2- كتاب السنة
1- الترغيب في اتباع الكتاب والسنة
37(1) (صحيح) عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجِلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح. قوله عضوا عليها بالنواجذ أي اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته والنواجذ بالنون والجيم والذال المعجمة هي الأنياب وقيل الأضراس.
38(2) (صحيح) وعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [أبشروا] أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى قال إن هذا القرآن [سبب] طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا، رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد.
39(3) (صحيح لغيره) وروي عن جبير بن مطعم قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالجحفة فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله قلنا بلى قال فأبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبداً. رواه البزار والطبراني في الكبير والصغير
40(4) (صحيح) وعنه أيضا [ يعني ابن عباس]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه الحديث رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، احتج البخاري بعكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وله أصل في الصحيح.
41(5) (صحيح موقوف) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة رواه الحاكم موقوفاً وقال: إسناده صحيح على شرطهما.
42(6) (صحيح) وعن أبي أيوب الأنصاري (عن عوف بن مالك) قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوب فقال: "أطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحِلُّوا حلاله وحرِّمُوا حرامه". رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات.
43(7) (صحيح) ورواه (يعني حديث ابن مسعود الموقوف الذي في الضعيف) مرفوعا من حديث جابر وإسناده جيد.
44(8) وعن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
45(9) (صحيح) وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه وإنه لمطلق الأزرار فأدخلت يدي في جنب قميصه فمسست الخاتم قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قط في شتاء ولا صيف إلا مطلقي الأزرار. رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال ابن ماجه. "إلا مطلقة أزرارهما".
46(10) (صحيح) وعن مجاهد قال: كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسئل لم فعلت ذلك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت. رواه أحمد والبزار بإسناد جيد. قوله حاد بالحاء والدال المهملتين أي تنحى عنه وأخذ يمينا أو شمالا.
47(11) (حسن ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأتي شجرة بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. رواه البزار بإسناد لا بأس به.
48(12) (صحيح) وعن (أنس)ابن سيرين قال: كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وأنا وأصحاب لي حتى أفاض الامام فأفضنا معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمين فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته.
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح.
قال الحافظ رحمه الله: والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في اتباعهم له واقتفائهم سنته كثيرة جدا والله الموفق لا رب غيره.
2- الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء
49(1) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه: من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد، وابن ماجه وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
50(2) (صحيح) وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما.
51(3) (حسن صحيح) وعن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة. رواه أحمد وأبو داود، وزاد في رواية: وإنه ليخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله.
قوله: الكَلَب بفتح الكاف واللام، قال الخطابي هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب الكلب قال وعلامة ذلك في الكلب أن تحمر عيناه ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه فإذا رأى إنسانا ساوره.
52(4) (صحيح) وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى. رواه أحمد والبزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وبعض أسانيدهم رواته ثقات.
53(5) (حسن لغيره) وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه. رواه البزار والبيهقي وغيرهما ويأتي بتمامه في انتظار الصلاة إن شاء الله تعالى.
54(6) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته. رواه الطبراني وإسناده حسن.
55(7) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وتقدم بتمامه بنحوه وتقدم بتمامه بنحوه (1-باب)
56(8) (صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك. رواه ابن أبي عاصم وابن حبان في صحيحه.
57(9) (صحيح) ورواه ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها سدّد أو قارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه. (الشرة ) بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء بعدها تاء تأنيث هي النشاط والهمة وشرة الشباب أوله وحدّته.
58(10) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رغب عن سنتي فليس مني. رواه مسلم.
59(11) (صحيح) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن.
60(12) (صحيح لغيره) وعن عمرو بن زرارة قال: وقف عليَّ عبد الله يعني ابن مسعود وأنا أقص فقال يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابه فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحَدٌ. رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما صحيح. قال الحافظ عبد العظيم: وتأتي أحاديث متفرقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
3- الترغيب في البداءة بالخير ليستن به والترهيب من البداءة بالشر خوف أن يستن به
61(1) (صحيح) عن جرير رضي الله عنه قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم غزاة مجتابي النمار والعباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذَّن وأقام فصلّى ثم خطب فقال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيباً (النساء: 1)، والآية التي في الحشر اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد (الحشر: 81)، تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة، قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ مَنْ عَمِلَ بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وزرُها ووزرُ مَنْ عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة. قوله مجتابي هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة والنمار جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم والجوب القطع، وقوله تمعر هو بالعين المهملة المشددة أي تغير، وقوله كأنه مذهبة ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون وضبطه بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة وهو الصحيح المشهور ومعناه على كلا التقديرين ظهر البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم حتى استنار وأشرق من السرور والمذهبة صحيفة منقشة بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه وسلم.
62(2) (حسن صحيح) وعن حذيفة رضي الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَنَّ خيراً فاستنَّ به كان له أجره ومثل أجور مَنْ تبعه غير منقص من أجورهم شيئاً ومَنْ سَنَّ شرًّا فاستنَّ به كان عليه وزره ومثل أوزار مَنْ تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد.
63(3) (صحيح) ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة.
64(4) (صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل. رواه البخاري ومسلم والترمذي.
65(5) (حسن صحيح) وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به.
66(6) (حسن لغيره) وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله عز وجل مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير. رواه ابن ماجه واللفظ له وابن أبي عاصم وفي سنده لين وهو في الترمذي بقصة.
3- كتاب العلم
1- الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه وما جاء في فضل العلماء والمتعلمين:
67(1) (صحيح) عن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يُرِدْ اللهُ به خيراً يُفَقّهُهُ في الدِّين. رواه البخاري ومسلم وابن ماجه، ورواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (حسن لغيره): يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر: 82). وفي إسناده راو لم يُسَمَّ.
68(2) (صحيح لغيره) وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع. رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن.
فصل
69(3) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَفَّسَ عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ومَنْ ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومَنْ يَسَّرَ على مُعسر يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومَنْ سلك طريقاً يلتمسُ فيه علماً سَهَّلَ اللهُ له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفَّتهم الملائكة ونزلت عليهم السَّكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمَنْ عنده ومَنْ أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه. رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما.
70(4) (حسن لغيره) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال الترمذي لا يعرف إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل وإنما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح قال المملي رحمه الله. ومن هذه الطريق رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب وغيرها وقد روي عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عنه وعن الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس عنه قال البخاري وهذا أصح وروي غير ذلك وقد اختلف في هذا الحديث
اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن وبسطته في غيره والله أعلم.
71(5) (حسن) وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحباً بطالب العلم إن طالب العلم تحفُّه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لِمَا يطلب. رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن ماجه نحوه باختصار ويأتي لفظه إن شاء الله تعالى (2-باب/الحديث الثاني).
72(6) (صحيح) وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم وواضع العلم عند أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب. رواه ابن ماجه وغيره.
73(7) (حسن لغيره)وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته مَنْ عَلَّمَ عِلْمَاً أو كَرَى نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورَّثً مُصحفاً أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته. رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرَّد به أبو نعيم عن العزرمي ورواه البيهقي ثم قال: محمد بن عبد الله العزرمي ضعيف غير أنه قد تقدمه ما يشهد لبعضه وهما يعني هذا الحديث والحديث الذي ذكره قبله لا يخالفان الحديث الصحيح فقد قال فيه إلا من صدقة جارية، وهو يجمع ما وردا به من الزيادة والنقصان انتهى. قال الحافظ عبد العظيم وقد رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه بنحوه من حديث أبي هريرة ويأتي إن شاء الله تعالى (يعني قريبا في هذا الفصل).
74(8) (حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلّماً. رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن.
75(9) (صحيح) وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. رواه البخاري ومسلم. (الحسد) يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني مثل ما له وهذا لا بأس به وهو المراد هنا.
76(10) (صحيح) وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل مَنْ فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ومثل مَنْ لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. رواه البخاري ومسلم.
77(11) (حسن ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته. رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي ورواه ابن خزيمة في صحيحه مثله إلا أنه قال أو نهراً كراه وقال يعني حفره ولم يذكر المصحف.
78(12) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم وغيره.
79(13) (صحيح) وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
80(14) (حسن لغيره) وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من علّم علماً فله أجرُ مَنْ عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء. رواه ابن ماجه وسهل يأتي الكلام عليه.
81(15) (حسن لغيره) وعن أبي أمامة قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
82(16) (صحيح لغيره) ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا قال: معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر.
83(17) (حسن موقوف) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قال ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَسَّم وأنتم ها هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين هو قال في المسجد فخرجوا سِرَاعاً ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئاً يُقَسَّم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد أحداً قالوا بلى رأينا قوماً يُصَلُّونَ وقوماً يقرؤون القرآن وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراثُ محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
2 الترغيب في الرحلة في طلب العلم
84(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومَنْ سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سَهَّلَ اللهً له به طريقاً إلى الجنة. رواه مسلم وغيره وتقدم بتمامه في الباب قبله (الحديث الثالث).
85(2) (صحيح) وعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال ما جاء بك قلت أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع. رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.
قوله أنبط العلم أي أطلبه وأستخرجه.
86(3) (حسن صحيح) وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلّم خيراً أو يُعلّمهُ كان له كأجر حاج تامًّا حَجَّتُهُ. رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به.
87(4) (صحيح) وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلّمه أو يُعلّمهُ فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومَنْ جاء بغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره. رواه ابن ماجه والبيهقي وليس في إسناده من ترك ولا أجمع على ضعفه.
88(5) (حسن لغيره) وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. رواه الترمذي وقال حديث حسن.
3- الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخه والترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
89(1) (حسن صحيح) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نَضَّرَ الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع. رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه، إلا أنه قال: رحم الله امرأ، وقال الترمذي حديث حسن صحيح. قوله: (نَضَّرَ) هو بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها حكاه الخطابي ومعناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن، فيكون تقديره جمله الله وزينه وقيل غير ذلك.
90(2) (صحيح) وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة. رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي بتقديم وتأخير وروى صدره إلى قوله ليس بفقيه. رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه بزيادة عليهما.