105
" من وافق من أخيه شهوة غفر الله له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 222 ) :
$ موضوع .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 436 , 437 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2 / 66 ) من طريق نصر بن نجيح الباهلي قال حدثنا عمر أبو حفص عن زياد النميري
عن أنس بن مالك عن # أبي الدرداء # مرفوعا , قال العقيلي : و نصر و عمر مجهولان
بالنقل , و الحديث غير محفوظ , و من طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 2 / 171 ) و قال : موضوع , عمر متروك , و أقره الحافظ العراقي
في " تخريج الإحياء " ( 2 / 11 ) و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 /
87 ) بقوله : قلت : أخرجه البزار و الطبراني و قال : أبو حفص لم يكن بالقوي .
قلت : هذا القول فيه تساهل كثير فالرجل شديد الضعف حتى قال ابن خراش : كذاب يضع
الحديث , ثم ذكر له السيوطي شاهدا و هو الحديث الآتي , و فيه متهم كما يأتي فلا
قيمة لهذا التعقيب !.
106
" من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 223 ) :
$ موضوع .
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " بإسناده إلى محمد بن عبد السلام حدثنا
عبد الله بن مخلد بن خالد التميمي صاحب أبي عبيد حدثنا عبد الله بن المبارك عن
هشام عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و قال البيهقي : هو بهذا
الإسناد منكر .
قلت : و علته محمد بن عبد السلام و هو ابن النعمان , و قال ابن عدي : كان ممن
يستحل الكذب .
قلت : و هذا الحديث ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) شاهدا للحديث الذي
قبله , و قد تبين أنه موضوع أيضا , و كلا الحديثين أوردهما في
" الجامع الصغير " ! .
107
" من لذذ أخاه بما يشتهي كتب الله له ألف ألف حسنة , و محى عنه ألف ألف سيئة ,
و رفع له ألف ألف درجة و أطعمه الله من ثلاث جنات : جنة الفردوس , و جنة عدن ,
و جنة الخلد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) :
$ موضوع .
أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 11 ) جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ! و قال السبكي في " الطبقات " : إنه لم يجد له إسنادا , و أما العراقي
فقال في " تخريج الإحياء " : و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية محمد
ابن نعيم عن أبي الزبير عن # جابر # , و قال أحمد بن حنبل : هذا باطل كذب ,
و كذا في " الميزان " و " اللسان " .
قلت : لكن ابن الجوزي إنما أورد الحديث ( 2 / 172 ) إلى قوله : ( ألف ألف
حسنة ) دون باقيه , و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 262 / 2 ) و أورده موفق الدين بن قدامة في " المنتخب "
( 10 / 196 / 1 ) و نقل عن أحمد أنه قال : هذا كذب هذا باطل .
108
" كان يأكل العنب خرطا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) :
$ موضوع .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 280 / 1 ) , و من طريق البيهقي في " الشعب " ( 2
/ 201 / 1 ) بسنده عن سليمان بن الربيع عن كادح بن رحمة حدثنا حصين بن نمير عن
حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس عن # العباس # مرفوعا , و قال ابن عدي :
و كادح عامة ما يرويه غير محفوظ و لا يتابع عليه في أسانيده و لا في متونه ,
و من طريق ابن عدي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 287 ) و قال : حسين
ليس بشيء و كادح كذاب , و سليمان ضعفه الدارقطني , ثم ساقه البيهقي و ابن
الجوزي من طريق العقيلي بسنده عن داود بن عبد الجبار أبي سليمان الكوفي حدثنا
الجارود عن حبيب بن يسار عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأكل العنب خرطا , قال العقيلي ( 2 / 34 ) : لا أصل له , و داود ليس بثقة و لا
يتابع عليه .
قلت : و من طريقه رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 110 / 1 ) و الطبراني
في " الكبير " ( 3 / 174 / 2 ) و به تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 211 )
بقوله : قلت : أخرجه الطبراني من هذا الطريق و أخرجه البيهقي في " الشعب " من
الطريقين ثم قال : ليس فيه إسناد قوي , و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء "
على تضعيفه .
قلت : و هذا تعقيب لا طائل تحته , فإن تضعيف العراقي و البيهقي إجمالي لا تفصيل
فيه و إعلال الذين قبلهما مفصل , فهو يقضي على المجمل , و داود المذكور قال فيه
ابن معين : ليس بثقة , و قال مرة : يكذب , فمثله لا يصلح شاهدا لحديث كادح
الكذاب .
و لهذا أقر الذهبي ثم العسقلاني العقيلي على قوله : لا أصل له , فإيراد السيوطي
لحديث ابن عباس في " الجامع الصغير " مما لا يتفق مع شرطه ! .
109
" عمل الأبرار من الرجال من أمتي الخياطة , و عمل الأبرار من أمتي من النساء
المغزل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 226 ) :
$ موضوع .
رواه ابن عدي ( 153 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 303 ) و ابن
عساكر ( 15 / 261 / 1 ) عن أبي داود النخعي سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن
# سهل بن سعد # مرفوعا , و قال ابن عدي : هذا مما وضعه سليمان بن عمرو على
أبي حازم , و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية تمام و الخطيب و ابن
عساكر عن سهل بن سعد و هو في " تاريخ بغداد " ( 9 / 15 ) من طريق أبي داود
النخعي هذه , و قال المناوي في شرحه على " الجامع الصغير " : و ظاهر صنيع
المصنف أن مخرجه الخطيب خرجه و أقره , و الأمر بخلافه , بل قدح في سنده فتعقبه
بأن أبا داود النخعي أحد رواته كذاب وضاع دجال , و بسط ذلك بما يجيء منه أنه
أكذب الناس , و جزم الذهبي في " الضعفاء " بأنه كذاب دجال , و في " الميزان "
عن أحمد : كان يضع الحديث , و عن يحيى : كان أكذب الناس , ثم سرد له أحاديث هذا
منها , و وافقه في " اللسان " و حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يتعقبه المؤلف إلا
بإيراد حديث تمام و قال : موسى متروك , و لم يزد على ذلك .
قلت : ذكر السيوطي هذا في " اللآليء " ( 2 / 154 ) و كذا في " الفتاوى " له
( 2 / 107 ) من رواية تمام بإسناده عن موسى بن إبراهيم المروزي حدثنا مالك بن
أنس عن أبي حازم به , و موسى بن إبراهيم المروزي قد كذبه يحيى فلا يفرح
بمتابعته , و لهذا أورد الحديث ابن عراق في الفصل الأول من المعاملات من كتابه
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 294 / 2 ) , و هذا
الفصل قد نص في مقدمة الكتاب أنه يورد فيه ما حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يخالف
فيه ,و قد قال الذهبي في هذا الحديث : قبح الله من وضعه ! ذكره في ترجمة
أبي داود هذا الكذاب , و من أحاديثه :
110
" لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 227 ) :
$ موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية الحكيم عن # أبي هريرة # .
قلت : و صرح الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوى " ( 202 /
2 ) بأن سنده ضعيف , و هو أشد من ذلك فقد قال الشارح المناوي : رواه في
" النوادر " عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن
أبي هريرة قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته و هو في
الصلاة , فذكره , قال الزين العراقي في " شرح الترمذي " : و سليمان بن عمرو هو
أبو داود النخعي متفق على ضعفه , و إنما يعرف هذا عن ابن المسيب , و قال في
" المغني " ( 1 / 151 ) : سنده ضعيف , و المعروف أنه من قول سعيد , رواه ابن
أبي شيبة في " مصنفه " , و فيه رجل لم يسم , و قال ولده : فيه سليمان بن عمرو
مجمع على ضعفه , و قال الزيلعي : قال ابن عدي أجمعوا على أنه يضع الحديث .
قلت : رواه موقوفا على سعيد عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 213 / 1 ) :
أنا معمر عن رجل عنه به و هذا سند ضعيف لجهالة الرجل .
و صرح عبد الرزاق في " المصنف " ( 2 / 226 ) باسمه فقال : ... عن أبان ... و هو
ضعيف أيضا .
قلت : فالحديث موضوع مرفوعا , ضعيف موقوفا بل مقطوعا , ثم وجدت للموقوف طريقا
آخر فقال أحمد في " مسائل ابنه صالح " ( ص 83 ) : حدثنا سعيد بن خثيم قال حدثنا
محمد بن خالد عن سعيد بن جبير قال : نظر سعيد إلى رجل و هو قائم يصلي .. إلخ .
قلت : و هذا إسناد جيد , يشهد لما تقدم عن العراقي أن الحديث معروف عن ابن
المسيب .
111
" كذب النسابون , قال الله تعالى : و قرونا بين ذلك كثيرا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 228 ) :
$ موضوع .
أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن سعد و ابن عساكر عن # ابن عباس #
و أورده فيما بعد بلفظ : " كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أد
ثم يمسك و يقول : كذب النسابون ... " و قال : رواه ابن سعد عن ابن عباس .
و سكت عليه شارحه المناوي في الموضعين , و كأنه لم يطلع على سنده , و إلا لما
جاز له ذلك , و قد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 28 ) قال : أخبرنا
هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا بتمامه .
قلت : و هشام هذا هو ابن محمد بن السائب الكلبي النسابة المفسر و هو متروك كما
قال الدارقطني و غيره و ولده محمد بن السائب شر منه قال الجوزجاني و غيره :
كذاب , و قد اعترف هو نفسه بأنه يكذب , فروى البخاري بسند صحيح عن سفيان الثوري
قال : قال لي الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب ! .
قلت : كذا في " الميزان " و فيه سقط أو اختصار يمنع نسبة الاعتراف بالكذب إلى
الكلبي , كما سيأتي بيانه في الحديث ( 5449 ) .
و قال ابن حبان : مذهبه في الدين و وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى
الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير , و أبو صالح لم ير ابن
عباس , و لا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف , لا يحل ذكره في
الكتب فكيف الاحتجاج به ? ! , و من هذه الطريق أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 1 / 197 / 1 , 198 / 2 ) من مخطوطة ظاهرية دمشق .
112
" الجراد نثرة حوت في البحر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 229 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 292 ) من طريق زياد بن عبد الله بن علاثة عن موسى بن محمد
ابن إبراهيم عن أبيه عن # جابر # و # أنس # :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال : " اللهم أهلك كباره
و اقتل صغاره , و أفسد بيضه و اقطع دابره , و خذ بأفواهها عن معايشنا و أرزاقنا
إنك سميع الدعاء " , فقال رجل : يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله
بقطع دابره ? فقال : " إن الجراد .. " .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا موسى بن محمد هذا هو التيمي المدني و هو منكر الحديث
كما قال النسائي و غيره و قد ساق له الذهبي من مناكيره هذا الحديث , و أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 14 ) من رواية موسى هذا , ثم قال : لا يصح ,
موسى متروك و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 333 ) فلم يتعقبه بشيء إلا
قوله : قلت : أخرجه ابن ماجه , و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " ! , ثم
رأيت ابن قتيبة أخرجه في " غريب الحديث " ( 3 / 114 ) من رواية أبي خالد
الواسطي عن رجل عن # ابن عباس # موقوفا عليه , و هذا مع أنه موقوف و هو به أشبه
فإن سنده واه جدا , لأن أبا خالد هذا و هو عمرو بن خالد متروك و رماه وكيع
بالكذب .
قلت : و يشبه أن يكون هذا الحديث من الإسرائيليات .
113
" اتقوا مواضع التهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 230 ) :
$ لا أصل له .
أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 31 ) و قال مخرجه الحافظ العراقي , لم أجد
له أصلا , و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) , و قد روي موقوفا نحوه
فانظر " شرح الإحياء " للزبيدي ( 7 / 283 ) .
114
" من ربى صبيا حتى يقول : لا إله إلا الله لم يحاسبه الله عز وجل " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 231 ) :
$ موضوع .
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 75 ) و ابن عدي ( 162 / 2 ) و ابن
النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 163 / 2 ) من طريق أبي عمير عبد الكبير
ابن محمد بن عبد الله من ولد أنس عن سليمان الشاذكوني حدثنا عيسى بن يونس عن
هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع عبد الكريم هذا و شيخه الشاذكوني كلاهما متهم بالكذب
و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 178 ) من طريق ابن عدي بسنده عن
عبد الكبير به و قال : لا يصح , قال ابن عدي : لعل البلاء فيه من أبي عمير ,
قال : و قد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكوني , و إبراهيم حدث بالبواطيل ,
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 90 / 91 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني
في " الأوسط " عن عبد الكبير به , و له طريق آخر .
قلت : ثم ساقه من رواية الخلعي بسنده إلى أبي على الحسن بن علي بن الحسن
السريرى الأعسم حدثني أشعث بن محمد الكلاعي حدثنا عيسى بن يونس به ثم قال :
و أشعث في الأصل : أشعب في الموضعين و هو خطأ ضعيف .
قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته فإن أشعث هذا لا يعرف إلا في هذا السند و من
أجله أورده في " الميزان " ثم قال : أتى بخبر موضوع يشير إلى هذا , و أقره
الحافظ في " اللسان " , و في ترجمة إبراهيم بن البراء من " الميزان " : قال
العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطيل , و قال ابن حبان : يحدث عن الثقات
بالموضوعات , لا يجوز ذكره إلا على سبيل القدح فيه , ثم قال : هو الذي روى عن
الشاذكوني عن الدراوردي كذا عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا : " من ربي صبيا
حتى يتشهد وجبت له الجنة " , و هذا باطل .
قال الذهبي : قلت : أحسب أن إبراهيم بن البراء هذا الراوي عن الشاذكوني آخر
صغير , و قال الحافظ في " اللسان " : إبراهيم بن البراء عن سليمان الشاذكوني
بخبر باطل عن الدراوردي ... الظاهر أنه غير الأول , و الشاذكوني هالك , و أما
ابن حبان فجعلهما واحدا .
قلت : فقد اتفقت كلمات هؤلاء الحفاظ ابن حبان و ابن عدي و الذهبي و العسقلاني
على أن هذا الحديث باطل , و جعلوا بطلانه دليلا على اتهام كل من رواه من
الضعفاء و المجهولين , بعكس ما صنع السيوطي من محاولته تقوية الحديث بوروده من
الطريق الأخرى التي فيها أشعث الذي أشار الذهبي إلى اتهامه بهذا الحديث فتأمل
الفرق بين من ينقد و من يجمع ! .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني و ابن عدي
و تعقبه شارحه المناوي بمختصر ما ذكرناه عن الذهبي و العسقلاني من أنه حديث
باطل ثم تناقض المناوي فاقتصر في " التيسير " على تضعيف إسناده ! .
115
" أذيبوا طعامكم بذكر الله و الصلاة , و لا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 233 ) :
$ موضوع .
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 19 - 20 ) و العقيلي في " الضعفاء "
( ص 57 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 40 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 1 / 96 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( ص 156 رقم 482 ) و البيهقي
في " الشعب " ( 2 / 211 / 1 ) من طريق بزيع أبي الخليل : حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه عن # عائشة # مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع , قال العقيلي : بزيع لا يتابع عليه , و قال ابن عدي بعد أن
ساق له أحاديث أخرى : و هذه الأحاديث مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد , و قال
البيهقي : هذا منكر تفرد به بزيع و كان ضعيفا .
و قال الذهبي في " الميزان " : متهم , قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء
موضوعات كأنه المتعمد لها , روى عن هشام عن أبيه عن عائشة هذا الحديث و في
" اللسان " : قال البرقاني عن الدارقطني : متروك .
قلت : له عن هشام عجائب , قال : هي بواطيل , ثم قال : كل شيء له باطل .
و قال الحاكم : يروي أحاديث موضوعة , و يرويها عن الثقات , و الحديث أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 69 ) من هذا الوجه برواية ابن عدي و من روايته
أيضا ( 37 / 2 ) من طريق أصرم بن حوشب حدثنا عبد الله بن إبراهيم الشيباني عن
هشام بن عروة به , و قال ابن الجوزي : موضوع , بزيع متروك و أصرم كذاب , قال
ابن عدي : هو معروف ببزيع , فلعل أصرم سرقه منه , و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 3 / 254 ) بقوله : أخرجه من الطريق الأول الطبراني في " الأوسط "
و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " و أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في
" الشعب " و قال : تفرد به بزيع و كان ضعيفا , و أخرجه من الطريق الثاني ابن
السني في " الطب " و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه , قال
المناوي في " شرح الجامع " : و أنت خبير بأن هذا التعقب أوهى من بيت العنكبوت
و صدق رحمه الله .
و اعلم أن أسعد الناس بهذا الحديث المكذوب هم أولئك الأكلة الرقصة الذين يملؤون
بطونهم بمختلف الطعام و الشراب , ثم يقومون آخذا بعضهم بيد بعض يذكرون الله
تعالى - زعموا - يميلون يمنة و يسرة و أماما و خلفا , و ينشدون الأشعار الجميلة
بالأصوات المطربة حتى يذوب ما في بطونهم ? و مع ذلك فهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا ! و صدق من قال :
متـى علم النـاس في ديننــــــا بأن الغنـا سنـة تتبـــع
و أن يــأكل المرء أكل الحمــار و يرقص في الجمع حتى يقع
و قالوا : سكرنا بحب الإله و ما أسكر القوم إلا القصـــع
كـــذاك البهــائـم إن أشبـعــت يرقصهــا ريهـا و الشبع
فيــا للعقول و يــا للنـــــهى ألا منـكر منـكم للبــدع
تــــــهان مســـاجدنـا بالسماع و تكرم عن مثل ذاك البيع
116
" تعشوا و لو بكف من حشف , فإن ترك العشاء مهرمة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 235 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 3 / 100 ) و القضاعي ( 63 / 1 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن
القرشي عن عبد الملك بن علاق عن # أنس # مرفوعا , و قال الترمذي :
هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه عنبسة يضعف في الحديث , و عبد الملك
ابن علاق مجهول .
قلت : و عنبسة هذا , قال أبو حاتم : كان يضع الحديث كما في " الميزان " للذهبي
و ساق له أحاديث هذا أحدها , و الحديث رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 214 -
215 ) و الخطيب ( 3 / 396 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن مسلم كذا عن أنس به
.
و قال أبو محمد بن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 11 ) : قرأ علينا أبو زرعة كتاب
الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديما إسماعيل بن أبان الوراق عن عنبسة بن
عبد الرحمن عن علاق بن مسلم كذا عن أنس بن مالك به , قال أبو زرعة : ضعيف ,
و لم يقرأ علينا .
ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي ( 232 / 2 ) رواه على وجه آخر من طريق
عبد الرحمن بن مسهر البغدادي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن ابن
أنس بن مالك عن أبيه مرفوعا و قال : ابن مسهر هذا مقدار ما يرويه لا يتابع عليه
و هذا الحديث لعله لم يؤت من قبله , و إنما أتي من قبل عنبسة لأنه ضعيف ,
و الحديث عن موسى غير محفوظ .
قلت : فتبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده , فمرة يقول :
عبد الملك بن علاق و مرة مسلم و لا ينسبه , و أخرى علاق بن مسلم و تارة عن
موسى بن عقبة عن ابن أنس و هذا ضعف آخر في الحديث و هو الاضطراب في سنده .
و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و من قبله ابن الجوزي
( 3 / 36 ) و ذكره من طريق الترمذي و نقل كلامه عليه و لم يزد فتعقبه السيوطي (
2 / 255 ) بقوله : قلت : ورد من حديث جابر , قال ابن ماجه : حدثنا محمد بن عبد
الله الرقي حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن عبد الله بن باباه المخزومي حدثنا
عبد الله بن ميمون عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا العشاء و لو بكف من تمر فإن تركه يهرم " , و
وجدت لحديث أنس طريقا آخر قال ابن النجار في تاريخه " .
قلت : ثم ساق إسناده من طريق أبي الهيثم القرشي عن موسى بن عقبة عن أنس مرفوعا
.
قلت : و هذا إسناد لا يفرح به ! قال الذهبي في " الميزان " : أبو الهيثم القرشي
عن موسى بن عقبة , قال أبو الفتح الأزدي : كذاب , و كذا في " اللسان " , و أما
حديث # جابر # فهو عند ابن ماجه ( 2 / 322 ) بالسند المذكور و هو ضعيف جدا
إبراهيم ابن عبد السلام أحد المتروكين كما في " تهذيب التهذيب " و في
" الميزان " : ضعفه ابن عدي و قال عندي أنه يسرق الحديث , و عبد الله بن ميمون
إن كان هو القداح فهو متروك , و إن كان غيره فهو مجهول , و قد رجح الأول الحافظ
ابن حجر في " التقريب " و رجح الآخر المزي في " التهذيب " قال : لأن القداح لم
يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في روايته عنه صادقا ! .