منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الباب الرابع: العهد الأموي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الرابع: العهد الأموي Empty
مُساهمةموضوع: الباب الرابع: العهد الأموي   الباب الرابع: العهد الأموي Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 12:38 pm

الباب الرابع: العهد الأموي 4113
الباب الرابع
العهد الأموي

(41 - 132 هـ) (661 - 749 م)
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم:-
"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"
أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه وابن حنبل.
* * *
الفصل الأول
تاريخ بني أمية
تعريف ببني أمية:-
تنسب الدولة الأموية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان أمية هذا سيدًا من سادات قريش في الجاهلية.
وكان هو وعمه هاشم بن عبد مناف متنافسين على الرياسة والشرف.
وبعد أن جاء الإسلام انقلب التنافس إلى عداء ظاهر، فبنو أمية وقفوا ضد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعوته، أمَّا بنو هاشم فقد عاونوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحرسوه، ولم يدخل بنو أمية الإسلام إلا بعد أن لم يبق طريق غير الدخول فيه، وذلك بعد فتح مكة.
* * *
تشويه تاريخ بني أمية:-
وتاريخ بني أمية أصابه الكثير من التشويه، وكان ذلك من قبل العباسيين خصومهم السياسيين (الذين دُوِّن التاريخ في أيامهم)، ومن الشيعة والخوارج أعدائهم التقليديين، ومن قبل العوام الذين يتناقلون التاريخ بالألسن، فتعرضوا لاتهامات اتخذت عدة أشكال:-
1 - الاهتمام بالأحداث التاريخية التي تضع من مكانتهم، وتحط من قدرهم كمعاداتهم للإسلام في البداية، وتأخرهم في دخول الإسلام، ونسوا دورهم العظيم بعد إسلامهم كدورهم في الفتوحات.
2 - تسليط الأضواء على النكبات التي حصلت في عهدهم، مثل فاجعة كربلاء ومقتل الحسين وأهلها ووقعة الحرة، واستباحة حرمة المدينة، وضرب مكة والكعبة بالمنجنيق، وقتل عبد الله بن الزبير، وثورة زيد بن علي بن الحسين ومقتله، وإغفال ما حصل في تلك الأحداث من خطأ، وخروج على الخليفة، وشق عصا الطاعة.
3 - التركيز على نقاط ضعف النفس البشرية، من بعضهم، وترك كل جوانب الخير، ويتجلى ذلك بالذات في حق عثمان، وأبو سفيان، ومعاوية، وتصوير بعض ولاتهم بكل صور التعصب والباطل، كما حصل مع الحجاج وزياد بن أبيه.
4 - أشيعت شائعات سامة ضد بعض الخلفاء أمثال يزيد بن معاوية والوليد بن يزيد.
والذي نقوله أن المنهج الإسلامي تدهور قليلًا بعد العهد الراشدي، وبدأت زاوية الانحراف تزيد مع الزمن، والمجتمع المسلم عاش حياة قريبة من العهد الراشدي، وإن تأثر قليلًا نتيجة ما جاء من الغنائم والأموال، ودخول الإماء والسبايا للقصور والبيوت.
* * *
بنو أمية لهم فضائل كثيرة، أغفلها المؤرخون، منها:-
1 - كان معاوية صحابيًا جليلًا، وإن اجتهد في خروجه على الخليفة علي بن أبي طالب، ولم يوفق في اجتهاده، فإنه يبقى عدلًا، والصحابة كلهم عدول.
وكان مروان بن الحكم من الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن كثير من الصحابة كعمر بن الخطاب وعثمان وغيرهم، وعبد الملك كان من أهل العلم والفقه وقد كان من علماء المدينة قبل أن يتولى الخلافة، وكان عمر بن عبد العزيز من أئمة الاجتهاد، ويُعد من الخلفاء الراشدين.
2 - كان بنو أمية يقدمون أهل العلم والفضل غالبًا، ولا يتدخلون في شؤون القضاء.
3 - تمت على أيديهم أعظم الفتوحات الإسلامية، فوصلوا إلى الصين شرقًا، وبلاد الأندلس وجنوب فرنسا غربًا، فبلغت الدولة الإسلامية في عهدهم أقصى اتساع لها عبر التاريخ (1).
-----------------------------------------
(1) التاريخ الإسلامي الأموي/محمود شاكر ص 55، 56.
-----------------------------------------

4 - وتميز عهدهم بإحياء الأرض، وشق القنوات، وبناء المدن، وازدهار العمران والتنمية، ويجب أن لا ننسى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم..".
وهم عاشوا في القرن الذي يلي قرن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
* * *
الخلافة الأموية (41 - 132 هـ) (661 - 749 م):-
- قامت بعد انتهاء الخلافة الراشدة بمقتل علي في رمضان 40 هـ/661 م.
ويعد بدء الدولة الأموية من تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان في 25 ربيع الأول 41 هـ/661 م.
- وانتهت الدولة بهزيمة الخليفة مروان بن محمد في معركة الزاب في جمادى الأولى عام 132 هـ/749 م.
فدامت الدولة 91 عام، وتوالى عليها أسرتان، وحكمها 14 خليفة.
وكانت دمشق هي عاصمة الأمويين.
* * *
خلفاء بني أمية
* الأسرة السفيانية:
1 - معاوية بن أبي سفيان 41 - 60 هـ/661 - 679 م.
2 - يزيد بن معاوية 60 - 64 هـ/679 - 683 م.
3 - معاوية بن يزيد 64 هـ/683 م (40 يومًا فقط).
* * *
(64 - 73 هـ/683 - 692 م) فترة تداخل إمارة الأمويين مع خلافة عبد الله بن الزبير.
* * *
* الأسرة المروانية:-
4 - مروان بن الحكم 64 - 65 هـ/683 - 684 م.
5 - عبد الملك بن مروان بن الحكم 65 - 86 هـ/684 - 705 م.
6 - الوليد بن عبد الملك 86 - 96 هـ/705 - 714 م.
7 - سليمان بن عبد الملك 96 - 99 هـ/714 - 717 م.
8 - عمر بن عبد العزيز بن مروان 99 - 101 هـ/717 - 719 م.
9 - يزيد بن عبد الملك 101 - 105 هـ/719 - 723 م.
10 - هشام بن عبد الملك 105 - 125 هـ/723 - 742 م.
11 - الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125 - 126 هـ/742 - 743 م.
12 - يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126 - 126 هـ/743 م.
13 - إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك 126 - 127 هـ/743 - 744 م.
14 - مروان بن محمد بن مروان 127 - 132 هـ/744 - 749 م.
* * *



الباب الرابع: العهد الأموي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الرابع: العهد الأموي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الرابع: العهد الأموي   الباب الرابع: العهد الأموي Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 12:51 pm

الباب الرابع: العهد الأموي 4213
الفصل الثاني
خلفاء بني أمية
معاوية بن أبي سفيان (41 - 60 هـ) (661 - 679 م):-
نسبه: هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس.
* * *
حياته:-
حضر غزوة الخندق مع المشركين، وفرَّ معهم بعد هبوب الريح، أسلم عام الحديبية 6 هـ/627 م، وأخفى إِسلامه، وأظهره عام الفتح 8 هـ/629 م عندما أسلمت قريش، شهد مع رسول الله حنين والطائف، وأعطي من غنائمها الكثير، وعُد يومها من المؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه.
وكان أحد كتاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- روى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- 163 حديث، قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهديه " رواه الترمذي.
تُوفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ.
شهد اليرموك، وفتح دمشق تحت راية أخيه يزيد، وفتح قيسارية وبعض سواحل بلاد الشام.
جعله عمر بن الخطاب واليًا على بلاد الشام كلها، واستأذن عمر في غزو الروم بحرًا فرفض، غزا أرض الروم ووصل إلى عمورية (قرب أنقرة)، سمح له عثمان بالغزو بحرًا بعد إلحاح منه، فغزا قبرص وفتحها عام 28 هـ/648 م، انتصر على الروم في أعظم معركة بحرية خاضها المسلمون وهي معركة ذات الصواري عام 31 هـ/651 م.
* * *
خروجه على الخليفة:-
عندما بويع علي بن أبي طالب بالخلافة، عزل جميع الولاة، فرفض معاوية العزل، ورفض البيعة، فجرت حروب بينه وبين الخليفة، انتهت بمقتل علي على يد أحد الخوارج، فبويع ابنه الحسن، الذي ما لبث أن تنازل لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، وتوحيدًا لكلمتهم، فأصبح معاوية هو الخليفة الشرعي بدءًا من عام 41 هـ/661 م (الذي سمي بعام الجماعة).
استقرت الأمور، واستتب الأمن الداخلي، وعادت الفتوحات بعد توقفها بسبب الخلافات الداخلية.
* * *
الفتوحات الأموية:-
شملت الفتوحات في العهد الأموي ثلاث ميادين:-
- ضد الروم في آسيا الصغرى: وقد امتدت فشملت حصار القسطنطينية وبعض جزر البحر المتوسط.
- الشمال الأفريقي: وقد امتدت حتى المحيط ثم عبرت مضيق جبل طارق وامتدت إلى أسبانيا.
- الميدان الشرقي: امتد شرق العراق، ثم تفرع شمالا تجاه ما وراء النهر وجنوبًا فشمل بلاد السند.
ويلاحظ أن التوسع الإسلامي توقف بعد بني أمية.
فلم تتقدم الدولة العباسية عسكريًا خطوة واحدة للأمام (رغم أن الإسلام واصل انتشاره عن طريق الدعاة والتجار).
وقد استؤنفت بعد ذلك حركة التوسع الحربي في ظل الغزنونيين والعثمانيين (1).
* * *
الفتوحات في عهد معاوية:-
كانت الفتوحات في عهده واسعة، وعلى جبهتين رئيسيتين:-
أولًا - الجبهة الغربية:-
- بلاد الروم (تركيا): عُمِلت ثغور دائمة هناك، وكانت الحملات مستمرة، وكان الهدف فتح القسطنطينية، حوصرت عام 50 هـ/670 م - ثم من 53 - 61 هـ/672 - 680 م ولم تفتح.
كون معاوية أسطولًا ضخمًا مجهزًا في البحر المتوسط (1700 سفينة)، وحقق به عدة انتصارات، ففتح جزيرة جربا (بصقلية) عام 49 هـ/669 م، وجزيرة رودوس عام 53 هـ/672 م، وجزيرة كريت عام 55 هـ/624 م، وجزر بحر إيجه قرب القسطنطينية عام 57 هـ/680 م.
- في أفريقيا: فتحت بنزرت عام 41 هـ/661 م، وفتحت قمونية (قرب القيروان) عام 45 هـ/665 م، وسوسة في العام نفسه، وفتح عقبة بن نافع سرت
-----------------------------------------
(1) موسوعة التاريخ الإسلامي/د. أحمد شلبي، جـ 2/ص 96.
-----------------------------------------

ومغداس وطرابلس وأعاد فتح ودان، ودخل فزان وقفصة، وبنى مدينة القيروان سنة 50 هـ/670 م.
وفتح كورًا من بلاد السودان، وأخيرًا وصلت الفتوحات إلى الغرب الأوسط (الجزائر).
فكان عقبة بن نافع الفهري من أعظم القادة في هذا الميدان.
* * *
* ثانيًا - الجبهة الشرقية:-
الجبهة الشرقية تشمل:- بلاد ما وراء النهر، والسند أما بلاد ما وراء النهر (أو ما بين النهرين) فهي البلاد الواقعة بين نهري سيحون وجيحون،

وأهم ممالكها:-
طخارستان (عاصمتها بلخ)، صفانيان (عاصمتها شومان)، الصغد (سمرقند وبخارى)، فرغانة (عاصمتها جخندة)، خوارزم (عاصمتها الجرجانية)، أشروسنه (عاصمتها بنجكث)، الشاش (عاصمتها بنكث) (1).
ومعظم سكان تلك الجهات أمم وثنية، غزا المسلمون بلاد ما وراء النهر عام 41 هـ/661 م، ففتحوا سجستان عام 43 هـ/663 م، وبعض طخارستان في 45 هـ/665 م، ووصلوا إلى قوهستان، وفي عام 55 هـ/624 م، وصل عبيد الله بن زياد إلى تلال بخارى، وفي عام 44 هـ/664 م غزا المسلمون بلاد السند والهند.
وكان سكان تلك البلاد ينكثون مرة بعد أخرى، ولم تستقر الأوضاع نهائيًا إلا في عهد الوليد بن عبد الملك.
-----------------------------------------
(1) ممالك ما وراء النهر/د. عبد الهادي شعيرة، ص 206.
-----------------------------------------

الخوارج:-
هم الذين أجبروا عليًّا على وقف القتال في صفين لتحكيم القرآن، ثم رفضوا التحكيم، فخرجوا على عليٍّ في حروراء، وأفسدوا في الأرض فأبادهم علي في معركة النهروان، وبقي منهم الكثير في جيشه.
وقد تمكن أحدهم من قتل علي -رضي الله عنه-.
في عهد معاوية قامت لهم عدة ثورات في الكوفة والبصرة، فقُضِيَ عليها، وكان والي البصرة زياد بن أبيه وابنه عبيد الله شديدين جدًا عليهم.
والخوارج بدو أجلاف، شديدو الإيمان، شديدو البأس، يرون أن الناس اثنين مؤمن وكافر، فمن رأى رأيهم مؤمن، ومن خالفه كافر، ورموا عثمان وعليًّا ومعاوية بالكفر، فهم حاربوا كل من ليس من جماعتهم، واستباحوا دماء المسلمين، وتسببوا في الكثير من الويلات.
ويلاحظ أن أزهي انتصاراتهم كانت خلال عهد الدولة الأموية.
وأهم فرقهم الأزارقة، النجدات، الإباضية، العجاردة، والصفرية (1).
* * *
بيعة يزيد
أخذ معاوية البيعة لابنه يزيد في حياته، فكان أول خليفة مسلم يفعل ذلك، وكان أهم من عارضه من الصحابة الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر، وواجهته مصاعب جمة ومشاكل -رضي الله عنه- ومعارضات شديدة.
----------------------------------------
(1)    الملل والنحل/ الشهرستاني.
-----------------------------------------

حتى تمكن من هذا الأمر، وهذا التصرف الذي بدأ به معاوية لا يجوز شرعًا، فالخلافة إمامة للمسلمين جميعًا.
يتولاها الكفء منهم، ولا يجوز جعلها وراثية.
* * *
وفاته:-
سار معاوية في الناس سيرة حسنة، وحرص على جمع الكلمة.
ولم يبق معارضًا إلا عدد من الخوارج وتأثيرهم ضعيف.
كان عهد معاوية طويلًا ولكنه كان عريضًا أيضًا.
فقد كان من أنضر عهود الخلافة الإسلامية، كان الأمن الداخلي مستتب، وكل العناصر المعادية له مغلوبة، وفتوحاته الخارجية مستمرة على كل الجبهات، مجللة بالانتصارات، كما كانت سابقًا.
وما أخذه الصحابة وأبنائهم على معاوية أخذه البيعة لابنه يزيد.
تُوفي في رجب 60 هـ/679 م، فكانت خلافته عشرين عامًا.
وهو أول من وضع البريد في الإسلام، وأول من اتخذ ديوان الختم.
* * *
* يزيد بن معاوية 60 - 64 هـ/679 - 683 م:-
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
نشأ على شيء من الرفاهية والدلال، وعندما شب انصرف إلى اللهو والصيد، وقد وصلته الخلافة بعهدٍ من أبيه، فبايعته الأمصار في حياة أبيه، ما عدا نفر من المدينة، وقد حاول يزيد إجبارهم، فبايع ابن عمر وابن أبي بكر وابن عباس، أما الحسين وابن الزيير فقد رحلا إلى مكة، ولم يبايعا، وكانا يطمعان في الخلافة.
* * *
الفتوحات:-
حدثت فتوحات في أفريقية فقط، وهدأت في باقي الجهات بسبب الأحداث الداخلية والفتن. ففي أفريقيا واصل عقبة بن نافع الفتوحات غربًا ففتح بلاد الغرب كلها ووصل إلى المحيط الأطلسي، ويروى أن عقبة صعد على ربوة مقابل المحيط وقال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت مجاهدًا في سبيلك.
ولو كنت أعلم بعده أرضًا وناسًا لخضته إليهم.
* * *
الأحداث الداخلية:-
ثورات الشيعة:-
ثورات الشيعة كانت ثورات متصلة خلال العهد الأموي، بواعثها كراهية الأمويين، وهدفها إسقاطهم، بل وإضعاف المسلمين جميعًا.
* * *
فاجعة كربلاء 10 محرم 61 هـ/680 م (1):-
لم يبايع الحسين بن علي يزيدًا، وطلبه أهل العراق ليبايعوه وألحوا عليه، فخرج إليهم، وأخذ معه أهل بيته وخاصة جماعته، وقد نصحه كثيرون من أصحاب الرأي والمعرفة بعدم الخروج فلم ينتصح (ولعله اجتهد في ذلك فأخطأه التوفيق في اجتهاده) لقيته خيل عبيد الله بن قلاد والي البصرة والكوفة، فعدل إلى كربلاء، وهناك خيروه بين الاستسلام أو القتال فاختار القتال، فنشب القتال، فقاتل الحسين وأصحابه قتالًا
----------------------------------------
(1) البداية والنهاية/الحافظ ابن كثير جـ 8/ص 172.
----------------------------------------

مستميتًا، إلى أن قتل وكل أصحابه ومعظم أهل بيته، وحمل رأسه مع أهل بيته إلى يزيد، فبكى لما حدث، وأكرم نساء الحسين، ورحلهم إلى المدينة.
وكانت هذه فتنة أيسر ما نقول عنها إنها وسعت باب الفرقة والتهمت الآلاف والملايين من المسلمين، ولا يزال بابها مفتوحًا حتى كتابة هذه السطور.
* * *
وقعة الحرة واستباحة المدينة (ذو الحجة 63 هـ/683 م):-
وصل خبر كربلاء إلى المدينة، فأعلن عبد الله ابن الزبير خلع يزيد، وأخذ البيعة لنفسه، فبايعه أهل المدينة، فأرسل يزيد جيشًا دخل المدينة بعد إمهالها، فاستباح حرمتها وقتل المئات من الصحابة وأبنائهم فانهزمت، وواصل الجيش إلى مكة، وكان ابن الزبير قد فر إليها، فحوصرت مكة ورمي البيت بالمنجنيق وأُحْرِق بالنار، ثم مات يزيد أثناء حصار مكة، فرحل الجيش الأموي إلى الشام.
* * *
وفاته:-
كانت في ربيع أول 64 هـ/683 م، دامت خلافته 4 سنوات.
* * *
* معاوية (الثاني) بن يزيد 64 هـ/683 م:-
تولى بعد أبيه، ولمدة 40 يومًا فقط، ثم تنازل لمرضه وضعفه، واعتزل في بيته، حتى مات بعد 3 أشهر.
* * *
* انقطاع مؤقت للخلافة الأموية.
* * *
وخلافة عبد الله بن الزبير 64 - 73 هـ/683 - 692 م:-
حياته:-
هو عبد الله بن الزبير بن العوام، وأمُّهُ أسماء بنت أبي بكر الصديق، ولد بالمدينة، بعد الهجرة بسنة، وهو أول مولود للمهاجرين، لذا فرح به المسلمون، فقد كان هناك إدعاء أن عقمًا أصاب المهاجرين، وهو صحابي جليل، روى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- 33 حديثًا، شهد اليرموك، ودافع عن سيدنا عثمان يوم مقتله وجرح آنذاك. شارك في غزو القسطنطينية، وكانت له فتوحات في أفريقية في أيام معاوية، كان كثير العبادة، وكان فارس الخلفاء لا يوازيه أحد في شجاعته.
بعد مقتل الحسين في كربلاء، خلع بن الزيير الخليفة يزيد، ودعا لنفسه، فبايعته المدينة ومكة فقاتلها يزيد -كما ذكرنا- واستباح حرمتها، ومات يزيد أثناء حصار مكة عام 64 هـ/683 م فاستقرت الأمور لابن الزبير، وبايعته جميع الأمصار، ولم يبق لبني أمية إلا جزء من الشام فقط.
فصار هو الخليفة الشرعي.
وبناءً عليه فخلافة معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان (في مدته الأولى) خلافتهم باطلة (هؤلاء حكموا في الشام في فترة ابن الزبير) وهذا ما ذهب إليه أغلب أهل العلم (1).
----------------------------------------
(1) تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 212 - 215، والعقد الفريد، جـ 4/ 393.
----------------------------------------

الأحداث:-
* نشاط مروان بن الحكم:-
بعد موت يزيد تولى ابنه معاوية الذي تنازل فاعتزل، فبايع الأمويون مروان بن الحكم عام 64 هـ/683 م، فاستطاع أن يخضع الشام كلها لسيطرته، ثم استولى على مصر من ابن الزبير، وتُوفي عام 65 هـ/684 م، بعد أن عهد لابنه عبد الملك.
* * *
حركة المختار الثقفي 64 - 67 هـ/683 - 686 م:-
كان من أتباع ابن الزبير بمكة، ثم تمرد ورحل للكوفة، ودعا بإمامة المهدي من آل البيت، وكان ضالًا منحرفًا، قاصدًا الجاه والمال، فاستولى على الكوفة والموصل وهاجم مكة، فقاتله عبد الملك فغلبه المختار، وقتل قتلة الحسين ونكَّل بهم إرضاء للشيعة وقتل عبيد الله بن زياد، ثم قضى عليه مصعب بن الزبير، والي البصرة من قبل أخيه عبد الله سنة 67 هـ/686 م.
* * *
استيلاء عبد الملك على العراق والمدينة:-
خرج عبد الملك بنفسه لقتال مصعب بن الزبير، فانهزم مصعب وقتل سنة 71 هـ/690 م فخضعت العراق لعبد الملك، ثم قدم الجيش إلى المدينة المنورة، فأخضعها.
* * *
مقتل ابن الزبير وإخضاع مكة:-
سير عبد الملك جيشًا كبيرًا إلى مكة بقيادة قائده الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان ابن الزيير متحصنًا بها، حاصر الحجاج مكة، وضرب الكعبة بالمنجنيق، وتخاذل الناس عن ابن الزبير، فقاتل مع خاصته بشجاعة نادرة عند الكعبة، حتى سقطت عليه إحدى شرفات الكعبة فقتلته في عام 73 هـ/692 م.
فخضعت مكة لعبد الملك، وهكذا خضعت له الأمصار كلها فصار هو الخليفة الشرعي في عام 73 هـ/692 م.
دامت خلافة عبد الله بن الزبير 9 سنوات تقريبًا.
* * *
(عودة الخلافة الأموية)
* عبد الملك بن مروان 73 - 86 هـ/692 - 705 م:-
حياته وخلافته:-
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، ولاه معاوية على المدينة وعمره 16 عامًا.
وكان قبل خلافته عابدًا زاهدًا فقيهًا، ومن علماء المدينة، شارك في فتوحات أفريقيا عام 41، 45 هـ.
في سنة 65 هـ/684 م تولى الأمر بعد وفاة والده مروان بن الحكم، (وكان الخليفة ابن الزبير) فانتزع العراق من ابن الزبير، ثم أخضع الحجاز كلها بعد أن قتل ابن الزبير، فبايعته باقي الأمصار، وغدا الخليفة منذ عام 73 هـ/692 م، فاستقر له الوضع تمامًا.
ويعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية، فقد تولى والعالم الإسلامي متفكك واستطاع بحكمته وسياسته أن يرد البلاد كلها إلى الطاعة ويقضي على كل تمرد وعصيان.
* * *
الفتوحات:-
لم تحدث فتوحات واسعة في عهده لانشغاله في قتال الخوارج وقتال ابن الأشعث، وعاد إلى قتال الروم وكانوا يهددون بلاد الشام، أعيد فتح بلاد الغرب، وأشهر القادة في ميدان الشمال الأفريقي موسى بن نصير الذي أعاد الاستقرار للمنطقة بعد موت عقبة وفتح طنجة وسبتة.
حورب الترك في الشرق وبلاد ما وراء النهر، وسار محمد الثقفي لفتح السند، ولم تحصل فتوحات واسعة في المشرق، ولكن استقرار عهده مهد لفتوحات عظيمة في عهد ولده الوليد.
* * *
الأحداث:-
حركة عبد الرحمن بن الأشعت 81 - 85 هـ/700 - 704 م:-
سيره الحجاج (والي العراق) إلى قتال بلاد الترك سنة 81 هـ فحقق انتصارات ثم خلع طاعة الحجاج وعبد الملك، قاتل الحجاج وأخضع العراق، ثم دان له المشرق ما عدا خراسان جرت معارك ضخمة بينه وبين الأمويين إلى أن انهزم وفرَّ في عام 82 هـ، وقتل عام 85 هـ/704 م، وقتل الحجاج الكثير من العلماء الذين تبعوا ابن الأشعث، ومنهم التابعي سعيد بن جبير.
* * *
* الحجاج بن يوسف الثقفي:-
كان من أعظم رجال عبد الملك.
وقد عرف بالسياسة والدهاء والفتك والبطش والقسوة الشديدة (بحق أو بدون حق)، وكان من ضمن القادة الذين قاتلوا مصعب بن الزبير وضموا العراق إلى الأمويين ثم سيره عبد الملك لقتال عبد الله بن الزبير وإخضاع الحجاز.
فأخضعها وقتل ابن الزبير.
وصار واليًا عليها، وعندما تجددت الفتن بالعراق (كالعهد بها دومًا) ولاه عبد الملك عليها.
فاستخدم ضدهم كل وسائل البطش والفتك حتى استكانوا تمامًا، وامتد نفوذه حتى شمل الشرق كله، كما نرى، كان له دور كبير في تذليل العقبات التي واجهت الدولة الأموية ويبدو أن قسوته كانت لازمة لضمان الأمن والسلام والاستقرار.
* * *
الخوارج:-
قوي نشاطهم في العراق والجزيرة، واستطاع القائد الأموي المهلب بن أبي صفره أن يحقق انتصارات عظيمة عليهم، ويقضي على أعداد ضخمة منهم.
ومن القادة البارزين للخوارج في هذه الفترة قطري بن الفجاءة وشبيب الشيباني.
* * *
أعمال هامة له:-
إصدار العملة الإسلامية عام 76 هـ/695 م - إعادة بناء المسجد الأقصى - تعريب الدواوين 81 - 86 هـ/700 - 705 م.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 86 هـ/705 م، فكانت خلافته الشرعية 13 عامًا.
* * *
* الوليد بن عبد الملك 86 - 96 هـ/705 - 714 م:-
هو الوليد بن عبد الملك بن مروان، نشأ في الترف، كان ضعيف اللغة، تولى الخلافة بعد أبيه بعهد منه.
* * *
أهم أعماله:-
بدأ خلافته ببناء جامع دمشق، وانتهى منه بانتهاء خلافته (10 سنوات)، فكان هذا الجامع آية في الإبداع والروعة، بنى صخرة القدس، وسَّع مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقام بإصلاحات وأعمال عمرانية ضخمة.
* * *
الأوضاع في عهده:-
كانت هادئة في كل الولايات، فقد ضعف أمر الخوارج، ولم تقم حركة تُذكر في أيامه، وكان عهده عهد سعة ورخاء وأمن واستقرار.
* * *
الفتوحات:-
حدثت فتوحات واسعة وعظيمة جدًا، واتسمت بامتدادها على مختلف الجبهات، في الشرق والغرب والأندلس وفرنسا.
* * *
الجبهة الغربية:-
في بلاد الروم وصل القائد مسلمة بن عبد الملك إلى عمورية (أنقرة) وهرقله ففتحها سنة 89 هـ/707 م، ووصل المسلمون إلى خليج القسطنطينية، وغزوا أذربيجان وكان السكان ينقضون مرة بعد مرة، فكثرت الغزوات في تلك الجهات عام 93 هـ/711 م.
في البحر المتوسط: فتح المسلمون جزيرة صقلية وميورقة سنة 89 هـ/707 م.
في أفريقية: وطَّد موسى بن نصير الفتوحات هناك.
ثم عمل على نشر الإسلام بين البربر.
فتح الأندلس: قرر القائد موسى بن نصير أن يعبر المضيق وينشر الإسلام في بلاد أوروبا ويدخلها في نطاق الدولة الإسلامية، فسير القائد البربري طارق بن زياد إلى الأندلس بحرًا، ويروى أنه أحرق سفنه ليقطع على جنوده أمل العودة أو الهروب، وألقى خطابه الشهير: أيها الناس أين المفر.. البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم إلا الصدق والصبر.
فخاض معارك عظيمة وقتل حاكمها لذريق وفتحها سنة 92 هـ/710 م، وصل طارق وموسى إلى جبال البرانس، وأخضعا كل تلك المناطق ما عدا جليقية.
* * *
الجبهة الشرقية (بلاد الترك):-
في بلاد ما وراء النهر: اشتهر هناك القائد قتيبة بن مسلم الباهلي، فتح مدينة بيكند سنة 87 هـ/705 م - وغزا بلاد الصغد ونسف وكش عام 89 هـ/707 م - فتح بخارى في 91 هـ/709 م ثم فتح الطالقان والفارياب وبلخ.
ثم سمرقند عام 93 هـ/711 م - غزا بلاد الشاش وفرغانه حتى بلغ خوقند عام 94 هـ/712 م -وفتح كابل في 94 هـ/712 م أيضًا- فتح مدينة كاشغر (في تركستان الشرقية) عام 96 هـ/714 م، استطاع هذا القائد العظيم أن يمد فتوحاته إلى كل البلاد الواقعة بين النهرين (وهذا يشمل معظم مساحة الاتحاد السوفيتي السابق وبلاد أفغانستان) ثم واصل حتى دخل الصين.
وفرض الجزية على ملكها.
إلى هنا توقف قتيبة شرقًا.
أخضع قتيبة مناطق شاسعة جدًا، تجاوزت مساحتها 4 ملايين كيلو متر مربع تمتد من أواسط بلاد القفقاس إلى جنوب بحر الخزر، ثم تمتد شمالا لتتعمق في آسيا الوسطى، وتصل شرقًا إلى أواسط تركستان الشرقية، ثم تتجه غربًا نحو كابل (أفغانستان، سجستان) (1).
في بلاد السند (بلاد السند تكون معظم دولة باكستان حاليًا) أرسل الحجاج جيشًا ضخمًا إلى هذه البلاد بقيادة القائد الشاب محمد بن القاسم الثقفي (ابن أخيه)، تمكن القائد محمد بن القاسم الثقفي من تحقيق انتصارات ضخمة هناك وقتل داهر ملك السند، واحتل بلاد السند في الفترة 90 - 94 هـ/708 - 712 م، فكانت تلك من أعظم الفتوحات.
فبلغت الدولة الإسلامية في هذا العهد أقصى اتساع لها عبر التاريخ.
* * *
وفاة الوليد:-
تُوفي عام 96 هـ/714 م، ودامت خلافته عشر سنوات.
----------------------------------------
(1) العهد الأموي/محمود شاكر، ص 227.
----------------------------------------

* سليمان بن عبد الملك 96 - 99 هـ/714 - 717 م:-
هو سليمان بن عبد الملك بن مروان.
كان قبل خلافته واليًا على الرملة، وتولى الخلافة بعهد من أبيه، وكان أبوه قد عهد لولديه الوليد ثم سليمان.
* * *
خلافته:-
عندما تولى أمر بإقامة الصلاة في وقتها، وكانت تؤخر إلى آخر وقتها، وكانت الفترة الأولى من حكمه مملوءة بالانتقام المر لشخصه.
من عظماء ملأ ذكرهم الدنيا، كانوا قد وافقوا أخاه الوليد على عزل سليمان وتولية العهد لابنه وهم محمد بن القاسم الثقفي وقتيبة بن مسلم.
وكذلك آل الحجاج بن يوسف فبطش بهؤلاء جميعًا.
ونكل بالقائد العظيم موسى بن نصير.
حج سنة 97 هـ/715 م، عهد من بعده لابن عمه عمر بن عبد العزيز، وهذه أجل وأروع أعماله.
* * *
الفتوحات:-
كانت الفتوحات محدودة في أيامه، فعلى الجبهة الغربية غزا القسطنطينية برًا وبحرًا تحت قيادة مسلمة بن عبد الملك، ورابط بنفسه هناك، وأقسم ألا يعود حتى يفتحها، فتوفي أثناء حصارها عام 99 هـ/717 م.
على الجبهة الشرقية: فتح يزيد بن المهلب جرجان وطبرستان عام 98 هـ/716 م.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 99 هـ/717 م، فكانت خلافته ثلاث سنوات.
* * *
* عمر بن عبد العزيز 99 - 101 هـ/717 - 719 م:-
نحن الآن أمام صفحة رائعة من صفحات التاريخ الإسلامي، صفحة وصلت ما انقطع من تاريخ أبي بكر وعمر، ومن الممكن أن نقرر أن عهد عمر بن عبد العزيز -على قصره- كان عهدًا قائمًا بذاته، له خواصه الإسلامية الصافية، التي لم تتأثر بما يؤخذ علي بني أمية من اتجاهات (1).
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، كان قبل خلافته أميرًا على المدينة، وكان غارقًا في مظاهر التكبر والترف الأموي الصارخ.
* * *
خلافته وأعماله:-
تولى بعهد من ابن عمه سليمان بدون علمه، فلم يكن يسعى لها أو يريدها، وتبدل كليًا منذ خلافته، فهجر كل ألوان النعيم، وصار عابدًا زاهدًا، ضيَّق على نفسه وأهله فردَّ كل ما لديه من أموال وقطائع إلى بيت المال، وكذلك أموال ومجوهرات زوجته فاطمة بنت عبد الملك.
واسترد من بني أمية كل ما أعطوا من قطائع وهبات، وأعادها لبيت المال، وحرم نفسه أن يأخذ من بيت المال شيئًا، وامتاز عهده بكثير من الإصلاحات، فأصلح الأراضي وحفر الآبار وبنى المساجد، ووزع الصدقات حتى قضى على الفقر، فلم يبق في عهده من يأخذ من أموال الزكاة أو الصدقات، وعزل الولاة الظالمين.
فكان لصلاحه وتقواه يعد من الخلفاء الراشدين.
----------------------------------------
 (1) موسوعة التاريخ الإسلامي، د. أحمد شلبي، جـ 2/ص 72.
----------------------------------------

الفتوحات:-
فك حصار القسطنطينية، وأمر بعودة الجيوش الإسلامية، واستمرت الحملات على الترك في بلاد الروم.
غزا المسلمون فرنسا، واخترقوا جبال البرانس، ووصلوا إلى مقاطعتي سبتمانيا وبروفانس، وحاصروا طولوز، ولكن لم يحقق المسلمون نتائج ملموسة في فرنسا، وقلت الحروب في فترته، ونشطت الدعوة للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فدخل الكثيرون في الإسلام.
* * *
الأحداث:-
كانت مدته قصيرة، ولم تحدث أية أحداث داخلية ذات أهمية، حتى أن الخوارج أوققوا نشاطهم الثوري، والتقوا مع عمر للتفاهم معه بالحجة، وانصاع له كثيرون منهم.
* * *
بدء الدعوة العباسية (1):-
ادَّعت فرقة الكيسانية (الرافضية) أن الإمامة في عقب محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية)، ثم دعوها لابنه أبي هاشم الذي كان ينتقد الأمويين، وقبل موته طلب من ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (المقيم بالحميمة في الأردن) طلب منه تقويض الحكم الأموي والدعوة إلى آل البيت، فبدأ ينفذ من عام 100 هـ/718 م.
----------------------------------------
(1) البداية والنهاية/ابن كثير، جـ 9/ص 189.
----------------------------------------

وفاة عمر:-
تُوفي في رجب 101 هـ/719 م، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر فقط، وكانت خلافته -رضي الله عنه- نعمة وخيرًا على الإسلام والمسلمين.
* * *
* يزيد بن عبد الملك 101 - 105 هـ/719 - 723 م:-
هو يزيد بن عبد الملك بن مروان، نشأ في الرفاهية والدلال، فلم يشعر بقيمة السلطان، إذ أتاه الحكم ولم يتعب عليه، تولى بعد عمر بعهد من أخيه سليمان، شغل عن الحكم بجاريتين أحبهما هما: حبابه وسلامة، ويقال إنه مات كمدًا على موت حبابة، كما يروي الكثير من المؤرخين.
ورغم أننا لا نعفي يزيد من الخلاعة والمجون، إلا أننا نستبعد مثل هذه الروايات التي تبدو من نسيج الخيال، وربما وضعها أعداء بني أمية (الذين دُوِّن التاريخ في عهدهم).
ويلاحظ أنه عندما تولى الشباب الخلافة في أواخر الدولة الأموية أدى هذا إلى توقف الفتوحات وضعف الدولة وبداية نهايتها.
* * *
الفتوحات:-
أعيد فتح أرمينيا وبلاد اللان، انهزم المسلمون وتراجعوا إلى جنوب فرنسا عام 102 هـ/720 م - غزو صقلية - وغزو بلاد الصغد عام 104 هـ/722 م.
* * *
الأحداث:-
نشط الخوارج بقيادة شوذب فهزموا الأمويين في كثير من المعارك، إلى أن قُضِيَ عليهم وعلى زعيمهم شوذب.
ومن أهم الأحداث في عهده ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في العراق (أرض الثورات)، فانتصر يزيد عليهم وقتل ابن المهلب، وقضى على آل المهلب كلهم. وقد كانوا فيما مضى من أشهر قواد الأمويين الذين جلبوا لهم الانتصارات.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 105 هـ/723 م، فكانت مدته أربع سنوات.
* * *
* هشام بن عبد الملك 105 - 125 هـ/723 - 742 م:-
هو هشام بن عبد الملك بن مروان.
استخلف بعهد من أخيه يزيد، كان يولي أولاده الجهاد في بلاد الروم وعرف عهده بالإصلاحات الواسعة وعمَّر الأراضي - بنى مدينة الرصافة، ضبط الدواوين تمامًا، وكان عارفًا بالأمور حليمًا ويكره سفك الدماء.
وعرف بالبخل.
* * *
الفتوحات:-
كان الجهاد مستمرًا بدون فتوحات جديدة، في فرنسا تقدم القائد عبد الرحمن الغافقي بجيوشه إلى أن وصل إلى وسط فرنسا فأصيب الفرنجة برعب شديد.
كما أثار ذلك خوف المسيحيين في جميع أنحاء أوروبا، فتجمعوا جميعًا تحت قيادة (شارل مارتن)، فجرت معركة هائلة في بواتييه هي معركة (بلاط الشهداء)، قتل فيها الغافقي وتراجع الجيش إلى جنوب فرنسا عام 114 هـ/732 م، فكانت هذه أعظم الواقع خطرًا على فرنسا.
* * *
الأحداث:-
ثورة زيد بن علي بن الحسين: خرج علي بني أمية بالكوفة عام 121 هـ/738 م ثم تخاذل عنه الكوفيون (كعادتهم) فقاتل قتالا عظيمًا حتى قضى عليه في عام 122 هـ/739 م، ثم ثار ابنه يحيى في بلخ بخراسان.
فقتله الأمويون عام 125 هـ/742 م.
وتنسب إلى زيد وابنه يحيى فرقة الزيدية الشيعية.
* * *
الدعوة العباسية:-
نشطت الدعوة في هذه الفترة، وكان مركزها في الكوفة، ومجال انتشارها في خراسان، كان الأمويون يتعقبون الدعاة ويقتلونهم.
مات صاحب الدعوة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عام 124 هـ/741 م، وتولى ابنه إبراهيم.
ظهر في هذه الفترة نشاط أبي مسلم الخراساني كأحد أبرز الدعاة.
* * *
وفاة هشام:-
تُوفي عام 125 هـ/742 م، ودامت خلافته عشرون عامًا.
في عهده خطت الدولة خطوة نحو الضعف، وذلك بسبب قيام العصبية بين عرب الشمال وعرب الجنوب.
وبخاصة في خراسان.
وهذا مما ساعد الشيعة على تحقيق انتصارات جديدة في تلك البقاع.
* * *
* الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125 - 126 هـ/742 - 743 م:-
استخلف بعهد من أبيه يزيد بعد عمه هشام، أسرف في شهواته وخلاعته ومجونه، فنقم عليه الناس، وبايعوا سرًا ابن عمه يزيد بن الوليد الذي كان معروفًا بالصلاح.
فنادى يزيد بخلعه وهو غائب، ثم أرسل إليه جماعة فقتلوه في عام 126 هـ/743 م، فكانت مدته سنة و3 أشهر.
* * *
سلوكياته:-
وقد أشيع عنه انحرافات ومنكرات تبدو كالأساطير، حتى إن البعض تصوره زنديقًا، محتقرًا للقرآن.
مهاجمًا تعاليم الإسلام.
ولو صح ذلك لكانت فرصة لعمه هشام لعزله، ولكن ذلك لم يحصل كما أن أشياعه الذين دافعوا عنه قبل مقتله كانوا كثيرين.
والثورات التي طالبت بالثأر له لم تهدأ حتى انتصر أتباعه بقيادة مروان بن محمد.
* * *
* يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126 هـ/743 م:-
بويع بعد أن قتل ابن عمه الفاسد الوليد في عام 126 هـ.
كان عهده قصيرًا ومضطربًا، فلم يهنأ بالخلافة يومًا، فقد ظهرت الفتن، واختلفت كلمة بني مروان، ثار أهل حمص ثم أهل فلسطين فأخمد ثورتهم، وبدأت الفتنة تظهر بين القيسية واليمانية خاصة في خراسان.
* * *
وفاته:-
مات بالطاعون بعد ستة أشهر من خلافته في عام 126 هـ/743 م.
* * *
* إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك 127 هـ/744 م:-
تولى بعد أخيه يزيد، فخرج عليه مروان بن محمد بن مروان الذي كان يدعو بالثأر للوليد بن يزيد وإلى بيعة ابني الوليد بن يزيد، فقتلهما إبراهيم في سجنهما، وصل مروان إلى دمشق.
فهرب إبراهيم.
ودام حكمه 70 يوم فقط.
تولى بعدها مروان بن محمد.
* * *
* مروان بن محمد 127 - 132 هـ/744 - 749 م:-
(وزوال الدولة الأموية)
حياته:-
هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم.
يلقب بالحمار لنشاطه وجرأته في الحروب، غزا أرض الروم عام 105 هـ/723 م، وفتح مدينة قونية، وكان أمير أرمينيا وأذربيجان.
* * *
خلافته:-
بويع بالخلافة بعد أن دخل دمشق، وهرب منها إبراهيم عام 127 هـ/744 م.
* * *
الأحداث:-
كانت فترته فترة اضطرابات وفتن إلى أن زالت الدولة.
* * *
الخوارج:-
اشتد أمرهم في العراق.
واستولوا على المدينة.
وخرجوا في خراسان لكن قضي عليهم.
* * *
زوال الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية:-
أصبحت الدعوة العباسية قوية، فأعلنت في عام 129 هـ/746 م.
فقبض مروان على زعيمها إبراهيم وقتله، ثم تولى أخوه أبو العباس السفاح، الذي توجه بأهله إلى الكوفة.
فبويع هناك بالخلافة عام 132 هـ/749 م.
وأخضع العباسيون خراسان والعراق.
والتقى مروان بن محمد مع العباسيين على نهر الزاب (بين الموصل وأربيل) فهزم جيشه عام 131 هـ/748 م، ففر إلى عدة جهات.
إلى أن قتله العباسيون في مصر سنة 132 هـ/749 م.
وبمقتله زالت دولة بني أمية وقامت الدولة العباسية.
* * *
وبعد...
ذلك هو العصر الأموي.
عصر حافل بالحركات السياسية والحركات الفكرية، ولا نزاع أنه لا ينافسه عصر آخر فيما خلَّد من فتوح، وما جذب للإسلام من جموع، فهو عصر فريد بين عصور التاريخ الإسلامي، وجدير بأن يكون مفخرة للمسلمين في جميع البقاع حتى العهد الحاضر.
* * *



الباب الرابع: العهد الأموي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الرابع: العهد الأموي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الرابع: الاحتفالات بالكسوة في العهد السعودي الثاني
» الباب السابع: العهد العثماني والحديث
» الباب السابع والثلاثون في الوفاء بالوعد وحفظ العهد ورعاية الذمم
» الباب الرابع: الحسـيدية
» الباب الرابع: الإعتاق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: موجز التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: