أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة النجم الآيات من 53-55 الخميس 02 فبراير 2023, 12:33 am | |
| وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ [٥٣]فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ [٥٤] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) {وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ} [النجم: 53] معطوفة على عاد وثمود وقوم نوح. وهي قرى قوم لوط، سُميت المؤتفكة، لأن الله تعالى كفأها رأساً على عقب، وجعل عاليها سافلها، لذلك نسمي الكذب إفكاً لأنه يَقلِب الحقائق، ومنه حادثة الإفك التي تناولتْ السيدة عائشة في سورة النور. ومعنى {أَهْوَىٰ} [النجم: 53] أنها هوتْ وسقطت، لأن الملائكة رفعتها إلى عنان السماء ثم كفأتها على مَنْ فيها {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ} [النجم: 54] غشَّاها نزل بها وعَمَّها أو غطاها. {مَا غَشَّىٰ} [النجم: 54] ما تعجبية تفيد الكثرة التي تفوق الوصف. أي: غشَّاها أمر فظيع عجيب وهول رهيب، نعم لأن اللهتعالى جمع على قوم لوط ألواناً من العذاب في وقت واحد أو متتابعة بعضها إثر بعض. قال تعالى: { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } [هود: 82] أي: بهلاكهم { جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } [هود: 82-83]. ومعنى: { مُّسَوَّمَةً } [هود: 83] أي: مُعلّمة، كل حجر عليه اسم صاحبه فلم تكُنْ عشوائية، بل كانت محسوبة بدقة، فالحجر ينزل على صاحبه لا يتعدَّاه، ومثلها الحجارة التي أمطر بها أصحاب الفيل: { وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ } [الفيل: 3-4]. والعجيب بعد أنْ صرح السياق القرآني بلفظ الحجارة أنْ نسمع مَنْ يقول، بل هي ميكروب أو فيروس أصابهم جميعاً، والميكروب له مدة حضانة لينشط بعدها، أما هذه فنزلت عليهم في لحظتها.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة النجم الآيات من 53-55 الخميس 02 فبراير 2023, 12:33 am | |
| فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ [٥٥] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) الحق سبحانه وتعالى يُسلِّي رسوله (صلى الله عليه وسلم) ويُطمئنه على نُصْرة الله له وتأييده الدعوة، فسنة الله في الدعوات أنْ ينتهي الأمر بنصرة الحق، وها هي الأدلة باقية شاهدة على إهلاك المكذّبين، فقال تعالى: { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ * وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [الصافات: 137-138] فآثارهم باقية ترونها ليل نهار. يقول تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ} [النجم: 55] بأيِّ نِعمَ ربك يا محمد {تَتَمَارَىٰ} [النجم: 55] المراء الشك أو الجدال، كأنه تعالى يقول له اطمئن فسوف يُتم الله عليك نعمه. وفي سورة الرحمن: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 13] والحديث للإنس والجن، والرسول (صلى الله عليه وسلم) لَمَّا قرأها قال: لقد قرأتُ سورة الرحمن على إخوانكم من الجن فكانوا أحسنَ استجابة منكم، فلما سمعوا {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قالوا: ولا بشيء من نعمائك ربنا نكذب فَلكَ الحمد. إذن: مشروع أن ننفعل للقرآن عند سماعه بما يناسب المقام، فعند الحمد نحمد الله، وعند التسبيح نقول سبحان الله. وعند ذكر الجنة ندعو الله بها، وعند ذكر النار نستعيذ بالله منها وهكذا. وفرْقٌ بين إعجاب صامت مكبوت في النفس، وإعجاب منطوق مُعبَّر عنه، ثم إنك حين تعبر عن تفاعلك مع القرآن باللفظ تكون قدوة في ذلك لمَنْ يسمعك. كلمة (أي) هذا تفيد الكثرة و(آلاء) نِعَم جمع (أَلىً) أي: نعمة. والمراء أي: الجدال ويكون بين طرفين يجتهد كل منهما لإقامة حجته على الآخر. والمراء في اللغة مأخوذ على معنيين: مرو الحبل يعني فتله لتقويته، وبحسب مهمة الحبل يكون عدد الخيوط المفتولة. أو مأخوذ من يمري الناقة. أي: يحلبها ويأتي بكل ما في ضرعها. إذن: تجادل لتقوي حجتك، أو تجادل لتخرج كلَّ ما في جعبة الخصم.
|
|