منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الدرس السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الدرس السادس Empty
مُساهمةموضوع: الدرس السادس   الدرس السادس Emptyالسبت 14 ديسمبر 2013, 5:00 pm

الدرس [6]
بسم الله الرحمن الرحيم
( مدرسة الحياة - حقيقة العلم النافع )
أبي إسحاق الحويني
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . 
أما بعــــــد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
فهذا هو الدرس السادس في شرح هذه الخاطرة من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله تعالى- والتي عنونتها بـ ( حقيقة العلم النافع ) ، وكنا انتهينا في المرة الماضية عند التفريق بين العالم والصنايعي ، والصنايعي هو شبيه العالم  تتذكرون في أول حلقة عندما تكلمنا عن حديث أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللهُ عَنْه- مرفوعًا إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ، قلنا: أن أكثر الناس لا يفرقون بيت العالم وشبيه العالم ، هذه ناحية ، والناحية الأخرى هو الفرق بين العالم والصنايعي ، لأن ممكن يكون الناس لا يفرقون بين الزاهد وبين العالم حقًا ، الزاهد ليس صنايعي إنما رجل توجه إلى الله –عز وجل- بقلبه وبكليته هذا لا نستطيع أن ندخله في فئة الصنايعية أصحاب الورش .
فيكون كلام الفضيل بن عياض ( يُغفر للجاهل سبعون ذنبًا في مقابل العالم الذي علم الحق وغيره ،) هؤلاء هم الذين بدلوا كلام الله ، هؤلاء يردون إلى أشد العذاب كما في حديث أسامة وكما في آيات أخرى كثيرة ، ثم ذكر طائفة أخرى من هؤلاء أو ممكن نجعلها نفس الطائفة .
قال: (ورأيت بعض القوم يقول: أنا ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت ، ثم كان يتفسح في أشياء ،) يريد أن يقول: أنه أغتر بعمله فاعتمد على سابق عبادته أو علمه أو بذله أو فتواه ، ما معنى أن يلقي بالمنجل ؟ ، المنجل أنتم تعرفوه الذي نقطع به الزرع ومشتقاته مثل الشرشرة وغير ذلك، فيقول: أنا ألقيت منجلي بين الحصادين الجماعة الذين يحصدوا يجدوا ويجتهدوا في الحصاد ، هو ما الذي فعله ؟ ألقى المنجل والمنجل يعمل أوتوماتك بمفرده هكذا ، فهو كأنما اعتمد على سابقته وظن أنه يُغفر له بسبب ما بذله قديمًا ، واحد مثلًا في بلد ليس فيها سنة تعلم العلم وذهب وعلم الناس وإلى آخره حتى أصبح له شأن كبير ، وتجد البلد ممتلئة من تلامذته ويُذكر بالتبجيل والتوقير والاحترام وإلى آخره .
ثم فتر أو قال: أنا يكفيني ما فعلت البلد كل الطلبة هؤلاء تلامذتي ما من حرف يهتدي به إنسان على يد تلميذ لي إلا وأنا أقاسمه في الأجر ، أنا الذي فتقت لسانه بذكر الله وأنا الذي علمته ، كيف يتكلم ؟ ولم يكن ملتزمًا الذي ألزمته المحجة البيضاء وإلى آخره أي نفسه تمنيه بهذا ، هذا يتفسح في أشياء أي كفاية فعلنا بما فيه الكفاية خلاص نأخذ بالرخص وهى زلات العلماء أخف شيء ، هذا وصل الأمر ببعض المفتين في الأزمنة السابقة أنه كان يخير العوام أن يختار الفتوى التي تلاؤمه  من أقوال العلماء  أنظر المسألة تدنت إلى هذا الحد أيضًا نحن كنا نشن الغارة في المحاضرات السابقة على الصنايعي أو شبيه العالم الذي يختار أضعف الأقوال ويفتي بها ، لا ، نحن لدينا درجات أدنى من هذه وهى أن يعرض الأقوال كلها على العامي ، ويقول له: ما الذي يلاؤمك من هذه الفتاوى ؟ .
يقول له: أنا يلائمني كذا أو كذا ، حتى العامي الجاهل جعله يختار ويستغل إن العالم الفلاني له قول في المسألة أو له قولان في المسألة أو ثلاثة أو أربعة ، مثل أحمد مثلًا ، الإمام أحمد له أكثر من أشهر الأئمة الأربعة في تعداد أقواله يكون له في المسألة قولين وثلاثة وأربعة وأحيانًا خمسة في المسألة الواحدة ، الشافعي مثلًا له قولان: القوم القديم والقول الجديد ، القول القديم لما كان في العراق ، والجديد عندما جاء إلى مصر واستوت ملكته ومذهبه المعتمد هو المذهب الجديد الذي أسسه عندما دخل مصر  إنما في العراق هناك كان الشافعي أحيانًا قد يتبع مثلًا فتاوى بعض علماء العراق أو غير ذلك ثم تبين له بعدما تبحر في الحديث وغير ذلك أن هذا يخالف حديثًا صحيحًا أو إن دلالته ضعيفة في مقابل دلالة أقوى إلى آخره ، فغير بعض كثيرًا من مذهبه القديم واعتمد المذهب الجديد ، فيقول: العلماء هم لهم أقوال والذي قالها عالم واحد فأنت عندما تختار قول للعالم ، القول الثاني الذي اخترته لنفس العالم ، فنقول: فيه إشكالية وهى بقاء الجواب مع ذهاب السؤال والحالة .
القول الأول: أنا لا أدري من الذي سأل الإمام فيه ؟ ، وكيف سأله حتى قال له يجوز ؟ ، ولما قال: لا يجوز لا أدري ما السؤال الذي وجه إلى الإمام عندما قال: لا يجوز ؟ ، ومن الذي سأله ؟ ، الفتوى تتغير إذا رأيت عالمًا له أكثر من فتوى متناقضة فاحملها على تعدد السؤال واختلافه ، واختلاف أحوال السائلين أيضًا ، وهذه مسألة معروفة جدًا لدى العلماء أنني قد أجيز لرجل شيئًا وأحرمه على آخر متلبس بنفس المسألة ، مثل ابن عباس جاء له شاب فسأله عن القبلة في الصيام فلم يجزها له ، فجاء شيخ كبير فسأله عن القبلة في الصيام فأجاز ذلك ، ابن عباس راعى الفرق بين شهوة الشاب وبين شهوة الشيخ ، أي هذا مناط الفتوى في الموضوع ، لما ابن عباس جاءه رجل وقال: يا أبا العباس ألقاتل المؤمن توبة ؟ قال له: لا ، وهذا مشهور عن ابن عباس أن قاتل المؤمن لا توبة له كما في البخاري وغيره ، وقال: ثكلته أمه ، بعد ما يجيء المقتول وقد وضع رأسه على يده يجر القاتل يقول: يا ربي سل هذا فيما قتلني ؟ ، فالمشهور عن ابن عباس أن قاتل المؤمن لا توبة له .
لكن فيه حديث رواه البخاري في الأدب المفرد بسندٍ صحيح أيضًا من حديث عطاء ، قال: جاء رجل إلى ابن عباس وقال: إني خطبت امرأة وأبت أمها أن تنكحني وأنكحتها غيري فغرت فقتلتها ، ألي توبة ؟ ، فقال له: أمك حية ، أي أمك مازالت على قيد الحياة ؟ ،قال: لا ، قال: اذهب فاعمل صالحًا واجتهد ما استطعت ، قال: فلما مضى الرجل سألنا ابن عباس لما سأله عن حياة أمه ، قال: إنني لا أعلم عملًا يقرب من الله مثل بر الوالدة ، هذا واضح من الجواب أن له توبة يقول له: اجتهد .
فيه أيضًا رجل أتي ابن عباس وقال: ألي توبة ؟ رجل جاء قال: إني قتلت رجلًا ألي توبة ؟ ، قال له: لا ، فلما مضى الرجل قال له تلامذته: يا أبا العباس ألم تفتنا قبل ذلك أن لقاتل المؤمن توبة ؟ قال: نعم ، ولكني رأيت في عينيه الشر ،الذي أتي ليسأل عينيه تخرج منها شرار يكون ناوي أن يقتل ، لكن يريد رخصة يريد فتوى ، نعم يجوز له توبة يقول: خلاص نقتله ونتوب ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ (يوسف:9) ، ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ﴾ (الأعراف:169) ، فيه ناس هكذا يقولوا: أفعل الذنب وإن شاء الله سأتوب ، فهذا ابن عباس قال: رأيت في عينيه الشر يكون غير الفتوى أم لا ؟ غير الفتوى لمقتضى الحال ، لكن أنا لو لم أحكي لك هذه الحكاية التي وردت في الخبر ، ألن تقول: إن ابن عباس متناقض ، مرة يقول : ليس له توبة ، ومرة يقول: له توبة ؟ ، أنا لابد أن أعلم كل جواب ما الذي وراءه ، ما هو السؤال ؟ ، وما حال السائل ؟ ، لأن المسألة ممكن تتغير .
 واحد أتى قال لي مثلًا: أنا كنت أسير في الصحراء ووجدت جيفة حمار لا أعلم لماذا حليت في أنفي أكلته ، هذا سؤال ، قلت له: يحرم عليك هذا فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- حرم الميتة ، أتى واحد آخر قال لي: بينما أنا أسير في الصحراء إذ مررت بجيفة حمار وكنت سأموت إن لم أكل فأكلت الحمار ، أنا سأقول له ابتداءً نهيقًا بدل هنيئًا ، نهيقًا على أساس أنه أكل حمار ، وأقول له بالهنا والشفا لا شيء عليك ، أنا الآن حرمت ، قلت: أنت أثم لأن الله حرم الميتة ، وبعد ذلك أتيت لهذا وقلت له: نهيقًا مريئًا أكله ، لو أنت ركنت قصة السائل الأول وقصة السائل الثاني يكون أنا متناقض أما لا ؟ يكون أنا متناقض فالإشكال هنا ، لما كثير من الشباب بكل أسف يكون بعضهم من طلاب العلم يأتي يقول: العالم تناقض في المسألة هذه العالم قال: كذا وقال: ضد كذا والكلام هذا ، لا ، الكلام هذا ممكن يقوله واحد جاهل ، لكن لابد إذا رأيت عالمًا بمعنى العالم تثق أنت به وتعلم دينه وتعلم قدر علمه وجاءت فتويان متناقضتان لابد أن تعلم أن إلصاق الخطأ بالسائل أولى من إلصاقه بالعالم ، لأن العالم يعرف ، كيف يتكلم إذا أرد أن يتكلم ؟ فلابد أن أقدر المسألة هذه فأنا عندما تأتي لي فتوى للإمام أحمد وفتوى أخرى مغايرة وغير ذلك ، ممكن يكون الإمام قال هذا الكلام في أسئلة متغايرة وأحوال السائلين متغايرة أيضًا .
فأنا لا أستطيع أن أتي بأقوال الإمام أحمد وأقول: هذا قول أحمد وهذا قول أحمد ، فما هو عمل علم الأصول ؟ لما أنت يا صنايعي أو الذي تفتي عمومًا تقول لي: الاثنين هؤلاء قول أحمد ، وفي اختلاف العلماء سعة ، وسئل الإمام أحمد عن كتاب اختلاف العلماء قال: قل هو كتاب السعة ، كتاب الرحمة ، فيه ناس لديهم إشكالية في المسألة هذه ، كيف يكون الاختلاف رحمة ؟ وحديث « اختلاف أمتي رحمة » حديث موضوع مكذوب ، « وأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » هذا مكذوب أيضًا ، الذي يحتج به من يقول: كل مجتهد مصيب ، لا ، الإمام أحمد يقصد بالاختلاف أنه سعة على المفتين أن العالم قد يبذل الجهد في طلب الحق ولا يصيبه ، يخطئ ويكون خطأه فيه حل لمشكلة السائل ، فالمفتي يؤجر والسائل فرجت كربته وليس عليه وزر ، لأنه امتثل قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ (النحل:43) وأنا أتكلم الآن عن العالم وليس الصنايعي ، ليس معنى أنه عالم أنه معصوم لا يخطئ ، لا ، يخطئ .
فنحن الآن في افتراض رجل عالم أنت سألته مسألة ، أفرغ الوسع في طلب الحق ولكن لم يصبه ، وكان عدم إصابته فيه حل لمشكلتك أنت ، فالعالم يؤجر برغم أنه أخطأ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، فأخطأ فله أجر واحد » ، برغم أنه أخطأ لكن أصاب أجرًا واحدًا وخطأ العالم هذا أخرجك أنت من الورطة ، لأنه لو كان أجابك الإجابة الصحيحة كان ضيق عليك ، فطالما أنك ذهبت سألت العالم كما أمرت وأفتاك فصارت فتوى العالم حجة عليك ، يكون أنت فعلت الذي عليك والعالم فعل الذي عليه وهو أخذ أجرًا وأنت براءة ، فالإمام أحمد عندما يقصد بكتاب الاختلاف كتاب السعة هذا المعنى فقط لا أن قولين متضادين جميعًا يكونان حقًا ، أبدًا ما خطر هذا ببال عالم من العلماء المحققين .
الإمام مالك نفسه عندما سئل عن القول وضده أيكونان حقًا ؟ ، قال: قولان متضادان جميعًا كيف يكونان حقًا ؟ واحد يقول لك: حرام والثاني يقول: حلال لابد أن يكون في واحد مخطئ ، إذا اجتمع الشيء وضده في حكم تأثم إذا فعلت وتؤجر إذا فعلت نفس الفعل بنفس الهيئة بنفس الكيفية وغير ذلك هذا لا تصح ، والأستاذ أبو إسحاق الإسرائيني ، ولقب الأستاذ هذا لم يكن يلقب به إلا من جمع ثمانية عشر علمًا ، ولذلك لما تقرأ تراجم العلماء قل من تجده وصف بالأستاذ منهم أبو إسحاق الإسرائيني كان يلقب بالأستاذ ، الأستاذ أبو إسحاق الإسرائيني  قال: ( قول من يقول: الحق يتعدد قول أوله سفسطة وأخره زندقة ،) لأن لو كان الحق يتعدد ، ذهب الحق يصل الإنسان في أخر المطاف إلى أن يتزندق أنه يأخذ ما يعجبه من الدين ويدع ما لا يعجبه ، سيصل به في النهاية إلى هذا ، فالإمام أحمد عندما يقول: قل كتاب السعة ولا تقول كتاب الاختلاف المقصود به المعنى الذي شرحته آنفًا .
مهمة العالم إذا وقع اختلاف في أقوال عالم: 
أن يرجح أحد القولين بالدليل إذا كانت القصة محجوبة عنه ، أنا ذكرت لكم: الجواب وراءه سؤال وسائل وأحوال وقصص وغير ذلك ، أنا أمامي قول مجرد قول مجرد لا أعرف قصته ولا أعرف أي شيء عن السائل حتى ، في هذه الحالة لابد أن تعمل علم الأصول أصول الفقه وتنظر في الأدلة وتسلط بعضها على بعض ، تسلط الخاص على العام ، والمقيد على المطلق ، والمُبين على المجمل ، والمؤول على الظاهر وغير ذلك كما هو معروف ، تسلط الأدلة بعضها على بعض وتخرج في النهاية بالجواب تقول: هذا القول أولى لكذا وكذا وَكذا ، فالتدني عندما يصل إلى درجة أن بعض المفتين يقول للعامي: تخير من أقوال العلماء ما يوائمك يكون جعل العامي مجتهدًا ، مع أن العلماء يقولون: العامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد ، أي هو مجتهد في حالة واحدة فقط أن يختار من يقلده .
أنت ستقول لي: أنت أوقعتنا في إشكال هو جاهل ولما يختار ممكن يختار خطأ أيضًا ، مثل الرجل الذي وردت قصته في حديثٍ ضعيف مرفوع إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكنه كما قلت ضعيف « مثل الذي يسمع الكلمة فيأخذ بشرها كمثل رجل أتي راعي غنم ، قال: يا راعي الغنم أعطني شاه ناوية » ، يريد شاه سمينة وكلها لحمة ، فلما راعي الغنم وجده طماع ومهما يقول له خذ هذه يقول له: لا عظمها ظاهر ، خذ هذه ، لا ، هذه قرونها لا تعجبني لا هذه كذا سيجعله يدور في حقل الماشية ، فهو قرأ طمعه في وجهه ، فقال له: أدخل حقل الماشية واختار ما تريد ، فدخل فأخذ بأذن كلب الغنم، هذا لما وكله إلى اختياره ، ماذا فعل ؟ أخطأ وأخذ الكلب ، فالعامي لما أنت تقول لي: إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد ، أنا ممكن أقول له: اختار من تقلد فأيضًا يأخذ الله أعلم ماذا سيأخذ بالضبط ؟ أقول لك: هناك ضابط كلي لمعرفة العالم .
الضابط الكلي لمعرفة العالم هو:
(من اشتهرت في الناس أمانته ولم يجرحه أحد من أهل العلم الكبار ) هذا إجمالًا مكن أقول لو العامي اختاره لا أؤثمه ، لكن لو هو العامي من الداخل اختار رجلًا متساهلًا وهو يعلم أن هذا الرجل كما كان يقول شيخنا المطيعي- رحمة الله عليه -: ( مفتي الرخص ومكتسح العزائم) عندما يكون في واحد معين في ذلك الزمان لا يعجبه لا يحبه ، لأنه لم يكن شيء لديه تقريبًا حرام إلا ما حرمه الله -عَزَّ وَجَلَّ-  ورسوله بالنص القاطع ، أما أي حرام فيه اختلاف يكون حلال حلال حلال  كان يقول عنه مفتي الرخص ومكتسح العزائم ، لو العامي بينه وبين نفسه وضع هذا الأصل وبدأ يبحث عن المفتي تبعًا له هو الذي يأثم ، مثل الذي يذهب مثلًا بعض العوام الذي كان يذهب إلى لجنة الفتوى ، طلق زوجته في الحيض وجاء واحد سأل واحد مثلي قال له: طلاق في الحيض يقع قال له: قولان فيذهب إلى لجنة الفتوى وقد علم إن فيه اختلاف بين العلماء في الطلاق في الحيض ، الجمهور يقول: يقع مع الإثم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وطائفة من العلماء قليلة يقولون: لا يقع .
علم أن الطلاق في الحيض على قول ابن تيمية لا يقع ، إذًا في المسألة قولان فيذهب على باب لجنة الفتوى ويسأل: أي شيخ منهم لا يقع طلاق الحيض هذه حدثت وحدثت أكثر من مرة ، المرأة هى التي طلبت الطلاق مع إن العادة إن الرجل عندما يريد أن يطلق المرأة تمسك فيه وتقول له: اعمل معروف وأخر مرة وغير ذلك ، ليس المرأة هى التي تسعى إلى الطلاق ، لا ، لكن المرأة رأت الرجل يلعب في السؤال فهى ما أحب ما عليها أحد ثقة يفتيها أنها مازالت زوجة ، فالزوجة تأتي تحكي لي ، تقول: أنه أول عالم سأله قال له: يا بني الطلاق في الحيض يقع ، الأولاد وغير ذلك ، فبكل أسف العالم هذا قال له: رأيت الشيخ الذي هناك هذا اذهب إليه يقول: لا يقع ، أنت الذي تدله وتقوله له: اذهب لكي لا يقع ، ما هذه ؟ ، هذه مسألة متعلق بها فروج ومتعلق بها أنساب ومتعلق بها مال ميراث وترث أو لا يرث لو مات الرجل ترث أو لا يرث وغير ذلك ، صرف الميراث إلى غير مستحقيه وأولاد ليسوا أولاده وغير ذلك أي فيها جنايات أخرى .
فيقول له: اذهب للرجل هذا لأنه يقول ، يقول لك: ضعها في رقبة عالم واخرج سالم ، لا ، لا يخرج سالم منها إذا كان وطن في نفسه أن يختار المفتي الذي يفتيه على هواه .
فنرجع إلى قول ابن الجوزي وهو يتكلم عن الرجل الذي علم أناس كثيرين وقال: إن كل تلميذ من تلاميذي يهتدي على يديه إنسان فأنا قسيم له في الأجر لأن أنا الذي علمته ، وبعد ذلك ينهي الشغل وينهي العمل اتكالًا على هذا ، وأنه ألقى منجله بين الحصادين ونام والمنجل يعمل في حال نومه ، يريد أن يقول: أنا وإن كنت نائمًا حقيقة لكن أنا لي تلميذ من تلاميذي الآن يعطي درسًا ، فالذي يهتدي على يد تلميذي هذا هو منجلي يعمل ، أي أنا ممكن أكون أنا الآن أعطيك محاضرة وبعض تلاميذي في بلاد كثيرة أخرى يقول الآن محاضرة ، أليس كذلك ؟ فهو يعتبر نام كف عن العمل ومنجله وهو تلامذته والجماعة هؤلاء لازالوا يعملون فهو سيأخذ الأجر منهم .
حتى ابن الجوزي صرح بهذا تصريحًا ولكن بعد فترة قال: ورأيت بعض من تعبد مدة ثم فتر فبلغني أنه قال: (عبدته عبادة ما عبده بها أحد والآن قد ضعفت ، فقلت: ما أخوفني أن تكون كلمته هذه سببًا في رد الكل) ، هذا مثله هكذا ، عبدت الله عبادة ما عبده بها أحد ، كيف يقول واحد هذا الكلام إذا كان يعرف قدر الله حقيقة ؟ ، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  كما في صحيح مسلم من حديث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- قالت: كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى جنبي فتحسسته فلم أجده ، فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه ،فالبيوت لم يكن فيها مصابيح آنذاك فنزلت من على السرير مسرعة لكي تفتح الباب ، قالت: فوقعت يدي على قدميه منصوبتان وهو ساجد ، يقول: « أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، أعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك » ، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنك لفي شأن وأنا في شأن آخر ، الشاهد « لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك » ، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أوتي جوامع الكلم فلا أفصح منه قط أبدًا .
لا يأتي واحد يقول لي : الفصاحة هى التقعر ، لا ، الفصاحة هى متانة العبارة مع بيان الكلام ، الذي نحن نقول عليه: السهل الممتنع ، أنت عندما تقرأ القرآن تجده سهل مثل الماء ، ما الذي أغرى الذين أرادوا أن يكتبوا قرآنًا ؟ مثل مسيلمة الكذاب ، وسجاح، ما الذي أغراهم ؟ وجدوا القرآن سهل ، أنا ممكن أقول: ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ (الرحمن:26) ، ما الإشكال الذي فيها ؟ فأغراهم أنهم يكتبوا قرآنًا ففضحوا أنفسهم ، هذا قرآن سهل حتى تقوم الحجة به على كل مخلوقٍ على علمه أو انخفض بجهله ، القرآن حجة على كل مخلوق مع تباين علم الناس ، ليس من الضروري أن يكون فصيح أي لابد أن يكون معقد ، مكر مفر مقبل مدبر معًا كجلمود صخر حطه السيل من علي ، هل هذه الفصاحة ؟ لا ، ليست هذه الفصاحة لأن أنت لا تفهم ولا كلمة .
إذًا ما هى وظيفة الكلام وأنت لا تفهم ولا كلمة ؟ وظيفة الكلام الإعراب والبيان ، سبك العبارة ولكن واضحة ، من يستطيع أن يأتي بالكلام هذا ؟ ، مسيلمة الكذاب جلس يفكر يريد أن يكتب قرآن فكتب من ضمن آياته الشيطانية ، ضفدع يا ضفدعين ، نصفكِ في الماء ونصفكِ في الطين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشًا قوم يعتدون ، صدق الشيطان الرجيم ، عندما تحب أن تكتب قرآن تفضح نفسك الفضيحة الكبيرة هذه ، فالفصاحة كلام مسبوك ومعنى ظاهر ، كلام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذي هو أفضل من تكلم كلامًا فصيحًا ، أنظر حتى الكلام يقول: « لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك » ، لما يكون أفصح من نطق بالضاد لا يستطيع أن يثني على الله بما هو أهله ، يكون المفروض كل فصيح يغسل يده ويسلم باليأس الكامل .
لكن ميزة أن تتبع كلام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه أحب إلى الله من كلام غيره حتى وإن كان كلام غيره مُعجبًا مُطربًا ، أنت أحيانًا تسمع بعض الناس يدعي تستغرب من الفصاحة وجمال دعاءه ، مثل العلماء الفضيل بن عياض والحسن البصري والجماعة هؤلاء تقرأ تستغرب من دعاءهم ، كيف أتوا به ؟ ، لا ، دعاء النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضل أن تلتزم صيغته حتى وإن أعجبك دعاء غيره ، لماذا ؟ لأنه ما كان يتكلم بكلمة إلا وهى محبوبة إلى الله لكن غير النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنا لا أعلم الكلام الذي قاله هذا محبوب إلى الله أم لا ؟ ، لكن أنا متأكد مائة بالمائة أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم ينطق بكلام إلا ويحبه الله ، ولذلك أنطقه الله -عَزَّ وَجَلَّ- به ، يكون أنا هكذا في الأمان ، لأجل هذا بعض الناس يأتوا يقولوا: نحن عندنا نأخذ من أدعية العلماء ، وهل يجوز أو لا يجوز ؟ أقول لك: يجوز من جهة الجواز يجوز ، ودليل ذلك أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال للمرء وهو ساجد: « ثم ليتخير من الدعاء أعجبه » أعجبه إلى نفسه ، عجبك دعاء لعالم من العلماء دعيت به وغير ذلك لا يوجد إطلاقًا أي مشكلة  لكن الذي يريد أن يدخل في الأمان يلتزم ألفاظ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الدعاء.
ثانيًا: لم يترك النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حاجة من حاجات الدنيا والآخرة ولا الآخرة إلا دعا بها ، فما الذي تريده ؟ ممكن يكون خرج من دعائه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودعا به غيره ولم يأتي في دعاءه هذا ، دعاء واحد فقط أتى على الدعاء كله دعاء واحد فقط أتى على كل ما دعا به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، ولن أقول لك:على ما أتى به غيره أيضًا ، لا ، اللهم إني أسألك من كل خير سألك منه نبيك -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وأستعيذ بك من كل شر استعاذك به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، هل الدعاء هذا ترك شيء ؟ ، هو قال: كل من ألفاظ العموم فما من دعاء بخير إلا دخل تحت هذا الدعاء وما من دعاء بنفي شر إلا أتى عليه ، واحد يقول لي: ما رأيك إن أنا التزم بالدعاء هذا فقط وأترك باقي الأدعية ، طالما المسألة هكذا وأن هذا الدعاء أتى على كل أدعية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في طلب الخير ودفع الشر ؟ .
أقول لك: إن النفس لا تستريح بالمجملات ، النفس لا تستريح إلا بالمفُصلات التي تقع على حاجتها ، واحد قُبض عليه ، يريد دعاء يخلصه من الورطة الحالية التي هو فيها فلا يكفيه المجمل لا يشفي نفسه ، ولذلك دعا النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعاءً كثيرًا جدًا لمعرفته بهذه الصفة عند الإنسان ، ولذلك حتى أتفرع من هنا يقول لك: العلماء يقولوا: الدليل الذي ظهرت علة تحريمه أو تحليله أوقع في النفوس من الدليل الذي أمرت به ولا تعلم له علة ، لما أقول لك مثلًا: البيت الذي بنيته هذا أريدك أن تذهب تهدمه  وأنا كلامي فرض لازم تهدمه يعني تهدمه لا تستطيع أن تخالفني ، أنا بنيته جديدًا ، قل لي لماذا لكي يستريح قلبي ؟ ، إما أن أنا أقول له: أفعل ما تؤمر فيحزن ويغضب ، بناه جديد وجميل لا يوجد فيه مشكلة لكن لابد أن ينفذ ، عندما أقول له: أن القطعة التي بنيت عليها هذه كل سنة يأتي فيها زلزال والزلزال هذا غير مأمون ، أي يأتي في أوقات أنت لا تعلم متى يأتي ؟ ، فأنت نائم ممكن الدنيا تقع عليك ، يقول لك: جزاك الله خيرًا انك قلت لي لم أكن أعلم ، سيهدمه وهو سعيد أم لا ؟ سيهدمه وهو سعيد ، ما الفرق بين الاثنين ؟ ، إن في الأول لما قلت له: افعل ما تؤمر لم أذكر له علة للحكم ، في المرة الثانية ذكرت له علة فاستراح قلبه .
أيهما أفضل الأول أم الثاني ؟ قلت له: اهدم البيت ، لماذا ، ولأجل ماذا ؟ ، قلت له: أفعل ما تؤمر قال لي: حاضر ، الثاني: اهدم البيت ، لماذا أقنعني لكي يستريح قلبي ؟ ، قلت له: لأنه يأتي زلزال كل كذا وكذا وَكذا ، أيهما أفضل ؟ أنا أتكلم عن الذي تلقى الأمر وليس الذي أمر ، أنا لا أتكلم عني أنا الذي قلت له أهدم البيت ، أتكلم عن محل الأمر الأول ، طبعًا الأول بلا شك ، لماذا ؟ ، المبادرة إلى تنفيذ الأمر هذه مسألة عالية جدًا التي يسميها العلماء العبادات لا معقولة المعني ، لا معقولة المعنى أي لم يتضح لي معنى الأمر فيها أو معنى النهي ، فلم أتوقف عن الفعل أو لم أفعل الفعل بناء على اقتناعي ، أقول لك: أقنعني الأول أنفذ ، لا ، فالذي يفعل إذا وثق بجهة الآمر إذا وثق بها وامتثل هذا أفضل بلا شك .
عمر بن الخطاب والحديث أنتم تعلمونه جميعًا عندما قبل الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ، لماذا تقبله ؟ ، لم يجد علة إلا المتابعة فقط ، وهذه اسمها تنفذ الأمر وأنت ساكت هذه المتابعة ، ما معنى المتابعة ؟ تسير وراءه ذهب يمين وراءه شمال وراءه ، نزل تحت الأرض وراءه ، صعد السماء وراءه المتابعة هى هكذا ، عمر بن الخطاب مع أنه محدث وأنه ملهم كما أتى في حديث النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا أنه لم يجد علة إلا المتابعة ، مع إن لو أنت أحببت أنت تأتي بعلة عقلية أقول لك: لا تقبله ، لماذا ؟ ، لأن العرب كانوا حديثي عهدٍ بوثنية ، كانوا يعبدوا الأحجار فواحد يقول: ما الذي يضمني إن ممكن واحد يحن لحجر كان يعبده فمن باب سد الذرائع لا يعظم حجر في الإسلام ، سد الذريعة ، الذريعة: هي الطريق أغلق عليه الباب مبكرًا ، لأن أنا لو تركته يسير وقرب من المحرم ممكن يرتكبه ، لا ، أنا أريد أن أغلق له الباب المحرم مثلًا عند الجدار هذا أنا سأغلقه له من هنا ، فلن يستطيع أن يصل للمحرم طالما أغلقت له ، هذا هو سد الذريعة ، أن تغلق عليه كل باب يمكن أن يوصله إلى الحرام .
أليس معقولًا إذا حللناها هكذا أنه لا أحد يقبل الحجر الأسود ، لأن العرب حديثي عهد جاهلية وممكن واحد منهم يرجع مرة أخرى ويقول: ما عُظم الحجر وما قبل إلا لأنه إله مثلًا ، أو ابن إله ، أو هو جزء من الإله أي شيء ممكن واحد يخرج فيها وغير ذلك ، ولكن عمر بن الخطاب قال هكذا ، أنت لما تطوف حول البيت ، لماذا الرَّمَل ؟ الرَّمل أنك وأنت تطوف تتنطط بشجاعة وغير ذلك ، الرَّمَل هذا النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما شرعه لأصحابه عندما دخل المدينة وبعد ذلك أصابتهم الحمى قال: كلهم أصبحوا مرضى نهجم عليهم ، فلما ذهبوا لكي يطوفوا بالبيت قال: « اظهروا قوة » ، لا تسير وأنت تطوف وأنت تفعل هكذا فتطمع عدوك فيك ، أنا أريدك أن تتحرك بقوة وأنت تطوف تقول: نحن هنا ، فكانوا في الرمل يقفزون ، فالمشركون قالوا: ما فعلت فيهم الحمى شيئًا أقوياء .
كذلك لم يعد حمى ولا غير ذلك ، لماذا  تتحرك بهذه القوة ؟ ، أقول لك: لا يوجد غير الإتباع المتابعة برغم أن العلة انتهت ، وأنت تسعى ما بين العمودين الأخضرين تهرول ، لماذا أنت تهرول ؟ لأن هاجر –عليها السلام-  كانت إذا وصلت إلى بطن الوادي وهى تبحث عن مياه كانت تسعى سعي الإنسان المجهود ، الإنسان المجهود ممكن يجري مثل الخيل ؟، لأن هاجر كانت كما في الحديث تسعى سعي الإنسان المجهود ، ما معنى المجهود ؟ لا يستطيع أن يسير فيجري على قد جهده ، خلاص لا عاد بطن وادي ولا ظهره هذا مصنوعة من الرخام وتكييف مركزي وشيء جميل ، لماذا تجري ، لماذا تسعى سعي الإنسان المجهود ؟ متابعة ، «  إنما جعل الطواف بالبيت ورمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله » كلام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
عندما تذهب ترمي الجمار ، لماذا ترمي الجمار ، هل إبليس هناك ؟متابعة ، هذه كلها وأشباهها تقع تحت ما يقول فيه العلماء: إنه ( لا معقول المعنى )، لا معقول المعنى لا يوجد علة ظاهره منه لكن افعل .
إذًا الذي قلت له: أهدم البيت ، فقال: حبًا وكرامة دون أن يمتعط أعلى من الذي مط شفتاه وذهب وهدمه ، حتى الأول يتمايزون ما بين الذي يبادر إلى تنفيذ الأمر ولا يسأل لماذا ، وما بين الذي يمط شفتاه ويكون غاضب أنه سيهدم البيت الذي بناه وغير ذلك أيضًا يفترقون حتى في المقام الواحد ، يكون هذا الكلام على مسألة التفريق ما بين معقول المعنى ولا معقول المعني الذي أنا شردت به لكي أوضح الكلمة التي سأرجع إليها إن شاء الله في الدرس القادم .
 أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
انتهى الدرس السادس أختكم أم محمد الظن.


الدرس السادس 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس السادس
» الدرس الثامن
» الدرس السادس من مدرسة الحياة
» الدرس الرابع
» الدرس التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1432 هجرية-
انتقل الى: