ضيف الحلقة :
الشيخ عبد الكريم بكار ( الرياض - السعودية )
موضوع الحلقة :
تنمية الشخصية ( تدبير الشأن الخاص 3 )
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
أيها الأخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم كلمة مضيئة في هذه الحلقة سأعرض بعض المفاهيم التي تتصل بحياتنا الاجتماعية أو لنقل بالجانب الاجتماعي من شخصياتنا وأود قبل كل شيء أن أقول أن هذا الجانب لا يتقبل أو لا يتلقى الحديث عنه بالترحاب غالبا معظم الناس لا يرحبون بهذا لأننا نحن ننظر إلى حياتنا الاجتماعية نظرة أنانية نحن يهمنا دائما ما يتصل بالجانب الفردي لدينا و لا نهتم بالقضية الاجتماعية مع أن معظم أو دعني أقول الجانب الاجتماعي أو الحياة الاجتماعية تشكل أهم مورد لسعادة الإنسان ولأمنه ولاستقراره ولنموه نحن حين نولد لا نعرف شيئا يعني المشاعر واللغة ومعايير الخطأ والصواب ومعايير الخير والشر كل هذا يكتسب من المجتمع لكن للأسف هذا الجانب دائما يلقى الإهمال حتى الكتب التي تكتب في هذا لا تتقبل بالترحيب مثل الكتب التي تدور حول المسائل الشخصية وهذا سوء فهم للقضية المفهوم الأول في حلقة هذا اليوم هو أن يسعى الإنسان أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق من المهم أيها الإخوة أن ندرك أن اجتماع الناس بعضهم مع بعض دائما يولد توترات دائما يولد مشكلات أهواؤنا مختلفة أمزجتنا مختلفة أفهامنا مختلفة رؤانا مختلفة تربيتنا مختلفة مصالحنا مختلفة.
ولذلك حين نلتقي فإن هذا اللقاء هو معقد للابتلاء الاجتماعي الله جل وعلا جعل لقاء الناس بعضهم مع بعض نقطة ابتلاء يبلو بعضنا ببعض ويختبر بعضنا من خلال البعض الآخر لذلك الناس الذين يشتغلون ضمن مجموعات دائما بينهم توتر بينهم مشكلات بينهم سوء فهم متبادل وبالتالي فالمطلوب من كل واحد منا و لا بد أن يعمل ضمن فريق شاء أم أبى لأن هكذا طبيعة الحياة اليوم لابد أن يؤهل نفسه للعمل ضمن فريق تأهيل النفس للعمل ضمن فريق يحتاج إلى أشياء كثيرة يحتاج إلى الصبر يحتاج إلى الحلم يحتاج إلى الصفح يحتاج إلى التسامح يحتاج إلى أن نحافظ على أسرار عمل الفريق يحتاج إلى أن نتقبل النقد يحتاج إلى أن نكتم الغضب أو دعني أقول ندير الغضب نعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ونقابل الغلط بشيء من التحمل فأشياء كثيرة أخلاقيات كثيرة مطلوبة حتى نستطيع أن نؤهل أنفسنا للعمل ضمن فريق أن نفهم طبيعة العمل العمل الذي نحن نشترك به نكون فهما جيدا عنه أفهم دوري أنا تماما في هذا العمل وما الذي يساعدني على القيام بهذا الدور بشكل جيد إذا نحن فعلنا هذا ونشرنا هذه الثقافة فدائما سيتحسن الأداء أداء المجموعات أداء الفرقاء أداء الجماعات أداء الأحزاب أداء المؤسسات كله سيتحسن حين كل واحد يحاول أن يشذب الزوائد في شخصيته ويحاول أن يحسن من أخلاقه الاجتماعية من تقبله للآخرين ومن تقبل الآخرين له في نقطة ثانية أيضا في الجانب الاجتماعي وهو يعني مقولة جميلة تقول هذه المقولة أعقل الناس أعذرهم للناس،
أعقل الناس أعذرهم للناس نحن أيها الإخوة لم ننشأ في ظروف واحدة لم ننشأ في أسر واحدة رؤيتنا للحياة متفاوتة الظروف التي نعيش فيها متفاوتة تقديرنا للأشياء متفاوت كثير من الناس الذين يمكن أن نقول هم أشخاص سيئون المجرمون مثلا الذين نزلوا يعني دخلوا السجون الناس المنحرفون المدمنون كثير من هؤلاء سبب ما هم فيه ظروف مروا بها وهذه الظروف ما اختاروها هم هم لا اختار أباه المدمن و لا اختار أمه المنحرفة ولا اختار الأسرة الشقية التي نشأ فيها هو ما اختار هذا فإذا هو في جناية من آخر عليه فهذا الإنسان يستحق منا الشفقة يستحق الرحمة يستحق التعاطف ونقول لو كنا ونشأنا في الظرف الذي نشأ فيه ربما نكون مثله لنحاول بدل أن نكون نقادا للناس بدل أن نكشف دائما أن نمتهن كشف عورات الناس كشف عيوب الناس التدقيق في أحوال الناس متابعة الناس مراقبة الناس لنفعل شيئا أجمل من هذا وهو أن نظهر يعني أن نتسامح مع الناس ونقول لعل له عذرا وأنت تلومه والشيء الآخر بدل أن أكون ناقدا لأكن قدوة الإنسان المتفوق الإنسان الطيب الإنسان الخلوق الإنسان الرحيم هو إنسان يجذب الآخرين إليه دائما القيم والمثل لا تفرض لا تستطيع أنت أن تفرض قيمة على أحد لا تستطيع أن تفرض مبدأ على آخر القيم تجذب تجذب الآخرين حين نرى قيمة أو مثالا أو مبدأ مجسدا في حياة إنسان فهو هذا الإنسان يجذبنا وهذا المبدأ يجذبنا ونتأسى به ونقتدي به ونستفيد منه بدل أن أكون ناقدا أحاول أن أكون قدوة وبدل أن أعتب على فلان وفلان أحاول أن ألتمس له العذر يمكن هذا لا يتنافى مع النصيحة انصحه وأبين له وجه الصواب ولكن علي أن أقول:
إن هذا الإنسان ربما يكون سبب ما هو فيه ظروف سيئة نشأ فيها وهو كما قلت لم يختر تلك الظروف ولو نشأنا في مثلها فربما نكون أسوأ منه، مفهوم ثالث أيضا في حياتنا الاجتماعية اكتساب ثقة الناس يكون عن طريق الأعمال وليس عن طريق الأقوال إذا أراد الإنسان أن يكون موثوقا فهو لا يستطيع أن يكتسب ثقة الناس لا يستطيع أن يكون موثوقا لا يستطيع أن يكون محل احترام لا يستطيع أن يكون محل تقدير محل تعاطف عن طريق الأقوال يعني لا يستطيع أن يقول أنا موثوق لذلك ثقوا بي أنا محترم احترموني أنا يعني كذا... لا يستطيع هو عن طريق الأقوال إذا أراد الإنسان أن يكون موثوقا فليتصرف بتصرفات الإنسان الموثوق أهم صفتين في الإنسان الموثوق هي الصدق والأمانة الإنسان الموثوق ذو المصداقية الذي يعني تستطيع أن تعامله على أنه موثوق هو إنسان صادق لا يكذب حتى لو كان الكذب سيأتي إليه ببعض الأضرار هو يتحمل الضرر في سبيل أن يكون صادقا وهو إلى جانب هذا هو إنسان مؤتمن حين يؤتمن على شيء يؤتمن على سر يؤتمن على قول يؤتمن على وضعية هو إنسان مؤتمن .
ولذلك فإن الناس يثقون به وإذا أنت تأملت في حياة الأشخاص الموثوقين لوجدت أن أهم صفتين لديهم هما الصدق والأمانة ، نقطة رابعة في حياتنا الاجتماعية أو إن شئنا أن نقول في الجانب الاجتماعي من شخصياتنا هو أن نعامل الناس على أساس مجموعة من القيم الموحدة وهذه أنا أعتبرها نقطة اختبار لنا نقطة ابتلاء لنا في هذه الحياة لا يصح أبدا أن أتواضع أمام فلان لأنه قوي لأنه وجيه لأنه ثري وأتكبر على فلان لأنه ضعيف أو لأنه فقير أو لأنه جاهل لا يصح لا يصح أن أتعامل مع فلان بالصدق والأمانة لأن لي عنده مصلحة أو له عندي مصلحة أو بيننا قرابة أو شيء وأتعامل مع فلان بالكذب لأنه ليس بيننا علاقة هذا ينافي النبل ينافي أولا التدين العميق التدين العميق يولد لدى الإنسان قاعدة للتعامل يولد لديه حساسية ضد الدناءة فلذلك حتى يكون الإنسان ملتزما حتى يكون نبيلا بأعمق ما تحمله هذه الكلمة من معنى عليه أن يعامل الناس على أساس قيم واحدة هو يرفع صوته إذا رفعه بشكل أمام الجميع ويخفضه أمام الجميع ويكون جريئا أمام الجميع ويكون متحفظا أمام الجميع لا يعامل كل واحدة على قيمة بحسب لا شك نحن لا ننكر أن هناك خصوصيات وهناك مواقف تستدعي أحيانا نمطا معينا من السلوك هذا شيء يعني طبيعي.
لكن في قضايا القيم وفي قضايا المثل وفي قضايا المبادئ يجب أن نعامل الناس جميعا على أساس قيم واحدة وعلى أساس مبادئ واحدة، في نقطة أخيرة هي أن مصالحنا لن تتطابق دائما مع مصالح الآخرين حتى الزوجان مصلحتهما ليست متطابقة بشكل كامل الأب والابن مصالحهما ليست متطابقة بشكل كامل الشركاء الأصدقاء هناك دائما مراتبية أو في هناك نوع من التراتبية في المصلحة لهذا لن تستقم أيها الأحبة وأيها الأخوة الكرام لن تستقيم حياتنا الاجتماعية إلا بالتضحية حتى تستقيم هذه الحياة علينا أن نضحي ولذلك شيء أساسي في التربية الأسرية شيء أساسي في التربية المدرسية شيء أساسي في التربية المسجدية أن نعلم الإنسان كيف يضحي كيف يتنازل عن بعض ما هو له من أجل غيره ومن أجل إسعاد غيره وهذه التضحية عليها ثواب كبير من الله تبارك وتعالى وهذه الحقيقة قضية التضحية هي يعني المعنى العميق للإنسان الكريم الكرم الذاتي الكرم الشخصي هو دائما يعني عطاءا مجانيا هو دائما يعني تضحية التنازل عن مصلحة في سبيل تحقيق مصلحة لآخرين وكثير الآن من التوترات التي تحدث في حياتنا حدثت بسبب أن جانب الأنانية أو الحرص على المصلحة الشخصية زاد عن الحدود الطبيعية ولذلك قل جانب التضحية وجانب العطاء المجاني هذا ما أحببت قوله وإلى لقاء قريب أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.