كتاب الإيمان بالقدر (من 61 - 70 من 80 مسألة)
المسألة الحادية والستون
أن كل شيء قد قدَّره الله ومن ذلك عقوبة المُخالفين وحركات الخلق وبقاء الجنين في بطن أمه وغير ذلك.
فيا ايها العبد:
1) إن شأنك كله مقدر في ذهابك ومجيئك وحركتك وأنفاسك وأجلك وقد قال تعالى لموسى: (ثم جئت على قدر يا موسى) فكان مجيء موسى على قدر ولم يكن اتفاقا, وهذا لو تفكرت فيه لعلمت أنك عبد لا تملك لنفسك نفعًا ولا ضرًا فعليك أن تتوجه بقلبك وأمورك كلها إلى ربك وان تعرف أنك عبده وأنه ربك ويجب على العبد أن يطيع ربه ويحرم عليه أن يعصيه وقد قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) فشمر عن ساعد الجد في عبادتك لربك حتى تموت (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
2) تفكَّر في خلقك في بطن أمك وانه مقَّدر وقد قال تعالى: (ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون) فنعم القادر هو الله عز وجل لأن قدره تابع للحكمة موافق لحمده, وفي حديث ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك...) الحديث. رواه الشيخان. فإن تفكرت في ذلك علمت أنك إنما أنت بالله ولا حول ولا قوة لك بنفسك بل أنت ضعيف من ماء مهين فالجأ إلى ربك القوي العزيز بطاعته وترك معصيته وبالتوبة إليه والإنابة إليه وتبرأ من حولك وقوتك إلا بالله وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم) وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي (يا عبد الله بن قيس) قلت لبيك يا رسول الله قال: (ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة) قلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
3) احذر من عقوبة الله فإن الله قد قدر عقوبة المخالفين كما قال تعالى عن عقوبة قوم نوح: (فالتقى الماء على أمر قد قُدر) وان الله قد حذرنا من معصيته وان من خالف أمره فإنه تصيبه فتنة أو عذاب اليم وكل ذلك قد قدره الله لمن يخالف أمره كما قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو عذاب أليم).
4) أن الله جل وعلا قد علم كل ما يتعلق بالخلق ومن ذلك موتك أيها العبد وما تنقصه الأرض من جسدك فإنه قد أحصاه الله في كتابه المحفوظ كما قال تعالى: (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ)وهذا استدلال على البعث وقدرة الله على إحياء الموتى فاستعد لذلك اليوم من اليوم بالإيمان والعمل الصالح فإن العيش إنما هو عيش الآخرة وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) رواه الشيخان وأن قبرك هو كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن القبر أول منازل الآخرة) رواه الترمذي والحاكم فافهم ذلك.
المسألة الثانية والستون
(التقدير العمري).
ان عمر العبد مُقدَّر معلوم عند الله فلا يزيد ولا ينقص وعمره إلا في كتاب وقيل المعنى ان طول العمر وقصره بسبب وبغير سبب كله بعلم الله تعالى.
فيا أيها العبد:
1) اعلم أن أجلك مضروب و ورزقك مقسوم لا يعجل منه شيء قبل حله ولا يؤخر شيء بعد حله فلا تسأل الله زيادة في الأجل وأيامك المعدودة لكن اسأل الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر وفي حديث ابن مسعود: (فقد سألت الله لآجال مضروبة وأرزاق مقسومة) رواه مسلم.
2) أن عمرك ليس للعب واللهو وإنما أعطاك الله إياه لتعبده كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فأين أنفقت عمرك؟ أعد للسؤال جوابًا وفي سنن الترمذي عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسئل عن خمس عن عمره فيمَ أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه وماذا عمل فيما علم.
3) اترك الجدل واشتغل من اليوم بما ينفعك بعد الموت بإنفاق عمرك في طاعة ربك وخذ من الدنيا ما تيسر باذلا الأسباب واستغل ليلك ونهارك في طاعة الله وفي صحيح البخاري حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن الحسين أن الحسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال: (ألا تصليان) فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يُرجع إلي شيئًا ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً}.
4) انظر إلى ما في الآخرة ولا تتسخط على ما فات من الدنيا إن كان مما تجده في الآخرة سابقا لك بخير وليكن سبقه إلى آخرتك أحب إليك وفي سنن النسائي عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه فحزن عليه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال مالي لا أرى فلانًا قالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال يا فلان أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك قال يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إلي قال فذاك لك.
5) ادع بهذا الدعاء ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري) رواه الحاكم وقال هذا حديث حسن الإسناد والمتن غريب في الدعاء مستحب للمشايخ إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان وقال الألباني "حسن".
المسألة الثالثة والستون
(التقدير الحولي).
إن الله يُقدِّر في ليلة القدر ما يكون في السنة من الآجال والأرزاق والمقادير القدرية كما قال تعالى عن ليلة القدر: (فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم).
فيا أيها العبد:
1) اهتم بليلة القدر (لا تنظر إلى مجرد ما قُدِّر فيها) ولكن اجتهد في العبادة والطاعة لأن المشروع في حقك أن تسعى فيما ينفعك عند الله من الأعمال الصالحة قمها إيمانا واحتسابا وفي ا لحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري.
2) اعلم أن كل عام يمضي فإنه نقص من عمرك الذي سوف تسأل عنه يوم القيامة فاملأ ذلك اليوم بطاعة ربك وحاسب نفسك هل أديت ما أوجب الله عليك وتركت ما حرم الله عليك وتقربت إلى الله بالنوافل في ذلك العام, وما كان من عام مقبل فاحرص على استغلاله قبل أن ينصرم من عمرك وفي سنن الترمذي عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسئل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم.
3) احرص على أن يكون عملك خيرا وطاعة وأملأ عمرك بذلك وفي حديث أبي بكرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس مَنْ طال عمره وحسُن عمله وشر الناس مَنْ طال عمره وساء عمله) رواه أحمد والترمذي والحاكم "صحيح".
4) إن كتبت ممن بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليك فاصرف بقية سني عمرك في طاعة ربك ,فماذا تريد بعد هذه السنين؟ وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلغ ستين سنة) رواه البخاري. ومعنى هذا الحديث: أنه لم يبق له موضعًا للاعتذار حيث أمهله طول المدة ولم يعتذر ومن معناه أن الله أزال عذره فلم يترك له عذرًا يعتذر به في ترك صالح الأعمال إذا أمهله هذه المدة.
المسألة الرابعة والستون
(التقدير اليومي).
فالله جل وعلا كما قال تعالى: (يسأله مَن في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن).
فيا أيها العبد:
1) إن الله جل وعلا هو الغني بذاته عن جميع خلقه وهو واسع الجود والكرم والعطاء فكل الخلق مفتقرون إليه يسألونه جميع ما يحتاجونه ولا يستغنون عنه طرفة عين فهو في كل يوم يغني فقيرًا ويجبر كسيرًا ويعطي قومًا ويمنع آخرين ويرفع قوما ويضع آخرين ولا يشغله شأن عن شأن فأقبل عليه كل يوم بالطاعة والتوبة والاستغفار والإنابة وفي حديث الأغر أنه صلى الله عليه وسلم قال: (... وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فو الله إني لأتوب إلى الله عز وجل في اليوم مائة مرة) رواه مسلم.
2) استغل كل يوم من عملك فيما يقربك إلى ربك من الصيام والصلاة والذكر والصدقة وكل أعمال الطاعات ومن ذلك:
أ. حافظ على الصلوات الخمس المفروضة وليقم الذكر بأدائها في المسجد مع جماعة المسلمين متما شروطها وأركانها وواجباتها مجتهد في الخشوع فيها وكذلك يقيم الفرائض اليومية من حقوق الله وحقوق عباده.
ب. اكسب كل يوم ألف حسنة (سبِّح الله مائة تسبيحة) وفي حديث في صحيح مسلم عن مُوسَى الْجُهَنِىُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ». فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ قَالَ « يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ».
ج. صل صلاة الضحى كل يوم واعلم إنك إن صليت الضحى أجزأتك عن ثلاثمائة وستين صدقة وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى».
د. صل كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوع غير الفريضة (هي السنن الرواتب) وفي حديث أم حبيبة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة) رواه مسلم.
هـ. قل كل صباح يوم ومساء ليلة ما جاء في سنن أبى داود عن اَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ عُثْمَانَ -يَعْنِى ابْنَ عَفَّانَ- يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِى لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِىَ». قَالَ فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِى سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَىَّ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلاَ كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِى أَصَابَنِى فِيهِ مَا أَصَابَنِى غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا.
__________
معانى بعض الكلمات:
الفالج: شلل يصيب أحد شقى الجسم طولاً.
--------------------
و. اذهب إلى المسجد فتعلم كل يوم آيتين أو أكثر من كتاب الله ففي حديث عقبة بن عامر أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فلأن يغدوا أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين ) رواه أبو داود "صحيح".
ز. اجتهد في أعمال الطاعات بحيث أنك لو قدر عليك أن أصبت في جسدك كتب لك وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يُصاب ببلاءٍ في جسده إلا أمر اللهُ الحفظةَ الذين يحفظونه أن اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير على ما كان يعمل ما دام محبوسًا قي وثاقي.
المسألة الخامسة والستون
(القضاء والقدر إذا اجتمعا).
القضاء: هو الفصل والحكم ويأتي بمعنى الخلق.
القدر اصطلاحًا: ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد فهو الحكم السابق.
قال ابن بطال: القضاء هو المقضي.
فيكون القضاء بمعنى الخلق كما قال تعالى: (فقضاهن سبع سماوات في يومين).
فالقضاء من الله تعالى أخص من القدر لأنه الفصل بين التقديرين فالقدر هو التقدير والقضاء هو الفصل والقطع, قلت: ويكون القضاء بمعنى القدر كما في حديث أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اصنعوا ما بدا لكم فما قضى الله تعالى فهو كائن وليس من كل الماء يكون الولد) رواه أحمد "صحيح".
والقدر الكوني هو ما قدَّره الله وشاءه وأراده كونًا ويدخل فيه كل ما يقع مما يحبه الله ويرضاه أو لا يحبه وأما القدر الشرعي فهو المتعلق بما يحبه الله ويرضاه دون ما يكرهه ويبغضه وقد يقع الشرعي وقد لا يقع.
والقضاء الكوني لا بد من وقوعه كما قال تعالى: (فقضاهن سبع سماوات في يومين) وأما القضاء الشرعي فقد يتخلف كما قال تعالى: (وقضى ربك آلا تعبدوا إلا إياه)
فيا أيها العبد:
قم بما شرعه الله لك مما يحبه الله ويرضاه واجتنب ما نهاك الله عنه أو نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا الذي أنت مكلف به.
ومن ذلك:
أ. استقم على عبادة الله دون سواه حقق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له وأحسن إلى والديك كما قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلا الله قال: (الصلاة على وقتها قيل ثم أي؟ قال: بر الوالدين...).
ب. احذر من الفساد في الأرض بالذنوب والمعاصي فإن عاقبتها وخيمة وقد قال تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين...) أي أخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يحصل منهم فساد في الأرض مرتين بعمل الذنوب والعلو في الأرض وانه إذا وقع واحدة من الإفسادتين سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم فهذا تحذير لهم وإنذار لعلهم يرجعون.
ج. لا تنظر إلى القضاء الكوني ولكن اجتهد في عمل الخير ومن ذلك الشفاعة الحسنة لأخيك المسلم وفي الحديث: (اشفعوا تؤجروا).
المسألة السادسة والستون
(كل ما يصيب العبد إنما هو بعد القدر).
اعلم أيها العبد أن كل ما يصيبك فهو مُقدَّر عليك وانه لا يصيبك إلا بعد القدر.
فيا ايها العبد:
1) احذر من الذنوب فإنها من أسباب حصول المصائب بعد القدر ومن تلك الذنوب العجب بالنفس وقد قال ابن عباس: (ما أصاب داود بعد القدر إلا عجب به من نفسه وذلك أنه قال: يا رب ما من ساعة من ليل أو نهار إلا وعابد من آل داود يعبدك يصلي لك أو يسبح أو يكبر وذكر أشياء فكره الله ذلك فقال: إن ذلك لم يكن إلا بي فلولا عوني ما قويت عليه وجلالي لأكلنك إلا نفسك يومًا قال يا رب فأخبرني به فأصابته الفتنة ذلك اليوم) رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه البيهقي من طريق الحاكم وقال الذهبي في التلخيص "صحيح".
2) اعلم أن أكثر من يموت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد قضاء الله وقدره بالعين وفي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أكثر مَنْ يموت من أمتي بعد كتاب الله عز وجل وقضائه وقدره بالعين) "حسن" فإذا رأيت ما يعجبك من أخيك المسلم فادع بالبركة ولا تقتل أخاك بالعين وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة) صحيح.
3) اعلم أن الحذر لا ينجي من القدر ولكن العبد مأمور بالبعد عن الهلكة كما قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ولكن تؤمن أنه مهما تحذر الإنسان فإن القدر نافذ وقد قال ابن عباس: (إن القدر إذا جاء حال دون البصر) رواه الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وعن عكرمة عن ابن عباس قال: (كان الهدهد يدل سليمان على الماء فقلت: وكيف ذلك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب؟ فقال: أهنك الله بهن أبيك أولم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر) رواه الحاكم في المستدرك.
المسألة السابعة والستون
(أهل السنة وسط في القدر بين نُفاة القدر والجبرية).
فيا أيها العبد:
اعلم ان الناس انقسموا في القدر إلى ثلاثة أقسام:
1) القسم الأول: هم الجهمية الجبرية الذين يقولون أن أفعال العباد نفس فعل الله وحقيقه هذا القول أنه من جنس قول المشركين الذين قالوا: لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء, فالعبد عندهم مجبور ويصدر منه الفعل من غير إرادة ولا مشيئة.
2) القسم الثاني: قول القدرية (مجوس هذه الأمة) الذين ينفون القدر وعندهم أن العبد يخلق فعله وأن الله لا يخلق أفعال العباد.
3) القسم الثالث: هم أهل السنة والجماعة وهم وسط بين الفريقين الأول والثاني فعند أهل السنة أن العبد فاعل على الحقيقة وله مشيئة وله إرادة جازمة وقوة صالحة وقد قال تعالى في إثبات مشيئة العباد: (لمَن شاء منكم أن يستقيم) وقال تعالى: (فمَن شاء ذكره) وقال تعالى: (فمَن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً) وأن العبد كاسب عامل فاعل مع إثبات أن الله تعالى خالق للعباد ولأعمالهم كما قال تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) وأن مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله تعالى كما قال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقال تعالى: (وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة).
4) تمسك أيها المسلم بمذهب أهل السنة والجماعة فهو المذهب الحق الوسط كما في قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي عدولا خيارا,واحذر من الانحراف عن منهج أهل السنة واعلم من سلك منهج أهل السنة والجماعة فإنه لايضره من خالفه ولا من خذله وفي حديث معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) رواه الشيخان.
المسألة الثامنة والستون
(الذي قدَّر فهدى).
قال تعالى: (والذي قدَّر فهدى) فهذا التقدير تتبعه جميع المقدرات فهدى إلى ذلك جميع المخلوقات.
فيا أيها العبد:
1) اعلم أن الله هدى بالهداية العامة كل المخلوقات لمصالحها فهدى الحيوان والإنس والجن والنبات وغيرها ,وانظر إلى الحيوان الذي يسعى في سبيل معيشته بأساليب متنوعة (انظر في مملكة النحل) (انظر في النمل) (انظر في الطير تغدوا خماصًا وتروح بطانًا) (انظر في الإنس والجن وسيرهم في معيشتهم وغيرها) (انظر في النبات ونموه وتغذيه) فلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير,انظر نظر المعتبر المتفكر لترجع بقلبك وقد امتلأ إيمانا وتقدير الله حق قدره لتعود إلى طاعته والتوبة إليه والأنس بقربه ومحبته والخوف منه فتجعل حياتك كلها طاعة له وقد قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي) الاية.
2) أن الهداية تنقسم إلى قسمين:
أ ـ القسم الأول: هداية التوفيق:
وهذه الهداية لا يملكها إلا الله عز وجل فلا يملكها غيره فهو الذي يوفق العبد للإيمان والعمل الصالح والتوبة والإنابة وهي في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) فأسأل الله أيها العبد تلك الهداية وألح في سؤاله أن يهدك الصراط المستقيم صراط الذي انعم الله عليهم وان يجنبك صراط المغضوب عليهم والضالين وفي حديث عدي ابن حاتم انه صلى الله عليه وسلم قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) رواه الترمذي صحيح.
مسألة:
هداية التوفيق هي المنفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (إنك لا تهدي مَنْ أحببت ولكن الله يهدي مَن يشاء).
ب ـ القسم الثاني هداية الدلالة والإرشاد:
وقد هدى الله عباده إليها ودلهم وأرشدهم إلى كل ما فيه خير لهم في الدنيا والأخرة كما قال تعالى: (وهديناه النجدين) وقال تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا) والنبي صلى الله عليه وسلم قد دل أمته وأرشدهم إلى كل خير كما قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله) وكل مَن يدعو إلى الله ويدل الناس إلى الخير فهو داخل في هذه الهداية.
3) هداية الدلالة قسمان منها قسم دلالة وإرشاد إلى الخير ومنه قسم دلالة على الشر والسوء كما قال تعالى عن الشيطان: (كُتِبَ عليه أنه مَن تولاه فأنَّه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) فكن أيها المسلم على منهج القران فطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دلالة الناس على الخير وكل عمل صالح في الدنيا والآخرة فإن سرت على ذلك فأنت على طريق نبوي كريم ولا تكن على طريقة الشيطان وهذا منهج كل من يدل الناس على السوء والمنكر والمحرمات ويشجع على ذلك وإذا رأيت انك في هذا الطريق طريق السوء فأنت على طريق شيطان رجيم.
المسألة التاسعة والستون
(حكم الرضا بالقدر).
أن الله قدَّر كل مقادير الخلائق ويدخل في ذلك أعمالهم وحركاتهم وسكناتهم وما يختلج في صدورهم ويجب على العبد أن يؤمن بذلك وأما الرضا فكما يلي:
فيا أيها العبد:
1) يجب الإيمان كما مر بكل ما قدره الله وقضاه وان الأمر كله لله ولا يكون إلا ما قدره الله وان الله يفعل ما يشاء كما قال تعالى: (ويفعل الله ما يشاء).
2) يجب عليك الرضا بكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعتقادات والأقوال والأعمال (سائر الطاعات) فإن هذا مما شرعه الله لعباده ويجب الرضا بشرعه وقد قال تعالى: (وان تشكروا يرضه لكم) وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ».
3) يحرم عليك الرضا بالمعاصي والكفر والذنوب من النفاق وغيره ويجب كره ذلك وقد قال تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) وقال صلى الله عليه وسلم: (ويكره لكم ثلاثًا قيل وقال).
4) احذر من بغض ما شرعه الله لعباده في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فذلك ردة عن دين الإسلام كما قال تعالى: (كرهوا ما نزل الله فاحبط اعمالهم) الآية.
5) يجب عليك الصبر على المصائب كالمرض والفقر ونحوها وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث المقداد: (إن السعيد لمَنْ جنب الفتنة, ولمَنْ ابتلي فصبر).
6) أما الرضا بالمصائب فهو كما يلي:
أ. يجب الرضا بفعل الله عز وجل لأنه تعالى لا يُنسب إليه الشر وفي الحديث: (والشر ليس إليك) وأن كان الشر قد خلقه الله تعالى.
ب. أما المصيبة المنفصلة التي أصابت العبد فإنه لا يجب الرضا بها وإنما يجب الصبر عليها.
7) يجب عليك حمد الله وشكره على النعم في القلب واللسان والجوارح وقد قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وفي صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا».
المسألة السبعون
(القدر والتوكل).
أن كل ما يفعله العباد فإنه مكتوب مقدر كما قال تعالى: (وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر) والقدر لا ينافي التوكل على الله.
فيا أيها العبد:
1) كن متوكلا على الله عز وجل ولا تتوكل على القدر وقد قال تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فتوكل على الله إنك على الحق المبين).
2) إن توكلت على الله كفاك كما قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي كافيه وأحبه كما قال تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
3) إذا خرجت من بيتك فتوكل على الله وقل ما جاء سنن أبى داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ». قَالَ « يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِىَ وَكُفِىَ وَوُقِىَ ».واعمل بما جاء في سنن أبى داود - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَقُولُ « اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ».
4) أن التوكل على الله يشمل:
أ. أن تعتمد بقلبك على الله وتفوض أمرك إليه مؤمنا خاضعا مسلما أمرك لله عالما ان الأمر كله لله وبيده راغبا فيما عند الله راهبا منه وفي حديث البراء في صحيح مسلم عن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْلَمْتُ وَجْهِى إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِى إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِى أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلاَمِكَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ». قَالَ فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلْتُ آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ قَالَ « قُلْ آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ ».
ب. اسأل الله أن يوفقك وأن يعينك على طاعته وعلى كل خير واعلم انه ان لم يكن ليعينك فلن توفق لذلك الخير.
ج. أن تبذل الأسباب (فعل الأسباب) ولا تعتمد على السبب فإن الله هو خالق الأسباب والمسببات وأن تكون حريصا على ما ينفعك مجتهدا في القيام بالأسباب تاركا الكسل وقد قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك).
د. استعن بالله في أمورك وقد قال تعالى: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا) وقال صلى الله عليه وسلم: (واستعن بالله).
هـ. إذا أصبت بشيء بعد ذلك فلا تقل لو أني فعلت كذا ولكن قل "قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان".
5) ابتعد عن الذنوب والسيئات واستعن بالله في صرفها عنك و ادع الله أن يصرفها عنك وفي حديث أبي أمامة: (ولا يصرف سيئها إلا أنت ) رواه أبو داود والترمذي وغيرهم وعند النسائي (وقني سيء الأعمال وسيء الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت) "صحيح".