ضيف الحلقة :
الشيخ عبد الحميد بن محمد الهليل
موضوع المحاضرة
الابتلاء : حقيقته – صوره – كيفية التعامل معه
يقول الله سبحانه وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ألم أحسب الناس أن يتركون أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمن الكاذبين نعم هذه الدنيا يواجه الإنسان فيها المصائب والمحن والفتن والرزايا هذه الدنيا طبعت على كدر وأن تريدها صفواً من الأكدار والأقذار ثم لا تكره لا تكره المكروه لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينة كم نعمة لا تستقل بشكرها لله في طي الكاره كامنة ولكن يا إخواني في الله خير لنا إذا تكلمنا عن أي موضوع أن نرجع إلى القدوة والأسوة لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ننظر هل ابتلي الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه ونفسه خير من وطأ الثرى بأبي وأمي ونفسي أفضل إنسان على وجه الأرض وطأ على هذه الأرض مشى على هذه الأرض هل ابتلي خير مني ومنك هل ابتلي نرجع إلى الوراء قليلاً لنعلم هل ابتلي الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا الرسول صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر رضي الله عنه والرسول صلى الله عليه وسلم ممدد على فراش من حصير هذا الفراش قد صنع من أعواد الحصير وقد أثرت هذه الأعواد على جنبه الشريف ونحن ننام على الفرش الوفيرة وهذا حلال ونسأل الله سبحانه تعالى أن يديم هذه النعمة على طاعة الله هذا الرسول النبي خير من وطأ الثرى ينام على فراش من حصير وقد طبع أو أثر هذا الحصير على جنبه الشريف فيأتي عمر رضي الله عنه بحرقة وألم وغيرة على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى دين الله يقول يا رسول الله كسرى وقيصر ينامون على الديباج والحرير وأنت رسول الهدى تنام على الحصير فيأتيه الرد سريعاً ليثلج صدر عمر وصدر من يأتي بعد عمر بل يثلج صدري وصدرك وصدر من يقاتل في سبيل الله من إخواننا المسلمين الذين يواجهون حرباً شعواء من كفار لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة اسمع ما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا عمر ياعمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة رحل الرسول صلى الله عليه وسلم ورحل أبو لهب ورحل فرعون لو نسأل طفل صغير في المسجد لم يدخل المدرسة قلنا أين أبو لهب يأتيلك بالدليل تبت يدا أبي لهب وتب ثم يكمل السورة فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا أل فرعون أشد العذاب قلنا له وأين الرسول صلى الله عليه وسلم قال هو في الجنة في جنة ونهر في مقعد صدق ٍ عند ملك مقتدر إذاً تحمل هذا الابتلاء الرسول صلى الله عليه وسلم صبر ثم خرج من هذه الدنيا وهو الآن أين هو هو في جنة ونهر في مقعد صدق عند ملك مقتدر الرسول صلى الله عليه وسلم واجه الابتلاء فاسمع هذا الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً قال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ذاك أن لك أجر أجرين قال أجل ذلك كذلك ما من مسلم واسمع أخي المبتلى اسمعي أختي ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيأتيه وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها الله أكبر متفق عليه فرق يا أخي بالله بين المسلم والكافر في مواجهة هذه الابتلاءات وهذه المصائب والفتن والمحن والرزاية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث يقول عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن لا يكون ذلك إلا للمؤمن لنعلم أن المؤمن عندما يصبر ويحتسب فإن الله سبحانه وتعالى فسوف يجزيه خير الجزاء إما يرفع له الدرجة أو يحط له من الخطايا الشيء الكبير حتى يمشي على الأرض ربما يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة واحدة نعم يا إخواني في الله والابتلاءات كثيرة أمراض أسقام عقم تسلط أعداء ظلم من الغير وغير ذلك من الابتلاءات الكثيرة ونبلوكم بالشر والخير فتنة ولكن يا إخواني في الله وهذا ما يهمنا وإن شاء الله سوف يأتي الحديث على تفريج الكربة وأن الله سبحانه وتعالى يفرج هذه الكرب وسوف نأتي إن شاء الله بقصص وقفت عليها بنفسي إخواني في الله حتى لعلي أدخل السرور على هذه الوجوه النيرة من ابتلوا في دين الله سبحانه وتعالى من ابتلوا بأمراض وأسقام وغير ذلك إخواني في الله أخواتي في الله يختلف الناس في مواجهة الفتن
والمحن والرزايا منهم من يرضى ويعلم أن الله سبحانه وتعالى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حب الله قوماً ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط عياذاً بالله من ذلك لذلك الآن تزور أحد الإخوة في المستشفيات أو تزور قريب أو قريبة كبار سن تجد الواحد منهم أبعد الله عنا وعنكم وعن المسلمين كل مرض أصيب بسرطان انتشر في جسمه وهو يعلم أصيب بتليف كبد وهو يعلم ولكن تقول كيف حالك يا عم يقول بخير ولله الحمد ثم يبتسم الحمد يقول نحن أحسن من غيرنا سبحان الله وهو يعلم عن هذه المصائب التي أصيب بها ولكن يعلم أن هذه الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقا كافراً منها شربة ماء ويعلم أن الجنة هي المستقر وهي المراد عنده يقول الحمد لله نحن أحسن من غيرنا وتذهب إلى إحدى الإخوان أو إحدى الأخوات من أصيب بأقل فتنة ثم لا يصبر ولا يحتسب تقول له اصبر واحتسب يقول يا أخي والله الناس أحسن مني في كثير من الأشياء وأنا أصبت بكذا وكذا وكذلك هذا من السخط الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي قال وهو يزوره ويعود ويدخل الطمأنينة في قلبه قال له لا بأس الطهور إن شاء الله لا باس طهور قال ذلك المبتلى حمى تفور على شيخ كبير لتريده القبور قال فهي إذاً هي إذاً كذلك نعم يا إخواني في الله فهذا الرجل قد تسخط الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا له بأن الله سبحانه وتعالى يجعل من هذا المرض له الذنوب والسيئات وهو يريد غير ذلك فله ذلك نسأل الله العافية والسلامة لكن يا إخواني في الله الرسول صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة كثير من الناس الآن إذا نظرت إليهم إذا أصيب بمصيبة لا يتحمل ثم يجلس يسخط ويشق الجيوب ويصرخ ويلطم الخدود ويدعوا بدعوة الجاهلية يقول يا رب حتى يتعدى الإنسان على حكمة الله وقدرة الله لا يرضى بالقضاء والقدر يقول يا رب لماذا تبتليني بكذا وكذا سبحان الله الرسول صلى الله عليه وسلم ثم هذا الشخص إذا جلس خمس أيام ستة أيام تأتي له وإذا به قد تعود على هذا البلاء فصبر لماذا لا يكون الصبر عند الصدمة الأولى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم مرّ عند امرأة تبكي عند قبر لها أو تبكي في رواح صبي لها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اصبري واحتسبي اصبري واحتسبي الرحيم بأمتي يقول للمرأة اصبري واحتسبي قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي نهرت الرسول صلى الله عليه وسلم إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي هل نهرها الرسول صلى الله عليه وسلم أو سبها أو شتمها لا بل ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أتوا إلى هذه المرأة فقالوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يعني كيف قلتي له هذا كيف رفعت صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لم أعلم ثم ذهبت إليه تعتذر فلم تجد عند بابه بوابين قالت يا رسول الله لم أعرف أنك الرسول صلى الله عليه وسلم قال إنما الصبر عند الصدمة الأولى فهذه قاعدة إذا أصبت لا قدر الله بمصيبة أو بفتنة أو بشيء أخر بفقد حبيب أو بفقر أو بعقم أو غير ذلك فاحمد الله سبحانه وتعالى واعلم أن الله سبحانه وتعالى أراد بك خيراً وتذكر إنما الصبر عند الصدمة الأولى ولكن يا إخواني في الله هل دمع إخواني في الله أخواتي في الله هل دمع العين وحزن القلب الله سبحانه وتعالى يؤاخذ بهما لا لأن هذا إذا لم ينافي التوكل يتعدى ذلك إلى الصراخ وشق الجيوب ولطم الخدود والدعوة بدعوة الجاهلية الرسول صلى الله عليه وسلم قد دمعت عينه وحزن قلبه وحزن قلبه ولكنه وافق الفطرة فلو أتيت بإنسانة الآن مات ابن له ولم تدمع عينه ولم يحزن قلبه فهذا قد تعدى الفطرة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وافق الفطرة فدمعت عيناه وحزن قلبه فيا إخواني في الله أخواتي في الله إذا أصبت لا قدر الله بمصيبة فاعلم أن دمع العين وحزن القلب لا يؤاخذ الله سبحانه وتعالى بهما ولكن اعلم اعلم عندما هذا لا ينافي في التوكل وتعلم أخي في الله أختي في الله تعلمون جميعاً ونعلم جميعاً أن هذه المصائب تكفر الذنوب وترفع الدرجات فلا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يصيبنا بالمصائب والفتن والمحن حتى يكفر الله عنا الذنوب الإنسان يسأل الله العافية وإذا جاءت المصيبة فليصبر وليحتسب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لن يعطى بعد اليقين خير من العافية وقال مطرف رحمه الله تعالى لان أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر فأنت إذا ابتليت فصبر واحتسب فإن الله سبحانه وتعالى عنده لك أجر عظيم ثم لنعم أخواني وأخواتي في الله سبب هذه الذنوب سبب هذه الفتن والمحن والرزايا نرجع إلى القرآن ونرجع إلى كلام الله سبحانه وتعالى يقول الله سبحانه وتعالى بعد أعوز بالله من الشيطان الرجيم وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عنا الكثير ثم يقول أولما أصابتكم مصيبة وقد أصبتم مثليها قلتم أن هذا هو من عند أنفسكم قلتم أن هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير إذاً يا إخواني في الله أخواتي في الله لنعلم أن سبب الذنوب والمعاصي أن سبب هذه الفتن وهذه الابتلاءات سببها الذنوب والمعاصي ولكن يتساءل الإنسان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم هل كان يذنب حتى إن الله سبحانه وتعالى يبتليه لا الرسول صلى الله عليه وسلم يبتليه الله سبحانه وتعالى لكي يرفع درجته
نعم أخواني في الله ثم نقف عند هذا الحديث قليلاً يا أخواني في الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث متفق عليه وهذا لفظ مسلم قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أي أحق فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم متفق عليه وعند البخاري إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ولكن المصيبة يا أخواني في الله الآن الناس الكثير من الناس ونحن لا نزكي أنفسنا وعندنا من الذنوب الشيء الكثير ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافينا وكل مقصر يا أخواني في الله تأتي إلى أحد الأخوان تقول له يا أخي أصبر واحتسب بالمرض كما قلنا قبل قليل يقول يا أخي أنا أصبت بكذا وكذا وكذا فتقول أصبر واحتسب ثم يسخط ويقول أنا غيري أحسن مني أنظر إلى ذاك المعافى في بدنه أنظر إلى ذاك الذي يملك سيارة فاخرة أنظر إلى ذاك الذي يملك بيتاً ملكه وغير ذلك أنظر إلى أرصدت فلان أنظر ما عند ذلك من الأولاد والأبناء والبنات ثم تجد تأتي إليه وتقول له يا أخي لماذا لا تأتي إلى المسجد قبل قليل يقول فلان وفلان أفضل مني ثم تأتيه من ناحية أخرى تقول له لماذا لا تبكر إلى بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيه بالغدو الآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا يبعن عن ذكر الله يا أخي لماذا لا تبكر لماذا لا تأتي إلى بيوت إذن الله أن ترفع لماذا لا تأتي إلى روضات المساجد لماذا لا تأتي إلى صلاة الفجر لماذا لا تتصدق يقول يا أخي أنا أحسن من غيري قبل قليل يقول الناس أحسن مني وإذا أتينا إلى مسألة الطاعة يقول أنا أحسن من غيري يا أخي أنا ألف وأربعة مئة وثلاثة وعشرين اعتمرت ألف وأربعة مئة وخمسة وعشرين تصدقت على فقير أنا كذا وكذا كذا ثم يذهب ويزكي نفسه ولم يعلم هذا المسكين أنه والله لو طبق هذا الحديث حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم أذهب إلى المستشفيات والله يا أخواني في الله ويا أخواتي في الله لو يذهب الواحد منا إلى دار النقاهة في قرية الخرج وهو ما يسمونه العامة بمستشفى العزل وتنظر وجزاه الخير القائمين على تلك المستشفى والله يا أخواني في الله تنظر إلى الشباب في عمر الزهور عمر ثمانية عشر سنة وعشرين وخمسة وعشرين أحدهم قد أصيب بالشلل الرباعي لا يستطيع حراك إلا رأسه والله يا أخواني في الله بعضهم إذا أراد أكرمكم الله أن يتغوض فإنه يأتيه المصائب كأنها ولادة ويعطى أكرمكم الله التحاميل أحد المشايخ الفضلاء دخل إلى إحدى الغرف وإذا بذلك الشاب ممدد على السرير وقد بدت عورته هذا الشاب قبل أيام يستطيع حراك يديه ورجليه يستطيع حراك يداه ورجلاه ولكن هذه المرة لا يستطيع لأنه أصيب بشلل رباعي وقد بدت عورته الشيخ ينظر إلى هذا الشاب يريد زيارته والشاب ينظر إلى الشيخ ويستحي من أن عورته قد خرجت يريد أن يغطيه ولكنه لم يستطع وتقدم الشيخ وأطرق رأسه ثم غض بصره ثم غطى هذه العورة وقبل جبين ذلك الشاب فبكى الشيخ وبكى الشاب نعم يا خواني في الله والله يا أخواني في الله زرت أحد المستشفيات زيارة قريب لي فلما دخلت إلى قسم الرجال فإذا برجل يصرخ يصرخ فاستأذنت من صاحب الغرفة أرافق فإذا بي أدخل على شاب والله لو نظرتم إلى شكله وحالته سبحان الله وإذا بالرائحة تملئ المكان أكرمكم الله وأكرم الملائكة فسألت عن ذلك الشاب قيل لي أن هذا الشاب قد تخرج من كلية الطب ثم قدر الله عليه بحادث مروري فانقلبت السيارة فهو كما ترى والله لا يعلم الصباح من المساء ولا يعلم الشتاء من الصيف وهو تخرج منه الأذى من تحته نعم يا أخواني في الله وأخواتي فلنحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعم التي نرفل بها صباح مساء ولكن الإنسان لا يعلم بهذه النعم إلا إذا فقدها نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا نفقد هذه النعم ويجعلها على طاعة الله نعم يا أخواني في الله ثم ننظر حتى لا نطيل بهذه القصص التي والله إنها تقطع الأكباد ننتقل إلى من أبتلي ابتلوا في دين الله وتسلط عليهم الأعداء يا أخواني في الله أخواتي في الله أنتم أتيتم إلى هذا الجامع المبارك في هذه البلاد المباركة التي ننعم فيها بالأمن والأمان فلنحمد الله احمد الله سبحانه وتعالى والله يا أخواني في الله هناك أخواناً لنا الآن في هذه الساعة ونحن نتكلم الآن لا يأمن الواحد منهم على عرضه أن ينتهك أنت تخرج من بيتك وتأتي مساجد مكيفة تأتي إلى مساجد وتصلي وتبتسم لإخوانك وتخرج من باب المسجد وأنت مرتاح تدخل إلى بيتك قد هيئ لك كل أسباب الراحة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديمها عليك ويديمها عليك ولكن أخوتاً لنا في مشارق الأرض ومغاربها الواحد منهم لا يأمن على عرضه ولا يأمن على نفسه وهم ابتلوا في دين الله ولكن لهم بشارات إن شاء الله سوف نزفها نزفها لهم وأنت يا أخي في الله لنقف قليلاً أخي في الله أختي في الله عند هذه الابتلاءات التي يصاب الأمة الإسلامية بها هذه الأيام فتن كثيرة والرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من الفتن فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله لا تقم الساعة حتى يأتي يوم على الناس لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ويكثر الهرج القتل قالوا ما هو قال القتل الهرج يعني القتل يكثر القتل فنحن الآن نظر إلى هذه الفتن التي تموج في كل مكان قتل فعلينا يا أخواني في الله لأن هذه من الابتلاءات علينا أن ندعو الله صباح مساء أن يكشف عنا هذا البلاء وأن يعافينا من كل بلاء وفتنة وندعو الله سبحانه وتعالى صباح مساء أن يكشف ضر أخواننا المسلمين يا أخي في الله أنت الآن في هذا الجامع المبارك جامع الأمير محمد بن عبد العزيز ربما وأنت جالس بين الأغاني والإقامة أو بعد الصلاة بعد صلاة النافلة أو أنت جالس هنا اعتكفت في هذا الجامع المبارك أو جلست ساعة وأنت ترفع يديك إلى السماء وتدعوا الله سبحانه وتعالى لإخوانك المسلمين والله ما تعلم أن هؤلاء المبتلين في دين الله أن الله سبحانه وتعالى يكشف كربة بسبب دعوة منك وأنت لا تشعر يبطل مؤامرة يبطل انفجار قنبلة وأنت لا تشعر وأنت في هذا الجامع المبارك وأنت في بيتك تدعو الله سبحانه وتعالى وأنت في السجود في الثلث الأخير من الليل تدعو الله سبحانه وتعالى ثم يكشف الله سبحانه وتعالى الشيء الكثير أو البلاء الكثير بسبب دعوة منك لإخوانك المسلمين وهؤلاء المسلمين الذين ابتلوا في دين الله والله يا أخواني في الله تنظر إليهم الآن وتنظر إلى طائرات الأباتشي تأتي ثم تقصف سيارة فيها أحد المجاهدين مثل الشيخ أحمد ياسين رحمه الله تعالى الشيخ عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله تعالى يمشون في سيارتهم ثم تأتي طيارة ثم تضربهم وتقصفهم بالصواريخ وكأنها تقصف دول ليس أفراد ثم تنظر إلى هذه السيارة وكثير من الناس ينظر إلى القنوات الفضائية وينظر إلى هذه الأخبار ثم تنظر إلى هذا الابتلاء العظيم تنظر إلى هذا الابتلاء الذي يزلزل تنظر إلى الأشلاء وقد جمعت في أكياس تنظر إلى هذا الدم واللحم والعظم قد اختلط بالحديد ثم يأتي أتي أنا وأنت ننظر ثم نقول مسكين مسكين هذا المسلم الذي اختلط لحمه ودمه وعظمه لا والله ليس مسكين إذا احتسبه الله من الشهداء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يتمنى أن يعود الشهيد يتمنى أن يعود ثم يقتل ثم يعود إلى الدنيا فيقتل فيعود فيقتل يتمنى أن يعود عشرات المرات لكي يقتل في سبيل الله لما يرى مما أعده الله سبحانه وتعالى للشهداء أو ما أعده الله سبحانه وتعالى من مكانة للشهداء فهؤلاء ليسوا مساكين من احتسبهم الله سبحانه وتعالى في الشهداء ونحسبهم والله حسيبهم أن الله سبحانه وتعالى قد أماتهم على طاعة الله كيف وهم يمشون بسيارة ثم يقصفهم العدو والرسول صلى الله عليه وسلم قال الشهداء قال ما تعدون الشهداء من أمتي فقال الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الصحابة ضرا الله عليهم الذي مات في الحرب في القتال قال إذاً شهداء أمتي قليل ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عن المبطون وعن صاحب الهدم وغير ذلك أنهم شهداء ولعل الذي يموتن في حادث سيارة وتراه قد بر والديه ذهب إلى منطقة لكي يزور والداه فإذا بهذه السيارة انقلبت ومات هذا الشخص وتقطعت أشلاء وتقول مسكين ربما أنه ينغمس الآن في أنهار الجنة وأنت تقول مسكين لماذا لأنه مات على طاعة الله نعم يا أخواني في الله فهذه الدنيا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السوق والصحابة على كنافتيه أي على جانبيه فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جدي أسك تيس ملقى على الأرض ميت ميت وفيه عيب أخر وهو صغير الأذن أسك فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة من يشتري هذا بدرهم أو بدرهمين قاولا الصحابة والله يا رسول الله لو كان حياً لكان عيباً فكيف به وهو ميت قال الرسول صلى الله عليه وسلم والله إن الدنيا أهون عند الله من هذا عليكم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا عند الآخرة إلا كما يدخل أحدكم أصبه في اليم فلينظر بما يخرج يخرج بنقطة صغيرة هذه هي الدنيا التي نتصارع عليها صباح مساء والبحر المتلاطم بالأمواج المليء بالكنوز هذه هي الآخرة نعم يا أخواني في الله ثم نرجع ونبشر أخواننا المسلمين ونبشركم أنتم عندما تنظروا إلى تسلط الأعداء القوة النووية والبارجات والطائرات وتنظر إلى الجندي المدجج بالسلاح تصور يا أخي في الله والأخوان والأخوات في فلسطين وفي العراق وفي كل مكان في وسط هذه المعمعة وهذه الابتلاءات العظيمة تصور أن إنسان يخرج فيقرأ آيات الله سبحانه وتعالى ماذا يقول في وسط هذه الابتلاءات وهذه التسلطات عند أقوام الله يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة يقول الله سبحانه وتعالى تصور أن هذا الصوت ينطلق عندما تهد البيوت عندما تسحق جنين عندما تدك الفلوجا عندما تدك غزا وغيرها من المدن والمساجد تنهدم على رؤوس المصلين تصور أنك تسمع آيات الله سبحانه وتعالى وهي تقول يقول الله سبحانه وتعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل متاع قليل متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبأس المياد نعم إذن هذا الجندي الكافر الذي تنظره وهو مدجج بالسلاح وهذه البارجات والطائرات والله هذا الجندي إذا مات على كفره فإن له نار تلظى حرها شديد وقعرها بعيد ثم تبشر أخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ممن ابتلوا تقول لهم يقول الله سبحانه وتعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة أم حسبتم أن تدخلوا الجنة لما يأتيكم مثل الذين خلوا مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول حتى يقول الرسول حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله متى نصر الله متى نصر الله متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أردا الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة نعم يا أخواني في الله حديث أبي هريرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى ما عليه خطيئة