أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الجزء الثامن: النبي -صلى الله عليه وسلم- داعياً ومعلماً الأحد 14 أبريل 2013, 10:20 pm | |
| الجزء الثامن النبي -صلى الله عليه وسلم- داعياً ومعلماً
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فضلاً عن هموم الرسالة والنبوة داعياً إلي الله ومعلماً لكل مسلماً حقيقة الإسلام وسماحته وعظمة تعاليمه وسمو روحانياته..
وكان ا دائماً حريصاً علي تعاليم الناس وتفقيهم في دينهم ...
وكان هو نفسه -صلى الله عليه وسلم- يعمل بما يقول وكان خلقه القرآن...
ولذلك جعله الله تعالي لنا أسوة حسنة لمن أراد رضاه وطمع في جنته.. كما قال تعالي: (قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)الأحزاب.
وها هي نبذه يسيرة من تعاليمه وروحانياته -صلى الله عليه وسلم- للناس أجمعين.
** من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- بر الوالدين:
الوالدين هما أقرب الناي إليك, وأنت أقرب الناس إليهما...
والوالدين لهما فضل كثير عليك عندما كنت صغيراً لا حول لك ولا قوة..
قد لا تتذكر ذلك فانظر إلي الطفل الرضيع, وكيف يشقي الوالدين من أجل سلامته وصحته؟.
ثم تأمله عندما يكبر قليلً وكيف يسارع الوالدين لتلبية احتياجاته من الطعام والشراب والعمل علي راحته وسعادته..
ولذلك فرض الله تعالي علي كل ابن وابنة برهما وطاعتهما في المعروف..
قال تعالي: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {24} } (الإسراء 32 - 24).
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يوصينا في تعاليمه ودعوته بما يأمرنا به الله تعالي..
-وهاهو رجل جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستأذنه في الجهاد فقال: "أحيٌ والداك؟"، قال: نعم.. قال: "ففيهما فجاهد".
وأمره بالرجوع وقدم برهما علي الجهاد في سبيل الله تعالي أن لم يكن لهما غيره..
-وقال -صلى الله عليه وسلم- (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد).
وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنذر من عقوقهما وجعل ذلك من الكبائر العظيمة..
** من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- المحافظة علي الصلوات جماعة:
المحافظة علي الصلوات أمر حث النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنها الصلة بين العبد وربه، فمن تركها أوتكاسل عنها فقد قطع الصلة التي تربطه بالله تعالي فيحل عليه سخطه وغضبه..
ويقع تحت الوعيد الشديد في قوله تعالى: {ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} (الماعون: 1-2) وويل وادي في جهنم تستعيذ منه النار لشدة حره والعياذ بالله رب العالمين.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حان وقت الصلاة يقول لمؤذنه بلال -رضى الله عنه- (أرحنا يا بلال بالصلاة).
وحذر من التهاون فيها أو التكاسل عنها لأن في المحافظة عليها خيري الدنيا والآخرة.
فقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومَنْ لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبي خلف).
** من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- الحث علي العلم والتعلم:
ذلك لأن العلم ينفع مع قليل من العمل، والجهل لا ينفع مع كثير من العمل.
فالعلم نور يهدي العاصي إلي الطريق القويم، طريق الحق والرشاد, ويجعله يدرك الحق من الباطل والسنة من البدعة وغير ذلك.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله ويقول: "اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً تنفعني به".
والله تعالي أمرنا أن نتعلم فقال جل شأنه: " {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {114}} (طه: 114).
وأيضاً: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282}} (البقرة: 282).
وفي السنة أحاديث كثيرة منها مارواه أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه- قال: "فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَنْ سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم يستغفر له مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
فعلينا تعلم العلوم التي تنفعنا في ديننا ودنيانا والله المستعان.
**احفظ الله يحفظك:
من وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبن عباس وهو غلام هذه الوصية..
ولندع بن عباس يخبرنا بها كما سمعها من النبي -صلى الله عليه وسلم-..
قال -رضي لله عنهما- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
ما أعظمها من وصية جامعة, فحفظك لحقوق الله عليك من صلاة وصوم وغير ذلك، يجعل الله يحفظك في دنياك من كل سوء كان.
-أجعل لسانك رطبا بذكر الله تعالي:
يعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كثرة الذكر من تهليل وتكبير وتسبيح وتحميد, وغير ذلك.. لماذا؟
لأن ذكر الله تعالي فيه حياة للقلب وطمأنينة وهو القائل -عز وجل-: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)- الرعد.
وأوصانا بكثرة لذكر فقال تعالي: "وَاذكُروا الله كَثِيراً لَعَلَّكم تُفْلِحونَ" (الجمعة: 10).
ومن ثَمَّ لا عجب أن يعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ويأمرنا في كثير من الأحاديث أن نذكر الله ومن أمثلة ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
- وقوله: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
- وقوله: مَنْ قال سبحان الله وبحمده، في يومٍ مائة مرةٍ، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر.
- وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يومٍ ألف حسنةٍ! فسأله سائلٌ من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنةٍ؟ قال: يُسبح مائة تسبيحةٍ، فيكتب له ألف حسنةٍ، أو يحط عنه ألف خطيئةٍ.
وعشرات من الأحاديث تحث علي الذكر علمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته, وقد أفلح مَنْ عمل بها.
- من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- التعاون علي البر والتقوى:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
وهذه وصية من تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته للناس التي توافق كتاب الله تعالي القائل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) المائدة.
- من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- الأكثار من الصدقات وأعمال البر:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل سُلامي من الناس عليه صدقةٌ كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ"
وهذه وصية عظيمة من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم-، فقد جعل لنا من الصدقات التي يقبلها الله كثيرة ويسر لنا أمرها، فالصدقة لا تكون بالمال فقط كم يظن البعض، بل بكل ما يقدر عليه الناس.
فالعدل في الحكم بين الناس, ومساعدة المحتاجين, والكلمة الطيبة التي تسعد أخيك،
وكل خطوة لك وأنت ذاهب للصلاة إلي بيت الله تعالي, وغير ذلك من أنواع البر والخير إن أخلصت فيها النية لله تعالي فهي صدقات مقبولة عند الله تعالي ولله الحمد والمنة.
** من تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- تحريم الكذب:
والكذب آفة عمت بها البلوى، ويندر أن تجد إنساناً صادقاً مائة في المائة إلا من رحم ربك...
والكذب ليس له ألوان كما تسمع ممن يقول: هذه كذبة بيضاء وتلك سوداء..
لا.. الكذب حرمه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إلا ما رخص فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في ثلاث أحوال..
- الكذب في الحرب لأن الحرب خدعة..
- الكذب في الإصلاح بين المتخاصمين لان القطيعة منكر أكبر..
- كذب الرجل علي زوجته لإصلاح شأنها..
وفي غير هذه الرخص لضرورتها لا يجوز الكذب ويحرم..
ولقد حث الله علي الصدق فقال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصية عظيمة: (إن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة, وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار, وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).
الصدق إذاً ينفع يوم القيامة وينجي صاحبه من النار.
فماذا لو كنت أنت من أهل الكذب, ماذا تقول لله رب العالمين.
ما هي حجتك؟ وما هو عذرك؟ وكيف يكون جوابك؟!
إذاً عليك العمل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن تكون صادقاً مع الله, ومع نفسك, ومع الناس.
والالتزام بالدين وتعاليمه السامية حتي يرضي الله تعالى عنك.
** من تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- حفظ اللسان:
واللسان من أخطر الجوارح في الإنسان..
لأنه قد يؤدي بصاحبه إلي النار أو الجنة..
ولذلك أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- بحفظه وقال: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا رْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".
وهو يوافق تحذير لله لن في قوله تعالي: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18/ ق}.
وجميع جوارح الإنسان تستغيث باللسان أن يكف عن الكلام فيما لا يعنيه حتى لا تسقم بالأمراض.
لأن آفات اللسان كثيرة منها:
-الغيبة والنميمة لأن فيهما الوقيعة بين الناس.
-والكذب وقد وضحناه خطورته أنفاً.
- والحلف بغير الله لأنه شرك أصغر.
-والسب والشتم لأنه يؤدي للكراهية والحقد والعنف بين الناس.
وغير ذلك من الآفات التي تسقم القلب فلا يستقيم علي أمر الله تعالي..
*ولذلك من فقه المرء أن يكون كلامه ذكراً ونظره عبراً وصمته فكراً...
-وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
- من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- الشكر للنعمة والصبر عند البلية:
من تعاليمه -صلى الله عليه وسلم- التي حث الناس عليها شكر الله علي النعم التي لا تحصي.
والصبر والرضا علي البلاء مهما عظم...
وفي ذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "عجباً لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
لكن لماذا علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك؟
لأن الدنيا التي نحيا فيها دار امتحان وبلاء لنا، فأن نجحنا فيها بالصبر والشكر علي كل ما يصيبنا فيها.
وعدنا الله بدار أخري يوم القيامة وبعد الموت لا امتحان فيها ولا بلاء, وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر..
لكن.. أن فشلنا في العمل بهذه الوصية العظيمة قد يسلب الله منا النعم التي أعطانا إياها لجحودنا لفضله وكرمه..
ولقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل الشكر والصبر بقصة لثلاثة من بني إسرائيل ابتلاهم الله بالأمراض.
ولندع الصحابي الجليل أبي هريرة يخبرنا بها كما سمعها من النبي -صلى الله عليه وسلم-..
"إن ثلاثةً في بني إسرائيلَ . أبرصَ وأقرعَ وأعمَى . فأراد اللهُ أن يبتلِيَهم . فبعث إليهم ملَكًا . فأتَى الأبرصَ فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : لونٌ حسنٌ وجلدٌ حسنٌ ويذهبُ عني الذي قد قذرني الناسُ . قال فمسحه فذهب عنه قذرُه . وأُعطِيَ لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الإبلُ ( أو قال البقرُ . شك إسحاقُ ) - إلا أن الأبرصَ أو الأقرعَ قال أحدُهما : الإبلُ . وقال الآخرُ البقرُ - قال فأُعطِيَ ناقةً عشراءَ . فقال : بارك اللهُ لك فيها . قال فأتَى الأقرعَ فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : شعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قذرني الناسُ . قال فمسحه فذهب عنه . وأُعطِيَ شعرًا حسنًا . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : البقرُ . فأُعطِيَ بقرةً حاملًا . فقال : بارك اللهُ لك فيها . قال فأتَى الأعمَى فقال : أيُّ شيءٍ أحبُّ إليك ؟ قال : أن يردَّ اللهُ إليَّ بصرِي فأبصرُ به الناسَ . قال فمسحه فردَّ اللهُ إليه بصرَه . قال : فأيُّ المالِ أحبُّ إليك ؟ قال : الغنمُ . فأُعطِيَ شاةً والدًا . فأُنتج هذانِ وولَّد هذا . قال : فكان لهذا وادٍ من الإبلِ . ولهذا وادٍ من البقرِ . ولهذا وادٍ من الغنمِ . قال ثم إنه أتَى الأبرصَ في صورتِه وهيئتِه فقال : رجلٌ مسكينٌ . قد انقطعت بِيَ الحبالُ في سفري . فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك . أسألُك ، بالذي أعطاك اللونَ الحسنَ والجلدَ الحسنَ والمالَ ، بعيرًا أتبلغُ عليه في سفرِي . فقال : الحقوقُ كثيرةٌ . فقال له : كأنِّي أعرفُك . ألم تكنْ أبرصَ يقذرُك الناسُ ؟ فقيرًا فأعطاك اللهُ ؟ فقال : إنما وَرِثت هذا المالَ كابرًا عن كابرٍ . فقال : إن كنت كاذبًا ، فصيَّرك اللهُ إلى ما كنتَ . قال وأتَى الأقرعَ في صورتِه فقال له مثل ما قال لهذا . وردَّ عليه مثل ما ردَّ على هذا . فقال : إن كنت كاذبًا فصيَّرك اللهُ إلى ما كنت . قال وأتَى الأعمَى في صورتِه وهيئتِه فقال : رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيلٍ . انقطعت بي الحبالُ في سفري . فلا بلاغَ لي اليومَ إلا باللهِ ثم بك . أسألُك ، بالذي ردَّ عليك بصرَك ، شاةً أتبلغُ بها في سفري . فقال : قد كنتُ أعمَى فردَّ اللهُ إلي بصري . فخذْ ما شئت . ودعْ ما شئت . فواللهِ ! لا أجهدُك اليومَ شيئًا أخذته للهِ . فقال : أمسكْ مالَك . فإنما ابتليتم . فقد رضِيَ عنك وسخِطَ على صاحبَيك.
*وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- داعياً لله ومعلماً للناس وما ذكرناه هنا أمثلة فقط تبين لنا بوضوح حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته وتعليمه للناس مدة 23 عاماً من بداية بعثته -صلى الله عليه وسلم- إلي وفاته..
وياليتنا نعمل بهذه الوصايا النبوية الكريمة, وينبغي علينا أن نبحث عنها ونعمل بها...
فهي دليل محبتنا لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا ينتهي الجزء الثامن ونلتقي في الجزء التاسع من السيرة ونتحدث عن صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخُلقية والخَلقية إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين.
|
|