أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الطور الآيات من 20-23 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:46 pm | |
| مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ [٢٠] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) الاتكاء هيئة من هيئات الجلوس، لا يجلس على مقعدته إنما يجلس على جنب، وهي جلسة تدل على الراحة والطمأنينة، وأنه لا يوجد شيء يُنغصها. أما المهموم والعياذ بالله فتجده في جِلْسته قلقاً لا يكاد حتى يسند ظهره إلى مسند، لماذا؟ لأن عنده ما يشغله حتى عن الراحة في الجلسة. فقوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ ..} [الطور: 20] دَلتْ على هدوء البال وخُلوّه من المنغِّصات والهموم {عَلَىٰ سُرُرٍ ..} [الطور: 20] جمع سرير، وهو ما يُجلس عليه. ولفظه يدل على السرور {مَّصْفُوفَةٍ ..} [الطور: 20] منظمة مُنسّقة، موصولاً بعضها ببعض. لذلك لما ذهبنا إلى فرنسا شاهدنا هناك فنادق غاية في الروعة والجمال والراحة، اندهش منها الناس، فقلت لهم: تندهشون من هذا الذي أعدَّه البشر للبشر، فما بالكم بما أعدَّه ربُّ البشر للبشر؟ ومعنى: {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الطور: 20] أي: قرناهم بالحور العين، والفعل زوّج يتعدَّى بنفسه تقول: زوَّجتُ فلاناً فلانة، لأن الزواج هنا مصلحة متبادلة يتمتع بها الزوج والزوجة معاً. أما في تزويج الحور العين فهي مصلحة من جانب واحد، فالمؤمن في الجنة يتمتع بالزواج بالحوراء، أما هي فليس لها متعة في ذلك، فقال {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الطور: 20] فتعدّى الفعل بالباء. ومعنى: الحور العين، جمع حوراء وهي شديدة بياض العين وشديدة سوادها، والعين جمع عيناء، وهي واسعة العينين في جمال وملاحة. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الطور الآيات من 20-23 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:47 pm | |
| وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [٢١] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) {وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ..} [الطور: 21] أي: آمنوا بالله وحده لا شريك له، وأنه واحد أحد، واعتقدوا ذلك، واحد أي ليس معه غيره، وأحدٌ أي في ذاته، وأحد ليس له أجزاء { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص: 1]. والإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا صحبه عملٌ بمقتضى هذا الإيمان، عمل بالمنهج الذي وضعه لك مَنْ آمنت به، لذلك قرن في مواضع كثيرة بين الإيمان والعمل الصالح، فقال: { آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ..} [الطلاق: 11]. وقوله تعالى: {وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ ..} [الطور: 21] فالرجل آمن وعمل صالحاً واتبعتْه في هذا ذريته من بعده، آمن مثله، لكن عمله دون عمل أبيه وأقلّ منه، فالحق سبحانه بكرمه ورحمته بالذرية، وكرامةً للأب المؤمن يرفع إليه ابنه إلى المرتبة الأعلى. {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ..} [الطور: 21] ما نقصناهم شيئاً، زدنا الأبناء ولم ننقص الآباء، لأن شرط الإيمان متوفر في الاثنين، أما العمل فإنْ قَلَّ يُجبر تفضّلاً من الله وتكرّماً. معنى ذرية هي النسل المتسلسل، فذرية الرجل أولاده وأولاد أولاده، فالأب من الذرية، والابن من الذرية ففيها تسلسل النسب، والذرية قسمان: ذرية قبل التكليف وذرية بعد التكليف. والمراد هنا الذرية المكلَّفة والمطلوب منها الإيمان والعمل الصالح. وكلمة {وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ..} [الطور: 21] أي: أيّ شيء مهما كان صغيراً. وقوله تعالى: {كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ} [الطور: 21] رهين صيغة مبالغة على وزن فعيل، وهذا الوزن يأتي فعيل بمعنى فاعل مثل رحيم أي: راحم. وتأتي فعيل بمعنى مفعول مثل قتيل أي: مقتول. وهنا رهين بمعنى مرهون من الرهن، والرهن كما تعرفون شيء عيني يجعله المحتاج للمال عند صاحب المال ضماناً له حتى يقضي دَيْنه، فالرهن موقوف على المال حتى يعود إلى صاحبه، كذلك العبد يوم القيامة مرهون بعمله محبوس عليه. أو نقول: رهين بمعنى راهن فاعل أي: راهن عمله إنْ خيراً وجده خيراً. وإنْ شراً وحده شراً. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الطور الآيات من 20-23 الأربعاء 01 فبراير 2023, 10:48 pm | |
| وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ [٢٢]يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ [٢٣] تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُم ..} [الطور: 22] يعني: أن هذا عطاء جديد فوق ما سبق وزيادة عليه {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا ..} [الطور: 23] أي: في الجنة يتنازعون الكأس أي: يتجاذبونه. وهذا التجاذب ليس عن خلاف أو بغضاء، إنما عن موادعة وملاطفة وأنْس، فكأنهم يشربون في متعة وانسجام وتدلُّل. {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً ..} [الطور: 23] الكأس هو الوعاء الذي يُشرب فيه الخمر، ولا يسمى كأساً إلا إذا كان ممتلئاً فإنْ كان فارغاً فهو كوب. ومعنى {لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ..} [الطور: 23] اللغو: العمل الذي لا فائة منه، وهو الكلام الساقط الذي لا معنى له لكن لا إثم فيه {وَلاَ تَأْثِيمٌ} [الطور: 23] لا إثم فيه ولا يجرّك إلى محرم. وهذه ميزة خمر الآخرة، والفرق بينها وبين خمر الدنيا، أن خمر الدنيا تذهب العقل وتحمل شاربها على الهذيان وفقدان العقل، وبالتالي يحدث منه اللغو، ويحدث منه الإثم. أما خمر الآخرة فمنزّهة عن هذا، لذلك وصفها الحق سبحانه بقوله: { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ..} [محمد: 15] إذن: صفَّاها الحق سبحانه من عيوبها، فليس لها من خمر الدنيا إلا الاسم، وإذا رأيتَ الذي يشرب الخمر تراه (يدلقها) في خلقه هكذا مرة واحدة لماذا؟ لأنها كريهة الطعم والرائحة. أما في الآخرة فيتذوقها ويتمتع بلذتها، فإذا كانت خمر الدنيا بهذه الصفة فلماذا يشربونها؟ حين تسأل يقول لك: لأنسى همومي وأحزاني ومشاكلي. وهذا عجيب لأن الله تعالى لا يريد منَّا أنْ ننسى الهموم والأحزان ونفر منها، إنما يريد منا أنْ نُعايشها ونعرف أسبابها، ونحاول التغلب عليها. إذن: لا فائدة من نسيانها وسترها. |
|