أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الباب السادس: أبواب فضل العقيق وأودية المدينة الإثنين 02 أكتوبر 2023, 6:37 pm | |
| الباب السادس: أبواب فضل العقيق وأودية المدينة (1) باب العقيـق وادٍ مبـارك. (2) باب ذكر بـئر رومة، وهى فى العقيـق، وقول النَّبىَّ صلّى الله عليه وسلَّم ((من اشترى بـئر رومة، فله مثـلها فى الجنَّة)). (3) باب ذكر وادى وسيل مهـزور. (4) باب ذكر بطحــان. (5) باب ذكر آبـار المدينة.
أبواب فضل العقيق وأودية وآبار المدينة باب العقيق وادٍ مبارك (85) عن عمر قال: سمعت النبي صــلَّى الله عليه وسلَّم بوادي العقيـق يقول: ((أتاني الليلة آتٍ من ربِّي، فقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة)). وفى رواية ((وقل عمرة وحجة)).
(86) عن ابن عمر أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رُؤى، وهو فى معرَّسه بذى الحليفة فى بطن الوادى، فقيل له: ((إنك ببطحاء مباركة)). (بيــان) قال العلامة ابن منظور فى ((لسان العرب)) (10/255): ((وفـي بلاد العرب مواضع كثـيرة تسمى العَقِـيقَ. قال أَبو منصور: ويقال لِكُلِّ ما شَقَّه ماء السيل فـي الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِـيـق، والـجمع أَعِقَّةُ وعَقَائِقَ، وفـي بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةٍ، وهي أَودية شقتها السيـول: فمنها عَقِـيقُ عارضِ اليمامةِ، وهو وادٍ واسع مـما يلـي العَرَمة، تتدفق فـيه شِعابُ العارضِ، وفـيه عيون عذبة الـماء، ومنها عَقِـيقٌ بناحية المدينة فـيه عيون ونخيل. وفي الحديث ((أَيُّـكم يحبُ أَن يَغْدُوَ إِلـى بُطْحَانِ العَقِـيقِ؟)). ---------------------------------------- (85) صحيح. أخرجه الحميدى (19)، وأحمد (1/24)، وعبد بن حميد(16)، ويعقوب بن شيبة ((مسند عمر بن الخطاب)) (1/81)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (428،429)، والبخارى (1/267و2/48و4/267. سندى)، وأبو داود (1800)، وابن ماجه (2976)، والبزار (1/312/201،202)، وابن خزيمة (2617)، وابن حبان (3790)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (2/146)، والبيهقى ((الكـبرى)) (5/13،14)، وابن حزم ((حـجة الوداع)) (470،471،472)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (2/129/1248)، وابن حجر ((تغليق التعليق)) (5/325) من طرق عن يحيى بن أبى كثير حدثنى عكرمة أنه سمع ابن عباس عن عمر به. (86) صحيح. أخرجه أحمد (2/90،136)، والبخارى (1/267و2/48و4/267. سندى)، ومسلم (9/114،115. نووى)، والنسائى ((الكبرى)) (2/330/3640) و((المجتبى)) (5/126)، وأبو يعلى (9/350/5460)، وابـن خزيمة (6913)، والطبرانى ((الكبير)) (12/299/13172)، وأبو نعيم ((المستخرج على الصحيح)) (4/19/3135،3136)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/245) من طرق عن موسى ابن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه به. قال ابن الأَثـير: هو وادٍ من أَودية الـمدينة مسيـل للـماء، وهو الذي ورد ذكره فـي الـحديث ((أَنَّه وادٍ مبارك))، ومنها عَقِـيـقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه فـي غَوْرَي تِهَامَةَ، وهو الذي ذكره الشافعي، فقال: ولو أَهَلُّوا من العَقِـيـقِ كان أَحَبَّ إِليّ. وفـي الـحديث ((أَن رسول الله وَقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِـيقِ))، قال أَبو منصور: أَراد العَقِيـقَ الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ، قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتيـن، وهو الذي ذكره الشافعي فـي الـمناسك، ومنها عَقِيـق القَنَانِ تـجري إِلـيه مياه قُلَلِ نـجد وجِباله؛ وأَما قول الفرزدق: قِفِـي ودِّعِينَا، يا هُنَيْدُ فإِنَّنـي أَرى الحَيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليمانيا فإِن بعضهم قال: أَراد شاموا البرق من ناحية الـيمن)) اهـ. وقال أبو عبيد البكرى ((معجم ما استعجم)) (3/953): ((وإنما سُمِّي عقيـق المدينة، لأنه عقَّ في الحرَّة، وهما عقيقان: الأكبر والأصغر، فالأصغر فيه بئــر رومة التي اشتراها عثمان رحمه اللَّه، والأكبر فيه بئر عروة التي قالت فيها الشعراء. روى نافع عن ابن عمر: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقصر الصلاة بالعقيق))، وروى سالم عن أبيه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قيـل له، وهو بالعقيـق: إنك ببطحاء مباركة))، وروى عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال سمعت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول بوادي العقيق: ((أتـاني آتٍ من ربي، وقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل حجة في عمرة)) أخرجه البخارى وغيره. وكان النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد أقطع بلال ابن الحارث العقيـق، فلما كان عمر قال له: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يقطعك العقيق لتحجره، فأقـطع عمر الناس العقيـق. وإنَّما أقـطع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بلالاً العقيـق، وهو من المدينة، وأهل المدينة أسلموا راغبيـن في الإسلام غير مكرهين، ومن أسلم على شيء فهو له، لأن أبا صالح روى عـن ابن عباس: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لما قدم المدينة، جعلوا له كل أرضٍ لا يبلغها الماء، يصنع فيها ما شاء))، قال ذلك أبو عبيد. قال: وقال بعض أهل العلم: إنما أقطع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بلالا العقيق، لأنَّه من أرض مزينة ولم يـكن لأهل المدينة، وهذا نحو ما قاله عمارة. وحدَّث عبد الله بن القاسم الجعفي قال: قلت لجعفر بن محمد: إنِّي أنـزل العقيـق وهي كثيرة الحيات، قال: فإذا رجعت من المدينة فاستقبلت الوادي فأذن فإنَّك لا ترى منها شيئاً إن شاء اللَّه، ففعلت، فما رأيتُ منها شيئاً. والدوداء: على وزن فعلاء -ساكنة العيـن- بدالين مهملتيـن؛ مسيل يُدفع في العقيق. وتناضب: شعبة من بعض أثناء الدوداء. والطريق إلى مكة من المدينة على العقيق، من المدينة إلى ذي الحليفة ستة أميال، وقيل سبعة، وهو الميقات للناس، وهنالك منزل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وارداً وصادراً)) اهـ. وفي ((عقيـق المدينة)) يقول الشاعر: إنِّي مررتُ على العقيـقِ وأهلِه يشكون من مطر الربيع نزورا ما ضركم إن كان جعفرُ جارَكم أن لا يكـون عقيـقُكم ممطورا وفى ((معجم البلدان)) (4/140): ((وقال سعيد بن سليمان المساحقي، يتـشوق عقيـق المدينة وهو في بغداد، ويذكر غلاماً له اسمه زاهر، وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبته، فقال: أرى زاهراً لما رآني مُسْهَدا وأن ليس لي من أهلِ بغدادَ زائرُ أقـام يُعاطيني الحديـثَ وإنـَّ ـنا لمختلفان يوم تُبلى السرائرُ يحـدِّثني مما يُجَـمِّعُ عقلُه أحاديثَ منها مستقيمٌ وجــائرُ وما كنتُ أخشى أن أراني راضيا يُعلِّلني بعـد الأحبـَّةِ زاهـرُ وبعد المصلَّى والعقيـقِ وأهلِه وبعد البلاط حيث يحلو التزاورُ إذا أعشبـت قريانه وتزيَّـنت عِـراضٌ بها نبتٌ أنيـقٌ وزاهرُ وغنَّى بها الذبانُ تغزو نباتها كما واقعت أيدي القيانِ المزاهـرُ وقد أكثر الشعراء من ذكر العقيق، وذكروه مطلقاً، ويصعب تمييز كل ما قيل في العقيق، فنذكر مما قيل فيه مطلقاً. قال أعرابي: أيا نخلتي بطن العقيق؛ أمانعي جنى النخل والتين انتظاري جناكما لقد خفت أن لا تنفعاني بطائـلٍ وأن تمنعاني مجتـنى ما سواكما لو أن أمير المؤمنين على الغنى يُحَـدَّثُ عـن ظليكما لاصطفاكما وتزوجت أعرابية ممن يسكن عقيق المدينة، وحملت إلى نجدٍ، فقالت: إذا الريح من نحو العقيق تنسَّمتْ تجدَّد لي شوقٌ يضاعفُ من وجدي إذا رحلوا بي نحو نجـدٍ وأهـله فحسبي من الدنيا رجوعي إلى نجدي)) اهـ. ---------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: أبواب فضل العقيق وأودية المدينة الإثنين 02 أكتوبر 2023, 6:38 pm | |
| باب ذكر بئر رومة، وهى فى العقيق وقول النَّبىِّ ((من اشترى بئر رومة، فله مثلها فى الجنَّة)) (87) عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ((لما حُصر عثمان، أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم بالله؛ هل تعلمون أن حراء حين أنتفض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((أثبت حراء، فليس عليك إلا نبيٌّ أو صديقٌ أو شهيدٌ))، قالوا: نعم، قال: أذكركم بالله؛ هل تعلمون أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال في جيش العسرة: ((من ينفق نفقة متقبلة)) والناس مجهدون معسرون، فجهزت ذلك الجيش، قالوا: نعم، ثم قال: أذكركم بالله؛ هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحدٌ إلا بثمنٍ، فابتعتها، فجعلتها للغني والفقيـر وابن السبيل، قالوا: اللهم نعم، وأشياء عدَّدها)).
(88) عن الأحنف بن قيس: قال قدمنا المدينة، فجاء عثمان، فقيل: هذا عثمان، وعليه مُلاءة له صفراء، قد قنع بها رأسه، قال: ها هنا عليٌّ! قالوا: نعم، قال: ها هنا طلحة! ---------------------------------------- (87) صحيح. أخرجه البخارى (2/133. سندى)، والترمذى (3699)، وابن حبان (6877)، والطبرانى ((الأوسط)) (2/39/1170)، والدارقطنى (4/199/10،11،12)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/167)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (1/485:482/360:358) من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبد الرحمن السلمى به. قـلت: هكذا رواه شعبة، وزيد بن أبى أنيسة، وعبد الكبير بن دينار جميعاً عن أبى إسحاق بهذا الإسناد، وخالفهم يونس بن أبى إسحاق، وإسرائيل فروياه ((عن أبى إسحاق عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف)). قال أبو الحسن الدارقطنى كما فى ((الأحاديث المختارة)) (1/485): ((وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب)). (88) صحيح. أخرجه الطيالسى (82)، وابن أبى شيبة (6/359/32023و7/540/37798)، وأحمد (1/70)، وعمر بن شبة((تاريخ المدينة)) (444)، والنسائى ((المجتبى)) (6/46،233،234) و((الكبرى)) (3/31/4391و4/95/6433،6434)، وابن أبى عاصم ((كتاب السنة)) (1303،1304)، والبزار (2/45/390،391)، وابن خزيمة (2487)، وابن حبان (6881)، والدارقطنى (4/195:194/1)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/167)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (1/476:474/350:348) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس بـه. ---------------------------------------- قالوا: نعم، قال: أنـشدكم بالله الــذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من ابتاع مربد بني فلان؛ غفر الله له))، فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفاً، فأتيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت له: قد ابتعته، فقال: ((اجعله في مسجدنا، وأجره لك))، فقالوا: اللهم نعم، فقال: أنشدكم بالله الـذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من يبتاع بـئر رومة؛ غفر الله له))، فابتعتها بكذا وكذا، ثم أتيته، فقلت: قد ابتعتها، فقال: ((اجعلها سقايةً للمسلمين، وأجرها لك))، فقالوا: اللهم نعم، فقال: أنشدكم باللَّه الذي لا إله إلا هو؛ أتعلمون أن رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم نظر في وجوه القوم، فقال:((من جهز هؤلاء ـ يعنى جيش العسرة ـ غفر الله له))، فجهزتهم حتَّى لم يفقدوا عقالاً ولا خطاماً، قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشـهد ثلاثاً)). (بيـان) قال أبو عمر بن عبد البر فى ((الاستيعاب)) (3/1039): ((واشترى عثمان رضى اللَّه عنه بئر رومة، وكانت ركية ليهودى، يـبيع المسلمين ماءها، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم: ((من يشترى رومة، فيجعلها للمسلميـن، يضرب بدلوه فى دلائهم، وله بها مشرب فى الجنة))، فأتى عثمان اليهودى، فساومه بها، فأبى أن يـبيعها كلَّها، فاشترى نصفها باثنى عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضى الله عنه: إن شئت جعلت على نصيـبى قرنين، وإن شئت فلى يوم ولك يوم، قال: بل لك يوم ولى يوم فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودى، قال: أفسدت على ركيتى؛ فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم)) اهـ. ---------------------------------------- = قـلت: هذا إسناد رواته موثقون كلهم، وعمرو بن جاوان التميمى؛ ويقال عمر بضم العين لم يذكره أحد بجرحةٍ، وقد ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (6/146/1977)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (6/101/527)، فلم يذكراه بجرح ولا تعديل. وذكره ابن حبان فى ((الثقـات)) (7/168/9501). وقال الذهبى ((الكاشف)) (2/73/4134): وثـق. وصححه الحافظ ابن حجر، فقال فى ((الفتح)) (13/34): ((أخرج الطبري بسندٍ صحيح عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان قال: قلت له: أرأيت اعتزال الأحنف ما كان؟، قال: سمعت الأحنف قال: حججنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد ـ يعني النبوي ـ وفيهم علي والزبير وطلحة وسعد، إذ جاء عثمان فذكر قصة مناشدته لهم في ذكر مناقبه)). وهذا أحد المواضع التى يستدل بها على توثيقه للمقبول، فقد قال فى ((التقريب)) (1/419/4998): ((عمرو بن جاوان التميمي البصري، مقبول من السادسة)). ---------------------------------------- باب ذكر وادى وسيل مهـزور (89) عن عائشة: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قضى في سيـل مهزور ومذينيب، أن الأعلى يرسل إلى الأسفل، ويحبس قدر كعبين)).
--------------------------------------- (89) صحيح لطرقه. أخرجه الحاكم (2/71)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (17/409) كلاهما من طريق إسحاق بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة. قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)). وقال أبو عمر: ((هذا إسناد غريب جداً عن مالك لا أعلمه يروى عن مالك بهذا الإسناد من غير هذا الوجه. وحديث سيل مهزور ومذينيب حديث مدني مشهور عند أهل المدينة مستعمل عندهم معروف معمول به)). قـلت: وهو كما قال أبو عمر، هذا حديث يروى من غير وجه عن: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وثعلبة بن أبى مالك القرظى، وعبد اللَّه بن أبى بكر بن حزم مرسلاً، ومحمد بن على بن حسين مرسلاً. أخرج أبو داود (3639)، وابن ماجه (2482)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/154) جميعا من طريق المغيرة ابن عبد الرحمن حدثني أبي عبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: ((أن رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قضى في سيـل مهزور أن يمسك حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل)). وأخرج أبو داود (3638)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/154) كلاهما من طريق أبى أسامة حماد بن أسامة عن الوليد بن كثيـر عن أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك أنه سمع كبراءهم يذكرون: ((أن رجلاً من قريش كان له سهم في بني قريـظة فخاصم إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في مهزور -السـيل الذي يقتسمون ماءه- فقضى بينهم رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إن الماء إلى الكعبيـن، لا يحبس الأعلى عن الأسفل)). تابعه محمد بن إسحاق عن أبى مالك بن ثعلبة. أخرجه عمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (501)، والبلاذرى ((فتوح البلدان)) (1/23)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/123/126)، والطبرانى ((الكبير)) (2/86/1386)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (17/408) من طرق عن ابن إسحاق نا أبو مالك بن ثعلبة عن أبيه بنحوه. وفى ((الموطأ)) (2/744/1426): عن مالك عن عبد الله بن أبي بــكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنَّه بلغه ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال في سيل مهزور ومذينب: يمسك حتى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل)). (بيـــان) قال فى ((معجم البلدان)) (5/234): ((مهزورـ بفتح أوله وسكون ثانية ثم زاي وواو ساكنة وراءـ. قال أبو زيد: يقال هزره يهزره هزراً، وهو الضرب بالعصا على الظهر والجنب، وهو مهزور وهزيـر، والهزيـر: المتقحم في البيع والإغلاء، وقد هزرت له في البيع: أي أغليت. ومهزور ومذينب: واديان يسيلان بماء المطر خاصة. وقال أبو عبيد: مهزور وادي قريظة. قالوا لما قدمت اليهود إلى المدينة نزلوا السافلة، فاستوبؤوها فبعثوا رائداً لهم حتى أتى العالية بطحان ومهزوراً، وهما واديان يهبطان من حرَّة تنصب منها مياه عذبة، فرجع إليهم فقال: قد وجدت لكم بلداً نزهاً طيـباً، وأودية تنصب إلى حرَّة عذبة، ومياهاً طيبةً في متــأخر الحرَّة، فتحولوا إليها، فنزل بنو النضير ومن معهم بُطحان، ونزلت قريظة وهدل على مهزور، فكانت لهم تلاعٌ وماءٌ يسقي سمراتٍ. وفي مهزور اختصم إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ في حديث أبي مالك بن ثعلبة عـن أبيه ((أن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أتاه أهلُ مهزور، فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبيـن لم يحبس الأعلى)). وكانت المدينة أشرفت على الغرق في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه من سيل مهزور، حتَّى اتخذ عثمان له ردماً. وجاء أيضاً بماءٍ عظيمٍ مخوفٍ في سنة 516، فبعث إليه عبد الصمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، وهو الأميـر يومئذ؛ عبيد الله بن أبي سلمة العمري، فخرج وخرج الناس بعد صلاة العصر، وقد ملأ السيـل صدقات رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم، فدلتهم عجوزٌ من أهل العالية على موضعٍ كانت تسمعُ الناسَ يذكرونه، فحضروه فوجدوا للماء مسيلاً، ففتحوه فغاض الماء منه إلى وادي بطحان. قال أحمد بن جابر: ومن مهزور إلى مذينب شعبة تصب فيها)) اهــ. وقال البلاذرى فى ((فتوح البلدان)) (1/23): ((وحدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبي مالك ابن ثعلبة عن أبيه: ((أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قضى في وادي مهزور أن يُحبس المــاء في الأرض الى الكعبيـن، فإذا بلغ الكعبين أرسل الى الأخرى، لا يمنع الأعلى الأسفل)). وحدثنا إسحاق بن أبي إسرائيـل حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قضى في سيـل مهزور أن الأعلى يمسك على من أسفل منه؛ حتى يبلغ الكعبيـن، ثم يرسله على من أسفل منه)). وحدثني عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه قال: ((قضى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سيـل مهزور ومذينيب أن يحبس الماء حتى يبلغ الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل))، قال مالك: وقضى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في سيـل بطحان بمثل ذلك. وحدثني الحسين بن الأسود العجلي قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيــز عن محمد بن إسحاق قال حدثنا أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه قال: ((اختـصم إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم في مهزورـ وادي بني قريظة ـ فقضى أن الماء إلى الكعبيـن، لا يحبسه الأعلى على الأسفل)). وحدثني الحسين قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ((قضى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سيل مهزور أن لأهل النخل إلى العقبين، ولأهل الزرع إلى الشراكين، ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم)). وحدَّثـني على بن محمد المدائني أبو الحسن عن ابن جعدبة وغيره قالوا: أشرفت المدينة على الغرق في خلافة عثمان من سيـل مهزور، حتَّى اتَّـخذ له عثـمان ردمـاً. قال أبو الحسن: وجاء أيضا بماء مخوف عظيم في سنة ست وخمسيـن ومائة، فبعث إليه عبد الصمد بن عــلي بن عبد اللَّه بن العباس، وهو الأميـر يومئذ، عبيد الله بن أبي سلمة العـمري، فخرج، وخرج النَّاس بعد صلاة العصر، وقد ملأ السيلُ صدقــاتِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فدلتهم عجوزٌ من أهل العالية على موضعٍ كانت تسمعُ الناسَ يذكرونه فحفروه فوجدوا للماء منسرباً، فغاض منه إلى وادي بطحان. قال: ومن مهزور إلى مذينيب شعـبة يصـبُّ فيـها)) اهـ. ---------------------------------------- باب ذكر بُطــحان (90) عن عقبة بن عامرٍ قال: خرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن في الصُّـفَة، فقال: ((أيُّـكم يحبُ أن يغدو كلَّ يـومٍ إلى بُطـحان أو إلى العقيـق، فيأتي منه بناقتيـن كوماويـن في غيـر إثمٍ ولا قطع رحم))، فقلنا: يا رسول اللَّه! نحبُ ذلك، قال: ((أفلا يغدو أحدُكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتيـن من كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ خيـرٌ له من ناقتيـن، وثلاثٌ خيـرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خيـرٌ له من أربعٍ، ومن أعدادهن من الإبل)).
(91) عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب يوم الخندق بعد ما غربت الشمس جعل يسبُّ كفار قريشٍ، وقال: يا رسول الله! ما كـدتُ أن أصـلَّي حتَّى كادت الشمس تغرب، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((فـوالله ما صليتُـها))، فنزلنا مع رسول الله صـلَّى الله عليه وسلَّم إلى بُطحان، فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، فصلَّى العصر بعد ما غربت الشمس، ثمَّ صلَّى بعدها المغـرب)). ---------------------------------------- (90) صحيح. أخرجه ابن أبى شيبة (6/133/30074)، وأحمد (4/154)، ومسلم (6/89)، وأبو داود (1456)، والرويانى (1/168/206)، وابن حبان (115)، والطبرانى ((الكبيـر)) (17/290/799) و((الأوسط)) (3/291/3186)، وأبو نعيم ((المستخرج على الصحيح)) (2/393/1824) و((الحلية)) (2/8)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/325/1943) و((السنن الصغرى)) (985) من طرق عن موسى بن علىٍّ عن أبيه علىِّ بن رباح اللخمى عن عقبة بن عامر الجهنى بـه. (91) صحيح. أخرجه البخارى (1/112،118،168و3/33. سندى)، ومسلم (5/134:133)، والترمذى (180)، والنسائى (3/84)، وابن خزيمة (995)، وأبو عوانة ((المسند)) (1/298/1053:1051)، وابن حبان (2878)، وأبو نعيم ((المستخرج على الصحيح)) (2/229/1405)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/219)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (23/133)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/530) من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله بـه. ---------------------------------------- (92) عـن ثـابت بن قيس بن شمَّاسٍ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم دخل عليه، فقال: ((اكشفْ الباسْ، ربَّ الناسْ؛ عن ثابت بن قيس بن شمَّاسْ))، ثم أخذ تراباً من بُطحان، فجعله في قدحٍ فيه ماءٌ فصبَّه عليه. (بيــان) قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى فى ((شرح صحيح مسلم)) (5/132): ((بُـطْحَان؛ هو بضم الباء الموحدة وإسكان الطاء وبالحاء المهملتيـن، هكذا هو عند جميـع المحدثيـن في رواياتهم، وفي ضبطهم وتقييدهم. وقال أهل اللغة: هو بفتح الباء وكسر الطاء، ولم يجيزوا غير هذا، وكذا نقله صاحب ((كتاب البارع))، وأبو عبيد البكري فى ((معجمه)) وهو وادٍ بالمدينة)) اهـ. وقال ياقوت الحموى ((معجم البلدان)) (1/446،447): ((بُطْحَان ـ بالضم ثم السكون ـ كذا يقوله المحدثون أجمعـون، وحكى أهل اللغة: بَطِحَان ـ بفتح أوله وكسر ثانيه ـ وكذلك قيده أبو علي القالي في ((كتاب البارع))، وأبو حاتم، وأبو عبيد البكري، وقال: لا يجوز غيره. وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي، وخطه حجة: بَطْحَان ـ بفتح أوله وسكون ثانيه ـ وهو وادٍ بالمدينة. وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي العقيق وبطحان وقناة. قال غير واحد من أهل السيـر: لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة، فاستوخـموها فأتوا العالية، فنزل بنو النضير بطحان، ونزلت بنو قريظة مهزوراً، وهما واديان يهبطان ---------------------------------------- (92) صحيح. أخرجه أبو داود (3885)، والنسائى ((الكبرى)) (6/252،258/10856،10879) و((عمل اليوم والليلة)) (1040،1017)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/127/130)، وابن حبان (6037)، والطبرانى ((الكبيـر)) (2/71/1323) و((الأوسط)) (9/57/9118)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (24/553) جميعاً مـن طريــق عبد الله بن وهب عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن يحيى المازنى عن يوسف بن محمد بن ثـابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جـده به. وقال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس إلا عمرو بن يحيى، ولم يروه عن عمرو بن يحيى إلا داود العطار، تفرد به ابن وهب)). قـلت: هذا إسناد رواته كلهم ثقات، غير يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس. وقد ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبيـر)) (8/377/3387)، وابن أبى حاتم فى ((الجـرح والتعديل)) (9/228/958) فلم يذكراه بجرح أو تعديلٍ. وذكره ابن حبـان فى ((الثقات)) (7/633/11825)، وصحح حديثه، وليس له فى ((صحيحه)) غيره. وقال ابن حجر((التقريب)) (1/611/7879): ((مقبول من السابعة)). من حرَّة هناك، تنصب منها مياه عذبة، فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام، وأقامـوا بها، إلى أن غزاهم النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وأخرجهم منها. قال الشاعر ـ وهو يقـوِّي رواية من سكَّن الطاء ـ: أيا سعيدُ لم أزلْ بعدكم في كَرَبٍ للشــــوق تغشاني كـم مجلسٍ ولى بلذاته لم يهنـني إذا غــاب ندماني سُـقـيا لسلعٍ ولساحاتها والعيشِ في أكناف بُطْـحَانِ أمسيت من شوقي إلى أهلها أدفـع أحــزاناً بأحزانِ وقال ابن مقبل ـ في قول من كسر الطاء ـ: عــفى بـَطِحَانُ من سُـليـمى فيـَثْربِ فملقى الرحـــال مـن منى فالمـحصبِ وقال أبو زيـاد: بَطْحَان مـن مياه الضباب البطحة ـ بالفتح ثم السكون ـ ماء بوادٍ يقال له ((الخنوقة)) اهــ. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب السادس: أبواب فضل العقيق وأودية المدينة الإثنين 02 أكتوبر 2023, 6:38 pm | |
| باب ذكر آبـار المديـنة (93) عن عائشة: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كان يُستـقي له الماء العذب من بيـوت السُّـقيا))، وربما قال ((يُستعذبُ له الماءُ من بئر السُّـقيا)). (بيـان) قال الحافظ ابن حجر فى ((الإصابة)) (4/572/5697): ((علي السلمي، والد سدرة. قال أبو عمر: هو من أهل قباء. وروى الطبراني وابن شاهين من طريق عبد الله ابن كثيـر بن جعـفر عن بديـح بن سدرة بن علي السلمي عن أبيه عن جده قال: خرجنا مع النَّبيِّ صـلَّى الله عليه وسلم حتى نزلنا القاحة، فنزل في صدر الوادي، فبحث بيده في ---------------------------------------- (93) صحيح. أخرجه أحمد (6/100،108)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (841،905،1734)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/506)، وعمر بن شبة ((تـاريخ المديـنة)) (462)، وأبو داود (3735)، وأبو يعلى (8/82/4613)، وابن حبان (5332)، والحاكم (4/138)، وأبو الشيخ ((أخلاق النَّبى)) (227،228)، وأبو نعيم ((أخبار أصبهان)) (2/125) جميعا من طريق عبد العزيز بن محمد الداروردى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وقال أبو عبد الله الحاكم: ((صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)). البطحاء، ففحص فانبعث عليه الماء فقال: هذه سـقيا سقاكموها الله فسُمِّيت السُّـقيا)). وفى ((تاريخ المدينة)) لابن شبَّة: أن بئر السُّـقيا كانت لذكوان بن عبد قيسٍ الزرقى، فابتاعها منه سعد بن أبى وقاصٍ ببعيرين، وكان اسم أرض السقيا ((الفلج)). --------------------------------------- (94) عن أنس قال: ((كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بيـرحاء، وكانت مستـقبلة المسـجد، وكان رسـولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يدخلُها، ويشرب من ماءٍ فيـها طيـِّبٍ، فلـما أنزلت ((لن تنالوا البرَّ حتـَّى تنفقوا مما تحبُّون))، قام أبو طلحة فقال: يا رسول الله! إنَّ الله يقول ((لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبُّون)) وإنَّ أحبَّ أموالي إلى بَيْـرَحَاء، وإنَّها صدقة للَّه، أرجو بــرَّها وذخرها عند اللَّه، فضعها يا رسـول الله حيث أراك اللَّه، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: بخٍ! ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، وقد سمعتُ ما قلتَ، وإنِّي أرى أن تجعلَها في الأقربيـن، قال أبـو طلحة: أفـعل يا رسولَ اللَّه، فقسمها أبو طلحة في أقاربه، وبني عمه)). (بيـان) قال الحافظ ابن حجر فى ((فتح الباري)): ((بَيْـرَحَاء ـ بفتح الموحدة وسكون التحتانية وفتح الراء وبالمهملة والمد ـ، وجاء في ضبطه أوجهٌ كثيرة، جمعها ابن الأثير في ((النهاية)) ؛ فقال: يروى بفتح الباء وبكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد والقصر، فهذه ثمان لغات. وفي رواية حماد بن سلمة ((بَرِيـحا)) ـبفتح أوله وكسر الراء وتقديمها على التحتانيةـ، وفي رواية ((بَاريـحا)) مثله لكن بزيادة ألف. وقال الباجي: أفصحها بفتح الباء وسكون الياء وفتح الراء مقصور، وكذا جزم به الصغاني، وقال: إنه فيعلى من البراح، قال: ومن ذكره بكسر الموحدة، وظن أنَّها بئر من آبار المدينة فقد صحَّـف)) اهـ. ---------------------------------------- (94) صحيح. أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/156)، وأحمد (3/141)، والدارمى (1655)، والبخارى (1/254و2/44،128،129و3/113،324. سندى)، ومسلم (7/84)، وعمر بن شبة (460) والنسائى ((الكبرى)) (6/311/ 11066)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/289)، وابن حبان (3329،7138)، وأبو نعيـم ((المستخرج)) (3/81/2244)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/164،165،275) و((شعب الإيمان)) (3/248/3450)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/691) جميعا من طريق مالك عن إسحاق بن أبى طلحة عن أنس به. ونقل شيخ الإسلام أبو زكريا النووى فى ((شرح صحيح مسلم)) (7/84) عن القاضى عياض قال: ((وأكثر رواياتهم في هذا الحرف بالقصر، ورويناه عن بعض شيوخنا بالوجهيـن، ووجدته بالمد بخط الأصيـلى. وهو حائط ـ يعنى بستان ـ يُسمَّى بهذا الاسم، وليس اسم بئر، والحديث يدل عليه)) اهــ. وذكـره أبو عبيد البكرى فى آبار المدينة، فقال فى ((معجم ما استعجم)) (1/413): ((حاء بالمدينة، وهو الذي ينسب إليه بِئـْرُ حَاء)). وقال: ((وبعض الرواة يرويه بَيـْرَحا، جعله اسماً واحداً، والصحيح ما قدمتـُه)) اهـ. --------------------------------------- (95) عن عائشة قالت: ((سَحَرَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم رجلٌ من يهود بني زريـق، يقال له: لبيد بـن الأعصم، حتـَّى كان يُخيَّـلُ إليه أنَّه فعل الشيء، ولم يفعله، حتَّى إذا كان ذات يوم أو ليلةٍ، قال: يا عائشة أشعرت أن اللَّه أفتاني فيما استفتيته، أتاني ملكان، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟، فقال الآخر: مطبوب، فقال: ومن طبه؟، قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟، قال: في مشطٍ ومشاطةٍ، وجفِّ طلعةِ نخلةِ ذكرٍ، قال: وأين هو؟، قال: في ((بئر ذروان))، قـالت: وأتاها نبيُّ الله صـلَّى الله عليه وسلَّم في ناسٍ من الصحابة، فقال: يا عائـشة! ---------------------------------------- (95) صحيـح. أخـرجه الشافعى ((المسند)) (ص382) و((الأم)) (1/256)، والحميدى (259)، وابن أبى شيـبة (5/41/23519)، وأحمد (6/63،96)، وإسحاق بن راهويه (2/229/737)، وابن سعد ((الطبقات)) (2/196)، والبخارى (2/220و4/20،21،60،111)، ومسلم (14/174،178)، والنسائى ((الكبرى)) (4/380/7615)، وابن ماجه (3545)، وأبو يعلى (8/290/4882)، وابن حبان (6549،6550)، والبيـهقى ((الكـبرى)) (8/135)، والأصبهانـى ((دلائـل النبوة)) (ص170)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/660)، وابن حجر((تغليق التعليق)) (3/512) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. قـلت: رواه جماعة من الرفعاء الأثبات عن هشام: أنس بن عياض، وحماد بن أسامة، وسفيان بن عيينة، وعبد الملك بن جريـج، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن بن أبى الزناد، والليث بن سعد، ومعمر، ووهيب ابن خالد؛ فقالوا جميعاً ((ذَرْوَان)) بفتح المعجمة وسكون الراء، ورواه عبد الله بن نميـر كما فى ((صحيح مسلم))، فقال ((ذى أروان)). وقال أبو زكريا النووى: ((وكلاهما صحيح، و((ذى أروان)) أجود وأصحُّ، وادَّعى ابن عتيبة أنه الصواب، وهو قول الأصمعى)) اهـ. كأن مـاءها نقاعة الحناء، وكأن رأس نخلها رؤوسُ الشياطيـن، فقلت: يا رسول الله أفلا استخرجتها، قال: ((قد عافاني الله، وكرهت أن أثير على المسلمين منه شراً)). (بيـان) قال الحافظ ابن حجر فى ((هدى السارى)) (1/91): ((قوله ((بئر ذَرْوَان)) هـو موضعٌ على ساعةٍ من المدينة. قال الأصمعي: من قالها ((ذَرْوَان)) فقد أخطأ، وإنما هي ((ذو أروان))، وقال غيره: إنَّما قالوا ((ذَرْوَان)) تخفيفاً)). وقال الحموى فى ((معجم البلدان)) (1/162): ((أروان ـ بالفتح ثم السكون وواو وألف ونون ـ اسم بئرٍ بالمدينة، وقد جاء فيها ((ذَرْوَان)) و ((ذو أروان))، كل ذلك قد جاء في الحديث)). (إيقاظ وتـنبيه) قال شيخ الإسلام النووى ((شرح مسلم)) (14/174): ((وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، فزعم أنه يحط منصب النبوة، ويشكك فيها، وأن تجويـزه يمنع الثقة بالشرع. وهذا الذى ادَّعاه هؤلاء المبتدعة باطل، لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه وصحته وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل. فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التى لم يُبعث بسببها، ولا كان مفضلا من أجلها، وهو مما يعرض للبشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له)). وقال: ((قال القاضى عياض: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة: أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده، فيكون معنى قوله فى الحديث ((حتى يظن أنه يأتى أهله ولا يأتيهن))، ويروى ((يخيل إليه)) أى يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر، فلم يأتيهن ولم يتمكن من ذلك؛ كما يعترى المسحور. وكل ما جاء فى الروايات من أنه يخيل إليه فعل شىء لم يفعله، فمحمول على التخيل بالبصر؛ لا لخلل تطرق إلى العقل، وليس فى ذلك ما يدخل لبساً على الرسالة، ولا طعنا لأهل الضلالة. والله أعلم)). ---------------------------------------- (96) عن أبي سعيد الخدري قال: قيـل: يا رسـول الله! أتـتوضأ من بئر بضاعة، وهي بـئر يطرح فيها لحوم الكلاب والحيض والنتن، فقال: ((الماء طهور لا ينجسه شيء)). (بـيان) قال أبو عبيـد البكرى فى ((معجم ما استعجم)) (1/255): ((بُضَاعَة ـ بضم أوله وبالعيـن المهملة ـ على وزن فُعَالة؛ دار لبني ساعدة معروفة. قال أبو أسيــد بن ربيعة الساعدي: نحن حمينا عن بُضَاعةَ كلَّها ونحن بنينا مُعـْرِضاً فهو مُشْرَفُ وبئر بضاعة هي التي ورد فيها حديث أبى سعيد الخدرى ((قيل لرسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: أنتوضأ من بئر بضاعة، وهي يطرح فيها المحيض ولحم الكلاب والنتن؟، فقال: ((الماء طهورلا ينجسه شيء)). ومُعْرِض: أطم بني ساعدة)) اهـ. ---------------------------------------- (96) صحيح. أخرجه ابن أبى شيبة (1/131/1505و7/281/36092)، وأحمد (3/31)، وأبو داود (66)، والترمذى (66)، والنسائى (1/174)، وابن الجارود ((المنتقى)) (47)، وابن حبان ((الثقات)) (7/549/11410)، والدارقطنى (1/29/10)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/4،257)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (19/83) جميعا من طريق أبى أسامة حماد بن أسامة عن الوليد بن كثير ثـنا محمد بن كعب القرظى عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع عن أبى سعيد الخدرى به. قـلت: هذا الإسناد أمثل أسانـيد الحديث وأصحها، وقد صححه أحمد بـن حنبل، ويحيى بن معين، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والحاكم فى جمع من الأئمة. وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن. وقد جوَّد ه أبو أسامة، فلم يرو حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد)). --------------------------------------- (97) عن محمود بن الربيع الأنصاري: ((أنَّه عَقِل رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعَقِل مجَّةً مَجَّها في وجهِه من بئرٍ كانت في دارهم)). وفى رواية ((وأنا ابن خمس سنين)). --------------------------------------- (97) صحيح. أخرجه ابن المبارك ((الزهد)) (920)، والطيالسى (1242)، وعبد الرزاق (10/429/19600)، وأحمد (5/427،429)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/506)، والبخارى (1/25،152،205و4/117)، ومسلم (5/116.نووى)، والنسائى ((الكبرى)) (3/438/5865و6/272/10947) و((عمل اليوم والليلة)) (1108)، وابـن ماجه (660،754)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (4/178/2158)، وابن خزيمة (1709)، وأبو عوانة ((المسند)) (1 /22/18)، وابن حبان (1289 ،4517)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/117/1084)، والطبرانى ((الكبير)) (18/32/54،55)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/96)، والمقدسى ((فضائل بيت المقدس)) (62) من طرق عن الزهرى عن محمود بن الربيــع به. |
|