منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-   الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- Emptyالأربعاء 06 مارس 2013, 7:10 am


الجزء الثالث

بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-


نزل جبريل –عليه السلام-علي النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء..

وبدأ فجر جديد للبشرية..

فجر يضيء لها الطريق الحق إلي الله تعالي..

ولندع أم المؤمنين عائشة تروي لنا قصة الوحي من بدايتها..


**وحي السماء:

قالت عائشة –أم المؤمنين رضي لله عنه- وهي تروي لنا اللحظات الحاسمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الغار عندما نزل جبريل –عليه السلام- قالت: "أول ما بُدىءَ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح..

ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيَتَحَنَّث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ قال‏:‏ (‏ما أنا بقارئ‏)‏، قال‏:‏ (‏فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ...

قـال‏:‏ فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏ ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏}‏‏ [‏العلق‏:‏1‏:‏ 3‏]‏‏)‏...

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال‏:‏ (‏زَمِّلُونى زملونى‏)‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ (‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر، (‏لقد خشيت على نفسي‏)‏...

فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَّل، وتكسب المعدوم، وتُقرى الضيف، وتُعين على نوائب الحق...

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـوكان امرأ تنصر في الجاهلية-، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي...

فقالت له خديجة‏:‏ يابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة‏:‏ يابن أخي، ماذا ترى‏؟‏

فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر ما رأي، فقال له ورقة‏:‏ هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعا، ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك...

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ (‏أو مخرجيّ هم‏؟‏‏)‏ قال‏: ‏نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودِىَ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا وهنا كانت سعادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا توصف..

فقد عرف الحق وأدرك الآن من يستحق أن يعبد في الأرض..

ولم يخف النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قاله "ورقة بن نوفل" بأنه سوف يتعرض للأذى والطرد من مكة إن أخبر قومه بما حدث له في الغار...

وأن الله تعالي اختاره ليكون نبيهم ورسولهم..

ولكن فرحته لم تستمر كثيراً, فقد أنقطع الوحي فجأة..

وأصابه هذا بحزن شديد..


**انقطاع وفتور الوحي:

أثار القلق في نفسه انقطاع وفتور الوحي حزن النبي -صلى الله عليه وسلم-..

واستمر انقطاعه قرابة الأربعين يوماً..

واشتد الألم النفسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم-, وكلما زاد حزنه تَبَدَّى له جبريل عليه السلام..

فيقول له: يا محمد، إنك رسول الله حقا "فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه...

واستمر علي هذه الحالة فترة...

وذات يوماً بينما هو يمشي إذ سمع صوتاً من السماء.. فنظر ورأي جبريل –عليه السلام- جالساً علي كرسي بين السماء والأرض..

فأثار ذلك رعبه وخوفه -صلى الله عليه وسلم- وعاد إلي أهله يقول: دثروني، دثروني -أي غطوني- فأنزل الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} –المدثر.

ثم تتابع الوحي ولم ينقطع بعد ذلك حتي توفاه الله تعالي.


**أقسام الوحى:

الوحي الذي كان ينزل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- كان علي مراتب مختلفة..

قال ابن القيم، وهو يذكر تلك المراتب‏:‏

إحداها‏:‏ الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه -صلى الله عليه وسلم-‏.‏

الثانية‏:‏ ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ (‏إن روح القدس نفث في روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته‏)‏‏.‏

الثالثة‏:‏ إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتمثل له الملك رجلًا فيخاطبه حتى يَعِىَ عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانًا‏.‏

الرابعة‏:‏ أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده عليه، فيلتبس به الملك، حتى أن جبينه ليتَفَصَّد عرقًا في اليوم الشديد البرد...

وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاء الوحى مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضها‏.‏

الخامسة‏:‏ إنه يرى الملك في صورته التي خلقه الله عليها، فيوحى إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجم‏.‏

السادسة‏:‏ ما أوحاه الله إليه، وهو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها‏.‏

السابعة‏:‏ كلام الله له منه إليه بلا واسطة، كما كلَّم الله موسى بن عمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعًا بنص القرآن‏.‏

وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإسراء‏.‏


**النبي -صلى الله عليه وسلم- والدعوة السرية:

بعد تتابع الوحي بمراتبه المختلفة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو من استطاع لعبادة الله ونبذ الأصنام التي لا تنفع ولا تضر...

وكان ذلك في سرية تامة دون الجهر بها ولمدة ثلاث سنوات كاملة..

وكان من الطبيعى أن يعرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام أولًا علي اقرب الناس إليه من أهل بيته زوجته خديجة -رضي الله عنها- التي كانت أول النساء إسلاماً, ومولاه زيد بن حارثة وهو أول الموالي إسلاماً...

وابن عمه علي بن أبي طالب, وكان أول الصبيان إسلاماً, فقد كان صبيًا يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وصديقه الحميم أبو بكر الصديق وكان أول الرجال إسلاماً...

‏وعن طريق أبي بكر أسلم السابقون الأولون، عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح ثم تتابع إسلام الكثير...

مثل أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومى، وامرأته أم سلمة...

والأرقم بن أبي الأرقم المخزومى الذي اتخذت داره لتكون مقراً للدعوة السرية للدين الجديد...

وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله، وعبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف...

وسعيد بن زيد العدوى، وامرأته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب، وخباب بن الأرت التميمى، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيْس, وغيرهم...

ومن السابقين الأولين إلى الإسلام من غير قريش‏:‏ عبد الله بن مسعود الهذلي، ومسعود بن ربيعة القاري، وعبد الله بن جحش الأسدي وأخوه أبو أحمد بن جحش، وبلال بن رباح الحبشي، وصُهَيْب بن سِنان الرومي، وعمار بن ياسر العنسي، وأبوه ياسر، وأمه سمية، وعامر بن فُهيرة... وغيرهم.

وممن سبق إلى الإسلام من النساء غير من تقدم ذكرهن‏:‏ أم أيمن, بركة الحبشية، وأم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما‏ وغيرهم...

وهؤلاء هم السابقون الأولون –رضي لله عنهم ورضوا عنه-.


**جهر الصحابة بالدعوة:

مرت ثلاثة أعوام، والدعوة لم تزل مقصورة على الأفراد، ولم يجهر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المجامع والنوادي...

وحدث أمران فرح لهما العدد القليل من المسلمين وزادت من قوتهم وهما إسلام حمزة بن عبد لمطلب وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما- وقصة إسلام كل واحد منهما تستحق أن نذكرها هنا.


**إسلام حمزة بن عبد المطلب:

وسبب إسلامه‏:‏

أن أبا جهل مر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا وهو عند الصفا في طريقه إلي البيت فآذاه ونال منه، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساكت لا يرد عليه…

ثم تعمد أبو جهل ضربه بالحجر في رأسه فَشَجَّهُ حتى نزف منه الدم…

ثم انصرف بعد أن ارتكب جريمته المنكرة إلى حيث يجتمع سادات قريش عند الكعبة، فجلس معهم..

ورأت ذلك مولاة لعبد الله بن جُدْعَان في مسكن لها على الصفا.

ولما رأت عمه "حمزة بن عبد المطلب" مقبلاً أخبرته بما رأت من أبي جهل..

فغضب حمزة ـوكان أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمةـ وأخذ يبحث عن أبي جهل وهو عازم علي النيل منه, فلما دخل المسجد قام على رأسه وضربه ضربة شديدة فشجه، وقال له‏:‏ تشتم ابن أخي وأنا على دينه؟‏

فثار رجال من بني مخزوم ـحى أبي جهل وثار بنو هاشم حي حمزةـ فقال أبو جهل‏:‏ دعوا أبا عمارة، فإني سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا.

وهكذا كان إسلام حمزة حمية, ثم شرح الله صدره فاستمسك بالعروة الوثقى، واعتز به المسلمون اعتزازًا‏ كبيرًاً.‏


**إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه‏.‏

وعن ابن عمر-رض الله عنهما قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏:‏ بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‏)‏ فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه‏.‏

ودعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي السبب الأساسي في إسلام عمر, ولقد كان رضي الله عنه معروفًا بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقى المسلمون منه ألوان الأذى..

ولكن بعد إسلامه تغير الحال إلي النقيض تماماً..


**موقف المسلمين بعد إسلام عمر:

كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة وشخصية فذة يقدره المشركين والمسلمين، ولذلك أثار إسلامه ضجة بين المشركين وأحنقهم وأغضبهم إنه أسلم بعد حمزة الذي لا يقل عن عمر قوة ومنزلة عندهم..

وزاد دخولهما وغيرهما ممن هم ذو جاه وشرف عندهم في هذا الدين الجديد بالذل والهوان...

في نفس الوقت الذي زاد المسلمين عزة وشرفًا وقوة بكل ما في هذه الكلمات من معاني, ولندرك المقصود بهذا المعني جيداً لنتأمل هذه المواقف للصحابة الكرام عن عمر وإسلامه: -عن ابن عباس قال‏:‏ سألت عمر بن الخطاب‏:‏ لأي شيء سميت الفاروق‏؟‏ قال‏:‏ أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه‏.‏

وقال في آخره‏:‏ قلت ـ أي حين أسلمت‏: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم‏)‏، قال‏:‏ قلت‏:‏ ففيم الاختفاء‏؟‏...

والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجنا في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد...

قال‏:‏ فنظرت إلىّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏الفاروق‏)‏ يومئذ‏.‏

- وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول‏:‏ ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم
عمر‏.‏

- وقال أيضاً‏:‏ ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر‏.‏


**الجهر بالقرآن وبالشهادة أمام المشركين:

بإسلام حمزة ثم عمر –رضي الله عنها- زادت قوة المسلمين واشتد أذي المشركين بعد أن استشعروا خطر هذا الدين الجديد ,علي الرغم أن الدعوة ما زالت تتم في سرية وليست علانية أمام المشركين فلم يكن أحداً يجاهر بإسلامه إلا من له ظهر يحميه وإلا تعرض للأذى والضرب والسخرية والاستهزاء..

وقد كان هناك من تأخذه العزة والغيرة علي الدين فيجاهر بالشهادة أو قراءة القرآن, ولكنها حالات فردية تتم هنا وهناك ومن ذلك:

-ما فعله ابن مسعود رضي لله عنه الذي أسلم قبل دخول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (دار الأرقم, ويقال كان سادساً في الإسلام وهاجر إلي الحبشة الهجرتين, وشهد بدراً والمشاهد كلها وكان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وكان خفيف اللحم قصيراً –رضي الله عنه وأرضاه-..

وكان أول مَن جهر بالقرآن في الكعبة بعد رسول لله -صلى الله عليه وسلم- علي الرغم ضآلة جسمه وضعف بنيانه وعدم وجود من يرد عنه الأذي إن تعرض له المشركين من عشيرة أو أهل، كل ذلك لم يثنه عن الجهر بالقرآن لأن إيمانه بالله تعالي جعله لا يخاف فيه لومة لائم..


ولذلك فهي قصة جديرة بسردها هنا لبيان ما نقصده من كلامنا السابق:

أجتمع بعض الصحابة يوماً في الكعبة وقالوا: ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط، فمن رجل يسمعهموه؟

فقال ابن مسعود: أنا..

فقالوا: إنا نخشى عليك، وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه، فأبى ثم قام عند المقام فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن. علم القرآن" [الرحمن:2]

ثم تمادى رافعاً بها صوته وقريش في أنديتها، فتأملوا وقالوا: ما يقول ابن أم عبد؟

قالوا: هو يقول الذي يزعم محمدٌ أنه أنزل عليه، ثم ضربوه حتى أثروا في وجهه).

- ومن ذلك ما فعله أبو ذر-رضي الله عنه-:

فقد أسلم بمكة قديماً ,وكان قبل إسلامه من قبيلة تسمي غفار تقطع الطرق علي القوافل لتسرقهم فلما أسلم دعاهم للإسلام فأسلموا جميعا..

وقد أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكتم أمر إسلامه ويرجع إلى بلده حتي تقوي شوكة المسلمين ويظهره الله ثم ليأتي إليه...

فقال –رضي الله عنه-: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه.. فماذا حدث؟


لندعه يروى لنا قصته -رضى الله عنه-:

قال: يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلاً من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عنه.

قال: فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس..

وكما رأينا كلها محاولات فردية من الصحابة, ولكن لم يأمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالجهر بالقرآن والدعوة إلي التوحيد حتي هذه اللحظة..

وهنا ينتهي هذا الجزء وفي الجزء الرابع نبين جهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة وموقف المشركين منها...

والحمد لله رب العالمين...

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

يتبع إن شاء الله...


الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الثقـافـــة الإسلاميــة للأطفــال :: السيرة النبوية المطهرة-
انتقل الى: