326
" من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 90 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 93 / 1 و
141 / 2 ) عن الحسن بن قتيبة أنبأنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن # ابن عباس #مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , و علته الحسن بن قتيبة , قال الذهبي في
" الميزان " : هالك , قال الدارقطني : متروك الحديث , و قال أبو حاتم : ضعيف و
قال الأزدى : واهي الحديث , و قال العقيلي : كثير الوهم .
قلت : و شيخه ابن المنذر لا يعرف , و قد عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 /
41 ) للبيهقي من طريق الحسن هذا .
و روي الحديث بلفظ آخر أقرب من هذا , و هو :
327
" المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
$ضعيف .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 200 ) من طريق الطبراني و هذا في
" الأوسط " ( 2 / 31 / 5746 ) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة , حدثنا محمد بن
صالح العذري حدثنا ( عبد المجيد بن ) عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء
عن #أبي هريرة #مرفوعا , و قال : غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء , كذا قال
و زاد الطبراني : تفرد به ابنه عبد المجيد .
قلت : و هو مختلف فيه , و في " التقريب " : صدوق يخطيء , و محمد بن صالح العذري
بالذال المعجمة أو المهملة لم أعرفه , و قال الهيثمي في " المجمع "
( 1 / 172 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن صالح العدوي ( كذا )
و لم أر من ترجمه , و بقية رجاله ثقات .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 1 / 41 ) : و إسناده لا بأس به , ليس كما ينبغي .
و يغني عنه حديث : " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه
أجر خمسين منكم ... " الحديث , و هو مخرج في " الصحيحة " ( 494 ) .
328
" من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة و بورك له في معاشه و لم ينتقص من
رزقه , و كان عليه مباركا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 498 ) :
$موضوع .
ابن بشران ( 154 / 2 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 /
45 ) معلقا من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم , حدثنا مسعر بن كدام عن عطية عن
#أبي سعيد الخدري #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , يحيى بن هاشم كذبه ابن معين و غيره , و عطية العوفي
ضعيف مدلس .
ثم وجدت ليحيى متابعا ضعيفا جدا , أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 26 ) :
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال :
حدثنا مسعر بن كدام به , و قال العقيلي : هذا حديث باطل , ليس له أصل , و ليس
هذا الشيخ ( يعني الأنصاري ) ممن يقيم الحديث .
و من هذا الوجه ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 43 ) و قال :
أورده ابن الجوزي في " العلل الموضوعات " .
329
" رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : *( اجعلني على خزائن الأرض )* لاستعمله من
ساعته , و لكنه أخر لذلك سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 499 ) :
$ موضوع .
قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 90 ) : أخرجه الثعلبي عن
# ابن عباس # من رواية إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عنه , و هذا إسناد ساقط
و من طريق الثعالبي رواه الواحدي في " تفسيره " ( 93 / 1 ) .
330
" سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح عند الأمم , فأوحى الله إلي :
يا محمد بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
$ موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده ( 2 / 101 ) بسنده عن أبي بكر النقاش عن الحسن بن
الصقر عن يوسف بن كثير عن داود بن المنذر عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج
عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 179 ) من رواية الديلمي ثم قال : النقاش متهم .
قلت : و مع هذا فقد ذكره في كتابه " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن
أبي هريرة ! و سكت عليه شارحه المناوي فلم يزد على قوله : و رواه ابن شادني
و غيره , كذا , و كأنه لم يقف على إسناده , و إلا لم يجز له السكوت عليه و لا
أن يقتصر على تضعيف إسناده في كتابه الآخر " التيسير " , ثم ذكره السيوطي من
رواية ابن النجار عن # أنس بن مالك #نحوه , و فيه محمد بن أيوب الرقي , قال
ابن حبان : كان يضع الحديث .
و أورده ابن عراق أيضا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة
الموضوعة " ( ق 400 / 1 ) .
331
" أنا ابن الذبيحين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ .
و في " الكشف " ( 1 / 199 ) : قال الزيلعي و ابن حجر في " تخريج الكشاف " : لم
نجده بهذا اللفظ .
قلت : الحديث في التخريج ( 4 / 141 ) و نص ابن حجر فيه : قلت : بيض له - يعني
الزيلعي - و قد أخرجه .
قلت : كذا قال , و الظاهر أنه ترك بياضا في الأصل بعد قوله : أخرجه , لإملائه
فيما بعد فلم يتمكن , و كأنه كان يظن أن له أصلا فلم يجده , والله أعلم .
و قد وجدت الحاكم قد علق هذا الحديث مجزوما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال في " المستدرك " ( 2 / 559 ) بعد أن روى أثرين عن ابن عباس و ابن
مسعود أن الذبيح هو إسحاق : و قد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا و في سائر المدن
التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل , و قاعدتهم فيه قول
النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد
إسماعيل و أن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب , و الآن فإني
أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق .
قلت : فلعل الحاكم يشير بالحديث المذكور إلى ما أخرجه قبل صفحات ( 2 / 551 ) من
طريق عبد الله بن محمد العتبي , حدثنا عبد الله بن سعيد ( عن ) الصنابحي قال :
حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل و إسحاق ابني إبراهيم ,
فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل , و قال بعضهم : بل إسحاق الذبيح , فقال معاوية :
سقطتم على الخبير , كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي
فقال : يا رسول الله خلفت البلاد يابسة , و الماء يابسا , هلك المال و ضاع
العيال , فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين , فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم و لم ينكر عليه , فقلنا : يا أمير المؤمنين و ما الذبيحان ?
قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض
ولده , فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله , فأراد ذبحه , فمنعه أخواله
من بني مخزوم و قالوا : أرض ربك و افد ابنك , قال : ففداه بمئة ناقة , قال :
فهو الذبيح , و إسماعيل الثاني , و سكت عليه الحاكم , لكن تعقبه الذهبي بقوله :
قلت :إسناده واه , و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 18 ) بعد أن
ذكره من هذا الوجه من رواية ابن جرير : و هذا حديث غريب جدا .
و أما ما في " الكشف " نقلا عن " شرح الزرقاني " على " المواهب " : و الحديث
حسن بل صححه الحاكم و الذهبي لتقويه بتعدد طرقه , فوهم فاحش , فإنما قال
الزرقاني : هذا في حديث " الذبيح إسحاق " و فيه مع ذلك نظر كما سيأتي بيانه إن
شاء الله تعالى .
ثم إن صاحب " الكشف " عقب على ما سبق بقوله : و أقول : فحينئذ لا ينافيه ما
نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب و في إسناده من لا يعرف .
قلت : و قد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث ,
فقد اتفق قول الذهبي و السيوطي على تضعيفه .
و من جهل الدكتور القلعجي أنه جزم بنسبة حديث الترجمة إلى النبي صلى الله عليه
وسلم في تعليقه على " ضعفاء العقيلي " ( 3 / 94 ) ثم ساق عقبه حديث الحاكم
و سكت عنه متجاهلا تعقب الذهبي ! و بناء على جزمه ذكره في " فهرس الأحاديث
الصحيحة " الذي وضعه في آخر الكتاب ( ص 505 ) ! .
332
" الذبيح إسحاق " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 503 ) :
$ ضعيف .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للدارقطني في " الأفراد " عن # ابن مسعود #
و البزار و ابن مردويه عن # العباس بن عبد المطلب # , و ابن مردويه عن
# أبي هريرة # .
قلت : حديث ابن مسعود رواه الطبراني أيضا و فيه مدلس و انقطاع , و لفظه :
" أكرم الناس ... " , و سيأتي بتمامه قريبا , و قد رواه الحاكم ( 1 / 559 ) عنه
مرفوعا بلفظ " الجامع " , و قال : صحيح على شرط الشيخين , و تعقبه الذهبي بأن
فيه سنيد بن داود و لم يكن بذاك .
قلت : قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 4 / 17 ) بعد أن ذكره موقوفا
عليه : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : فلعله جاء من طريق غير سنيد .
و حديث العباس رواه البزار في " مسنده " ( 3 / 103 / 2350 ) و أبو الحسن
الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 170 / 2 ) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن
الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا باللفظ المذكور أعلاه .
و هذا سند ضعيف , الحسن مدلس و قد عنعنه و المبارك فيه ضعف كما تقدم مرارا و به
أعله الهيثمي فقال : رواه البزار و فيه مبارك بن فضالة و قد ضعفه الجمهور .
قلت : و مع ضعفه فقد اضطرب في روايته فمرة رفعه كما في هذه الرواية , و مرة
أوقفه على العباس كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 13 / 143 / 2 ) ,
و ابن أبي حاتم , و كذلك رواه جماعة عن المبارك به عن العباس موقوفا , كما قال
البزار .
و قال الحافظ ابن كثير ( 4 / 17 ) : و هذا أشبه و أصح .
قال الزرقاني ( 1 / 97 ) : و تعقبه السيوطي بأن مباركا قد رفعه مرة , فأخرجه
البزار عنه مرفوعا .
قلت : و هذا تعقب ضعيف لأن مباركا ليس بالحافظ الضابط حتى تقبل زيادته على نفسه
بل اضطرابه في روايته دليل على ضعفه كما لا يخفى .
و قد روي من طريق أخرى عن العباس و سيأتي قريبا برقم ( 335 ) بلفظ : " قال داود
صلى الله عليه وسلم أسألك بحق آبائي ... " .
و حديث أبي هريرة رواه ابن أبي حاتم أيضا و الطبراني في حديث طويل سيأتي مع
بيان علته قريبا .
و روي من حديث # أبي سعيد الخدري # أيضا , أخرجه العقيلي ( 261 ) و قال : إنه
غير محفوظ , و سوف يأتي إن شاء الله بلفظ : " إن داود سأل ربه .. " .
و بالجملة فطرق هذا الحديث كلها ضعيفة ليس فيها ما يصلح أن يحتج به , و بعضها
أشد ضعفا من بعض , و الغالب أنها إسرائيليات رواها بعض الصحابة ترخصا أخطأ في
رفعها بعض الضعفاء , و قد أشار لضعفه القسطلاني في " المواهب " بقوله : إن صح
و تعقبه الزرقاني بهذه الطرق و زعم أن حديث العباس رواه الحاكم من طرق عنه
و صححه على شرطهما , و قال الذهبي : صحيح , و في هذا الزعم أوهام كثيرة سيأتي
التنبيه عليها عند الكلام على حديث العباس باللفظ الآخر رقم ( 336 ) .
ثم قال الزرقاني ( 1 / 98 ) : فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا , فأقل مراتب الحديث
أنه حسن فكيف و قد صححه الحاكم و الذهبي ! .
قلت : الذهبي لم يصححه , و الحاكم وهم في تصحيحه كما سيأتي بيانه , و الطرق
فيها ضعف و اضطراب , و احتمال كون متونها إسرائيليات , بل هو الغالب كما سبق ,
فهذا كله يمنع من القول بأن بعضها يعضد بعضا , و لا سيما و قد ذهب المحققون من
العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير و غيرهم إلى أن الصواب
في الذبيح أنه إسماعيل عليه السلام , قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 21 ) :
و أما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها , و سمعت شيخ الإسلام ابن
تيمية قدس الله روحه يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل
بنص كتابهم , فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره , و في لفظ :
وحيده .
و لا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده ... و كيف يسوغ أن
يقال : أن الذبيح إسحاق و الله تعالى قد بشر أم إسحاق به و بابنه يعقوب , فقال
تعالى عن الملائكة أنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى : *( لا تخف إنا
أرسلنا إلى قوم لوط و امرأته قائمة فضحكت , فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق
يعقوب )* هود : 71 , فمحال أن يبشرها بأنه يكون له ولد ثم يأمر بذبحه .
ثم ذكر وجوها أخرى في إبطال أنه إسحاق و تصويب أنه إسماعيل فليراجعها من شاء .
333
" إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي , و بين أن يجيب شفاعتي ,
فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي , و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح
لتعجلت فيها دعوتي , إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح , قيل له : يا
إسحاق سل تعط , فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان :
اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 506 ) :
$ منكر .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي , حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
# أبي هريرة # مرفوعا , كذا في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 16 ) و قال : هذا حديث
غريب منكر , و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث , و أخشى أن يكون في
الحديث زيادة مدرجة و هي قوله : " إن الله لما فرج عن إسحاق ... " إلخ , والله
أعلم .
قلت : و ما خشي ابن كثير بعيد , فإن الزيادة المذكورة لها صلة تامة بقوله
قبلها : و لولا الذي ... فهي كالبيان له والله أعلم .
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف جدا , قال الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة , لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه .
قلت : و هو راوي حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم و هو حديث موضوع كما
سبق بيانه في الحديث رقم ( 25 ) .
و ذكرت هناك احتمال كونه من الإسرائيليات , أخطأ في روايته عبد الرحمن بن زيد
فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و أقول هنا : إن هذه الزيادة في الحديث
هي من الإسرائيليات أيضا بدليل أن كعب الأحبار حدث بها أبا هريرة كما أخرجه
الحاكم ( 2 / 557 ) بسنده إلى كعب ثم قال عقبه : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه
و وافقه الذهبي , و أصرح من هذه الرواية رواية عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن
الزهري أخبرنا القاسم قال : اجتمع أبو هريرة و كعب , فجعل أبو هريرة رضي الله
عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم , و جعل كعب يحدث عن الكتب , فقال
أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن لكل نبي دعوة مستجابة و إني
قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " , فقال له كعب : أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم , قال : أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه
السلام ? إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق ... قلت : فذكر القصة و ليس فيها هذه
الزيادة , و لهذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر بعض الآثار عن بعض الصحابة في
أن الذبيح إسحاق : و هذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار ,
فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتب قديمة ,
فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده و نقلوا ما
عنده منها و سميتها و ليس لهذه الأمة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه ( 2 / 138 / 2 / 7136 ) و
هو دليل على أن الذبيح إسحاق عليه السلام , و به قال بعضهم و هو باطل ,
و الصواب أنه إسماعيل كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله , و مثله ما يأتي .
334
" أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 508 ) :
$ منكر بهذا اللفظ .
رواه الطبراني في " كبيره " ( 10278 ) من طريق أبي عبيدة عن أبيه # عبد الله بن
مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : من أكرم الناس ? قال :
" يوسف بن يعقوب ... " , الحديث , قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 8 / 202 ) : و فيه بقية مدلس , و أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
قلت : و لكن بقية قد توبع عليه فقد رواه ابن المظفر في " غرائب شعبة " ( 138 /
1 ) عن معاوية بن حفص و بقية معا عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود به , و رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا عليه ,
و هو الصواب , أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 18 / 1 ) , قال الحافظ ابن
كثير بعد أن ساقه في " تفسيره " ( 4 / 17 ) : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : و الحديث صحيح مرفوعا دون قوله : " إن إسحاق ذبيح الله " , فإن هذه
الزيادة منكرة , فقد أخرج الحديث البخاري ( 6 / 323 - 324 ) و مسلم ( 7 / 103 )
من حديث أبي هريرة : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ? قال :
" أتقاهم لله , قالوا : ليس عن هذا نسألك , قال : " فأكرم الناس يوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله ... " , الحديث ليس فيه " ذبيح الله "
فدل على نكارتها , و قد جاءت أحاديث في أن إسحاق هو الذبيح و لكنها كلها ضعيفة
كما سبق بيانه قريبا , و من ذلك الحديثان الآتيان :
335
" قال داود صلى الله عليه وسلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب ,
فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي , و تلك بلية لم تنلك , و أما
إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي , و تلك بلية لم تنلك , و أما يعقوب فغاب
عنه يوسف و تلك بلية لم تنلك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 509 ) :
$ ضعيف جدا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 202 ) : رواه البزار عن # العباس #من رواية
أبي سعيد عن علي بن زيد و أبو سعيد لم أعرفه و علي بن زيد ضعيف , و قد وثق .
قلت : أبو سعيد هذا هو الحسن بن دينار و هو واه بمرة , فقد أخرج الحديث ابن
جرير من طريق زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن
عن الأحنف بن قيس عن العباس بن المطلب , ذكره ابن كثير ( 4 / 17 ) و قال : لا
يصح , في إسناده ضعيفان و هما الحسن بن دينار البصري متروك , و علي بن زيد بن
جدعان منكر الحديث .
قلت : و الحسن بن دينار كنيته أبو سعيد كما في " الميزان " و لكنه لم يتفرد به
بل توبع عليه مختصرا كما في الحديث الآتي بعده .
و الحديث رواه ابن مردويه أيضا كما في " شرح المواهب " للزرقاني ( 1 / 97 ) .
و ذكره ابن تيمية في " القاعدة الجليلة " أنه من الإسرائيليات و هو الأشبه
بالصواب .
قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه لا يشرع في ديننا التوسل بحق الآباء , كما تقدم
بيانه تحت الأحاديث المتقدمة ( 22 ـ 25 ) .
336
" قال نبي الله داود : يا رب أسمع الناس يقولون : رب إسحاق ? قال : إن إسحاق
جاد لي بنفسه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 510 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 556 ) من طريق زيد بن الحباب عن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن # العباس بن عبد المطلب #
مرفوعا , و قال : هذا حديث صحيح , رواه الناس عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به .
قلت : و سكت عليه الذهبي و لم يزد على قوله : رواه الناس عن ابن جدعان , و ابن
جدعان ضعيف منكر الحديث كما تقدم عن ابن كثير في الحديث الذي قبله .
و أما قول الزرقانى في " شرح المواهب " ( 1 / 97 ) :
رواه الحاكم من طرق عن العباس , و قال : صحيح على شرطهما , و قال الذهبي : صحيح
و رواه ابن مردويه عن أبي هريرة , قال ابن كثير : و فيه الحسن بن دينار متروك
و شيخه منكر , ففيه أوهام :
الأول : أنه ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق .
الثاني : أنه إنما صححه مطلقا لم يقل : على شرطهما .
الثالث : أن ابن كثير إنما أعل بما نقله الزرقاني عنه حديث العباس الذي قبله
هذا , و أما علة حديث أبي هريرة فهي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما تقدم قبل
ثلاثة أحاديث .
337
" إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة , فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات
فساخ , فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه : يا أبت أوثقني لا
أضطرب , فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني , فشده , فلما أخذ الشفرة فأراد أن
يذبحه نودي من خلفه *( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )* " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 511 ) :
$ضعيف بهذا السياق .
أخرجه أحمد ( رقم 2795 ) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير عن # ابن عباس #مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات , و علته أن عطاء بن السائب كان قد اختلط
و سمع منه حماد في هذه الحالة و قبلها أيضا , فقول الزرقاني في " شرح المواهب "
( 1 / 98 ) و الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " : إسناده صحيح , غير
مسلم , و من المعروف عن الشيخ أحمد أنه يحتج في تصحيح هذا السند بأن حمادا سمع
من عطاء قبل الاختلاط , ذكر ذلك في غير ما موضع من تعليقه على " المسند "
و غيره و هو ذهول عما ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " عن بعض الأئمة أنه سمع
منه في الاختلاط أيضا , فلا يجوز حينئذ تصحيح حديثه إلا بعد تبين أنه سمعه منه
قبل الاختلاط , و الحديث أخرجه الحاكم ( 1 / 466 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
رفعه دون قصة الذبح , و صححه على شرط مسلم و وافقه الذهبي , و أخرجه أحمد ( رقم
2707 ) من طريق ثالث عنه أتم منه , و فيه القصة و فيه تسمية الذبيح إسماعيل ,
و هو الصواب لما تقدم بيانه في حديث : " الذبيح إسحاق " رقم ( 332 ) .
338
" إن الله عز وجل خلق السموات سبعا , فاختار العليا منها فسكنها , و أسكن سائر
سمواته من شاء من خلقه , و خلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء
من خلقه , ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم و اختار من بني آدم العرب ,
و اختار من العرب مضر , و اختار من مضر قريشا , و اختار من قريش بني هاشم ,
و اختارني من بني هاشم , فأنا من خيار إلى خيار , فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ,
و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 512 ) :
$ منكر .
رواه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 458 ) و ابن عدي
( 74 / 2 / 301 / 2 ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( ص 12 ) و كذا الحاكم
( 4 / 73 - 74 ) و ابن قدامة المقدسي في " العلو " ( 165 - 166 ) و العراقي في
" محجة القرب إلى محبة العرب " ( 2 / 201 ) من طريقين عن محمد بن ذكوان عن عمرو
ابن دينار عن # ابن عمر #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : محمد بن ذكوان , قال النسائي : ليس بثقة , و ضعفه
الدارقطني و غيره , و قد قال العقيلي : إنه لا يتابع عليه , لكن أخرجه الحاكم
من طريق أخرى عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا مختصرا .
قلت : و في سنده أبو سفيان زياد بن سهيل الحارثي و لم أجد له ترجمة .
و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 367 - 368 ) من الطريق الأول
و قال عن أبيه : إنه حديث منكر , و أقره الذهبي في ترجمة ابن ذكوان من
" الميزان " .
و مما ينبغي أن يعلم أن القطعة الأخيرة من الحديث المتضمنة فضل العرب و فضل
الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة في أحاديث صحيحة قد ذكرنا بعضها عند الكلام
على الحديث الموضوع : " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " و تكلمنا هناك عن مسألة
أفضلية العرب على العجم و حقيقتها بشيء من التفصيل فراجع الحديث ( 163 ) و الذي
بعده .
339
" إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا لملك الموت , فسأله أن يريه الجنة
و النار , فصعد بإدريس فأراه النار , ففزع منها و كاد يغشى عليه , فالتف عليه
ملك الموت بجناحه , فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ? قال : بلى , و لم أر
كاليوم قط , ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها , فقال ملك الموت : انطلق قد
رأيتها , قال : إلى أين ? قال ملك الموت : حيث كنت , قال إدريس : لا والله لا
أخرج منها بعد أن دخلتها , فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ? و إنه
ليس لأحد دخلها أن يخرج منها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 513 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 1 / 7406 ) من طريق إبراهيم بن
عبد الله بن خالد المصيصي أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد
بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن # أم سلمة # مرفوعا , قال الهيثمي
( 8 / 199 - 200 ) : و فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي و هو متروك .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هذا رجل كذاب , قال الحاكم : أحاديثه
موضوعة .
340
" سووا بين أولادكم في العطية , فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 514 ) :
$ ضعيف .
أخرجه أبو بكر الآجري في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 103 / 1 ) و الطبراني ( 3
/ 142 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة في " المسند " ( ص 106 ـمن زوائده )
و البيهقي ( 6 / 177 ) من طرق أربعة قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن
يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن # ابن عباس# مرفوعا .
و هذا سند ضعيف , ابن يوسف هذا متفق على تضعيفه , و قال الحافظ ابن عدي بعد أن
أخرج له هذا ( 3 / 381 ) : ليس له أنكر من هذا الحديث , و لذا قال ابن حجر في
" التقريب " في ترجمته : ضعيف .
و منه تعلم أن قوله في " الفتح " ( 5 / 163 ) : و إسناده حسن , غير حسن .
و الشطر الأول من الحديث صحيح , روى معناه الشيخان و غيرهما من حديث النعمان بن
بشير بلفظ : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " و هو مخرج في الإرواء ( 1598 )
و من أوهام الهيثمي في " مجمعه " ( 4 / 153 ) أنه أعله بعبد الله بن صالح فقط
و ذكر الخلاف فيه , و هو متابع من سائر الجمع و لعله سبب وهم الحافظ .
ثم وجدت الحديث قد رواه أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 )
و عنه ابن عساكر ( 7 / 184 / 2 ) من طريق الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي
كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
و هذا إسناد معضل , و هذا هو أصل الحديث , فإن الأوزاعي ثقة ثبت , فمخالفة سعيد
ابن يوسف إياه إنما هو من الأدلة على وهنه و ضعفه .
341
" كان يرى في الظلمة كما يرى في الضوء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 515 ) :
$ موضوع .
رواه تمام في " الفوائد " ( 207 / 1 - 2 / رقم 2210 - من نسختي ) و ابن عدي
( 221 / 2 ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 6 / 75 ) و الخطيب في " التاريخ "
( 4 / 272 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 236 / 1 ) و الضياء المقدسي في
" المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن المغيرة عن
المعلى بن هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا , و قال البيهقي :
و هذا إسناد فيه ضعيف .
قلت : بل هو ضعيف جدا , و آفته ابن المغيرة هذا , و يقال فيه : عبد الله بن
محمد بن المغيرة , قال العقيلي : يحدث بما لا أصل له , و قال ابن يونس : منكر
الحديث , و ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها , ثم قال : و هذه موضوعات , و مع
ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " .
ثم استدركت فقلت : الحمل فيه على شيخ ابن المغيرة - و هو المعلى بن هلال - أولى
ذلك لأنه اتفق النقاد على تكذيبه كما قال الحافظ في " التقريب " .
و تابعه محمد بن المغيرة المزني عن هاشم بن عروة عن أبيه مرسلا به .
أخرجه ابن عساكر ( 17 / 128 / 2 ) من طريق مخلص بن موحد بن عثمان التنوخي ,
أخبرنا أبي , أخبرنا محمد بن المغيرة به , و لم يذكر في موحد هذا جرحا و لا
تعديلا .
و محمد بن المغيرة هذا لم أعرفه , و لعله سقط من النسخة اسم ابنه عبد الله كما
في الطريق , ثم قال البيهقي : و روي ذلك من وجه آخر ليس بالقوي , أخبرناه
أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الخليل النيسابوري ,
حدثنا صالح بن عبد الله النيسابوري , حدثنا عبد الرحمن بن عمار الشهيد , حدثنا
المغيرة بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا إسناد مظلم , فإن من دون المغيرة هذا لم أجد لهم ترجمة .
342
" لما حملت حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه
عبد الحارث , فسمته : عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 516 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2 / 181 - بولاق ) و الحاكم ( 2 / 545 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 158 / 2 ) و أحمد ( 5 / 11 ) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن
قتادة عن الحسن عن # سمرة بن جندب # مرفوعا , و قال الترمذي : حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة , و قال الحاكم : صحيح الإسناد
و وافقه الذهبي .
قلت : و ليس كما قالوا , فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور , ثم هو مدلس
و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : كان الحسن
كثير التدليس , فإذا قال في حديث : عن فلان , ضعف احتجاجه .
قلت : و أعله ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 1701 ) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال :
و حديثه عن قتادة مضطرب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه .
و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى *( فلما آتاهما صالحا جعلا
له شركاء فيما آتاهما ... )* الآية , أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه
هذا , فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه , فقال في تفسيرها : كان هذا في
بعض أهل الملل و لم يكن بآدم , ذكر ذلك ابن كثير ( 2 / 274 - 275 ) من طرق عنه
ثم قال : و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك , و هو من أحسن
التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية , و انظر تمام كلامه فإنه نفيس , و نحوه في
" التبيان في أقسام القرآن " ( ص 264 ) لابن القيم .
343
" ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأ و كتب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 518 ) :
$ موضوع .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 153 من نسختي ) و الطبراني من
طريق أبي عقيل الثقفي عن مجاهد , حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال :
فذكره , قال الطبراني : هذا حديث منكر , و أبو عقيل ضعيف الحديث , و هذا معارض
لكتاب الله عز وجل , نقله السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 5 ) .
و أما ما جاء في " صحيح البخاري " ( 7 / 403 - 409 ) من حديث البراء رضي الله
عنه في قصة صلح الحديبية : فلما كتب الكتاب , كتبوا : " هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله " , قالوا : لا نقر لك بهذا , لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا
و لكن أنت محمد بن عبد الله , فقال : " أنا رسول الله , و أنا محمد بن
عبد الله " , ثم قال لعلي : " امح رسول الله " , قال علي : والله لا أمحوك أبدا
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب و ليس يحسن يكتب , فكتب : هذا ما
قاضى محمد بن عبد الله .. فليس على ظاهره بل هو من باب بنى الأمير المدينة , أي
أمر .
و الدليل على هذا رواية البخاري أيضا ( 9 / 351 - 381 ) في هذه القصة من حديث
المسور بن مخرمة بلفظ : " والله إني لرسول الله و إن كذبتموني , اكتب : محمد بن
عبد الله " , و مثله في " صحيح مسلم " ( 5 / 175 ) من حديث أنس , و لهذا قال
السهيلي : و الحق أن معنى : قوله " فكتب " أي : أمر عليا أن يكتب , نقله الحافظ
في " الفتح " ( 7 / 406 ) و أقره و ذكر أنه مذهب الجمهور من العلماء , و أن
النكتة في قوله : فأخذ الكتاب ... , لبيان أن قوله : " أرني إياها " أنه ما
احتاج إلى أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه لا يحسن
الكتابة .
344
" ما من عبد يحب أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة درجة
أكبر منها و أطول , ثم قال : *( و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا )* " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني ( 6 / 234 ) و أبو نعيم ( 4 / 203 - 204 ) من طريق عبد الغفور
ابن سعد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن # سلمان الفارسي # مرفوعا .
و هذا سند موضوع , قال ابن حبان في " الضعفاء ( 2 / 148 ) : عبد الغفور كان ممن
يضع الحديث , و قال ابن معين : ليس حديثه بشيء , و قال البخاري : تركوه , و به
أعله في " المجمع " ( 7 / 49 ) , و مع ذلك ذكره في " الجامع " .
345
" يقوم الرجل للرجل , إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
$موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 289 / 7946 ) و أبو جعفر الرزاز في
" ستة مجالس من الأمالي " ( ق 232 / 2 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن # أبي
أمامة # مرفوعا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 40 ) بعدما عزاه للطبراني : و فيه جعفر بن
الزبير , و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب وضاع , و قد سبقت له عدة أحاديث هو المتهم بها , و لذلك كذبه
شعبة و قال : وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث .
و مما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر عادة تخالف ما كان عليه الصحابة مع
النبي صلى الله عليه وسلم و هو سيد بني هاشم فإنهم كانوا لا يقومون له صلى الله
عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك , كما سيأتي في الحديث الذي بعده , و خير
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصا ,
و لكن إسناده ضعيف عندنا فلا يحتج به و هو الآتي بعده .
ثم وجدت للحديث طريقا آخر , فقال ابن قتيبة في " كتاب العرب أو الرد على
الشعوبية " ( 292 ـ من رسائل البلغاء ) : و حدثني يزيد بن عمرو عن محمد بن يوسف
عن أبيه عن إبراهيم عن مكحول مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة , و فيه علتان :
الأولى : الإرسال , فإن مكحولا تابعي .
و الأخرى : يزيد بن عمرو شيخ ابن قتيبة , فلم أعرفه .
ثم وجدت له طريقا ثالثا بلفظ : " لا يقومن أحد ... " و سيأتي , و يعارضه الحديث
الآتي :
346
" لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 521 ) :
ضعيف .
و في إسناده اضطراب و ضعف و جهالة , أخرجه أبو داود ( 2 / 346 ) و أحمد ( 5 /
253 ) من طريق عبد الله بن نمير , و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 64 ) و تمام
في " الفوائد " ( 41 / 2 ) عن يحيى بن هاشم كلاهما عن مسعر عن أبي العنبس عن
أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن # أبي أمامة # قال : خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا , فقمنا إليه فقال ... فذكره .
ثم أخرجه أحمد عن سفيان عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي
أمامة به , و رواه عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 93 / 2 ) عن
سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن
أبي أمامة , ثم أخرجه أحمد ( 5 / 256 ) و الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 /
2 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسعر , حدثنا أبو العدبس عن أبي خلف , حدثنا
أبو مرزوق قال : قال أبو أمامة .
و قال الروياني : اليهود بدل الأعاجم , و أخرجه ابن ماجه ( 2 / 431 ) من طريق
وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة .
و هذا اضطراب شديد يكفي وحده في تضعيف الحديث , فكيف و أبو مرزوق لين , كما قال
الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في " الميزان " : قال ابن حبان : لا يجوز
الاحتجاج بما انفرد به , ثم ساق له هذا الحديث من الطريق الأول , ثم ساقه من
طريق ابن ماجه , إلا أنه قال : أبي العدبس بدل أبي وائل ثم قال : و هذا غلط
و تخبيط , و في بعض النسخ : عن أبي وائل بدل عن أبي العدبس , و أبو العدبس
مجهول كما في " الميزان " للذهبي و " التقريب " لابن حجر , و به أعل الحديث
الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 181 ) .
و قد ذهل المنذري عن علة الحديث الحقيقية و هي الجهالة و الضعف و الاضطراب الذي
فصلته , فذهب يعله في " مختصر السنن " ( 8 / 93 ) بأبي غالب , فذكر أقوال
العلماء فيه و هي مختلفة , و الراجح عندي أنه حسن الحديث , و لم يرجح المنذري
ها هنا شيئا , و أما في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 269 - 270 ) فقال بعد أن
عزاه لأبي داود و ابن ماجه : و إسناده حسن , فيه أبو غالب , فيه كلام طويل
ذكرته في " مختصر السنن " و غيره و الغالب عليه التوثيق , و قد صحح له الترمذي
و غيره .
قلت : و الحق أن الحديث ضعيف و علته ممن دون أبي غالب كما سبق .
نعم معنى الحديث صحيح من حيث دلالته على كراهة القيام للرجل إذا دخل , و قد جاء
في ذلك حديث صحيح صريح , فقال أنس بن مالك رضي الله عنه : ما كان شخص في الدنيا
أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كانوا لا يقومون له لما
يعلمون من كراهيته لذلك .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 136 ) و الترمذي ( 4 / 7 ) و صححه
و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و أحمد أيضا في " المسند "
( 3 / 132 ) و سنده صحيح على شرط مسلم , و رواه آخرون كما تراه في " الصحيحة "
( 358 ) .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القيام لنفسه و هي المعصومة من
نزعات الشيطان , فبالأحرى أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة , فما بال كثير
من المشايخ و غيرهم قد استساغوا هذا القيام و ألفوه كأنه أمر مشروع , كلا بل إن
بعضهم ليستحبه مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم " ذاهلين
عن الفرق بين القيام للرجل احتراما و هو المكروه , و بين القيام إليه لحاجة مثل
الاستقبال و الإعانة عن النزول , و هو المراد بهذا الحديث الصحيح , و يدل عليه
رواية أحمد له بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " و سنده حسن و قواه الحافظ في
" الفتح " , و قد خرجته في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم ( 67 ) , و للشيخ
القاضي عز الدين عبد الرحيم بن محمد القاهري الحنفي ( ت : 851 هـ ) رسالة في
هذا الموضوع أسماها " تذكرة الأنام في النهي عن القيام " لم أقف عليها , و إنما
ذكرها كاتب حلبي في " كشف الظنون " .
347
" لا تزال الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ,
و يكثر فيهم ولد الخبث , و يظهر السقارون , قالوا : و ما السقارون يا رسول الله
? قال : بشر يكونون فى آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا اللعن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 523 ) :
$ منكر .
أخرجه الحاكم ( 4 / 444 ) و أحمد ( 3 / 439 ) عن زبان بن فائد عن # سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه # مرفوعا , و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين و رده
الذهبي بقوله : قلت : منكر , و زبان لم يخرجا له .
قلت : و زبان قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته .
348
" هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون : يعني مروان بن الحكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 479 ) من طريق ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن
# عبد الرحمن بن عوف # قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله
عليه وسلم فدعا له , فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال ... فذكره , قال الحاكم :
صحيح الإسناد و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله , و ميناء كذبه أبو حاتم .
قلت : و قال ابن معين في كتاب " التاريخ و العلل " ( 13 / 2 ) : ليس بثقة و لا
مأمون , و ربما قال : من ميناء أبعده الله ? ! , و قال يعقوب بن سفيان : غير
ثقة و لا مأمون , يجب أن لا يكتب حديثه .
349
" رحم الله حميرا , أفواههم سلام , و أيديهم طعام , و هم أهل أمن و إيمان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
$ موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 378 ) و أحمد ( 2 / 278 ) و من طريقه العراقي في
" المحجة " ( 46 / 2 ) عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت
# أبا هريرة # يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل أحسبه
من قيس , فقال : يا رسول الله ألعن حميرا ? فأعرض عنه , ثم جاءه من الشق الآخر
فأعرض عنه , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ... فذكره , و قال : هذا حديث
غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه , و يروي عن ميناء أحاديث مناكير .
قلت : و قد كذبه أبو حاتم كما تقدم في الحديث الذي قبله .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد و الترمذي , و لم يتكلم
عليه شارحه المناوي بشيء ! لا في " الفيض " , و لا في " التيسير " .
350
" من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 525 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ .
و قد قال الشيخ ابن تيمية : والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ,
و إنما المعروف ما روى مسلم أن # ابن عمر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له , و من مات
و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " , و أقره الذهبي في " مختصر منهاج
السنة " ( ص 28 ) و كفى بهما حجة , و هذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة , ثم
في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد
المتنبي , و لو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا , و غاية ما
فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه , و هذا حق كما دل عليه حديث مسلم
و غيره .
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
( 1 / 377 ) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا , و أبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما .
لكن الفضيل هذا و هو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم
أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) , و لم يذكرا في ترجمته غير أن
له كتابا ! و أما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا , و كذلك ليس له ذكر في
شيء من كتبنا , فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن
كتبهم كما جاء في المقدمة ( ص 33 ) , و من أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها
قول الخميني في " كشف الأسرار " ( ص 197 ) : و هناك حديث معروف لدى الشيعة
و أهل السنة منقول عن النبي : ... ثم ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله
عليه وسلم , و هذه عادته في هذا الكتاب ! فقوله : و أهل السنة كذب ظاهر عليه
لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو
محقق في " المنهاج " و " مختصره " و حينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما .