566
" إن لي حرفتين اثنتين , فمن أحبهما فقد أحبني , و من أبغضهما فقد أبغضني :
الفقر و الجهاد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :
$ لا أصل له $ . قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 168 ) : " لم
أجد له أصلا " . قلت : و هو منكر عندي , فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
تعوذ من الفقر , فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أمته على حب ما تعوذ منه?! .
567
" خير هذه الأمة فقراؤها , و أسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها " .
قال الألباني في "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :
$ لا أصل له $ . و قال الحافظ العراقي أيضا ( 4 / 168 ) " لم أجد له أصلا " .
568
" من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 87 ) و قال : " فيه
مأمون بن أحمد الهروي , دجال يضع الحديث " . و قال الذهبي فيه : " أتى بطامات و
فضائح , وضع على الثقات أحاديث هذا منها " . و في " اللسان " : " و قال أبو
نعيم : " خبيث وضاع , يأتي عن الثقات بالموضوعات " . قلت : و يظهر لي من
الأحاديث التي افتراها أنه حنفي المذهب , متعصب هالك , فإن الأحاديث التي
أوردها في ترجمته كلها تدور على الانتصار للإمام أبي حنيفة , و الطعن في الإمام
الشافعي , فمنها هذا الحديث فهو طعن صريح في المذهب الشافعي الذي يقول بمشروعية
رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و هو الحق الذي لا ريب فيه كما يأتي , و
انتصار مكشوف لمذهب الحنفية القائل بكراهة ذلك , فلم يكتف هذا الخبيث بما عليه
مذهبه من القول بالكراهة حتى افترى هذا الحديث , ليشيع بين الناس أن الرفع مبطل
للصلاة , و لعله أراد بذلك أن يؤيد رواية مكحول عن أبي حنيفة أنه قال : من رفع
يديه في الصلاة فسدت صلاته " و هذه الرواية اغتر بها أمير كاتب الاتقاني فبنى
عليها رسالة ألفها لبيان بطلان الصلاة بالرفع ! و كذا اغتر بها من سلك مسلكه
فحكم بعدم جواز اقتداء الحنفي بالشافعي لأنهم يرفعون أيديهم ! مع أن هذه
الرواية عن أبي حنيفة باطلة كما حققه العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " الفوائد
البهية , في تراجم الحنفية " ( ص 116 , 216 , 217 ) . و هذا الحديث أورده الشيخ
القاريء في " موضوعاته " و قال ( ص 81 ) : " هذا الحديث وضعه محمد بن عكاشة
الكرماني قبحه الله " . ثم نقل ( ص 129 ) عن ابن القيم أنه قال : " إنه موضوع "
. قلت : و هذا يخالف ما تقدم أن الواضع له الهروي , فإن ثبت هذا فلعل أحدهما
سرقه من الآخر ! فتأمل ما يفعل عدم الاعتناء بالسنة , و ترك التثبت في الرواية
عنه صلى الله عليه وسلم و عن علماء الأمة . ( فائدة ) الرفع عند الركوع و الرفع
منه , ورد فيه أحاديث كثيرة جدا عنه صلى الله عليه وسلم , بل هي متواترة عند
العلماء بل ثبت الرفع عنه صلى الله عليه وسلم مع كل تكبيرة في أحاديث كثيرة و
لم يصح الترك عنه صلى الله عليه وسلم إلا من طريق ابن مسعود رضي الله عنه , فلا
ينبغي العمل به لأنه ناف , و قد تقرر عند الحنفية و غيرهم : أن المثبت مقدم على
النافي , هذا إذا كان المثبت واحدا فكيف إذا كانوا جماعة كما في هذه المسألة ?
فيلزمهم عملا بهذه القاعدة مع انتفاء المعارض أن يأخذوا بالرفع , و أن لا
يتعصبوا للمذهب بعد قيام الحجة , و لكن المؤسف أنه لم يأخذ به منهم إلا أفراد
من المتقدمين و المتأخرين حتى صار الترك شعارا لهم ! . هذا و من موضوعات الهروي
المذكور آنفا : " من قرأ خلف الإمام ملىء فوه نارا " .
569
" من قرأ خلف الإمام ملئ فوه نارا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 41 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن طاهر في " التذكرة " ( ص 93 ) و قال : " فيه مأمون بن
أحمد الهروي دجال يروي الموضوعات " . قلت : و قد سبقت ترجمته في الحديث الذي
قبله . و الحديث رواه ابن حبان في ترجمته من " الضعفاء " , و عده الذهبي من
طاماته ! و قد اغتر بالحديث بعض الحنفية فاحتج به على تحريم القراءة وراء
الإمام مطلقا ! قال أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على موطأ محمد " (
ص 99 ) : " ذكره صاحب " النهاية " و غيره مرفوعا بلفظ " ففي فيه جمرة " و لا
أصل له " . و قال قبيل ذلك : " لم يرد في حديث مرفوع صحيح النهي عن قراءة
الفاتحة خلف الإمام و كل ما ذكروه مرفوعا فيه , إما لا أصل له و إما لا يصح " .
ثم ذكر الحديث بلفظيه مثالا على ذلك . هذا و قد اختلف العلماء قديما و حديثا في
القراءة وراء الإمام على أقوال ثلاثة : 1 - وجوب القراءة في الجهرية و السرية .
2 - وجوب السكوت فيهما . 3 - القراءة في السرية دون الجهرية . و هذا الأخير
أعدل الأقوال و أقربها إلى الصواب و به تجتمع جميع الأدلة بحيث لا يرد شيء منها
و هو مذهب مالك و أحمد , و هو الذي رجحه بعض الحنفية , منهم أبو الحسنات
اللكنوي في كتابه المذكور آنفا , فليرجع إليه من شاء التحقيق . هذا و من
موضوعات هذا الدجال في الطعن على الإمام الشافعي في شخصه : " يكون في أمتي رجل
يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس , و يكون في أمتي رجل يقال له أبو
حنيفة هو سراج أمتي " .
570
" يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس , و يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 42 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 457 ) من طريق مأمون بن
أحمد السلمي : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري : أنبأنا عبد الله بن معدان
الأزدي عن # أنس # مرفوعا و قال : " موضوع , وضعه مأمون أو الجويباري , و ذكر
الحاكم في " المدخل " أن مأمونا قيل له : ألا ترى إلى الشافعي و من تبعه ? فقال
: حدثنا أحمد إلى آخره , فبان بهذا أنه الواضع له " , قلت : و زاد في " اللسان
" : " ثم قال الحاكم : و مثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه الله أدنى معرفة بأنها
موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و للحديث طرق أخرى , لا يفرح بها إلا الهلكى في التعصب لأبي حنيفة و لو
برواية الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن الطرق المشار إليها
مدارها على بعض الكذابين و المجهولين , فمن الغريب جدا أن يميل العلامة العيني
إلى تقوية الحديث بها , و أن ينتصر له الشيخ الكوثري , و لا عجب منه في ذلك ,
فإنه مشهور بإغراقه في التعصب للإمام رحمه الله , و لو على حساب الطعن في
الأئمة الآخرين , و إنما العجب من العيني , فإنه غير مشهور بذلك , و قد رد
عليهما , و تكلم على الطرق المشار إليها بما لا تراه مجموعا في كتاب العلامة
المحقق المعلمي اليماني في كتابه القيم " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من
الأباطيل " ( ج 1 / 20 , 446 - 449 - بتحقيقي ) .
571
" كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة , أو مثلها من تمر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :
$ موضوع $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 13 ) و عنه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3 / 253 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 84 ) عن أبان بن
المحبر عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . ذكراه في ترجمة أبان هذا و قال العقيلي
: " شامي منكر الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم
, حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها , لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه " . و قال في حديثه هذا : " باطل " . و نقل العسقلاني في "
اللسان " عن العقيلي أنه قال : " لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه " . و
هذه الجملة ليست في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي و الله أعلم . و قال ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 22 ) : قال أبي : هذا حديث باطل , و أبان هذا مجهول
ضعيف الحديث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) فأصاب , قال
المناوي : " و أقره عليه المؤلف - يعني السيوطي - في " مختصرها " فلم يتعقبه "
. انظر " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 452 ) .
572
" ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله, الوضوء على المكاره, والمشي إلى المساجد في الظلم, وإطعام الجائع ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :
$ موضوع $ . أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
الثواب " و الأصبهاني في " الترغيب " عن # جابر # . و بجانبه الإشارة إلى ضعفه
. و لم يتعقبه المناوي هنا بشيء مطلقا , فكأنه لم يستحضر إسناده , مع أن الحديث
عند مخرجيه تمام حديث أوله عند الترمذي بلفظ : ( ثلاث من كن فيه نشر الله عليه
كنفه .... ) كما تقدم بيانه عن المنذري تحت الحديث ( رقم 92 ) . و حديث الترجمة
أورده السيوطي مفصولا مستقلا عن تمامه هذا , و تعقبه المناوي تحت حديث الترمذي
: بأن فيه : " عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال المزي : متهم . أي بالوضع " .
فإذا كان الأمر كذلك و كان الحديثان في الأصل حديثا واحدا , فذلك يقتضي أن يعطى
لهما حكم واحد , و هو الوضع , و لو كان طريق حديث الترجمة غير طريق الحديث
المتقدم لنبه عليه المنذري , كما هو شأن المحدثين في مثل هذا الأمر , فلم يتنبه
المناوي لهذا التحقيق , و لذلك لم يتعقبه بشيء . و الله الموفق .
573
" من صلى خلف عالم تقي , فكأنما صلى خلف نبي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :
$ لا أصل له $ . و قد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في " نصب الراية " ( 2 /
26 ) : " غريب " . و هذه عادته في الأحاديث التي تقع في " الهداية " و لا أصل
لها , فيما كان من هذا النوع : " غريب " ! . فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به .
574
" إنما يفعل هذا ( يعني تقبيل اليد ) الأعاجم بملوكها, و إني لست بملك, إنما أنا رجل منكم ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " ( 2 / 44 ) :
$ موضوع $ . و هو قطعة من حديث سبق الكلام على إسناده فراجع الحديث ( 89 ) . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم تقبيل بعض الناس ليده صلى الله عليه وسلم . و لم ينكر ذلك عليهم , فدل على جواز تقبيل يد العالم . و قد فعل ذلك السلف مع أفاضلهم , و فيه عدة آثار تراها في كتاب " القبل والمعانقة " لأبي سعيد ابن الأعرابي تلميذ أبي داود و في " الأدب المفرد " للبخاري ( ص 142 ) . لكن ليس معنى ذلك أن يتخذ العلماء تقبيل الناس لأيديهم عادة , فلا يلقاهم أحد إلا قبل
يدهم - كما يفعل هذا بعضهم - فإن ذلك خلاف هديه صلى الله عليه وسلم قطعا , لأنه لم يفعل ذلك معه إلا القليل من الصحابة الذين لا يعرفون هديه صلى الله عليه وسلم و ما هو أحب إليه كالمصافحة .
ولذلك لم يرد أن المقربين منه العارفين به مثل أبي بكر وغيره من العشرة المبشرين بالجنة كانوا يقبلون يده الشريفة , وهذا خلاف ما عليه بعض المشايخ , و لو لم يكن في عادتهم هذه إلا تقبيح السنة القولية و العملية التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا و هي المصافحة لكفى . و من العجيب أن بعضهم يغضب أشد الغضب إذا لم تقبل يده , و ما هو إلا شيء جائز فقط , و لا يغضب مطلقا إذا تركت المصافحة مع أنها مستحبة وفيها أجر كبير , و ما ذلك إلا من آثار حب النفس و اتباع الهوى.
نسأل الله الحماية والسلامة.
575
" ما تلف مال في بر و لا بحر إلا بحبس الزكاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :
$ منكر $ . قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 63 ) بعد أن ذكره من حديث # عمر #
: " رواه الطبراني في الأوسط و فيه عمر بن هارون و هو ضعيف " . قلت : بل هو
كذاب كما تقدم غير مرة . لكن الحديث له طريق أخرى , ذكره ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 1 / 220 - 221 ) من طريق عراك بن خالد : حدثني أبي قال : سمعت
إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت مرفوعا به . و قال : " قال أبي :
حديث منكر , و إبراهيم لم يدرك عبادة , و عراك منكر الحديث " .
576
" إنما أتي داود عليه السلام من النظرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :
$ موضوع $ . رواه أبو بكر بن أبي علي المعدل في " الأمالي " ( ق 12 / 1 ) و أبو
نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 )
حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن # نبيط # مرفوعا . و هذه
النسخة <1> قال الذهبي : " فيها بلايا , و أحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به ,
فإنه كذاب " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و كتب بعض المحدثين على هذه "
الأمالي " بجانب الحديث : " موضوع " . و قد سبق الحديث بلفظ : " كان خطيئة داود
عليه السلام النظر " رقم ( 312 ) .
----------------------------
[1] و هي محفوظة في مجموع في ظاهرية دمشق ( حديث 79 / 457 - 167 ) . اهـ .
577
" إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم, فقد تودع منهم ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :
$ ضعيف $ . أخرجه أحمد ( رقم 6520 ) و الحاكم ( 4 / 96 ) من طريق أبي الزبير عن
# عبد الله بن عمرو # مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .
و أقول كلا ليس بصحيح , فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن معين و
أبو حاتم , و كأن الحاكم تنبه لهذا فيما بعد فإنه روى ( 4 / 445 ) بهذا الإسناد
حديثا آخر ثم قال : " إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمر [ و ] , فإنه
صحيح " و وافقه الذهبي . و أما ترجيح صديقنا الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في
" التعليق على المسند " أن أبا الزبير سمع منه , فليس بقوي عندي . ذلك لأنه
بناه على رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " رأيت العبادلة يرجعون على
صدورهم أقدامهم في الصلاة : عبد الله بن عمر , و عبد الله بن عمرو , و عبد الله
بن الزبير , و عبد الله بن عباس " . و ابن لهيعة عندنا ضعيف لسوء حفظه , و لذلك
ضعفه الجمهور , فلا حجة في روايته لهذه الرؤية , سيما و هي مخالفة لما سبق عن
الإمامين ابن معين و أبي حاتم . ثم لو سلمنا بثبوت سماع أبي الزبير من ابن عمرو
في الجملة , لما لزم منه اتصال إسناد هذا الحديث و ثبوته , لأن أبا الزبير مدلس
يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه و قصته في ذلك مع الليث ابن سعد مشهورة . و لذلك
فإني أقطع بضعف هذا الإسناد . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت أبا
الشيخ روى الحديث في جزء " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 1 ) من هذا
الوجه , ثم رواه ( 15 / 2 ) من طريق أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمر ( كذا بدون واو بعد الراء ) مرفوعا , فثبت أن أبا الزبير لم يسمعه من عبد
الله بن عمرو و أن بينهما عمرو بن شعيب , ثم هو على هذا الوجه الآخر منقطع أيضا
لأن عمرو بن شعيب لم يسمع من جد أبيه عبد الله بن عمرو . نعم للحديث شاهد لولا
شدة ضعفه لحكمت على الحديث بالحسن , عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في "
الأوسط " عن جابر , قال المناوي : " و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و
الدارقطني " . قلت : قال الدارقطني في " سؤالات البرقاني عنه " ( رقم 196
بترقيمي ) : " ضعيف , كوفي متروك " . قلت : فهو شديد الضعف . و الله أعلم .
578
" أحبوا العرب وبقاءهم, فإن بقاءهم نور في الإسلام, وإن فناءهم ظلمة في الإسلام ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 46 ) :
$ ضعيف $ . رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شريط " ( ق
108 / 1 ) : حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن جده # نبيط #
مرفوعا . قلت : و هذه النسخة فيها بلايا كما تقدم في الحديث الذي قبله . لكن له
طريق آخر رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب و فضائل الأعمال " قال : حدثنا أحمد
بن محمد بن الجعد : حدثنا منصور بن أبي مزاحم : حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء
بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به . ذكره الحافظ العراقي في " محجة القرب
إلى محبة العرب " ( 5 / 2 ) ثم قال : " ليس في إسناده محل نظر إلا أن محمد بن
الخطاب بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " , و أن أباه أبا حاتم قال : " لا أعرفه " . و قال الأزدي : " منكر
الحديث " . و الأزدي ليس بعمدة , و قد زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه , فقد
روى عنه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي و أبو سلمة المنقري , و منصور بن أبي مزاحم
, ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : و هو الذي روى حديث " إذا ذلت العرب ذل
الإسلام " و قد سبق بيان حاله برقم ( 163 ) , و قد أورده العراقي في عقب هذا
الحديث , ثم أحال في معرفة ترجمة محمد بن الخطاب عليه . و قد ذكر تحته ما يتلخص
منه أنه مجهول الحال , كما سبق بيانه هناك . ثم وجدت له متابعا , فقال أبو
الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ق 160 / 1 ) : حدثنا أبو زفر قال : حدثنا أحمد بن
يونس قال : حدثنا محمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي قال : حدثني أبي عن عطاء بن
أبي ميمونة به . قلت : و هذه متابعة واهية فإن عبد الصمد بن جابر الضبي سئل عنه
ابن معين فقال : " ضعيف " , و قال ابن حبان ( 2 / 142 ) : " يخطيء كثيرا و يهم
فيما يروي على قلة روايته " . و ابنه محمد بن عبد الصمد , قال الذهبي : " صاحب
مناكير , و لم يترك " . و أبو زفر هو هذيل بن عبيد الله بن عبد الله بن قدامة
الضبي , و في ترجمته أورد له أبو الشيخ هذا الحديث , و قال : " مات سنة اثنين و
عشرين و ثلاثمائة " و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم بدا لي أن فيه علة
أخرى , و هي الانقطاع بين عطاء هذا و أبي هريرة , فإنهم لم يذكروا له رواية عنه
أصلا , و يبعد أن يكون سمع منه , بل لعله ولد بعد رفاة أبي هريرة , فإن بين
وفاتيهما اثنتين و سبعين سنة على الأقل , فإن أبا هريرة توفي سنة سبع , و قيل
ثمان : و قيل : تسع و خمسين , و مات عطاء سنة إحدى و ثلاثين و مائة . و لما
كانت الطريق الأولى للحديث عن نبيط بن شريط واهية جدا , فإن الحديث يظل على
ضعفه . و الله أعلم .
579
" هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم.
يعني يوم ذي قار ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 47 ) :
$ ضعيف $ . رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( 12 / 2 ) عن سليمان بن داود
المنقري حدثنا يحيى بن يمان : حدثنا أبو عبد الله التيمي عن # عبد الله بن
الأخرم عن أبيه # - و كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا سند موضوع , سليمان هذا هو الشاذكوني كذاب , كذبه في
الحديث ابن معين و صالح جزرة . و يحيى بن يمان ضعيف . و شيخه أبو عبد الله
التيمي لم أعرفه . و قد رواه الشاذكوني بإسناد آخر أقرب إلى الصواب من هذا فقال
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 62 / 2 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي : أخبرنا
سليمان بن داود الشاذكوني أخبرنا محمد بن سواء : حدثني الأشهب الضبعي : حدثني
بشير بن يزيد الضبعي - و كان قد أدرك الجاهلية - قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم ذي قار فذكره . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) بعد أن عزاه للطبراني :
" و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو ضعيف " . قلت بل : كذاب كما عرفت , و
لكني وجدت له متابعا قويا , فقال خليفة بن خياط في " كتاب الطبقات " ( 12 / 1 )
: حدثني محمد بن سواء به . و خليفة هذا ثقة احتج به البخاري و هو أخباري علامة
. و الأشهب الضبعي مجهول أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 /
1342 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بشير بن يزيد الضبعي , قال ابن أبي
حاتم عن أبيه : " أدرك الجاهلية له صحبة " و قال البغوي : " لم أسمع به إلا في
هذا الحديث " . ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعي به . و قال الحافظ في " الإصابة
" : " و أخرجه بقي بن مخلد في " مسنده " من هذا الوجه , و كذلك البخاري في "
تاريخه " و ذكره ابن حبان في التابعين فقال : شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي
المراسيل . قلت : و ليس في شيء من طرق حديثه له سماع " . ثم رواه خليفة من
الطريق الأول فقال : و حدثني أبو أمية عمر بن المنخل السدوسي قال : حدثنا يحيى
بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم به . قلت :
فالظاهر أنه لم تثبت صحبته , و عليه فالحديث له علتان : الإرسال و الجهالة . و
الله أعلم . ( فائدة ) : قال الحافظ : " و يوم ذي قار من أيام العرب المشهورة
كان بين جيش كسرى و بين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها , قد ذكرها الأخباريون ,
و ذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر , قال : و أخبرني الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس قال : ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
ذاك أول يوم انتصف فيه العرب من العجم , و بي نصروا " . قلت : هذه الكلمة " و
بي نصروا " رواها الطبراني من طريق خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده فذكر
قصة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى بكر بن وائل و عرضه الإسلام
عليهم و فيه : قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : " أحسبه قال : المثنى
بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه , قال : إن بيننا و
بين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا و بينها عدنا فنظرنا , فقال أبو بكر :
أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ? قال : لا نشترط لك هذا علينا , و لكن
إذا فرغنا فيما بيننا و بينهم عدنا فنظرنا فيما نقول , فلما التقوا يوم ذي قار
هم و الفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ? قالوا : محمد ,
قالوا : هو شعاركم فنصروا على القوم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي
نصروا . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) : " و رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن
عيسى و هو ثقة " . ( تنبيه ) : بلغ جهل بعض الناس بالتاريخ و السيرة النبوية في
هذا العصر أن أحدهم طبع منشورا يرد فيه على صديقنا الفاضل الأستاذ علي الطنطاوي
طلبه من الإذاعة أن تمتنع من إذاعة ما يسمونه بالأناشيد النبوية , لما فيها من
وصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم بعبارات لا تليق بمقامه صلى الله عليه وسلم
, بل فيها ما هو أفظع من ذلك من مثل الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من دون
الله تبارك و تعالى , فكتب المشار إليه في نشرته ما نصه بالحرف ( ص 4 ) : " و
ها هي (!) الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يستصحبون بعض نسائهم لخدمة
أنفسهم في الغزوات و الحروب , و كانوا يضمدون (!) الجرحى و يهيئون (!) لهم
الطعام , و كانوا يوم ذي قار عند اشتداد وطيس الحرب بين الإسلام و الفرس كانت
النساء تهزج أهازيج و تبعث الحماس في النفوس بقولها : إن تقبلوا نعانق و نفرش
النمارق . أو تدبروا نفارق فراق غير وامق . فانظر إلى هذا الجهل ما أبعد مداه !
فقد جعل المعركة بين الإسلام و الفرس , و إنما هي بين المشركين و الفرس , و نسب
النشيد المذكور لنساء المسلمين في تلك المعركة ! و إنما هو لنساء المشركين في
غزوة أحد ! كن يحمسن المشركين على المسلمين كما هو مروي في كتب السيرة ! فقد
خلط بين حادثتين متباينتين , و ركب منهما ما لا أصل له البتة بجهله أو تجاهله
ليتخذ من ذلك دليلا على جواز الأناشيد المزعومة , و لا دليل في ذلك - لو ثبت -
مطلقا إذ أن الخلاف بين الطنطاوي و مخالفيه ليس هو مجرد مدح النبي بل إنما هو
فيما يقترن بمدحه مما لا يليق شرعا كما سبقت الإشارة إليه و غير ذلك مما لا
مجال الآن لبيانه , و لكن صدق من قال : " حبك الشيء يعمي و يصم " <1> فهؤلاء
أحبوا الأناشيد النبوية و قد يكون بعضهم مخلصا في ذلك غير مغرض فأعماهم ذلك عما
اقترن بها من المخالفات الشرعية . ثم إن هذا الرجل اشترك مع رجلين آخرين في
تأليف رسالة ضدنا أسموها " الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " حشوها
بالافتراءات و الجهالات التي تنبيء عن هوى و قلة دراية , فحملني ذلك على أن
ألفت في الرد عليهم كتابا أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " موزعا على ست رسائل صدر منها الرسالة الأولى و هي في بيان
بعض افتراءاتهم و أخطائهم , و الثانية في " صلاة التراويح " و الثالثة في أن "
صلاة العيدين في المصلى هي السنة " ثم أصدرنا الخامسة بعنوان " تحذير الساجد من
اتخاذ القبور مساجد " .
-----------------------
[1] قلت : و قد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و لكنه لا يصح كما
سيأتي بيانه برقم ( 1868 ) . اهـ .