كل عَرَض الدنيا على حساب الدين والمبادئ والأخلاق ثم بعد ذلك تشكو من زوجها الأمَرَّيْن ؟!
26- العاقلة وجهاز عرسها أخرج ابن سعد في طبقاته عن عليٍّ ? أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا زوَّجه فاطمة بعث معها بخميلة( ) ووسادة أَدَم حشوها ليف ، ورحاءين - لتطحن بهما الحب - وسقاءين - إناءين للشرب( ).
فاطمة واحدة من سيدات نساء العالمين ، وهذا مهرها ؟ فلماذا كل هذا التخفف ؟ لأن الزواج بناء أسرة في الحقيقة وليس بناء مستعمرة أو ثكنة عسكرية مكتظة بكافة الآلات والمعدات .
وبناء الأسرة السعيدة لا يقوم إلا على عمودين أساسيين : زوج صالح ، وامرأة عاقلة ذات دين .
وقد مرَّ بنا في الفقرة قبل السابقة جهاز أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وهو عبارة عن رحائين وجرتين ومرفقة حشوها ليف .
27- العاقلة وغناء الأفراح ليس معنى الأفراح الخروج عن الجادة ، وليس معنى الغناء ؛ تعاطي الفجور بين تبرج وسفور ، وردي الكلام وفاحش القول ، وليس معنى أن الزواج مرة في العمر - تقريبًا- أن يستهين المرء بفعل وقول ما يُغضب اللَّه ، ولو كان يومًا في العمر ؛ بل لحظة ، ولكن الحق أن ذلك اليوم إما أن يكون تأسيسًا لبنيان الزوجية على تقوى من اللَّه ورضوان ، وإلا ؛ فهو على شفا جرف هار ، فانهار بذل وهوان ، وخيبة وخسران .
وسأحدثكم الآن عن عرس وفرح من أفراح سلفنا الصالح :
عن نبيط بن جابر عن جدته أم نبيط قالت : أهدينا جارية لنا من بني النجار إلى زوجها ، فكنت مع نسوة من بني النجار ومعي دُف أضربه وأنا أقول :
أتينـاكم أتينـاكم فحَيُّـونا نُحَيِّيكُـــم ولولا الذهـبُ الأحمـر لما حَلَّـتْ بِـواديكُـم
قالت : فوقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ما هذا يا أم نبيط ؟ )) فقلت : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، جارية منا من بني النجار نهديها إلى زوجها . قال: (( فتقولين ماذا؟ )) قالت: فأعدت عليه قولي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قولي : ولـــولا الحِنْطَـــةُ السمـــرَا لَمَا سمَنَـــتْ عَـــــذَاريكُـم ))( )
والحنطة : نوع من الدقيق يفضله العرب ، وهذا الغناء ومثله جائز في الأفراح إن لم يصحبه آلة لهو محرمة كالمزمار والعود وغيره ، فإن صاحبه شيء من هذه الممنوعات لم يجز هذا الغناء ؛ لا أداءً ولا استماعًا ، وقد امتثلت أمهات المؤمنين لمثل هذا المفهوم الذي يغالط فيه كثير من أبناء المسلمين وبناتهم .
فعن أم علقمة أن بنات أخي عائشة خُتِنَّ ، فقيل لعائشة : ألا ندعو لهن من يُلَهِّيهن ؟ قالت : بلى ، فأرسلت إلى فلان المغني فأتاهن ، فمرت عائشة في البيت فرأته يتغنَّى ويحرك رأسه طربًا – وكان ذا شِعْر كثير ، فقالت : أُفٍّ ، شيطان ، أخرجوه ، أخرجوه( ).
فانظري أيتها المسلمة ، هذه أم المؤمنين أذنت أن يأتي من ينشد الشعر لتسلية بنات أخيها حال اختتانهن وهن بنات صغيرات ، لكنهن يفهمن الشِّعر والعربية ، فلما رأت عائشة رضي اللَّه عنها هذا الشاعر لم يقتصر على أداء الشعر ، بل كان يتمايل ويحرك رأسه طربًا ، فتأففت من وجوده ووصفته بأنه شيطان ، وأمرت بإخراجه ، فأُخرج .
فهل عرفت أيتها العاقلة ما هو الغناء وما هي ضوابطه ؟ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في الناس من يستحل المعازف - أي يجعلها حلالاً - بعد إذ حرمها اللَّه تعالى ،
قال صلى الله عليه وسلم: (( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِرَ - الفرج - والحرير والخمر والمعازف ))( ). وهي آلات العزف والموسيقى.
وقال صلى الله عليه وسلم: (( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحتهم ، فيأتيهم آت لحاجته فيقولون له : ارجع إلينا غدًا ، فيبيتهم الله ويضع العَلَم ويمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ))( ) .
وعن عبد الرحمن بن عوف قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، فانطلقت معه إلى ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه ، قال : فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره حتى خرجت نفسه ، قال : فوضعه ثم بكى ، فقلت : تبكي يا رسول الله وأنت تنهى عن البكاء ؟ فقال : (( [ إني لم أنه عن البكاء ، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجِرَيْن ؛ عند نعمة ؛ لهو ولعب ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة ، لطم وجوه وشق جيوب ، وهذه رحمة ] ، ومن لا يَرحم لا يُرحم ، يا إبراهيم لولا أنه وعد صادق ، وقول حق ، وأن آخرنا سيلحق بأولنا ؛ لحزنا عليك حزنًا أشد من هذا ، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ، تبكي العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل ))( ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نغمة ، ورنة عند مصيبة ))( ).
وروى ابن حبان عن أبي هريرة ? أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يُمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير )) . قالوا : يا رسول الله ، أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؟ قال : (( بلى ، ويصومون ويصلون ويحجون )) . قالوا : فما بالهم يا رسول الله ؟ قال : (( اتخذوا المعازف والقَيْنَات( ) والدفوف وشربوا الأشربة فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا وقد مُسخوا قردة وخنازير ، وَلَيَمُرَّنَّ الرجل على الرجل في حانوته يبيع فيرجع إليه وقد مسخ قردًا أو خنزيرًا )).
قال أبو هريرة : لا تقوم الساعة حتى يمشي الرجلان في الأمر فيمسخ أحدهما قردًا أو خنزيرًا ولا يمنع الذي نجا منهما ما رأى من صاحبه أن يمضي إلى شأنه حتى يقضي شهوته.
قاله الشوكاني، قال المنذري : وأخرجه البخاري تعليقًا ، وانظر عون المعبـود (11/59) .
وهل تخلو مجالس الغناء ومسارح الطرب في أنحاء من الدنيا كثيرة من رقص خليع فاجر ، وخمر يُدار ، وصياح السكارى ، وكلمات فاحشة مثيرة للشهوات والفواحش ، واختلاط شائن بين الجنسين ، وتحلل وإباحية ، وآلات اللهو المحرمة ، فأين الحلال في هذا الغناء أو جزء منه أيها الضالون المكذبون؟!
28- العاقلة وحفظ سرِّ زوجها (( إن من شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل الذي يجامع زوجته ثم ينشر سرها أو تنشر هي سرَّه )) ( ). وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم (( إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانًا في السِّكَّة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه ))( ) .
ولا شك أن مثل هذا السر من أعظم الأسرار ، وإفشاؤه من أخطر الأخطار ، ولا يفعل ذلك إلا حمار !
والعاقلة تحافظ على سرها وسر زوجها ، بل كل سر يُسَرُّ إليها به ينبغي الحفاظ عليه ، وها هي فاطمة - رضي اللَّه عنها - يُسِر إليها أبوها صلى الله عليه وسلم حديثًا فلما سألتها عائشة عنه قالت : ما كنت لأفشي سِرَّه .
وكذلك أم سليم - رضي اللَّه عنها - تقول لابنها أنس : لا تخبرنَّ بِسِرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا( ).
|
|