أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: عُزَيْر عَلَيْه الْسَّلَام الأحد 10 أكتوبر 2010, 7:04 am | |
| عُزَيْر عَلَيْه الْسَّلَام
نُبْذَة:
مِن أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيْل، أَمَاتَه الْلَّه مِئَة عَام ثُم بَعَثَه، جُدَد الْدِّيْن لِبَنِي إِسْرَائِيْل وَعَلِّمْهُم الْتَّوْرَاة بَعْد أَن نَسُوهَا.
سِيْرَتِه:
مَرَّت الْأَيَّام عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْل فِي فِلِسْطِيْن، وَانْحَرَفُوْا كَثِيْر عَن مَنْهَج الْلَّه عَز وَجَل. فَأَرَاد الْلَّه أَن يُجَدِّد دِيْنَهُم، بَعْد أَن فُقِدُوا الْتَّوْرَاة وَنَسُوا كَثِيْرا مِن آَيَاتِهَا، فَبَعَث الْلَّه تَعَالَى إِلَيْهِم عُزَيْرا.
أَمَر الْلَّه سُبْحَانَه وَتَعَالَى عُزَيْرا أَن يَذْهَب إِلَى قَرْيَة. فَذَهَب إِلَيْهَا فَوَجَدَهَا خَرَابِا، لَيْس فِيْهَا بَشَر. فَوَقَف مُتَعَجِّبَا، كَيْف يُرْسِلُه الْلَّه إِلَى قَرْيَة خَاوِيَة لَيْس فِيْهَا بَشَر. وَقَف مُسْتَغْرَبا، يَنْتَظِر أَن يُحْيِيَهَا الْلَّه وَهُو وَاقِف! لِأَنَّه مَبْعُوث إِلَيْهَا. فَأَمَاتَه الْلَّه مِئَة عَام. قَبَض الْلَّه رُوْحَه وَهُو نَائِم، ثُم بَعَثَه. فَاسْتَيْقَظ عُزَيْر مِن نَوْمِه.
فَأَرْسَل الْلَّه لَه مَلَكَا فِي صُوْرَة بِشَر: (قَال كَم لَبِثْت). فَأَجَاب عُزَيْر: (قَال لَبِثْت يَوْما أَو بَعْض يَوْم). نَمَت يَوْما أَو عِدَّة أَيَّام عَلَى أَكْثَر تَقْدِيْر. فَرَد الْمَلِك: (قَال بَل لَّبِثْت مِئَة عَام).
وَيُعَقِّب الْمَلِك مُشِيْرّا إِلَى إِعْجَاز الْلَّه عَز وَجَل (فَانْظُر إِلَى طَعَامِك وَشَرَابِك لَم يَتَسَنَّه وَانْظُر إِلَى حِمَارِك) أَمَرَه بِأَن يَنْظُر لِطَعَامِه الَّذِي ظَل بِجَانِبِه مِئَة سَنَة، فَرَآَه سَلِيْمَا كَمَا تَرْكُه، لَم يُنْتِن وَلَم يَتَغَيَّر طَعْمُه او رِيْحَه.
ثُم أَشَار لَه إِلَى حِمَارِه، فَرَآَه قَد مَات وَتَحَوُّل إِلَى جِلْد وَعَظُم. ثُم بَيَّن لَه الْمُلْك الْسِّر فِي ذَلِك (وَلِنَجْعَلَك آَيَة لِّلْنَّاس). وَيُخْتَتَم كَلَامِه بِأَمْر عَجِيْب (وَانْظُر إِلَى الْعِظَام كَيْف نُنْشِزُهَا ثُم نَكْسُوْهَا لَحْما) نَظَر عُزَيْر لِلْحِمَار فَرَأَى عِظَامَه تَتَحَرَّك فَتَتَجَمَّع فتَتُشَكل بِشَكْل الْحِمَار، ثُم بَدَأ الْلَّحْم يَكْسُوْهَا، ثُم الْجَلَد ثُم الْشِعَر، فَاكْتَمَل الْحِمَار أَمَام عَيْنَيْه.
يُخْبِرُنَا الْمَوْلَى بِمَا قَالَه عُزَيْر فِي هَذَا الْمَوْقِف: (فَلَمَّا تَبَيَّن لَه قَال أَعْلَم أَن الْلَّه عَلَى كُل شَيْء قَدِيْر). سُبْحَان الْلَّه أَي إِعْجَاز هَذَا.. ثُم خَرَج إِلَى الْقَرْيَة، فَرَآَهَا قَد عُمِّرْت وَامْتَلَأَت بِالْنَّاس. فَسَأَلَهُم: هَل تَعْرِفُوْن عُزَيْرا؟ قَالُوْا: نَعَم نَعْرِفُه، وَقَد مَات مُنْذ مِئَة سَنَة. فَقَال لَهُم: أَنَا عُزَيْر.
فَأَنْكَرُوْا عَلَيْه ذَلِك. ثُم جَاءُوَا بِعَجُوز مُعَمَّرة، وَسْأَلُوْهَا عَن أَوْصَافِه، فَوَصَفَتْه لَهُم، فَتأَكَّدُوا أَنَّه عُزَيْر. فَأَخَذ يُعَلِّمُهُم الْتَّوْرَاة وَيُجَدِّدُهَا لَهُم، فَبَدَأ الْنَّاس يُقَبِّلُوْن عَلَيْه وَعَلَى هَذَا الْدِّيْن مِن جَدِيْد، وَأَحَبُّوه حَبَّا شَدِيْدا وَقَدَّسُوه لِلْإِعْجَاز الَّذِي ظَهَر فِيْه، حَتَّى وَصَل تَقْدِيسُهُم لَه أَن قَالُوْا عَنْه أَنَّه ابْن الْلَّه (وَقَالَت الْيَهُوْد عُزَيْر ابْن الْلَّه).
وَاسْتَمَر انْحِرَاف الْيَهُوْد بِتَقْدِيْس عُزَيْر وَاعْتِبَارُه ابْنَا لِلَّه تَعَالَى - وَلَا زَالُوا يَعْتَقِدُوْن بِهَذَا إِلَى الْيَوْم- وَهَذَا مِن شِرْكِهِم لَعَنَهُم الْلَّه.
وَقَال إِسْحَاق بْن بِشْر: أَن عَزِيْزَا كَان عَبْدِا صَالِحَا حَكِيْما، خَرَج ذَات يَوْم إِلَي ضَيْعَة لَه يَتَعَاهَدَهَا، فَلَمَّا انْصَرَف أَتَى إِلَي خَرِبَة حِيْن قَامَت الْظَّهِيْرَة وَأَصَابَه الْحُر، وَدَخَل الْخَرِبَة وَهُو عَلَى حِمَارِه فَنَزَل عَن حِمَارِه، وَمَعَه سَلَّة فِيْهَا تِيْن وَسَلَّة فِيْهَا عِنَب، فَنَزَل فِي ظِل تِلْك الْخَرِبَة وَأَخْرَج خُبْزَا يَابِسَا مَعَه، فَأَلْقَاه فِي تِلْك الْقَصْعَة فِي الْعَصِير لَيُبْتَلَى لِيَأْكُلَه، ثُم اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاه وَأُسْنِد رِجْلَيْه إِلَي الْحَائِط، فَنَظَر إِلَي سَقْف تِلْك الْبُيُوت، وَرَأَى مَا فِيْهَا وَهِي قَائِمَة عَلَى عُرُوْشِهَا، وَقَد بَاد أَهْلِهَا وَرَأَى عِظَامَا بَالِيَة فَقَال: (أَنَّى يُحْيِى هَذِه الْلَّه بَعْد مَوْتِهَا) فَلَم يَشُك أَن الْلَّه يُحْيِيَهَا، وَلَكِن قَالَهَا تَعَجَّبَا، فَبَعَث الْلَّه مَلْك الْمَوْت فَقَبَض رُوْحَه، فَأَمَاتَه الْلَّه مِائَة عَام.
فَلَمَّا أَتَت عَلَيْه مِائَة عَام، وَكَانَت فِيْمَا بَيْن ذَلِك فِي بَنِي إِسْرَائِيْل أُمُوْر وَأَحْدَاث، قَال: فَبَعَث الْلَّه إِلَي عَزِيْز مُلْكَا فَخَلَق قَلْبِه وَعَيْنَيْه لِيَنْظُر بِهِمَا فَيُعْقَل كَيْف يُحْيِي الْلَّه الْمَوْتَى، ثُم رَكِب خَلْقِه وَهُو يَنْظُر، ثُم كَسَا عِظَامَه الْلَّحْم وَالْشِّعْر وَالْجِلْد ثُم نُفِخ فِيْه الْرُّوْح، كُل ذَلِك وَهُو يَرَى وَيَعْقِل، فَاسْتَوَى جَالِسَا، فَقَال لَه الْمَلِك: كَم لَبِثْت؟ قَال: لَبِثْت يَوْمَا، وَذَلِك أَنَّه كَان لَبِث صَدْر الْنَّهَار عِنْد الْظَّهِيْرَة وَبَعَث فِي آَخِر الْنَّهَار وَالْشَّمْس لَم تَغِب، فَقَال: أَو بَعْض يَوْم وَلَم يَتِم لِي يَوْم، فَقَال لَه الْمَلِك: بَل لَبِثْت مِائَة عَام، فَانْظَر إِلَي طَعَامِك وَشَرَابِك، يَعْنِي الْطَّعَام الْخُبْز الْيَابِس، وَشَرَابَه الْعَصِير الَّذِي كَان اعْتَصَرَه فِي الْقَصْعَة، فَإِذَا هُمَا عَلَى حَالِهِمَا لَم يَتَغَيَّر الْعَصِير وَالْخُبْز الْيَابِس، فَذَلِك قَوْلُه: (لَم يَستَنّه) يَعْنِي: لَم يَتَغَيَّر.
وَكَذَلِك الْتِّيْن وَالْعِنَب غَض لَم يَتَغَيَّر شَيْء مِن حَالِهِمَا، فَكَأَنَّه أَنْكَر فِي قَلْبِه، فَقَال لَه الْمَلِك: أَنْكَرْت مَا قُلْت لَك؟ انْظُر إِلَي حِمَارِك فَنَظَر إِلَي حِمَارَه قَد بَلِيْت عِظَامَه وَصَارَت نَخِرَة، فَنَادَى الْمَلِك عِظَام الْحِمَار، فَأَجَابَت وَأَقْبَلَت مِن كُل نَاحِيَة حَتَّى رَكِبَه وَعَزِيز يَنْظُر إِلَيْه، ثُم أَلْبَسَهَا الْعُرُوْق وَالْعَصَب، ثُم كَسَاهَا الْلَّحْم ثُم أُنْبِت عَلَيْهَا الْجِلْد وَالْشَّعْر، ثُم نُفِخ فِيْه الْمَلِك فَقَام الْحِمَار، رَافَعَا رَأْسِه وَأُذُنَيْه إِلَي الْسَّمَاء نَاهِقَا يَظُن الْقِيَامَة قَد قَامَت، فَذَلِك قَوْلُه: (وَانْظُر إِلَي حِمَارِك وَلِنَجْعَلَك آَيَة لِّلْنَّاس وَانْظُر إِلَي الْعِظَام كَيْف نُنْشِزُهَا ثُم نَكْسُوْهَا لَحْمَا).
يَعْنِي: وَانْظُر إِلَي عِظَام حِمَارِك كَيْف يَرْكَب بَعْضُهَا بَعْضَا فِي أَوْصَالِهَا، حَتَّى إِذَا صَارَت عِظَامَا مُصَوَّرا حِمَارَا بِلَا لَحْم، ثُم انْظُر كَيْف نَكْسُوْهَا لَحْمَا: (فَلَمَّا تَبَيَّن لَه قَال أَعْلَم أَن الْلَّه عَلَى كُل شَيْء قَدِيْر) مِن إِحْيَاء الْمَوْتَى وَغَيْرِه.
قَال: فَرَكِب حِمَارَه حَتَّى أَتَى مَحَلَّتَه فَأَنْكَرَه الْنَّاس وَأَنْكَر الْنَّاس وَأَنْكَر مَنْزِلِه، فَانْطَلَق إِلَي وَهُم مِنْه حَتَّى أَتَى مَنْزِلَه، فَإِذَا هُو بِعَجُوز عَمْيَاء مُقْعَدَة قَد أَتَى عَلَيْهَا مِائَة وَعِشْرُوْن سَنَة كَانَت أَمَة لَهُم، فَخَرَج عَنْهُم عُزَيْر وَهِي بِنْت عِشْرِيْن سَنَة كَانَت عَرَفْتُه وَعَقَلْتُه، فَلَمَّا أَصَابَهَا الْكِبَر أَصَابَهَا الْزَّمَانَة، فَقَال لَهَا عُزَيْر: يَا هَذِه أَهَذَا مَنْزِل عُزَيْر؟ قَالَت: نَعَم هَذَا مَنْزِل عُزَيْر، فَبَكَت، وَقَالَت: مَا رَأَيْت أَحَدا مِن كَذَا وَكَذَا سَنَة يُذْكَر عُزَيْرا، وَقَد نَسِيَه الْنَّاس، قَال: فَإِنِّي أَنَا عُزَيْر، كَان الْلَّه أَمَاتَنِي مِائَة سَنَة ثُم بَعَثَنِي، قَالَت: سُبْحَان الْلَّه! فَإِن عُزَيْرا قَد فَقَدْنَاه مُنْذ مِائَة سَنَة فَلَم نَسْمَع لَه بِذِكْر، قَال: فَإِنِّي أَنَا عُزَيْر، قَالَت: فَإِن عُزَيْر رَجُل مُسْتَجَاب الْدَّعْوَة يَدْعُو لِلْمَرِيْض وَلِصَاحِب الْبَلَاء بِالْعَافِيَة وَالْشِّفَاء، فَادْع الْلَّه أَن يَرُد عَلَي بُصْرَي حَتَّى أَرَاك فَإِن كُنْت عُزَيْرا عَرَفْتُك.
قَال: فَدَعَا رَبَّه وَمَسَح بِيَدِه عَلَى عَيْنَيْهَا فصَحَتا وَأَخَذ بِيَدِهَا وَقَال: قَوْمِي بِإِذْن الْلَّه، فَأَطْلَق الْلَّه رِجْلَيْهَا، فَقَامَت صَحِيْحَة كَأَنَّمَا نَشِطْت مِن عِقَال، فَنَظَرْت فَقَالَت: اشْهَد أَنَّك عُزَيْر. وَانْطَلَقْت إِلَي مَحَلَّة بَنِي إِسْرَائِيْل وَهُم فِي أَنْدِيَتِهِم وَمَجَالِسِهِم، وَابْن لِعُزَيْر شَيْخ ابْن مِائَة سَنَة وَثَمَانِي عَشَر سَنَة، وَبَنِي بَنِيْه شِيُوْخ فِي الْمَجْلِس فَنَادَتْهُم، فَقَالَت: هَذَا عُزَيْر قَد جَاءَكُم. فَكَذَّبُوهَا، فَقَالَت: أَنَا فُلَانَة مَوْلاتِكُم دَعَا رَبَّه فَرَد عَلَي بَصَرِي وَأَطْلِق رِجْلَي، وَزَعَم أَن الْلَّه أَمَاتَه مِائَة سَنَة ثُم بَعَثَه..
قَال: فَنَهَض الْنَّاس فَأَقْبَلُوَا إِلَيْه فَنَظَرُوْا إِلَيْه، فَقَال ابْنُه: كَان لِأَبِي شَامَة سَوْدَاء بَيْن كَتِفَيْه، فَكَشَف عَن كَتِفَيْه فَإِذَا هُو عُزَيْر، فَقَالَت بَنَوْا إِسْرَائِيْل: فَإِنَّه لَم يَكُن فِيْنَا أَحَد حَفِظ الْتَّوْرَاة فِيْمَا حَدَّثَنَا غَيْر عُزَيْر وَقَد حَرَق بُخْتُنَصَّر الْتَّوْرَاة وَلَم يَبْق مِنْهَا شَيْء إِلَّا مَا حَفِظْت الْرِّجَال فَاكْتُبْهَا لَنَا..
وَكَان أَبُوْه سْرُوْخا قَد دُفِن الْتَّوْرَاة أَيَّام بْتَخْتَصَنر فِي مَوْضِع لَم يَعْرِفْه أَحَد غَيْر عُزَيْر، فَانْطَلَق بِهِم إِلَي ذَلِك الْمَوْضِع فَحَفَرَه فَاسْتَخْرَج الْتَّوْرَاة وَكَان قَد عَفَن الْوَرَق وَدَرَس الْكِتَاب.
قَال: وَجَلَس فِي ظِل شَجَرَة وَبَنُو إِسْرَائِيْل حَوْلَه فَجَدَّد لَهُم الْتَّوْرَاة، وَنَزَل مَن الْسَّمَاء شِهَابَان حَتَّى دَخَلَا جَوْفِه، فَتُذَكِّر الْتَّوْرَاة فَجَدَّدَهَا لِبَنِي إِسْرَائِيْل، فَمِن ثَم قَالَت الْيَهُوْد عُزَيْر ابْن الْلَّه، لِلَّذِي كَان مِن أَمْر الْشَّهَابِيْن وَتَجْدِيْدِه الْتَّوْرَاة وَقِيَامِه بِأَمْر بَنِي إِسْرَائِيْل كَان جُدَد لَهُم الْتَّوْرَاة بِأَرْض الْسَّوَاد بِدَيْر حِزْقِيْل، وَالْقَرْيَة الَّتِي مَات فِيْهَا يُقَال لَهَا سَايَر ابَاذ.
قَال ابْن عَبَّاس: فَكَان كَمَا قَال الْلَّه تَعَالَى: (وَلِنَجْعَلَك آَيَة لِّلْنَّاس) يَعْنِي: لِبَنِي إِسْرَائِيْل، وَذَلِك أَنَّه كَان يَجْلِس مَع بَنِيْه وَهُم شُيُوْخ وَهُو شَاب، لِأَنَّه مَات وَهُو ابْن أَرْبَعِيْن سَنَة، فَبَعَثَه الْلَّه شَابّا كَهَيْئَتِه يَوْم مَات. قَال ابْن عَبَّاس: بَعَث بَعْد بُخْتُنَصَّر، وَكَذَلِك قَال الْحَسَن.
وَالْمَشْهُوْر أَن عُزَيْرا نَبِي مِن أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيْل، وَأَنَّه كَان فِيْمَا بَيْن دَاوُد وَسُلَيْمَان وَبَيْن زَكَرِيَّا وَيَحْيَى، وَأَنَّه لَمَّا لَم يَبْق فِي بَنِي إِسْرَائِيْل مَن يَحْفَظ الْتَّوْرَاة أَلْهَمَه الْلَّه حَفِظَهَا، فَسَرْدُها عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْل، كَمَا قَال وَهْب بْن مُنَبِّه: أَمْر الْلَّه مُلْكَا فَنَزَل بِمَعْرِفَة مَن نُوْر فَقَذَفَهَا فِي عُزَيْر فَنَسَخ الْتَّوْرَاة حَرَّفَا بِحَرْف حَتَّى فَرَغ مِنْهَا.
وَقَد ثَبَت فِي الْصَّحِيْح أَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال: "أَنَا أَوْلَى الْنَّاس بِابْن مَرْيَم، وَالْأَنْبِيَاء أَوْلَاد عَلَات، وَلَيْس بَيْنِي وَبَيْنَه نَبِي" وَقَال وَهْب بْن مُنَبِّه: كَان فِيْمَا بَيْن سُلَيْمَان وَعِيْسَى عَلَيْهِمَا الْسَّلَام.
وَقَد رُوِي ابْن عَسَاكِر عَن أَنَس بْن مَالِك وَعَطَاء بْن الْسَّائِب أَن عُزَيْرا كَان فِي زَمَن مُوْسَى بَن عِمْرَان، وَأَنَّه اسْتَأْذَن عَلَيْه فَلَم يَأْذَن لَه، يَعْنِي لَمَّا كَان مِن سُؤَالِه عَن الْقَدَر، وَأَنَّه انْصَرَف وَهُو يَقُوْل: مِائَة مَوْتَة أَهْوَن مِن ذُل سَاعَة.
وَقَد قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم: "نَبِي مَن الْأَنْبِيَاء تَحْت شَجَرَة فَلَدَغَتْه نَمْلَة، فَأَمَر بِجَهَازِه فَأُخْرِج مِن تَحْتِهَا، ثُم أَمَر بِهَا فَأُحْرِقَت بِالْنَّار، فَأَوْحَى الْلَّه إِلَيْه: فَهَلْا نَمْلَة وَاحِدَة".
فَرَوَى إِسْحَاق بْن بِشْر عَن ابْن جُرَيْج، عَن عَبْد الْوَهَّاب ابْن مُجَاهِد، عَن أَبِيْه أَنَّه عُزَيْر. وَكَذَا رَوَى عَن ابْن عَبَّاس وَالْحَسَن الْبَصْرِي أَنَّه عُزَيْر.
|
|