أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: العظيم المائة (؟) الخميس 16 فبراير - 8:25 | |
| العظيم المائة (؟)
إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خِلْتُ أنّني عُنيتُ فـلـمْ أكـسـلْ ولــمْ أتبـلّــــــد (طرفة بن العبد)
العظيم المائة هو الشخص الذي تنتظره هذه الأمة منذ سنوات، وهو نفسه العظيم الذي سوف يعيد مجد الإسلام من جديد!
هذا الشخض قد يكون امرأة كالسيدة هاجر، أو رجلًا كأبي عبيدة عامر بن الجراح، شابًا كطلحة الخير ومحمد الفاتح، أو كهلًا كموسى بن نصير وابن تاشفين، بل ربما يكون هذا العظيم المنتظر طفلًا بطلًا كابن العوّام، أو غلامًا يافعًا كغلام اليرموك المجهول، ربما كان بطلنا الذي ننتظره أبيضًا كمعاوية وهارون، أسمرًا كنور الدين زنكي، أشقرًا كطارق بن زياد، ربما كان هنديًا كديدات، أوروبيًا كأنسليم تورميدا، أمريكيًا كمالكوم إكس، آسيويًا كالقائد الفليبيني البطل لابو لابو، ربما كان هذا العملاق الإسلامي ينتمي لقومية عظيمة كقومية الأمازيغ البربر كأبي بكر بن عمر اللنتوني.
أو لعله ينتمي لقومية محمد بن عبد اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كأسود القادسية العرب، ربما يكون هذا العظيم ملكًا كالنجاشي، أميرًا كعبد الرحمن إبراهيم بن سوري، رئيسًا كإبراهام لنكولن، غنيًا كعبد الرحمن بن عوف، أو حتى مسكينًا معدمًا كأبي هريرة، ربما يكون هذا العظيم الذي تنتظره أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم شاعرًا رقيقًا كزهير بن أبي سُلمى.
أو فارسًا عملاقًا كمحمد ابن مسلمة ربما يكون عالمًا كقرة بن ثابت، أو مخترعًا كابن فرناس، بحارًا كأمير البحرية العثمانية بيري رئيس، أو مغامرًا كابن فضلان، أو تاجرًا غنيًا ينفق بسخاءٍ على الإسلام كعثمان بن عفّان، ربما يكون تركيًا كقطز، فارسيًا كسلمان، كرديًا كصلاح الدين، ربما بدأ هذا العظيم متأخرًا كما بدأ ابن تيمية، أو بدأ في مراحل عمره المتقدمة كالبخاري، ربما كان هذا العظيم متمثلًا في فريقٍ ثنائيٍ كالأخوان بربروسا، أو فريقٍ ثلاثي كالفرسان الثلاثة، أو فريقٍ رباعي كالعبادلة الأربعة، ربما سيكون الزمن الذي سيظهر به هذا العظيم زمن عزة كزمن بني أمية الشرفاء، أو ربما سيظهر في زمن ذلة كزمن ملوك الطوائف الذي ظهر به الأمير البطل المتوكل بن الأفطس.
ربما نشأ هذا العظيم الذي ننتظر في بيئة بدوية كتلك التي نشا فيها الإمام ابن عبد الوهاب والقائد عمر المختار، أو لعله نشأ في بيئة الحضر كتلئا التي نشا فيها عبد الرحمن الناصر والقائد الأموي يزيد بن معاوية، ربما كان هذا العظيم إعلاميًا ككعب بن زهير، أو داعية كعبد اللَّه بن ياسين الجزولي، ربما كان قائدًا عسكريًا كخالد بن الوليد أو جنديًا بطلًا كزيد بن الخطاب، ربما تربى هذا العظيم في بيئة كافرة كتلك التي تربى فيها عملاق التوحيد في الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل، أو في بيئة صالحة كتلك التي تربى فيها عبد اللَّه بن عباس.
ربما كان هذا العظيم الذي تنتظره الأمة نصرانيًا سيقذف اللَّه في قلبه الإسلام كما قذفه في قلب صغاطر كبير أساقفة الروم، أو لعله كان رجلًا علمانيًا أدرك كنه الإسلام وعظمته كالعالم الفرنسي موريس بوكاي، أو لعله يكون مسلمًا يتوب إلى اللَّه بتوبةٍ كتلك التي تابها المخلفون الثلاثة.
ربما تمثل هذا العظيم في شخص امرأة عظيمة غيرت مجرى التاريخ كأم موسى، ربما كان زوجها صالحًا كخديجة بنت خويلد، أو كان زوجها شيطانًا كأسية زوجة فرعون، أو لعلها كانت عزباء كمريم ابنة عمران، ربما كانت هذه المرأة العظيمة التي سوف يخلدها التاريخ أمًا فدائية كماشطة بنت فرعون أو فتاة شجاعة كفاطمة بنت محمد أو عالمة ربّانية كعائشة.
ربما يكون بطلنا القادم أبًا يصنع من ابنه قائدًا فاتحًا كما صنع السلطان مراد الثاني ابنه الفاتح، أو ربما يكون أستاذًا يزلزل الأرض بصوته ليزرع روح العزة والكرامة في نفوس تلاميذه كما كان يفعل نسر تونس العملاق عبد العزيز الثعالبي، ربما كان هذا البطل الذي ننتظره هو نفسه القائد الذي سيتقذ الإسلام من شر الصفويين الجدد كما فعل سليم الأول مع الصفويين القدامى. أو يكون هو الرجل الذي سيخلص المسلمين من شر الصليبيين الجدد كما فعل سليمان القانوني مع الصليبيين القدامى، ربما كان بطلنا من بلاد الشام المباركة كسليمان الحلبي وعز الدين القسّام، أو لعله كان عملاقًا مصريًا كالجرجاوي.
ربما خرج هذا العظيم المنتظر من أرض الأبطال في الجزائر كابن باديس والأمير عبد القادر الجزائري، أو خرج من مصنع الرجال المغربي الذي أنتج للأمة عمالقة عظام كالخطابي والماريني، ربما كان عظيمنا من أبناء اليمن السعيد كالشوكاني، أو كان من أبناء الخليج العربي العظماء الذين قادوا جيل الصحوة بامتياز.
ربما خرج بطلنا من رحم دولة العثمانيين الجدد، أو لعله كان من أبناء دولة باكستان النووية التي أسسها القائد العظيم محمد علي جناح، ربما كان هذا العظيم الذي ننتظره هو ذلك الطفل الذي يلعب أمامك بدميته والذي سيحمل الراية التي حملها الخليفة العثماني البطل عبد الحميد الثاني ليصبح هذا الطفل يومًا ما الخليفة الثالث بعد المائة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
ربما يكون هذا العظيم المنتظر قائدًا عملاقًا يعمل على توحيد الأمة كما وحدَّها من قبل الحسن بن علي رضي اللَّه عنهما، أو لعله يكون مثل أبيه البطل علي بن أبي طالب الذي حارب الخوارج التكفيريين، ربما كان بطلنا قائدًا عملاقًا يُدمر أكبر إمبراطوريات الأرض كما فعل عمر بن الخطاب.
أو فارسًا مقدامًا يدكدك جحافل الظلم كما فعل سعد بن أبي وقاص، هذا البطل الذي ينتظره الجميع سيكون حتمًا كالأنصار الأبطال الذين نصروا الإسلام...
فلئن عرف التاريخُ أوسًا وخزرجًا ... فلله أوسٌ قادمون وخزرج وإن كنوز الغيب تخفي طلائعًا ... صابرة رغم المكائدِ تخرج هذا العظيم المنتظر قد يكون هو أنت!... نعم أنت!!!...
ما المانع في ذلك؟
أو لعله يكون ذلك الطفل الذي تجلب له الحلوى!
قد يكون هو ابنك، أو ابنتك، أو زوجتك، أحدًا تعرفه، أو أحدًا لا تعرفه!
ليس تحديد هوية هذا العظيم هو المهم...
بل المهم هو أن يحمل كل واحدٍ منا على عاتقه إعادة إحياء مجد هذه الأمة العظيمة... أمة الإسلام!
فهناك حقيقة لا أعرف إن كنت تدركها أم لا؟!... ألا وهي: أن الإسلام سينتصر بك أو بغيرك!!!
فاللَّه لا يحتاجك لينصر بك دينه، بل أنت الذي تحتاجه في أبسط أمور حياتك!
فأدرك نفسك... قبل أن يدركك الوقت!
والحق بركب العظماء!!
فمن حكم قراءةٍ للتاريخ -أحسبها مستفيضة- أرى أن عودة الإسلام أصبحت مسألة وقتٍ لا أكثر!!!
بل ربما يعجب البعض حينما يعلم أن كل المؤشرات التاريخية التي استنبطناها من دروس التاريخ (المتكررة!) تشير بما لا يدعو للشك أن عودة الإسلام للتربع على قمة الهرم الحضاري لن تستغرق أكثر من سنواتٍ قليلة...
أقصد هنا سنوات معدودة ولا أقصد عشرات السنوات!!!
وربما يعجب البعض أكثر حينما يعلم أننا -أي المسلمين- قد دخلنا بالفعل منذ عدة سنوات في طور القيام!
فلقد ولّت سنوات الانحدار الحضاري التي عاشت فيها الأمة في القرن الرابع عشر الهجري، وأصبح المسلمون الآن -وللَّه الحمد- في بؤرة اهتمام الصحافة العالمية.
وبغض النظر عن صورة المسلمين في وسائل الإعلام العالمية إن كانت بالسلب أو الإيجاب، فلقد أصبحت أنت كمسلم رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية، فأنت تمثل واحدًا من بين أربعة أشخاصٍ موجودين على سطح الكرة الأرضية، ودينك يمثل أسرع الأديان انتشارًا في العالم وفي أمريكا والقارة الأوروبية بالتحديد.
وإخوانك المسلمون يرجعون يومًا بعد يوم إلى الإسلام الصحيح البعيد عن البدع والتكفير، وإذا استمر الحال على ما هو عليه لبضع سنواتٍ فقط، حينها أبشر بالخير! وبعد... عندما بدأت العمل في إعداد كتابي هذا قبل أكثر من سنة من الآن، لم أكن أتوقع أبدًا أن يستغرق إعداد هذا العمل التاريخي أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر على أكبر تقدير، وكان عدد الصفحات المخطط له في حساباتي يتأرجح بين 150 إلى 200 صفحة!
وصدِّق أو لا تصدق!...
لم أكن أعرف عمَّن سأكتب أصلًا!!! اللهم باستثناء بعض العظماء الذين لا يمثلون ثلث أبطال هذا العمل التاريخي! وربما ذكرت سابقًا بين سطور هذا الكتاب أنني لا أملك أي خطة مطلقًا لترتيب أولئك العظماء المائة! والشيء العجيب الذي أدهشني شخصيًا أنني لم أواجه صعوبة تُذكر في رَصِّ أسماء أولئك الأبطال خلف بعضهم البعض، على الرغم من اختلافهم العرقي والزماني والمكاني!!!
والحق أقول... أنني وبعد أن تعمقت في تاريخ أمة الإسلام، أدركت حجم التقصير المعيب الذي نعانيه، فبعد أن حمل المحدثون في هذه الأمة -جزاهم اللَّه خيرًا- راية الجرح والتعديل للأحاديث النبوية الشريفة، نرى أن صفحات التاريخ الإسلامي ما زالت مطوية بدون تنقيحٍ أو تصحيح، وفعلًا استغل غزاة التاريخ -من المستشرقين وعملائهم- هذه الثغرة التي أهملناها، ليزرعوا الشبهات في أوساط الشباب المسلم.
وما هذا الهجوم الذي نراه في الآونة الأخيرة على رموزٍ عظامٍ من أمثال عمرو بن العاص والبخاري بل وحتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلا ثمرة لتقصيرنا نحن بالدرجة الأولى للجانب التاريخي للأمة!
فلقد آن الأوان لنذود عن تاريخ هذه الأمة! فالتاريخ ليس كما يظن البعض مجردٍ قصصٍ وحكاياتٍ، التاريخ هو ذاكرة الأمة، فإذا ضيَّعناه... أصبحنا بلا ذاكرة!... وعندها فقط... نسقط أنا وأنت كالثمرة الفارغة برماح غزاة التاريخ!
بقي أن أذكر شيئًا أخيرًا قبل أن أضع نقطة النهاية لهذا الكتاب...
فمن خلال جمعي لمادة هذا العمل وجدت أن هناك جم غفير من عمالقة الإسلام المجهولين الذين لم يغيروا مجرى التاريخ فحسب، بل قاموا بتغيير مسار الإنسانية بصفة عامة!
فما هي قصة أولئك العمالقة؟ وما هي الأسرار التاريخية الخطيرة التي رافقت سيرهم؟
مَنْ هم أولئك "العمالقة المائة في أمة الإسلام؟!!" يتبع... إن شاء اللَّه! جهاد الترباني Jehad.tr@hotmail.com رمضان 1431هـ، أغسطس 2010م
|
|