301
" من قرأ *( قل هو الله أحد )* في مرضه الذي يموت فيه , لم يفتن في قبره ,
و أمن من ضغطة القبر , و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من
الصراط إلى الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 54 / 2 / 5913 ) و أبو نعيم ( 2 / 213 ) من
طريق أبي الحارث نصر بن حماد البلخي قال : حدثنا مالك بن عبد الله الأزدي قال :
حدثنا # يزيد بن عبد الله بن الشخير العنبري عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , المتهم به نصر هذا , و قد تفرد به , كما قال
الطبراني , قال ابن معين : كذاب , و شيخه مالك بن عبد الله الأزدي لم أعرفه .
302
" كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
و مثله :
303
" كنت نبيا و لا آدم و لا ماء و لا طين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
ذكر هذا و الذي قبله السيوطي في ذيل " الأحاديث الموضوعة " ( ص 203 ) نقلا عن
ابن تيمية , و أقره , و قد قال ابن تيمية في رده على البكري ( ص 9 ) : لا أصل
له , لا من نقل و لا من عقل , فإن أحدا من المحدثين لم يذكره , و معناه باطل ,
فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء و الطين قط , فإن الطين ماء و تراب ,
و إنما كان بين الروح و الجسد , ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان حينئذ موجودا , و أن ذاته خلقت قبل الذوات , و يستشهدون على ذلك
بأحاديث مفتراة , مثل حديث فيه أنه كان نورا حول العرش , فقال : يا جبريل أنا
كنت ذلك النور , و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل
أن يأتيه به جبريل .
و يشير بقوله : " و إنما كان بين الروح و الجسد " إلى أن هذا هو الصحيح في هذا
الحديث و لفظه : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " و هو صحيح الإسناد كما
بينته في " الصحيحة " ( 1856 ) , و قال الزرقاني في " شرح المواهب " ( 1 / 33 )
بعد أن ذكر الحديثين : صرح السيوطي في " الدرر " بأنه لا أصل لهما , و الثاني
من زيادة العوام , و سبقه إلى ذلك الحافظ ابن تيمية , فأفتى ببطلان اللفظين
و أنهما كذب , و أقره في " النور " ( كذا و لعله " الذيل " ) و السخاوي في "
فتاويه " أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلا : و ناهيك به
اطلاعا و حفظا , أقر له المخالف و الموافق , قال : و كيف لا يعتمد كلامه في مثل
هذا و قد قال فيه الحافظ الذهبي : ما رأيت أشد استحضارا للمتون و عزوها منه ,
و كأن السنة بين عينيه و على طرف لسانه , بعبارة رشيقة و عين مفتوحة .
304
" ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 474 ) :
$منكر .
رواه الترمذي ( 3 / 152 ) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 106 / 1 -
2 ) و عنه البيهقي في " الآداب " ( 57 / 53 ) و العقيلي ( 455 ) و أبو الحسن
النعالي في " جزء من حديثه " ( 124 - 125 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 18 /
6 / 1 , 22 / 60 / 1 ) و القطيعي في " جزء الألف دينار " ( 35 / 1 ) و أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 2 / 185 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 7 / 12 /
2 ) و أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 149 / 1 ) و ابن شاذان في
" المشيخة الصغرى " ( 53 / 2 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 277 / 1 )
و عبد الله العثماني الديباجي في " الأمالي " ( 1 / 56 / 1 ) و ابن عساكر في
تاريخه ( 14 / 249 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو "
( 33 / 1 ) كل هؤلاء أخرجوه عن يزيد بن بيان المعلم عن أبي الرحال عن # أنس #
مرفوعا , و قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ : يزيد
ابن بيان .
و قال العقيلي : لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به .
قلت : و هو ضعيف , قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : ضعيف , و قال
البخاري : فيه نظر , ثم ساق له هذا الحديث و قال : قال ابن عدي : هذا منكر .
قلت : و شيخه أبو الرحال نحوه , قال أبو حاتم : ليس بقوي منكر الحديث , و قال
البخاري : عنده عجائب , و قد أشار لضعفه ابن النقور فقال عقب الحديث : إن هذا
الحديث من مفاريد أبي الرحال خالد بن محمد الأنصاري , و لا يرويه عنه غير يزيد
ابن بيان , و فيهما نظر , و لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا الحديث الواحد
و هو مقل له خمسة أحاديث .
305
" كن ذنبا و لا تكن رأسا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
$ لا أصل له فيما أعلم .
و قد أفاد السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 154 ) أنه من كلام إبراهيم بن
أدهم أوصى به بعض أصحابه .
ثم رأيته في " الزهد " لأحمد ( 20 / 80 / 1 ) من قول شعيب , و هو ابن حرب
المدائني الزاهد توفي سنة ( 197 هـ ) .
و هو كلام يمجه ذوقي , و لا يشهد لصحته قلبي , بل هو مباين لما نفهمه من
الشريعة و حضها على معالي الأمور و الأخذ بالعزائم , فتأمل .
306
" لعن الله الناظر إلى عورة المؤمن و المنظور إليه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
$ موضوع .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 15 / 2 ) عن إسحاق بن نجيح عن عباد بن راشد
المنقري عن ( الحسن ) عن # عمران بن حصين #مرفوعا , و قال : و إسحاق بن نجيح
بين الأمر في الضعفاء , و هو ممن يضع الحديث , قال ابن معين : هو من المعروفين
بالكذب و وضع الحديث , قال ابن عدي : و هذا الحديث عن عباد بن راشد عن الحسن
موضوع .
و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 ) من أباطيل إسحاق هذا
تبعا للذهبي في " الميزان " .
و يغني عن هذا الحديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " احفظ عورتك إلا عن زوجتك
و ما ملكت يمينك ... " الحديث و سنده حسن , و قد خرجته " في آداب الزفاف في
السنة المطهرة " ( ص 34 - 35 ) من الطبعة الثانية .
307
" لأن أطعم أخا لي في الله لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهمين , و لدرهمان
أعطيهما إياه أحب إلي من أن أتصدق بعشرين , و لعشرون درهما أعطيها إياه أحب إلي
من أن أعتق رقبة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
$ موضوع .
رواه ابن بشران ( 26 / 107 ) من طريق الحجاج , حدثنا بشر عن الزبير عن # أنس #
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع , آفته من بشر و هو ابن الحسين كذاب , و هو في نسخة الزبير
ابن عدي ( 54 / 2 ) , و لكن الحديث روي بلفظ آخر و هو :
308
" لأن أطعم أخا في الله مسلما لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهم , و لأن أعطي أخا
في الله مسلما درهما أحب إلي من أن أتصدق بعشرة , و لأن أعطيه عشرة أحب إلي من
أن أعتق رقبة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
$ ضعيف .
قال السيوطي في " الجامع الصغير " : رواه هناد , و البيهقي في " الشعب " عن
#بديل مرسلا # , قال شارحه المناوي : و فيه الحجاج بن فرافصة , قال أبو زرعة :
ليس بقوي , و أورده الذهبي في الضعفاء و المتروكين .
قلت : و من طريقه رواه أبو القاسم الحلبي السراج في " حديث ابن السقاء " ( 7 /
76 / 2 ) عنه عن أبي العلاء عن يزيد مرفوعا , كذا في الأصل يزيد و لم أعرفه ,
و لعله يزيد بن عبد الله بن الشخير , و حينئذ فهو بدل من أبي العلاء فإنها كنية
يزيد , و عليه فحرف عن بين الكنية و الاسم مقحم من بعض الرواة والله أعلم .
ثم رأيته في " الجامع " لابن وهب ( ص 33 ) عن الحجاج بن فرافصة عن أبي العلاء
لم يجاوزه , و قد ذكر الذهبي في ترجمة الحجاج هذا حديثا عنه عن يزيد الرقاشي عن
أنس , فلعل يزيد في إسناد هذا الحديث هو الرقاشي , و يكون الحجاج رواه عنه
بواسطة أبي العلاء هذا , فإن كان الأمر كما ذكرنا , فهذه علة أخرى في الحديث
فإن الرقاشي هذا ضعيف , والله أعلم .
ثم ترجح عندي أن يزيد محرف من بديل , فقد رأيت الحديث في " مسند الفردوس "
للديلمي , أورده في آخر حرف لا من طريق حجاج بن فرافصة عن أبي العلاء عن بديل
ابن ورقاء العدوي , رفعه .
ثم رأيته كذلك في " زهد هناد " ( 1 / 345 / 643 ) من طريق الحجاج بن فرافصة
أخبرني أبو العلاء عن بديل مرفوعا .
ثم وجدت له شاهدا أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 189 / 1 , من الكواكب 575 )
أنبأ عبيد الله الوصافي بن الوليد عن أبي جعفر مرفوعا به إلا أنه قال في الجملة
الأخيرة : " و لأن أعطي أخا لي الله في الله عشرة دراهم أحب إلي من أن أتصدق
على مسكين بمئة درهم " , و هذا سند ضعيف و مرسل , و رواه السهمي في " تاريخ
جرجان " ( 316 ) عن الفضل بن موسى السيناني عن الوصافي عن كرز بن وبرة مرفوعا
و ذكر أن ابن وبرة هذا كان معروفا بالزهد و العبادة و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
309
" من أصبح و الدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء , و من لم يتق الله فليس
من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين عامة فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 479 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 317 ) و الخطيب في تاريخه ( 9 / 373 ) الشطر الأول منه من
طريق إسحاق بن بشر حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن # حذيفة #
مرفوعا , و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : إسحاق عدم , و أحسب الخبر
موضوعا .
قلت : و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 132 ) من طريق الخطيب و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 316 - 317 ) بطرق أخرى و شواهد ذكرها .
أما الطرق عن حذيفة فاثنان آخران : الأول : عن أبان عن أبي العالية عن حذيفة
أراه رفعه , مثل رواية الخطيب .
قلت : و هذا إسناد لا يستشهد به , لأن أبان و هو ابن أبي عياش كذبه شعبة و غيره
, لكنه قد توبع كما سيأتي بعد حديثين .
الآخر : عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عقبة بن شداد الجمحي عن حذيفة رفعه .
و هذا سند ضعيف جدا , عبد الله هذا ضعفه الدارقطني , و قال أبو نعيم : متروك ,
و عقبة لا يعرف كما في " الميزان " , و فيه جماعة آخرون لم أعرفهم .
و أما الشواهد فهي من حديث ابن مسعود و أنس و أبي ذر , و كلها لا تصح و قد
ذكرتها عقب هذا .
310
" من أصبح و همه الدنيا , فليس من الله في شيء , و من لم يهتم بأمر المسلمين
فليس منهم , و من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1 / 29 / 1 / 466 / 2 )من طريق يزيد بن ربيعة
عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان النهدي عن # أبي ذر # مرفوعا , و قال :
تفرد به يزيد بن ربيعة , أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 317 ) و سكت عليه
.
و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 248 ) : رواه الطبراني , و فيه
يزيد بن ربيعة الرحبي و هو متروك , و أشار المنذري ( 3 / 9 ) إلى تضعيفه .
قلت : و قد أنكر أبو حاتم أحاديثه عن أبي الأشعث كما في " الجرح و التعديل "
( 4 / 2 / 261 ) و هذا منها كما ترى , و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه
موضوعة .
311
" من أصبح و همه غير الله عز وجل فليس من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين
فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
$ موضوع .
ابن بشران في " الأمالي " ( 7 / 105 / 1 ) و ( 19 / 3 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 320
) من طريق إسحاق بن بشر , حدثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن يزيد عن # ابن مسعود #مرفوعا , سكت عليه الحاكم , و قال ابن
بشران : هذا حديث غريب تفرد به إسحاق بن بشر .
و قال الذهبي في " تلخيص المستدرك " : إسحاق و مقاتل ليسا بثقتين و لا صادقين
.
قلت : إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري كذبه ابن المدني و الدارقطني , كما في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال عقبه : مقاتل أيضا تالف .
قلت : و ابن سليمان هذا هو البلخي , قال وكيع : كان كذابا .
و الحديث روي من حديث أنس , فقال أبو حامد الحضرمي الثقة في " حديثه " ( 156 /
2 ) أخبرنا سليمان بن عمر , حدثنا وهب بن راشد عن فرقد السبخي عن أنس مرفوعا ,
و من هذا الوجه رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 193 / 2 ) و أبو
نعيم ( 3 / 48 ) و قال : لم يروه عن أنس غير فرقد , و لا عنه إلا وهب بن راشد ,
و وهب و فرقد غير محتج بحديثهما و تفردهما .
قلت : فرقد ضعيف لسوء حفظه , و وهب بن راشد هو الرقي , قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 27 ) : سئل أبي عنه , فقال : منكر الحديث , حدث
بأحاديث بواطيل , و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال .
قلت : فالحمل عليه في هذا الحديث , و الراوي عنه سليمان بن عمر الرقي ترجمه ابن
أبي حاتم ( 2 / 1 / 131 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و وثقه ابن حبان ( 8 / 280 ) .
و له طريق أخرى ذكرها السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 2 / 316 ) شاهدا لحديث
حذيفة المتقدم من رواية ابن النجار بسنده عن عبد الله بن زبيد الأيامي عن أبان
عن أنس مرفوعا , و سكت عنه السيوطي و ليس بجيد , فإن عبد الله بن زبيد غير
معروف العدالة , ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 62 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و وثقه ابن حبان ( 7 / 23 ) , و شيخه أبان هو ابن
أبي عياش كذبه شعبة و غيره , فمثله لا يستشهد به , و له طريق أخرى عن أنس
مختصرا بلفظ : من أصبح و أكبر همه الدنيا فليس من الله عز و جل .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( 6 / 1 ) عن الحارث بن مسلم الرازي
و كانوا يرونه من الأبدال , عن زياد عنه .
و هذا سند واه جدا , زياد هذا هو ابن ميمون الثقفي و هو كذاب , و يحتمل أنه
النميري و هو ضعيف , انظر الحديث ( 296 ) و الحارث قال السليماني : فيه نظر ,
و له شاهد عن علي , أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر الهاشمي
( 70 / 1 ) و فيه موسى بن إبراهيم المروزي , كذبه يحيى بن معين .
و روى الحديث عن حذيفة و أبي ذر و ابن مسعود , و تقدمت ألفاظهم قريبا , و من
ألفاظ حديث حذيفة :
312
" من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , و من لا يصبح و يمسي ناصحا لله
و رسوله و لكتابه و لإمامه و لعامة المسلمين فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 188 ) و " الأوسط " ( 2 / 171 / 1 / 7626 )
و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 252 ) من طريق عبد الله بن أبي جعفر
الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية عن # حذيفة بن اليمان # مرفوعا ,
و قال : لا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو ضعيف من أجل عبد الله بن أبي جعفر و أبيه فإنهما ضعيفان , و اقتصر
الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 87 ) في إعلال الحديث على تضعيف الابن فقط و هو
قصور , فإن الأب أشد ضعفا من الابن .
313
" كان خطيئة داود عليه السلام النظر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
$ موضوع .
رواه الديلمي بسنده عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن الحسن عن # سمرة # قال : قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس , و فيهم غلام ظاهر الوضاءة ,
فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم خلف ظهره و قال : فذكره .
قال ابن الصلاح في " مشكل الوسيط " : لا أصل لهذا الحديث , و قال الزركشي في
" تخريج أحاديث الشرح " : هذا حديث منكر , فيه ضعفاء , و مجاهيل , و انقطاع ,
قال : و قد استدل على بطلانه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إني أراكم من وراء
ظهري " , كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 122 - 123 ) و " تنزيه
الشريعة " لابن عراق ( 308 / 1 - 2 ) .
قلت : و الاستدلال المذكور فيه نظر , لأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من
خلفه إنما هي في حالة الصلاة كما تدل عليه الأحاديث الواردة في الباب , و ليس
هناك ما يدل على أنها مطلقة في الصلاة و خارجها , فتأمل .
و للحديث طريق أخرى رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن نبيط " و هي موضوعة كما
سيأتي ( برقم 562 ) , و لعل الحديث أصله من الإسرائيليات التي كان يرويها بعض
أهل الكتاب , تلقاها عنه بعض المسلمين , فوهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم , فقد رأيت الحديث في " كتاب الورع " لابن أبي الدنيا ( 162
/ 2 ) موقوفا على ابن جبير , فقال : أخبرنا محمد بن حسان السمتي عن خلف بن
خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال : " كان فتنة داود عليه السلام في
النظر " .
و هذا الإسناد فيه ضعف و هو مع ذلك أولى من المرفوع .
و قصة افتتان داود عليه السلام بنظره إلى امرأة الجندي أوريا مشهورة مبثوثة في
كتب قصص الأنبياء و بعض كتب التفسير , و لا يشك مسلم عاقل في بطلانها لما فيها
من نسبة ما لا يليق بمقام الأنبياء عليهم الصلاة و السلام مثل محاولته تعريض
زوجها للقتل , ليتزوجها من بعده ! و قد رويت هذه القصة مختصرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم فوجب ذكرها و التحذير منها و بيان بطلانها و هي :
314
" إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فهم بها قطع على بني إسرائيل
بعثا و أوحى إلى صاحب البعث فقال : إذا حضر العدو فقرب فلانا , و سماه , قال :
فقربه بين يدي التابوت , قال : و كان ذلك التابوت في ذلك الزمان يستنصر به ,
فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله ,
فقتل زوج المرأة , و نزل الملكان على داود فقصا عليه القصة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 485 ) :
$باطل .
رواه الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " عن يزيد الرقاشي عن # أنس # مرفوعا ,
كما في " تفسير القرطبي " ( 15 / 167 ) , و قال ابن كثير في تفسيره ( 4 / 31 )
: رواه ابن أبي حاتم , و لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس ,
و يزيد و إن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة .
قلت : و الظاهر أنه من الإسرائيليات التي نقلها أهل الكتاب الذين لا يعتقدون
العصمة في الأنبياء , أخطأ يزيد الرقاشي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ,
و قد نقل القرطبي ( 15 / 176 ) عن ابن العربي المالكي أنه قال : و أما قولهم :
إنها لما أعجبته أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله , فهذا باطل قطعا , فإن
داود صلى الله عليه وسلم لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه .
تنبيه : تبين لنا من رواية ابن أبي حاتم في تفسيره لمثل هذا الحديث الباطل أن
ما ذكره في أول كتابه " التفسير " أنه تحرى إخراجه بأصح الأخبار إسنادا
و أثبتها متنا كما ذكره ابن تيمية ليس على عمومه فليعلم هذا .
315
" من أكل مع مغفور له غفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :
$ كذب لا أصل له .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى : *( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة
نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين )* .
و قد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يأثره كثير من
الناس : " من أكل مع مغفور له غفر له " , و هذا الحديث لا أصل له , و إنما يروى
هذا عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال :
يا رسول الله أنت قلت : " من أكل ... " الحديث , قال : " لا " , و لكني الآن
أقوله ! و في " المقاصد " قال شيخنا يعني ابن حجر : كذب موضوع , و سبقه إلى ذلك
ابن القيم في " المنار " ( ص 51 ) .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أحاديث سئل عنها ( رقم 32 ) من نسختي : هذا ليس
له إسناد عند أهل العلم و لا هو في شيء من كتب المسلمين , إنما يروونه عن سنان
و ليس معناه صحيحا على الإطلاق , فقد يأكل مع المسلمين الكفار و المنافقون .
316
" ابدأ بأمك و أبيك و أختك و أخيك و الأدنى فالأدنى و لا تنسوا الجيران و ذا
الحاجة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :
$ ضعيف جدا بهذا التمام .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 150 / 311 ) من طريق عباد بن أحمد
العرزمي حدثنا عمي عن أبيه عن محمد بن سوقة عن أبي رفاعة عن # معاذ بن جبل #
قال : أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أعطي من
فضل ما خولني الله ? قال : فذكره .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 3 / 120 ) : رواه الطبراني في " الكبير "
و فيه عباد بن أحمد العرزمي , و هو ضعيف .
قلت : فتعقبه أخونا حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " فقال : قلت بل هو
متروك .
أقول و لقد أصاب جزاه الله خيرا , فإن العرزمي هذا لم يترجم إلا بقول الدارقطني
فيه : متروك , فهو شديد الضعف .
و عمه الظاهر عندي أنه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فإنهم ذكروا
أنه يروي عن أبيه قال في " الميزان " : ضعفه الدارقطني , و قال أبو حاتم : ليس
بقوي .
قلت و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال ( 7 / 91 ) : يعتبر حديثه من غير
روايته عن أبيه .
قلت : و أبوه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك أيضا و هو مترجم في " التهذيب "
و غيره , و الحديث قد ثبت من حديث طارق المحاربي مرفوعا نحوه دون قوله : " و لا
تنسوا الجيران و ذا الحاجة " , و لذلك خرجته هنا و حديث طارق مخرج في " إرواء
الغليل " مع أحاديث أخرى بمعناه ( 834 ) .
تنبيه : كان هنا في الطبعة السابقة حديث آخر بلفظ : " إن أهل الشبع في الدنيا
هم أهل الجوع في الآخرة " .
فنقلته إلى " الصحيحة " ( 343 ) لأني وجدت له ما يقويه بلفظه عند ابن ماجه
و بنحوه عند آخرين فاقتضى التنبيه و قد كنت نبهت على هذا في فهرس بعض الطبعات
التي طبعت على طريقة الأوفست بواسطة المكتب الإسلامي والله تعالى هو المسؤول أن
يسدد خطانا و أن يعصمنا من الزلل و من كل ما لا يرضيه .
317
" إن موسى بن عمران مر برجل و هو يضطرب , فقام يدعو له أن يعافيه , فقيل له :
يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس , و لكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى ,
إني أنظر إليه كل يوم مرات أتعجب من طاعته لي , فمره فليدع لك فإن له عندي كل
يوم دعوة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 488 ) :
$ضعيف .
رواه الطبراني ( 3 / 132 / 1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقريء , أخبرنا يحيى بن
سليمان الحفري , أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا
.
و من طريقه رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 345 - 346 ) و قال : هذا حديث
غريب , لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان , و فيه مقال .
قلت : و الراوي عنه جبرون لم أعرفه , و لم يزد الدارقطني في " المؤتلف " ( 2 /
849 ) على قوله فيه : كان يحدث بمصر عن يحيى بن سليمان الحفري نسخة ... .
والله أعلم .
318
" لكل شيء زكاة و زكاة الدار بيت الضيافة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 489 ) :
$ موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للرافعي عن ثابت , و ذكره في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 114 ) من رواية ابن أبي شريح في جزء ميني كذا و لعله بيبى حدثنا
أحمد بن عثمان النهرواني , حدثني عبد الله بن عبد القدوس أبو صالح الكرخي ,
حدثنا عاصم بن علي , حدثنا شعبة عن ثابت عن # أنس مرفوعا # , و قال السيوطي :
أورده أبو سعيد النقاش في " الموضوعات " , و قال : وضعه أحمد أو شيخه , و أقره
في " الميزان " ( 1 / 118 ) و أورده الجوزجانى في " الأباطيل " ( 2 / 64 )
و قال : حديث منكر , و عبد الله بن عبد القدوس مجهول .
قلت : لكن له طريق أخرى عن ثابت , رواه ابن عساكر ( 14 / 13 / 2 ) عن أبي طالب
عيسى بن محمد الباقلاني بسنده الصحيح عن حماد بن سلمة عن ثابت به , ساقه في
ترجمة الباقلاني هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو آفته والله أعلم .
قلت : ثم وجدت له طريقا ثالثة عن أنس أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 363 )
عن ابن عدي حدثني محمد بن القاسم بن شريح أبو سعيد بجرجان حدثنا العباس بن محمد
الدامغاني حدثنا علي بن الحسين الكوفي حدثنا عقبة بن الزبير حدثنا علي بن عاصم
عن حميد الطويل عن أنس به , أورده في ترجمة محمد بن القاسم هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا و ابن عاصم ضعيف و علي بن الحسين رافضي .
319
" سبعة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و يقول : ادخلوا
النار مع الداخلين : الفاعل و المفعول به , و الناكح يده , و ناكح البهيمة ,
و ناكح المرأة في دبرها , و ناكح المرأة و ابنتها , و الزاني بحليلة جاره ,
و المؤذي لجاره حتى يلعنه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
$ ضعيف .
رواه ابن بشران ( 86 / 1 - 2 ) من طريق عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة و شيخه الإفريقي , فإنهما ضعيفان من
قبل حفظهما , و قد أورد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 195 ) قطعة من الحديث
و قال : رواه ابن أبي الدنيا و الخرائطي و غيرهما , و أشار لضعفه .
320
" كما تكونوا يولى عليكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الديلمي من طريق يحيى بن هاشم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن جده عن
# أبي بكرة # مرفوعا , و البيهقي في " الشعب " من طريق يحيى عن يونس بن أبي
إسحاق عن أبي إسحاق مرسلا , و يحيى في عداد من يضع , لكن له طريق أخرى عند ابن
جميع في " معجمه " ( ص 149 ) و القضاعي في " مسنده " ( 47 / 1 ) من جهة أحمد بن
عثمان الكرماني عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا .
قال ابن طاهر : و المبارك و إن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإن
فيهم جهالة , كذا في " المناوي " .
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 25 ) : و في إسناده إلى مبارك
مجاهيل .
قلت : و من هذا الوجه رواه السلفي في " الطيوريات " ( 1 / 282 ) .
ثم إن الحديث معناه غير صحيح على إطلاقه عندي , فقد حدثنا التاريخ تولي رجل
صالح عقب أمير غير صالح و الشعب هو هو ! .
321
" من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم
الصبيان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) :
$ موضوع .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1602 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 200 / 617 ) و كذا ابن عساكر ( 16 / 182 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و ابن بشران في " الأمالي " ( 88 / 1 ) و أبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان
الأنصاري و غيره " ( 2 / 1 ) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن # الحسين بن علي # مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع , يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث .
و عزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي , ثم قال : و قال :
إسناده ضعيف .
قلت : و فيه تساهل لا يخفى , و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) :
رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك .
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه
وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه , و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن
العلاء البجلي الرازي , قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب
وضاع , و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع , ثم أورد له أخبارا هذا
منها .
قلت : و قد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار و الأوراد ,
كالإمام النووي رحمه الله , فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير
و لو إلى ضعفه فقط , و سكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده
بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه
تلميذه ابن القيم , فذكره في " الوابل الصيب " , إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه
بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر , و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن
تضعيفه , فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا , فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس
بموضوع , و إلا لما أورداه إطلاقا , و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما
و لا يخفى ما فيه , فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا و هما الإمامان
الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره
شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به , ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد
ضعفه , و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت , فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن
أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين
ولدته فاطمة بالصلاة , و قال الترمذي : حديث صحيح , و العمل عليه .
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في
راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ? قلت : نعم هو
ضعيف , لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى
الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع , و ما ذلك إلا لعدم علمه
بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء , و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله
, فانتظر .
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى .
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ,
ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .
قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع
والله أعلم .
فإذا كان كذلك , فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع , و أما
الإقامة فهي غريبة , والله اعلم .
و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ,
فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته
للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .
322
" سألت ربي عز وجل أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :
$موضوع .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 56 / 1 ) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان , حدثنا محمد بن يونس , حدثنا أبو على الحنفي , حدثنا
إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رجاء عن # عمران بن حصين #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره , و محمد بن يونس هو الكديمي و هو وضاع مشهور .
و قد أساء السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء إلا أنه قال : و أخرجه ابن سعد و الملا في " سيرته " و هو عند الديلمي
و ولده بلا سند .
و أما في " التيسير " فقال : إسناده ضعيف .
323
" ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 253 ) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن
محمد عن # عائشة # مرفوعا , و قال : صحيح الإسناد , و رده الذهبي في " تلخيصه "
بقوله : قلت : بل هشام متروك , و قال ابن حبان ( 3 / 88 ) : يروي الموضوعات عن
الثقات و المقلوبات عن الأثبات , حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها
لا يجوز الاحتجاج به .
و له طريق أخرى بلفظ : " ما أذنب عبد ... " .
قلت : و هو موضوع أيضا , و سيأتي برقم ( 777 ) , و الأول من موضوعات
" الجامع " .
324
" من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفره له غفره له و إن شاء عذبه كان
حقا على الله أن يغفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 495 ) :
$موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 18 / 2 ) و الطبراني في " حديثه عن النسائي "
( 313 / 1 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 150 ) و الحاكم في " المستدرك "
( 4 / 242 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 286 ) و مشرق بن عبد الله الفقيه
في " حديثه " ( 60 / 2 ) من طريق جابر بن مرزوق المكي عن عبد الله بن
عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبي طوالة عن #أنس #مرفوعا ,
و قال الحاكم : صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله , و من
جابر حتى يكون حجة ? ! بل هو نكرة , و حديثه منكر , و قال في ترجمة جابر من
" الميزان " : متهم , حدث عنه قتيبة بن سعيد و علي بن بحر بما لا يشبه حديث
الثقات , قاله ابن حبان .
قلت : و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " !و يغني عنه ما أخرجه الحاكم قبيل
هذا عن أبي هريرة مرفوعا : " أن عبدا أصاب ذنبا فقال : يا رب أذنبت ذنبا فاغفره
لي , فقال ربه عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به , فغفر له .."
الحديث و قال : صحيح على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
لكن استدراكه على الشيخين وهم , كما كنت ذكرت في تعليقي على " صحيح الجامع "
( 2099 ) , فقد أخرجه البخاري ( رقم 7507 ) و مسلم ( 8 / 99 ) و أحمد أيضا ( 2
/ 296 و 405 و 492 ) .
325
" من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له و إن لم يستغفر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 496 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 272 / 1 / 4633 ) من طريق إبراهيم بن هراسة
عن حمزة الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن # ابن مسعود # مرفوعا , قال
الهيثمي ( 10 / 211 ) : و فيه إبراهيم بن هراسة و هو متروك .
قلت : و كذبه أبو داود و غيره , و انظر الحديث قبله .
و مما يبطل هذه الأحاديث الأربعة ما تقرر في الشريعة أن النجاة لا تكون بمجرد
الندم و العلم أن الله مطلع على المذنب بل لابد من التوبة النصوح .
و سوف يأتي حديث آخر بهذا المعنى ( 6172 ) .