المسألة الحادية والخمسون
مراتب القدر (المرتبة الأولى).
للقدر أربع مراتب وهي:
الأولى: علم الله بالأشياء قبل كونها وأن علمه تعالى محيط بكل شيء كما قال تعالى: (لتعلموا أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللهَ قدْ أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا) فقد علم مقادير الخلائق كلها: (وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُها ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أنَّ من أسماء الله العليم كما قال تعالى: (هو السَّمِيعُ العَليم) وأنَّهُ تعالى عالم غيب السماوات والأرض كما قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) ومن صفاته تعالى العلم كما قال تعالى: (الم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض) فاستخر الله بعلمه في أمورك التي تريدها وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أوقال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به . قال ويسمي حاجته).
2) إذا علمت أن الله يعلمك في كل شأنك فاجعل على نفسك رقابة في سمعك وبصرك وبيانك وكلامك لأن الله مُطَّلع عليك ولا يخفى عليه شيءٌ من أمورك واجتهد في طاعته وابتعد عن معاصيه سواء كنت في الغيب (وحدك) أو في الشهادة (أمام الناس) وقد قال تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير) واسال الله خشيته في الغيب والشهادة وفي مسند أحمد بن حنبل عن أبي مجلز قال: صلى بنا عمار صلاة فأوجز فيها فأنكروا ذلك فقال ألم أتم الركوع والسجود قالوا بلى قال أما انى قد دعوت فيهما بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به: "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراءَ مُضرة ومن فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين.
3) أن الله جل وعلا هو العليم بخلقه وبما يحصل لك فالجأ إليه مثنيا عليه بأنه هو السميع العليم ليحفظك وطبق ما جاء في حديث عثمان أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضُرهُ شيء) رواه الترمذي والحاكم.
4) أن الله أعلم بذنوب العبد من العبد فلتستغفر اللهَ من تلك الذنوب كما في حديث أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني...) رواه الشيخان.
5) اعلم أن الله مطلع على قلوبنا (قلبي وقلبك) فهو يعلم ما فيها من الإخلاص وأعمال القلوب والهموم وغيرها فأخلص لله في عملك وطاعتك وتقربك إليه وراقب قلبك مراقبة قوية وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم... ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم) الإخلاص والمتابعة.
6) احرص على الهمِّ بالحسنات لتُكتب لك حسنات فالله يعلم همومك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومَنْ همَّ بحسنةٍ كُتِبَتْ لهُ حسنة).
7) اسأل الله بعلمه الغيب وقدرته على الخلق كما في حديث عمار أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق....) الحديث صحيح.
المسألة الثانية والخمسون
المرتبة الثانية من مراتب القدر (الكتابة).
فالله جل وعلا قد كتب كل مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ كما قال تعالى: (الم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب) وقال تعالى: (وما من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أن الله قد كتب كل شيءٍ لكن اقبل ما جاء به كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واطلب العلم لوجه الله ولا يكن همُّك طلب العطاء الدنيوي لأنك مكلف بذلك ولا تعتمد على مجرد ما كتب في اللوح المحفوظ وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم) قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم) قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال: (كان الله ولم يكن شيءٌ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض) فنادى مُنادٍ ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها.
2) اعلم أن كل شيءٍ قد أحصاه الله في الكتاب اللوح المحفوظ كما قال تعالى: (وكل شيءٍ أحصيناه في إمام مبين) ولكن أعمالك التي تعملها من خير أو شر التي أحصيت عليك (أحصاهُ اللهُ ونسوه) سوف تُجازى عليها فانتبه لنفسك واجتهد أن تملأ صحيفتك بطاعة الله لا بالمعاصي وقد قال تعالى: (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد) وقال تعالى عن الملائكة الموكلة بكتابة أعمال العبد: (كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون).
3) انتبه لما تقوله أو تفعله أو تنويه بحيث تراقب نفسك مراقبة جادة فتعمل الحسنات وتترك السيئات (الذنوب) بل وتهم بالحسنات لتكتب لك وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمَن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة).
4) لا تنظر الى ما كتب في الكتاب الأول (اللوح المحفوظ) فأنت لست مكلفًا إلا بالعمل مع الإيمان فإن الله قد كتب ذلك كله لكن اصبر على طاعة الله وعلى ما أصابك واستعن بالله عز وجل واصبر عن الذنوب والجأ إلى الله جل وعلا واعلم أن الله لا يُضيع عمل عامل كما قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) وفي الحديث عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن وأن مع العسر يسرًا) صحيح.
5) استقم على منهج القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلم أن الله قد حفظ كتابه (القرآن) كما قال تعالى: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) وقال تعالى: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم).
المسألة الثالثة والخمسون
المرتبة الثالثة من مراتب القدر (المشيئة).
فالله جل وعلا له المشيئة التامة والقدرة النافذة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن كما قال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) وقال تعالى: (من يشأ الله يضلله) الآية وهو سبحانه قدير على كل شيء كما قال تعالى: (وهو على كل شيء قدير).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أنه لا يكون شيء إلا إذا شاءه الله فإذا لم يشأ الله ذلك فإنه لا يكون: (لا يكون في ملك الله إلا ما يشاء الله) فإذا نظرت إلى كل ما يحدث أو مما هو موجود من المخلوقات كالسماء والأرض والإنس والجن والحيوان والطير والنبات وما يحدث من أفعال المخلوقين وحركاتهم وسكناتهم ونياتهم وإراداتهم وهمومهم وغيرذالك فإن ذلك كله مما يشاءه الله وأراده وقد قال تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون) وعند ذلك اعرف قدرة الله العظيمة وأن الأمر كله بيده فلا إله إلا هو ولا رب سواه.
2) إذا رأيت الكفار والمنافقين والعصاة فاعلم أن ذلك الكفر والنفاق والمعاصي هو بمشيئة الله الكونية ولو أن الله شاء أنهم لا يكفرون ولا ينافقون ولا يعصون فإنه لا يحصل وقد قال تعالى: (ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون).
3) إذا أراد أحدٌ أن يتعرض لك بالسوء فاسأل الله أن يكفيك إياه بما شاء الله وذلك أن تقول اللهم اكفنيه بما شئت وفي حديث صاحب الأخدود: (اللهم اكفنيهم بما شئت).
4) اعلم أن أمرك كله بيد الله فإذا أردت أن تفعل فعلاً ونحوه في المستقبل فقل: إن شاء الله وقد قال تعالى: (ولا تقولن لشيءٍ إني فاعلٌ ذلك غدًا إلا أن يشاءَ الله).
5) إذا حلفت فيُسنُ لك أن تقول إن شاء اللهُ لأنك إن قلت ذلك فحصل منك أنك لم تف بيمينك فلا حنث عليك وفي حديث أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين...) رواه الشيخان وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسًا يُجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو قالها لجاهدوا في سبيل الله). قال شعيب وابن أبي الزناد (تسعين). وهو الأصح وفي حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ حلف فقال إن شاء الله لم يحنث) رواه الترمذي صحيح.
المسألة الرابعة والخمسون
المرتبة الرابعة من مراتب القدر (مرتبة الخلق).
فالله جل وعلا خالق الخلق كلهم كما قال تعالى: (الله خالق كل شيء) وقال تعالى: (إن ربك هو الخلاق العليم).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أنك عبد لله هو الذي خلقك كما أن أعمالك مخلوقة كما قال تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) وخلق الله الحياة والموت ابتلاء واختبارا كما قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) فأنت في دار الابتلاء والاختبار فانظر في نفسك وفي أعمالك وأقوالك مجتهدا أن يكون فيما يرضي الله عز وجل وقد قال تعالى: (وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبُدون).
2) أن الله تعالى الذي خلقني وخلقك هو الذي كلفني وكلفك بعبادته سبحانه وهذا التكليف إنما هو لما فيه نفعنا لأن الله هو أعلم بما يصلح لخلقه وقد قال تعالى: (آلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فقد خلقنا ولطف بنا ويسر لنا أسباب الخير وأمرنا بطاعته وحذرنا من معصيته وقال تعالى: (فليَحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة...) فليكن أحدنا حذرًا من مخالفة أمر ربه وأمر رسوله صلى اللهُ عليه وسلم فإنه إن خالف وقع في الفتنة وفي عذاب الله.
3) اتق الله الذي خلقك فقال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة...) وأكثر من الاستغفار معترفًا بأن الله خلقك وأنك عبده واستعذ بالله من شر ما صنعت واعترف بنعمة الله عليك وبذنوبك واعمل على ما جاء في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومَنْ قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة ومَنْ قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة).
4) أنه ليست من نفس مخلوقة إلا اللهُ خالقها مهما فعل العبد سواء عزل عن زوجه أو لم يعزل وقد قال صلى الله عليه وسلم عن العزل ولم يفعل ذلك أحدكم: (فإنه ليست نفس مخلوقة إلا اللهُ خالقها) رواه مسلم.
وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن الماء الذي يكون منه الولد... على صخرة لأخرج الله تعالى منها ولدًا وليخلقن الله نفسًا هو خالقها) رواه أحمد حسن.
5) أن الله هو الخالق لخلقه كلهم كافرهم ومؤمنهم وقد قال تعالى: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) وقد علم تعالى الكفار والمؤمنين وأهل الجنة وأهل النار وهو الحكم في أفعاله سبحانه فلا تسأل لماذا خلقه كذا وكذا ولكن اسلم أمرك لله في أوامره (سمعنا وأطعنا) واستغفر لذنبك (غفرانك ربنا).
المسألة الخامسة والخمسون
(القدر والأهل والولد).
اعلم أن كل شيءٍ خلقهُ اللهُ فهو بقدر وما قضاهُ اللهُ فهو كائن.
فيا أيها العبد:
1) اعلم أن الله إن قدر لك ولدا فإنه سيأتيك وما عليك إلا بذل الأسباب ومن الأسباب النكاح وإتيان الزوجة حتى لو عزل عنها الرجل وإن قدر الله ولدا فسوف يكون وفي حديث أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اصنعوا ما بدا لكم فما قضى الله تعالى فهو كائن وليس من الماء يكون الولد) رواه احمد "صحيح".
لكن تطلب واقصد بإتيان أهلك أن يرزقك الله ولدًا صالحًا لا مجرد قضاء اللذة والشهوة فقط وفي حديث جابر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (... فعليك بالكيس) رواه البخاري ومسلم. يعني ابتغاء الولد بالجماع.
2) إذا قدر الله لك أن تكون عقيما فإنه لن يأتيك ولد وقد قال تعالى: (ويجعلُ مَن يشاء عقيمًا) فلا تغضب ولا تتسخط بل اقنع بذلك ولعل هذا خير لك وان الله هو أعلم بما أصلح لك ولا يمنع هذا من بذل الأسباب "ابذل الأسباب متوكلاً على الله".
3) إذا ولد لك ذكور فقط ولم يولد لك أنثى فهذا هبة الله لك وإن ولد لك إناث بدون ذكر فهذه هبة الله لك وإن ولد لك ذكور وإناث فهذه هبة الله لك فكن مقتنعًا بذلك ولا تتسخط على ربك في أي حالة لأن الله هو أعلم بما هو أنفع لك وأصلح لك واحمد الله على ما أعطاك من ولدٍ أو غيره ولا تغضب على الزوجة إذا لم تلد ذكرًا لأن الأمر كله لله وفي مسند أحمد بن حنبل قوله صلى الله عليه وسلم: فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت.
4) إن ما قدَّره الله لك من الولد والزوجة قد يكون نعمة (ابتلاء بالنعمة) وقد يكون فيه شيءٌ من الشر (ابتلاء بالشر) وقد قال تعالى: (إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم) فتعامل مع هذا الابتلاء بحمد الله وشكره على النعمة والصبر على البلاء والعفو والصفح والمغفرة عما يقع منهم من التعدي عليك وقم بدعوتهم وإنذارهم عذاب الله وقد قال تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) واجتهد في تعليمهم دين الله ليكونوا صالحين فيدعون لك بعد موتك وذلك حسب استطاعتك.
المسألة السادسة والخمسون
إن للعبد مشيئة وقدرة ولكن مشيئته تابعة لمشيئة الله ولا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه وقد قال تعالى: (وما تشاءُون إلا أن يشاءَ اللهُ ربُّ العالمين).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أنك عبد لله لا تخرج عن مشيئته وانك إذا شئت شيئًا فإنه لا يتحقق إلا إذا شاء الله ذلك الشيء لأنه لا يقع في مُلك الله إلا ما يشاء الله وقد قال تعالى: (وما تشاءونَ إلا أن يشاءَ اللهُ إن اللهَ كان عليمًا حكيمًا) فافهم هذا فهمًا جيدًا واعتمد على الله في أمورك كلها.
2) قم بطاعة الله عز وجل فيما أمرك وانته عما نهاك عنه ولا تقل مثلاً: "لا أذهب إلى المسجد لأن الله لم يشأ ذلك" لأنك لا تعلم أن الله شاء أو لم يشأ وإنما عليك الامتثال وقد قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللهُ ورسولهُ أمرًا أن يكون لهمُ الخيرة) فليس لك أن تختار ما شئت من طاعة أو معصية وإنما عليك أن تطيع ولا تعصي وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ماستطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه...).
3) إن لك مشيئة وقد قال تعالى: (فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين نارًا...) الآية. فقد توعد الله مَن شاء الكفر وكذلك مَن شاء الذنوب فلتكن مشيئتك في طاعة ربك لا في معصيته.
4) إذا خيرت بين شيئين فلتكن مشيئتك في الأفضل والأيسر ما لم يكن إثما وقد قالت عائشة: (ما خُيِّر رسولُ اللهِ في أمرين إلا اختار أيسرُهُما ما لم يكن إثمًا) رواه أبو داود"صحيح".
5) لا تقل ما شاء الله وشئت لأن مشيئتك تابعة لمشيئة الله فيحرم ذلك ولكن قل ما شاء الله ثم شئت وقد قال صلى الله عليه وسلم: (قولوا ما شاء الله ثم شئت) الحديث "صحيح".
6) احذر من الشرك بالله عز وجل وانتبه من الوقوع في الشرك الأكبر كدعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم فقد قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمَن يشاء) فقد أخبر سبحانه أنه لا يغفر للمشرك (الشرك الأكبر) وأما غير الشرك فإن الله يغفره إن شاء أو يعذب صاحبه بقدر ذنبه ثم يدخله الجنة وفي حديث عبادة: (إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) رواه الشيخان.
المسألة السابعة والخمسون
إرادة الله (كونية قدرية وشرعية).
اعلم أن من صفات الله الإرادة كما قال تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كُن فيكون).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أن صفة الإرادة ثابتة لله عز وجل بلا تمثيل كما قال تعالى: (ليس كمثله شيءٌ وهو السميعُ البصير) فنثبت هذه الصفة لله تعالى مع عقل أصل المعنى وأما كمال المعنى والكيف فلا يعلمه إلا الله عز وجل.
2) إرادة الله تنقسم إلى قسمين:
أ. الإرادة الكونية القدرية كما قال تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كُن فيكون) وكما قال تعالى: (ولكنَّ الله يفعلُ ما يُريد) وكما قال صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله يفعل ما يُريد) رواه أبو داود والحاكم "حسن".
وهذه الإرادة متعلقة بفعل الله عز وجل ولا يتخلف مرادها بل لابد من وقوعه وهي تتعلق بكل ما يقع مما يحبه الله أو لا يحبه.
ب. إرادة دينية شرعية وهذه الإرادة قد يقع مرادها وقد لا يقع وهي متعلقة بما يحبه الله ويرضاه كما قال تعالى: (يُريدُ اللهُ بكمُ اليسرَ ولا يُريدُ بكمُ العسرَ) وكما قال تعالى: (والله يُريدُ أن يتوبَ عليكم) فمَنْ قام بما يحبه الله ويرضاه فقد تحقق فيه الإرادتان الكونية والشرعية, ومَنْ قام بمعصية الله عز وجل من الكفر والفسوق فقد تحققت فيه الإرادة الكونية دون الشرعية.
3) يجب عليك أيها العبد أن تقوم بما أراد الله منك مما أوجبه الله من الطاعات وأن تريد وجه الله والدار الآخرة لتحصل على ثواب الله وقد قال تعالى: (ومَنْ أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا) وفي حديث عتبان بن مالك أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم اللهُ عليه النار) رواه البخاري.
4) راقب نفسك في إراداتك في أي عمل واجعل أعمالك كلها لوجه الله عز وجل لتزداد رفعة ودرجة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملاً تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة) رواه الترمذي وغيره.
5) إذا أغاظك أحد بالإساءة إليك ونحوها فاكظم الغيظ لوجه الله وفي حديث ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله) رواه ابن ماجة "صحيح".
6) احذر من طلب العلم الشرعي لغير وجه الله وإنما للدنيا واحذر من الرياء وفي حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليُصيب به غرضًا من الدنيا لم يجد عُرف الجنة يوم القيامة) رواه أبو داود وابن ماجة"صحيح".
المسألة الثامنة والخمسون
(من رحمة الله أن الله لم يكلف العبد إلا بما يستطيع).
أن الله جل وعلا لم يكلف العبد إلا ما يستطيعه كما قال تعالى: (لا يُكلِّفُ اللهَ نفسًا إلا وسعها).
فيا أيها العبد:
1) اجتهد في طاعة الله جل وعلا حسب استطاعتك وقم بما أوجب الله عليك في حدود استطاعتك وقد قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
2) اجتنب ما حرم الله عليك كليًا لأن ما نهى الله عنه هو من التروك التي لا يقول العبد فيها لا أستطيع ترك هذا المحرم (اجتنب الربا ـ اجتنب الظلم ـ اجتنب المنكرات ـ اجتنب الفسوق والمعاصي كلها) وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه).
3) إنك أيها العبد قد أعطاك الله الاستطاعة في ما أمرك به فإذا كنت غير مستطيع فإن الله قد خفف عنك إلى أخف كما قال صلى الله عليه وسلم: (صلِّ قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا...) فقم بما أمرك الله به غير شاق على نفسك وقد قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ الله كان بكم رحيمًا) فاشكر الله الذي هو ارحم بك من الوالدة بولدها واقبل عليه شاكرا معترفا بفضله ورحمته وجوده وإحسانه إليك.
4) بل أن الله جل وعلا من رحمته بالعبد أنه إذا توجه إليه عبده بالعبادة فمرض أو سافر كتب له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما وفي صحيح البخاري عن إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال: سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا).
[(يصوم) نفلاً. (مثل ما كان يعمل) مثل ثواب عمله الذي كان يعمله].
5) ومن رحمة الله بك أيها العبد أنك لو صليت قاعدا أو مضطجعًا مع القدرة على القيام في صلاة النافلة فإنك تؤجر عند الله فاحرص على التقرب إلى ربك وفي صحيح البخاري عن أبي بريدة قال: حدثني عمران بن حصين وكان مبسورًا قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صلاة الرجل قاعدًا فقال: (إن صلى قائمًا فهو أفضل ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد).
[(مبسورًا) أي فيه بواسير وهو مرض يكون في مخرج الإنسان من الدبر. (صلى قاعدًا) أي نفلاً لغير عذر أو فرضًا لعذر. (نائمًا) مضطجعًا على جنبه على هيئة النائم أو مستلقيًا على ظهره].
6) افعل كل ما استطيع لتستتر به من النار من الأعمال الصالحة ومن ذلك الصدقات وفي حديث عدي ابن حاتم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَنِ استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل) رواه البخاري.
7) إنك تستطيع أن تقوم بأعمال كثيرة وأقوال من الطاعات لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فاغتنم العمر في ذلك وقد قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة) سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة).
المسألة التاسعة والخمسون
أن كل ما يحصل للعبد من الإيمان والعمل الصالح فهو بتوفيق الله لعبده ومشيئته لذلك كما قال تعالى: (مَن يشأ الله يُضلله ومَن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيم).
فيا أيها العبد:
1) احمد الله الذي وفقك لهذا الإيمان ولكل عمل صالح تقوم به وقد قال تعالى عن المؤمنين إذا دخلوا الجنة: (و قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بماكنتم تعملون...).
2) اطلب من الله أن يهديك بتوفيقك لكل خير وقد علمنا الله ذلك في قوله: (اهدنا الصراط المستقيم) واسأل الله أن يهديك لصالح الأعمال والأخلاق وفي المعجم الكبير عن أبي أمامة قال: ما صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قريب منه إلا سمعته يقول في دبر كل صلاة: اللهم اغفر لي خطاياي وذنوبي كلها اللهم انعشني وأجرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف عني سيئها إلا أنت.
3) اذكر بالهدى هداية الطريق إذا دعوت الله في الهدى وفي حديث علي أنه صلى الله عليه وسلم قال له: (قل اللهم اهدني و سددني وذكر بالهدى هداية الطريق والسداد سداد اللهم) رواه مسلم.
4) اسأل الله أن يهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه وفي صحيح مسلم عن اَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَىِّ شَىْءٍ كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ « اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ». واسأل الله في قنوت الوتر كما ورد في حديث الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم اهدني فيمن هديت).
5) اسأل الله أن يهدي قلبك كما في حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (رب أعني ولا تعن علي وانصرني... واهد قلبي) رواه احمد والحاكم "صحيح".
6) اسأل الله أن يثبت قلبك على دينه وفي حديث انس :(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)رواه الترمذي والحاكم "صحيح".
7) اعلم أن العبد إذا خلقه الله لإحدى المنزلتين وفقه الله لعملها ولكن يشرع للعبد أن يدعو الله عز وجل وان يلح في الدعاء طالبا التوفيق من الله وأن يعينه على كل خير وقد قال صلى الله عليه وسلم: (واستعن بالله) وفي حديث عمران أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من خلقه الله لواحدة من المنزلتين وفقه لعملها) رواه الطبراني "صحيح".
المسألة الستون
كتابة المقادير (التقدير الأزلي).
اعلم أن كل شيء قد قدره الله عز وجل في الأزل كما قال تعالى: (وخلق كل شيء فقدره تقديرا).
فيا أيها العبد:
1) اعلم أيها العبد أنه ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وكل ذلك قد جرت به المقادير وقد قال صلى الله عليه وسلم: (قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) رواه أحمد والترمذي "صحيح".
وأنه صلى الله عليه وسلم قال: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض...) رواه مسلم. ولكن يجب على العبد أن يعمل بطاعة الله تاركا معصيته وفي صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: (ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتب شقية أو سعيدة). فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال (أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة). ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى}. الآية.
2) سدد أيها العبد وقارب مجتهدا في طاعة ربك تائبا مقبلا على الله وفي سنن الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان ؟ فقلنا لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل ثم قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير.
3) لا تتكل على القدر ولكن كن مؤمنا به واعمل وخذ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مأخذ الجد فلما ذكر القدر قال صلى الله عليه وسلم:(اعملوا) فاجتهد في العمل الصالح وقد قال صلى الله عليه وسلم:(سددوا وقاربوا) بل أنه صلى الله عليه وسلم لما أمر بالمقاربة والتسديد قال :(وأبشروا) وفي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال قاربوا وسددوا وابشروا واعملوا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله ...)رواه مسلم.
4) لا تنظر إلى مجرد القدر السابق ولكن قم بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وانته عن كل ما نهاك عنه دين الإسلام وسدد وقارب في طاعة ربك وتب عليه وأقبل عليه واغد ورح في طاعة الله وتجنب الشرك بالله والمعاصي وكن حريصا على ما ينفعك عند الله عز وجل وأد الحقوق التي عليك في حدود استطاعتك غير شاق على نفسك فقد يسر الله عليك وفي حديث أبي هريرة :(لن ينجي أحد منكم عمله ولكن سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا)رواه الشيخان.