أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: المسلمات العاقلات (20) الأحد 20 مارس 2011, 5:42 pm | |
| 99- العاقلة امرأة مثالية عفراء بنت عبيد بن ثعلبة ، قال ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى - عنها : (( وعفراء هذه لها خصيصة لا توجد لغيرها ؛ وهي أنها تزوجت بعد الحارث بن رفاعة ؛ البكير بن ياليل الليثي ، فولدت له أربعة من الأولاد : إياسًا ، وعاقلاً ، وخالدًا ، وعامرًا، وكلهم شهدوا بدرًا ، وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث بن رفاعة ( ثلاثة ) ، فانتظم من هذا أنها امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ( ) .
ومعروف أن كل من شهد بدرًا غفر له. وهو من أهل الجنة! ما شاء الله ، سبعة أولاد من أهل الجنة !
وكذلك الخنساء تقدم أربعة من الولد في حرب القادسية فيقتلون جميعًا، فتقول صابرة محتسبة : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ))( ).
وأم عمارة وابناها وزوجها في ساحة القتال بأحد والقتل مستعر فوق رؤوسهم ، كما أوردنا ذلك بالفقرة [ 7 ] .
وامرأة بني دينار( ) التي قتل زوجها وأخوها وأبوها في أحد ، وكلما أخبروها بقتل أحدهم تسأل أولاً : فما فعل رسول الله ؟ فلما رأته حيًّا هان عليها مصابها في أهلها أجمعين .
وغيرهن كثير ، وهذه نماذج فقط لكنها النساء المثاليات ، واللاتي ينبغي أن تقاس المثاليات عليهن .
إننا نسمع عن أمهات اختيرت مثاليات لسنة كذا وسنة كذا ، فإذا فتشنا في أسباب مثاليتهن وجدنا إحداهن ربت أولادها بعد أبيهم ، وكافحت حتى صار أحدهم طبيبًا والآخر مهندسًا والثالث قاضيًا ، وربما لا يصلي بعضهم أو كلهم ، صحيح أن المرأة التي تفقد زوجها تعاني بعده في تربية الأولاد ، لكن لا بد أن يكون ضمن هذه المعاناة التربية الإسلامية ، والفقه في الدين ، بجوار الوظائف الدنيوية ، أما أن تكون الوظائف والمناصب هي فقط أسلوب التفاضل والمثالية فهذا الميزان ليس ربَّانيًّا .
ولهذا فهو ظلم للمثاليات الحقيقيات ، ويوم القيامة سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
100- العاقلة المظلومة يوم تجد من ينصفها عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال( ) : جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب ? ، فقالت : إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق ، فرجي ، فقال لها عمر ?: عليَّ به ، فلما رأى عمر الرجل قال : أتعذب بعذاب الله ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، اتهمتها في نفسها ، قال : رأيت ذلك عليها ؟ قال الرجل : لا ، قال : فاعترفت لك به ؟ فقال : لا ، قال : والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا يقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده )) لأقدتها منك ، فبرزه وضربه مائة سوط ، وقال للجارية : اذهبي أنت حرة لوجه اللَّه ، وأنت مولاة اللَّه ورسوله . قال أبو صالح : وقال الليث : وهذا القول معمول به .
خاتمة وبعد أن انتهيت من إعداد هذه المادة ، أدعو نفسي أولاً وكل من تيسر له قراءة هذا الكتاب كله أو بعضه ؛ أن يكون هناك حصاد للقراءة ، وثمرة للاطلاع ، فالمواقف العديدة فيه تحمل من المعاني الشرعية والسلوكيات التربوية ؛ ما هو كفيل - إن شاء الله - لمن تأسَّى بأصحابها ، أن يكون على الصراط السوي ، والهدي النبوي ، ذلك بأن الله تعالى خاطب جيل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : { فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ ...} [ البقرة : 137 ] . فالهُدى الحقيقي في الإيمان بمثل ما آمن به هؤلاء الأصحاب ، والعمل بمثل ما عملوا . أما أن تقف قراءة القارئ عند حدِّ زيادة المعلومات ، والإعجاب بالمواقف ، دون التحرك إلى الإمام ؛ عندها يكون النص الشرعي ، والحديث النبوي ، وسلوك الصحابة العملي حجة الله على من علم به ولم يعمل . رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل ، والإخلاص في السر والعلن ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
فرغت من هذا يوم الجمعة - 18 صفر 1419هـ - 12 يونيو 1998م جمال عبد الرحمن إسماعيل
|
|