857(2) (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
(الفلو ) بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو هو المهر أول ما يولد
و(الفصيل ) ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمه
858(3) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل
رواه مسلم والترمذي ورواه مالك مرسلا
859(4) (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما بقي
منها قالت ما بقي منها إلا كتفها
قال بقي كلها غير كتفها
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعناه أنهم تصدقوا بها إلا كتفها
860(5) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس
رواه مسلم
861(6) (صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه
قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر
رواه البخاري والنسائي
862(7) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي
قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد ثلثه
رواه مسلم
الحديقة البستان إذا كان عليه حائط
الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء الأرض التي بها حجارة سود
والشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء بعدها جيم وتاء تأنيث مسيل الماء إلى الأرض السهلة
والمسحاة بالسين والحاء المهملتين هي المجرفة من الحديد
863(8) (صحيح) وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما منكم
من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة
وفي رواية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل
رواه البخاري ومسلم
864(8) (صحيح لغيره) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة
رواه أحمد بإسناد صحيح
865(10) (حسن لغيره) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان
رواه أحمد بإسناد حسن
866(11) (صحيح) وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموثق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته
رواه أبو يعلى بإسناد صحيح
867(12) (صحيح لغيره) وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به
يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد فموثقها
يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا
رواه ابن حبان في صحيحه
868(13) (صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على أبواب الخير
قلت بلى يا رسول الله
قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ويأتي بتمامه في الصمت وهو عند ابن حبان من حديث جابر في حديث يأتي في كتاب القضاء إن شاء الله تعالى
869(14) (صحيح لغيره) وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه
قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
870(15) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما
فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها
قال أبو هريرة فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعيه هكذا في جيبه يوسعها ولا تتوسع
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه
مثل المنفق المتصدق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان أو جنتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع أو مرت حتى تجن بنانه وتعفو أثره فإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت ولزمت كل حلقة موضعها حتى أخذت بترقوته أو برقبته
يقول أبو هريرة رضي الله عنه أشهد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسعها ولا تتسع
الجنة بضم الجيم وتشديد النون كل ما وقى الإنسان ويضاف إلى ما يكون منه
التراقي جمع ترقوة بفتح التاء وضمها لحن وهو العظم الذي يكون بين ثغرة نحر الإنسان وعاتقه
وقلصت بفتح القاف واللام أي انجمعت وتشمرت وهو ضد استرخت وانبسطت
والجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في الثوب ونحوه
871(16) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية
قال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني
قال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي وقالا فيه فأتي فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث
872(17) (صحيح) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس
قال يزيد فكان أبو الخير مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو بكعكة أو بصلة
رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
وفي رواية لابن خزيمة أيضا (حسن )
عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن أبي عبد الله اليزني أنه كان أول أهل مصر يروح إلى المسجد وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة إما فلوس وإما خبز وإما قمح
قال حتى ربما رأيت البصل يحمله قال فأقول يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك قال فيقول يا ابن أبي حبيب أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته
873(18) (حسن ) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر
القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفيه ابن لهيعة
874(19) (صحيح) ...وقد روينا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله إذا استودع شيئا حفظه
875(20) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال
كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب
قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران 29
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مختصرا
بيرحاء بكسر الباء وفتحها ممدودا اسم لحديقة نخل كانت لأبي طلحة رضي الله عنه وقال بعض مشايخنا
صوابه (بيرحى ) بفتح الباء الموحدة والراء مقصورا وإنما صحفه الناس
وقوله رابح روي بالباء الموحدة وبالياء المثناة تحت
876(21) (صحيح) و[رواه يعني حديث أبي ذر الذي في الضعيف هنا]ابن حبان في صحيحه أطول منه بنحوه والحاكم ويأتي لفظه إن شاء الله
ورواه البيهقي (حسن صحيح) ولفظه في إحدى رواياته قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار قال
الإيمان بالله
قلت يا نبي الله مع الإيمان عمل ؟ قال
أن ترضخ مما خوَّلك الله وترضخ مما رزقك الله
قلت يا نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ قال
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قلت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر قال
فليعن الأخرق
قلت يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع قال فليعن مظلوما
قلت يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما قال ما تريد أن تترك لصاحبك من خير ليمسك أذاه عن الناس
قلت يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة ؟ قال
ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة
877(22) (صحيح) وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكر الحديث إلى أن قال فيه وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه
الحديث رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة
878(23) (صحيح) وعن عمر رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
879(24) (حسن ) وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده عصا وقد علق رجل قنو حشف فجعل يطعن في ذلك القنو فقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق
بأطيب من هذا إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة
رواه النسائي واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما في حديث
880(25) (حسن )وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه
881(26) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول امرأتك أنفق علي أو طلقني
ويقول مملوكك أنفق علي أو بعني ويقول ولدك إلى من تكلنا
رواه ابن خزيمة
ولعل قوله تقول امرأتك إلى آخره من كلام أبي هريرة مدرج
882(27) (صحيح) وعنه رضي الله عنه أنه قال
يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال
جهد المقل وابدأ بمن تعول
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرط مسلم
883(28) (حسن ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سبق درهم مائة ألف درهم فقال رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال
رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به
رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال
صحيح على شرط مسلم
قوله من عرضه بضم العين المهملة وبالضاد المعجمة أي من جانبه
884(29) (صحيح) وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت
يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده
رواه الترمذي وابن خزيمة
وزاد في رواية
لا تردي سائلك ولو بظلف
وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
الظلف بكسر الظاء المعجمة للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس
885(30) (صحيح موقوف) ورواه [يعني حديث أبي ذر الذي في الضعيف] البيهقي عن ابن مسعود موقوفا عليه (صحيح موقوف) ولفظه
إن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت يعني الستة ثم وضع الرغيف فرجح يعني رجح الرغيف الستة
886(31) (صحيح لغيره) وعن المغيرة بن عبد الله الجعفي قال
جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له خصفة بن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين فقلت له ما تنظر إليه فقال ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول هل تدرون ما الشديد قلنا الرجل يصرع الرجل
قال إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تدرون ما الرقوب قلنا الرجل الذي لا يولد له
قال إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ثم قال تدرون ما الصعلوك قال قلنا الرجل الذي لا مال له قال إن الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا
رواه البيهقي وينظر سنده
قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الملبس باب في الصدقة على الفقير بما يلبسه
10 الترغيب في صدقة السر
887(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة هكذا
وروياه أيضا ومالك والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد على الشك
888(2) (حسن لغيره) وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى
رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين ولا بأس به في الشواهد
889(3) (حسن لغيره) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
890(4) (حسن لغيره) وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف
رواه الطبراني في الأوسط
11 الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم
891(1) (صحيح) عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فائته فاسأله فإن كان ذلك يجزىء عني وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله بل ائته أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حاجتها حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال رضي الله عنه فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب يسألانك أتجزىء الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن
قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من هما فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي الزيانب قال امرأة عبد الله بن مسعود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
892(2) (حسن صحيح) وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة
رواه النسائي والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظ ابن خزيمة قال
الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة
893(3) (صحيح لغيره) وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن
الكاشح بالشين المعجمة هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره يعني أن أفضل الصدقة
على ذي الرحم القاطع المضمر العداوة في باطنه
894(4) (صحيح) وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
12 الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله فيبخل عليه أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون
895(1) (حسن ) وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله من أبر قال
أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والترمذي وقال حديث حسن
قال أبو داود الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السم
896(2) (حسن ) وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد
التلمظ تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام
897(3) (حسن لغيره) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله فمنعه منعه الله فضله يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وهو غريب
13 الترغيب في القرض وما جاء في فضله
898(1) (صحيح) عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من منح منيحة لبن أو ورق أو هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى قوله منح منيحة ورق
إنما يعني به قرض الدرهم وقوله أو هدى زقاقا إنما يعني به هداية الطريق وهو إرشاد السبيل انتهى
899(2) (حسن لغيره)
900(3) (حسن ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر
رواه الطبراني والبيهقي كلاهما من رواية عتبة بن حميد
901(4) (صحيح لغيره) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة إلا كان كصدقتها مرتين
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا
902(5) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى
14 الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه
903(1) (صحيح) عن أبي قتادة رضي الله عنه
أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر قال آلله قال آلله
قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه
رواه مسلم وغيره ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح وقال فيه من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه فلينظر معسرا
904(2) (صحيح لغيره) وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا عملت من الخير شيئا قال لا
قالوا تذكر
قال كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر قال قال الله تجاوزوا عنه
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
وفي رواية لمسلم وابن ماجه عن حذيفة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل قال فإما ذكر وإما ذكر فقال كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له
وفي رواية للبخاري ومسلم عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال هل عملت من خير قال ما أعلم
قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر
وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة فقال أبو مسعود وأنا سمعته يقول ذلك
وعنه رضي الله عنه قال (صحيح)
أُتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا قال ولا يكتمون الله حديثا النساء 24 قال يا رب آتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي
فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم هكذا موقوفا على حذيفة ومرفوعا عن عقبة وأبي مسعود
905(3) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله عز وجل يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا فلما هلك
قال الله له هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى
قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا
قال الله تعالى قد تجاوزت عنك
906(4) (صحيح) وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر
قال الله تعالى نحن أحق بذلك تجاوزوا عنه
رواه مسلم والترمذي
907(5) (صحيح) وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا
فله كل يوم مثله صدقة
ثم سمعته يقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة فقلت يا رسول الله سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة قال له كل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة
رواه الحاكم ورواته محتج بهم في الصحيح
ورواه أحمد أيضا وابن ماجه والحاكم مختصرا من أنظر معسرا فله كل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك فله كل يوم مثليه صدقة
وقال الحاكم صحيح على شرطهما
908(6) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه مختصرا والحاكم وقال صحيح على شرطهما
909(7) (صحيح) وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعنى وضع له أي ترك له شيئا مما له عليه
910(8) (صحيح) وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال
أبصرت عيناي هاتان ووضع أصبعيه على عينيه وسمعت أذناي هاتان ووضع أصبعيه في أذنيه ووعاه قلبي هذا وأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله
رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال
صحيح على شرط مسلم
91(9) (صحيح) وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من نفس عن غريمه أو محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة
رواه البغوي في شرح السنة وقال
هذا حديث حسن وتقدم في أول الباب بنحوه
912(10) (صحيح لغيره) وروي عن أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه
رواه الطبراني في الكبير وله شواهد
913(11) (صحيح لغيره) وروي عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط