الدرس الحادي عشر: توجيهه صلى الله عليه وسلم لمن وقع منه الجماع في شهر رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلَكْتُ قَالَ: "وَمَا شَأْنُكَ"، قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: "تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟"، قَالَ: لَا، قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟"، قَالَ: لَا، قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟"، قَالَ: لَا، قَالَ: "اجْلِسْ"، فَجَلَسَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ الضَّخْمُ، قَالَ: "خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ"، قَالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟، فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: "أَطْعِمْهُ عِيَالَكَ") رواه البخاري.
فيا أيها العبد:
1- احذر كل الحذر من انتهاك حرمة نهار رمضان بالوقوع في الجماع لأنه هلاك وهو أعظم المفطرات وأشدها والجماع هو أشد انتهاك للصوم فانتبه لنفسك رحمك الله.
2- إذا جامعت زوجتك في نهار رمضان عمداً بدون عذر فإن عليك كفارة وهي عتق رقبة فإن لم تستطع فإنك يجب عليك صوم شهرين متتابعين فإن لم تستطع الصوم شهرين متتابعين وجب عليك أن تطعم ستين مسكيناً لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر المجامع بذلك وإذا كانت المرأة مطاوعة وبدون عذر فإن عليها أيضاً الكفارة كالرجل.
3- ويجب عليك أيها الرجل والمرأة ممَّنْ حصل منهم الجماع في نهار رمضان بدون عذر أن تتوبا إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم بانتهاك نهار رمضان بالجماع.
4- عليكما أيها الرجل والمرأة الذي جامع في نهار رمضان بدون عذر أن تصوم يوماً مكانه قضاءاً لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال للمجامع: (وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ) رواه ابن ماجه. وعليكما التوبة الى الله.
5- احذر أيها المسلم من الافطار في نهار رمضان بدون عذر لأن ذلك ذنب عظيم (كبيرة من كبائر الذنوب وقد قال البخاري وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَقَتَادَةُ وَحَمَّادٌ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ.
6- انتبه أيها الرجل والمرأة من الجماع في نهار رمضان بدون عذر وكذلك لا يكون الجماع قريباً من طلوع الفجر بحيث يطلع الفجر وأنت تجامع زوجتك لأن بعض العلماء يرى أن النزع من الجماع يعتبر جماعاً وإذا اردت جماع زوجتك فيكفيك الليل ولا تتعرض لما حرم الله عليك في النهار بانتهاك حرمة نهار رمضان (كن يقظاً لهذه المسألة وكذلك أنت أيتها المرأة).