أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المسلمات العاقلات (15) الأحد 20 مارس 2011, 6:29 pm | |
| 69- العاقلة والاستتار عن الرجال ولو كانوا صالحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنت ألعب بالبنات ( اللُّعَب ) فيجيء صواحبي ، فَينْقَمِعْن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني يتغيبن منه ويدخلن وراء الستر ) ، وكان صلى الله عليه وسلم يُسَرِّبُهُن إليّ ( يرسلهن ) فيلعبن معي .
وفي لفظ : يأتين يلعبن معي بها ، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم تَقَمَّعْنَ ( اختبأن وراء الستر )( ) .
ما شاء الله ! طهر وعفاف في مجتمع طاهر عفيف ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأصفاهم قلبًا وأصلحهم سرًا وعلانية ، تختبئ الجاريات منه وراء الستر حتى يمر ، ثم يرجعن للعب مع عائشة ، ولا زال هناك من تختلط بالرجال وتقول : أنا قلبي صافي ، ونيتي سليمة ، وفلان مثل أخي والآخر كأنه أبي ، ورباني على يديه ، والحب شريف ، أهذه عاقلة ؟
أذكر أن جمعية خيرية نظمت مسابقة لتحفيظ القرآن الكريم ، وكان من بين المتسابقات في الاختبار بنتان لي ، الكبيرة تسع سنوات والصغيرة ثمان سنوات ، فلما جاء دورهما في استلام الجائزة ، قام وكيل الوزارة مبتسمًا ليسلم الجائزة للكبيرة ثم مد يده ليصافحها كالعادة عند تسليم الجوائز ، فقالت له : أنا لا أصافح الرجال ، ولما جاءت الصغيرة قالت مثل ذلك ، وبعد هذا الموقف بأيام تقابلت بعض المتعلمات تعليمًا عاليًا كما يقولون ؛ مع ابنتي وقالت لها : يا فلانة ، هل هناك بنت تتاح لها فرصة مصافحة وكيل الوزارة أمام كل المشاهدين وتضيِّع هذه الفرصة ؟
إنني أتساءل ، في أي مدرسة تعلمت البنات اللاتي استترن وراء الستر حتى يمر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ولماذا لم تصافح البنت منهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر - وليس وكيل وزارة - لتكون فرصة ثمينة لا تضيع ؟
الجواب لأنهن تعلمن حقًا التعليم العالي ولكن في مدرسة الإسلام ، ومدرسها القدوة الحسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكل من لم يتعلم من مدرسة الإسلام ويقتدي بإمامها محمد صلى الله عليه وسلم فهو جاهل وإن بلغ الثُّريَّا( ).
70- العاقلة والتخفف من ملأ البطن عائشة - رضي الله عنها - وهي تحكي قصة الإفك( ) التي نسجها المنافقون ، تذكر أن الرجال المخصصين لحمل هودجها حملوه ووضعوه على البعير ظنًا منهم أنها بداخله ، تقول : (( فاحتملوا هودجي فرحّلوه ( وضعوه ) على بعيري ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلهن اللحم ، إنما يأكلن العُلْقة( ) من الطعام ، فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه )) . فلم يكن الهدف ملأ البطون وتخزين الأطعمة وإنما كانت الآخرة هدفهم فنالوها .
71- العاقلة وترك فضول الكلام في محادثة الرجال فلما ساروا وانطلق الجيش وتركوا عائشة - رضي الله عنها - وهم لا يعلمون ، كان صفوان بن المعطل من وراء الجيش للتأكد من أن الناس لم يتركوا شيئا وراءهم ، تقول : (( فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاسترجع( ) فاستيقظت باسترجاعه ، فخمرت رأسي بجلبابي ، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، فأناخ راحلته ( ناقته ) فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة ( يمشي ويسحبها من ورائه ) ..... )) الحديث .
إنها رضي الله عنها تعلم - وهو أيضًا - أن الإسلام نهى عن المحادثات والحوارات والسمر بين الرجل والمرأة الأجنبية ؛ فلذلك سارا ؛ لا يكلمها ولا تكلمه .
عن الحسن في بيعة الناس قال : (( كان فيما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ( على النساء ) ألا تحدثن الرجال إلا أن تكون ذات محرم فإن الرجل لا يزال يحدث المرأة حتى يمذي بين فخذيه ))( ).
والمذي : هو ماء أبيض لزج يخرج من الرجل عند التفكير في النساء أو عند الملاعبة وهو نجس باتفاق العلماء .
72- العاقلة والتستر بسواد الليل فلما رجعت عائشة - رضي الله عنها - إلى المدينة مرضت شهرًا وهي لا تعلم ما يقول أهل الإفك ، فلما نقهت ( شعرت بالعافية ) تقول : (( خرجت بعدما نقهت ، فخرجت مع أم مسطح قِبَل المناصع( )، تقول : وكنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل …
فلم تكن تخرج النساء لقضاء الحاجة إلا ليلا إلى ليل ( من الليل إلى الليل ) وفيه فائدتان :
الأولى : أن الليل سترة للنساء وأن النساء رغم تسترهن بالحجاب والتزامهن به ، كن يخرجن ليلا لئلا يراهن أحد .
الثانية : أنهن لا يحتجن إلى قضاء الحاجة إلا مرة في اليوم والليلة تقريبًا ، وهذا سببه التخفيف في ملأ البطن ، فكم مرة ندخل (( الحمام )) في زماننا ؟!
73- العاقلة والدفاع عن أعراض المسلمين ثم تقول عائشة رضي الله عنها : (( فعثرتْ أم مسطح في مِرْطها ( كساء ) فقالت : تعس مسطح ( ابنها ) فقلت لها : بئس ما قلت ! أتسبين رجلاً شهد بدرًا( )؟ قالت أم مسطح : أولم تسمعي ما قال ؟ ( وكان قد استُدرج فقال ما قاله المنافقون في عائشة ، ولم يكن يقصد الكيد لبيت النبوة مثلهم فزلَّت قدمه معهم عن غير قصد ) فعرفت عائشة من أم مسطح بالذي يقول الناس منذ شهر وهي لا تدري ، تقول : (( فازددت مرضًا على مرضى )) ، فعائشة - رضي الله عنها - غافلة عما يقوله الناس وهي البريئة المطهرة ، تدافع عن مسطح في غيابه من سب أمه له ، فمن دفع عن مؤمن سوءًا دفع الله عنه ودافع عنه { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ... } )) [ الحج : 38 ] .
وحقًا دافع الله عنها وبرَّأها من فوق سبع سموات بقرآن يتلى بُكرة وعشيًا .
74- العاقلة وشهادة الحق وفي خضم تلك الأحداث المفجعة والآلام المروعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يدري ما الحقيقة ، فاستشار بعض أصحابه ومنهم علي بن أبي طالب ? ، فقال علي : اسأل الجارية تصدقك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ( وقيل جارية غير بريرة ) فقال : (( أي بريرة ، هل رأيت من شيء يريبك ؟ )) ( يعني على عائشة ) قالت : لا ، والذي بعثك بالحق ، إن رأيت ( يعني ما رأيت ) عليها أمرًا أغمصه ( أعيبه ) أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فيأتي الداجن ( الشاة ) فيأكله .
وكذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوجته رضي الله عنها ، ( وهي ضُرَّة عائشة ) ، وأمر الضرائر معروف ، لكن الشهادة لله فوق كل اعتبار ، فتورعت وقالت : (( أحمي سمعي وبصري )) ، يعني لا تقول في عائشة شيئًا يشينها .
ومن الأمثلة الرائعة في شهادة الحق ، ما فعلته أسماء بنت عميس رضي اللَّه عنها وكانت زوجة جعفر بن أبي طالب ? ثم لما قُتل في غزوة مؤتة ؛ تزوجت أبا بكر الصديق ?، ثم لما مات عنها تزوجت عليًّا بن أبي طالب ?.
أخرج ابن الموطأ بسند صحيح عن الشعبي قال : تزوج علي أسماء بنت عميس ، فتفاخر ابنها محمد بن جعفر ، ومحمد بن أبي بكر ، فقال كل منهما : أنا أكرم منك ، وأبي خيرٍ من أبيك ، فقال علي : اقضي بينهما ، فقالت : ما رأيت شابًا خيرًا من جعفر ، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر . فقال لها علي : فما أبقيت لنا( )؟
فانظري أيتها المسلمة إلى شهادة أسماء – رضي الله عنها- لرجلين كان كل منهما زوجًا لها يومًا ما .
وقد أدلت بتلك الشهادة في حضور زوجها علي ? ، حتى قال لها مازحًا : فما أبقيت لنا ؟!
75- العاقلة ومشاركة أخواتها أحزانهن وعائشة تبكي قبل أن تنزل براءتها - تقول : (( حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي ، فبينما أبواي جالسان عندي ، وأنا أبكي استأذنت عليَّ امرأة من الأنصار فأذنت لها ، فجلَسَتْ تبكي معي ... )) .
إنها ببكائها مع عائشة تخفف عنها آلامها ، وتشاطرها أحزانها ، وتشعرها بأن حولها مَنْ يشفق عليها ، ويحزن لحزنها ، وهذا بلا شك واجب على المسلمة نحو أختها عند الشدائد .
فالمسلمون مَثَلُهم في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمى .
76- العاقلة والاستعانة بالله على البلاء ثم تقول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبيها وأمها رضي الله عنهما : (( إنكم سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم ، وصدقتم به ، فلئن قلت لكم إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني بريئة - لَتُصَدِّقُنِّي ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } )) [ يـوسف : 18]. ( نَسِيَتْ اسم يعقوب عليه السلام ) .
|
|