أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المسلمات العاقلات (16) الأحد 20 مارس 2011, 6:26 pm | |
| 77- العاقلة والتواضع واحتقار النفس وتقول - رضي الله عنها - : (( ولكن ما ظننت أن الله يُنزل في شأني وحيًا يتلى ، ولشأني كان في نفسي أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يُتلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها ... )) .
78- العاقلة والورع والعدل ثم تقول رضي الله عنها : (( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، وهي التي كانت تساميني ( تنافسني ) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ( في الجمال وحب النبي لها ) ، فعصمها الله بالورع... )) فلما سئلت عن عائشة قالت : أحمي سمعي وبصري . اهـ .
فلم تساهم رضي الله عنها في الفتنة بشيء ، لا تصريحًا ولا تلميحًا ، وكانت فرصة أن تتخلص من منافِستها كما تفعل ضرائر زماننا إلا من رحم الله ، لكنها عصمها الله تعالى بالورع حتى قالت فيها عائشة نفسها : (( لم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثًا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة .... )) الحديث( ) . ما شاء الله ، وتبارك الله ، هؤلاء حقًّا هم النساء .
وبهذه الفقرة انتهى حديثنا عن بعض المواقف للعاقلات أمهات المؤمنين والمؤمنات ، فيها عبر وعظات ، في قصة الإفك كما أتت بصحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى ، ثم نكمل حديثنا عن العاقلة .
79- العاقلة وفقهها في البلاء كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - تصدع - صداع الرأس - فتضع يدها على رأسها وتقول : (( بذنبي ، وما يغفره الله أكثر )) ( ) .
حتى الصداع تعرف أنه بذنبها ، هذا هو الفقه الصحيح ، وقد قال الله تعالى : { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ...} [ النساء : 79 ] .
ولو أن المسلمة وضعت هذه القاعدة أمام عينيها ، لعرفت أن كل مصيبة تأتيها وكل بلاء يحل بها ؛ إنما هو بسبب ذنوبها هي فتريح نفسها وتصلح من شأنها .
80- العاقلة ومولودها الجديد أرادت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أم الحسن والحسين أن تعق ( عقيقة ) عن الحسن ابنها بكبشين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تعقي ولكن احلقي رأسه فتصدقي بوزنه - وزن الشعر - من الوَرِق ( الفضة) )) ثم ولدت الحسين فصنعت مثل ذلك( ) .
ومعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع العقيقة ولكن أراد أن يعفي ابنته فاطمة منها لأنه سيقوم هو بذلك ، فعق عنهما صلى الله عليه وسلم. فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا( ) .
فعليك أيتها العاقلة أن تَعُقِّي عن مولودك يوم سابعه لتصيبي السُّنة ، وتكون بركة في المولود ، وأهله بدلاً من البدع والخرافات والإبريق ورش الملح وعروسة وحصان ، وتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان .
81- العاقلة ورحمة أولادها والإحسان إليهم.
عن أنس بن مالك قال : جاءت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها - ومعها صَبِيَّان لها فأعطتها ثلاث تمرات فأعطت - المرأة - كل صبي لها تمرة ، وأمسكت لنفسها تمرة ، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما ، فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة ، فقال : (( وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها الله برحمتها صَبِيَّيْها )) ( ) .
وفي رواية عن عائشة قالت : دخلت عليَّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال : (( من ابتلى ( اختبر ) من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار )) [ متفق عليه ] وفي رواية مسلم : (( إن الله قد أوجب لها بهما الجنة أو أعتقها بهما من النار )) .
82- العاقلة ورعاية الأبناء بعد أبيهم كانت أم سليم - رضي الله عنها - تقول : (( لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس )) . يعني يصير شابًا يافعًا يواجه الرجال ، وهذا من عناية تلك الأم بولدها بعد فَقْدِ زوجها ، فالمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها ، قال أنس ? : جزى الله أمي عني خيرًا فقد أحسنت ولايتي ( تربيته وهي ولية أمره ) ، ثم خطبها أبو طلحة وقال لها : (( فقد جلس أنس في المجالس وتكلم )) ، فتزوجها( ) ، حتى أنها جعلت أنسًا وليها في الزواج فقالت له : يا أنس قم فزوِّج أبا طلحة . رحم الله أم سليم .
83- العاقلة ونصح ولدها وحثُّه على ترك المعصية قال عبد الله بن المبارك : قالت عائشة : يا بَنِي ، لا تطلبوا ما عند اللَّه ؛ من عند غير اللَّه مما يسخط الله( ) .
وقال أبو القاسم عبد الرحمن بن يمن بن عطية التاهرتي : كانت والدتي تحفظ القرآن ، وكتاب الجمل في النحو للزجاجي، وكتبت المدونة بخطها ، وتقول لي : يا بني ، لا تحتقر من الخير ولا من الشر شيئًا ، فقد قال الله تعالى : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ، فانتفعت بكلامها ووصيتها( ). وعن أبي إسحاق عن الأسود قال : قلت لعائشة : إن رجلاً من الطلقاء يبايع له – يعني معاوية – قالت : يا بني ، لا تعجب ، هو ملك الله يؤتيه من يشاء( ) .
وعن أصبغ بن زيد الواسطي قال : كان لسعيد بن جبير ديك ، كان يقوم من الليل بصياحه ، قال : فلم يصحُ ليلة ، فشق عليه ، فقال : ما لَهُ قطع الله صوته ؟ قال : فما سُمع بعدها، فقالت أمه : يا بني ، لا تدعو على شيء بعدها( ). فالمرأة العاقلة تنصح بنيها وتعلمهم ، وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر .
|
|