منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 6:11 am

الباب الخامس
صور من الأزهر القديم والحديث
=================
أوقاف قديمة للأزهر:
في كتاب الخطط للمقريزي 1 نص سجل الوقف الذي وقف «الحاكم» بمقتضاه بعض أملاكه بمصر والقاهرة على الجامع الأزهر ودار الحكمة وبعض المساجد الأخرى، وقد مضى تلخيص لهذا السجل في هذا الكتاب 2.

أول درس للسيوطي الأزهري:
في عام 867 ه‍ ألقى السيوطي العالم الأزهري بعد تخرجه من الأزهر أول درس له.

وقد عرض له الشيخ مصطفى عبد الرازق في حديث له في محرم عام 1365ه‍.
__________
1) ج‍ 4 ص 49 - 51 - الطبعة الأهلية

2) ص 28 - 30 ج‍ 1 الأزهر في ألف عام
__________

ومما جاء في كلمته عنه:
منذ حوالي خمسمائة عام ألقى العالم الشهير «جلال الدين السيوطي» المتوفى سنة 911 ه‍ أول درس من دروسه حين أجلس للتدريس، بحضور شيوخه وكبار القضاة والأفاضل في عهده، وقد ألقي هذا الدرس في جامع شيخون المسجد المعروف في هذه العاصمة.

وفي دار الكتب الأزهرية مخطوطة تجمع مؤلفات ورسائل للجلال السيوطي رحمه اللّه. وورد في هذه المجموعة أنها بخط المؤلف.

ومما حوته هذه المجموعة رسالة جاء في أولها:
«تصدير مبارك ألقيته يوم أجلست للتدريس بجامع شيخون، رحمه اللّه، بحضرة شيخنا قاضي القضاة شيخ الإسلام علم الدين البلقيني وجماعة من القضاة والأفاضل، وذلك يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة 867 ه‍، وقد مضى من عمري ثمان عشرة سنة وأربعة أشهر وثمانية أيام والحمد للّه».

وهذا الدرس الذي ألقاه السيوطي في مفتتح عهده بالتدريس هو في تفسير آية من سورة (الفتح) الكريمة.

وهذا التصدير على صغر حجمه يفيد الباحثين في تطور الدراسات الإسلامية وأساليبها، وفي الطرق التي كانت تعتمد عليها مدارس المسلمين في إجازة طلابها وتخريجهم، وقد بدأ المؤلف درسه بذكر المراجع التي طالعها فقال: «طالعت على هذا التصدير الكشاف وتفسير الإمام الرازي وتفسير الإمام ابن العربي والبحر لأبي حيان وأسباب النزول للواحدي وتفسير السجاوندي وينبوع الحياة لابن ظفر وصحاح الجوهري، والخطبة إلى آخر الصلاة من كلام الإمام الشافعي رضي اللّه عنه يعني من خطبة ,,الرسالة،،». 

وبعد أن حمد اللّه بما حمد به الإمام الشافعي في صدر «الرسالة» وصلى على النبي وآله قال: «رضي اللّه عن السادة الصحابة أجمعين وعن إمامنا الشافعي المطلبي وسائر الأئمة وعن سيدنا ومولانا شيخ الإسلام ووالده شيخ الإسلام وسائر مشايخنا والسادة الحاضرين وجميع المسلمين، ثم قال: «أما بعد فقد قال اللّه تعالى: «إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ، وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً، وَيَنْصُرَكَ اَللّهُ نَصْراً عَزِيزاً».

وزمانه، والثانية علم اللغة، والثالثة علم الإعراب، والرابعة علم المعاني، والخامسة علم التفسير.

أقول: قدمت أولا الكلام على النزول وما يتعلق به، ومناسبة تقديمه ظاهرة، وثنيت باللغة وقدمتها على الإعراب، لأنها تبين المعنى، والاعراب فرعه ومتوقف على معرفته، وثلثت بالاعراب وقدمته على المعاني الذي هو ثمرة الإعراب، ثم تلاه المعاني، ولما انتهيت من الأدوات ذكرت المقصود بالذات من الآية وهو التفسير وبيان المراد، ثم ختمت بالنهاية وهو علم التصوف، وهذا ترتيب حسن لطيف.

وبدأ بالكلام على سبب النزول وما يتعلق به نقلا عن الواجدي، ثم تكلم عن اللغة فبين معنى النصر والبيان والمغفرة والذنب والنعمة والهدى والصراط المستقيم والعزيز.

وذكر بعد ذلك ما يتعلق بالآية من جهة الإعراب، ثم ما يتعلق بها من جهة علم المعاني. ثم قال: وأما ما يتعلق بها من جهة التفسير، قوله: (إنا فتحنا)، في المراد بالفتح هنا أقوال: أحدها فتح مكة واختاره الفخر الرازى من الجميع وأبو حيان، والثاني عام الحديبية عند انفكاكه منها، والثالث قاله مجاهد فتح خيبر وفي بعض الآي ما يدل عليه، والرابع قال الضحاك: والمراد فتح اللّه بالإسلام والنبوة والدعوة بالحجة والسيف، ولا فتح أبين منه وأعظم، وهو رأس الفتوح كلها، إذ لا فتح من فتوح الاسلام إلا وهو عنه ومشتق منه.

الخامس قال غيره: المراد نصر اللّه تعالى على أهل مكة بعد ان أوحي اليه: إنك تدخلها أنت وأصحابك من قابل لتطوفوا بالبيت.

قوله: ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ قال ابن عباس: ما تقدم قبل النبوة وما تأخر بعدها.

وقال غيره: ما وقع وما لم يقع على طريق الوعد بأنه مغفور له.

وقال سفيان: ما تأخر هو ما لم يعلمه.

وقال آخر: المتقدم والمتأخر معا ما كان قبل النبوة.

وقال آخر تأكيد للمبالغة كما تقول: أحبك من عرفك ومن لم يعرفك. 


وقال آخر ما تقدم من ذنبك يعني المعنى لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه.

قوله: وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ قيل النبوة والحكمة، وقيل بفتح مكة والطائف وخيبر، وقيل بخضوع من استكبر، والصحيح بدخول الجنة.

قوله: وَيَهْدِيَكَ المراد يثبتك على الهدى كما في قوله: «يا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ اِتَّقِ اَللّهَ» يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا وأمثال ذلك.

قوله صِراطاً مُسْتَقِيماً المراد به هنا الإسلام.

وآخر جملة في هذه الرسالة هي (وأما من جهة علم التصوف)، ثم يتلوها بياض بالأصل مقداره نحو ثلاثة أسطر بخط السيوطي الدقيق.

وإذا كان لم يصل إلينا ما كتبه السيوطي في تصديره عن التصوف فإن بعض المؤلفين أشار في تحديد معاني الفتح إلى معنى هو أقرب إلى معاني الصوفية.

قال الراغب في كتابه (المفردات في غريب القرآن): وقوله: إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً قيل عن فتح مكة، وقيل بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران الذنوب، ولعل هذا المعنى هو الذي عبر عنه بعض المفسرين بالإلهام.

الحفنى شيخ الأزهر:
كان شيخ الأزهر الحفني (1100ه‍- 1698م- 1181ه‍- 1767ه‍) شجاعاً في الحق شجاعة نادرة. تخاصم علي بك الكبير مع طائفة كبيرة من الأمراء وتفاقم بينهم الشر حتى أوشك أن ينتهي إلى الحرب، واجتمع لذلك كبار القوم ومعهم الشيخ الحنفي، فعارض الميل إلى الحرب معارضة شديدة، لما يصيب الناس من شرها.

وقال للأمراء: إنكم خربتم البلاد، بحربكم وخصامكم.

ثم أرسل إلى علي بك، وكان خارج القاهرة، كتاباً شديداً فيه زجر وعظة ونصيحة، وقد انفرد علي بك بعد ذلك بحكم مصر، وفتح الشام والحجاز، وكان مع ذلك لا يستطيع مخالفة الشيخ.

وله مع الأمراء والولاة مواقف من الشجاعة والصلابة يطول بنا الحديث عنها.

وكان لا يتم أمر من أمور الدولة، إلا مهابة عظيمة حتى لا يستطيع كثير من جلسائه أن يتوجه إليه بسؤال، وكانت على إحدى عينيه نقطة، ومع ذلك لم يدرك أكثر الناس ذلك ولم يلحظوه، لأنهم كانوا يغضون الطرف عند النظر إلى وجهه، تولى المشيخة بعد الشيخ الشبراوي، الذي مات في آخر سنة 1171 ه‍ـ، وكان إلى ذلك كله ظريفا وشاعرا، يقول الشعر، والمواليا.

كان له رفيق اسمه الشيخ حسن شمة، رآه مرة يكتب، فسأله ماذا يكتب؟


فقرأ عليه الشيخ «شمة» هذا البيت:
قالوا تحب المدمس؟ قلت بالزيت حار ... والعيش أبيض تحبه؟ قلت والكشكار
فضحك الشيخ وقال له: أما أنا فلا أحبه بالزيت حار، بل بالسمن.
وأنشده:
قالوا تحب المدمس؟ قلت بالمسلى ... والبيض مشوي. تحبه؟ قلت والمقلي
وله شيء غير قليل من المواليا، بعضه في الغزل، وكله رقيق جميل فيه عاطفة وعذوبة.

وله شعر رقيق جميل ايضا، منه:
فلو فتشوا قلبي لألفوا به ... سطرين، قد خطا، بلا كاتب
العلم والتوحيد في جانب ... وحب آل البيت في جانب
وهذان البيتان، يمثلان حياته الى حد كبير، فقد كان عالما كبيرا مخلصا للعلم، ومتصوفا مؤمنا طاهر السريرة.
ومن شعره هذان البيتان الرقيقان. اللذان يفيضان يسرا وإيمانا ورضاء، خبز، وماء وظل ... هو النعيم الأجل
جحدت نعمة ربي ... إن قلت إني مقل

وقد عمر طويلا حيث مات ظهر يوم السبت السابع والعشرين من ربيع الأول سنة 1181 (1767).. وكان يوم وفاته يوم هول وبكاء. وقال فيه الوالي راغب باشا: انه كان سقفا على أهل مصر، يمنع عنهم نزول البلاء 1.

الإجازات العلمية في الأزهر القديم
===================
ذكر القلقشندي في صبح الأعشى صور طائفة من الإجازات التي كان يصدرها أكابر العلماء لتلاميذهم أو لمن يتقدم اليهم من الطلاب، كإجازة التدريس والفتيا والرواية وغيرها (ج 14 ص 322 وما بعدها)، وتصدر هذه الإجازة بعد اختيار الطالب فيما طلب الإجازة فيه.

1 - وهذه صيغة إجازة بالفتيا والتدريس على مذهب الإمام الشافعي، أصدرها العلامة سراج الدين أبو حفص عمر الشهير بابن الملقن لأبي العباس القلقشندي صاحب كتاب صبح الأعشى سنة 778 ه‍، وكتبها القاضي تاج الدين بن غنوم موقع الحكم بالاسكندرية، وذلك بعد البسملة والديباجة: «و لما كان فلان -أدام اللّه تسديده وتوفيقه، ويسر إلى الخيرات طريقه- ممن شب ونشأ في طلب العلم والفضيلة، وتخلق بالأخلاق المرضية الجميلة، وصحب السادة من المشايخ والفقهاء، والقادة من الأكابر والفضلاء، واشتغل عليهم بالعلم الشريف اشتغالا يرضى، وإلى نيل السعادة -إن شاء اللّه- يفضي، استخار اللّه تعالى سيدنا وشيخنا وبركتنا، العبد الفقير إلى اللّه تعالى، الشيخ الإمام العلامة، الحبر الفهامة فريد دهره ونسيج وحده، جمال العلماء، أوحد الفضلاء، عمدة الفقهاء والصلحاء سراج الدين، مفتي الإسلام والمسلمين، أبو حفص عمر بن الملقن... الخ».
__________
1) من كلمة للأستاذ محمود الشرقاوي عنه-الأهرام في 11 - 10 - 1954

__________

«وأذن وأجاز فيه لفلان المسمى فيه، أدام اللّه معاليه، أن يدرس مذهب الإمام المجتهد المطلق العالم الرباني، أبي عبد اللّه محمد بن إدريس المطلبي الشافعي، رضي اللّه عنه وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، وان يقرأ ما شاء من الكتب المصنفة فيه، وان يفيد ذلك لطالبيه، حيث حل وأقام، كيف شاء متى شاء وأين شاء، وأن يفتي من قصد استفتاءه خطا ولفظا، على مقتضى مذهبه الشريف المشار إليه، لعلمه بديانته وأمانته، ومعرفته ودرايته، وأهليته لذلك وكفايته... وكتب في تاريخ كذا».

2 - وهذه صيغة إجازة أصدرها الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الدايم إلى ولده أبي العباس المسمى نجم الدين أبي الفتح، متضمنة إتقانه لحفظ كتاب (المنهاج) في الفقه للنووي، وذلك سنة 813 ه‍ جاء فيها بعد الديباجة: «و بعد فقد عرض على الفقيه الفاضل، نجل الأفاضل، وسليل الأماثل، ذو الهمة العليا، والفطنة الذكية، والفطرة الزكية، نجم الدين أبو عبد اللّه محمد بن فلان، نفع اللّه به كما نفع بوالده، وجمع له بين طارف العلم وتالده» -مواضع متعددة من «المنهاج» في فقه الإمام الشافعي المطلبي رضي اللّه عنه وعنا به، تأليف ولي اللّه ابن زكريا بن شرف بن مرى النووي، سقى اللّه تعالى ثراه، وجعل الجنة مأواه، دل حفظه لها على حفظ الكتاب، كما فتح اللّه له مناهج الخير دقه وجله، وكان العرض في يوم كذا».

3 - وكتب العلامة الشيخ عز الدين بن جماعة في بعض الإجازات ما صورته: كذلك عرض على المذكور باطنها عرضا حسنا، محررا مهذبا مجادا متقنا، عرض من أتقن حفظه، وزين بحسن الأداء لفظه، وأجزل لي من عين العناية حفظه، مر فيه مرور الهملاج الوساع في فسيح ذي وقد دلني ذلك منه، نفعه اللّه تعالى ونفع به، ووصل أسباب الخير بسببه، على علو همته، ووفور أريحيته، وتوقد فكرته، واتقاد فطنته... وقد أذنت له أن يروي عني الكتاب المذكور، وجميع ما يجوز لي وعني روايته، من مصنفاتي وغيرها من منظوم ومنثور، ومنقول ومعقول ومأثور، بشرطه المعتبر؛ عند أهل الأثر، وكتب فلان بتاريخ كذا...

صور من إجازات الأزهر العلمية في أواخر القرن التاسع عشر
==================================
من صور هذه الاجازات إجازة خطية طويلة عندي، وهي التي كتبها الشيخ الباجوري للعالم الكبير الشيخ نافع الجوهري الخفاجي التلباني (1250 - 1330هـ -‍ 1834 - 1912م)، وقد أثبتها في كتابي «بنو خفاجة وتاريخهم السياسي والأدبي 1» فلا داعي لذكرها كاملة هنا، وفي آخرها يقول الشيخ الباجوري: «أجزت المذكور بكل ما تجوز لي به الرواية، وما تلقيت من أشياخي-ضاعف اللّه أجورهم رواية ودراية، وبما لي من تأليف وتصنيف». . والاجازة مذيلة بهذا التوقيع: الفقير إبراهيم الباجوري خادم العلم.

ومع هذه الإجازة صورة أخرى لرجاء من أساتذته الشيخ المبلط والشيخ البدري والشيخ علي محمد، مرفوع إلى شيخ الجامع الأزهر لإعطاء «ولده الفقير نافع خفاجي تذكرة أسوة بأمثاله بإكرامه وعدم المعارضة له بطريق ما، وإجازته بكل ما أفتي وما فعل».

ويلي ذلك إجازة شيخ الأزهر له، وجاء فيها: «انتظم المذكور في سلك العلماء» وأخذ عن الشيوخ الموجودين في هذا العصر بعضا من العلوم، ودأب في التحصيل فمنح دقائق المفهوم، فأجازه أشياخه بما أخذ عنهم، وتلقاه منهم، ولما أراد الرجوع إلى وطنه، التمس إجازته، بما تجوز له روايته من منقول ومعقول، وتنسب له عن أشياخه روايته، فأجزته بما تجوز لي روايته من منقول ومعقول، وما تنصرف إليه همم أرباب العقول، وعليه العمل بتقوى اللّه، وأن لا ينساني من دعواته.
__________
1) ج‍ 3 ص 105

__________

وتاريخ هذه الإجازة العلمية عام 1283 ه‍، وكان من شيوخه في الأزهر الشيخ إبراهيم السقا والشيخ محمد الأشموني والشيخ الخضري والشيخ مصطفى البدري والشيخ الرهبيني، والشيخ الرفاعي والشيخ علي المبلط وسواهم، وكان مما حضره من كتب في الأزهر: الكفرواى وشرح الشيخ خالد، والأزهرية، والقطر، والخطيب، والتحرير والمنهج، وسواها من كتب وشروح وحواش، في الفقه والحديث والتفسير والنحو والصرف والبلاغة والأدب والأصول والتوحيد والعروض والمنطق وسواها.

صورة إجازة علمية أخرى:
==============
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد سألني الأخ في اللّه الشيخ العالم العلامة والحبر البحر الفهامة الشيخ نافع خفاجي بن الجوهري خفاجي التلباني ان أجيزه في جميع مروياتي من معقول ومنقول من فقه وحديث وتفسير وإفتاء وتدريس، فعلمت لياقته لذلك فقلت: قد أجزته في جميع مروياتي عن مشايخي، وأوصيه بتقوى اللّه والوقوف على حدود شريعة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأن يتحرى في القول والعمل وأن لا ينساني من صالح دعواته.. حرر ذلك في سنة الف ومائتين وثلاث وثمانين في شهر جمادى الآخرة، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الفقير إلى اللّه تعالى: علي ابن أحمد الرهبيني خادم العلم بالحرم الشريف.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 6:20 am

إجازات علمية أخرى:
============
ومن هذه الإجازات مجموعات خطية وقعت لي، ومن إجازاتها:
=================================
1 - بسم اللّه الرحمن الرحيم لك الحمد على مرسل آلائك ومرفوعها، ولك الشكر على مسلسل نعمائك وموضوعها بحسن الانشاء وصحيح الخبر، يا من تجيز من استجازك وافر الهبات، فيغدو موقوفا على مطالعة الأثر، ما بين مؤتلف، الفضل ومتفقه، ومختلف العدل ومفترقه، جيد الفكر سليم الفطر، يجتني بمنتج قياسه شريف الفؤاد، ويجتبي بمنهج اقتباسه ثمار السداد، ويحلى نفيس النفوس بعقود العقائد الغرر، فان صادفه مديد الامداد، وصادقه مزيد الانجاد، وصفا مشربه الهنى ولا كدر، ووجد درر الجواهر ويا نعمت الوفادة، بادر عند ذلك بالاستفادة والافادة، ولا أشر ولا بطر، فبذل المعروف وبدل المنكر، اذ ليس عند الاصحاح الجوهر، ما اعتنى وما افتنى غيرها عند ما عثر، لا يزور ولا يدلس ولا يطهر ولا يكلس ولا يعاني الشرر، فيامن من على هذا المنقطع الغريب، ومنحه منحة المتصل القريب، امنحني السلام في داره ونجني من سقر، ومنك موصول صلات صلواتك لا مقطوعها. وسلسل سلسبيل تسليماتك ومجموعها، على سندنا وسيدنا محمد سيد نوع البشر، وعلى آله وأصحابه، وحملة شريعته وأحبابه، ومن اقتفى أثرهم وعلى جهاده صبر...


أما بعد:
فلما كان الاسناد مزية عالية، وخصوصية لهذه الأمة غالية، دون الأمم الخالية، اعتنى بطلبه الأئمة النبلاء أصحاب النظر، إذ الدعى غير المنسوب، والقصى غير المحسوب، وسليم البصيرة غير أعشى الفكر.. ولما كان منهم الإمام الفاضل، والهمام الكامل، والجهبذي الأبر، اللوذعي الأديب، والألمعي الأريب، ثاقب الفكر، صاحب النظر، ولدنا السيد محمد الهجرسي الحفناوي، نجل المرحوم العلامة السيد خليل الهجرسي، زين الدين الشافعي الشرقاوي، أسكنه اللّه الفردوس وجنبه سقر، وظهرت لي نجابته أذنته بالتدريس. وأن يتخذ العلم خير جليس، فشمر عن ساعده، وظهر ومهر، وطلب مني إجازة ليتصل بسند سادتي سنده ولا ينفصل عن مددهم مدده، وينتظم في سلك قد فاق غيره لذلك أهلا، رجاء أن ينشر العلم وأنال من اللّه فضلا، وأنجو في القيامة مما للكاتمين من الضرر، فقلت: أجزت المومى إليه بما تجوز لي روايته، أو تصح عني درايته. من كل حديث وأثر، ومن فروع وأصول، ومنقول ومعقول، وفنون اللطائف والعبر، كما أخذته عن الأفاضل السادة، الأكابر القادة، مسددي العزائم، في استخراج الدرر، منهم أستاذنا العلامة، ولي اللّه المقرب، وملاذنا الفهامة الكبير ثعيلب، بوأه اللّه أسنى مقر، عن شيخه الشيخ أحمد الملوى، ذي التآليف المفيدة، وعن شيخه أحمد الجوهري الخالدي صاحب التصانيف الفريدة، عن شيخهما عبد اللّه بن سالم صاحب الثبت الذي اشتهر. ومنهم شيخنا محمد بن محمود الجزائري، عن شيخه علي بن عبد القادر الأمين، عن شيخه أحمد الجوهري المذكور المصون بالعرفان والتمكين، عن شيخه عبد اللّه بن سالم، ومنهم الشيخ محمد صالح البخاري عن شيخه رفيع الدين القندهاوي، عن الشريف الإدريسي عن عبد اللّه بن سالم راوي أحاديث الابر، ومنهم سيدي محمد الأمير عن والده الشيخ الكبير، عن أشياخه الذي حوى ذكرهم ثبته الشهير، ومنهم غير هؤلاء رحم اللّه الجميع ولى وللمجاز ولهم أكرم وغفر، وهؤلاء وغيرهم يروون عن جم غفير، وجمع كثير، كالشيخ الحفني، والشيخ علي الصعيدي، وغيرهما، فمسانيدهم مسانيدي، فما أكرمها من نسبة وابر، وقد سمع مني المجاز المذكور كتبا عديدة معتبرة مفيدة، وفقه اللّه لمحاسن ما به أمر، آمين بجاه طه الأمين.


2 - وكتب تحت هذه الإجازة ما يلي، وهي صورة إجازة أخرى بإمضاء الشيخ محمد خليل الهجرسي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه نستعين من كل شيطان رجيم، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا وسندنا ومولانا محمد الرءوف وعلى آله أولي الفضل والهداية الحائزين قصب السبق في مضمار الدراية والرواية، وبعد فأقول وأنا الحقير المقر بالتقصير محمد خليل بما في هذه الإجازات الكامل الفاضل الشيخ إبراهيم كراوية الدمياطي، وأنا أوصيه بالتقوى ولا ينساني من صالح دعواته فإنها السبب الأقوى في خلواته وجلواته، وذيلت بتاريخ عام 1310 ه‍.


3 - صورة إجازة أخرى صادرة من الشيخ شمس الدين الانبابي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم: نجوز بإجازتك يا اللّه على صراط الحمد، فنفوز بهدايتك يا وهاب على بساط المجد، ونزيد شكرا فنزيد أجرا، ونصلي ونسلم على السيد السند الأعظم، لكل ذي هداية ممن تأخر من العلماء أو من الأنبياء تقدم، إنسان عين حقيقة التوحيد وترجمان لسان القرآن المجيد، مفتاح الرحمة كشاف الغمة، صاحب الشمائل الحسنة. ومصدر مناهل السنة، أصل منبع أصول الحكم، وعين جميع جوامع الأمم، فقه أمته، فأظهرت ملته، فلم تنح نحوها في تسهيل تفهيم المسائل المهمة أمة، ولم تتصرف تصرفاتها في العبادات الجميلة الجمة، لها في تهذيب الطلاب غاية لطافة، وفي الحث على الدأب يحسن الأدب في آداب البحث، فيبلغ الطالب في أسرع مدة من الفنون بلاغة وتسر سريرته بسرور أسرار البلاغة، وغايته أنها رزقت السعد في علومها وحسن المنطق في نظم كلامها، لاستنادها في كل أفعالها على أعلى سند وأقوى أساس، فكانت بذلك كما في التنزيل خير أمة أخزجت للناس، ثم نصلي ونسلم بعد ذلك على أصحابه الذين سلكوا بنوره أقوم المسالك، وأهل بيته الطاهرين ومن تبعهم من الأولين والآخرين. . أما بعد: فلما كان الاسناد من المزايا العالية إذ فيه حفظ نسب الأرواح، فأولى وأعلى عناية به أسانيد العلماء للطلاب، وكان الدعي غير المنسوب والمنسوب مطلقا محسوب، اشتدت عنايته العلماء الجهابذة، وفضلاء هذه الأمة الأساتذة قديما وحديثا سواء كان العلم صناعة أم حديثا بأخذ الأسانيد مسلسلة، وإجازة الآخذين عنهم بعلوم مفصلة، وما عنى بهذا الأمر أشد عناية الا من والتمس الانجاز لحفظ نسبه العلمي، المقدم على نسبه الجسمي، فابتدر شيخه لإجابته، إذ لاحت منه أمارات نجابته، وأجازه بما أجيز، وأصبح بعز الافادة أعز عزيز. . . وممن اعتنى بعد ما اقتنى وقطع المفازة، فطلب الإجازة، ولدنا النبيه النبيل والعالم النجيب الجليل، الفاضل المحقق النحرير، البارع في الالقاء والتحرير من صدق في نجابته اختياري وتفرسي، الحسيب النسيب السيد محمد الهجرسي بن شمس الصلاح، وكوكب سعد الفلاح، قائد زمام الحقيقة، وشائد بناء الطريقة، كاشف الغمة عن الطلبة والمريدين، العالم العلامة المرحوم السيد خليل الهجرسي زين الدين بعد أن لازمني مدة مديدة وأخذ عني فنونا عديدة، فلما لاح لي كوكب صلاحه، وفاح لي نشر مسك فلاحه، حيث أقرأ بالجامع الأزهر مهرة الطلاب وأفاد وأجاد، وكشف عن مخدرات التحقيق النقاب، وأخذ من الفنون بأقوى طرف، وزاد في الاقتداء في اخذ الأسانيد بمن سلف، فبادرت لطلبه بإعطائه بلوغ أربه، فلم أثن عنه عنان العناية، بل أجزته بما يجوز لي رواية، ويصح عني دراية، من فروع وأصول، ومنقول ومعقول، وأذنته بالتدريس، وأن يتخذ العلم خير جليس، ليكون في إفادته العلوم لطالبيها على أحسن سنن، وينتظم بصحيح مرسل درايته في عقد مسلسل الفضلاء بانتظام حسن، فلا يعضل في مقام، ولا يوضع له مقام، وليكون أيضا بذلك السند في العلم والشرف ذا غزارة وغرازة، لأن إجازتي هذه جازت من علو السند أجزل إجزاء وإجازة إذ هي إجازة مشايخي الأعلام، أكابر الشيوخ ومشايخ الإسلام كشيخي وملاذي وقدوتي وأستاذي، البحر الزاخر، ذي القدر الفاخر، العلم الفرد، والوبل لا الثرد، بحر التحقيق، حبر التدقيق، مولى الفوارق، من ضربت به الأمثال السائرة، في نشر تآليفه الزاهية الباهرة، علمه سار فهو الشمس والدنيا فلك المورد العذب، والمصدر الرحب، مسدد غلطات الأوهام، مشيد عرفات الافهام من لا يدرك شاؤه، إذا جورى شيخ الإسلام أستاذي الشيخ الباجوري قدس اللّه سره، وعظم فيه أجرنا وأجره، فإنه أجازني بما تجوز له روايته، وأصول، ومنقول ومعقول، بل أجاز إجازة عامة أهل العصر، وذلك كان في درسه الحافل بعد العصر، وهو مجاز من شيخيه الإمامين، وأستاذيه الشهيرين، الهمامين، أحدهما واحد العصر وعلامة الأنام، من أصبح كل لسان من كل إنسان عليه مثنيا، الأستاذ الملاذ شيخ الإسلام السيد حسن القويسني، فإنه أجازه بما حواه ثبت شيخ مشايخ الاسلام، والقدم الراسخ في مقام العرفان لأهل الإقدام، البحر العذب الراوي، الأستاذ الشيخ عبد اللّه الشبراوي، وبجميع مروياته، ضاعف اللّه في حسناته. . كما أجاز السيد المذكور بذلك شيخه الهمام الحبر الشرعي، الأستاذ أبو هريرة داود بن الأستاذ محمد القلعي، فكتب الشيخ أبو هريرة المذكور على ثبت العلامة، المتقدم ذكره المشهور.


4 - وبعد ذلك ما يلي، وهو مذيل بتوقيع الفقير اليه تعالى محمد الأنبابي خادم العلم بالأزهر:
بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه ثقتي، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد أخذت العلم عن رجال صالحين، منهم الشيخ أحمد السحيمي بن محمد شارح عبد السلام فقد أجازني بضمن ما في هذا الثبت الذي أجازه به شيخه الشيخ عبد اللّه الشبراوي صاحب هذا الثبت، ومنهم الشيخ أحمد الملوى فقد أجازني بجميع مروياته، ومنهم الشيخ أحمد الدمنهوري أجازني بما في ثبته، وكتب عليه أنه أجازني بما في ضمنه، ومنهم الشيخ محمد الحفني حضرت عليه سنين كثيرة، ومنهم الشيخ أحمد البجيرمي، والشيخ عيسى البزاوي، والشيخ حسن المدابغي، والشيخ محمد المصيلحي، والشيخ عبد اللّه الشبراوي، والشيخ عطية الأجهوري، والشيخ أحمد القوصي، والشيخ عمر الطحلاوي، وغيرهم ممن يطول ذكره، وقد أجزت بذلك السيد حسن العلوي، ابن السيد درويش، ابن السيد عبد اللّه القويسني، وبجميع مروياتي، راجيا من اللّه أن لا ينساني من صالح دعواته... كتبه داود القلعي، وصلى اللّه على سيدنا محمد كلما الغافلون...

وثانيهما الفرد الذي ليس له ثان، ولا لعنان عنايته في ميدان أهل العرفان ثان، فإنه جواد العلم السابق الأصم، بل بحره الزاخر الدافق الخضم، أستاذ الأساتذة ومولى الموالي، شيخ مشايخ الإسلام، الفاضل الفضالى المجاز من العلامة الأمير الكبير، بما حواه ثبته الشهير، ومن غيره من الأعلام، والأساتذة الجهابذة الكرام، وكشيخي الإمام علامة الأنام من سارت بفضائله سائر الركبان، وشوهدت طوالع تحقيقاته من مطالع عباراته، فهو أبو السعود لهذا الوجود، وكشاف لثام الأفهام ولا فخر، ومفتاح أرواح استرواح عبير العرفان ولا نشر، ذي المقاصد الحسنة القوية الصادقة في كشف مواقف العقول الزكية الفائقة.

فإن يفق الأنام وكان منهم
فإن المسك بعض دم الغزال


فهو للقطر القطب الذي عليه المعول، وكل مادح فيه مقصر ولو كان مدحه مطولا، لا زال في معراج المعارف يرقى، أستاذي وشيخي العلامة السقا، أدام اللّه لنا وجوده، ووقاه ما يكره ووفاه سعوده، فإنه أعزه اللّه العزيز الحكيم أعزني، وبما حواه ثبت العلامة الأمير الكبير أجازني، وقد أجازه به العلامة الأمير الصغير، عن والده الأستاذ الأمير الكبير، عن أشياخه الأفاضل، والعلماء الأوائل الأماثل، وبما حواه ثبت العالمين، والهمامين، الإمامين، العلمين، صاحبي الفضل العبقري، الشهاب أحمد الملوى، والشهاب أحمد الجوهري، وبجميع المرويات لهما من المعقول والمنقول، كتوحيد وتفسير وحديث وفقه ونحو، وأصول كما هو مجاز بذلك عن شيخه العلامة والحبر الفهامة، غاية كل مأرب، ونهاية كل طالب، الأستاذ الأعظم، والملاذ المكرم الشيخ ثعيلب.

عنهما وعن شيوخهما الفضلاء، الأئمة الفحول، المعول عليهم في الفروع والأصول، وبالكتب المأخوذة منها الأحاديث المشمولة لرسالة الفاضل عبد اللّه بن سالم البصري، المشهورة برسالة الأوائل، كما أجازه بذلك شيخه محمد بن محمود محمد ابن حسين الجزائري، المالكية، بالجزائر المحمية، عن شيخه الجوهري الشافعي، أستاذ أولي اليقين، عن الشيخ عبد اللّه بن سالم، ملاذ ذوي التمكين، وكما أجازه بذلك أيضا شيخه شيخ الإسلام، وملجأ الأنام السيد حسن القويسني بن السيد درويش مطاوع، عن شيخه الشيخ سليمان البجيرمي، عن شيخه الشيخ محمد العشماوي، ذي النور اللامع، عن شيخه الشيخ أبي العز العجمي، الشهير عن شيخه الشيخ محمد الشرنوبي، ذي العلم الغزير، عن شيخه شمس الملة والدين، محمد الرملي سيد العارفين، عن شيخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الهمام، عن شيخه الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وأسانيده في أوائل الفتح ليس لها ثان، وكما أجازه بذلك أيضا شيخه السيد حسن القويسني المتقدم أولا، عن شيخه السيد القلعي إمام الملا، وسنده يأتي مفصلا، وكما أجازه بذلك أيضا شيخه العلامة ثعيلب المار، عن شيخه العلامة الجوهري، ذي الفخار، عن شيخه العلامة عبد اللّه بن سالم الفهامة، وكذا أجازني بما أجازه به مشايخه من منقول ومعقول، كشيخه الناظم بتحقيقه عقود اللآلىء، الأستاذ الملاذ ذو الأفضال الفضالى، وكشيخه ذي التجلي الحسنى، الأستاذ شيخ الإسلام القويسني وكشيخه الشيخ محمد بن محمود الجزائري الحنفي، صاحب الثبت المستوفي، وكشيخه الشيخ محمد صالح البخاري، عن شيخه رفيع الدين القندهاري، عن الشريف الادريسي، الإمام العالم، عن أستاذ الأساتذة، الأستاذ عبد اللّه بن سالم، ثم وقد من اللّه علينا الكريم الباري بالاجتماع بالشيخ محمد بن صالح البخاري وذلك في منصرفه الى الحج الشريف وأخذنا عنه بلا واسطة، ومن جملة ما أخذنا عنه حديث الأولية المنيف، فالحمد للّه على ما أولاه، وكشيخي الهمام الآخذ بزمام العلم وأي زمام، مركز دائرة العرفان.

والمعنى بنادرة هذا الزمان صاحب العلوم اللدنية، صافي الطوية صادق النية، علم العلم الكسبي ولسان قلم اللوح الوهبي غاية مطلبي ومنتهى أربي سيدي وسندي السيد مصطفى الذهبي، فقد أجازني بالكتب التي أخذت منها الأحاديث المشمولة لرسالة عبد اللّه بن سالم الذي صارت مسانيدي المتقدمة بها موصولة وذلك عن شيخه شيخ الإسلام القويسني عن شيخه السيد داود القلعي عن الشيخ أحمد جمعة البجيرمي عن شيخه الشيخ الاسكندراني عن شيخه عبد اللّه بن سالم المذكور عن أشياخه الموضحة المسطرة بثبته المعروف المشهور وبجميع المرويات جزاه اللّه عني أحسن الجزاء، وكشيخي القطب العارف بر العوارف وبحر المعارف التقي النقي والولي الجلي صاحب الصفا والوفا قطب الأزهر الأستاذ الشيخ المبلط مصطفى فقد أجازني وأعطاني أمنيتي وأماني بإجازة ما حواه ثبت علامة الزمان وقطب أهل العرفان الأستاذ الشنواني عن أشياخه الموضحة بثبته وبجميع مروياته، أمدنا اللّه بمدده وأسكنه في أعلى غرفاته، وكشيخي شيخ الإسلام وزهرة الأزهر وبهجة الأنام، ذي القدر الجليل الأوحد، والنسب الشهير الأمجد.

كما قال فيه بعض واصفيه:
نسب وايم اللّه لم يسبق ولم
يلحق ولم يرمق إلى إنسان

كيف وهو شيخ الإسلام ابن شيخ الاسلام سلسلة علماء أفاضل جهابذة أعلام، من أشرقت من تحقيقاته شموسي، الأستاذ الأجل مصطفى العروسي، فقد أجازني بالكتب التي أخذت منها الأحاديث المشمولة برسالة عبد اللّه بن سالم البصري وغيرها وهو مجاز في ذلك عن شيخه شيخ الإسلام القويسني عن شيخه السيد داود القلعي. بسنده السابق نفعنا اللّه تعالى بهم ويسر بحبهم أمرك وأمري...

هذا وأوصيك بالتقوى فإنها السبب الأقوى، وأن لا تنساني من دعواتك وحسن توجيهاتك أيدك اللّه بالرشاد وأفاض عليك غيوث الأمداد، وحفظك من الزلل ووفقك لخير العمل.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي للرسل ختام، وآله الكرام، وأصحابه الأعلام آمين وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 6:18 pm

5 - ويلي ذلك ما نصه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله، الحمد للّه حمدا يليق بكماله وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله. 


يقول الفقير محمد بن محمود بن محمد بن حسين الجزائري الحنفي غفر اللّه ذنوبه وأناله مطلوبه:
إنه قد وقعت لي رواية صحيح البخاري وبقية الكتب الستة من طرق عديدة، أشهرها طريق الامام الحافظ شيخ الاسلام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه اللّه تعالى ورضي عنه، فأرويه إليه من طريق سماعى، وقراءتي على والدي أبي الثناء محمود بن محمد، وقد توفي رحمه اللّه سنة ست وثلاثين ومائتين وألف في منصرفه من الحج؛ ودفن بساحل سويس وهو بسماعه، وقرأته على والده عبد اللّه محمد بن حسين قاضي الجزائر المتوفي سنة ثلاث ومائتين وألف، وقد سمعت أنا على جدي رحمه اللّه قطعة من كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري، ووقعت منه إجازة تعمه وبقية السنة وهو كذلك عن عمه ابن أم أبيه الشيخ مصطفى بن رمضان القباني الحنفي المتوفي سنة ثلاثين ومائة وألف وهو كذلك عن شيخه ابي عبد اللّه محمد بن شقرون المقري التلمساني المتوفي سنة تسع وثمانين وألف، وهو عن شيخه أبي علي الحسن الأجهوري المالكي، وأرويه سماعا لبعضه وإجازة تعمه وبقية الستة وسائر مرويات الحافظ العسقلاني عن شيخي أبي الحسن علي بن عبد القادر ابن الأمين مفتى المالكية بالجزائر المحمية المتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين وألف عن نحو من ثمانين سنة، عن شيخه أبي العباس أحمد الجوهري الشافعي عن شيخه الأستاذ أبي العباس أحمد بن البنا عن الشيخ على الأجهوري.

وهو عن مشايخه الثلاثة:
شيخ الإسلام محمد الرملي الشافعي والشيخ المعمر عمر بن الجاي الحنفي والشيخ بدر الدين الكرخي ثلاثتهن عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري؛ ويروية شيخنا ابن الامين عن شيخه أبي الحسن علي بن العربي السقاط المغربي عن شيخه محمد بن عبد الرحمن الفاسي صاحب المنح البادية في الأسانيد العالية، عن شيخه محمد بن عبد الكريم الجزائري، عن الشيخ المعمر مائة وثلاثين سنة عبد الرحمن الأنصاري المذكور وهو عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وهو عن شيخه إبراهيم بن أحمد التنوخي، وهو عن شيخه أحمد بن أبي طالب الحجار عن شيخه الحسين بن أبي بكر الزبيدي عن أبي الوقت عبد الأول ابن شعيب السنجري عن عبد الرحمن بن محمد الداوودي، عن عبد اللّه بن أحمد السرخسي عن محمد بن يوسف الفريري عن الإمام الجليل أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، وأرويه بأعلا سند يوجد في الدنيا عن شيخي أبي الحسن علي بن عبد القادر عن شيخه أحمد الجوهري عن شيخه أحمد بن البنا عن شيخه أحمد بن محمد العجل اليمني عن يحيى بن مكرم الطبري، قال: أخبرنا البرهان ابراهيم بن محمد بن صدقة الدمشقي وغيره بروايتهم عن الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الأول الفرغاني وكان عمره مائة وأربعين سنة وأجازهم سنة عشرين وسبعمائة وقد قر البخاري جميعه علي ابن عبد الرحمن محمد بن شاذبخت الفرغاني بسماعه لجميعه علي الشيخ ابي لقمان يحيى بن عمار بن مقيل بن شاهان الختلاني، وكان عمره مائة وثلاثة وأربعين سنة، وقد سمع جميعه علي بن عبد اللّه محمد بن يوسف الفريري وقد توفي سنة عشرين وثلاثمائة عن الامام الحافظ ابي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري بهذا الاسناد عشرة رجال فتقع لي ثلاثياته بأربعة عشر وللّه الحمد والمنة.

وقد أجاز شيخنا ابو الحسن كل من أدرك حياته وبيني وبين الحافظ العسقلاني من طريق البهوتي خمسة رجال وبيني وبين الإمام البخاري من طويقه أربعة عشر رجلا، ويروي زكريا عن الأستاذ ابن الجزري عن الصيرفي عن ابن الليثي عن ابي الوقت فبيني وبين الإمام البخاري بهذا الطريق ثلاثة عشر رجلا، ويروي أبو الحسن الأجهوري عاليا عن قريش العثماني عن ابن الجزري فيقع لي من طريقه أيضا بثلاثة عشر وللّه الحمد والمنة وبهذه السابقة أروي جميع مؤلفات الحافظ العسقلاني وسائر مروياته التي تضمنها معجمه وبها إلى الشيخ زكريا أروي جميع كتبه ومروياته وأروي كتب الإمام الحافظ السيوطي من طريق الأجهوري الحافظ السيوطي وأروي الأربعين النووية بالاسناد إلى الشيخ زكريا الأنصاري قال: قرأتها على أبي إسحاق الشروطي، قال: أخبرنا بها أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي الرفا، قال: أخبرنا العالم أبو الربيع سليمان بن سالم الغزى، قال: أخبرنا ابو الحسن علي ابن ابراهيم بن داود بن العطار، قال: أخبرنا مؤلفها الامام محيى الدين يحيى بن شرف النووي فذكرها وأروي فقه ابي حنيفة رحمه اللّه تعالى ورضي عنه وعن والدي عن شيخه ابي الحسن علي بن إمام القصبة الجزائري عن الشيخ سليمان المنصوري عن الشيخ عبد الحي عن الشيخ حسن الشد نبلالي عن الشيخ علي المقدسي عن الشيخ أحمد بن يونس الحلبي عن الشيخ عبد اللّه بن الشحنة عن الشيخ كمال الدين بن الهمام عن الشيخ عمر قارىء الهداية عن شيخه اكمل الدين صاحب العناية، عن قوام الدين السكاكي، عن حسام الدين السفناقي صاحب النهاية، عن حافظ الدين الكبير عن شمس الأئمة محمد ابن عبد الستار الكردي، عن صاحب الهداية عن نجم الدين عمر النسفي عن ابي اليسر البزدوي عن إسماعيل بن عبد الصادق عن عبد الكريم البزدوي عن الامام أبي منصور الماتوريدي عن أبي بكر الجوزجاني عن أبي سليمان الجوزجاني عن محمد بن الحسن الشيباني عن ابي حنيفة النعمان ابن ثابت، وهو تفقه على شيخه حماد ابي سليمان وهو علي إبراهيم النخعي وهو علي علقمة والأسود وشريح، وهؤلاء أخذوا عن عمر وعلي وابن مسعود رضي اللّه عنهم، وهم من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم...

وقرأت على والدي رحمه اللّه سورة الفاتحة وهو سميع بالاستعاذة والبسملة والوقف على الرجيم والرحيم إلى آخر ما يذكر من وقوفها بقراءته لها كذلك على والده محمد بن حسين، كذلك على عمه الشيخ مصطفى بن رمضان بقراءته لها كذلك على شيخه أبي عبد اللّه محمد بن شقرون بقراءته لها كذلك علي أبي عبد اللّه محمد الدلجموني بقراءته لها كذلك علي أبي عبد اللّه محمد الجزري، وينتهي سنده إلى أن قرأها على سيد المرسلين صلى اللّه عليه وسلم، وكان يمد قراءته مداً ويقف على قوله الرجيم والرحيم والعالمين والرحيم والضالين...

وصاحب شيخنا الشيخ علي بن الأمين رحمه اللّه وهو صاحب أبي عبد اللّه محمد التاودي بن سودة وهو صاحب أبي العباس أحمد بن المبارك، وهو صاحب الشيخ عبد العزيز الدباغ وهو صاحب أبي العباس الخضر وهو صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم، وروي المسلسل عن شيخنا علي ابن الأمين عن شيخه الحفني، عن شيخه البديري بسنده، وقد قرأ على الشيخ الإمام الفاضل أبو الحسن إبراهيم بن علي بن حسن المعروف بالسقا حفظه اللّه جل جلاله صحيح البخاري إلى باب الاختباء من كتاب اللباس وسمع ذلك الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن يوسف القنياتي إمام الجامع الأزهر حفظه اللّه بمنة والشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمد بن محمد مطر العفيفي الشافعي حفظه اللّه بمنة والشيخ الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن عثمان الدمياطي الغمراوي الشافعي حفظه اللّه بمنة والشيخ الإمام أبو الحسن إبراهيم بن حسن الأشعري الشافعي حفظه اللّه..

وأجزتهم بباقيه وبجميع مروياتي التي تضمنها هذا الثبت وغيره، وأوصيهم ونفسي بتقوى اللّه في السر والعلن والإخلاص له فيما ظهر وبطن ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه بمنه وكرمه، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله، الفقير إليه سبحانه محمد بن محمود بن محمد بن حسين الجزائري الحنفي المشهور ببلده بابن العناني لطف اللّه به وتجاوز عنه بمنة.

6 - صورة إجازة أخرى من الشيخ عبد الهادي نجا الإبياري.
بسم اللّه الرحمن الرحيم:
الحمد للّه الذي فض لمن فضل ختام الفضائل والفواضل وجم لمن جمل بالمعارف أنواء أنواع المآثر التي تتطاول بها أعناق الجحافل في المحافل وأجاز بأحسن الجوائز كل من جاز على الحقيقة مجاز الرشاد والارشاد، وجازى بمخارف الجنة وزخارفها كل من شمر عن ساعد الجهد والاجتهاد..

والصلاة والسلام على من خففت أعلام علومه في الخافقين، وشرقت بوحي محامده في آفاق الكونين فبرقت منها أسارير أوجه الثقلين سيدنا محمد المخصوص بجوامع الكلم والقول الفصل الذي إليه ينتمي إيراد كل فضل، وينتهي إسناد كل فضل، وعلى آله نجوم الهدى وصحبه الذين رفعا، ومكانه مكينا وحصنه منيعا، ورياض غياض فضله زاهية زاهرة، توشيجا وتوشيعا، تطلع من أفقه نجوم السعادة، وتنبع في رياه حدائق السيادة.

تثمر أدواح فنونه قطوف المنى وتسفر عن وجوده عز في الدنيا والآخرة، باهرة السناء والسنا، دأب في جوز صراطه المستقيم، صراط الدين أنعمت عليهم، وحوز مناطه الكريم، مناط من مدت العلياء أيديها إليهم الحسنة التي أحسن بها الزمان المسيء، والدنا اللوذعي الأريب والألمعي الأديب السيد محمد الهجرسي فخفض جناح الذل منه لتحصيل حاصله، ورفع جناح الفتور عن همته فيه لنيل فيوض فضائله، حتى جنى من روضه الأزهر الأزهري وبنى من قواعده المتينة صرحا ممردا من محاسنه المبينة لا يدركها مدى الأزمان خلل، ولا يعتري، وتجمل بلباس الفضل المبين، وتصدر حتى تصدى للتدريس وتصدر فأقرت تقاريره السهلة الممتنعة في المقامات الصعبة بتفوقه على أقرانه، وأقرت معاهد تنصيص الدقائق أقدامه، في مزالق الأقدام وشواهد ثبات جنانه، وتطلعت نفسه النفيسة إلى مطالع طوالع عوالي الإسناد، إذ كانت من أجل مطامح أنظار الأمجاد، ومسارح أفكار الأسياد، فأومأ لطلب الاجازة من الفقير بطرف أدب ناعس الجفون، يقول لكل عاشق من أهل الإجازة: كن مجيبا فيكون، فما وسعني إلا المبادرة بالاجابة وإن كنت لست بهذه المثابة من تلك العصابة.

فقلت:
أجزتك بما تجوز لي روايته، وتجوز في مناهج الإحسان درايته، من منقول الفنون ومعقولها، ومحلول العلوم ومعقولها، مما تلقيته عن مشيختي الذين كانت تشرق الدنيا ببهجتهم، وتشرق سماء الفضل بنضرة وجه حضرتهم، كحضرة باب فتوحي، ومربي جسمي وروحي، من فتح للعلم والعمل بابا مرتجا، سيدي وأستاذي الوالد السيد رضوان نجا عن مشايخه أعلام الأمة، وبدور الدياجي المدلهمة، كالعلامة الجوهري صاحب النهج وغيره والعلامة الصبان والامير الكبير، وثبتهم شهرته مغنية عن ذكره وكشيخنا شيخ الإسلام العلامة القويسني والضياء الباجوري وثبتهما أشهر من علم، والفقيه المحدث الشيخ المحدثين أرفع شمم، موصيا لحضرته البهية، بملازمة السنة السنية، والتشبث في معارك مدارك العلوم بأحسن روية، ليروي ظمأ القلوب حين يروي ويسند، ويروي إليه من الثناء الحسن حين يهدي ويرشد، ويتداركني بدعاته المقبول كلما خطرت بساحات فكره، وفقنا اللّه وإياه لما فيه رضاه وأوزعنا القيام بشكره، ما هبت الصبا.

7 - صورة إجازة أخرى:
بسم اللّه الرحمن الرحيم:
يا من يقف المتروك ببابه فيصير مرفوعاً مقبولاً، وينقطع الضعيف لعزيز جنابه فيجعله صحيحاً موصولاً، افض متصلات صلواتك، ومسلسلات تحياتك، على الحبيب المرسل، بإقامة معروف الفضائل ومشروعها وإزالة منكر الرذائل وموضوعها، وعلى آله وصحبه والتابعين لآثار سننه، وخلفائه من بعده، الرافعين لاعلام سننه ما رتعت ظباء القلوب في رياض أحاديثه الخصيبة وهب نسيم القبول على ناشري برود أخباره بسوح حضرته الرحيبة..

اما بعد:
فلما كان الاسناد اجل مزية تتطاول بها أعناق البزل وأجمل زينة تتحلى بها أجياد الكمل كيف لا وهو الخصيصة المعدودة لهذه الامة من أشرف المزايا، والمنقبة التي ضربت في تحصيلها أكباد المطايا والفخار الذي شغف به أعيان السادات والتجارة التي لا تبور في أسواق الخيرات، وكان الحائز من طارف الرواية وتلادها أعظم الذخائر، المالك لأزمة التحقيق والدراية كابرا عن كابر، قد بلغ من اهتمامه بأمر الدين، واتباعه سبيل الأئمة المهتدين، إنه لم يدع طريقة من فوائد الرواية إلا سلكها، ولا ثمينة من فرائد الدراية الا ملكها:

في المهد ينطق عن سعادة ذاته
أثر النجابة ساطع البرهان
إن الهلال إذا رأيت نموه
أيقنت بدار منه في اللمعان


طريف المجد والتالد، ولدنا الأجل السيد محمد الهجرسي الحفناوي، سلالة من حاز منقبة النسبتين الروحية والجسمية، وفاز بمزية البنوتين المعنوية والحسية، المرحوم مولانا السيد خليل الهجرسي الشرقاوي نور اللّه ضريحه المقدس وأسكنه الفردوس الأقدس وكان المومي اليه من كثرة كماله، شاهد شاهدا في سني أحواله، فظن ان عندي إسنادا مفيدا 1، أو لدي من عزيز المطالب ضالة، وما دري اني ما حل المحل من التروي بمعينه، عاطل الجيد من التحلي بثمينه، لكن لما كانت رابطة المحبة تقتضي الإمارة وامتثال الأمر بمجرد الاشارة لبيت سؤاله، وامتثلت أمره ومقاله، فأقول قد أجزت ولدنا السيد محمد المومى إليه بما سمعته منه من حديث المسلسل بالأولية وبجميع ما تجوز عني روايته، وتتقوى بسندي درايته، من مقروء ومسموع مجاز، وما بالمناولة له في قوانين الرواية مساغ وجواز إجازة تامة مطلقة عامة بالشرط المعتبر، عند أهل الأثر، ولي بحمد اللّه تعالى في جميع العلوم أسانيد كثيرة وطرق واضحة شهيرة عن مشايخ يستومض من جواهر عباراتهم لمعات من بروق اللّه نور السموات، ويستفتح من أزهار إشاراتهم نسمات إن لربكم في أيام دهركم نفحات، الذين منهم الإمام المحقق، والهمام المدقق، المرحوم سيدي وأستاذي السيد الشيخ يوسف كساب الغزي مولدا المدني إقامة ومدفنا عن مشايخه الذين منهم الشيخ محمد المرحوم الأمير الصغير، عن والده المرحوم الشيخ محمد الأمير الكبير، من ثبته بين العالمين شهير، ومنهم المرحوم الشيخ محمد عليش المالكي
__________
1) قال الشيخ محمد الهجرسي يعلق على ذلك ما نصه: سبب ذلك أن جناب الأستاذ المومي إليه أخبرني أنه يروي صحيح البخاري بأعلا سند يوجد في الدنيا فظننت بل جزمت أنه ربما كان ذلك طريقا غير الطريق الذي أخذ أستاذنا الامام السقا فجئت وقرأت عليه أول البخاري في منزله هذا العام وأجازني بباقيه وحرر لي هذه الاجازة بناء على طلبي من جنابه مجرد سنده العالي الذي ادعى به فإذا بها مشتملة على هذا السند وقد اشتمل على اثني عشر أولا كسندي الذي أخذته في الاول عن إمامي السقا وانا صغير وعلى أحد عشر ثانيا بعد التصحيح الآتي فسندي عن السيد إمام القصبي أعلا سند كما سيأتي لك بيانه تفصيلا عند ذكر السند.
__________

الأشعري الشاذلي المتصل سنده أيضا الى الشيخ محمد الأمير صاحب الثبت العزيز، ومن أشياخ المومى إليه الشيخ عوض الصعيدي السنباوي والشيخ حسن حميد الصعيدي العدوى والشيخ إبراهيم الصعيدي الملوى والشيخ فراج البحيري والشيخ عبد الجواد البحيري الشباسي والشيخ يوسف الصاوي والشيخ محمد حبيش البحيري والشيخ حسن الأبطحي البحيري والشيخ محمد السباعي والشيخ أحمد السباعي والشيخ علي المغربي الحلو والشيخ محمد الأمير وذكر في سنده أن هؤلاء السادات كلهم تلاميذ الشيخ الأمير الكبير والشيخ مصطفى البولاقي 1، تغمدهم اللّه برحمته وأسكنهم بحبوحة جنته، وقد كان رحمه اللّه تعالى كتب لي هذا السند بعد قراءتي عليه بعض الأحاديث حين قدومه لزيارة النبي صلى اللّه عليه وسلم وإقامته تلك المدة في داري..

ومن مشايخي الأستاذ الطود الأشم الكامل، والجهبذ الألمعي الواصل سيدي الشيخ السيد محمد العطوشي الطرابلسي مولدا المدني إقامة ومدفنا تغمد اللّه الجميع بالرحمة والرضوان، وأنا لهم بجوار حبيبه أعلا الجنان، متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا، يقال لهم إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.

هذا وللتبرك بذكر أعلا سند لي في صحيح البخاري أقول أرويه عن شيخي محمد العطوشي المشار إليه عن شيخه محمد بن سنه عن أبي الوفا أحمد بن محمد بن العجل عن قطب الدين محمد بن أحمد النهرواني عن والده عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد اللّه الطاوسي عن المعمر الملقب بأبي يوسف الهروي عن محمد بن شاذبخت الفرغاني عن المعمر أبي لقمان يحيى بن عمار
الختلاني عن أبي عبد اللّه محمد بن يوسف الفريري عن سيد حفاظ الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري فيكون بيني وبين البخاري أحد عشر رجلا لكن قد ذكر الشيخ عبد الخالق بن علي الجرجاني انه صح ان الشيخ قطب الدين محمد النهرواني روى صحيح البخاري عن الحافظ نور الدين ابي الفتوح الطاوسي بلا واسطة والده وعليه فيكون بيني وبين البخاري عشرة رجال.
__________
1) قال الشيخ الهجرسي تعليقاً على ذلك: هذا العطف يوهم بل يفهم أن الشيخ البولاقي من مشايخ العلامة الشيخ عليش الذي منهم العلامة الأمير الصغير، والذي اعرفه من أستاذي الإمام السقا بل أعلم أيضاً من شيخي الشيخ عليش المومى إليه أن الشيخ البولاقي من مشايخ الشيخ المومى إليه فهو في مرتبتهم ولربما كان الأمير الصغير مقدما عليه فيها كما هو عندنا في الأزهر شهير، فلعل في هذا العطف تأخيراً من تقديم أو سهو وقع عند سماع ثبت المشايخ فظن السامع أن البولاقي في درجة الأمير الكبير.

__________

قال أستاذي صاحب هذا السند:
لا أعلم في الدنيا سندا أعلا من هذا السند...
هذا وإني أوصي ولدنا السيد محمد المومي إليه بما أوصي به نفسي من مراقبة مولاه في سره ونجواه، واللّه أسأل ان يجعلني وإياه وجميع إخواننا من العلماء العاملين وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

وجاء في آخر هذه الإجازة ذكر تاريخها وهو السابع بعد العاشر من الواحد بعد العاشر من العاشر من الرابع بعد العاشر من هجرته صلى اللّه عليه وسلم.. وفي ذلك ما يفيد ان تاريخ هذه الإجازة هو 17 من ذي القعدة عام 1310 ه‍.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 7:03 pm

الإجازات العلمية في الأزهر الحديث
===================
كانت شهادات الأزهر في نظامه القديم قبل النظام الحديث هي:
1 - العالمية النظامية وكان ينالها من أتم دراسة القسم العالي وهي في قيمتها العلمية والمادية كدبلوم مدرسة المعلمين العليا وليسانس الحقوق والآداب.

2 - شهادة التخصص القديم وكان يمنحها الأزهر بعد العالمية، لمن قضى دراسة مهنية تربوية يعلم فيها طرائق التدريس وما يتصل بها، مع ثقافة تكميلية لتعويض ما كان في المستوى العلمي من ضعف حينذاك.

وقيمتها قيمة دبلوم معهد التربية للمعلمين.

أما الشهادات التي تعطى للناجحين في الإمتحانات النهائية وفق النظام الحديث فهي:
1 - الشهادة الابتدائية - لمن أتموا دراسة القسم الابتدائي بأعوامه الأربع، وتخول صاحبها الاندماج في القسم الثانوي.

2 - الشهادة الثانوية لمن أتموا دراسة السنة الخامسة من القسم الثانوي.

وتخول صاحبها الاندماج في الكليات، ودار العلوم، والتدريس في مدارس التعليم الأولى.

3 - الشهادة العالية لمن أتموا دراسة كلية من كليات القسم العالي، والحائزون لها يكونون أهلا للوظائف الكتابية بالجامع الأزهر، والمعاهد الدينية، والمحاكم الشرعية، والمجالس الحسبية، والأوقاف، والتدريس في المساجد ولوظائف الخطابة، والإمامة والمأذونية.

4 - شهادة العالمية لمن أتموا دراسة التخصص في مهنة التدريس أو القضاء الشرعي أو الوعظ والإرشاد..

والحائزون لها من قسم التخصص في مهنة التدريس يكونون أهلا للتدريس في المعاهد الدينية وفي مدارس الحكومة.

والحائزون لها من قسم التخصص في القضاء يكونون أهلا للوظائف القضائية بالمحاكم الشرعية والافتاء والمحاماة أمام المحاكم الشرعية والمجالس الحسبية.

والحائزون لها من قسم التخصص في الوعظ والارشاد يكونون أهلا لوظائف الوعظ والارشاد.

5 - شهادة العالمية مع لقب أستاذ لمن تخصص في مادة من المواد، والحائزون لها يكونون اهلا للتدريس في الكليات وفي أقسام التخصص.

الكليات وما تمنحه من شهادات
==================
1- كلية الشريعة وتمنح الشهادات الآتية:
======================
أ- شهادة الدراسة العالية ومدتها أربع سنوات.
=========================
والمواد التي تدرس للحصول عليها:
حكمة التشريع ومقارنة المذاهب في المسائل الكلية، تاريخ التشريع الإسلامي، المنطق، الفلسفة، لغة أجنبية (الانجليزية او الفرنسية) وتدرس بصفة اختيارية.

ب- شهادة العالمية مع اجازة القضاء. 
===================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية:
قوانين ولوائح المحاكم الشرعية والأوقاف والمجالس الحسبية، التوثيقات الشرعية، إجراءات وتمرينات قضائية ودراسة القضايا ذات المبادىء السياسية الشرعية، القانون الدولي الخاص، تاريخ القضاء والقضاة في الاسلام، النظام الدستوري للدولة، محاضرات في مبادىء الاقتصاد، محاضرات طبية، محاضرات فلكية، لغة اجنبية اختيارية، وهي التي درست في الكلية.

ج‍- شهادة العالمية من درجة أستاذ في الفقه والأصول.
==============================
والمواد التي يتخصص فيها للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية:
الأصول، الفقه مع حكمة التشريع ومقارنة المذاهب وتاريخ التشريع الاسلامي.

2 - كلية أصول الدين، وتمنح الشهادات الآتية:
========================
أ- شهادة الدراسة العالية في أصول الدين.
=======================
والعلوم التي تدرس للحصول عليها هي:
التوحيد، التفسير، الحديث متنا ومصطلحا ورجالا، المنطق وأدب البحث، الأخلاق، الفلسفة، الأصول، التاريخ الإسلامي، علم النفس، لغة اجنبية (الانجليزية او الفرنسية).

ب- شهادة العالمية مع الاجازة في الدعوة والارشاد.
===========================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
القرآن الكريم وعلومه، الحديث الشريف وعلومه، الدعوة الى سبيل اللّه ووسائلها، الخطابة والمناظرة، الملل والنحل والمذاهب الفقهية وتواريخها، البدع والعادات، اللغة الأجنبية التي درست في الكلية، لغة شرقية.

ج‍- شهادة العالمية مع درجة أستاذ في التوحيد والفلسفة.
=============================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
التوحيد، المنطق، الفلسفة، الأخلاق.

د- شهادة العالمية مع درجة أستاذ في علوم القرآن الكريم والحديث الشريف.
=========================================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
التفسير، علوم القرآن الكريم، الحديث وعلومه.

ه‍- شهادة العالمية من درجة استاذ في التاريخ الاسلامي.
===============================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
التاريخ الاسلامي وما يلزمه من دراسات.

3 - كلية اللغة العربية، وتمنح الشهادات الآتية:
=========================
أ-شهادة الدراسة العالية في اللغة العربية.
======================
والعلوم التي تدرس للحصول عليها هي:
النحو، الصرف، الوضع، فقه اللغة، الأصول، الانشاء، علوم البلاغة: (البيان والمعاني والبديع)، الآداب العربية وتاريخها، العروض والقافية، التفسير، الحديث، المنطق، الفلسفة، المطالعة، الأدب المقارن، علم الاجتماع، الخط، الجغرافيا، التاريخ السياسي، النقد الأدبي، لغة أجنبية: الانجليزية، والفارسية، والعبرية، والتركية، والأخيرة بصفة اختيارية، وتعطى عليها مكافأة شهرية قدرها جنيه لعشرة طلاب.

ب-
شهادة العالمية مع الاجازة في التدريس.
=======================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
علم النفس العام، علم النفس التعليمي، أصول التربية والطرق العامة والتنظيم المدرسي، تاريخ التربية العملية، طرق التدريس الخاصة، الأخلاق، تدبير الصحة المدرسي، الرسم، تجويد الخط، التربية البدنية، لغة اجنبية اختيارية وهي التي درست في الكلية.


ج‍- شهادة العالمية من درجة استاذ في النحو.
=========================
والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
النحو، الصرف، الوضع، فقه اللغة، العروض والقافية، وتدرس مبادىء اللغتين العبرية والسريانية.

د- شهادة العالمية من درجة أستاذ في البلاغة والأدب، والمواد التي تدرس للحصول عليها بعد النجاح في الشهادة العالية هي:
علوم البلاغة وتاريخها، الأدب العربي وتاريخه، العروض والقافية، النقد الأدبي، مبادىء اللغتين العبرية والسريانية.

ومدة الدراسة للحصول على شهادة الدراسة العالية أربع سنوات، وللحصول على شهادة العالمية مع الاجازة سنتان.

ومدة الدراسة للحصول على شهادة العالمية من درجة أستاذ لا تقل عن ست سنوات، ولا تزيد على ثماني سنوات.

وهذه صور من شهادات الأزهر الحديث:
1 - بسم اللّه الرحمن الرحيم -براءة بمنح شهادة العالمية، من فؤاد ملك مصر بعناية اللّه تعالى، الى حضرة الشيخ نافع محمد نافع الخفاجي الشافعي من تلبانة مركز المنصورة مديرية الدقهلية- رفع إلينا صاحب العزة وزير الأوقاف ما أقره مجلس الأزهر الأعلى في 14 ربيع الثاني 1351هـ ‍ 16 أغسطس 1932، من نجاحكم في امتحان شهادة العالمية الذي اجرى بالجامع الأزهر في سنة 1350ه‍ لذلك بمنحكم شهادة العالمية، مع حقوقها التي تخولها لكم القوانين والأوامر المتبعة نفع اللّه الناس بعلمكم، ووفقكم لما فيه الخير- تحريرا في 23 محرم سنة 1352ه‍ من هجرة خاتم المرسلين.

2 - بسم اللّه الرحمن الرحيم -المملكة المصرية- الجامع الأزهر والمعاهد الدينية العلمية الاسلامية -الشهادة العالية بكلية اللغة العربية- استحق هذه الشهادة الأستاذ محمد عبد المنعم عبد المنعم خفاجي بن عبد المنعم عبد المنعم خفاجي بن عبد المنعم خفاجي المولود سنة 1915 في تلبانة مركز المنصورة مديرية الدقهلية، بعد أن نجح في امتحانها المنعقد سنة 1359ه‍- 1940م- واللّه أسأل أن يوفقه لخدمة العلم والدين -شيخ الجامع الأزهر- محمد مصطفى المراغي -القاهرة في صف 1360 ه‍- 1941م.

3 - بسم اللّه الرحمن الرحيم -براءة بمنح شهادة العالمية من درجة أستاذ في البلاغة والأدب- من ملك مصر بعناية اللّه تعالى، إلى حضرة الأستاذ محمد عبد المنعم عبد المنعم خفاجي الحنفي، من تلبانة بمركز المنصورة بمديرية الدقهلية، رفع الينا حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ما أقره المجلس الأعلى للأزهر في 24 ربيع الأول 1366ه‍- 15 فبراير 1947، من نجاحكم في امتحان شهادة العالمية من درجة أستاذ في البلاغة والأدب الذي اجرى في سنة 1365ه‍ لذلك أمرنا بإصدار براءتنا هذه من ديواننا بمنحكم هذه الشهادة مع حقوقها التي تخولكم إياها القوانين والأوامر المتبعة، نفع اللّه الناس بعلمكم ووفقكم لما فيه الخير.

إصلاحات جديدة في الأزهر:
1 - مما جد على الأزهر من إصلاحات: إنشاء قسم للوعظ، يتبعه الوعاظ من العلماء في جميع القطر المصري، ويصدر قسم الوعظ مجلة اسمها «نور الإسلام»، وعند ما بدأ قسم الوعظ سنة 1928 كان عدد الوعاظ فيه نحو أربعة، وهم الآن نحو 250 واعظا من العلماء.

2 - وكذلك إنشاء مراقبة البحوث والثقافة الاسلامية في يوليو 1945، وإنشاء وحدة طبية كاملة للأزهر عام 1947.

3 - وكذلك إنشاء كثير من المعاهد الدينية الابتدائية والثانوية في عواصم المديريات وبعض المدن الكبرى، ويبلغ عددها الآن نحو 25 معهدا، ومن أقدمها: معهد الاسكندرية ومعهد طنطا، وأسيوط، والزقازيق ودمياط ودسوق، ثم أنشىء معهد شبين الكوم والمنصورة وقنا وسوهاج والمنيا ومنوف، وفي عهد الثورة انشىء معهد في دمنهور وآخر في بنها..

الى غير ذلك من المعاهد الدينية العديدة التي هي فروع صغيرة للجامعة الأزهرية الكبرى.

4 - وكذلك إنشاء مجلة الأزهر، فقد رأت مشيخة الأزهر بعد أن استقر فيه النظام الجديد الذي وضع له، ان تجعل لهذه الجامعة الدينية العالمية مجلة تحمل رسالتها الى جميع البلاد الاسلامية، لتكون صلة علمية بينها وبين جميع الشعوب التي تدين بالدين الحنيف في مشارق الأرض ومغاربها، ولتحمل الى القائمين بتعليم الدين فيها ما تثمره قرائح حفظته مما يزيد في مادته ثروة جديدة، أو ما يتأدون إليه نظام مفيد.

فظهرت هذه المجلة باسم «نور الإسلام» في أول محرم من سنة 1349 ه‍- 1930.

وكان ذلك في عهد المرحوم الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، ويؤثر عنه انه بذل في إقامة صرح هذه المجلة مجهودا محمودا.

ولما تولى المشيخة المرحوم الشيخ محمد مصطفى المراغى نظر إلى هذه المجلة نظرة تشجيع ورأى ان يغير اسمها إلى «مجلة الأزهر» بدل مجلة نور الإسلام. وقد سر الناس بظهور المجلة، واتسع انتشارها حتى بلغ ما يطبع منها حدا لم تبلغه مجلة إسلامية قبلها في البلاد العربية..

كان مما يكتبه فيها أعلام الأزهر بحوث في التفسير والحديث، وبحوث تحض على إحياء السنة وإماتة البدعة، والدعوة إلى الفضائل.

ثم اتسع ميدان الكتاب فيها، فأخذت تفند ما تسرب إلى بعض المقلدين من الشبهات والشكوك، محمولة بين ثنايا المعارف المدرسية الحديثة وما تنشره المجلات وما تلم به أحيانا من المعضلات في مختلف الفلسفات.

فكانت مجلة الأزهر في تلك المواقف حائلا قويا بين تلك الموجات العنيفة والدين، على أسلوب علمي بحت، وبأسلحة من الطراز الذي يهاجم به الدين في أخص ما يدعو اليه.

وطار صيت مجلة الأزهر في الآفاق الاسلامية، بما كان يقتطفه منها كتاب تلك الأقطار، وما يترجمه عنها المشتغلون منهم بالصحافة، فكان أثرها بعيدا في حماية العقائد، وتقويم المذاهب، وطمس معالم البدع، وتجلية الدين الحق في صورته الصحيحة.

ولما تولى مشيخة الأزهر المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق رغب في ان تكون مجلة الأزهر مستكملة لنظم المجلات الجامعية، فوضع لها قانونا، وحدد المواضيع التي تطرقها، ووضع لها نظاما، وشجع على السير بها قدما بكل ما استطاع من وسيلة.

وكان من أجل ما قامت به هذه المجلة من خدمات، تلك الصلة الكريمة التي أوجدتها بين المسلمين في البلاد كافة وبين الأزهر، فإن لهذه الصلة أثرا أدبيا يظهر فعله في الأخلاق والآداب، إن لم يكن عاجلا، فعلى مدى الأيام والسنين، وكان لا بد من إيجاد هذه الصلة في هذا العهد.

وقد تولى إدارة المجلة علماء ممتازون، منهم الأستاذ الكاتب العالم محمد فريد وجدي المتوفى في 6 فبراير 1954..

وفي عهد مشيخة الشيخ عبد المجيد سليم الثانية عهد بإدارة المجلة إلى الأستاذ أحمد حسن الزيات.

ثم تولى إدارتها بعده الأستاذ الكبير الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء، ثم الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي عضو الجماعة كذلك.

ومنذ المحرم 1374 ه‍ بدأت المجلة تصدر مرتين في الشهر بدلا من مرة واحدة.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 7:06 pm

المكفوفون في الأزهر:
امتاز الأزهر عن جميع المعاهد العلمية والجامعات الكبرى بمزيد الاهتمام وعظيم الرعاية والعناية بالطلبة المكفوفين، فهو يحتضنهم ويمددهم بالاعانات الرتبية في كل شهر، ويكفل لهم الاستقرار في حياتهم المدرسية، وهم في منهاج تعليمهم كالمبصرين سواء بسواء، ما عدا المواد التي لا بد فيها من الإبصار، كالعلوم الرياضية والتجارب العلمية في الطبيعة والكيمياء، وتصدر لهم براءات ملكية من ولي الأمر عند انتهاء دراساتهم كالمبصرين، ويضمن لهم مستقبلهم، إذ يمتهنون بعض المهن العلمية في الدولة: كالتدريس والامامة والخطابة والوعظ والارشاد.

ولقد تخرج في الأزهر كثير منهم، كان لهم القدح المعلى في الثقافة العامة والتربية والتعليم، واشتهر منهم كثير في الأزهر، والميادين العلمية قديما، كالشيخ القويسني وقد وصل بشهرته ومكانته إلى مشيخة الاسلام في الأزهر سنة 1250 ه‍، وحديثا: كالشيخ حسين زين المرصفي، والشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد ماضي الرخاوي، والشيخ إبراهيم الحديدي، والشيخ يوسف الدجوى، والشيخ سالم البولاقي، والشيخ عبد المطلوب برعي، والشاعر الفحل الشيخ أحمد الزين، وكان له في دار الكتب الملكية آثار محمودة في البحوث الأدبية والعلمية.

ومن بين هؤلاء من لم يتم دراسته في الأزهر ولكنه نجح في الحياة، وطار صيته في الآفاق كل مطار، كالدكتور طه حسين..

وقد سافر في بعثة دراسية الى فرنسا الأستاذ فتحي عبد المنعم وهو من مدرسي الأزهر المكفوفين.

لجنة الفتوى بالأزهر
كانت ترد إلى مشيخة الأزهر من الأقطار الشقيقة وغيرها استفتاءات كثيرة في مسائل دينية متنوعة، يطلب أصحابها الافتاء فيها على الاستفتاءات وما يصدر فيها من فتاوى على جانب عظيم من الأهمية، لما لها من وثيق الصلة بأحوال الناس الشخصية والاجتماعية وغيرها، ثم هي وسيلة من وسائل نشر أحكام الشريعة الاسلامية الغراء على وجه صحيح بين جمهور المسلمين.

ونظرا إلى ما يتطلبه هذا العمل العلمي الديني الجليل من جهد وما يستنفده من وقت في البحث والدرس، فقد رأى المغفور له الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر الأسبق ان تضطلع بهذا العمل لجنة خاصة من جهابذة العلماء، فأصدرا قرارا بتكوينها في 12 من جمادى الأولى سنة 1354 ه‍ 11 من اغسطس سنة 1935 - من رئيس وأحد عشر عضوا، منهم ثلاثة من علماء الحنفية، وثلاثة من المالكية، وثلاثة من الشافعية، واثنان من الحنابلة.

ومنذ تألفت اللجنة وهي دائبة على أداء واجبها بعقد اجتماعات تتوافر فيها على بحث ما يرد إليها من استفتاءات بحثا وافيا مستفيضا، ثم تجيب عليها مبينة حكم الشرع فيها، إما وفق أحكام مذهب معين إن طلب السائل ذلك، وإما بغير تقيد بمذهب فتكون الاجابة على وفق ما تقتضي به القواعد العامة المأخوذة من كتاب اللّه وسنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وإجماع المسلمين او القياس الصحيح الموافق لقواعد الدين العامة والملائم لصالح المسلمين.

وليس ادل على عظيم اثرها وجليل نفعها من أنها تصدر نحو 350 فتوى سنويا وقد تعاقب على رياستها من أول تكوينها الى الآن، حضرات أصحاب الفضيلة: المغفور له الشيخ حسين والي والمغفور له الشيخ محمد عبد اللطيف الفحام والمغفور له الشيخ محمد مصطفى المراغى والمغفور له الشيخ محمد مأمون الشناوي والشيخ عبد الرحمن حسن والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ إبراهيم حمروش والشيخ محمد العناني.

مجلس الأزهر الأعلى:
وللأزهر مجلس أعلى أنشىء بمقتضى القانون رقم 1911، ويؤلف من وزارات المالية والعدل والمعارف والأوقاف، واثنين من هيئة كبار العلماء، واثنين من كبار رجال التعليم ويعينان لمدة سنتين.

العلماء والطلاب:
لا يوجد في السجلات ذكر لعدد علماء الأزهر إلا من سنة (1287ه‍- 1875م) بيد انه يوجد إحصاء عام قبل ذلك بلغ 252 عالما، وذلك قبل صدور قانون نظام الامتحانات في عهد الشيخ المهدي العباسي اي في سنة 1287ه‍، ونفذ في سنة 1288. 


وكان عدد الشيوخ المدرسين بالأزهر في هذا العام 361 شيخا.

ونذكر هنا أن العلماء الذين يزاولون التدريس في الأزهر -كلياته ومعاهده- يبلغ عددهم الآن نحو 1235 مدرسا، وكذلك الوعاظ يبلغ عددهم الآن نحو عشرين ومائتي واعظ.

وذلك خلاف باقي الموظفين في غير التدريس والوعظ بالأزهر ومعاهده.

إحصاء عام للطلبة بالأزهر:
في سنة 378ه‍ بلغ عددهم 35 طالبا وفي سنة 818 بلغ عددهم 750 طالبا وفي سنة 1263 بلغ عددهم 7403 طلاب وفي سنة 1272 بلغ عددهم 5940 طالبا وفي سنة 1282 بلغ عددهم 2817 طالبا 1وفي سنة 1292 بلغ عددهم 11095 طالبا وكان عدد العلماء في هذا العام 325 عالما..

وفي سنة 1293 بلغ عددهم 10780 طالبا 2 وفي سنة 1319 بلغ عددهم 8259 طالبا وفي سنة 1902م بلغ عدد الطلبة 10403 طلاب وفي سنة 1906 بلغ عددهم 9069 طالبا 3 وفي سنة 1916 بلغ عددهم 15335 طالبا وفي سنة 1920 بلغ عددهم 13280 طالبا وفي سنة 1926 بلغ عددهم 11797 طالبا وفي سنة 1929 بلغ عددهم 10680 طالبا وفي سنة 1933 بلغ عددهم 8945 طالبا وفي سنة 1938 بلغ عددهم 13163 طالبا وفي سنة 1941 بلغ عددهم 14116 طالبا وفي سنة 1947 بلغ عددهم 17514 طالبا.
__________
1) سبب هذا النقص قيام الثورة العربية مما دعا الطلبة الى الهجرة الى بلادهم.

2) راجع الخطط التوفيقية ج‍ 5 ص 14.
3) دائرة المعارف الاسلامية.
__________

ميزانية الأزهر:
وكانت ميزانية الأزهر عام 1892م مبلغ 4378 جنيها حيث كانت مرتبات العلماء ضئيلة في ذلك العهد.

فكان مرتب العالم ذي الدرجة الأولى مائة وخمسين قرشا، وذي الدرجة الثانية مائة قرش، وذي الدرجة الثالثة خمسة وسبعين قرشا.

وكانت المرتبات محدودة العدد.

فكان المدرس الجديد لا يمنح مرتبا الا إذا توفي احد المستحقين من قبل، ويكتفي بالجراية.

وفي ذلك العهد لم يكن فيه إحالة على المعاش.

فالعالم يتقاضى مرتبه إلى الوفاة.

وبقي الحال كذلك إلى سنة 1909 م.

ففي ذلك التاريخ طلب العلماء من أولياء الأمور النظر في حالة الأزهر بما يلائم حال العصر من وضع الدرجات ورفع المرتبات، حتى تتسع لكل العلماء المدرسين، مع طلب إصلاحات اخرى، ولما رأى أولياء الأمر أن حالة الأزهريين اشتدت، وانقلبت الحالة الى ثورة جامحة استغلتها بعض الأحزاب السياسية، قرروا إجابة طلبهم أولا في وضع الدرجات، وان المدرس يتقاضى ثلاثة جنيهات شهريا.

وقد كان مرتب الشيخ محمود أبي العيون المدرس في الأزهر بعد تخرجه عام 1908 خمسة عشر رغيفا، وظل يتناول هذا الأجر إلى يونيه سنة 1909م، فرتب له ثلاثة جنيهات كزملائه.

ومن ذلك الوقت بدأ الأزهر يسير في طريق النظم المالية في الدولة.

وفي سنة 1912 بلغت ميزانية الأزهر 59924 جنيها - وفي سنة 1920 بلغت 206881 جنيها.

وبلغت ميزانية الجامع الأزهر والمعاهد الدينية العلمية في سنة 1928 المالية 000، 305 جنيه منها 837 و194 مخصصة للجامع الأزهر، ويبلغ عدد الأساتذة نفسه 253 أستاذا، وعدد الطلبة بالقسم الأولى 1366 طالبا، وبالقسم الثانوي 588 طالبا، وبالقسم العالي 1238 طالبا، وبالقسم المؤقت 573 طالبا، وفي فرقة التخصص 160 طالبا، وبلغ عدد المدرسين في معهد الاسكندرية 92 مدرسا وعدد الطلبة 716 طالبا، وفي معهد طنطا 107 مدرسين و2092 طالبا وفي معهد أسيوط 55 مدرسا و674 طالبا، وفي معهد دسوق 26 مدرسا و360 طالبا، وفي معهد دمياط 25 مدرسا و306 طلاب، وفي معهد الزقازيق 111 مدرسا و1114 طالبا.

وفي سنة 1929 بلغت ميزانية الأزهر 121033 جنيها، وفي سنة 1942 بلغت 400200 جنيه، وفي سنة 1948 صارت 900752.

وتبلغ اليوم نحو المليون والثلث من الجنيهات.

الأزهر في صحائف الذكرى:
- 1 -
في عام 1899 أرادت حكومة مصطفى فهمي باشا استجابة لأمر الإنجليز أن تضعف القضاء الشرعي.

فوضعت مشروعا لتعديل اللائحة الشرعية وضم اثنين من أعضاء الاستئناف الأهلي الى المحكمة الشرعية العليا، ولم تبال الحكومة المصرية باحتجاج الحكومة العثمانية على المشروع فعرضته على مجلس الشورى، وكان من أعضائه الشيخ حسونة النواوي الذي جمعت له مشيخة الأزهر وفتوى الديار المصرية، فثار على المشروع وانسحب من المجلس وتبعه القاضي التركي، فخذل المجلس الحكومة وفشل المشروع.

- 2 -
شيئان لهما في نفوس السائحين المكان الأرفع، وهما أول ما يفكرون في زيارتهما.. الأهرام والأزهر.

وللسائحين -والأمر يكيون بالأخص- فكرة عجيبة عن الأزهر الشريف الاسلامي الزاهر، ويذكرون به قصص ألف ليلة وليلة وقصور بغداد والقاهرة وقرطبة.

ويروى أن اللورد كرومر المعتمد البريطاني أراد أن يتعارف بشيخ الجامع الأزهر فقيل له إنه معتكف في حجرته بالجامع لا يخرج منها ولا يغادر باب الأزهر لزيارة أحد مهما كان مركزه عظيما، وذهب اللورد لزيارة الأسد في عرينه..

أو الناسك في صومعته، وكان اللورد حينذاك في إبان بطشه وقوته يهابه الكل ويسارعون لتلبية أمره وقد ظن انه سيجد من شيخ الاسلام تابعا ونصيرا.

ودخل الأزهر وسار بين أعمدته وعلى بلاطه فامتلأ رهبة وروعة وراعه الصمت السائد، والطلبة الذين يتحركون في صمت وخشوع كأنهم الأشباح السارية، واستقبله وفد من المشايخ في عمائم كبيرة وأكمام واسعة طويلة بطيئي الحركة يسيرون في تؤدة ووقار ولا يحنون رءوسهم الا ساعة الركوع والسجود.

وسار بينهم يخترق الحجرات والابهاء وهو يتجرد في كل خطوة من ثياب جبروته وكبريائه، حتى إذا وصل الى باب صغير أدى به اليه السير كان العميد البريطاني العظيم قد أصبح فردا يشعر بالضعف والخشوع.

وفتح الباب وتنحى الموجودن ودخل اللورد ومعه أحد ياوران السراي، فرأى نفسه في حجرة مجردة من الأثاث والفراش عارية الأرض مكشوفة البلاط، ساكنة يكتنفها شيء من الظلام إلا من شعاع ينفذ من نافذة نصف مغلقة، وفي واجهة تلك الحجرة دكة عالية عليها قطعة من بساط وقد تربع فوقها شيخ الاسلام والمسلمين في ثياب بسيطة وفي يده سبحة يعد خرزاتها ويتمتم بالتسبيح عليها، وهو مطرق برأسه مستغرق في نجواه.

وأدار اللورد نظره حوله فلم يجد مقعدا، وتقدم خطوتين فلم يرفع الشيخ رأسه ولم يبادره بالتحية ولبث يتمتم نجواه وهو في سكون وجمود.

ووقف اللورد في وسط الحجرة أمام الشيخ فترة طويلة خانته فيها اعصابه وارتبكت حواسه وشعر بأنه يتضاءل ويتضاءل امام ذلك الشيخ النحيف الجسد السابح في ذكره حتى لم يعد يشعر بنفسه.

وبعد ان مرت فترة طويلة رفع الشيخ رأسه دون ان يتحرك من مكانه ونظر الى اللورد نظرة هادئة عميقة وقال بصوت لطيف: «أهلاً وسهلاً»!.

ثم مد إليه يده كما يمدها الملك إلى أحد رعاياه، وتقدم اللورد فتناول هذه اليد ولثمها بشفتيه.

واسترد الشيخ يده ثم قال له:
«في أمان اللّه... في امان اللّه..»

وخرج اللورد يتعثر، وقد أدرك ان في مصر من هو أعظم منه شأنا وأقوى شخصية.

ولكن المسجد الأزهر الآن تبدل كثيراً عما كان عليه منذ نيف وأربعين سنة فدخلته جحافل المدنية، ولم يعد ذلك المعهد الرهيب الذي يتصوره الأجانب مكتنفا بالأسرار تصدر منه الأوامر الخفية إلى المسلمين قاطبة فيخضعون لإشارته كما كان الفاتيكان في عهد ازدهار البابوية..

بل أصبح السائحون يزورونه الآن وهم يعرفون انهم قادمون على جامعة دينية كبرى أخذت من العلوم الحديثة والمدنية العصرية بكثير من أسبابها.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 7:09 pm

- 3 -
في ديسمبر 1946 أرادت حكومة النقراشي باشا ان تنفذ رغبة ملكية بتعيين الاستاذ الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخا للأزهر، وكان الأستاذ الأكبر حينئذ بعيدا عن الأزهر، حيث كان وزيرا للأوقاف، وكان من قبل ذلك أستاذ الفلسفة في كلية الآداب..

وكان وكيل الأزهر في ذلك الحين هو الشيخ محمد مأمون الشناوي، فاستشير في الأمر، فأشار بأن هذا التعيين يخالف نص قانون الأزهر الذي يشترط في شيخ الأزهر ان يكون من بين جماعة كبار العلماء، فقيل له: إن للأستاذ منها لعضوية الجماعة، فأخبرهم الشيخ مأمون الشناوي بأن قانون الجماعة يمنع منحها للأستاذ الأكبر لأنه ليس من أساتذة كليات الأزهر الشريف الذين يباح لهم التقديم لعضوية الجماعة بشروط خاصة، فأشير على الشيخ الشناوي بأن يجمع الجماعة لتعديل قانونها، فرد عليهم بأن رئيس الجماعة هو الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، فدعى الشيخان لمقابلة النقراشي، ويبدو ان الشناوي قابل النقراشي أولاً حيث ذكر له ان هذا التعيين يجب ان يتم، لأنه قد طلبه أغا خان من السراي.

وكان المفهوم في أوساط الشعب ان الخاصة الملكية استولت من وزارة الاوقاف على أطيان ضخمة من بينها تفتيش الوادي وتفتيش شاوة لادارتها بدلا من وزارة الأوقاف، وان الملك يرغب في مكافأة وزير الأوقاف بتعيينه شيخا للأزهر، على الرغم من اعتذار الأستاذ الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق طيب اللّه ثراه عن قبول هذا المنصب.

وخرج الشيخان من مكتب النقراشي، حيث جمعا الجماعة، فرفضت ان توافق على تعديل قانونها، وكان في مقدمة الرافضين الأستاذ الاكبر الشيخ ابراهيم حمروش وكان شيخا لكلية الشريعة آنذاك..

وإثر ذلك طلب من المشايخ الثلاثة الاستقالة فاستقال الشيخ الشناوي وكيل الأزهر والشيخ ابراهيم حمروش شيخ كلية الشريعة والشيخ عبد المجيد سليم المفتي من وظائفهم، وعين مدير الأزهر الشيخ عبد الرحمن حسن وكيلا للأزهر، ونفذ الرغبة الملكية بتعديل القانون الذي أثار تعديله ثورة في الشعب وفي أوساط العلماء والطلاب، ونشر كبار الشيوخ المستقيلون بيانا على الأمة المصرية الكريمة والعالم الاسلامي عن انتهاك الحكومة القائمة لقانون الأزهر، وذكروا فيه تهديد رئيس ديوان الملك للمفتي الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم إذ دعاه إلى مكتبه وقال له: «إن في وقفتك هذه ضد رغبة الملك خطراً عليك»، فأجاب على الفور: أيحال بيني وبين الذهاب إلى بيت اللّه؟ فقال رئيس الديوان: لا. فرد عليه الشيخ على الفور: إذن لا خطر.

الشخصيات مكانة وحبا في قلوب الأزهريين، وطالما اعتذر عن قبول منصب المشيخة في هذه الأزمة، إلا ان الملك كان يحب ان يتصرف في الأزهر وفق هواه، وكانت وقفة الشيوخ المشرفة ضد الملك ذات مغزى بعيد في الشعب والعالم الاسلامي.

- 4 -
نداء من علماء الأزهر إلى أبناء العروبة والاسلام
صدر في المحرم 1367ه‍ ديسمبر 1947م
بسم اللّه الرحمن الرحيم:
يا معشر العرب والمسلمين! قضي الأمر! وتألبت عوامل البغي والطغيان على فلسطين، وفيها المسجد الأقصى أول القبلتين. وثالث الحرمين، ومنتهى إسراء خاتم النبيين، صلوات اللّه وسلامه عليه، قضي الأمر، وتبين لكم ان الباطل ما زال في غلوائه سادرا، وأن الهوى ما فتىء على العقول مسيطرا، وأن الميثاق الذي زعموه سبيلا للعدل والانصاف ما هو إلا تنظيم للظلم والاجحاف، قضي الأمر! ولم يبق بعد اليوم صبر على تلكم الهضيمة التي يريدون ان يرهقونا بها في بلادنا، وأن يجثموا بها على صدورنا، وأن يمزقوا بها أوصال شعوب وحد اللّه بينها في الدين واللغة والشعور، إن قرار هيئة الأمم المتحدة، قرار هيئة لا تملكه، وهو يعد قرارا باطلا جائرا ليس له نصيب من الحق والعدالة، ففلسطين ملك العرب والمسلمين بذلوا فيها النفوس الغالية، والدماء الزكية، وستبقى إن شاء اللّه -رغم تحالف المبطلين- ملك العرب والمسلمين.

وليس لأحد كائنا من كان ان ينازعهم فيها أو يشطرها او يمزقها، وإذا كان البغاة العتاة قد قصدوا بالسوء من قبل هذه الأماكن المقدسة.

فوجدوا من أبناء العروبة والاسلام قساورة ضراغم ذادوا عن الحمى، وردوا البغى على أعقابه مقلم الأظفار محطم الأسنة.

فإن في السويداء اليوم رجالا، وفي الشرى آسادا، وإن التاريخ لعائد بهم سيرته الأولى.

يا أبناء العروبة والاسلام! لقد اعذرتم من قبل، وناضلتم عن حقكم بالحجة والبرهان ما شاء اللّه أن تناضلوا، حتى تبين للناس وجه الحق سافرا.

ولكن دسائس الصهيونية وفتنتها وأموالها قد استطاعت ان تجلب على هذا الحق المقدس بخيلها ورجلها، فعميت عنه العيون، وصمت الآذان، والتوت الأعناق، فاذا بكم تقفون في هيئة الأمم وحدكم، ومدعو نصرة العدالة يتسللون عنكم لواذا، بين مستهين بكم وممالىء لأعدائكم، ومتستر بالصمت متصنع للحياد.

فاذا كنتم قد استنفدتم بذلك جهاد الحجة والبيان، فإن وراء هذا الجهاد لإنقاذ الحق وحمايته جهادا سبيله مشروعة وكلمته مسموعة، تدفعون به عن كيانكم، ومستقبل أبنائكم وأحفادكم، فذودوا عن الحمى، وادفعوا الذئاب عن العرين، وجاهدوا في اللّه حق جهاده! «فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اَللّهِ اَلَّذِينَ يَشْرُونَ اَلْحَياةَ اَلدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اَللّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً».

«اَلَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّهِ وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَلطّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ اَلشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ اَلشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً».

يا أبناء العرب والاسلام! خذوا حذركم، فانفروا ثبات أو انفروا جميعا، وإياكم أن يكتب التاريخ ان العرب الاباة الاماجد قد خروا أمام الظلم ساجدين، أو قبلوا الذل صاغرين.

إن الخطب جلل، وإن هذا ليوم الفصل، وما هو بالهزل. فليبذل كل، عربي وكل مسلم في أقصى الأرض وأدناها من ذات نفسه وماله، ما يرد عن الحمى كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، سدوا عليهم السبل، واقعدوا لهم كل مرصد، وقاطعوهم في تجاراتهم ومعاملاتهم، وأعدوا فيما بينكم كتائب للجهاد، وقوموا بفرض اللّه عليكم، واعلموا أن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو ماله، وأن من يتخلف عن هذا الواجب فقد باء بغضب من اللّه وإثم عظيم.

«إن اللّه اشترى المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل اللّه وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن، ومن أوفي بعهده من اللّه؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم».

فاذا كنتم بايمانكم قد بعتم اللّه أنفسكم وأموالكم فها هو ذا وقت البذل وللتسليم، فأوفوا بعهد اللّه يوف بعهدكم.

وليشهد العالم غضبتكم للكرامة، وذودكم عن الحق.

ولتكن غضبتكم على أعداء الحق وأعدائكم، لا على المحتمين بكم، ممن لهم حق المواطن عليكم والاحتماء بكم، واحذروا ان تعتدوا على أحد منهم، إن اللّه لا يحب المعتدين..

ولتتجاوب بعد الاصداء في كل مشرق ومغرب بالكلمة المحببة إلى المؤمنين: الجهاد! الجهاد! الجهاد! واللّه معكم لن يتركم أعمالكم.

- 5 -
أقيم حفل لتأبين المرحوم «عاطف بركات» 1بمدرسة المعلمين العليا في الخميس الثالث عشر من صفر 1343 ه‍، الموافق الحادي عشر من شهر سبتمبر سنة 1924، وأرسل شوقي قصيدة لتلقى في الحفل.

وكان مما قاله فيها:
وحارب دونها صرعى قديم ... كأن بهم على الزمان انقطاعا
إذا لمح الجديد لهم تولوا ... كذى رمد على الضوء امتناعا


وكان في الحفل جمهرة من شيوخ الأزهر، منهم شيخ الجامع الأزهر ومفتي الديار المصرية إذ ذاك، فعدوا ذلك جرحا لكرامتهم، وكتب المرحوم الشيخ محمود الغمراوي مقالا بعنوان «امير الشعراء ورجال الأزهر للحقيقة والتاريخ» نشرته جريدة الأخبار بتاريخ 17 من صفر سنة 1343ه‍ الموافق 6 من سبتمبر سنة 1924م.
__________
1) الاستاذ محمد كامل الفقي -مجلة الأزهر- الأزهريون اساتذة شعراء العصر.

__________

وقال شوقي يرد على ما كتب حول الموضوع:
وما أنا من ينسى أن معظم أساتذة مدرسة القضاء نفسها في العلوم الشرعية بوجه خاص كانوا من شيوخ الأزهر ورجاله، وليس من المعقول أن يكون هؤلاء الأفاضل حربا عليها وهم في النهوض بها شركاء.

إن للأزهر عندي حرمة لا أحب ان يتشكك فيها الأستاذ، وأعتقد أن الأزهر قد سد فراغا كبيرا كان التعليم في مصر والبلاد الشرقية جميعا لا يرجى له بدون الأزهر من سداد.

وسأظل فخورا بأن من أساتذتي شيوخا من صميم الأزهر الشريف وكبار علمائه.

وقد أراد شوقي ان يؤكد حبه للأزهر، وينفي عنه مظنة النيل من أبنائه فالتمس فكرة إصلاح الأزهر.

ونظم قصيدته:
قم في فم الدنيا وحي الأزهرا ... وانثر على سمع الزمان الجوهرا
واجعل مكان الدر إن فصلته ... في مدحه خرز السماء النيرا
واذكره بعد المسجدين معظما ... لمساجد اللّه الثلاثة مكبرا
واخشع مليا واقض حق أئمة ... طلعوا به زهرا وماجوا أبحرا
كانوا اجل من الملوك جلالة ... وأعز سلطانا وأفخم مظهرا
زمن المخاوف كان فيه جنابهم ... حرم الآمان وكان حصنهم الذرا
من كل بحر في الشريعة زاخرا ... ويريكه الخلق العظيم غضنفرا

ومنها:
لا تحذ حذو عصابة مفتونة ... يجدون كل قديم شيء منكرا
ولو استطاعوا في المجامع أنكروا ... من مات من آبائهم أو عمرا
من كل ماض في القديم وهدمه ... وإذا تقدم للبناية قصرا
وأتى الحضارة بالصناعة رثة ... والعلم نزرا والبيان مثرثرا
يا معهدا أفنى القرون جداره ... وطوى الليالي ركنه والأعصرا
ومشى على يبس المشارق نوره ... وأضاء أبيض لجها والأحمرا
وأتى الزمان عليه يحمي سنة ... ويذود عن نسك ويمنع مشعرا
في الفاطميين انتمى ينبوعه ... عذب الأصول كجدهم متفجرا
عين من الفرقان فاض نميرها ... وحيا من الفصحى جرى وتحدرا
ما ضرني ان ليس أفقك مطلعي ... وعلى كواكبه تعلمت السرى
لا والذي وكل البيان إليك لم ... أك دون غايات البيان مقصرا
لما جرى الإصلاح قمت مهنئا ... باسم الحنيفة بالمزيد مبشرا
نبأ سرى فكسا المنارة حبرة ... وزها المصلى واستخف المنبرا
وسما بأروقة الهدى فأحلها ... فرع الثريا وهي في أصل الثرى
ومشى إلى الحلقات فانفرجت له ... حلقا كهالات السماء منورا
حتى ظننا الشافعي ومالكا ... وأبا حنيفة وابن حنبل حضرا
إن الذي جعل العتيق مثابة ... جعل الكناني المبارك كوثرا
العلم فيه مناهلا ومجانيا ... يأتي له النزاع يبغون القرى
يا فتية المعمور سار حديثكم ... ندا بأفواه الركاب وعنبرا
المعهد القدسي كان نديه ... قطبا لدائرة البلاد ومحورا
ولدت قضيتها على محرابه ... وحبت به طفلا وشبت معصرا
وتقدمت تزجي الصفوف كأنها ... (جاندرك) في يدها اللواء مظفرا
هزوا القرى من كهفها ورقيمها ... أنتم لعمر اللّه أعصاب القرى
الغافل الأمي ينطق عنكمو ... كالببغاء مرددا ومكررا
يمسي ويصبح في أوامر دينه ... وأمور دنياه بكم مستبصرا
لو قلتمو اختر للنيابة جاهلا ... أو للخطابة باقلا لتخيرا
ذكر الرجال له فأله عصبة ... منهم، وفسق آخرين، وكفرا
آباؤكم قرأوا عليه ورتلوا ... بالأمس تاريخ الرجال مزورا


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث   الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث Emptyالخميس 12 مايو 2016, 7:15 pm

صور عن هيكل الأزهر القديم
أبواب الجامع الأزهر:
للجامع الأزهر تسعة أبواب:
==============
الأول: باب المزينين
وهو الباب الكبير تجاه رأس شارع الصنادقية له بابان كل باب بمصراعين وهو من زيادات الأمير عبد الرحمن كتخدا ومنقوش على وجهته من الخارج أبيات مموهة بالذهب تشتمل على تاريخ بنائه وهي:
إن للعلم أزهرا يتسامى ... كسماء ما طاولتها سماء
حيث وافاه ذا البناء ولو لا ... منة اللّه ما تسامى البناء
رب إن الهدى هداك وآيا ... تك نور تهدي به من تشاء
مذ تناهى أرخت باب علوم ... وفخار به يجاب الدعاء


والباب الأصلي في هذه الجهة هو الباب المواجه للداخل مما يلي صحن الجامع وبينهما كان يجلس المزينون لحلق رءوس الطلاب فعرف الباب بذلك، وكان منقوشا على هذا الباب الأصلي في الحجر: بسم اللّه الرحمن الرحيم: أمر بإنشاء هذا الباب والمئذنة الشريف مولانا السلطان الأشرف قاتيباي بتاريخ شهر رجب الفرد ثلاثة منه سنة 888 ه‍، وفوق ذلك: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه نصر من اللّه وفتح قريب وفوقها إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، وفوق ذلك كتابة كوفية دقيقة الحروف يتعسر قراءتها وقد أزيلت هذه الكتابة بالتجديدات القريبة.

الثاني: الباب العباسي
وهذا الباب في صف الباب الأول وهو باب شامخ ذو فخامة وشأن، أحدثته الأوقاف عند تأسيس الرواق العباسي منقوش على واجهته من الخارج في الحجر بالحروف المموهة بالذهب من أعلاه: كان الإنشاء والفراغ في عهد إدارة فيضي باشا لعموم الأوقاف بمباشرة صابر بك باشمهندس عموم الأوقاف، وتحت ذلك بيتان فيهما تاريخ الإنشاء.

ومنقوش تحت ذلك آية «إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اَللّهِ» من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر ومن داخل هذا الباب فناء يصل لباب يصل لصحن الأزهر وعلى يمين الداخل باب زاوية الرواق العباسي المعدة للتدريس.

الثالث: باب المغاربة
وهو تجاه درب الأتراك ويتوصل منه إلى صحن الجامع بعد المرور بين رواق المغاربة ورواق السنارية والأتراك.

الرابع: باب الشوام
يقابله الوكالة التي أنشأها السلطان قايتباى ويسلك منه إلى المقصورة القديمة.

الخامس: باب الصعايدة
هو بعد باب الشوام تجاه حارة الباطلية وله بابان، كل باب ذو مصراعين وهو من إنشاء المرحوم الأمير عبد الرحمن كتخدا ويتوصل منه بين المرور بعد رواق الصعايدة ومدفن الكتخدا الى باب واحد يوصل الى المقصورة الجديدة التي هي من إنشاء الكتخدا.

السادس: باب الحرمين
وهو يسلك من رواق الحرمين وهو مغلوق أبدا وهو من إنشاء الكتخدا.

السابع: باب الشوربة
وهو تجاه رقعة القمح بجوار منزل السيد عمر مكرم نقيب الأشراف بالديار المصرية سابقا وهو من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا ويتوصل منه إلى المقصورة الجديدة بساحة طويلة تنتهي إلى مدفن في زاوية المسجد يقال له مدفن الست نفيسة البكرية بنت الشيخ محمد بن عبد اللّه جلال الدين البكري الصديقي وهو صاحب المسجد من مطبخ الشوربة الذي كان يطبخ فيه الأرز في رمضان ويفرق على فقراء الأزهر.

الثامن: باب الجوهرية
هو باب صغير تجاه زاوية العميان يسلك منه إلى المقصورة الجديدة بعد المرور في المدرسة الجوهرية ويسلك الخارج منه إلى زقاق ضيق يوصل إلى شارع الشنواني أ مام مسجد العدوى وهو من إنشاء جوهر القنقبائى.

التاسع: باب الميضأة
ينفذ في الزقاق الخارج إلى باب المزينين مجعول لدخول الحفاة.

مقاصير الأزهر:
للأزهر مقصورتان جديدة وقديمة:
فالجديدة من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا وهي المعروفة عند أهل الأزهر بالإيوان العالي.

والقديمة أصل الجامع الأزهر من إنشاء القائد جوهر وتحتوي على ست وسبعين اسطوانة وتمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة وكان فيها المنبر فنقله الكتخدا لما بنى المقصورة الجديدة ولها ثلاثة أبواب إلى صحن الأزهر ويتخللها شبابيك من الخشب المخروط.

محاريب الأزهر:
في المقصورة الجديدة محرابان:
محراب كبير يصلي فيه الإمام الصلوات الخمس وهو مالكي المذهب، وعليه قبة مرتفعة قائمة على ستة أعمدة، والمحراب الآخر عن شمال المنبر وهو محراب صغير مزركش يعرف بقبلة الشيخ الدردير، وفي المقصورة القديمة الآن محراب واحد، وهو المحراب الأصلي القديم ويعرف بالقبلة القديمة، يصلي فيه الإمام الصلوات الخمس وهو شافعي المذهب، وعلى هذا المحراب أيضا قبة عظيمة مرتفعة وعلى يمينه صندوق موضوع على رف يقال إن به آثارا قديمة، وأن لذلك سرا عجيبا في عمارته، وكان وكانت تعرف في الزمن الأخير بقبلة الشيخ البيجوري شيخ الإسلام بسبب صلاته عندها كثيرا، وكان بقرب رواق الشراقوة قبلة صغيرة من خشب تعرف بقبلة الخطيب الشربيني، وكان عليها كتابة بالخط تدل على أن عملها كان سنة 627...

وفي صحن الجامع كان أربعة محاريب صغار بظاهر المقصورة محراب يلي رواق معمر وكان مكتوبا عليه: جدد هذا المحراب السعيد على يد العبد الفقير إلى اللّه تعالى الخواجة مصطفى ابن الخواجة محمود بن جلبي غفر اللّه له وللمسلمين ويكتنف باب المقصورة الوسط محرابان من الحجر مكتوب بأعلى أحدهما بالكوفي لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، وكان عند الباب الثالث محراب مكتوب عليه أمر بتجديد هذا المحراب السعيد سيدنا ومولانا الإمام الأعظم والملك الأكرم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي، وكان عند رواق الأتراك محراب صغير مصنوع بالقيشاني وقد أزيلت، وكان أمامه «دكة» صغيرة غير مستعملة للتبليغ وذلك غير المحاريب التي في المدارس الملحقة بالجامع وموجود بالمقصورتين «دكتان» تستعملان يوم الجمعة للتبليغ.

صحن الأزهر ومناراته ومزاوله:
أما صحن الأزهر هو متسع مفروش بالحجر النحت، وتحت هذا الفرش أربعة صهاريج متسعة للماء الحلو، ولها أفواه من الرخام ناتئة في الصحن نحو متر يجلس فيه الطلاب أيام الشتاء للمطالعة والرياضة ويبيتون فيه في ليالي الصيف، وفي دائرة بوائك مسقفة يجلس في بعضها الأطفال ومعلمو القرآن الشريف.

وأما مناراته فكان به ست منارات يؤذن عليها في الأوقات الخمس وفي الأسحار وتوقد في ليالي رمضان والمواسم، منها منارة خارج باب المزينين عن يمين الداخل تشرف على الشارع وهي من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا وكان يتوصل إليها من باب الميضأة الصغيرة الذي الداخل قبل الطيبرسية وقد أزيلت مع الميضأة وبني مكانهما الرواق العباسي وإدارة الأزهر القديمة...

ومنها ثلاث منارات من داخل باب المزينين مشرفة على صحن الجامع: إحداها منارة الأقبغاوية عن يسار الداخل الى الصحن وهي أول مئذنة عملت بديار مصر من الحجر بعد المنصورية وكانت المنارات قبل ذلك تبنى بالآجر وقد أنشأها الأمير علاء الدين آقبغا عبد الواحد مع مدرسة الأقبغاوية، واثنتان عن يمين الداخل فالتي في جانب الباب مما يلي الداخل أنشأها السلطان الأشرف قايتباى والتي تليها من انشاء السلطان الغوري وهي أعلى مناراته وأعظمها ويتوصل لهما من باب صغير في صحن الجامع يصعد منه إلى سطحه فيه لكل منهما باب، والخامسة بباب الصعايدة يتوصل إليها من رواق الصعايدة، والسادسة بباب الشوربة وبابها من الداخل وهما من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا والغالب في مؤذني الأزهر قديما أن يكونوا مكفوفين محافظة على عورات أهل المساكن المجاورة للأزهر ولكل منارة خلوة لإقامة مؤذنيها لانتظار الآذان بها ولا يؤذنون إلا بتنبيه الميقاتي المجعول لخصوص ذلك، والغالب أن آذان الأزهر ينبني عليه آذان أكثر منارات القاهرة.

وأما مزاوله:
فكان فيه قديما سبع مزاول أربع في صحنه لمعرفة وقت الظهر على يمين الداخل من باب المزينين وثلاث جهة رواق معمر لمعرفة وقت العصر ولم يوجد الآن غير مزولة واحدة بصحن الأزهر على يمين الداخل من باب المزينين وأخرى محفوظة بالسطح غير مستعملة، وهما من عمل الوزير أحمد باشا كور المتولي على مصر سنة 1161 نقشهما على لوحين من رخام، وعمل لهما تاريخا منقوشا على كل لوح منهما وهو هذا:
مزولة متقنة ... نظيرها لا يوجد
راسمها حاسبها ... هذا الوزير الأمجد
تاريخها أتقنها ... وزير مصر أحمد


أروقة الأزهر:
أما أروقة الأزهر فعددها 29 رواقا، والأروقة هي:
الرواق العباسي:
بني هذا الرواق المشيد وتم بناؤه في عهد الأريكة العباسية، وفي مشيخة الشيخ حسونة النواوي للأزهر، واحتفل بافتتاحه في 24 شوال سنة 1315 هجرية فجاء هذا الرواق على أبدع طراز مصري في هندامه ونقشه وأوضاع شبابيكه وأبوابه وأنفقت الأوقاف عليه ستة آلاف وثمانين جنيها وهو في الحدود الغربية للجامع مطل على الشارع.

ويشتمل هذا الرواق على ثلاثة أدوار:
الأول:
المسامت سطحه لسطح الجامع، وهو فسيح يشتمل على محل لمجلس إدارة الأزهر الشريف وباب المشيخة، ومنه محال للمكتبة وزاوية كبيرة بمحراب جميل الصنع دقيق التركيب والنقش للصلاة والتدريس والحفلات الرسمية الكبيرة للجامع، وفيه جملة منافع أخرى.

الثاني:
مقسم بأجمل نمط صحي يشتمل على قاعة للميقاتية بجوار السلم وقاعة أخرى لجندي الأزهر، ورواق متعدد القاعات لطلاب اليمن، ومحل لحكيم وصيدلي الأزهر، وأول حكيم للأزهر كان هو الدكتور عباس حلمي، ورواق لبعض الطلاب وآخر لطلاب الطيبرسية وأمثاله للبحاروة والاسكندرانية ومحل للدفترخانة الأزهرية.

الثالث:
يشتمل على محلات لمفتي الديار المصرية وأمين الافتاء وكتبة الإفتاء، وعلى رواق بأربعة غرف لطلبة الأكراد، وآخر لطلبة الأقبغاوية، وآخر للدكارنة، وآخر للهنود وآخر للبغداديين، فقد جمع أهالي كثير من الأروقة، والرواق العباسي افتتح في 24 شوال 1315 ه‍.

رواق الطيبرسية:
في الخطط المقريزية هذه المدرسة من المدارس الملحقة بالجامع الأزهر وهي غربية مما يلي الجهة البحرية أنشأها الأمير علاء الدين وقرر بها درسا للفقهاء الشافعية وأنشأ بجوارها ميضأة وحوض ماء ترده الدواب وتأنق في رخامها وتذهيب سقوفها حتى جاءت في أبدع زي وأبهج ترتيب وانتهت عمارتها سنة 709 وكان لها بسط تفرش يوم الجمعة، وكان لها إمام، وكان فيها خزانة كتب وخزن كثيرة، وجددها الأمير عبد الرحمن كتخدا، وقد ذهبت أوقافها ورممت في عهد الخديوي عباس الثاني وجعلت كتيخانة الأزهر في سنة 1314 ونقلت طلبتها للرواق العباسي، وطيبرس كان قائدا للجيوش المصرية، ومات سنة 719 ه‍.

رواق الأقبغاوية:
في خطط المقريزي هذه المدرسة بجوار الأزهر على يسرة الداخل إليه من بابه الكبير الغربي -باب المزينين- تجاه المدرسة الطيبرسية كان موضعها دار الأمير الكبير ايدمر الحلى نائب السلطنة في أيام الملك الظاهر وميضأة للجامع الأزهر أنشأها الأمير أقبغا وجعل بجوارها قبلة ومنارة وكانت مدرسة مظلمة ليس عليها من بهجة المساجد ومن أنس بيوت العبادات شيء البتة، وذلك أن أقبغا عبد الواحد أقرض ورقة ايدمر الحلى مالا، وأمهل حتى تصرفوا فيه ثم ألجأهم في الطلب إلى أن أعطوه دراهم فهدمها وبنى موضعها هذه المدرسة، وأضاف أمثال ذلك من الظلم فبناها بأنواع من الغضب وأخذ قطعة من سور الجامع حتى ساوى بها المدرسة الطيبرسية وحشر لعملها الصناع من البنائين والنجارين وجميع أنواع الفعلة بأن يعمل كل منهم فيها يوما في كل أسبوع بغير أجرة وجعل عليهم مملوكا من مماليكه لم ير الناس اظلم منه ولا أعتى منه، ولا أقسى قلبا منه، فلقي العمال منه مشقات لا توصف وحمل إليها سائر ما يحتاج من خشب وحجر ورخام ودهان، من غير ان يدفع ثمنا البتة، وتم بناؤها سنة 740 هجرية، ورتب لها الخدمة فكان لها إمام ومؤذن وفراشون وقومة ومباشرون، وكان لها ثلاثة أبواب أحدها يصل للصحن من رواق الفيمة، والثاني لزقاق الميضأة، والثالث لباب المزينين، وموجود لها الآن بابان أحدهما يفتح على القبة، وللقبة باب آخر من باب المزينين، وهو مستعمل، والثاني وهو مغلوق، وهي الآن محل كتبخانة الأزهر، ونقلت طلبتها للرواق العباسي.

رواق الأكراد:
كان عن يمين الداخل من باب المزينين بجوار رواق اليمنية وبأعلاه مساكن فأزيل ونقلت طلبته إلى الرواق العباسي.

رواق الهنود:
كان عن يمين الداخل من الباب المذكور بينه وبين باب الطيبرسية به مسكن أرضي وأربعة مساكن علوية وقد أزيل ونقلت طلبته إلى الرواق العباسي.

رواق البغداديين:
هو كان بأعلى رواق الهنود كان يشتمل على مسكنين ومطبخ وبيت خلاء وأزيل ونقلت طلبته للرواق العباسي.

رواق البرتية:
كان في زاوية الرحبة المسقوفة خارج باب الأتراك بين راق الأتراك ورواق اليمنية، وهو محل أرضي صغير كان جزءا من رواق الأتراك، وقد هدم والعمارة جارية فيه الآن.

رواق اليمنية:
كان بجوار رواق البرنية له باب على الرحبة المسقوفة خارج باب الأتراك وقد أزيل وسكنت طلبته الرواق العباسي.

رواق الجبرت:
هو داخل رواق البريتة وهو أوسع منه وقد هدم وأجريت فيه العمارة من زمن بعيد.

رواق الأتراك:
أنشأه السلطان قايتباي، وجدده الامير كتخدا وأنشأ فيه زيادات، وكان يحتوي على ستة عشر عمودا من الرخام واثني عشر مسكنا علويا وله خزانة كتب عظيمة جامعة وكان له مطبخ وبئر، وأوقافه يستحقها كل طالب من بلاد الترك، ولو كان عتيقا، وكان له بابان باب مسامت لباب رواق المغاربة وباب على صحن الجامع، وفي سنة 1319 أخذت الأوقاف في نقضه مع ما ساواه من الأروقة لغاية باب الصعايدة، وكان في عزمها تجديد هذه الأروقة ببناء شامخ مثل الرواق العباسي.

رواق السنارية:
كان على يسار الداخل من باب المغاربة قبل رواق الأتراك، وكان يحتوي على مساكن علوية ونقض في ضمن العمارة السابقة سنة 1319.

رواق المغاربة:
هو كان على يمين الداخل من باب المغاربة، وكان له بابان باب في الصحن في طرقة باب المغاربة، وكان يشتمل على خمس بوائل قائمة على أعمدة من رخام، وكان فيه مساكن علوية وله كتبخانة كبيرة، وكان له مطبخ وبئر وحنفية ويستحق أوقافه كل مجاور مغربي، وكان له كاتب مثل رواق الأتراك.

رواق السليمانية:
كان بين باب الشوام ورواق الجاوة، وكان به خمسة مساكن وخزانة كتب كبيرة.

رواق الجاوة:
هو كان بين رواق السليمانية ورواق الشوام، وبه خزانة كتب ونقض بناؤه.

رواق الشوام:
وهو عن يمين الداخل من باب رواق الشوام وهو من إنشاء السلطان قايتباي وزاد فيه الامير عثمان كتخدا ثم الأمير عبد الرحمن كتخدا حتى صار أكبر من رواق الصعايدة وكان بأعلاه نحو الثلاثين حجرة لمجاوري الشوام وقد أوقف عليه كل من الأميرين المذكورين اوقافا جارية على أهله إلى الآن وبه خزانة كتب كبيرة وكان فيه بئر وحنفية.

رواق الدكارنة:
هو فوق الأوان عن شمالي الداخل من باب الصعايدة وهو أرضي وفوقه بعض من رواق الشوام.

رواق الصعايدة:
وهو من أشهر أروقة الأزهر وهو على يمين الداخل من باب الصعايدة وهو يحتوي على إيوان متسع بوسطه عمود من الرخام وبداخله خزانة فيها كتب كثيرة ولها قيم يغير منها لمن يطلب من اهل العلم وله مطبخ، وكان تحت الرواق صهريج كبير يشرب منه عموم أهل الأزهر وهذا الرواق بجميع جهاته من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا مع عماراته بالأزهر وله شيخ مخصوص وقد استقرت مشيخة هذا الرواق عدة أجيال في المشايخ العدوية، وله أوقاف كثيرة.

رواق الحرمين:
هو عن يمين الذاهب الى المنبر السالك من باب الصعايدة وهو يحتوي على قاعة سفلية وثلاث حجر علوية ويسكنه اهل مكة المشرفة والمدينة المنورة والطائف وغيرهما من بلاد الحجاز وهو من إنشاء المرحوم عبد الرحمن كتخدا.

رواق البرابرة:
هو مجرد خزن ودواليب عن شمال الداخل من باب الشوربة.

رواق دكارنة سليح:
هو مجرد مخزن ودواليب بجوار رواق الشراقوه ونقلت طلبته الى الرواق العباسي.

رواق الشراقوه:
في النهاية البحرية من المقصورة القديمة، وهو من إنشاء إبراهيم بك الوالي بسبب شيخ الاسلام الشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر ويسكنه مجاورو الشراقوة، وقد استعان الشيخ بامرأة عمياء فقيهة تحضر عنده في درسه إلى الست عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير فكلمت زوجها إبراهيم بك المعروف بالوالي بأن يبني له مكانا خاصا بطائفته فأجابه إلى ذلك وبنى الرواق المذكور، وكان المجاورون الشراقوه يسكنون بمدرسة الطيبرسية ورواق معمر فتشاجروا مع أهل الطيبرسية ومنعهم شيخها من الدخول فكان ذلك سببا في بنائه.

رواق الجوهرية:
هو مدرسة من المدارس الملحقة بالأزهر وهي تجاه زاوية العميان وهي صغيرة ليس بها عمد وتشتمل على إيوانين متقابلين وبينهما ممر مفروش بالرخام وبها قبلة صغيرة وعلى دائرها منقوش في الحجر، بسم اللّه الرحمن الرحيم: في بيوت أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه.. الآية، وبأعلاها خلوتان وبها خزن جميلة التركيب، وكان يدرس بها بعض العلماء، وقد أنشأها جوهر القنقبائي، وكان بداخله مدفنه، وبنيت في القرن التاسع.

رواق زاوية العميان:
هو خارج الجوهرية في الجانب الثاني من الحارة بينهما ممر من الحجر يمشي عليه المتوضئون من ميضتيها وهي من إنشاء المرحوم الأمير عثمان كتخدا وهذه الزاوية تحتوي على أربعة أعمدة من الرخام، ولها قبلة وميضأة، وفوقها ثلاث حجر للعميان ولا يسكنها غيرهم، ولهم شيخ منهم ومرتباتهم تصرف عليهم.

رواق الحنابلة:
وهو بجوار زاوية العميان أنشأه المرحوم عثمان كتخدا منشىء زاوية العميان وهو يحتوي على ثلاثة مساكن علوية جددها الأمير راتب باشا وأجزى على أهل هذا الرواق مرتبات عظيمة.

رواق معمر:
هذا الرواق عن يمين الداخل لدورة المياه، للأزهر وهو رواق مشهور لكثرة من ينتمي إليه بسبب أنه لا يخص جهة بخلاف غيره.

رواق الفشنية:
كان بين رواق الحنفية وبين دورة المياه، وقد أزيل ولم يبق به سوى خزن ودواليب لمنافع المجاورين.

رواق الحنفية:
هذا الرواق بين رواق الفشنية والشنوانية وكان بابه إلى الصحن يدخل منه في سرادب ضيق طويل وذلك السرداب أصله من رواق الفشنية أخذ منه بعوض، وقد أزيل ذلك السرداب كما أزيل غيره من الأروقة المجاورة له فإنه لم يوجد بها سوى خزن لأمتعة المجاورين.

أنشأ هذا الرواق الأمير راتب باشا الكبير سنة 1279 وكان موضعه بيوتا مملوكة لأربابها فاشتراها المرحوم عباس الأول وهدمها وأسسها ليبنيها رواقا لأهل بلد الشيخ البيجوري شيخ الأزهر في ذاك الوقت، ثم مات ولم يتمه فمكث زمنا طويلا ثم أكمله راتب باشا المذكور من ماله وجعله رواقا للحنفية وهو متسع وفيه أربعة أعمدة من الرخام وبه دواليب كثيرة لمنافع مجاوريه وبأعلاه ثلاث عشرة حجرة للمتقدمين من مجاوريه، وبه خزانة كتب جامعة لها قيم يغير منها لعموم المجاورين، وكان له باب ينفذ إلى الميضأة وجعل فيه حنفية للوضوء وأوقف راتب باشا على أهله أوقافا عظيمة وجعل النظر عليه لمفتي الديار المصرية من الحنفية، ولما تولى افتاء الديار المصرية الشيخ محمد عبده سنة 1317هـ زاد في مرتبات أهله وشكل لجنة لامتحان من ينتقل من درجة لأخرى وأجرى الامتحان على العموم، وبذلك تقدم من تأخر وتأخر من تقدم وحرم من حرم.

رواق الشنوانية:
هو بالزاوية الشرقية من الصحن بجوار رواق الفيمة، وهو الآن مجرد خزن ودواليب فيها أمتعة المجاورين.

رواق الفيمة:
هو في الزاوية الشرقية المذكورة بجوار رواق البحاروة ولم يبق به سوى خزن لأمتعة المجاورين ونقلت طلبته من قبل بالرواق العباسي.

رواق البحاروه:
هو مخصوص بمجاوري أهل البحيرة لا يشاركهم فيه غيرهم وله شيخ ونقيب ومرتبات ولم يبق به الآن غير خزن لأمتعة المجاورين ونقلت طلبته للرواق العباسي.

حارات الأزهر:
عددها ثلاث عشرة حارة:
حارة البيجيرمية، حارة العفيفي، حارة الزراقنة، حارة البشابشة، حارة السليمانية، حارة الجيزاوية، حارة الدكة والمنبر، حارة الممشى، حارة النفاروة، حارة الزهار، حارة الواطية، حارة الشنوانية، حارة المناصرة، ولكل حارة شيخ ونقيب.


الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الخامس: صور من الأزهر القديم والحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس: الأزهر في عهد الدولة الأيوبيّة
» قراءة في كتب السياسة الشرعية بين القديم والحديث
» الباب الثاني: تاريخ الأزهر الحديث الفصل الأول: القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر
» الباب السـابع: حول الأزهر ورسالته
» الباب الأول: التاريخ القديم "قبل الإسلام"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الأزهــــــر في ألف عام-
انتقل الى: