منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته   الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته Emptyالسبت 25 سبتمبر 2010, 10:32 pm

ضيف الحلقة :
الشيخ عبد الله بن صالح القصير
موضوع المحاضرة :
الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته
أما بعد فإن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة المجمع عليها عند أهل السنة والجماعة بل عند جميع الأمة المسلمة فشأنه عظيم وأمره كبير وأثره خطير ذالكم لأن الإيمان بالقدر إيمان بقدرة الله جلّ وعلا وإيمان بسر الله تعالى في خلقه وإيمان بنظام الكون الذي نظمه الله تعالى به وهو سياج للإيمان بالشرع وسبيل للسعادة العاجلة والآجلة ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه في أية محكمة في مواضع مختلفة من القرآن العظيم وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في ما صح عنه من سنته وفهمه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على الوجه الذي شرعه الله تعالى وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى إن كل شيء خلقناه وبقدر وقال تعالى وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر والمعنى أن كل شيء خلقه الله تعالى فهو بقدر سابق وهو مكتوب بالكتاب السابق وهو مسطور فيه مثبت فيه لا يتغير منه شيء وجاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جواب لجبرائيل عليه السلام حين سأله عن الإيمان أن تؤمن بالله الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر باليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله وفي رواية ولم يكن شيء معه وكتب في الذكر كل شيء وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أول ما خلق الله القلم ينعني من هذا العالم المشهود فقال له اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى بذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة والنصوص في هذا الشأن معلومة عند أهل العلم والإيمان وعند عامة المسلمين في الجملة فالقدر هو لغة مصدر قدرت الشيء اقدره قدراً أي أحطت بمقداره أي فهو لغة الإحاطة بمقادير الأمور والله تعالى أحاط بمقادير الأمور قبل أن يخلقها سبحانه وتعالى فلا يخرج شيء عن علمه ولا عن إرادته ولا عن مشيئته ولا عن ملكه وكل شيء كتبه سبحانه وتعالى في الذكر وأما تعريف القدر في الشرع فهو سبق علم الله بالأشياء على ما هي عليه قبل كونها وكتابة الله تعالى لذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فعلم الله سبحانه وتعالى ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فعلم سبحانه تعالى ذلك بعلمه الأزلي القديم وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ومشيئته سبحانه وتعالى لما شاء وجوده أن يوجد على الوجه الذي سبق به علمه سبحانه وجرى به قلمه وما لم يوجد ألا يوجد على نحو ما سبق به علمه وقلمه ولا يوجد شيء في ملك الله تعالى إلا بمشيئته وخلقه فما شاء الله تعالى كان وما لم يشأ لم يكن ولا يكون شيء إلا والله تعالى خالقه وموجده فدرجات القدر أربع الأولى العلم والثانية الكتابة والثالثة المشيئة والرابعة الخلق والإيمان بالقدر أن تؤمن بهذه الدرجات الأربع على النحو الذي جاء به الشرع فتؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم كما قال تعالى إن الله بكل شيء عليم قال سبحانه لتعلموا أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علما لتؤمن بعلم الله السابق بالأشياء قبل كونها على ما هي عليه يعني سبق علم الله تعالى من الأشياء كلها قبل كونها على ما هي عليه وتؤمن بكتابة الله تعالى لهذا العلم في اللوح المحفوظ في الذكر في الزبور الكتاب السابق قال تعالى ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء و الأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير قال سبحانه ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها يعني قبل أن نحدثها و نوجدها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور و قال سبحانه و هو على جمعهم إذا يشاء قدير و قال تعالى و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر و لو شاء الله ما اقتتلوا و لكن الله يفعل ما يريد و قال سبحانه لمن شاء منكم أن يستقيم و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين قال تعالى و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين و قال سبحانه الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل قال تعالى خلق كل شيء فقدره تقديراً قال سبحانه هل من خالق غير الله قال تعالى هذا خلق الله فأروني ماذا خلق
الذين من دونه و النصوص الدالة على هذه الدرجات الأربع كثيرة و قال صلى الله عليه و سلم اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فالإيمان بالقدر هو الإيمان بهذه الدرجات الأربع و الإيمان أصله في اللغة التصديق و في الشرع الإقرار بالشيء عن تصديق به لقيام الأدلة عليه و عن التزام بالعمل بمقتضاه فإيمانك بالقدر تصديقك أو اعترافك به لما جاءك عن الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم من الخبر عنه و لما ترى أمامك من الأدلة في الأنفس والآفاق الدالة عليه و من ذلك أن الله تعالى أتقن ما صنع و أحكم ما شرع فما في الخلق من الإتقان في الصنعة و ما فيه من الإبداع في الصورة و تهيئة كل شيء لما خلق له أدلة كثيرة لا تحصى و لا تحصر على وجوب الإيمان بالقدر القدر والقضاء القدر والقضاء مثل الإيمان والإسلام مثل التقوى والإيمان عند الاجتماع في نص واحد يكون لكل واحد منهما معنى و عند ذكر أحدهما في النص دون الآخر فإنه يدل على معناه وعلى معنى الآخر فمثلاً إذا ذكر الإسلام وحده في آية أو في حديث فيراد به الانقياد والاستسلام لله تعالى ظاهر وباطناً بالأقوال والأعمال والنيات عن حب له جل وعلى وتعظيم له وخوف منه ورجاء له وإذا ذكرا جميعا الإسلام والإيمان في نص واحد انصرف الإسلام إلى الانقياد لله تعالى بالأقوال والأعمال الظاهرة وانصرف الإيمان إلى الانقياد لله تعالى بالنيات والأعمال القلبية الخفية هكذا الإيمان والتقوى إذا ذكر أحدهما يذكر الإيمان وحده أو التقوى وحدها فالمراد به طاعة الله تعالى لامتثال أوامره واجتناب نواهيه رغباًَ ورهبة وإذا ذكرا جميعاً في النص انصرف الإيمان إلى فعل الطاعات وانصرفت التقوى إلى ترك السيئات كقوله تعالى إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون وهكذا القدر والقضاء إذا ذكر القدر فإنه يدل على معناه وعلى معنى القضاء وإذا ذكر القضاء وحده دل على معناه وعلى معنى القدر وإذا ذكر أحدهما بمفرده وإذا ذكرا جميعاً في النص الواحد دل القدر على معنى ودل القضاء على معنى آخر فإذا ذكر القدر والقضاء جميعاً يفسر القدر بأنه إحاطة الله تعالى بمقادير الأمور أي سبق علمه سبحانه وجريان قلمه بما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فيفسر القدر بالعلم الثابت والكتابة لذلك العلم ويفسر القضاء بأنه الفراغ من الشيء وإتمامه الفراغ من الشيء وإتمامه فقضاء الله تعالى هو تنفيذه لما سبق به علمه وجرى به قلمه أي أنه تعالى شاء وجود ما سبق به العلم و جرى به القلم وخلقه على الكيفية التي سبق بها العلم وجرى بها القلم فيفسر القضاء بالفراغ من الأمر أو التدبير وإتمامه كما قال تعالى فقضائهن سبع سموات في يومين فهذه العلاقة بين القدر والقضاء وإذا أردنا أن نبسط ذلك بالمثال المحسوس في حياة الناس فنقول يذهب أحدهم إلى محل خياطة الملابس لأجل أن يشتري أو يفصل ملابس له فالخياط يأخذ مقاسات الجسم ويحدد نوع القماش بالاتفاق مع هذا الرجل الذي يريد الملابس ثم بعد ذلك يخيط الثوب على ما قدره وقاسه من النوع الذي اختاره صاحبه القدر والتوحيد ما العلاقة بين القدر والتوحيد القدر نظام الملكي والقدر قدرة الله تعالى أي هو الدليل على قدرة الله تعالى أو دليل على قدرة الله وأثر عنها فالله تعالى نظم الملك كله علويهه وسفلييه وما بين ذلك هذا النظام هو القدر إن الله تعالى خلق الخلق وهدى كل مخلوق لما خلقه له فهذا الإيمان بالقدر على هذا الوجه من الإيمان بتوحيد الربوبية لأن القدر تدبير الله تعالى للملك والخلق فالإيمان به من الإيمان بربوبية الله جل وعلا كذلك فإن هذا التدبير هو أثر عن أسماء الله تعالى وصفاته فإن الله تعالى بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وحكيم يضع الأمور مواضيعها اللائقة بها وجميل يحب الجمال فما في هذا الملكوت وما في الشرع من النظام والالتصاق والإتقان كل ذلك من آثار أسماء الله الحسنة وصفاته العلا فإن أفعاله تعالى من آثار أسمائه وصفاته فالإيمان بالقدر على هذا الوجه من الإيمان بأسماء الله وصفاته كذلك فإن الإيمان بالقدر هو تسليم لله جل وعلا في قدره وإيمان بخبره وثناء عليه سبحانه وتعالى بحسن تدبيره وحكمته ووضعه الأمور مواضيعها اللائقة بها وإحسانه سبحانه وتعالى في ذلك وهذا من الإيمان بإلهية الله تعالى ومن عبادة الله تعالى نية وعمل وقولا ولهذا المؤمن عند المصيبة يقول إن لله وإنا إليه راجعون اللهم أجبرني في مصيبتي واخلفني خير منها لأنه يؤمن بأن تدبير الله تعالى كله حق وأنه لحكم وغايات أرادها الله جل وعلا وأن هذا التدبير بلغ من الحسن غاية حيث أنه لا يصلح سواه مكانه فلهذا المؤمن يرضى ويسلم بقضاء الله وقدره بقضاء الله وقدره بقدر الله وقضائه بعلم الله تعالى وكتابته وبفعله جل وعلا وخلقه فإذاً الإيمان بالقدر والقضاء من التوحيد من توحيد الله جل وعلا في أفعاله في أسمائه وفي كمال صفاته ونعوت عظمته وجلاله وتنزهه عن السمي والمثل والشريك والند والكفء وعن مماثلة خلقه فيما هو من خصائصهم وتنزه عن النقائص والعيوب ومن الإيمان بإلهية الله تعالى وأنه سبحانه هو الإله الحق المعبود بالحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له ولا يستحقها أحد سواه وهو من إخلاص الدين والعبادة لله جل وعلا القدر والشرع القدر نظام الملك وسر الله في الخلق وتدبير الله الحكيم لملكه وخلقه وعباده فالقدر نظام عام نظام عام لجميع المخلوقات لجميع المخلوقات العاقلة وغير العاقلة المكلفة من العقلاء وغير المكلفة فالقدر نظام عام لجميع المخلوقات هو سر الله في الخلق يظهر الله تعالى منه ما شاء ويخفي منه ما شاء الشرع نظام الله تعالى للمكلفين نظام الله تعالى الذي خاطب به المكلفين وتعبدهم به أن يقبلوا ويرضوا به ويلتزموا به فيؤدوا مما أوجب عليهم ما استطاعوا وينتهوا عن ما نهاهم الله تعالى عنه والشرع جزء من القدر فالشرع جزء من القدر لأن الله تعالى سبق في علمه ما يشرع لبعاده ما سيشرع لعباده من كل أمة ومن سيقبل هذا الشرع ويؤده على أكمل وجه يستطيعه ومن يقبل هذا الشرع ويقصر فيه ومن لا يقبله ويعرض عنه وجزاء كل صنف من هؤلاء وهذا وجه كون الله تعالى خالقاًَ لفعال العباد خيرها وشرها فإنه تعالى لما خلق الإنسان وكرمه كان من تكريم الله له أن خلق فيه الإرادة والقدرة اللتين تقع بهما أعماله فإن شاء استعمل إرادته وقدرته فيما شرع الله تعالى له وأحب منه فعله وإن شاء استعملهما فيما نهاه الله نهاه الله تعالى وكره فعله من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن أعتدنا للظالمين نار أحاط بهم سرادقها الآية إن هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا أفمن كان مؤمن كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون فلا تجوز المعارضة بين الشرع والقدر بين الواجب الإيمان بالقدر والاستقامة على الشرع ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قبله والله على بكل شيء عليم فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون خبير استقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا وتحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تتدعون نزلاً من غفور رحيم ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي لأن الله تعالى سبق علمه بالأشياء قبل كونها وكتب ذلك في اللوح المحفوظ وشاء ما اقتضت حكته وجوده بجود سببه فرتب المسببات على أسبابها وخلق ما أذن الله تعالى بوجوده بسببه وجعل القدر المتعلق بفعل العبد مستقبلاً غبياً خفياً فكيف يحتج العبد بأمر خفي عليه حين الفعل أو غبي عليه حين الفعل لا تتم له الحجة به بل حجته لحظة لأنه إن قال قبل الفعل إن الله قدر عليا كذا فهذا كذب لأنه لا يعلم القدر مغبن عنك وإذا كان لا يعلم فكيف يقدم على ما نهاه الله تعالى وهو يعلم أيليق بالعاقل أن يستعمل نعمة الله التي أتاه إياها وهي الإرادة والقدرة والهدى في معصية الله تعالى هذا كفرانٌ بالمنعم وسوء استعمال للنعمة بل الواجب على العبد أن يستعمل إرادته وقدرته وهدى الله الشرعية له في طاعة الله تعالى وأن يحذر من استعمال هذه الأمور في المعصية وإذا غلب على نفسه فعصا فليبادر إلى التوبة إلى الله جل وعلا إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فولائك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيما وإني لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحاً ثم اهتدى فمن تاب بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم من يعمل سوءً ويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفور رحيم فالله تعالى قد أحسن إلى العبد بثلاثة وجوه من الإحسان فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية والواجبات الدينية الأول أن الله تعالى قد أوضح الشرع فبين الأحكام وفصّل الحلال والحرام الثاني أن الله تعالى قد أعطى العبد قدرة أعطى العبد إرادة يختار بها ما شاء فإذا أراد الطاعة فبإمكانه وإذا أراد المعصية فبإمكانه وهذا من تكميل الله لخلقه حتى يمتحنه الله تعالى كيف يستعمل أرادته ثم جعل له قدرة على الفعل على فعل الخير وعلى فعل الشر حتى يظهر اختياره وتنفيذه فبإرادة يتبين الاختيار وبالفعل أو بالتنفيذ تبين الفعل فيكون العامل أهل للثواب إذا اختار الهدى ومحل للعقاب إذا اختار الضلالة والرداء وفلا تكونوا نعم الله تعالى سبباً لمعصيته ما ينبغي ولا يجوز لا عاقلاًُ ولا شرعا ولا فطرة أن تتخذ نعم الله تعالى وإحسانه إلى عباده سلم وذريعة لمعصيته بل الواجب على المكلف أن يبادر إلى الاستقامة على الشرع وأن يؤمن بالقدر فإذا حصلت فإذا حصلت المبادرة وتحقق الفعل فالمفعول المفعول مقدوره لا يمكن أن يقع من الإنسان شيء بغير قدر فإذا توضئ ومشى إلى المسجد وصلى فصلاته مقدوره علم الله بعلم سابق وكتب أن فلاناً يصلي وذلك من فضل الله عليه لأن الله هو الذي هداه بل هو الذي خلقه بل هو الذي خلقه وأنعم عليه وهداه وأعانه وأوجد فيه الإرادة والقدرة اللتين تقع به إرادته فلولا ذلك ما صبر وإذا أراد الصلاة و لكن عجز عنها وعن بعض أمورها أو عجز عن الطهارة لمانع منعه شرعاً أو عجز عن القيام أو عجز عن التوجه المسجد لذلك فإن الله يعذره فيما عجز عنه لقوله تعالى فاتركوا الله ما استطعتم أما إذا أن نتساهل سمع الأذان و واصل الحديث و لها حتى فاتته الصلاة ففوات الصلاة مقدور و هو السبب في ذلك لأنه لم يبادر إلى طاعة الله تعالى هو الذي تكاسل فإدراك الصلاة و أداؤها مقدور يحمد عليه العبد و يثاب عليه دنياً و آخرة و يمن الله عليه عز و جل فإن ذلك من فضله و فوات الصلاة عن تفريط و تقصير مقدور و هو سيئة يجب على العبد أن يتوب إلى الله منها و أن لا يرضى بها فصار عندنا فرق بيت القدر و المقدور فالقدر هو أمر يتعلق بالله جل و علا و كل فعله سبحانه و تعالى حق و حكمة يحمد الله تعالى عنه و أما المقدور ففيه تفصيل فإن كان المقدور طاعة كإدراك الصلاة مع الجماعة و أداء الحج و فعل الصوم و وصدقتي وبر الوالدين و الإحسان و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و طلب العلم و نحو ذلك فهذا مقدور يرتبط به العبد و يشكر الله تعالى عليه لأن الفضل لله تعالى عليه فلولا فضل الله و رحمته ما كان ذلك له لأن الله تعالى هو الذي خلقه و جعله عاقلاً سميعاً بصيراً و جعله صحيحاً آمناً و هداه للصلاة و أعانه عليها و شرح صدره لها حتى أداها فالفضل لله تعالى عليه أما فوات الصلاة عن تفريط أو فعل شيء من الفواحش و المبيقات أو التعدي على الناس بالظلم و نحو ذلك فهذا مقدور مذموم شرعاً يجب على العبد أن يتوب إلى الله منه لأنه ما وقع له إلا بتفريط منه لأنه لم يبادر إلى طاعة الله تعالى و لم يستقم كما أمر الله جل وعلا بل اتبع هواه و شيطانه و غره أمله و غرته نفسه فيتوب إلى الله تعالى فإن ذلك أعني فوات الصلاة أو فعل شيء من المبيقات أو التعدي على الناس بالمظالم يتوب إليه لأن إلى الله ذلك فإنه خطيئة جناها هو على نفسه استعمل علمه و إرادته و قدرته فيما نهاه الله عنه فبهذا صار محلاً لعقاب الله تعالى فمن أطاع الله فبفضل الله عليه و من عصى الله تعالى فبعدل الله أما إذا كان المقدور أمراً فوق طاقة الإنسان و لا تسبب له فيه من مرض أصابه أو موت قريب أو فوات حبيب أو نحو ذلك فهذا من الله تعالى و له الحكمة و الواجب على العبد أن يرضى بذلك و يسلم و أن لا يقول إلا خيرا ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يعني يرضى ويسلم يهدي قلبه و الله بكل شيء عليم فصار المقدور ثلاثة أنواع الأول مقدور موافق للشرع فالإنسان يحمد الله تعالى عليه و يغتبط به لأنه لولا فضل الله عليه ما صار ذلك الثاني مقدور مخالف للشرع فالواجب على العبد أن يتوب إلى الله تعالى منه و أن يحذر العودة إلى مثله و أن يندم على فعله و من تاب تاب الله عنه فالواجب عند الأول الشكر و الواجب عند هذا الثاني التوبة و مقدور آخر من قبيل المصائب المحضة التي لا سبب للإنسان فيها فهذا من تدبير الله تعالى و له الحكمة فقد يكون من حكمة الله تعالى أن يرفع درجة العبد عنده إلى منزلة لا ينالها بعمل غير الصبر على ذلك .


الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الإيمان بالقدر حقيقته ثمرته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الإيمان بالقدر (من 51 - 60 من 80 مسألة)
» كتاب الإيمان بالقدر (من 61 - 70 من 80 مسألة)
» كتاب الإيمان بالقدر (من 71 - 80 من 80 مسألة)
» كتاب الإيمان بالقدر (من 01 - 10 من 80 مسألة)
» الابتلاء : حقيقته – صوره – كيفية التعامل معه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: دروس قناة المجد الفضائية (كتابة)-
انتقل الى: