أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الباب الخامس: أبواب فضل البقيع ومقابر المدينة الإثنين 02 أكتوبر 2023, 6:15 pm | |
| الباب الخامس: أبواب فضل البقيع ومقابر المدينة (1) باب أمر الله تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يستغفر لأهل البقيع. (2) باب خروج النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كلما كانت ليلته من عائشة من آخر الليـل إلى البقيـع ودعائه لأهل البقيـع. (3) باب تشييع النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم للجنائز بالبقيع، وإتيانه قبورهم للموعظة والتذكيـر بالآخرة.
أبواب فضل البقيـع ومقابر المدينة باب أمر الله تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يستغفر لأهل البقيع (81) عن أبي مويهبة مولى رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((بعثني رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة! إنِّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فانطلق معي، فانطلقت معه، فلما وقف بيـن أظهرهم، قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما نجاكم اللَّه منه، أقبلت الفـتن كقطع الليـل المُظلم، يتبع أولُها آخرَها، الآخرة شـر مـن الأولى، ثم أقبل عليَّ، فقال: يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، وخيـرت بين ذلك وبين لقاء ربي عزَّ وجلَّ والجنة، قلت: بأبي وأمي! فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها، ثم الجنَّة، قال: لا والله؛ يا أبا مويهبة! لقد اخترت لقاء ربي والجنة، ثم اســتغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدئ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في وجعه الذي قبضه الله عزَّ وجلَّ فيه؛ حين أصبح)). ------------------------------------------ (81) صحيح. أخرجه أحــمد (3/489)، والبخارى ((الكـنى)) (1/73/692)، وحماد بن إسحاق ((تركة النبى)) (1/52)، والرويـانى (2/483/1508)، والطبرانى ((الكبيـر)) (22/346/871)، والحاكم (3/55)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/111) جميـعا من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثـنى عبد اللَّه بن عمر بن على العبلى عن عبيد بن جبيـر مولى الحكم بن أبى العاص عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن أبى مويهبة. وتابعه عن ابن إسحاق: جرير بن حازم، وبكر بن سليمان، وعلى بن مجاهد، وسلمة بن الفضل الرازى. فقد أخرجه الدارمى (78) عن بكر، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (1/343/467) عن جرير، والطبرى ((تاريخ الأمم والملوك)) (2/226) عن على وسلمة أربعتهم عن ابن إسحاق بهذا الإسناد نحوه. قلت: وقع في رواية بعضهم في هذا الإسناد ((عبيد بن حنين)) بمهملة ونونيــن، وبه جزم ابن عبد البر فى ((الاستيعاب))، وهو تصحيف، وإنما هو ((عبيد بن جبـير)) بجيم وموحدة تحتية وراء مهملة. ووقع فى إسناد الحاكم ((عبيد الله بن عمر بن حفص))، وهو وهم، وإنما هو ((عبد اللَّه بن عمر بن على بن عدى العبلى)). ------------------------------------------ (82) عن عائشة قالــت: ((قام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذات ليلة، فلبس ثيابه، ثمَّ خرج. قالت: فأمرت بريرة جاريتي تتبعه، فتبعته حتَّى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء اللَّه أن يقف، ثمَّ انصرف، فسبقته بريـرة، فأخبرتني، فلم أذكر له شيئاً حتَّى أصبـحت، ثمَّ إنِّي ذكرت له ذلك، فقال: ((إني بعثت لأهل البقيع لأصلي عليـهم)). ((بيـان)) قال العلامة ياقوت الحموى فى ((معجم البلدان)) (1/473): ((بقيع الغرقد ـ بالغين المعجمة ـ: أصل البقيع في اللغة؛ الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروبٍ شتى، وبه سمِّي بقيع الغرقد، والغرقد كبار العوسج. قال الراجـز: ألِفنَ ضـالاً ناعماً وغرقدا ------------------------------------------ = قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (5/445/1447): ((عبيد بن جبيـر مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو عن أبي مويهبة؛ قاله محمد بن إسـحاق عن عـبد الله بن عمر العبلي. وقال هـاشم بن القاسم عن الحكم بن فضيل عن يعلى بن عطاء عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة حديثه في أهل المدينة)). قلت: والحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم موثقون، وعبد الله بن عمر بن على العبلى لم يذكره أحدٌ بجرحةٍ، وقد ذكره ابن حبان فى ((الثـقات)) (7/36/8892). وقال أبو نعيم الأصبهانى: ((رواه عامة أصحاب ابن إسحاق هكذا، وخالفهم محمد بن مسلمة فقال ((عن ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو))، فكأن لابن إسـحاق فيه شيخين إن كان محفوظا)). (82) صحيح. أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/240:239. تنوير الحوالك)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (2/203)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/63/286)، والنسائى ((الكبرى)) (1/656/2165) و((المجتبى)) (4/93)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (3740)، والحاكم (1/488) وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/586) جميعاً من طريق مالك عن علقمة بن أبى علقمة عن أمه مرجانة عن عائشة به. وأخرجه أحمد (6/92) من طريق عبد العزيز بن محمد الداروردى عن علقمة بإسناده. قـلت: هذا إسناد رواته كلهم ثقات، ويكفى تخريج مالك إياه فى ((الموطأ))، وفيه أم علقمة مرجانة مولاة عائشة، لم يرو عنها سوى ابنها علقمة، وقد وثقها العجلى فقال: مدنية تابعية ثقة، وذكرها ابن حبان فى ((الثقات)) (5/466/5755). وقد استشهدت بحديثها هذا مع ستة أحاديث أخرى فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج أكابر الأئـمة بروايات المجاهيـل)). وقال الخطيـم العكلي: أواعس في برثٍ من الأرض طيـبٍ وأودية ينبُتُن سِدَراً وغرقدا وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة. قال عمرو بن النعمان البيَّاضي يرثي قومه، وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم، وأغلقوا بابها عليهم، ثمَّ اقتتلوا، فلم يُفتح الباب حتَّى قتل بعضهم بعضاً، فقال في ذلك: خلت الديـارُ فسدتُ غيـرَ مُسوَّدِ ومن العنــاء تفردي بالسؤددِ أيـن الذيـن عهدتهم في غبـطةٍ بين العقيـقِ إلى بقيـعِ الغرقدِ كانـت لـهم أنـهابُ كلِّ قبيـلةٍ وسـلاحُ كـلِّ مُـدربٍ مستنجدِ نفسي الفــداءُ لفتيةٍ من عـامرٍ شــربوا المنيَّة في مـقامٍ أنكدِ قـومٌ هم سـفكوا دماءَ سراتهم بعـ ضٌ ببعضٍ فعـلَ من لم يرشُدِ يا للرجــال لعثـرةٍ من دهـرهم تُركت منازلُهم كأن لم تعــهدِ وهذا الأبيات الحماسية منسوبة الى رجلٍ من خثعم، وفي أولها زيادة على هذا. وقال الزبيــر: أعلى أودية العقيق البقيع، وأنشد لأبي قطيفة: ليت شعري وأيـن مني ليتُ أعلى العهدِ يلبنٌ فبرامُ أم كعهدي العقيــقُ أم غيَّرتُه بعدُ الحادثاتُ والأيامُ)) اهـ. وفى ((لسان العرب)) (3/325) لابن منظور: ((الغرقد: شجر عظام، وهو من العضاه، واحدته: غرقدة وبها سُمِّي الرجلُ. قال أبو حنيفة الدينورى: إذا عظمت العوسجة فهي الغرقدة. وقال بعض الرواة: الغرقد من نبات القُفِّ. والغرقد: كبار العوسج، وبه سُمِّي بقيع الغرقد، لأنَّه كان فيه غرقد. وقال الشاعر: ألِفنَ ضـالاً ناعماً وغرقدا وفي حديث أشراط الساعة ((إلا الغرقد، فإنَّه من شجر اليهود))، وفي روايـة ((إلا الغرقدة))، هو ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك، والغرقدة واحدته، ومنه قيـل لمقبرة أهل المدينة: بقيــع الغرقد، لأنَّه كان فيه غرقد وقطع. قال ابن سيده: وبقيـع الغرقد مقابر بالمدينة. وربما قيل له ((الغرقد))، قال زهيـر: لمن الديارُ غشيتـُها بالغرقد كالوحي في حجر المسيل المخلدِ)) اهــ. وقال حسان بن ثابت يــرثي رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ما بــال عيني لا تنام كأنـَّها كحـلت مآقيـها بكحل الأرمـدِ جزعا على المهدي أصبح ثاوياً يا خير من وطىء الحصى لا تبعدِ جنبي يقيك التـرب لهفي ليتني غُيـِّبتُ قبـلك في بقيـع الغرقدِ أأقـيـم بعـدك بالمدينة بينهم يا لـهف نفسي ليتـني لـم أولدِ بأبـي وأمي من شهدت وفاته في يوم الاثـنيـن النبي المهـتدي فظللـت بعد وفـاته متـلددا يا ليـتني أسقيـتُ سـُـمَّ الأسودِ يا بــكر آمنة المبارك ذكرُه ولدتـك محـصنة بسعـدِ الأسـعُدِ نـورا أضاء على البريـة كلها من يـهد للنور المبارك يهــتدِ صـلَّى الإلهُ ومن يحفُّ بعرشِه والطيـبون على النـَّـبيِّ محـمِّدِ وقال يرثى عثمان بن عفان بعد مقتله: أبكي أبا عمرو وحسنَ بلائـه أمسى مقيـماً في بقيـع الغرقدِ (إيقــاظ) قال أبو بكر بن أبى شيبة (7/264/35917): حدثنا أبو بكرٍ الحنفي عن كثيـر بن زيـد المدني عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب قال: لما مات عثمان بن مظعون دفنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالبقيع، أول مَنْ دُفِنَ فيه، ثم قال لرجلٍ عنده: ((اذهب إلى تلك الصخرة، فأتني بها حتى أضعها عند قبره، حتَّى أعرفه بها، فمن مات من أهلنا دفناه عنده)). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الخامس: أبواب فضل البقيع ومقابر المدينة الإثنين 02 أكتوبر 2023, 6:16 pm | |
| باب خروج النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كلما كانت ليلته من عائشة من آخر الليل إلى البقيع ودعائه لأهل البقيع (83) عن عائشة قالت: ((كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ كلما كانت ليلتها مـن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يخرج في آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيـع الغرقد)). ------------------------------------------ (83) صحيح. أخـرجه مسلم (7/40)، والنسائى ((الكبرى)) (1/656/2166و6/268/10931) و((المجتبى)) (4/93) و((عمل اليوم والليلة)) (1092)، وأبـو يعلى (8/249،199/4831،4758)، وابن حبـان (3172)، وأبو نعيم ((المستخرج على الصحيح)) (3/53/2185)، والبيهقى ((الكبرى)) (4/78و5/249) جميعا من طريق إسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبى نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة بـه. وتابعه عن شريك: زهير بن محمد، وعبد العزيز الداروردى. أخـرجه أحمد (6/180)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (3/1013/1756) كلاهما عن زهير، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (2/203)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة المنورة)) (284)، وابن حبان (4523) ثلاثتهم عن الداروردى، كلاهما عن شريك به. ------------------------------------------ باب تشييع النَّبىِّ صلّى الله عليه وسلَّم للجنائز بالبقيع (84) عن علي بن أبى طالب قال: ((كنا في جنازة في بقيع الغرقـد، فأتانا رسـول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ((ما منكم من أحـدٍ، ما من نفسٍ منفوسةٍ إلاَّ وقد كتب الله مكانها من الجنة والنـار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة))، فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟، فقال: ((من كان من أهل السعادة فسيصيـر إلى عـمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشــقاوة فسيصيـر إلى عـمل أهـل الشقاوة))، فقال: ((اعملوا فكلٌ مُيَسَّرٌ، أمَّا أهل السعادة فييـسَّرون لعمل أهل السعادة، وأمَّا أهل الشقاوة فييـسَّرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: ((فأمَّا مَنْ أعطى واتقى وصدَّق بالحُسنى فسنُيَسّرهُ لليُسرى * وأمَّا مَن بخل واستغنى وكذَّب بالحُسنى فسنُيَسّرهُ للعُسرى)). ------------------------------------------ (84) صحيـح. أخرجه الطيالسى (151)، عبد الرزاق (11/115/20074)، وأحمد (1/129)، وعبد ابن حميد (84)، والبخارى (1/236و3/216. سندى)، ومسلم (16/196:195. نووى)، وأبو داود (4694)، والترمذى (3344)، والنسائى ((الكبرى)) (6/516/11678)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (171)، والطبرى((التفسير)) (30/223)، وأبو يعلى(1/306،437/375،582)، والمحاملى ((الأمالى)) (1/169/138)، والطبرانى ((الصغير)) (2/157/950)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/599/514)، واللالكائى ((أصـول الإعتقاد)) (1064،1065)، والبيهقى ((شـعب الإيمان)) (1/205/185)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (6/8) جميعا من طريق منصور بن المعتمر عن سعد بن عبيـدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبى طالب به. وتابعه الأعمش عن سعد بن عبيدة. أخرجه البخارى (3/216) و ((الأدب المفرد)) (903)، ومسلم (16/197، والنسائى ((الكبرى)) (6/517/11679)، واللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (1062،1063) جميعا من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة نحوه.
|
|