أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الباب الحادي بعد المائة في ذكر تعذيب الميت بالنيـاحة الخميس 21 سبتمبر 2017, 2:14 pm | |
| الباب الحادي بعد المائة في ذكر تعذيب الميت بالنيـاحة ============================== عن ابن عمر ـــ رضي الله عنهما ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إن الميت ليعذب في قبره بالنياحة عليه» أخرجاه في «الصحيحين».
وعن أبي موسى الأشعري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «الميت يعذب ببكاء الحي عليه، إذا قالت النائحة، وا عضداه وا ناصره، وا كاسياه، جبذ الميت، وقيل له: أنت عضدها، أنت ناصرها، أنت كاسيها؟».
فإذا قال قائل: ما ذنب الميت؟
فالجواب: أن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: «إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلّم على قبر يهودي فقال: إن صاحب هذا القبر ليُعذّب، وأهله يبكون عليه، ثم قرأت {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام: 164).
ويحتمل أن يكون هذا في حق مَن أوصى بذلك، أو أن يكون التعذيب بذنوبه، ويجعل ذكر ما يناح به عليه زيادة في توبيخه كقوله: أنت عضدها، أنت كاسيها.
الباب الثاني بعد المائة في نهي النساءِ عنِ اتّباع الجنائز =============================== عن عامر الشعبي عن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: هلك رجل من الأنصار، قال: فذهبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى الجنازة حتى إذا كان على باب الدار، ونحن معه، إذا هو بنسوة قعود على باب الدار، فقال: «السلام عليكن»، فقلن: وعليكم السلام يا رسول الله، فقال لهن: «ما يجلسكن هاهنا؟» قلن: ننتظر هذه الجنازة، قال: «هل تحملنها فيمن يحمل؟»، قلن: لا، قال: «فهل تدلينها فيمن يدليها في قبرها؟»، قلن: لا، قال: «فهل تحثين عليها من التراب فيمن يحثى عليها؟»، قلن: لا، قال: «فارجعن مأزورات غير مأجورات». وقال: «ليس للنساء في الجنازة نصيب».
يعني ليس لهن في اتباع الجنازة أجر.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـــ قال: بينما نحن نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ بصر بامرأة لا نظن أنه عرفها، فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟»، قالت: أتيت أهل هذا البيت، فرحِّمتُ إليهم ميِّتهم وعزَّيتهم، قال: «لعلك بلغت معهم الكُدَى؟» قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها معهم، وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر، قال: «لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جدُّ أبيك».
وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه رأى ابنته فاطمة عليها السلام، فقال لها: «من أين أقبلت يا فاطمة؟»، قالت: أقبلت من وراء جنازة هذا الرجل، قال: «فهل بلغت معهم الكُدى؟»، قالت: لا، وكيف أبلغها، وقد سمعت منك ما سمعت؟ قال: «والذي نفسي بيده، لو بلغت معهم الكدى، ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك».
قال أبو سليمان الخطابي: الكُدَى جمع كدية وهي القطعة الصلبة من الأرض، يحفر فيها القبور، قال: وروي الكرى، بالراء، وهي القبور من قولك كريت الأرض إذا حفرتها، وقد أنكر الأزهري الكرى.
عن أم عطية قالت: نُهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا.
عن هشام عن حفصة أنها كانت يموت بعض إخوتها، فلا تتبع جنازته إلى المصلى، ولا إلى المقابر.
وعن علقمة بن قيس قال: امنعوا النساء من اتباع الجنائز، فإن أبين فاقتلوهن بالحجارة، فإن أبين فضعوا الجنازة.
الباب الثالث بعد المائة في ذكر لعنة زوارات القبور ============================ عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج.
وعن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لعن الله زوارات القبور».
وعنه أيضاً قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم زوارات القبور».
الباب الرابع بعد المائة في ذكر ثوابِ مَن خلَّف ولداً صالحاً ================================ عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وفي الحديث: أن العبد ليكسى حلة لا تقوم لها الدنيا، فيقول: بماذا كسيت هذه؟ فيقال: ختم ولدك بعدك القرآن.
وقال بعض السلف: رأيت في المنام مقبرة وأهلها، قد خرجوا من القبور يلتقطون شيئاً، وفيهم رجل صالح جالس على قبره، لا يقوم ولا يلتقط، فقلت له: ما هذا الذي يلتقطون؟ فقال: ترحُّم الناس عليهم. فقلت: وأنت ما لك لا تلتقط معهم؟ فقال: لي ولد صالح يقرأ القرآن، ويهدي لي ثوابه، فأنا غني بذلك عن الالتقاط معهم، قال: ثم رأيت بعد مدة تلك المقبرة وأهلها، وهم يلتقطون، وذلك الرجل يلتقط معهم، فسألته عن حاله، فقال: كنت غنياً بما يبعثه إلي ولدي، والآن فقد مات الولد، فاحتجت أن ألتقط معهم.
الباب الخامس بعد المائة في إحداد المرأة المتوفَّى عنها زوجهـا =================================== عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «المتوفى عنها زوجُها لا تلبس المُعَصْفر من الثياب، ولا المُمَشقة، ولا الحُليّ، ولا تختضب، ولا تكتحل».
وعن أسماء بنت عميس قالت: «لما مات جعفر، أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: تَسَلّبي ثلاثاً، ثم اصنعي ما شئت».
فصل (في الحِداد ومعنـاه) ============== والإحداد واجب في عدّة الوفاة، وهل تجب على البائن، أم لا؟
على روايتين.
وسواء في ذلك المسلمة، والذمية، والصغيرة، والكبيرة، ومعنى الإحداد: الامتناع عن الزينة، وما يدعو إلى الجماع: كلبس الحلي، والطيب، والخضاب، والحناء، والكحل الأسود، والكلّكون، وإسفيداج العرائس، والحفاف، والملوّن من الثياب: كالأحمر، والأصفر، والأخضر الصافي، والأزرق الصافي، فأما الملوّن لدفع الوسخ كالكحلي والأسود فلا تمنع عنه.
وتعتد التي مات عنها زوجها في المنزل الذي وجبت عليها العدة وهي فيه، إلا أن تدعو ضرورة إلى خروجها عنه، بأن يحولها مالكه، أو تخشى على نفسها، فتنتقل إلى أقرب ما يمكنها منه، ويجوز لها الخروج من منزلها نهاراً، ولا يجوز لها ليلاً.
فأما المبتوتة فلا تجب عليها العدة في منزل طلاقها، ولا الانتقال عنه، والاعتداد في غيره.
فصل (في الحِداد على غير الزوج) =================== ولا تحد المرأة على غير الزوج؛ عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، وتؤمن بالله ورسوله أن تحدّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، فإنها تحدُّ عليه أربعة أشهر وعشراً».
وفي «الصحيحين» من حديث زينب بنت أبي سلمة أنها دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلّمحين توفي أبوها أبو سفيان، فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوق، أو غيره في اليوم الثالث، فدهنت منه جارية، ثم مسَّت بعارضيها، ثم قالت: والله ما لي بالطيب حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً».
قالت زينب: ثم دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بالطيب، فمسَّت منه، ثم قالت: والله ما لي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً».
الباب السادس بعد المائة في ذكرِ ثوابِ المرأة إذا مَات عنها زوجها واشتغلتْ عنِ النكاح بتربية أولادهـا ============================== عن عوف بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أنا وامرأة سفعاء الخدين، امرأة آمت من زوجها، فصبرت على ولدها كهاتين في الجنة» رواه البخاري.
قال المصنف رحمه الله: قلت: ومعنى قوله سفعاء الخدين: أن تركها للأزواج أعرض بها عن التصنع، فقد صار في خديها كمود.
الباب السابع بعد المائة في ذكر ردِّ المرأة إلى زوجها في الجنَّـة إذا لم تتزوَّجْ بعده ================================ عن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «المرأة لآخر أزواجها».
عن سلمى بنت جابر أن زوجها استشهد، فأتت عبد الله بن مسعود، فقالت: إني امرأة قد استشهد زوجي، وخطبني الرجال، فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه، فترجو لي إذا اجتمعتُ أنا وهو أن أكون من أزواجه؟ قال: نعم. فقال له رجل عنده: ما رأيناك فعلت هذا منذ قاعدناك، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «إن أسرع أمتي لحوقاً بي امرأة من أحمس».
وعن أم الدرداء ـــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت: اللهم إن أبا الدرداء خطبني، فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك، فأسألك أن تزوجنيه في الجنة. فقال لها أبو الدرداء: فإن أردت ذلك، وكنتُ أنا الأول، فلا تتزوجي بعدي. فقالت: لا والله، لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتى أزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة.
وعن عروة بن رويم اللخمي قال: لما احتضر موسى صلى الله عليه وسلّم قالت له امرأته: سل الله أن يزوجنيك في الجنة، قال: إن أحببت ذلك، لا تتزوجي بعدي، ولا تأكلي من رشح جبينك، فكانت تتبرقع بعده للقاط، فإذا رآها الحصادون لم يخالطوها، فإذا أحسَّت بذلك تركته. وفي رواية أخرى: فإنَّ المرأة لآخر أزواجها.
الباب الثامن بعد المائة في الأمر بالجدِّ والاجتهاد والاستعداد للموت قَبل نزوله ============================== عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما من أحد يموتُ إلا نَدِمَ»، قالوا: فما ندمه يا رسول الله؟ قال: «إن كان محسناً ندم إلا يكونَ ازدادَ، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون نَزَعَ».
وعن طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «يا طارق، استعد للموت قبل الموت».
الباب التاسع بعد المائة في فضل المرأة الصَّالحةِ وذكر أجْـرها ================================== عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسنها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك». أخرجاه في «الصحيحين».
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة».
وعن عبد الرحمن بن عوف ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا صلَّت المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شَهْرَها، وحَفِظَتْ فَرْجَها، وطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ، من أي أبواب الجنةِ شئْتِ».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـــ رضي الله عنه ـــ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنّ الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة».
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة» انفرد بإخراجه مسلم.
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد أبي وقاص ـــ رضي الله عنه ـــ، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة. من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء».
عن يعلى بن منية أن رجلاً كانت له امرأة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكانت امرأة صالحة، وكانت إذا دخل عليها قالت: مرحباً بسيدها وسيد أهل بيتها، إن كان همُّك لآخرتك فزادك الله همّاً، وإن كان همّك الدنيا فإن الله عز وجل سيرزقك ويحسن إليك. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لها نصف أجر المجاهد في سبيل الله، وهي عامل من عمال الله».
وعن كثير بن مرة عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وإن برّ المرأة المؤمنة كعمل سبعين صديقاً».
وعن كعب بن عجرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ألا أُخبرُكم برجالكم من أهل الجنة؟»، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «النَبيُّ في الجنَّةِ، والصدِّيقُ في الجنة، والشهيدُ في الجنة، والرجلُ يزورُ أخاهُ في جانب المِصرِ في الله في الجنة، ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟»، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الودود، الولود، العوود، التي إن هي ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى».
عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي ـــ عليهم السلام ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟»، قالوا: بلى يا رسول الله قال: «الودود الولود العوود التي إن أغضبته أو غضبت قالت: يدي في يدك لا أكتحل غمضاً حتى ترضى عني».
وعن عليّ ـــ عليه السلام ـــ قال: النساء أربع: القرثع، والوعوع، وغل لا ينزع، وجامعة تجمع. فأما القرثع، فالسمحة، وأما الوعوع: فالصَّخّابة، وأما الغل الذي لا ينزع: فالمرأة السوء للرجل منها أولاد، لا يدري كيف يتخلص، وأما الجامعة التي تجمع: فهي التي تجمع الشمل، وتلمّ الشعث.
وعن زيد بن مرّة قال: «المرأة الفاجرة كألف فاجر، والمرأة الصالحة يكتب لها عمل مائة صدّيق».
وقال زيد بن أسلم: «مثل المرأة التي تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، ولا توطىء فراشها أحداً، مثل المجاهد في سبيل الله».
وعن محمد بن واسع ـــ رحمه الله ـــ قال: قال مسلم بن يسار: «ما غبطت رجلاً بشيء ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع». |
|