الدرس السادس: توجيهه صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على الصوم
عن عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ قَالَ: (أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة.
فيا أيها العبد:
1- اهتم بالصيام حتى لا تقع في المفطرات فيذهب صومك.
ومن الاهتمام بصيامك:
أ- إذا توضأت فلا تبالغ في المضمضة فيدخل الماء إلى حلقك ولا تبالغ في الاستنشاق فيدخل الماء إلى حلقك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للقيط: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا).
ب- اعلم أنك إذا بالغت في الاستنشاق والمضمضة متعمداً فدخل الماء إلى حلقك فإنك تكون قد أفطرت متعمداً فاتق الله رحمك الله.
ج- إذا كنت متزوجًا جديدًا ودخل عليك رمضان وتخشى على نفسك إذا اقتربت من زوجتك أن يحصل منك إنزال المني بمباشرتها وتقبيلها أو يحصل للزوجة إنزال مني إذا قبلت زوجها أو باشرته فإنه يَحْرُمْ على الزوج وعليها ذلك لأن الإنزال بالمباشرة أو التقبيل يفسد الصوم فكن حذراً أيها الرجل وأيتها المرأة ولا تفسدا صوم بعض أيام رمضان واتقوا الله وليجتنب كل منكما الآخر بالنهار تاركاً شهوته حتى بعد غروب الشمس لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه البخاري.
د- إذا كان التقيبل أو المباشرة لا يُخشى منها إنزال المني ويستطيع الرجل والمرأة أن يمسك نفسه في ذلك فإن المباشرة أو التقبيل تجوز لهما لحديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ) رواه الشيخان.
(المباشرة): ملامسة الزوجة من غير جماع.
(أملككم لإربه): أي أقوى منكم وأضبط لنفسه من الوقوع فيما يتولد عن المباشرة من الإنزال أو ما تجر إليه من الجماع.
(الإرب): الحاجة ويطلق على العضو.