منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Empty
مُساهمةموضوع: الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم-   الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Emptyالسبت 23 مارس 2013, 9:52 pm

الجزء السابع

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Images?q=tbn:ANd9GcS4UqD2EdK14P2v3BzSAw1ebabwtNkeIOSP6uguag4jwS2AjfmQHQ

غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم-

ذكرنا في الجزء السابق أن كفار قريش كانت تتربص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لقتله بأي وسيلة...

وأمام هذه الظروف الخطيرة ومحاولات مشرك قريش المستمرة النيل من الرسول -صلى الله عليه وسلم-..

و تهديد كيان المسلمين بالمدينة وأذية المستضعفين في مكة...

أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 39‏]‏‏.‏

وكان الإذن مقتصراً على قتال كفار قريش دون غيرهم..

ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، وجاوز قريشاً إلى غيرهم...

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Images?q=tbn:ANd9GcTfnotQdA48caPEmHiHmOtpW9N5jQUNSt9E2zFgbdy3uNQdodsiTw

وفرض الله تعالي عليهم قتال من قاتلهم: فقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} الآية (2).

ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة فقال: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} - الآية (3).

ولذلك كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعثات متتالية استكشافية لاعتراض قوافل قريش وتجارتها...

حتي يعلموا إن للمسلمين قوة وقادرين في الدفاع عن أنفسهم..

وتمتنع عن التفكير في قتال المسلمين في عقر دارهم، وعن الصد عن سبيل الله...

وحتى يصير المسلمون أحراراً في إبلاغ رسالة الله في ربوع الجزيرة‏ كلها.‏


ومن هذه السرايا والغزوات:


1- سرية سيف البحر:


أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترضون عيراً لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجني ـوكان حليفاً للفريقين جميعاًـ بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا‏.‏

وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Images?q=tbn:ANd9GcT-Y3OtIx2KZmcuRSXUuduAG8Ocb07iIawK8bzHY7kFg9xJ5STP

2-سرية رابغ‏:‏

أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذه السرية عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين رجلاً من المهاجرين، فلقى أبا سفيان -وهو في مائتين- على بطن رابغ، وقد ترامي الفريقان بالنبل، ولم يقع قتال‏.‏


3- سرية الخرار:

بعث لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص في عشرين رجلا يعترضون عيراً لقريش، وعهد إليه إلا يجاوز الخرار، فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار، ويسيرون بالليل، حتى بلغوا الخرار صبيحة خمس، فوجدوا العير قد مرت بالأمس‏.‏

كان لواء سعد رضى الله عنه أبيض، وحمله المقداد بن عمرو‏.‏


4- غزوة بواط‏:‏

وفيها خرج فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مائتين من أصحابه، يعترض عيراً لقريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش، وألفان وخمسمئة بعير، فبلغ بواطاً من ناحية رضوى ولم يلق كيدا‏ً.‏

واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سعد بن معاذ، واللواء كان أبيض، وحامله سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه‏.‏


5-غزوة سفوان:

وسببه "كرز بن جابر الفهري" الذي أغار في قوات خفيفة من المشركين على مراعي المدينة، ونهب بعض المواشي فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سبعين رجلاً من أصحابه لمطاردته، حتى بلغ وادياً يقال له‏:‏ سفوان من ناحية بدر، ولكنه لم يدرك كرزاً وأصحابه، فرجع من دون حرب، وهذه الغزوة تسمى بغزوة بدر الأولى‏.‏

واستخلف في هذه الغزوة على المدينة زيد بن حارثة، وكان اللواء أبيض، وحامله علي بن أبي طالب‏.‏


6- غزوة ذي العشيرة‏:‏

وفيها خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة, ويقال‏:‏ في مائتين، من المهاجرين...

يعترضون عيراً لقريش، ذاهبة إلى الشام وفيها أموال لقريش فبلغ ذا العشيرة، فوجد العير قد فاتته بأيام، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام، فصارت سبباً لغزوة بدر الكبرى‏.‏

واستخلف على المدينة في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكان اللواء أبيض، وحامله حمزة بن عبد المطب رضي الله عنه‏.‏


8- سرية نخلة‏:‏

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش و كتب له كتاباً، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه‏.‏


فسار عبد الله ثم قرأ الكتاب بعد يومين، فإذا فيه‏:‏

‏‏(‏إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصد بها عير قريش وتعلم لنا من أخبارهم‏)‏‏.‏..

فقال‏:‏ سمعاً وطاعة، وأخبر أصحابه بذلك، وأنه لا يستكرههم، فمن أحب الشهادة فلينهض، ومن كره الموت فليرجع، وأما أنا فناهض، فنهضوا كلهم...

غير أنه لما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه، فتخلفا في طلبه‏.‏

وسار عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً وتجارة، وفيها عمرو بن الحضرمي، وعثمان ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة، والحكم ابن كيسان مولى بني المغيرة‏.‏

فتشاور المسلمون وقالوا‏:‏ نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم اجتمعوا على اللقاء، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم وأفلت نوفل، ثم قدموا بالعير والأسيرين إلى المدينة...

وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام، وأول أسيرين في الإسلام‏.‏

وأنكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما فعلوه، وقال‏:‏ ‏‏(‏ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام‏)‏ وتوقف عن التصرف في العير والأسيرين‏.‏

ووجد المشركون فيما حدث فرصة لاتهام المسلمين بأنهم قد أحلوا ما حرَّم الله، وكثر في ذلك القيل والقال…

حتى نزل الوحي حاسماً هذه الأقاويل وأن ما عليه المشركون أكبر وأعظم مما ارتكبه المسلمون فقال تعالي:‏ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 217‏]‏‏.‏

فقد صرح هذا الوحي بأن الضجة التي افتعلها المشركون لإثارة الريبة في سيرة المقاتلين المسلمين لا مساغ لها...

فإن الحرمات المقدسة قد انتهكت كلها في محاربة الإسلام، واضطهاد أهله، ألم يكن المسلمون مقيمين بالبلد الحرام حين تقرر سلب أموالهم وقتل نبيهم‏ -صلى الله عليه وسلم-؟‏ فما الذي أعاد لهذه الحرمات قداستها فجأة، فأصبح انتهاكها معرة وشناعة‏؟‏

وبعد ذلك أطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سراح الأسيرين، وأدى دية المقتول إلى أوليائه (1)‏.‏

وكل هذه السرايا والغزوات لم يراق فيها دماء إلا ما وقع في سرية عبد الله بن جحش..

وهنا أدرك المشركون خطورة المسلمين عليهم..

وعلي تجارتهم إلي الشام ولذلك صمم صناديدهم وكبراؤهم علي محاربة المسلمين وأبادتهم قبل أن يزيد عددهم وخطورتهم..

وتوقع النبي -صلى الله عليه وسلم- رد الفعل العنيف الذي قد يقوم به لمشركين فأستعد لذلك جيداً..

وأنزل الله آيات بينات تبيح للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين محاربتهم والدفاع عن أنفسهم بكل السبل...

فقال تعالي‏:‏ ‏{‏وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏190‏/‏ 193‏]‏‏.

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- Pic_6009

** غزوة بدر الكبري:

وسببها ما ذكرناه سلفً في غزوة ذي العشيرة أن عيراً لقريش أفلتت من النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذهابها من مكة إلى الشام...

وعندما قرب رجوعها من الشام إلى مكة علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك.

وكانت فرصة عظيمة للمسلمين لينالوا من كفار قريش ويستولوا علي غنائمهم..

لذلك أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً‏:‏ ‏‏(‏هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها‏)‏‏.‏

ولم يعزم على أحد بالخروج، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة...

لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعلم أنه سيصطدم بجيش مكة -بدل العير- هذا الاصطدام العنيف في بدر؛ ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة...

وربما كان هذه من حكمة وتدبير لله تعالي...


واستعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً, ولم يكن معهم إلا فرس أو فرسان‏:‏ فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي...

وكان معهم سبعون بعيراً يعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلي ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيراً واحد‏اً.‏

واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم...

ودفع لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير، وكان هذا اللواء أبيض‏.‏

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- ShowPic

وقسم جيشه إلى كتيبتين‏:‏

1- كتيبة المهاجرين‏:‏ وأعطى رايتها علي بن أبي طالب، ويقال لها‏:‏ العقاب‏.‏

2- وكتبية الأنصار‏:‏ وأعطى رايتها سعد بن معاذ‏.‏ -وكانت الرايتان سوداوين-.

وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو -وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش- كما سبق أن ذكرنا..

وظلت القيادة العامة في يده -صلى الله عليه وسلم- كقائد أعلى للجيش‏...‏

وعلم كفار قريش بهذا الهجوم قبل وقوعه عندما أرسل المسئول عن العير وهو" أبا سفيان" رسول لهم أسمه "ضمضم" طالباً الغوث وسرعة نجدته ليمنعوه من محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه...

وعلي الفور قام أهل مكة يتجهزون لنجدته ومحاربة المسلمين..

ولم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب…

وكان قوام هذا الجيش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل، وكان معه مائة فرس وستمائة دِرْع، وإبل كثيرة لا يعرف عددها بالضبط...

وكان قائدهم العام أبا جهل ابن هشام…

وتحركوا بسرعة فائقة نحو الشمال في اتجاه بدر…

وفي طريقهم تلقوا رسالة جديدة من أبي سفيان يقول لهم فيها‏:‏ إنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا‏.‏

وبعد أن علم جيش مكة بهروب العير بقيادة أبي سفيان دون خسائر هَمّ بالرجوع، ولكن قائد الجيش وطاغية قريش أبو جهل قال في كبرياء وغطرسة:‏ "والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا، فننحر الجَزُور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القِيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يـزالون يهابوننا أبدًا"‏.

ولكن البعض رجع إلي مكة ولم يوافقه الرأي بعد ن نجا العير من محمد وأصحابه...

وظل الباقي وقوامه ألف مقاتل يقصد بدرًا‏...


**النبي -صلى الله عليه وسلم- يستشير أصحابه:

عندما فر أبو سفيان بالعير, وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بخروج جيش المشركين وعددهم الهائل بقيادة أبو جهل أدرك خطورة الأمر علي لفور...

ولذلك عقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلسًا عسكريًا استشاريًا أشار فيه إلى الوضع الراهن، وتبادل فيه الرأي مع عامة جيشه وقادته‏...

‏ فقـام أبو بكر الصديق فقال وأحسن،ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن،ثم قام المقداد بن عمرو فقال‏:‏ يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك،والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى‏:‏ ‏{‏فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ‏}‏ ‏[المائدة‏:‏ 24]‏، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له به‏.‏

وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار؛ لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم...

فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة‏:‏ ‏‏(‏أشيروا علىّ أيها الناس‏)‏ يريد بذلك الأنصار، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ‏.‏

فقال‏:‏ والله، ولكأنك تريدنا يا رسول الله‏؟‏

قال‏:‏ ‏‏(‏أجل‏)‏‏.‏

قال‏:‏ فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدَّق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فسِرْ بنا على بركة الله‏.‏

فَسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد...

ثم قال‏:‏ ‏‏(‏سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكإني الآن أنظر إلى مصارع القوم‏)‏‏.‏


** في قلب المعركة:

أنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرًا واحدًا، فكان على المشركين وابلًا شديدًا منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلا طهرهم به، وأذهب عنهم رجس الشيطان...

ثم عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه‏.‏

ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده‏:‏ ‏‏(‏هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله‏)‏‏..

ولما أصبح الصباح وتراءى الجمعان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏‏(‏اللهم هذه قريش قد أقبلت بخُيَلائها وفَخْرها تُحَادُّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحْنِهُم ‏[‏الغداة‏]‏‏)‏...

وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين...

وكان أول وقود المعركة مبارزة بين الأسود بن عبد الأسد المخزومى من المشركين , و حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- من المسلمين...

وانتهت بقتل المشرك وانتصار حمزة.

ثم خرج بعده ثلاثة من خيرة فرسان قريش كانوا من عائلة واحدة، وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة...

وبارزهم ثلاثة هم: (عبيدة بن الحارث، حمزة بن عبد المطلب، وعلى بن أبي طالب) وقتلوا المشركين جميعاً..

وكانت نهاية هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة للمشركين فأشتد حنقهم وغيظهم..‏.‏

ثم ألتحم الجميع في قتال ضاري...

الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- ___online


** النبي يدعو الله لنصر المسلمين:

دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان وناشد ربه ما وعده من النصر، فقال‏:‏ ‏‏(‏اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك‏)‏...

ولما أشتد القتال، وبلغت المعركة قمتها، قال‏:‏ ‏‏(‏اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا‏)‏‏...

‏وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال‏:‏ حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك‏.‏

واستجاب الله لدعاء النبى وأنزل ملائكته لنصر المسلمين..

فقال تعالي: ‏{‏إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الأنفال..

وبدأت بشائر النصر...

وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب وقتل أبو جهل وكثيراً من صناديد قريش المشركين..

وأنتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارا ساحقاً..

وتلقت مكة أنباء الهزيمة الساحقة في ميدان بدر...

وقد أثر ذلك فيهم أثرًا سيئًا جدًا، حتى منعوا النياحة على القتلى؛ لئلا يشمت بهم المسلمون‏.‏

وعمت المدينة بالنصر البهجـة والسـرور، واهتزت أرجاء المدينة تهليلًا وتكبيرًا لله تعالي...

ولكن لم تكن غزوة بدر هي الأخيرة..

بل كانت البداية لنشر دين الله تعالي, فتتابعت الغزوات بعدها حتي بلغت سبعاً وعشرين غزاة..

حتي تم في النهاية تطهيرالكعبة من الأصنام ودخول الناس في دين البله أفواجا...

وهنا ينتهي الجزء السابع ونشرع في الجزء الثامن في الحديث عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كمعلماً وداعياً للناس...

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الأمين وعلي آله وصحبه جمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر سلسلة غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمؤلف طبع مكتبه أولاد الشيخ.


الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم- 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الجزء السابع: غزوات وسرايا النبي -صلى الله عليه وسلم-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء التاسع: صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- وشمائله
» الجزء الثاني: النبي -صلى الله عليه وسلم- في شبابه
» الجزء الثالث: بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-
» الجزء الثاني عشر: وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-
» الجزء الثامن: النبي -صلى الله عليه وسلم- داعياً ومعلماً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الثقـافـــة الإسلاميــة للأطفــال :: السيرة النبوية المطهرة-
انتقل الى: