أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الطور الآيات من 35-40 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:58 pm | |
| أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [٣٥]أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ [٣٦] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) الحق سبحانه وتعالى يسوق لهم البراهين العقلية التي تثبت صدق رسوله في البلاغ عن الله، ويتعجب من فعلهم، وكيف يكفرون بالله ويعاندون دعوة رسوله. لذلك يسأل: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ..} [الطور: 35] كيف والخَلق إيجاد من عدم، فهل جاءوا إلى الكون هكذا دون خالق؟ والعقل يقول: إنه لا يمكن أنْ يوجد شيء إلا بموجد حتى في أتفه الأشياء. في هذا الكوب الذي نشرب فيه الآن كوب كريستال شفاف بعد أنْ كنَّا نشرب في الصاج أو الفخار، هل يعقل أن نقول إن هذا الكوب وُجِد هكذا بدون مُوجد؟ إذن: لابد لهذا الخَلْق من خالق. ثم ينتقل إلى جزئية أخرى في مسألة الخلق: {أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ} [الطور: 35] أي: الخالقون لهذا الخَلْق، وفي موضع آخر قال تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ..} [الزخرف: 87]. نعم لا يستطيعون أنْ يقولوا غير هذا، لأن الإنسان طرأ على كون بديع فيه شمس وقمر ونجوم وأرض وماء وهواء وسماء وجبال، فكيف يقول: أنا الذي خلقته وهو أقدم منه، ولا يستطيع أنْ يقول خلقتُ نفسي، ولو قالها فمن الذي خلق أباك وسلسلها إلى أن تصل إلى آدم عليه السلام إذن: هذا التسلسل المنطقي لا بدَّ أنْ يصل بنا إلى خالق خلق ولم يُخلق، هو الحق سبحانه وتعالى لذلك قال بعدها: {أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ} [الطور: 36] فإذا لم يستطيعوا خَلْق أنفسهم فهم من باب أَوْلى ما خلقوا السماوات والأرض. وسبق أن قلنا: إن مسألة الخَلْق هذه لم يدَّعها أحد لنفسه، والقضية تسلم لمن ادعاها إلى أنْ يظهر له معارض، ولم يقُلْ أحد أنه خلق السماوات والأرض. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الطور الآيات من 35-40 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:58 pm | |
| أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [٣٧] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) يعني: أهُمْ يملكون خزائن الأرزاق، فيرزقون مَنْ يريدون، ويحرمون مَنْ يريدون، أو يملكون خزائن الرحمة فيرحمون مَنْ يريدون {أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 37] أصحاب السلطة والسيطرة والأمر والنهي والغلبة. والجواب: لا هذه ولا هذه، لأن الله تعالى فقط أمسك عنهم المطر فجاعوا، حتى أكلوا أوراق الشجر العلهز، وهو الدم المخلوط بالوبر، ثم ذهبوا يستسقون بعم النبي (صلى الله عليه وسلم). واعترفوا أن الخزائن خزائن الله وليس لهم من الأمر شيء، بدليل أنهم مرة أغنياء ومرة فقراء، مرة أقوياء ومرة ضعفاء. إذن: ليس عندهم خزائن شيء، الخزائن عند مَنْ تكرهه وتكذب به. كذلك ليس لهم غلبة ولا سيطرة على مقاليد الكون ولا إدارة الأمور، بدليل أن القلة المؤمنة هزمتهم على كثرتهم يوم بدر، وأسرتْ صناديدهم وجاءوا يُفاوضون رسول الله على أنْ يَفْدوهم. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الطور الآيات من 35-40 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:59 pm | |
| أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [٣٨]أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ [٣٩] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) يقول لهم: أعندكم {سُلَّمٌ ..} [الطور: 38] أي: مَرْقى ومصعد تصعدون به إلى السماء فتأتون بمثل ما أتى به محمد، إذن: هذا قرار منك بأن السماء فيها شيء، لكن ينقصكم السُّلم تصعدون به، والذي ليس عنده سلم أتاه الوحي من السماء إلى عنده. {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} [الطور: 38] أي: إنْ كان عندهم مستمع فليأتِ بحجة واضحة يغلب بها محمداً. وقوله سبحانه: {أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ} [الطور: 39] الآية تُسفِّه أحلام القوم في مسألة البنات، فقد كانوا يحتقرون الإناث ويفضلون الذكور. وقد سجَّل القرآن عليهم ذلك في قوله تعالى: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ ..} [النحل: 58-59]. وذكر وأدهم للبنات فقال: { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [التكوير: 8-9] ثم نسبوا لله الأدنى ولأنفسهم الأعلى، قال تعالى: { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } [الزخرف: 19]. وفي موضع آخر يبين الحق سبحانه تعديهم في هذه المسألة فيقول: { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } [النجم: 21-22] أي: قسمة جائزة ظالمة. فكيف يكون لله الخالق الجنس الأدنى ولكم الجنس الأعلى؟ |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الطور الآيات من 35-40 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:59 pm | |
| أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ [٤٠] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) ما زالت الآيات تتساءل عن سبب إعراض هؤلاء القوم وتكذيبهم لمنهج الحق، فهل سألهم رسول الله أجراً على دعوته لهم، فأثقل عليهم ذلك ولم يقدروا على أدائه؟ والمَغْرم هو المال الذي يُدفع في غير جناية أو حَقٍّ، ومعنى {مُّثْقَلُونَ} [الطور: 40] مُتعبون لا يقدرون عليه. وقد سجل القرآن في عدة مواضع أن الرسل لم تطلب أجراً على دعوتهم للناس، وأن أجرهم في ذلك على الله الذي بعثهم، قال تعالى: { فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ ..} [يونس: 72]. |
|